المنذر
14 May 2010, 09:35 AM
أيها ألإخوةالكرام سنوضع بين أيدكم سلسلة في الرد على شبهات
جماعة السلفية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعنوان السلفية يبن الزعم والحقيقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه احد ألإخوة أسال الله أن يجعلها في ميزانه حسناته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها ألإخوة ولأخوات تابع معنا هده السلسلة في الرد على هدهالشبهات
ألتي هي 33 شبهات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسال الله العظيم الكريم ان يهدينا لما اختلفنا فيه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ، إما بعد فإن الإختلاف فى الدّين أمر مذموم لا يحبه الله ، لأنه يؤدّى إلى تفرق الأمة المسلمة المأمورة بالإتفاق والإئتلاف ، وذلك التفرق إذا وقع ستكون الأمة فريسة لأعدائها الحريصين على محوها من الوجود ، والله - سبحانه - يريد للأمة المسلمة أن تكون قوية مرهوبة الجانب، كى تستطيع حمل رسالة الإسلام الى كافة البشرية ، وإخراجها من الظلمات إلى النّور ، ولذلك نهاها عن التفرق فى الدّين .
قال تعالى: ﴿شرع لكم من الدّين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولاتتفرقوا فيه﴾ [ الشورى : 13 ].
وقال تعالى: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم﴾ [آل عمران: 105].
وأخطر الاختلافات هو الإختلاف فى أصل الإسلام، فى العقائد ومدلول الشهادتين ونواقضهما، لأنّ هذا الإختلاف ينشأ منه أن يتبرأ البعض من بعض أو يكفّر بعضهم بعضاً، وهذا التبرّؤ والتكفير يخلق فجوة عظيمة ، وهوة فاصلة تمنع من الالتقاء والاتفاق فيما دون ذلك "الأصل" المختلف فيه من الأمور الفرعية .. ووقوع الإختلاف بين أتباع الرّسل ، أوالرّسول الواحد فى أخذ الكتاب الواحد وفهمه "سنة" لا مفرّ من وقوعها بما فى طبيعة الإنسان من "الجهل والعدوان" ما يحول بينه وبين الإنصاف والرؤية الصحيحة.
قال تعالى: ﴿إنه كان ظلوماً جهولاً﴾ [ الأحزاب : 72 ].
﴿تلك الرّسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ، ولوشاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد﴾ [البقرة : 253 ].
﴿وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لمااختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم﴾ [ البقرة : 213 ].
وغالبية من ضلّ عن سبيل الله إنما ضلّوا وهم يحسبون أنهم مهتدون ، لأنّ الشيطان العدوّ الماكر ،والعالم الفاسد الذي يرى البشر من حيث لا يرونه كان يغرّهم ويخدعهم ويزيّن لهم الكفر والانحراف عن سبيل الله ، فيستجيبون لندائه وهم يدّعون أنّهم على الصراط المستقيم ..
قال تعالى: ﴿كما بدأكم تعودون فريقاً هدى وفريقا حقّ عليهم الضلال إنّهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون﴾ [ الأعراف : 29- 30 ]
لما دعا "المسيح ابن مريم" عليهم السلام بنى إسرائيل الى الإسلام الحنيف وترك الشرك بالله أنكروا هذه الدعوة وكفروا برسول الله وما جاء به من عند الله .. وكانوا مع هذا الكفر يقولون " نحن من أتباع إبراهيم وموسى وداود وسليمان " .. ونحن أولى بهم ونحن " شعب الله المختار " ولن يدخل أحد الجنة غيرنا ، ولن يبلغ أحد رضى الله إلا إذا وافق طريقتنا ، وكانوا يزعمون ذلك كما حكى الله عنهم ولكنّ هناك فرقاً بين الزعم والحقيقة . ولما بعث الله محمداً e إلى الناس كافة يدعوهم إلى الإسلام الحنيف وترك الشرك بالله قالت اليهود : نحن أتباع موسى ونحن مهتدون ، وقالت النصارى : نحن أتباع المسيح ابن مريم ونحن مهتدون ، وقالالمشركون العرب : نحن أتباع إبراهيم وإسماعيل ونحن من نسلهما ونحن أولى الناس بهماونحن مهتدون ، كانوا يزعمون ذلك ولكن كان هناك فرق بين الزعم والحقيقة .. وأخبرالنبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون