أبو فراس
17 Sep 2004, 07:20 PM
<div align="center">وقفات مع بداية العام الدراسي
ها نحن قد عدنا من إجازتنا ، ما بين محمل بالحسنات ، و آخر محمل بالسيئات ، و ها نحن نستقبل عامانا الدراسي الجديد ، و ها هنا وقفات أردت أن نقفها جميعا ، لعل فيها ذكرى للذاكرين .
الوقفة الأولي :
أنه ليس من نافلة القول أن نذكر الجميع بالإخلاص لله في عمل من أعظم الأعمال ، و أشرفها ألا و هو طلب العلم ، و أن ننوي بهذا العلم نفع الإسلام و المسلمين .
فليراجع كل واحد منا ما هي نيته و ما هو قصده بطلب العلم ؟
و علينا تذكير أبنائنا بذلك بين الحين و الأخر ، و لا يكن هم أحدنا هو الدنيا فقط ، و طلب الوظيفة .
فو الله إن العبد إذا طلب الآخرة جاءته الدنيا و الآخرة ، و من طلب الدنيا فاتته الآخرة و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له .
الوقفة الثانية :
نرى كثيرا من الآباء عند شراء مستلزمات المدارس ؛ ما بين إفراط و تفريط ، فهناك أب لا يبالي بما يشتري لأبنائه و لو كان في ذلك إسراف و تبذير ، بل لا يسال أبنائه عن مدى حاجتهم لتلك الأشياء ، و في المقابل نرى بعض الآباء يقتر على أولاده و يشدد عليهم في شراء تلك الأشياء ، و ربما تضجر و تافف من كثرة طلبات أبنائه .
فأما الأول فأقول له : اتق الله ، و اعلم أنك مسئول بين يدي الله عن كل ريال تنفقه ، فيا لله من الريالات بل الآلاف التي سوف تسال عنها و التي ربما تكون سببا في حجبك عن الجنة .
أخي :
إن الله لا يحب المسرفين ، و الله جعل المبذرين إخوانا للشياطين ، فلماذا يا أخي لا تقتصد في شراء تلك المستلزمات ، لماذا لا تسأل أبناءك هل هذه الأشياء مطلوبة حقا ، و إذا كانت مطلوبة هل يمكن أن نشتري أشياء جيدة و نوفر بقية المبلغ لمن يحتاج إليه .
و أما ذلك الذي يقتر على أبناءه فأقول له : ألا تعلم أن كل نفقة تنفقها تبتغي بها وجه الله يكتب الله لك بها حسنة كما ورد ذلك في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه و سلم ، بل و جعل الصدقة على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم ، فلنحتسب كل هذه النفقات على أولادنا عند الله سبحانه .
الوقفة الثالثة :
احذر أيه الأب الكريم من عدة مخالفات يقع فيها كثير من الناس ، و هي ربما أصبحت عند كثير من الناس أمرا عاديا و قد تكون من كبائر الذنوب :
1- شراء الأشياء التي تشتمل على بعض المحرمات و من ذلك شراء الأشياء بها صور لذوات الأرواح : فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم انه قال : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة ) متفق عليه من حديث أبي طلحة ، فهل ترضى أن تحرم من دخول الملائكة إلى بيتك .
بل إن أصحاب الصور و من يرضى بها؛ داخل في حديث النبي صلى الله عليه و سلم: ( أن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، و يقال لهم : احيوا ما خلقتم ) متفق عليه من حديث عائشة .
و في حديث ابن مسعود في الصحيحين : ( إن اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) .
و بعض هذه الصور تحمل صورا لأهل الشرك أحيانا ، وإذا بابن الإسلام يحمل فوق حقيبته أو دفتره صورة لمشرك ، أو عقيدة من عقائدهم .
أخي :
أنا اعلم انك سوف تقول بان وجود مستلزمات مدرسية بدون صور أصبح شيئا نادرا .
فأقول لك بأنه - و لله الحمد - لا يزال يوجد أشياء بلا صور ، و لا تنس ( و من يتق الله يجعل له مخرجا ) .
فإذا اضطررت إلى هذه شراء هذه الأشياء التي بها صور لذوات الأرواح ، فهناك - و الحمد لله - ما يمكنك من طمسها بدون أن يحدث فيها عيبا ، بل ربما زادها جمالا ، و المكتبات مليئة بها .
