الدمعة اليتيمة
25 May 2010, 10:10 PM
من هــي هدايــــة ؟
و كيف ضـــاعت ؟ و اين ؟
و هل عــــــــادت يا ترى!!
تذكر هذه القصة احد الأخوات و اعرفها شخصيا و اثق في مدى مصداقيتها و هي قصة تحمل فائدة عظيمة
دارت احداث القصة في المسجد الحرام من عام 1425هــ في ليلة ختم القرآن من ذلك العام ...
هداية اخت من دولة السودان الشقيقة ..قبيل الإقطار و بعد أداء العمرة كانت تجلس هداية إلى جوار أسرة سعودية و ذكرت انها اتت من المنطقة الشرقية لأداء العمرة و حضور ختم القرآن و أنها حديث عهد بالمملكة و لم يمر على وجودها سوى شهرين و ان زوجها يعمل منذ سنوات في المنطقة الشرقية ــــ طلب منها زوجها ملازمة هذه الأسرة السعودية حتى لا تضيع في ذلك الزحام الشديد و اوصاهم عليها و اخبر بأنها لا تعرف شيء عن ابواب الحرم و مرافقه و بعد المغرب ذهبت مع بعض الأخوات إلى دورات المياة ( اكرمكم الله ) للوضوء و حصل ما خاف منه زوجها
.... ضاعت هداية و بدأت رحلة البحث عنها من بعد صلاة المغرب و حتى ما بعد صلاة التهجد و قبيل الفجر من تلك الليلة ..لم تكن تحمل حقيبة و لا جوالا و لا أي شيء يساعد في الوصول إليها ...
تبدو القصة عادية و مألوفا حتى الأن و لكن المضمون الذي تحمله هذه القصة
هو أنك إن قلت للشيء أن حصوله مستحيل فكن على يقين بأنه ليس على الله سبحانه و تعالى شيء مستحيل .. و أنه لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء ...
بدات رحلة البحث عن هداية و استمرت حتى قبيل صلاة العشاء و لم يجدوها ...
طبعا الأخت التي ذكرت القصة هي من تولت البحث عن هداية لانها كانت تجلس معها و قد طلبت منها ان ترافقها إلى دورة المياه و لكنها لم تذهب معها و طلبت ممن ذهب من الأسرة أن يرافقوها .. فشعرت بتأنيب الضمير نحوها ...
كانت تبحث عنها و هي لا تذكر من ملامحها شيء في ذلك الزحام العظيم ..
لكن سبحان الله دعت الله من قلب صادق بأن يساعدها في العثور عليها ...
لا تتعجبي اختي ان قلت لك ِ انها لا تذكر من هداية سوى خاتم كانت ترتديه من الذهب شكله مميز و غريب .. وجدت نفسها تقول (( يارب اجعلني اعثر عليها و لو بخاتمها )) ...
بحثت بعد صلاة العشاء و التراويح في الوقت الذي كان زوج هداية يبحث هو الآخر و قد سجل بلاغا بضياعها في مركز البحث عن التائهين و عندما تسلل إليه اليأس جلس في ساحة المسجد الحرام يبكي و يقول ..ماذا لو اتصل اهلها يسألوا عن اخبار العمرة و يريدون محادثتها ؟؟ هل اقول لهم هداية ضاعت !!! موقف صعب جدا لا يحسد عليه ...
استمرت اختنا تبحث حتى بعد صلاة التراويح و اخذت تمر باماكن صلاة النساء في كل الحرم تبحث عنها و اخذت تنادي عليها بصوت يرتفع حينا و يخفت حينا اخر بحسب ما افتاه بها الشيخ الذي اتصلت به عبر احدى هواتف الإفتاء بالحرم ..بانه ترفع صوتها بالنداء إذا لم يتواجد رجال و تخفضه إن تواجد الرجال تجنبا للفتنة
ثم قام الناس للصلاة التهجد و توقف البحث من اجل الصلاة
اوشكت الليلة على الإنقضاء و انتهت رحلة البحث الشاقة ..لا أبالغ إن قلت بنوع من الإحبااااط و الحزن الشديد ...اتجهت تلك الأسرة إلى ساحة المسجد الحرام قبيل الفجر لتناول السحور قبل وجوب الفجر ..فاليوم قد كان شاقا منذ البداية ..