من أمته من يضلّ ضلالاً يشبه ضلال اليهود والنصارى فتحقّق ذلك الخبر ووقع كثيرون فى الشرك وضلّوا عن سبيل الله وهم يحسبونأنهم مهتدون وأنهم أتباع محمد e ولكن الفرق كبير بين الزعم والحقيقة ، ومن فضل الله على هذه الأمة أن يبعث فيها من يجدّد لهاأمر دينها ، فكان يظهر دائما علماء مصلحون يدعون الناس إلى الاستمساك بحبل الله المتين والإقتداء بهدى النبي e وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان ، وكانوا يلاقون المحن والشدائد فى سبيل هذه الغاية ولكنّ العاقبة كانت دائما للتقوى . أما اختلاف الأتباع بعدهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم وهم يحسبون أنهم مهتدون .. فهي سنّة جارية آخذة فى طريقهاوالانتساب إلى الألقاب الإسلامية الصحيحة "كأهل السنّة والجماعة ، والسلفية ،وأنصار السنّة" وما إلى ذلك لا ينفع شيئاً إذا بقى زعما كاذبا لا رصيد له من الواقع كزعم الأمم الضالّة وادّعائهم للإيمان والإحسان ودخول الجنّة وقد سجلت فى هذهالورقات أسئلة وشبهات كثيرة تأتى بطريقة متكررة من أناس يدّعون الإسلام بل "الطريقة السلفية" آلتي تتبنّى أصحّ المفاهيم فى أبواب العقائد والأحكام على السواء ولكن يخيّل إليك إذا درست أحوالهم أنهم لا يعرفون من الإسلام وعقيدة التوحيد إلا الأسماءوالعناوين وأنهم ينقصهم الفهم الصحيح والتعمّق فى معرفة طريقة السلف الصالح والأئمة المجدّدين وأنهم غارقون فى بحار من الشبهات تحول بينهم وبين إدراك زبدة الرسالة النبوية واتجاهها وقد أجبت عن ذلك بقدر استطاعتي .. وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي صوابا ولوجهه خالصاً… والحمد لله رب العالمين
أولاً - الخلاف فى الإيمان والكفر :
(1 ) يقولون :
" الإيمان هو : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " كما أجاب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام ، قائلاً : فأخبرني عن الإيمان ؟.. فمن آمن بهذه الأصول الستة لا نكفّره بالشرك إذا اعتقده وفعله ، فالذين يدعون غيرالله ويرجون منهم تفريج الكربات وقضاء الحاجات .. والذين يحكمون بغير ما أنزل الله أو يتحاكمون إلى غير ما أنزل الله هم من المؤمنين بالله ما داموا مقرّين بهذه الأصول الستة ..
( 1 ) ونقول :
" لقد وقعتم فى خطأ فاحش وضللتم عن الصراط المستقيم .. وعرفنا من قولكم هذا أنكم لم تفقهوا الأصل الأول من هذه الأصول الستة ولم تعلموا مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله "الإيمان أن تؤمن بالله" فتعالوا إذاً نشرح لكم معنى "الإيمان بالله" .. إنّ الإيمان بالله ليس مجرّد المعرفة بوجوده وأنه فاطر السماوات والأرض ، وإنما هو المعرفة بذلك مع إخلاص العبادة والطاعة له والانقياد المطلق لأوامره .. ويدلك على ذلك ما يأتى :
( ا ) بيّن الله تعالى أنّ إبليس اللّعين كان مقرّاً بوجود الله وربوبيته وكونه الرّبّ الخالق الفعال لما يريد ، فمما حكاه القرآن عنه قوله :
)خلقتني من نّار وخلقته من طين( [ الأعراف : 12 ].
)ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون( [ ص : 79 ].
ثم مع هذه المعرفة العظيمة بالله وبالبعث والحساب صار من الكافرين بالاستكبار والإباء..
)إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين( [ البقرة : 34 ].
( ب ) وبيّن الله تعالى – كذلك – أنّ فرعون كان يعلم أن ما يقوله موسى حق صريح ، قال :
)قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السماوات والأرض بصائر([ الإسراء :2 01].
)وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا( [ النمل : 14 ].
فلم تنفع "فرعون" المعرفة وصار من الكافرين المكذّبين بآيات الله .. فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ..