هذه هي سنة نبيك محمد صلى الله عليه و سلم فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث علي قال لأحد أصحابه : ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا تدع صورة إلا طمستها ، و لا قبرا مشرفا إلا سويته ).
و من ذلك العباءات المخصرة والمطرزة ، و الملونة نحوها .
فاحذر يا أخي من شراء شيء محرم حتى لا تتعرض لسخط الله تعالى .
2- الاختلاط بين الرجال و النساء في الأسواق و المكتبات :
إن مما يؤسف له أن ترى كثيرا من المسلمين في أول أسبوع من الدراسة و فقد أخذ أهله فزج بهم في زحمة الأسواق و المكتبات ، حيث ترى اختلاط الرجال بالنساء ، و الشباب الذين أكثرهم ممن لا يخاف الله بالشابات .
فا يا عبد الله : اتق الله وكن غيورا على محارمك ، وليس هذا و الله من باب الشك و الريبة ، أو عدم الثقة بالأهل ، و لكنها الغيرة المحمودة التي يحبها الله ، و لا خير في رجل لا يغار على أهله .
عليك أن تشتري بنفسك هذه الأشياء ، فان لم تستطع فعليك بالذهاب مع أهلك ، و لا تحتج بكثرة المشاغل ، فاني اعرف رجلا وكيلا لوزارة و مع هذا لا يذهب بأهله إلا هو .
و عليك أن تختار الوقت و المكان الذين يقل فيهما الزحام .
الوقفة الرابعة :
أخي الحبيب ؛ هل تذكرت و أنت تشتري لأبنائك هذه المستلزمات أبناء جيرانك ، و إخوانك من المسلمين ممن حرموا من المال .
هل تذكرت وأنت ترى البسمة على شفاه أبنائك ، كم من أبناء المسلمين من حرم هذه البسمة .
هل تذكرت و أنت ترى أبنائك يأتون إليك و كل و احد يطلب طلبا - و أنت تعدهم بتحقيق تلك الطلبات – أبناء جيرانك و قد أتوا إلى أبيهم و كل واحد يطلب طلبه و الأب يحبس دمعاته من عينيه حتى لا يراها أبنائه .
أخي :
اعلم بان من أعظم الصدقات سرور تدخله على أخيك المسلم ( كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه و سلم حيث قال : أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا ) ( الصحيحة 1494 ) .
فبادر يا أخي و تصدق بشيء من مالك ، أو بشراء بعض المستلزمات و الأدوات المدرسية و إهدائها إلى جيرانك .
فيا لله كم من الفرحة ، و كم من السرور سوف يدخل على قلب ذلك الطفل ، و ذلك الأب ، الذي ربما كتب الله لك به التوفيق و الرضا إلى يوم تلقاه .
أما غفر الله لامرأة بغي سقت كلبا ، فكيف بمن يتصدق على مسلم مؤمن ؟
و لو أن كل واحد منا عندما يشتري هذا الأدوات لأبنائه ، زاد فيما يشتري ، ثم تصدق بذلك ، أو اشترى أدوات تكفي لشخص واحد ، لسُدت حاجات كثير من أبناء المسلمين .
فان عجزت يا أخي عن هذا ، فلا أقل من أن تبادر ألان بتصفية ما تبقى من ملابس و أدوات و مستلزمات قديمة ، فتتبرع بها ما دامت بحالة جيدة ، أو أعطيتها إمام مسجدك ليوصلها لمن يستحقها .
و لا تقل : إنها قديمة أو ذلك شيء قليل ،أو سأفعل لاحقا ،فكل هذه من تثبيط الشيطان .
فكم من الحسنات في هذه الأشياء و أنت لا تدري .
جاءت سائلة إلى أم المؤمنين عائشة تطلب طعاما .
فلم تجد إلا حبة عنب واحدة ، فتصدقت بها .
فعجبت مولاتها ( خادمتها ) من ذلك .
فقالت عائشة : كم من مثاقيل الذر في هذه العنبة ( أو كما قالت ).