توجهوا إلى الساحة المجاورة لفندق دار التوحيد بالقرب من صناديق الأمانات
ـــ كانت تلك الأخت تسير و هي في اعماقها تردد (( يارب اجعلي اعثر عليها و لو بخاتمها )) رغم كل هذا اليأس المحيط فيها لم تيأس من أن الفرج بيد الله ...
سبحان الله الكريم اللطيف الرحيم كانت تسير مغادرة للحرم بإتجاه الساحة فالتفتت فوقعت عينها على الخاتم في يد مرأة كانت تصعد درجا بجوار المسجد الحرام فنادت بصوت عال فرح (( هدااااية )) (( هدااااية )) ..فعلا لقد كانت هي هداية ..جاءت إليها و هي تجري تسابق ما كانت قد صعدته من درجات مزدحمة و هي تبكي و يظهر عليها التعب و الإعياء من شدة البحث هنا و هناك وظهر عليها الجوع ايضا فهي لا تحمل نقودا و لا أي شيء فقد كانت حقيبتها عند الأخت من بعد صلاة المغرب ..اخذتها الإخت و هدأت من روعها و ذكرتها بوجوب حمد الله و شكره على كل حال يمر به الإنسان و اخذتها إلى كافتريا قريبة جدا اسفل الدرج طبعا هذا المكان تم هدمه في التوسعة الجديدة ( توسعة الملك عبد الله حفظه الله ) و اشترت لها طعاما خفيفا و عادت بها سريعا إلى حيث يجلس زوجها في الجهة الآخرى ...و الحمد لله مازالت هداية تتصل بالأخت حتى يومنا هذا و بينهما أخوة و محبة في الله تفوق الوصف و الحمد لله
...الله اكبر ..ما اكرمك يا الله ...
و الله يا اختي الغالية ..لعل الأخت هذه دعت في ساعة اجابة فاستجيبت دعوتها ..ساعات الإجابة كثيرة خلال اليوم بحمد الله بل و يسن فيها رفع اليدين عند الدعاء كما هو الحال بين الآذان و الإقامة و في آخر ساعة من يوم الجمعة ..
فلا تيأسي من أي أمر في الحياة و اجعلي ثقتك بالله سبحانه من وهب لنا هذه الحياة و فتح لنا ابواب الرجاء في النهار و المساء
تمت بحمد الله
و كيف ضـــاعت ؟ و اين ؟
و هل عــــــــادت يا ترى!!
تذكر هذه القصة احد الأخوات و اعرفها شخصيا و اثق في مدى مصداقيتها و هي قصة تحمل فائدة عظيمة
دارت احداث القصة في المسجد الحرام من عام 1425هــ في ليلة ختم القرآن من ذلك العام ...
هداية اخت من دولة السودان الشقيقة ..قبيل الإقطار و بعد أداء العمرة كانت تجلس هداية إلى جوار أسرة سعودية و ذكرت انها اتت من المنطقة الشرقية لأداء العمرة و حضور ختم القرآن و أنها حديث عهد بالمملكة و لم يمر على وجودها سوى شهرين و ان زوجها يعمل منذ سنوات في المنطقة الشرقية ــــ طلب منها زوجها ملازمة هذه الأسرة السعودية حتى لا تضيع في ذلك الزحام الشديد و اوصاهم عليها و اخبر بأنها لا تعرف شيء عن ابواب الحرم و مرافقه و بعد المغرب ذهبت مع بعض الأخوات إلى دورات المياة ( اكرمكم الله ) للوضوء و حصل ما خاف منه زوجها
.... ضاعت هداية و بدأت رحلة البحث عنها من بعد صلاة المغرب و حتى ما بعد صلاة التهجد و قبيل الفجر من تلك الليلة ..لم تكن تحمل حقيبة و لا جوالا و لا أي شيء يساعد في الوصول إليها ...
تبدو القصة عادية و مألوفا حتى الأن و لكن المضمون الذي تحمله هذه القصة
هو أنك إن قلت للشيء أن حصوله مستحيل فكن على يقين بأنه ليس على الله سبحانه و تعالى شيء مستحيل .. و أنه لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء ...
بدات رحلة البحث عن هداية و استمرت حتى قبيل صلاة العشاء و لم يجدوها ...
طبعا الأخت التي ذكرت القصة هي من تولت البحث عن هداية لانها كانت تجلس معها و قد طلبت منها ان ترافقها إلى دورة المياه و لكنها لم تذهب معها و طلبت ممن ذهب من الأسرة أن يرافقوها .. فشعرت بتأنيب الضمير نحوها ...
