ابنة الاسلام
04 Jun 2010, 12:26 PM
العقيدة في الصحابة والخلافة والإمامة
كتبه/ الشيخ /
ياسر برهامي حفظه الله وشفاه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
إن من المسائل الكبرى في أمور الاعتقاد: مسألة الاعتقاد في الصحابة -رضي الله عنهم-، صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته الكرام -رضوان الله عليهم-، وكذلك مسألة الخلافة والإمامة.
وحب الصحابة جزء من الإيمان بالله -تعالى-، وبالرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبالقرآن العظيم، وباليوم الآخر، فهو جزء من الإيمان بالله -تعالى-، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله)،
فلا يكون هناك إيمان لمن يبغض من أحبهم الله، ولا لمن يحب من يبغضهم الله.
ومن الإيمان بالقرآن؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- بيَّن لنا في كتابه فضل الصحابة -رضي الله عنهم- ومنزلتهم، وبيَّن لنا وجوب مراعاة قرابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة حقهم،
فقد قال -تعالى-:
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم).
ومن الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر من سب صحباته، وشهد لأعداد منهم بالجنة، وبيَّن من منهم أفضل هذه الأمة، وأثنى عليهم،
فمن كذّب ذلك فهو يكذِّب ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الجانب.
ومن الإيمان باليوم الآخر أيضاً؛ لأن من الإيمان باليوم الآخر الشهادة لمن شهد له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجنة،
وثبت أنهم من أولياء الله -تعالى- بنص الكتاب والسنة،
فهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وذلك يستوجب معرفة منزلتهم في الآخر كذلك،
فمن اتهمهم بالكفر أو بالفسق أو أنهم في النار فهو ضالٌّ مضِلٌّ.
كما أن معرفة الخلافة والإمامة في هذه الأمة من أعظم أسباب نهضتها، ومن أعظم منا يحفز همم المسلمين على العمل للوصول إلى ما أوجب الله -تعالى- عليهم من إقامة الأمة الواحدة التي بها ينتشر الدين وينتصر ويجاهد في سبيل الله -تعالى-.
أضف إلى ذلك أن هذه المسألة هي من أكبر المسائل التي أدى الخلاف فيها إلى ظهور أكثر طوائف أهل البدع خطراً على المسلمين،
ومن أكبرها عدداً، ومن أشدها عداوة لأهل السنة وهي طائفة الروافض أو الشيعة بأنواعها المختلفة،
وأن هذا من أقدم الخلاف الذي ظهر،
وكان اليهود من وراء هذه البدعة في الأصل، حيث ظهر عبد الله بن سبأ اليهودي الذي انتسب للإٍسلام ونافق، وكان هو أحد المحرضين على قتل عثمان -رضي الله عنه-،
وأحد المنشبين للقتال والمخطط له في واقعة الجمل وواقعة الجمل وواقعة صفين بعد ذلك.
وهو الذي ابتدع بدعة الغلو في أهل البيت، حتى زعم -وصدَّقه على زعمه ذلك طائفة- أن علياً هو الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً،
وحاول في ذلك ما حاوله اليهود في دين المسيح، حيث دخل ذلك اليهودي بولس إلى دين المسيح زاعماً انتسابه إلى النصرانية ثم ابتدع البدعة الفظيعة الكفرية وهي تأليه المسيح،
وحاول هذا اليهودي عبد الله سبأ ذلك في علىٍّ، وتبعته طائفة وهم السبئية،
وهي أول فئة شيعية غالية ظهرت في التاريخ في عهد علىّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذي طلب القبض على عبد الله بن سبأ هذا لما سمع بهذه المقالة الفظيعة، فهرب منه عبد الله بن سبأ، وأدرك علىّ أصحابه ودعاهم إلى الإسلام،
وحذَّرهم من مغبة كفرهم حين اعتقدوا فيه الإلهية، ثم لما أصروا تولى قتلهم بنفسه -رضي الله عنه- حرقاً بالنار، وكان ذلك مما أخذ عليه،
لكنه برر فعله بأنه وجد أمراً فظيعاً ما كان يتصوره أذهله وأنساه نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التعذيب بالنار، واستحسن في النهاية قول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لو كنت أنا لم أحرِّقْهم لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لا تعذِّبوا بعذاب الله)،
ولقتلتهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بدَّل دينه فاقتلوه).
والعجب من أن هؤلاء القوم ظلُّوا على اعتقادهم الكفري رغم حرقهم، بل قالوا:
(تيقنا أنك أنت الله، لأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، وأنت تعذب بالنار).
فظلوا على كفرهم ذلك.
