همي الدعوه
23 Feb 2010, 03:25 PM
إنه "أبو بكر الصديق" أيها الأعرجي
الثلاثاء 23, فبراير 2010
أحمد بيومي
قامت ثائرة الحكومة العراقية -وعلى رأسها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي- ولم تهدأ ثائرتها حينما تعرض الشيخ الدكتور محمد العريفي لمرجع من مراجع الشيعة الإيراني الجنسية علي السيستاني، وما قال العريفي إلا كلمة حق في زمن قلَّ فيه أن تجد من يقول الحق، ولا يُخشَى فيه في الله لومة لائم.
هذا في الوقت الذي لم تحرك فيه هذه الحكومة العراقية ساكنًا ولم نسمع لها صوتًا حينما تعرض النائب العراقي بهاء الأعرجي للصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
فلو أن هذا الأعرجي تعرض لعدو من أعداء العراق أو الإسلام لما لامه أحد ولا أخذ عليه أحد. ولكنه أخطأ وأساء..
أساء إلى من؟ وتعرض لمن؟ وتهجم على من؟ وأخطأ في حق من؟
أساء إلى أشرف نفس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أول الخلفاء الراشدين، أبي بكر الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار، خليل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وحمى الله به الإسلام بعد وفاة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم بحربه للمرتدين وانتصاره عليهم فيما عُرف بحروب الردة.
لُقّب بـ"الصدّيق" لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به، فقال: إن كان قال فقد صدق!
ولُقّب بـ"الصدِّيق" لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال.
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم "الصدّيق".
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد جبل أحد هو وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال: "اثبت أُحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان".
وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى "الأوّاه" لرأفته ورقة قلبه، وهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها، قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخيّر أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم". رواه البخاري.
صرَّح له النبي صلى الله عليه وسلم بإمامة المسلمين دون غيره من الصحابة في مرضه الذي مات فيه صلوات ربي وسلامه عليه.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس، ففي الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت: "لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال: مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلِّ. قلتُ: إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [وفي رواية: رجل رقيق] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ. قال: مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ. فقلتُ مثلَهُ: فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلِّ، فصلَّى.
ولذا قال عمر رضي الله عنه: "أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا؟!".
وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابًا، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر. رواه البخاري ومسلم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، وقال (لا تسبوا أصحابي).
ثم إن سب الصحابة قدح في الصحابة وقدح في الشريعة وقدح في الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدح في حكمة الله عز وجل.
أما كونه قدح للصحابة فواضح، وأما كونه قدح في الشريعة فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة وإذا كان ناقل الشريعة على الوصف الذي يسبهم به من سبهم لم يبق للناس ثقة بشريعة الله؛ لأن بعضهم والعياذ بالله يصفهم بالفجور والكفر والفسوق ولا يبالي أن يسب هذا السب على أشرف الصحابة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، وأما كونه قدح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلأن الصاحب على حسب حال صاحبه.
وحكم سب الصحابة معلوم في الشريعة وقد تناول كثير من العلماء والأئمة فتاوَى تتعلق بهذا الأمر.
فقد أفتى الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- في حكم سب الصحابة والتعرض لهم بقوله: "إن سب الصحابة من المنكرات العظيمة؛ بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لأنهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة".
وجاء في كتاب الكبائر للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله- فيما يتعلق بسب أحد من الصحابة -رضوان الله عليهم: «ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال: يقول الله تعالى: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب"، و قال -صلى الله عليه و سلم-: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِفَيه» .
وقال -صلى الله عليه و سلم: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، و من آذى الله فقد أوشك أن يأخذه"، (أخرجه الترمذي).
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم: "إنا نُسَبُّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختارني واختار لي أصحابي وجعل لي أصحابًا وإخوانًا وأصهارًا، وسيجيء قوم بعدهم يعيبونهم وينقصونهم فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تناكحوهم ولا تصلوا عليهم ولا تصلوا معهم".
