المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفس الإنسانية



الرحال99
04 Feb 2010, 01:31 AM
النفس الإنسانية




لقد كانت محاولة علم النفس منذ بدايته هو فهم الانسان من حيث التكوين ومن حيث طبيعته...وكان ابرز مدرسة اثرت في هذا العلم هي مدرسة التحليل النفسي بزعامة العالم الشهير فرويد...لكن ما لبث علماء النفس سواء من اصحاب هذه المدرسة او غيرها ان اكتشفوا زيف افكار فرويد عن النفس الانسانية...وهذا جعل العلماء يتخلون عن حصر النفس الانسانية في ذالك المفهوم المشوه عن النفس الانسانية..لكن نظرة فرويد ما زالت معششة في افكار البسطاء من المتعلمين الذين لم يدركوا بعد الفرق الشاسع بين تصور فرويد والتصور السليم للنفس الانسانية......هذا لا يعني بالضرورة الغاء كل ما جاءت به مدرسة التحليل النفسي بالجملة لانه لا يمكن ان نحصر انجازات المدرسة في فرويد..فرغم ان الفكرة قد تبدو خطأ لكن ربما تكون النتيجة صحيحة احيانا...
ولعل من اكبر الاخطاء التي يرتكبها بعض المتفيهمين هو الربط بين ما جاء به فرويد في تقسيمة للنفس لثلاثة اقسام هي الهو..والانا...والانا الاعلى..وما جاء في القران الكريم من تقسيم للنفس الى النفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة على اعتبار التشابه بين خصائص هذه الانفس...
ورغم الاختلاف الكبير بين التصور القراني وتصور فرويد والذي نتطرق الى جزء منه......مثل ان فرويد اعتير تلك الاجزاء التي هي الهو والانا والانا الاعلى اجزاء منفصلة بذاتها في الكيان النفسي أي انها كيانات منفصلة ومتصارعة..وهذا لا يتفق اطلاقا مع النفس في التعبير القراني الذي يعتبر النفس نفس واحدة وانما ذلك التقسيم في القران يعبر عن احوال للنفس الانسانية أي ان النفس واحدة ولكن لها احوال فيمكن ان تكون النفس امارة بالسوء ثم نتيجة لزيادة الايمان تتحول الى اللوامة او للنفس المطمئنة..لكن تبقى النفس واحدة
ومن التعبير القراني يستطيع الانسان ان يسئل نفسه على اية حال من احوال النفس هي عليه الآن....
فعندما تجد نفسك متكبرة وتدعو الى التكبر..او متعصبة وتدعو الى التعصب..او ظالمة للآخرين وتدعو الى الظلم...أو عاصية وتدعو الى المعصية...فالحالة التي ان عليها من احوال النفس هي حالة الأمر بالسوء......
وعندما يلوم الانسان نفسه على الخطأ قبل لوم الآخرين..ويعاتب نفسه على المعصية..فالحال هي على النفس اللوامة
هذا الذي تكلّم كلمة فحصها, وحاسب نفسه عليها, أيجوز أن أقول هذه الكلمة؟
لعلّها غيبة, لعلّها نميمة, لعلّها تسخط الله عز وجل, فعن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " انّ الرجل ليتكلّم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها
سبعين خريفا في النار".
هذه النفس اللوامة نفس أثنى الله عليها, والمؤمن يجب أن يكون لوّاما, يسأل نفسه
دائما, يحاسبها في الدنيا حسابا عسيرا, حتى يكون حسابها يوم القيامة يسيرا,
يحاسب نفسه على الدرهم فضلا عن الدينار, يحاسب نفسه على النظرة, يحاسب
نفسه على الكلمة, يحاسب نفسه على أي عدوان معنوي أو مادّي على حقوق
الآخرين.
وعندما تصل النفس الى مرحلة الاطمئنان فينعدم الاضطراب..لا حسد ولا غضب ولا كره ولا غيره..ولا سلوكيات مشبوهة فظاهره وباطنه سواء يصل الانسان الى النفس المطمئنة... يا أيتها النفس المطمئنّة. ارجعي الى ربك راضية مرضيّة. فادخلي في عبادي.وادخلي جنتي...... الفجر: 27- 30.
النفس المطمئنة هي التي عرفت ربها, واطمأنّت اليه, اطمأنت
الى أسمائه الحسنى, وصفاته الفضلى, اطمأنّت الى وعده, ووعيده, اطمأنت الى
جنّته, اطمأنت الى وحدانيّته, اطمأنت الى أنه لا اله الا هو.
وعلى اعتبار ان النفس واحدة فكيف تتصارع النفس مع ذاتها...لكن قد تتصارع النفس مع شيء بعيدا عن ذاتها...مع افكار خاطئة لا تتوافق مع طبيعتها الخيره ومع تقاليد مزيفة تشدها الى الذل والمهانة..ومع سلوكيات وتصرفات تشوه صورتها الفطرية...وربما من هنا يحدث الاضطراب اذا لم تتمكن النفس من التغلب على حل الصراع مع غيرها وليس ذاتها..وبهذا يصبح تصورنا سليم عن النفس الانسانية وهو تصور بعيد عن لخبطة فرويد.....

اسيرة الاحزان
04 Feb 2010, 02:46 AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الرحال99
04 Feb 2010, 09:37 AM
شكرا على المرور