ولا تزال هذه الطوائف مؤثرة تأثيراً فظيعاً في المسلمين، وهذه الطائفة -وهي الطائفة العلوية أو النصيرية- لم تزل عبر التاريخ من أخطر الفرق الموالية لأعداء الله -تعالى-،
التي تكره المسلمين كراهية فظيعة، وهم يعتقدون إلهية على -رضي الله عنه-،
وإن كانوا في الحقيقة بلا دين ولا ملة، ولا يمكن أن يكونوا ضمن فرق الأمة؛
لأنهم خارجون من الملة بالكلية، ولكن من ينظر في تاريخ هذه الفرقة وأمثالها من الفرق الباطنية التي تعتقد إلهية أحد الأئمة أو كل الأئمة من أهل البيت كما يزعمون،
أو الإمام القائم -كما يقولون- على فرقهم المختلفة كالإسماعيلية والقرامطة والبَهَرَة، والطوائف المختلفة التي تنتسب إلى الفكر الباطني الشيعي الغالي الذي ظاهره التشيع وباطنه الكفر، والذي ينظر في تاريخها يجد أن هذه الفِرق كانت دائما أكبر معول هدم في المجتمع المسلم وفي الدولة المسلمة، ويكفي أن أعداء الإسلام من الصليبيين كانوا دائماً يعتمدون عليهم،
وما زالوا في كثير من بلاد المسلمين هم أعظم من يعين اليهود والنصارى على قضاء ما يريدونه من بلاد المسلمين، ومعلوم أن الغرب في البلاد التي احتلها كان يمَكِّن لهذه الطوائف من المواقع الحساسة الخطيرة التي يتمكن بها من خداع ملايين المسلمين، لانتساب هذه الطوائف إلى الإسلام، مع كونهم في الحقيقة يحاربون الإسلام بكل قوة.
ومعلوم عبر التاريخ أن الدولة الباطنية المسماة في التاريخ بالفاطمية،
والتي كانت عقيدتها هذا الكفر الفظيع، الذي هو الغلو في التشيع الذي يوصِّل إلى تأليه الأئمة، وتأليه القائمين بالأمر كانت أعظم سبب لسقوط بيت المقدس في يد الصليبيين عندما سقط في أيديهم.
وكذلك فتنة القرامطة الذي اقتلعوا الحجر الأسود من بيت الله الحرام، وظل عندهم عشرين سنة، وقتلوا من بالمطاف من الحجيج،
وألقوهم في بئر زمزم، فمعلوم خطر هذه الفرق على الأمة.
والرافضة غي الغلاة مع غلوهم وضلالهم لكن خصصنا قبلهم باسم الغلاة التفريق بينهم في الحكم يسبون الصحابة، خصوصاً أبا بكر وعمر -رضي الله عنهم-.
فلا ينبت هذا الفكر الغالي الفظيع الكفري إلا هذا الوسط المبتدع الذي هو وسط بدعة التشيع التي هي في الجملة لا تدين بذلك صراحة،
لكن لوازم قولهم من تفضيل الأئمة على الأنبياء، واعتقاد أن الأئمة لهم سلطان على كل ذرات الكون، وأنهم يعلمون علم الغيب، ونحو ذلك، مآله إلى تأليههم في الحقيقة،
لكنه ليس بتصريح كالفرق الغالية منهم، فالغلاة منهم يصرحون بأن عليا هو الله، أو أن القائم بالأمر هو الله، وأن الأئمة يجتمع فيهم الناسوت واللاهوت، كالدروز الذي يعتقدون أن الحاكم بأمر الله هو الله، وأنه ناسوت ولاهوت،
أي جزء ناسي وجزء إلهي، وكذا الطوائف الإسماعيلية وغير ذلك، والمقصود أن هؤلاء خطرهم كبير، وبلاؤنا بوجود هذه الدولة التي تنشر الفكر الشيعي وتحارب من أجله،
يمهد لظهور الفرق الكافرة الخارجة عن الملة نوعاً وعيناً،
طائفة الرافضة غير الغلاة هناك نزاع بين أهل العلم في تكفيرهم بالعموم، وبعض أهل العلم يخرجهم خارج الثنتين والسبعين فرقة،
وهو اجتهاد سائغ عند أهل السنة، لا يخرج قائله من أهل السنة، لكنه قول مرجوح، والصحيح أن هذه الطائفة ضمن فرق الأمة،
وإنما يكفر المعين منها بعد إقامة الحجة، فأقوالهم أقوال كفرية، لكن المعين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة.
أما طوائف الدروز والإسماعيلية والباطنية بصفة عامة والعلويين فهم كفار نوعاً وعيناً، وكما سقنا هذا الكلام قبل ذلك في الكلام على مسائل الإيمان، فإذا أضفنا هذه المسألة على ما سبق تتبين لنا أهمية هذه المسألة: الاعتقاد في الصحابة وأهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-،
والخلافة والإمامة.
