المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رسائل للشيخ البورياتي رحمه الله تنشر لأول مرة...ذكريات مجاهد في جبال القوقاز.



الداغستاني
27 Mar 2010, 06:51 PM
وأنصح الجميع بقراءتها, فهي تبين بعض أحوال المجاهدين في جبال القوقاز...ويبدوا أنها رسائل أرسلها الشيخ لبعض إخوانه أو مذكرات كتبها عن أحواله.


لمن لا يعرف الشيخ سعيد أبو سعد البورياتي: داعية روسي مشهور, أسلم وعمره لا يتجاوز الخامسة عشر, فدرس قليلا في روسيا, وبعد ذلك درس في مصر والجزيرة العربية, واشتغل بالدعوة, وكانت محاضراته باللغة الروسية محط اهتمام المسلمين في روسيا, وقد أثر كثيرا في الشباب وذاع صيته, وتعرض للإيذاء كثيرا... التحق بركب المجاهدين عام(2008) بعد إعلان الإمارة الإسلامية في القوقاز عام (2007), وذلك بدعوة من الأمير مهند رعاه الله -أمير المجاهدين العرب الحالي في القوقاز-...وقد نال الشيخ سعيد ما كان يتمناه قبل بضعة أسابيع في معارك في قرية إيكاجيفو بولاية إنغوشيا, نسأل الله أن يرحمه وأن يتقبله شهيدا وأن يلحقنا به غير خزايا ولا نادمين ولا مفتونين.



مقتطفات من رسائل للشيخ سعيد البورياتي رحمه الله تنشر لأول مرة

فترة الاصدار: 24 مارس 2010, 23:07

http://imgs2.kavkazcenter.com/arab/content/2010/03/24/8042_1.jpg



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

•· أنا بخير، الحمدلله، لقد مرضت قليلا خلال الخريف، كان باردا ورطبا عندها، أنا لم أشعر جيدا في حملي للمعونات الثقيلة، لم يكن هناك طعام عادي وكان هناك عملية كبيرة تجري ضدنا في الغابات. ولكن الحمدلله، ولكننا كسرنا الحصار، وخسرنا شهيدا واحدا، ولكن قتلنا العديد من أكلة الخنازير. ثم مرضت وإضافة إلى ذلك آلمني ظهري بسبب البرد، تقريبا طوال الشتاء قضيته في حفر الخندق، ولكن بعدها أصبحت أفضل, أنا بخير الآن.

أنت تعلم، أنا تعبت جدا من هذه الدنيا، كأني قد عشت لقرون، وليس بسبب المشقات، ولكن لأنني أرى كل يوم الإخوة ينتقلون إلى عالم أفضل، لرضى الله، وأنا أقيم هنا مع هذه المحن في هذه الدنيا الملعونة.

مؤخرا، ليس لي سوى رغبة واحدة - أن أرحل من هنا بمستوى الإيمان الذي عندي الآن، لأنني لا يمكن أن أضمن أن أموت على الإيمان، وأنه سوف يزداد غدا.

أنت تعرف، دع هذا بيني وبينك، منذ وقت طويل وأنا أسأل دوكو أن يسمح لي بالقيام بعملية إستشهادية، لا شيء يمكن أن يكون أفضل من هذا ولقاء الله - ولكن في كل مرة يمنعني من هذا، ويقول بأنه لا تزال هناك حاجة لي هنا.

ولكنني لا أعتقد ذلك، وأنا أحسد أولئك رحلوا على هذا الدرب ... يمكنني أن أبقى لسنوات في الغابات، لقد إعتدت على المشي الطويل وأحببت هذه الجبال والغابات. ولكن فقط لقاء الله أكبر وأفضل، ومن أجل هذا أنا مستعد للرحيل.

يبدو لي بأنني رجل مهم، ولكن أنا أعرف من أنا، في الحقيقة، أنا أفضل من غيري لأني أعرف أخطائي وذنوبي، ولذلك كل التمجيد يمر علي بدون أن يؤثر في شيئا.

لقد أعلن عن جائزة كبيرة مقابل رأسي، لذلك يسرع المرتدون في البحث عني في كل مرة، تأتي لهم بعض المعلومات. أحد المرتدين من آسينوفسكايا وعد بجائرة منه مليون دولار إضافة إلى جائزة كافروف (قاديروف) من موتي. بالنظر إلى هذا، يمكن للمرء أن يضحك فقط, كم رفعوني عاليا ...!!!


•· هنا ترون الموت متجسدا، ترون كيف يستشهد إخواننا، ولم أرى إخوة أفضل منهم في كل حياتي. لقد كنت معهم في المخاطر، والمحاصرات، والإشتباكات، ولقد رأيت البطولة الحقيقية، التي للأسف، التي بالكاد أظهرها، حيث ذلك فوق قدراتي.