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )
أسأل الله أن يوفقنا أجمعين لمل يحب و يرضى ، و صلى الله علي نبينا محمد و آله و سلم
من الاخ: محمد الجابري</div>
ها نحن قد عدنا من إجازتنا ، ما بين محمل بالحسنات ، و آخر محمل بالسيئات ، و ها نحن نستقبل عامانا الدراسي الجديد ، و ها هنا وقفات أردت أن نقفها جميعا ، لعل فيها ذكرى للذاكرين .
الوقفة الأولي :
أنه ليس من نافلة القول أن نذكر الجميع بالإخلاص لله في عمل من أعظم الأعمال ، و أشرفها ألا و هو طلب العلم ، و أن ننوي بهذا العلم نفع الإسلام و المسلمين .
فليراجع كل واحد منا ما هي نيته و ما هو قصده بطلب العلم ؟
و علينا تذكير أبنائنا بذلك بين الحين و الأخر ، و لا يكن هم أحدنا هو الدنيا فقط ، و طلب الوظيفة .
فو الله إن العبد إذا طلب الآخرة جاءته الدنيا و الآخرة ، و من طلب الدنيا فاتته الآخرة و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له .
الوقفة الثانية :
نرى كثيرا من الآباء عند شراء مستلزمات المدارس ؛ ما بين إفراط و تفريط ، فهناك أب لا يبالي بما يشتري لأبنائه و لو كان في ذلك إسراف و تبذير ، بل لا يسال أبنائه عن مدى حاجتهم لتلك الأشياء ، و في المقابل نرى بعض الآباء يقتر على أولاده و يشدد عليهم في شراء تلك الأشياء ، و ربما تضجر و تافف من كثرة طلبات أبنائه .
فأما الأول فأقول له : اتق الله ، و اعلم أنك مسئول بين يدي الله عن كل ريال تنفقه ، فيا لله من الريالات بل الآلاف التي سوف تسال عنها و التي ربما تكون سببا في حجبك عن الجنة .
أخي :
إن الله لا يحب المسرفين ، و الله جعل المبذرين إخوانا للشياطين ، فلماذا يا أخي لا تقتصد في شراء تلك المستلزمات ، لماذا لا تسأل أبناءك هل هذه الأشياء مطلوبة حقا ، و إذا كانت مطلوبة هل يمكن أن نشتري أشياء جيدة و نوفر بقية المبلغ لمن يحتاج إليه .
و أما ذلك الذي يقتر على أبناءه فأقول له : ألا تعلم أن كل نفقة تنفقها تبتغي بها وجه الله يكتب الله لك بها حسنة كما ورد ذلك في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه و سلم ، بل و جعل الصدقة على الأهل أفضل من الصدقة على غيرهم ، فلنحتسب كل هذه النفقات على أولادنا عند الله سبحانه .
الوقفة الثالثة :
احذر أيه الأب الكريم من عدة مخالفات يقع فيها كثير من الناس ، و هي ربما أصبحت عند كثير من الناس أمرا عاديا و قد تكون من كبائر الذنوب :
1- شراء الأشياء التي تشتمل على بعض المحرمات و من ذلك شراء الأشياء بها صور لذوات الأرواح : فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم انه قال : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة ) متفق عليه من حديث أبي طلحة ، فهل ترضى أن تحرم من دخول الملائكة إلى بيتك .
بل إن أصحاب الصور و من يرضى بها؛ داخل في حديث النبي صلى الله عليه و سلم: ( أن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، و يقال لهم : احيوا ما خلقتم ) متفق عليه من حديث عائشة .
و في حديث ابن مسعود في الصحيحين : ( إن اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون ) .
و بعض هذه الصور تحمل صورا لأهل الشرك أحيانا ، وإذا بابن الإسلام يحمل فوق حقيبته أو دفتره صورة لمشرك ، أو عقيدة من عقائدهم .
أخي :
أنا اعلم انك سوف تقول بان وجود مستلزمات مدرسية بدون صور أصبح شيئا نادرا .
فأقول لك بأنه - و لله الحمد - لا يزال يوجد أشياء بلا صور ، و لا تنس ( و من يتق الله يجعل له مخرجا ) .
فإذا اضطررت إلى هذه شراء هذه الأشياء التي بها صور لذوات الأرواح ، فهناك - و الحمد لله - ما يمكنك من طمسها بدون أن يحدث فيها عيبا ، بل ربما زادها جمالا ، و المكتبات مليئة بها .