كتبه/ الشيخ /
ياسر برهامي حفظه الله وشفاه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
إن من المسائل الكبرى في أمور الاعتقاد: مسألة الاعتقاد في الصحابة -رضي الله عنهم-، صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته الكرام -رضوان الله عليهم-، وكذلك مسألة الخلافة والإمامة.
وحب الصحابة جزء من الإيمان بالله -تعالى-، وبالرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبالقرآن العظيم، وباليوم الآخر، فهو جزء من الإيمان بالله -تعالى-، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله)،
فلا يكون هناك إيمان لمن يبغض من أحبهم الله، ولا لمن يحب من يبغضهم الله.
ومن الإيمان بالقرآن؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- بيَّن لنا في كتابه فضل الصحابة -رضي الله عنهم- ومنزلتهم، وبيَّن لنا وجوب مراعاة قرابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة حقهم،
فقد قال -تعالى-:
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم).
ومن الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذر من سب صحباته، وشهد لأعداد منهم بالجنة، وبيَّن من منهم أفضل هذه الأمة، وأثنى عليهم،
فمن كذّب ذلك فهو يكذِّب ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الجانب.
ومن الإيمان باليوم الآخر أيضاً؛ لأن من الإيمان باليوم الآخر الشهادة لمن شهد له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجنة،
وثبت أنهم من أولياء الله -تعالى- بنص الكتاب والسنة،
فهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وذلك يستوجب معرفة منزلتهم في الآخر كذلك،
فمن اتهمهم بالكفر أو بالفسق أو أنهم في النار فهو ضالٌّ مضِلٌّ.
كما أن معرفة الخلافة والإمامة في هذه الأمة من أعظم أسباب نهضتها، ومن أعظم منا يحفز همم المسلمين على العمل للوصول إلى ما أوجب الله -تعالى- عليهم من إقامة الأمة الواحدة التي بها ينتشر الدين وينتصر ويجاهد في سبيل الله -تعالى-.
أضف إلى ذلك أن هذه المسألة هي من أكبر المسائل التي أدى الخلاف فيها إلى ظهور أكثر طوائف أهل البدع خطراً على المسلمين،
ومن أكبرها عدداً، ومن أشدها عداوة لأهل السنة وهي طائفة الروافض أو الشيعة بأنواعها المختلفة،
وأن هذا من أقدم الخلاف الذي ظهر،
وكان اليهود من وراء هذه البدعة في الأصل، حيث ظهر عبد الله بن سبأ اليهودي الذي انتسب للإٍسلام ونافق، وكان هو أحد المحرضين على قتل عثمان -رضي الله عنه-،
وأحد المنشبين للقتال والمخطط له في واقعة الجمل وواقعة الجمل وواقعة صفين بعد ذلك.
وهو الذي ابتدع بدعة الغلو في أهل البيت، حتى زعم -وصدَّقه على زعمه ذلك طائفة- أن علياً هو الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً،
وحاول في ذلك ما حاوله اليهود في دين المسيح، حيث دخل ذلك اليهودي بولس إلى دين المسيح زاعماً انتسابه إلى النصرانية ثم ابتدع البدعة الفظيعة الكفرية وهي تأليه المسيح،
وحاول هذا اليهودي عبد الله سبأ ذلك في علىٍّ، وتبعته طائفة وهم السبئية،
وهي أول فئة شيعية غالية ظهرت في التاريخ في عهد علىّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- الذي طلب القبض على عبد الله بن سبأ هذا لما سمع بهذه المقالة الفظيعة، فهرب منه عبد الله بن سبأ، وأدرك علىّ أصحابه ودعاهم إلى الإسلام،
وحذَّرهم من مغبة كفرهم حين اعتقدوا فيه الإلهية، ثم لما أصروا تولى قتلهم بنفسه -رضي الله عنه- حرقاً بالنار، وكان ذلك مما أخذ عليه،
لكنه برر فعله بأنه وجد أمراً فظيعاً ما كان يتصوره أذهله وأنساه نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التعذيب بالنار، واستحسن في النهاية قول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لو كنت أنا لم أحرِّقْهم لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لا تعذِّبوا بعذاب الله)،
ولقتلتهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بدَّل دينه فاقتلوه).
والعجب من أن هؤلاء القوم ظلُّوا على اعتقادهم الكفري رغم حرقهم، بل قالوا:
(تيقنا أنك أنت الله، لأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، وأنت تعذب بالنار).
فظلوا على كفرهم ذلك.