أنا لن أنسى أولئك الذين يساعدونني في حمل الأشياء، الذين كنت معهم في البرد والنوم في الخيم تحت طبقة من الثلج، الذين جلست معهم في المطر تحت قماش مدهون في الغابات، الذين شاركت معهم آخر قطعة من الحلوى ...

تدرك بأن كل تلك الدنيا لا تساوي شيئا إذا قورنت بالله، حيث أنها لا تساوي شيئا إذا قورنت بالذين يرحلون في سبيل الله.

مرة أردنا أن نقوم بكمين، وكان هناك تلة عالية وحتى يمكننا أن نرى جورجيا، وعندما رأيت كل تلك الجبال، أدركت بأن كل هذا لا شيء مقارنة بجمال الجنة. جلسنا طويلا على الطريق الجبلي ، وكل تلك الأيام نظرت إلى تلك المناطق، التي لا يبدو أنني سأزورها، ولكنها كانت جميلة جدا، صدقني.

أنت تعرف، في المرة الأولى لم أستطع أن أكتب بشكل صحيح، أن أشرح ما في روحي. ولكن حتى إذا كتبت بشكل غير صحيح، أعتقد أنك فهمتني وماذا أريد أن أقول.


•· العديد من الإخوة استشهدوا، خصوصا في هذا العام، لأن الأعداء جمعوا كل قواتهم في قاطع سونجا، لذلك المجاهدون في غيرها من القواطع كانوا بلا عمل.

إنهم يعتقدون أن دوكو (أمير القوقاز) هنا ولهذا فإنهم يمشطون الغابة بأكملها. ولكن تبقى هناك العديد من "الهدايا" التي تمزق أرجلهم وكل شيء فيهم. قرب قرية واحدة فقط داتييه منذ أكتوبر الماضي، تم تفجير أكثر من 30 كافرا ومرتدا على ألغامنا.

ولكن هؤلاء الخنازير لا يزالون يجبَرون على الدخول إلى الغابة، وأحيانا الله يعطيهم فرصة لقتل أحد إخوتنا. الآن لدينا موقف أفضل من ذي قبل، لم يكن هناك مثل هذا العدد الكبير من المجاهدين في هذه الغابات طوال تاريخ الجهاد، ولذلك روسيا المحتضرة وقاديروف يسرعون لتدميرنا بأي ثمن.

الحمدلله، لقد نفذنا عملية ضد يفكيروف، لقد كان خنزيرا قذرا، لقد إستشهد العديد من الإخوة بسببه. في هذه العملية ضده، كنت منخرطا بشكل مباشر, وشك المرتدون في ذلك. ولكنني أقول لهم كل شيء جرى هناك، لأن وزير الداخلية لا يصدق بأن دوكو هو من أمر وأشرف على إعادة إحياء كتيبة رياض الصالحين.

أنت تعرف، أنني بدأت أرى في المنام أولئك الإخوة الذين رحلوا في العمليات الإستشهادية، هارون وغيره، إنهم لا يزالون أحياء، كما هم، ولسبب ما يبدو لي أنني يجب أن أرحل إليهم قريبا، إذا أعطاني الله مثل تلك النعمة.

ذلك الأخ الذي ذهب ضد يفكيروف، أنا أعددته كذلك، ولكن لن تصدق كم تمنيت أن أكون بدلا منك. أنت تعرف، لقد ذهب للموت كأنه ذهب لاحتساء كوب من القهوة، ولم يكن مضطربا بتاتا، وعندما سمعت التفجير، شعرت بالمرض، أدركت أنه ذهب للمرة الأخيرة.


•· العديد من المتطوعين الجدد يأتون، إنهم جميعهم يريدون أن يتلقوا بي، ولكن لا يمكن أن ألتقيهم جميعا، لأنني لا يمكنني أن أكون في أكثر من جبهة في مرة واحدة. هناك العديد من الوقت لأقضيه مع دوكو، إنه شخصية نادرة، إنه يغير رأيه مباشرة عندما يستمع لحديث، بالرغم من أن ذلك رأيه منذ سنوات.

منذ بداية الجهاد، قوى من إيمانه الإسلامي، وأنا متفاجئ جدا من الرجل. أنت تعرف، إذا كان هناك شخص في هذا العالم يمكن أن تسميه رجلا حقيقيا ومحاربا بميثاق شرف بمناقبه، فهو الوحيد (أي دوكو).

