المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : <<ما طارَ طَيْرٌ و ارْتَفَعْ ..!>>



شـــذى
12 Feb 2010, 08:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



:



يُقال: " ما طارَ طَيْرٌ و ارْتَفَعْ إلا كَما طارَ وَقَعْ "




و في ذلكَ أقول:

" ما طارَ طَيْرٌ و ارْتَفَعْ إلا كَما طارَ وَقَعْ، ثُمَّ رَدَّ ارْتَفَعْ

فَنَفَعَ و انْتَفَعْ "



مَنْ ذا الذّي يبْلُغُ الْعَلْياءَ و يَسْبَحُ في العُلا إلا أصْحابَ الهِمَمِ الرَّفيعَةْ ؟!


تِلْكَ التّي امْتَطى فُرْسانُها كُلَّ الصَّعابِ و ذَلَّلوها بصِنْديدِ إرادَتِهِم


إنَّ مُدَّعيي الْعَلياءِ و البُطولاتِ أبَدًا لنْ يَبْلغوا انْطِلاقةَ الطَّيْرْ


و ارتِفاعَهُ بِتَحْنانٍ و عَزيمَةٍ و تَطَلُّعٍ و انْسِيابِيَّة



أبَـــدًا .!


و أجْــزِمُ على ذلك =)



لأنّهُم لَمْ يَجْعلوا مِنَ تِلك الانْطِلاقَةِ فِطْرَةً لَهُمْ !



فَقَـدْ ألْزَموا نَفْسَهُمْ شَيْئًا لَيْسَ يَلْزَمُها و لا مِنْ طَبائِعِها



و عَلى النَّقيضِ تَكونُ زُمرة المُنْطَلِقينَ إلى الْعَلْياءِ بُغْيَةَ عَلْياءٍ أجَلُّ و أعْظَمْ




مَنْ كانَتْ هِمَّتُهُمْ تَبْلُغُ أضْعافَ أضْعافَ أعلى سَنامِ جَبَلٍ شاهِقِ الارْتِفاع


مَنْ كانَ تَطَلُّعهم ما يَنْفَكُ سُمُوًّا


فَما إنْ يَبْلغوا غايَةً حَتّى يَرْنوا إلى الأرْقى و الأكْبر مِنها




مُسابِقينَ الشُّهُبَ نَحْـوَ مَراميهِـمْ




وَ كَيْفَ بِها إنْ كانَتْ ذاتَ وَميضٍ و بَريقٍ مُتَلألِئٍ بإيمانٍ أودِعَ في قُلوبِهِم ؟!




فأزْهَرَ و أيْنَعَ ،، و لا يَعْبُرُ بِهِ إلا الرَّبيعْ



أوَلَمْ يَكُنْ الإيمانُ الْحَقُّ الصّادِقُ رَبيعًا ؟!



بَلـى و رَبّي،، إنَّ الطَّيْرَ ما هو إلا كُلَّ مُؤمِنٍ




[ و دَعْنا نُمْعِنُ في كلمة مُؤْمِن ]



فالمُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ المُدْرِكُ لحَقيقَةِ انْبِعاثِهِ




هُوَ الموقِنُ تَمامَ اليَقينِ مِنْ أنَّ كُلَّ ما يَدورُ حَوْلَهُ حِكْمَةٌ




ساسَها خالِقُهُ و خالِقُ كُلّ شَيْءٍ




و جَعَلَ مِفْتاحَ إدْراكِها لدى المُؤْمِن الحقّ



الذي يَعْمَلُ و يُجاهِدُ نَفْسَهُ





عامِلاً بِكُلِّ الأسْبابِ و الوّسائِلِ و السُّبُلِ و الآلِيّاتِ و المُحّصِّناتِ لِلسّمُوّ ..




مُتَّكِلاً عَلى الله لا مُتَواكِلاً عَلَيْه



إرادَةُ المُؤْمِنِ لا تَعْرِفُ الهَوان!




فَيْمْتَزِجُ بِها بَيْنَ السَّحاب




بانْسِيابِيَّةٍ و تَمَرُّسٍ



و ما إنْ يَتَهاوى حَتّى بعَزيمَتِهِ تُعيدُهُ المَرَّةَ بَعْدَ الأُخْرى




لأنّها على تَمامِ الدَّرايَةِ مِنْ أنَّ صاحِبَها مُمْتَهِنٌ لِلْعَلْياءِ لَيْسَ سِواها




و كُلَّما جَدَّدَ عُلُوَّهُ و ارْتِفاعَه



عَلَتْ نَفْسُهُ و سَمَتْ و رَقَتْ




و كَذا مَنْ هُمْ حَوْلَهُ



يَعْلونَ بِعُلُوِّهِ و يَسْمونَ بِسُمُوِّهِ و يَرْقونَ بِرُقِيِّهِ



لأنَّهُ بِبَساطَةٍ جَبَلَهُ إيمانُهُ على ذلكَ



فَلْنَكُنْ كَمِثْلِ الطَّيْــر



و لْنُعْلِنْ انْتِصابَنا الذّي لا يَحْدَوْدِبُ إلا مَعَ الله




دُمْتُمْ سَبّاقينَ لِلْعَلْياء




-- -- --




عُــذْرًا على الإطالة




* آراؤُكُمْ و انْتِقاداتُكم و مُناقَشاتُكم مُحَبَّبَةٌ عِنْدي

طيف المدينة
12 Feb 2010, 09:37 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفقكِ الله أُخيه لكل خير ..
وسلمت أناملك على الطرح الموفق والصائب..

الرحال99
12 Feb 2010, 09:53 PM
بارك الله فيك
و
جزااك الله خير

شـــذى
12 Feb 2010, 10:12 PM
جزاكما الله خيرا

شـــذى
03 Mar 2010, 07:15 PM
للرفع !

الدكتور
03 Mar 2010, 07:46 PM
همم وقمم

كلمتان قريبتان من بعضهما وسهلتان في النطق .

فمن كانت همته عالية كانت قمته أعلى ومن كانت همته دنية فقمته أدنى

وهكذا المؤمن ... كلمة نقف أمامها كثيرا فلماذا المؤمن هو المقصود بها دون غيره

المؤمن همته عالية لأنه لم يرتض لنفسه أن يكون مسلما دون أن تغلغل الإيمان في قلبه.

المؤمن لم يرض إلا بالسلعة الغالية من الله ألا وهي الجنة.

المؤمن لم يستسلم للخور والجبن في الدنيا بل علم أن الجنة محاطة بالمكاره.

المؤمن لم يستسلم للراحة والدعة بل أخذ زمام المبادرة والدفاع عن دين الله بالسيف والقلم والكلمة الحسنة.

هل عرفتم لما همة المؤمن عالية ؟؟؟!!!!

بارك الله فيكم خت شذى ونفع بكم موضوع أكثر من رائع.

شـــذى
03 Mar 2010, 07:53 PM
جزاكم الله خيرا على إضافتكم ودمتم سباقين للعلياء