(ج ) وكذلك بيّن الله تعالى فى مواضع كثيرةمن القرآن أنّ أهل الأوثان كانوا مقرّين بوجود الله وربوبيته ، و كانوا يخلصون لهالدّين فى الشدائد ، كالآيات الآتية :
﴿وإذامسّكم الضرّ فى البحر ضلّ من تدعون إلا إياه﴾ [ الإسراء : 27 ] ﴿ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهنّ العزيزالعليم﴾ [الزخرف : 9 ] .
ومع هذه المعرفة العظيمة لم يكونوا من المؤمنين بالله، لأنّ إخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك شرط فى الإيمان بالله،لا يتحقّق الإيمان بالله إلا باستصحاب ذلك، كما جاء فى القرآن :
)فلمارأوا بأسنا قالوا : آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين . فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا( [ غافر : 84- 85 ].
)إذ قالوا لقومهم : إنّابرآء منكم ومما تعبدون من دون الله ، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاءأبدا حتى تؤمنوا بالله وحده( [ الممتحنة : 4 ].
فالمراد من "الإيمان بالله" فى الآيتين هو توحيد العبادة ، ونبذ الشركاء والآلهة المعبودة من دون الله ..
( د ) وكذلك بيّن تعالى أنّ أهل الكتاب المنتسبين إلى أنبياء الله وكتبه كانوا كفارا ولم يكونوا من المؤمنين مع معرفتهم بوجود الله وربو بيته ومعرفتهم كذلك بوقوع البعث والحساب .. فمما حكاه القرآن منأقوالهم ما يأتى :
)وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤ الله وأحبّاؤه( [ المائدة : 18 ].
)وقالوا لن يدخل الجنّة إلا من كان هودا أو نصارى( [ البقرة : 111 ].
ثم مع هذه المعرفة قرّرالله أنّهم ليسوا من المؤمنين بالله ولا باليوم الآخر كما جاء فى آية التوبة "آية السيف": )قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدّ وهم صاغرون( [ التوبة : 29 ].
وهذه الأمثلة الأربعةكافية للعلم بأنّ مراد النبيّ صلى الله عليه وسلم فى قوله : (( الإيمان : أن نؤمن بالله )).. هو أن تعبده وحده لا شريك له ، فمن أقرّ لأهل الشرك بالإيمان بعد ذلك فهو ضالّ معارض للقرآن
كتبه ابو عبدالرحمن اصومالي
يتبع ان شاء الله
جماعة السلفية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعنوان السلفية يبن الزعم والحقيقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه احد ألإخوة أسال الله أن يجعلها في ميزانه حسناته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها ألإخوة ولأخوات تابع معنا هده السلسلة في الرد على هدهالشبهات
ألتي هي 33 شبهات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسال الله العظيم الكريم ان يهدينا لما اختلفنا فيه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ، إما بعد فإن الإختلاف فى الدّين أمر مذموم لا يحبه الله ، لأنه يؤدّى إلى تفرق الأمة المسلمة المأمورة بالإتفاق والإئتلاف ، وذلك التفرق إذا وقع ستكون الأمة فريسة لأعدائها الحريصين على محوها من الوجود ، والله - سبحانه - يريد للأمة المسلمة أن تكون قوية مرهوبة الجانب، كى تستطيع حمل رسالة الإسلام الى كافة البشرية ، وإخراجها من الظلمات إلى النّور ، ولذلك نهاها عن التفرق فى الدّين .
قال تعالى: ﴿شرع لكم من الدّين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولاتتفرقوا فيه﴾ [ الشورى : 13 ].
وقال تعالى: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم﴾ [آل عمران: 105].
وأخطر الاختلافات هو الإختلاف فى أصل الإسلام، فى العقائد ومدلول الشهادتين ونواقضهما، لأنّ هذا الإختلاف ينشأ منه أن يتبرأ البعض من بعض أو يكفّر بعضهم بعضاً، وهذا التبرّؤ والتكفير يخلق فجوة عظيمة ، وهوة فاصلة تمنع من الالتقاء والاتفاق فيما دون ذلك "الأصل" المختلف فيه من الأمور الفرعية .. ووقوع الإختلاف بين أتباع الرّسل ، أوالرّسول الواحد فى أخذ الكتاب الواحد وفهمه "سنة" لا مفرّ من وقوعها بما فى طبيعة الإنسان من "الجهل والعدوان" ما يحول بينه وبين الإنصاف والرؤية الصحيحة.
قال تعالى: ﴿إنه كان ظلوماً جهولاً﴾ [ الأحزاب : 72 ].