•· أنا حقا أشفق على جميع الأوروبيين وغيرهم من مجاهدي الإنترنت، الذين لا يسعون للمجيء إلى هنا، ولكن سوف يدركون ذلك فقط عند موتهم.

لقد أدركت بأنني كنت مخطئا منذ وقت طويل جدا، بأنني لم آتي إلى هنا، لقد فاتني العديد من سنوات الجهاد والمشقات. خلال الشتاء، عندما لا يكون هناك حفر خنادق، عليك أن تمضي كل اليوم بقرب النار وتنتظر الليل. وفي الليل، عندما تنام لاثني عشر ساعة أو أكثر، وأنت تنتظر الفجر لتنهض أخيرا، ولا يمكنك أن تنام لأنك نمت بما فيه الكفاية.

عندها أصدقاؤنا المفضلون - الرز والحنطة السوداء، التي لا يمكنك أن تذهب لأي مكان بدونها. البرد والرطوبة، أحيانا، لن تصدق، إنها تمطر لأربعة أيام بدون توقف.

أنت تنام تحت صوت المطر وتستيقظ على طنينه. البطاريات بالنسبة لنا تساوي الذهب، يمكننا أن نشغل الهاتف بثلاثة بطاريات بدون شحن للقراءة وإلتقاط الصور.

هناك العديد من المعارك مع الكفار، المرتدون لا يحبون أن يقاتلوا ضدنا، إنهم فقط يظلون خارج القرية ويذهبون بسرعة، كل المعارك الرئيسية يقاتل فيها GRU (قوات الإستخبارات العسكرية الروسية - قفقاس سنتر)، القوات الخاصة، وغيرهم. ولكنهم يمكنهم أن يفروا فقط، إنهم يجرون بسرعة عندما يتعرضون لأول الخسائر. هذه التي لدينا هنا، ماذا يكون أن أقول أكثر؟!

لقد قابلت تقريبا كل الأمراء، بدءًا من دوكو، وماجاس ونهاية بأمراء الجماعات الصغيرة. كل ما رأيته فيهم كان الإخلاص ورغبة في العمل في سبيل الله.

ولكن أنت تعرف، أنني أدركت الحق الأساسي أنه من الضروري أن أمضي في كل الدرب وأترك كل شيء - أنا أدرك بأن هذه الدنيا تساوي وهي ملعونة، أنا أدركت بان المرء يحتاج للقليل فقط - قماش مدهون على رأسه، وكيس نوم، ويمكنني أن أعيش في كل مكان، هو كل ما يحتاجه في هذه الدنيا، يمكنه أن يحمله في حقيبة ظهر واحدة.

لذلك لماذا التنافس في الحصول على هذه الدنيا، إذا كانت لا تساوي أي شيء أمام الله؟ هنا لديك ما يكفي مما تحمله بنفسك، تذهب إلى نهر الجبل، وتصطاد، وتجمع الثوم البري، وتقاتل في سبيل الله، أنت تقتل وعاجلا أو آجلا سوف تسقط كذلك، ولكنك سوف تقتل في سبيل الله وأنت لن تخجل يوم القيامة أمام الله في يوم القيامة من جراحك.

أنت تعرف، أنا كتبت لك وسأقول لك مرة أخرى - أنا لن أعود من هنا، أنا لن أدع السلاح، بالرغم من أنني لا أكترث أين أقاتل ضد الكفار - هنا أو حتى في موسكو، المسألة الأساسية أن أؤذيهم، وكيف يمكن أن أترك هذا الطريق، وفي نهايته مثل ذلك الأجر العظيم؟

•· أنت تعرف كم في عقلي مرت علي لحظة الحق هذه، عندما تصطدم بسيارة ضد الكفار وتضغط على الزر ...

أنا متأكد من أن هذا يمكن أن يقوم به فقط الذي يقويه الله على هذا الدرب ويريد أن يلقى عبده، وهذا يمكن أن يقوم به فقط من لا يؤمن بالجنة فحسب، ولكنه مستيقن بأنها حقيقة كما أننا واثقون بأن هذه الدنيا حقيقة.

عندما ذهب أخونا ضد يفكيروف أونزاربك (الشرير بك، لقد أطلقنا عليه هذا اللقب)، لقد عد كل يوم، وكان يشتكي بأن الوقت يمر ببطئ وكان يخشى أن تفشل العملية.

إنه حتى لم يعرف كيف يقود السيارة بشكل صحيح، ولكنه كان يستطيع أن يلتف وإصطدم مباشرة بسيارة يفكيروف، لذلك إذا يفكيروف لم يمت، فسيكون أونزاربك قبيحا بحق، فقد إحترق بشكل كامل وإحترقت عينيه، وجمجمته وأعضائه تضررت.