هذه هي سنة نبيك محمد صلى الله عليه و سلم فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث علي قال لأحد أصحابه : ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا تدع صورة إلا طمستها ، و لا قبرا مشرفا إلا سويته ).
و من ذلك العباءات المخصرة والمطرزة ، و الملونة نحوها .
فاحذر يا أخي من شراء شيء محرم حتى لا تتعرض لسخط الله تعالى .
2- الاختلاط بين الرجال و النساء في الأسواق و المكتبات :
إن مما يؤسف له أن ترى كثيرا من المسلمين في أول أسبوع من الدراسة و فقد أخذ أهله فزج بهم في زحمة الأسواق و المكتبات ، حيث ترى اختلاط الرجال بالنساء ، و الشباب الذين أكثرهم ممن لا يخاف الله بالشابات .
فا يا عبد الله : اتق الله وكن غيورا على محارمك ، وليس هذا و الله من باب الشك و الريبة ، أو عدم الثقة بالأهل ، و لكنها الغيرة المحمودة التي يحبها الله ، و لا خير في رجل لا يغار على أهله .
عليك أن تشتري بنفسك هذه الأشياء ، فان لم تستطع فعليك بالذهاب مع أهلك ، و لا تحتج بكثرة المشاغل ، فاني اعرف رجلا وكيلا لوزارة و مع هذا لا يذهب بأهله إلا هو .
و عليك أن تختار الوقت و المكان الذين يقل فيهما الزحام .
الوقفة الرابعة :
أخي الحبيب ؛ هل تذكرت و أنت تشتري لأبنائك هذه المستلزمات أبناء جيرانك ، و إخوانك من المسلمين ممن حرموا من المال .
هل تذكرت وأنت ترى البسمة على شفاه أبنائك ، كم من أبناء المسلمين من حرم هذه البسمة .
هل تذكرت و أنت ترى أبنائك يأتون إليك و كل و احد يطلب طلبا - و أنت تعدهم بتحقيق تلك الطلبات – أبناء جيرانك و قد أتوا إلى أبيهم و كل واحد يطلب طلبه و الأب يحبس دمعاته من عينيه حتى لا يراها أبنائه .
أخي :
اعلم بان من أعظم الصدقات سرور تدخله على أخيك المسلم ( كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه و سلم حيث قال : أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا ) ( الصحيحة 1494 ) .
فبادر يا أخي و تصدق بشيء من مالك ، أو بشراء بعض المستلزمات و الأدوات المدرسية و إهدائها إلى جيرانك .
فيا لله كم من الفرحة ، و كم من السرور سوف يدخل على قلب ذلك الطفل ، و ذلك الأب ، الذي ربما كتب الله لك به التوفيق و الرضا إلى يوم تلقاه .
أما غفر الله لامرأة بغي سقت كلبا ، فكيف بمن يتصدق على مسلم مؤمن ؟
و لو أن كل واحد منا عندما يشتري هذا الأدوات لأبنائه ، زاد فيما يشتري ، ثم تصدق بذلك ، أو اشترى أدوات تكفي لشخص واحد ، لسُدت حاجات كثير من أبناء المسلمين .
فان عجزت يا أخي عن هذا ، فلا أقل من أن تبادر ألان بتصفية ما تبقى من ملابس و أدوات و مستلزمات قديمة ، فتتبرع بها ما دامت بحالة جيدة ، أو أعطيتها إمام مسجدك ليوصلها لمن يستحقها .
و لا تقل : إنها قديمة أو ذلك شيء قليل ،أو سأفعل لاحقا ،فكل هذه من تثبيط الشيطان .
فكم من الحسنات في هذه الأشياء و أنت لا تدري .
جاءت سائلة إلى أم المؤمنين عائشة تطلب طعاما .
فلم تجد إلا حبة عنب واحدة ، فتصدقت بها .
فعجبت مولاتها ( خادمتها ) من ذلك .
فقالت عائشة : كم من مثاقيل الذر في هذه العنبة ( أو كما قالت ).
( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )
أسأل الله أن يوفقنا أجمعين لمل يحب و يرضى ، و صلى الله علي نبينا محمد و آله و سلم
من الاخ: محمد الجابري</div>