أبو يوسف
22 Sep 2004, 07:40 AM
عفته
وأما عفته عليه السلام فقد صورته الآيات الكريمات في قوله تعالى{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ(24)وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(25)قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ(26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ(27)فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ(28)يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ(29) ) إلى قوله تعالى { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(34) }([1])
إن تصوير القرآن لعفة يوسف عليه السلام لاتستدعي إلى مستزيد ؛فقد كانت الدواعي مشرعة، والأمور مهيئة ، ولو لم تكن عفته كالجبال الرواسي- بعد توفيق الله تعالى -لما نجا من ذلك الشباك الذي وضع له .
إن عنصر الشهوة ونزواتها والاستجابة لها والآندفاع إليها ليست بالأمر الهين، ودفعها والتخلص منها ليست بالسهل الميسور، ويعلم المجربون الواقعيون الفرق بين القول والعمل؛ فعندما يتحدث أي شخص من الأشخاص عن الجهاد-مثلا يختلف عن الجهاد الفعلي وبخاصة إذا كان المتكلم موهوبا فإن التفاعل يصل إلى درجةمائة عنده وعند الجمهور المستقبــل.
لكن عندما يأتي دور الجهاد الفعلي، والممارسة الميدانية ؛ فإن الأمر يختلف وقد لايثبت من هؤلاء إلا القليل القليل ؛ الجهاد الفعلى يستدعي نفوسا متفانية ؛ يُبنى هذا التفاني على القناعة التي رست على تربية متينة ، والطول من لوازمها -غالبا-ومعرفة قيمة الدنيا وقيمة الآخرة مهم في التأثيرعلى حياة الإنسان قال تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا(45)}([2])
وقال تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا(45)} ([3])
وقال تعالى {وللآخرة خير لك من الأولى}([4])
هذا في حانب من الجوانب . والعفة حبيبة إلى النفوس التي لم تلطخها المعاصي ؛ ولكن الحديث عنها والاستماع إليها شيء ؛ والممارسة العملية شيء آخر وهي تحتاج مااحتيج إليه في المثال السابق ([5]) وبهذا يتضح قوة شخصية نبي الله يوسف عليه السلام على تجاوز العقبات التي تعترضه في مسيره إلى الجنة مهما تجاسرت تلك العقبات وتعالت ،.وهذا أمر يستدعي عونا من الله تعالى للمرء . وهي رسالة إلى كل فتى ؛ بأن يتخذ من يوسف عليه السلام قدوة وإماما ،وأن يحفظ شبابه من أن يخوض في المستنقعات الآسنة التي تعرقل مسيرته ،وتفسد فطرته، وتجلب له الويلات في مراحل حياته ،وبعد مماته ." فالشخصية في القصة القرآنية وسيلة لغاية محددة .. إنها شاهد من شواهد الإنسانية في مختلف حالاتها من قوة وضعف وخير وشر أو إيمان وكفر أو كره وبغض أو هداية وضلال أو صفاء وحقد؛ تقدمه القصة من الواقع الصادق الحي؛ ليرى فيه الإنسان كيف يواجه التكاليف ، ومدى تحمله للمسؤلية الإنسانية ،ونهوضه بها ، وحدود طاقاته النفسية ،وقوة صموده الأ خلاقي أمام الانحرافات أ والمغريات" ([6])
فهي رسالة إعلامية تحقق البعد التربوي المطلوب والهداية الإرشادية المتوخاة منها " فإذا أنت أمام إنسان تكاد ترى نفسك فيه ليس بوضعك المشخص وإنما بوضعك أحد أفراد هذا الجنس " ([7])ينطبق عليك ما ينطبق على تلك الشخصية وبإمكانك أن تكون إياها أوصورة تقاربها وتنال مانالت أو قريبا منها إذا أنت وعيت الدور المطلوب وإذا استنار الرأي العام وفهم الرسالة حق الفهم " رعى المثل الإنسانية والقيم الاجتماعية والمعايير والمباديء الأخلاقية السائدة"([8]) التي جاء بها القرآن والسنة وهو هدف استراتيجي للإعلام الإسلامي .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة يوسف.
-[2] سورة الكهف آية 45 .
[3] سورة العنكبوت آية 64
[4] سورة الضحى آية 4 .
[5] د/ عبد الوهاب كحيل - الأسس العلمية والتطبيقية للإعلام الإسلامي ( الرياض -عالم الكتب -الأولى 1406هـ 1985مصر227
-[6] المرجع السابق ص129 بتصرف يسير
-[7] نفس المرجع ص130 .