أنا لا أستطيع أن أتحمل إذا اتخذ كان أحد سيتخذ هذا الدرب، ولكن مرة أخرى سأقيم هنا .. عندما هارون، الذي فجر نفسه في غروزني، ذهب في هذه العملية، قال لدوكو، بأنه إذا أرسل شخصا آخر فيها، وليس هو، فلن يكلمه مرة أخرى...(تأمل كيف يتعامل الأمير و المجاهدون كأنهم أصدقاء وليسوا رئيس ومرؤوسين, أسأل الله أن يلحقنا بهم)

لقد رأيت فيهم الرغبة في الموت، الذي كالجوع الوحشي، ولا شيء يمكن أن يمنعه من القيام بذلك. والله، هنا فتحت عيني على العديد من الأشياء ووقعت العديد من الأشياء في مكانها.


•· بالأمس استشهد أبو مسلم، تذكر، أنت أخبرتني أنك رأيت تسجيلي المرئي مع عيسى الأبيض؟ في الخلفية كانت الراية كنت أقف مع عيسى وأبو مسلم على أحد الجانبين. وكنت أتحدث عن كافروف في هذا التسجيل.

لقد سجلته في الربيع قرب قرية، عندها لم يكن هناك أوراق شجر والمروحيات كانت تحلق، وتطلق النار في الصباح. لذلك أبو مسلم خيماييف إستشهد في معركة في آرشتي وشيمولغا مع ثلاثة من الإخوة.

لقد كان أحد الذين أحببتهم كثيرا في سيبل الله، ومن الصعب فراقه! لقد كان أخا متمرسا، في 2002 لقد أنقذ جماعة من الموت في الغابة عندما رمى الكفار فيها أكثر من 100 ألف من أكلة الخنازير. أكلوا طوال الشتاء العشب والثوم البري من أجل البقاء أحياء وكان عليهم بإستمرار أن يقاتلوا الكفار.

لقد كان في جورجيا وشارك ماشيا من هناك إلى الشيشان. أنت تعرف، كان دائما يهتم بالجميع، ويقلق على الجميع، وسعى لإقامة العدل في كل مكان.

لقد رحل الآن، شعرت بسوء مرة أخرى، لقد رحل العديد من الناس الذين أحبهم ... لم يعد هناك أبو دجانة، ولا آدم، ولا بلال، ولا هارون، ولا أبو مسلم والعديد غيرهم من الإخوة. وأنا لا زلت حيا وهم يمضون للقاء الله.

أنت تعرف، في كل مرة يرحلون، أشعر بتعب فضيع. ولا أستطيع أعود لطبيعتي،حتى اليوم التالي. إن وقتي لم يأتي بعد، لهذا أنا لا أزال حيا وأراقب موت الإخوة الآخرين. الآن لم يعد هناك من الإخوة، الذين لا أريد أن أفقدهم - بروفسورنا. هو مجاهد كبير جدا، ومتعلم تعليما عاليا، هو متعلم جدا لدرجة انك يمكن أن تتحدث معه لساعات، حتى دوكو يغضب عندما نتكلم في نقطة مراقبة حول كل شيء.

أنا وأبو مسلم نسميه "الجد" لكبر سنه، بالرغم من أن عمره 33 عاما، ولكنه يبدو 40 عاما أكبر. ذهب الجد مع غولاييف إلى جورجيا وعاد، وقتل العديد من أكلة الخنازير بسلاح رشاش.


•· أنت تعرف، الآن وهنا أفكر في ماذا سيكون، إذا كان سابقا، عند نقطة تحول في حياتي، رفضت أن آتي إلى الجهاد وقعدت في المنزل؟ عندها أنا متأكد، ببساطة لن أتمكن من إحترام نفسي أبدا أبدا، مهما كانت أعذاري التي سأحاول أن أخفي فيها جبني.

الآن أدرك بأنني لو رفضت، عندها بالتأكيد لأذلني الله، ربما سأعيش أكثر لبعض الوقت، ولكنني سأموت بطريقة مختلفة، ليس في الجهاد، سأتذكر ذلك اليوم الذي رفضت فيه وسوف ألعن نفسي على جبني.


•· الآن، عندما أكتب هذه السطور، نحن نخطط للرحيل غدا لعدد من العمليات، نحن نجلس، ونعد سلاحنا، نسأل الله أن يرزقنا الشهادة، مع أنني لا أستحق مثل تلك المنزلة.

أنت تعرف، أنا أحب أسمع: "اليوم خلال عملية ما يسمى FSB - تمت تصفيته ...".