و عن ابن مسعود -رصي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا، وإذا ذُكِرَ النجوم فأمسكوا، وإذا ذُكِرَ القَدَر فأمسكوا".
وفيه نهي عن التعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيوب السختياني -رضي الله عنه: "من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله ومن أحب عليًّا فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الخير في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برئ من النفاق".
ومن فضائل الصديق رضي الله عنه وأرضاه أن أنزل الله فيه قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة.
قال تعالى: (وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 22]. فنعته الله بالفضل -رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
وقال تعالى: (والّذي جاءَ بالصِّدْقِ وصَدّقَ به أُولئِكَ هم المُتّقُونَ) [الزمر: 33]
قال جعفر الصادق: لا خلاف أن الذي جاء بالصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي صدّق به أبو بكر -رضي الله عنه.
فالواجب علينا محبة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- واحترامهم والذود عن أعراضهم، واتهام من سبهم بالنفاق وذلك بأنه لا أحد يجرؤ على سب الصحابة -رضي الله عنهم- إلا من اتصف بالنفاق والعياذ بالله وإلا فكيف يسب الصحابة؟!
ونعود إلى تصريحات الأعرجي ونقول: "هل جهل هذا الأعرجي فضائل وشمائل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أنه علمها وأنكرها لغرض في نفسه دنيء، أو من أجل عَرَض زائل من أعراض الدنيا الفانية ليتقرب بذلك إلى مواليه، فوالله لن يغنوا عنك من الله شيئًا يوم القيامة.
ونوجه نداءنا إلى حكومات الدول العربية والإسلامية ونستحثها على اتخاذ موقف رسمي ضد هذه التصريحات ومن على شاكلتها، لبيان شناعة هذا الأمر والحؤول دون تكرار ذلك مستقبلاً.
ونحذر مرة أخرى كل من تسول له نفسه أن يتعرض لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن ذلك من أخبث الأمور، ومن أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب.
عافانا الله وإياكم.
ونختم بهذه الآيات الكريمات..
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام: 11]
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 227].
ـــــــــــــ
* باحث صحفي
لجينيات
الثلاثاء 23, فبراير 2010
أحمد بيومي
قامت ثائرة الحكومة العراقية -وعلى رأسها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي- ولم تهدأ ثائرتها حينما تعرض الشيخ الدكتور محمد العريفي لمرجع من مراجع الشيعة الإيراني الجنسية علي السيستاني، وما قال العريفي إلا كلمة حق في زمن قلَّ فيه أن تجد من يقول الحق، ولا يُخشَى فيه في الله لومة لائم.
هذا في الوقت الذي لم تحرك فيه هذه الحكومة العراقية ساكنًا ولم نسمع لها صوتًا حينما تعرض النائب العراقي بهاء الأعرجي للصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
فلو أن هذا الأعرجي تعرض لعدو من أعداء العراق أو الإسلام لما لامه أحد ولا أخذ عليه أحد. ولكنه أخطأ وأساء..
أساء إلى من؟ وتعرض لمن؟ وتهجم على من؟ وأخطأ في حق من؟
أساء إلى أشرف نفس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أول الخلفاء الراشدين، أبي بكر الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار، خليل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، أسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وحمى الله به الإسلام بعد وفاة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم بحربه للمرتدين وانتصاره عليهم فيما عُرف بحروب الردة.
لُقّب بـ"الصدّيق" لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به، فقال: إن كان قال فقد صدق!
ولُقّب بـ"الصدِّيق" لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال.
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم "الصدّيق".
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد جبل أحد هو وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال: "اثبت أُحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان".
وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى "الأوّاه" لرأفته ورقة قلبه، وهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها، قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخيّر أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم". رواه البخاري.
صرَّح له النبي صلى الله عليه وسلم بإمامة المسلمين دون غيره من الصحابة في مرضه الذي مات فيه صلوات ربي وسلامه عليه.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس، ففي الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت: "لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال: مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلِّ. قلتُ: إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [وفي رواية: رجل رقيق] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ. قال: مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ. فقلتُ مثلَهُ: فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلِّ، فصلَّى.