﴿تلك الرّسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ، ولوشاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد﴾ [البقرة : 253 ].
﴿وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لمااختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم﴾ [ البقرة : 213 ].
وغالبية من ضلّ عن سبيل الله إنما ضلّوا وهم يحسبون أنهم مهتدون ، لأنّ الشيطان العدوّ الماكر ،والعالم الفاسد الذي يرى البشر من حيث لا يرونه كان يغرّهم ويخدعهم ويزيّن لهم الكفر والانحراف عن سبيل الله ، فيستجيبون لندائه وهم يدّعون أنّهم على الصراط المستقيم ..
قال تعالى: ﴿كما بدأكم تعودون فريقاً هدى وفريقا حقّ عليهم الضلال إنّهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون﴾ [ الأعراف : 29- 30 ]
لما دعا "المسيح ابن مريم" عليهم السلام بنى إسرائيل الى الإسلام الحنيف وترك الشرك بالله أنكروا هذه الدعوة وكفروا برسول الله وما جاء به من عند الله .. وكانوا مع هذا الكفر يقولون " نحن من أتباع إبراهيم وموسى وداود وسليمان " .. ونحن أولى بهم ونحن " شعب الله المختار " ولن يدخل أحد الجنة غيرنا ، ولن يبلغ أحد رضى الله إلا إذا وافق طريقتنا ، وكانوا يزعمون ذلك كما حكى الله عنهم ولكنّ هناك فرقاً بين الزعم والحقيقة . ولما بعث الله محمداً e إلى الناس كافة يدعوهم إلى الإسلام الحنيف وترك الشرك بالله قالت اليهود : نحن أتباع موسى ونحن مهتدون ، وقالت النصارى : نحن أتباع المسيح ابن مريم ونحن مهتدون ، وقالالمشركون العرب : نحن أتباع إبراهيم وإسماعيل ونحن من نسلهما ونحن أولى الناس بهماونحن مهتدون ، كانوا يزعمون ذلك ولكن كان هناك فرق بين الزعم والحقيقة .. وأخبرالنبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون من أمته من يضلّ ضلالاً يشبه ضلال اليهود والنصارى فتحقّق ذلك الخبر ووقع كثيرون فى الشرك وضلّوا عن سبيل الله وهم يحسبونأنهم مهتدون وأنهم أتباع محمد e ولكن الفرق كبير بين الزعم والحقيقة ، ومن فضل الله على هذه الأمة أن يبعث فيها من يجدّد لهاأمر دينها ، فكان يظهر دائما علماء مصلحون يدعون الناس إلى الاستمساك بحبل الله المتين والإقتداء بهدى النبي e وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان ، وكانوا يلاقون المحن والشدائد فى سبيل هذه الغاية ولكنّ العاقبة كانت دائما للتقوى . أما اختلاف الأتباع بعدهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم وهم يحسبون أنهم مهتدون .. فهي سنّة جارية آخذة فى طريقهاوالانتساب إلى الألقاب الإسلامية الصحيحة "كأهل السنّة والجماعة ، والسلفية ،وأنصار السنّة" وما إلى ذلك لا ينفع شيئاً إذا بقى زعما كاذبا لا رصيد له من الواقع كزعم الأمم الضالّة وادّعائهم للإيمان والإحسان ودخول الجنّة وقد سجلت فى هذهالورقات أسئلة وشبهات كثيرة تأتى بطريقة متكررة من أناس يدّعون الإسلام بل "الطريقة السلفية" آلتي تتبنّى أصحّ المفاهيم فى أبواب العقائد والأحكام على السواء ولكن يخيّل إليك إذا درست أحوالهم أنهم لا يعرفون من الإسلام وعقيدة التوحيد إلا الأسماءوالعناوين وأنهم ينقصهم الفهم الصحيح والتعمّق فى معرفة طريقة السلف الصالح والأئمة المجدّدين وأنهم غارقون فى بحار من الشبهات تحول بينهم وبين إدراك زبدة الرسالة النبوية واتجاهها وقد أجبت عن ذلك بقدر استطاعتي .. وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي صوابا ولوجهه خالصاً… والحمد لله رب العالمين
أولاً - الخلاف فى الإيمان والكفر :
(1 ) يقولون :
" الإيمان هو : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " كما أجاب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام ، قائلاً : فأخبرني عن الإيمان ؟.. فمن آمن بهذه الأصول الستة لا نكفّره بالشرك إذا اعتقده وفعله ، فالذين يدعون غيرالله ويرجون منهم تفريج الكربات وقضاء الحاجات .. والذين يحكمون بغير ما أنزل الله أو يتحاكمون إلى غير ما أنزل الله هم من المؤمنين بالله ما داموا مقرّين بهذه الأصول الستة ..