عاجلا أو آجلا، سيحصلون على تلك الفرصة، إن شاء الله، ليسعدوا، ليأتي كافروف ويستمتع. وبالنسبة لي، أنا لن أهتم، ولكن اليوم يجب أن نعد للعملية ونصفي أذهاننا بأن يكون كل ذلك في سبيل الله، وليس من أجل أي شيء آخر قذر.

الأخ الذي فجر يفكيروف، ترك رسالة لأسرته، ولكنه كان يخشى التصوير فرفض بشكل قطعي أن يصور وصيته، وأنا فهمت ذلك جيدا. وأنت تترك كل شيء، يجب أن لا تخاطر في مثل هذا الوضع بأن تذهب لجهنم بسبب نية خاطئة، حتى في يوم القيامة، سيتم إستدعاء المجاهدين أصحاب النوايا الخاطئة أولا.


•· أنا مسرور بأنه يمكنك أن تتصور بأن كل ما أكتبه، إخوتنا، يجلسون خلف النار بهواتفهم المثبتة على ثلاثة بطاريات صغيرة.

كان لدينا قاعدة جيدة حتى خاننا أحد المرتدين إلى الكفار. كانت القاعدة قرب قرية داتييه، أنت تعرفها، إنها قرية صغيرة على الحدود بين الشيشان وإنغوشيا، ولا يعيش فيها أكثر من 30 شخصا. فبنينا قاعدتنا على بعد حوالي ساعة من القرية، الكفار كانوا يبحثون كثيرا عنها ولم يستطيعوا أن يجدوها، حيث كانت متواجدة بين تلين، وكان من الصعب أن تلحظها حتى في مسافة قريبة.

قضينا هناك تقريبا كل الصيف في الخيام، ومن هناك إنطلقت العمليات، وحفرنا الخنادق. بالنسبة لنا كنا نسميها "داتييه الجديدة" وفي بعض الأحيان كان لدينا أشخاص أكثر من داتييه القديمة.

كنا نمزح بإعطاء الأسماء، كان لدينا نظرة عمروف، مسجد (حقيقي، يبنى بالقماش وتسع لـ 20 - 25 رجلا)، ومقهى، الذي كان غرفة العشاء أيضا، ومعهد عسكري إسلامي، وأجنحة رئاسية، وبيوت تمريض وما إلى ذلك.

هناك العديد من الذكريات، كم مرة ذهبنا لنقطة على قمة التل، حيث يكون هناك مرة جميل. وحفرنا خندقا هناك وإختبئنا هناك. وثم مر بعض الكفار قربنا، أنا ومجاهد واحد كنا في الخندق وكنا أول من إلتقى الخنازير بالنيران.

أنت تعرف كيف يصرخون، كالنساء، أنا إعتقدت أنه حقا هناك نساء بينهم. وتبين فيما بعد بان أحد الكفار أصيب بجراح بالغة وصرخ وتألم - والصوت كان كالموسيقى لآذاننا.

كانت معركة ضارية، وأنفقنا العديد من الرصاص عليهم. أنت تعرف، أنه مثل مشهد فلم أكشن، عندما يتقدم "البطل"،وتتطاير الرصاصات والتفجيرات في كل مكان؟

أنا أتذكر شيئا مثل ذلك حصل في ذلك اليوم، كان هناك مجاهد واحد، لاجئ سابق في أوروبا، صديق. لذلك كنت مستلقيا ببندقيتي، محاولا أن ألمح الكفار، وكان هو يمشي على قمة التل وكان هناك الرصاصات والقنابل تنفجر من حوله، وهو كان يمشي بهدوء كأنه يمشي في خلفية منزله، بدون حتى أن يثني جسمه.

على أية حال، نحن والكفار ذهبنا في إتجاه مختلف، ولم تلحق بنا أية خسائر. أنا أصبت بشظية في أذني، كنت تسبب لي حكة بسيطة.


•· أنت تعرف، أنني لم أستطع أن أنام جيدا في أي مكان مثل الغابة، ليس هناك مشكلة مع الجدول، أنت لا تجلس هناك حتى الصباح، حالما يحل الظلام، تضع القماش المدهون، وتبسط الحصيرة وكيس النوم، وتدخل فيها، وتنام جيدا. في الفجر أستيقظ للصلاة في الظلام الدامس، وتقوم بالدعاء، وتؤدي الصلاة، وتعود للنوم. عند حوالي الثامنة تبدأ بغلي الشاي على النار، وتطبخ الإفطار، وتتمتع بالطبيعة.

تصورا بأن يدفعون مبلغا كبيرا من المال ليرتاحوا في الطبيعة، ولكنه مجاني، وزيادة على ذلك، هنا الجهاد في سبيل الله.