كانت تبحث عنها و هي لا تذكر من ملامحها شيء في ذلك الزحام العظيم ..
لكن سبحان الله دعت الله من قلب صادق بأن يساعدها في العثور عليها ...
لا تتعجبي اختي ان قلت لك ِ انها لا تذكر من هداية سوى خاتم كانت ترتديه من الذهب شكله مميز و غريب .. وجدت نفسها تقول (( يارب اجعلني اعثر عليها و لو بخاتمها )) ...
بحثت بعد صلاة العشاء و التراويح في الوقت الذي كان زوج هداية يبحث هو الآخر و قد سجل بلاغا بضياعها في مركز البحث عن التائهين و عندما تسلل إليه اليأس جلس في ساحة المسجد الحرام يبكي و يقول ..ماذا لو اتصل اهلها يسألوا عن اخبار العمرة و يريدون محادثتها ؟؟ هل اقول لهم هداية ضاعت !!! موقف صعب جدا لا يحسد عليه ...
استمرت اختنا تبحث حتى بعد صلاة التراويح و اخذت تمر باماكن صلاة النساء في كل الحرم تبحث عنها و اخذت تنادي عليها بصوت يرتفع حينا و يخفت حينا اخر بحسب ما افتاه بها الشيخ الذي اتصلت به عبر احدى هواتف الإفتاء بالحرم ..بانه ترفع صوتها بالنداء إذا لم يتواجد رجال و تخفضه إن تواجد الرجال تجنبا للفتنة
ثم قام الناس للصلاة التهجد و توقف البحث من اجل الصلاة
اوشكت الليلة على الإنقضاء و انتهت رحلة البحث الشاقة ..لا أبالغ إن قلت بنوع من الإحبااااط و الحزن الشديد ...اتجهت تلك الأسرة إلى ساحة المسجد الحرام قبيل الفجر لتناول السحور قبل وجوب الفجر ..فاليوم قد كان شاقا منذ البداية ..
توجهوا إلى الساحة المجاورة لفندق دار التوحيد بالقرب من صناديق الأمانات
ـــ كانت تلك الأخت تسير و هي في اعماقها تردد (( يارب اجعلي اعثر عليها و لو بخاتمها )) رغم كل هذا اليأس المحيط فيها لم تيأس من أن الفرج بيد الله ...
سبحان الله الكريم اللطيف الرحيم كانت تسير مغادرة للحرم بإتجاه الساحة فالتفتت فوقعت عينها على الخاتم في يد مرأة كانت تصعد درجا بجوار المسجد الحرام فنادت بصوت عال فرح (( هدااااية )) (( هدااااية )) ..فعلا لقد كانت هي هداية ..جاءت إليها و هي تجري تسابق ما كانت قد صعدته من درجات مزدحمة و هي تبكي و يظهر عليها التعب و الإعياء من شدة البحث هنا و هناك وظهر عليها الجوع ايضا فهي لا تحمل نقودا و لا أي شيء فقد كانت حقيبتها عند الأخت من بعد صلاة المغرب ..اخذتها الإخت و هدأت من روعها و ذكرتها بوجوب حمد الله و شكره على كل حال يمر به الإنسان و اخذتها إلى كافتريا قريبة جدا اسفل الدرج طبعا هذا المكان تم هدمه في التوسعة الجديدة ( توسعة الملك عبد الله حفظه الله ) و اشترت لها طعاما خفيفا و عادت بها سريعا إلى حيث يجلس زوجها في الجهة الآخرى ...و الحمد لله مازالت هداية تتصل بالأخت حتى يومنا هذا و بينهما أخوة و محبة في الله تفوق الوصف و الحمد لله
...الله اكبر ..ما اكرمك يا الله ...
و الله يا اختي الغالية ..لعل الأخت هذه دعت في ساعة اجابة فاستجيبت دعوتها ..ساعات الإجابة كثيرة خلال اليوم بحمد الله بل و يسن فيها رفع اليدين عند الدعاء كما هو الحال بين الآذان و الإقامة و في آخر ساعة من يوم الجمعة ..
فلا تيأسي من أي أمر في الحياة و اجعلي ثقتك بالله سبحانه من وهب لنا هذه الحياة و فتح لنا ابواب الرجاء في النهار و المساء
تمت بحمد الله