[8] - سعد عبد الرحمن - السلوك الإنساني ( القاهرة -مكتبة القاهرة الحديثة -1 1971م) ص485
وأما عفته عليه السلام فقد صورته الآيات الكريمات في قوله تعالى{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ(24)وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(25)قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ(26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ(27)فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ(28)يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ(29) ) إلى قوله تعالى { فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(34) }([1])
إن تصوير القرآن لعفة يوسف عليه السلام لاتستدعي إلى مستزيد ؛فقد كانت الدواعي مشرعة، والأمور مهيئة ، ولو لم تكن عفته كالجبال الرواسي- بعد توفيق الله تعالى -لما نجا من ذلك الشباك الذي وضع له .
إن عنصر الشهوة ونزواتها والاستجابة لها والآندفاع إليها ليست بالأمر الهين، ودفعها والتخلص منها ليست بالسهل الميسور، ويعلم المجربون الواقعيون الفرق بين القول والعمل؛ فعندما يتحدث أي شخص من الأشخاص عن الجهاد-مثلا يختلف عن الجهاد الفعلي وبخاصة إذا كان المتكلم موهوبا فإن التفاعل يصل إلى درجةمائة عنده وعند الجمهور المستقبــل.
لكن عندما يأتي دور الجهاد الفعلي، والممارسة الميدانية ؛ فإن الأمر يختلف وقد لايثبت من هؤلاء إلا القليل القليل ؛ الجهاد الفعلى يستدعي نفوسا متفانية ؛ يُبنى هذا التفاني على القناعة التي رست على تربية متينة ، والطول من لوازمها -غالبا-ومعرفة قيمة الدنيا وقيمة الآخرة مهم في التأثيرعلى حياة الإنسان قال تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا(45)}([2])
وقال تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا(45)} ([3])
وقال تعالى {وللآخرة خير لك من الأولى}([4])
هذا في حانب من الجوانب . والعفة حبيبة إلى النفوس التي لم تلطخها المعاصي ؛ ولكن الحديث عنها والاستماع إليها شيء ؛ والممارسة العملية شيء آخر وهي تحتاج مااحتيج إليه في المثال السابق ([5]) وبهذا يتضح قوة شخصية نبي الله يوسف عليه السلام على تجاوز العقبات التي تعترضه في مسيره إلى الجنة مهما تجاسرت تلك العقبات وتعالت ،.وهذا أمر يستدعي عونا من الله تعالى للمرء . وهي رسالة إلى كل فتى ؛ بأن يتخذ من يوسف عليه السلام قدوة وإماما ،وأن يحفظ شبابه من أن يخوض في المستنقعات الآسنة التي تعرقل مسيرته ،وتفسد فطرته، وتجلب له الويلات في مراحل حياته ،وبعد مماته ." فالشخصية في القصة القرآنية وسيلة لغاية محددة .. إنها شاهد من شواهد الإنسانية في مختلف حالاتها من قوة وضعف وخير وشر أو إيمان وكفر أو كره وبغض أو هداية وضلال أو صفاء وحقد؛ تقدمه القصة من الواقع الصادق الحي؛ ليرى فيه الإنسان كيف يواجه التكاليف ، ومدى تحمله للمسؤلية الإنسانية ،ونهوضه بها ، وحدود طاقاته النفسية ،وقوة صموده الأ خلاقي أمام الانحرافات أ والمغريات" ([6])
فهي رسالة إعلامية تحقق البعد التربوي المطلوب والهداية الإرشادية المتوخاة منها " فإذا أنت أمام إنسان تكاد ترى نفسك فيه ليس بوضعك المشخص وإنما بوضعك أحد أفراد هذا الجنس " ([7])ينطبق عليك ما ينطبق على تلك الشخصية وبإمكانك أن تكون إياها أوصورة تقاربها وتنال مانالت أو قريبا منها إذا أنت وعيت الدور المطلوب وإذا استنار الرأي العام وفهم الرسالة حق الفهم " رعى المثل الإنسانية والقيم الاجتماعية والمعايير والمباديء الأخلاقية السائدة"([8]) التي جاء بها القرآن والسنة وهو هدف استراتيجي للإعلام الإسلامي .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة يوسف.
-[2] سورة الكهف آية 45 .
[3] سورة العنكبوت آية 64
[4] سورة الضحى آية 4 .
[5] د/ عبد الوهاب كحيل - الأسس العلمية والتطبيقية للإعلام الإسلامي ( الرياض -عالم الكتب -الأولى 1406هـ 1985مصر227
-[6] المرجع السابق ص129 بتصرف يسير
-[7] نفس المرجع ص130 .
[8] - سعد عبد الرحمن - السلوك الإنساني ( القاهرة -مكتبة القاهرة الحديثة -1 1971م) ص485