ولكن، في الخريف تصبح باردة ورطبة، ولكنها تظل جميلة جدا. الصعوبة هي في الخندق، عندما تخوض في الطين وهناك أكثر من ما يكفي من الطين هنا.

إذا توقفت في الغابة للراحة وإذا أبعدت أوراق الشجر عن الأرض أو وطأت عليها، بعدها يأتي المطر ويتحول كل شيء إلى طين. هذا أصعب الأمور التي أكرهها، ولكن يجب تحمل ذلك في سبيل الله.

أنت تعرف، الصبر يمكن أن تطويره هنا فقط، هنا فقط يمكن أن تعرف حقيقتك. صدقني، كل أولئك الذين يتهمونني، بكل علمهم لا يساوون حتى الطين، التي يبقى على أحذية أضعف المجاهدين.

قد يعتقد المرء بأنه يمتحن، ولكن إذا لم يكن هنا، فهو لم يرى شيئا، إنه أشد ما يمكن للناس أن يتحملوه. الجوع، والقذارة، والبرد، والرطوبة، والمرض، والجراح، والخوف من الموت وأكثر من ذلك - كل هذا من الجهاد في سبيل الله، ولذلك ثمن الجنة غالي جدا ...


•· أو هناك حتى ظرفاؤنا، إحدى الجماعات، التي ذهبت لمكان ما لقتل المرتدين، ودائمون يطلقون النار عليهم من أسفل الخصر، ولكن عن غير قصد، ولكن لديهم أربعة حالات كتلك.

أحد شرطة الشغب، الآن لا يستطيع أن ينجب الأطفال. لذا هذا المرتد الجريح جرى إلى أحد البيوت، وألقى عليه جردل من الماء على نفسه، وقام بالتوبة (أدى صلاة التوبة - قفقاس سنتر)، حتى فقد وعيه بسبب جروحه. ولكن، عندما عاد إلى وعيه في المستشفى، عاد إلى القتال ضد المسلمين.

أحد العملاء الكفار صوب على جبهته، ولكنها سقطت في نفس ذلك المكان، فقط برصاصة واحدة، وخرجت الخرطوشة من البندقية.

في إحدى المرات ذهبت في عملية، وفي الليل وقعنا في كمين للكفار قرب قرية، ولكن لم يدركوا مثلنا، من كنا، وكان أحد الكفار يقف ويصرخ: "من أنتم؟ فصرخت عليه: "غادروا بسرعة منطقة العملية الخاصة" - وعندما سمع أنه اللغة ليس فيها لكنة (الشيخ سعيد روسي)، وظن أننا من الكفار. حسنا، أطلقنا النار عليه وقفزنا إلى الغابات، ولم يطلق علينا النار أحد.

هنا نقول ما يكفي من النكات، خصوصا عندما يبدأ دوكو بالكلام حول المغامرات القديمة للجهاد، لذلك كل مرة يكون هناك شيء جديد، مهما إستمعت إليه أكثر من مرة.

فهكذا تجري الأمور هنا، حسنا يجب أن أذهب الآن في عملية مع الإخوة، وإذا عدت، سوف أكمل الكتابة، إن شاء الله. أنت تعرف أنني لا أحب القتال ... ولكنه أمر الله ولا شيء آخر.

لو لم يكن من أجل الأجر ومن أجل قتل هؤلاء المنحطين، لما ذهب لأي مكان بتاتا. ولكن على المرء أن يضبط رغباته مع متطلبات الشريعة، وليس العكس، كما يفعل العديد من المسلمين.

لقد أخذت معي بندقية 7.62 مع خزان رصاص فيه 75 رصاصة، إن شاء الله، اليوم سنجربه في المعركة. بالرغم، أن لدي حلم بالبندقية ذات الخزان وقاذف للقنابل. فالسيوف هي مفاتيح الجنة ...

... الأمس رجعت وقررت أن أعود وقررت أن أنهي ما أكتبه، عندما أنتهي، إن شاء الله، سوف أرسلها لكم. كنت في سيارة وركبت فيها ليومين، وأطلقت النار على بعض المرتدين، إاضفة إلى القواعد العسكرية للكفار، ولاحقت مرتدا في سيارة، لذلك هرب بسرعة، لم رأى مثل تلك السرعة من قبل.

أطلقت النار من قاذف للقنابل، إنه سلاح قوي، عندما ترى كيف تفجر قذيفتك منزل المرتد، إنه شيء مثير. نحن نعطيهم فرصة ليذوقوا كيف أن تفقد عائلة ومنزلا، حتى يكون لهم فهم أفضل لنا وحتى لا يرتعشوا في المستقبل.