ولا تزال هذه الطوائف مؤثرة تأثيراً فظيعاً في المسلمين، وهذه الطائفة -وهي الطائفة العلوية أو النصيرية- لم تزل عبر التاريخ من أخطر الفرق الموالية لأعداء الله -تعالى-،
التي تكره المسلمين كراهية فظيعة، وهم يعتقدون إلهية على -رضي الله عنه-،
وإن كانوا في الحقيقة بلا دين ولا ملة، ولا يمكن أن يكونوا ضمن فرق الأمة؛
لأنهم خارجون من الملة بالكلية، ولكن من ينظر في تاريخ هذه الفرقة وأمثالها من الفرق الباطنية التي تعتقد إلهية أحد الأئمة أو كل الأئمة من أهل البيت كما يزعمون،
أو الإمام القائم -كما يقولون- على فرقهم المختلفة كالإسماعيلية والقرامطة والبَهَرَة، والطوائف المختلفة التي تنتسب إلى الفكر الباطني الشيعي الغالي الذي ظاهره التشيع وباطنه الكفر، والذي ينظر في تاريخها يجد أن هذه الفِرق كانت دائما أكبر معول هدم في المجتمع المسلم وفي الدولة المسلمة، ويكفي أن أعداء الإسلام من الصليبيين كانوا دائماً يعتمدون عليهم،
وما زالوا في كثير من بلاد المسلمين هم أعظم من يعين اليهود والنصارى على قضاء ما يريدونه من بلاد المسلمين، ومعلوم أن الغرب في البلاد التي احتلها كان يمَكِّن لهذه الطوائف من المواقع الحساسة الخطيرة التي يتمكن بها من خداع ملايين المسلمين، لانتساب هذه الطوائف إلى الإسلام، مع كونهم في الحقيقة يحاربون الإسلام بكل قوة.
ومعلوم عبر التاريخ أن الدولة الباطنية المسماة في التاريخ بالفاطمية،
والتي كانت عقيدتها هذا الكفر الفظيع، الذي هو الغلو في التشيع الذي يوصِّل إلى تأليه الأئمة، وتأليه القائمين بالأمر كانت أعظم سبب لسقوط بيت المقدس في يد الصليبيين عندما سقط في أيديهم.
وكذلك فتنة القرامطة الذي اقتلعوا الحجر الأسود من بيت الله الحرام، وظل عندهم عشرين سنة، وقتلوا من بالمطاف من الحجيج،
وألقوهم في بئر زمزم، فمعلوم خطر هذه الفرق على الأمة.
والرافضة غي الغلاة مع غلوهم وضلالهم لكن خصصنا قبلهم باسم الغلاة التفريق بينهم في الحكم يسبون الصحابة، خصوصاً أبا بكر وعمر -رضي الله عنهم-.
فلا ينبت هذا الفكر الغالي الفظيع الكفري إلا هذا الوسط المبتدع الذي هو وسط بدعة التشيع التي هي في الجملة لا تدين بذلك صراحة،
لكن لوازم قولهم من تفضيل الأئمة على الأنبياء، واعتقاد أن الأئمة لهم سلطان على كل ذرات الكون، وأنهم يعلمون علم الغيب، ونحو ذلك، مآله إلى تأليههم في الحقيقة،
لكنه ليس بتصريح كالفرق الغالية منهم، فالغلاة منهم يصرحون بأن عليا هو الله، أو أن القائم بالأمر هو الله، وأن الأئمة يجتمع فيهم الناسوت واللاهوت، كالدروز الذي يعتقدون أن الحاكم بأمر الله هو الله، وأنه ناسوت ولاهوت،
أي جزء ناسي وجزء إلهي، وكذا الطوائف الإسماعيلية وغير ذلك، والمقصود أن هؤلاء خطرهم كبير، وبلاؤنا بوجود هذه الدولة التي تنشر الفكر الشيعي وتحارب من أجله،
يمهد لظهور الفرق الكافرة الخارجة عن الملة نوعاً وعيناً،
طائفة الرافضة غير الغلاة هناك نزاع بين أهل العلم في تكفيرهم بالعموم، وبعض أهل العلم يخرجهم خارج الثنتين والسبعين فرقة،
وهو اجتهاد سائغ عند أهل السنة، لا يخرج قائله من أهل السنة، لكنه قول مرجوح، والصحيح أن هذه الطائفة ضمن فرق الأمة،
وإنما يكفر المعين منها بعد إقامة الحجة، فأقوالهم أقوال كفرية، لكن المعين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة.
أما طوائف الدروز والإسماعيلية والباطنية بصفة عامة والعلويين فهم كفار نوعاً وعيناً، وكما سقنا هذا الكلام قبل ذلك في الكلام على مسائل الإيمان، فإذا أضفنا هذه المسألة على ما سبق تتبين لنا أهمية هذه المسألة: الاعتقاد في الصحابة وأهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-،
والخلافة والإمامة.