( 1 ) ونقول :
" لقد وقعتم فى خطأ فاحش وضللتم عن الصراط المستقيم .. وعرفنا من قولكم هذا أنكم لم تفقهوا الأصل الأول من هذه الأصول الستة ولم تعلموا مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله "الإيمان أن تؤمن بالله" فتعالوا إذاً نشرح لكم معنى "الإيمان بالله" .. إنّ الإيمان بالله ليس مجرّد المعرفة بوجوده وأنه فاطر السماوات والأرض ، وإنما هو المعرفة بذلك مع إخلاص العبادة والطاعة له والانقياد المطلق لأوامره .. ويدلك على ذلك ما يأتى :
( ا ) بيّن الله تعالى أنّ إبليس اللّعين كان مقرّاً بوجود الله وربوبيته وكونه الرّبّ الخالق الفعال لما يريد ، فمما حكاه القرآن عنه قوله :
)خلقتني من نّار وخلقته من طين( [ الأعراف : 12 ].
)ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون( [ ص : 79 ].
ثم مع هذه المعرفة العظيمة بالله وبالبعث والحساب صار من الكافرين بالاستكبار والإباء..
)إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين( [ البقرة : 34 ].
( ب ) وبيّن الله تعالى – كذلك – أنّ فرعون كان يعلم أن ما يقوله موسى حق صريح ، قال :
)قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السماوات والأرض بصائر([ الإسراء :2 01].
)وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا( [ النمل : 14 ].
فلم تنفع "فرعون" المعرفة وصار من الكافرين المكذّبين بآيات الله .. فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ..
(ج ) وكذلك بيّن الله تعالى فى مواضع كثيرةمن القرآن أنّ أهل الأوثان كانوا مقرّين بوجود الله وربوبيته ، و كانوا يخلصون لهالدّين فى الشدائد ، كالآيات الآتية :
﴿وإذامسّكم الضرّ فى البحر ضلّ من تدعون إلا إياه﴾ [ الإسراء : 27 ] ﴿ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهنّ العزيزالعليم﴾ [الزخرف : 9 ] .
ومع هذه المعرفة العظيمة لم يكونوا من المؤمنين بالله، لأنّ إخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك شرط فى الإيمان بالله،لا يتحقّق الإيمان بالله إلا باستصحاب ذلك، كما جاء فى القرآن :
)فلمارأوا بأسنا قالوا : آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين . فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا( [ غافر : 84- 85 ].
)إذ قالوا لقومهم : إنّابرآء منكم ومما تعبدون من دون الله ، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاءأبدا حتى تؤمنوا بالله وحده( [ الممتحنة : 4 ].
فالمراد من "الإيمان بالله" فى الآيتين هو توحيد العبادة ، ونبذ الشركاء والآلهة المعبودة من دون الله ..
( د ) وكذلك بيّن تعالى أنّ أهل الكتاب المنتسبين إلى أنبياء الله وكتبه كانوا كفارا ولم يكونوا من المؤمنين مع معرفتهم بوجود الله وربو بيته ومعرفتهم كذلك بوقوع البعث والحساب .. فمما حكاه القرآن منأقوالهم ما يأتى :
)وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤ الله وأحبّاؤه( [ المائدة : 18 ].
)وقالوا لن يدخل الجنّة إلا من كان هودا أو نصارى( [ البقرة : 111 ].
ثم مع هذه المعرفة قرّرالله أنّهم ليسوا من المؤمنين بالله ولا باليوم الآخر كما جاء فى آية التوبة "آية السيف": )قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدّ وهم صاغرون( [ التوبة : 29 ].
وهذه الأمثلة الأربعةكافية للعلم بأنّ مراد النبيّ صلى الله عليه وسلم فى قوله : (( الإيمان : أن نؤمن بالله )).. هو أن تعبده وحده لا شريك له ، فمن أقرّ لأهل الشرك بالإيمان بعد ذلك فهو ضالّ معارض للقرآن
كتبه ابو عبدالرحمن اصومالي
يتبع ان شاء الله