•· الآن فقط أبلغت بأن عيسى إزرخانوف إستشهد في معركة قرب غويتي. كان عيسى مجاهدا قديما، وهو في جهاد منذ 1999، لقد قاتل في العديد من المعارك. كنيته هي عيسى الإنترنت لقدرته على أن يكون إنترنت يمشي لمعرفته 90% من سكان الشيشان وإنغوشيا، من قريب من ومن يفعل ماذا وما إلى ذلك.

في كل قرية كان لديه العديد من المتعاونين، كان يستطيع أن يحصل على السلع من خلالهم بدون أية مشاكل.. لقد رحل الآن، لقد قضينا وقتا طويلا معا، "الإنترنت" كان لديه شخصية أصيلة. في إحدى التسجيلات المرئية، كنا نتحدث معه، وأنا أدعوه المجاهد الكبير. كان أخا طبيا، وكان دائما يتحرك ومعه بعض الأفكار، ولا يهدأ بادا.


•· لقد عدنا، لم يعطني الله فرصة أن أكون شهيدا في هذه المرة، ولكن لا يزال كل شيء آتيا. عندما عدت شعرت أكثر كم بسرعة أردت أن أحوز على الشهادة وكم تعبت من هذه الدنيا، لم أتعب هكذا من قبل.

ولكن أنا أدرك بأن هذا السجد يخاف بشدة من الموت، النفس لا تريد أن تغادر الجسد، حيث أنهما معا منذ مدة طويلة وكبرا معا.

أحيانا، لا أفهم أولئك الذين يأتون للجهاد، ولكن بدون رغبة الموت في سبيل الله في عملية إستشهادية - ولكن الموت سيأتي إليك على أية حال، أنت لن تنجو منه، لذلك أليس أفضل لنا أن نقدمها بأنفسنا روحنا والجسد في سبيل الله لنحوز على أعلى درجة بهذا العمل، كأنس بن النضر الذي أسرع إلى المشركين في غزوة احد، عندما تراجع الجميع، ولم يكن معه أحد.

نعم، من جانب يبدو أن الشخص ينتحر بإلقاء نفسه لموت محقق، ولكن هذا الموت من أجل إرضاء الله ولنظهر له صدق هذا الإيمان. لذلك منذ زمن بعيد إتخذت قرار القيام بنفس الفعل، إن شاء الله، لأرضي الله، بالطريقة التي ذكرها في القرآن، ودعا لها النبي (صلى الله عليه وسلم).

حسنا، أنت تعرف، مرة حلمت مع أبو دجانة كيف سنذهب في عملية إستشهادية معا، وأردنا أن نضع المتفجرات في السيارة وقيادتها إلى إحدى القواعد الكفار العسكرية، ولكن دوكو منعني من ذلك، ولكن أبو دجانة ثبت على رأيه ولم يتخلى عن الفكرة.

ولكن بعدها إستشهد في إطلاق نار، وإضطررت إلى أن أمضي الشتاء، ولكن ربما الآن سيأتي الوقت لألقى الله لأقف أمامه، لأرى هل هو راض عني أم لا ...

أنت تعرف، أبو دجانة كان يقول: "أنا أعرف بأنني أريد أن أموت في سبيل الله، ولكن لو أحضرت سيارة أمامي وقيل لي أمضي بها، لا أعرف كيف سأتصرف" - هذا صحيح، إذا لم يثبتنا الله على هذا الدرب فلن يستطيع أحد أن يجتاز محنه الصعبة.


•· كافروف تذكرني مرة أخرى، وإتهمني بأنني أعددت إنتحاريا ليفجر نفسه في غروزني - وأنا سأكون مسرورا بذلك، ولكنني حتى لم أعرفه.

أنت تعرف، السبب الوحيد الذي يجعلني أحيانا أفكر بأنني أود أن انتظر إلى النصر - هو فقط ليكون لي فرصة لأنظر في أعين الذين ضدنا. ولكنني مع ذلك لا أريد أن أستبدل الشهادة من أجل هذه الفرصة الرخيصة.


•· أقول بصراحة، أنا لا أفهم أولئك الذين يفرون من الجهاد، حيث أن هذا الفعل ببساطة لا يدخل عقلي، حيث أن الرجل الذي يفر من الموت في سبيل الله، من أفضل ما في هذه الحياة، من السبب الذي جعله يسلك هذا الدرب.

تلك الأخوة، التي تتشكل هنا، لا يمكن أن يستبدلها شيء. أولئك الإخوة الذين يستشهدون كانوا خير من عرفت.