ولذا قال عمر رضي الله عنه: "أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا؟!".
وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابًا، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكر. رواه البخاري ومسلم.
وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، وقال (لا تسبوا أصحابي).
ثم إن سب الصحابة قدح في الصحابة وقدح في الشريعة وقدح في الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدح في حكمة الله عز وجل.
أما كونه قدح للصحابة فواضح، وأما كونه قدح في الشريعة فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة وإذا كان ناقل الشريعة على الوصف الذي يسبهم به من سبهم لم يبق للناس ثقة بشريعة الله؛ لأن بعضهم والعياذ بالله يصفهم بالفجور والكفر والفسوق ولا يبالي أن يسب هذا السب على أشرف الصحابة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، وأما كونه قدح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلأن الصاحب على حسب حال صاحبه.
وحكم سب الصحابة معلوم في الشريعة وقد تناول كثير من العلماء والأئمة فتاوَى تتعلق بهذا الأمر.
فقد أفتى الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- في حكم سب الصحابة والتعرض لهم بقوله: "إن سب الصحابة من المنكرات العظيمة؛ بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لأنهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة".
وجاء في كتاب الكبائر للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله- فيما يتعلق بسب أحد من الصحابة -رضوان الله عليهم: «ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال: يقول الله تعالى: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب"، و قال -صلى الله عليه و سلم-: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِفَيه» .
وقال -صلى الله عليه و سلم: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، و من آذى الله فقد أوشك أن يأخذه"، (أخرجه الترمذي).
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم: "إنا نُسَبُّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".
وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختارني واختار لي أصحابي وجعل لي أصحابًا وإخوانًا وأصهارًا، وسيجيء قوم بعدهم يعيبونهم وينقصونهم فلا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تناكحوهم ولا تصلوا عليهم ولا تصلوا معهم".
و عن ابن مسعود -رصي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا، وإذا ذُكِرَ النجوم فأمسكوا، وإذا ذُكِرَ القَدَر فأمسكوا".
وفيه نهي عن التعرض لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيوب السختياني -رضي الله عنه: "من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله ومن أحب عليًّا فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الخير في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برئ من النفاق".
ومن فضائل الصديق رضي الله عنه وأرضاه أن أنزل الله فيه قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة.
قال تعالى: (وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 22]. فنعته الله بالفضل -رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
وقال تعالى: (والّذي جاءَ بالصِّدْقِ وصَدّقَ به أُولئِكَ هم المُتّقُونَ) [الزمر: 33]
قال جعفر الصادق: لا خلاف أن الذي جاء بالصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي صدّق به أبو بكر -رضي الله عنه.
فالواجب علينا محبة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- واحترامهم والذود عن أعراضهم، واتهام من سبهم بالنفاق وذلك بأنه لا أحد يجرؤ على سب الصحابة -رضي الله عنهم- إلا من اتصف بالنفاق والعياذ بالله وإلا فكيف يسب الصحابة؟!
ونعود إلى تصريحات الأعرجي ونقول: "هل جهل هذا الأعرجي فضائل وشمائل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أنه علمها وأنكرها لغرض في نفسه دنيء، أو من أجل عَرَض زائل من أعراض الدنيا الفانية ليتقرب بذلك إلى مواليه، فوالله لن يغنوا عنك من الله شيئًا يوم القيامة.
ونوجه نداءنا إلى حكومات الدول العربية والإسلامية ونستحثها على اتخاذ موقف رسمي ضد هذه التصريحات ومن على شاكلتها، لبيان شناعة هذا الأمر والحؤول دون تكرار ذلك مستقبلاً.
ونحذر مرة أخرى كل من تسول له نفسه أن يتعرض لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن ذلك من أخبث الأمور، ومن أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب.
عافانا الله وإياكم.
ونختم بهذه الآيات الكريمات..
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام: 11]
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 227].
ـــــــــــــ
* باحث صحفي
لجينيات