أنت تعرف، عندما تجلس في المطبخ، هناك الكثير الذي يعكس كم أنت مسلم صالح، ولكن إمتحانتك تأتي، عندها يتكشف الوجه الحقيقي للإنسان، الذي أخفاه عن الجميع. لذلك هنا، فهمت جوهر كل جماعات مطابخنا، الجماعة الحقيقية ستكون فقط حيث تسير معا خلال الصعاب في سبيل الله. الآن بالتفكير في كل الذي كان في الماضي وأنا أتفاجأ بان العديد من الناس عندها مختلفين ولم يكن هناك وحدة سابقا.

ولكن عندما تشارك مع رجل آخر حلوى سنيكرز (المجاهدون يحرصون على اصطحاب الحلويات التي تحتوي على المكسرات لأنها تسد الجوع ووزنها يكون خفيفا)، عندما تعطي لحافك، وعندما تأخذ أغراضك بالقوة منك ولا يمكنك الحديث، عندما تعد الشاي، عندما يأتي إليك الناس ويسألونك عن صحتك، عندما تكون مع أخ في المعركة، حيث تحترس من الرصاصات وتفكر بأن الموت على وشك أن يأتي إليك، عندها تفهم الإسلام على حقيقته.

وكل ما جرى قبل ذلك لا قيمة له. أنت تعرف، مرة أصبحت مريضا جدا، حتى أنني لم أستطع أن أجر حقيبة ظهري. كان ذلك بعد أن حاصرنا الكفار وكسرنا الحصار بمعركة، ثم قصفنا ليلا ونهارا في الغابات.

أنت تعرف، بعد فترة تعتاد على النوم تحت أصوات القذائف وأنت تسمع صوت إنفجارها على بعد 700 متر منك. عندها بعد أن يتوقف القصف، لا يمكنك حتى أن تنام، بعد أن إعتدت أن تنام بذلك الصوت.

لذلك، مرة عند صعودنا إلى تلة شعرت بأنني مريض جدا، وبروفسورنا حمل حقيبة ظهري وحملها مع حقيبته. البروفسور كان لديه العديد من الأشياء في حقيبة ظهره، راديو، أسلاك، أداوت مكسورة، ودرلات، ومفاتيح براغي، وأدوات، وكل أنواع القمامة، إضافة إلى مؤونة طعامه وثيابه.

لا يمكنك أن تنسى كيف ساعدك الأخ في الصعاب، عندما كان من الصعب عليه أن يجر قحيبته هو.

مرة ذهبنا في عملية، وحملت إثنين من قاذفات القنابل، وعندما تعبت لم أسمح لأحد بأن يأخذها مني، فإستخدم أحد الإخوة ذكائه وأخذها مني، لذلك يمكنك أن ترى كيف يجب أن تكون الإخوة الإسلامية.

اليوم رأيت في المنام بأنني قلت لنفسي أنه بقي لي ثلاثة أسابيع من الحياة، لا أعرف لماذا، ربما لأنني لا أستطيع أن أنتظر الرحيل من هنا. لقد حلمت بإمرأة قلت لها أن تبتعد عني، وقلت لها بأنه بقي لي ثلاثة أسابيع من الحياة.

لذلك استيقظت وأنا أفكر ما يمكن أن يعني ذلك ولا شيء يأتي في بالي.

المصدر: IA "HUNAFA"

كفكاز سنتر

اللهم ارحم الشيخ سعيد وتقبله شهيدا...والله فجَعنا فراقك يا شيخ, لكنك الآن سعيد -إن شاء الله- لأنك حزت ما كنت تتمناه...فنَم قرير العين, ولا نامت أعين الجبناء.

ام حفصه
28 Mar 2010, 02:22 AM
نم قرير العين ولا نامت عيون الجبناء ---------لا يحق لي ان اتكلم اوازيد فما نحن امام قوة وعظم الثقه بالله التي يتكلم بها هو وااصحابه احد الشهداء قال لرئيسه ان لم ترسلني في هذه العمليه لن اكلمك ابدا ---ونحن نربي جيل اذا لم تشتري لي سياره او او او لن اكلمك ابدا شتان اي والله شتان رحمك الله يا شيخ سعيد وجمعنا بك وبكل المجاهدين في جنته فان الله يعلم محبتي لكم وحزني عليكم لعل الله يشفع لي بها ويجعلني معكم وان لم انالها ----------------

ابوالبراء السلفي
28 Mar 2010, 01:26 PM
جزاك الله خيرا. يارب ارزقني الشهادة في سبيلك
اللهم الحقني بالصالحين

الداغستاني
28 Mar 2010, 10:55 PM
بارك الله فيك أختي الكريمة أم حفصة, وجزاك الله خيرا على المرور.
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا البراء وجزاك الله خيرا, ورزقني وإياك الجهاد والشهادة في سبيله.