المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطلب الفلاح أمر فطري تؤيده الشريعة الإسلامية



همي الدعوه
25 Dec 2009, 09:53 PM
خطيب الحرم المكي: مطلب الفلاح أمر فطري تؤيده الشريعة الإسلامية

الجمعة 08 محرم 1431 الموافق 25 ديسمبر 2009

الإسلام اليوم/ واس

أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم أن مطلب الفلاح أمر فطري غريزي، جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء مؤيدة له، حاضة عليه، محرضة على تحصيله. وجعلت الفلاح مشارب ومراكب كل يورد ويبصر على ما وهبه الله من الهمة والحرص والأمل.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام: إذا أردنا الوصول إلى أميز طرق الفلاح وأعظمها وأوسعها نفعًا، فإنه طريق الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً.
وأضاف: إنها الأمانة العظمى الأمانة بمفهومها الواسع الذي أراده الله لها وأرادها رسوله صلى الله عليه وسلم وهي ضد الخيانة بمفهومها الواسع الذي نهى الله ورسوله عنها، لتكون الأمانة في كل ما افترض الله على العباد ثم إنه لا يمكن أن يكون الأمين أمينًا إلا إذا كان عافًا عما ليس له به حق، مؤديًا ما يجب عليه من حق لغيره، حريصًا على حفظ ما استؤمن عليه، غير مفرط به فإن من اجتمعت فيه هذه الركائز فهو في دائرة المفلحين الذين قال الله جل وعلا عنهم (قد أفلح المؤمنون)، إلى قوله تعالى: (والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون).
وأوضح الشيخ الشريم أن الأمانة من أبرز أخلاق الرسل والأنبياء، عليهم أفضل الصلاة والسلام، فهذا نوح وهود وصالح ولوط وشعيب كل واحد منهم قد قال لقومه: إني لكم رسول أمين، ورسولنا صلى الله عليه وسلم ما كان يعرف في قومه إلا بالصادق الأمين، وقد جعل البارئ جل شأنه هذه الصفة للروح الأمين جبريل عليه السلام في قوله: (نزل به الروح الأمين).
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: "وإذا نظرنا إلى كلمة الأمانة فإننا سنجد فيها معنى الأمان والاطمئنان فكان الأمن والطمأنينة والراحة والاستقرار مرهونة كلها بتحقيق الأمانة على وجهها الصحيح وفي حين إن القران الكريم قد ذكرت فيه الأمانة في مواضع كثيرة فإنه في الوقت نفسه قد جاء التحذير من ضدها وهي الخيانة فقال الله جل شأنه: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون)، وكفى بالخيانة شرا وقبحا ومقتا إنها سبب في دخول جنهم وبئس المصير .
وأضاف: "إنها النار يأمن خنت الأمانة انه العذاب الأليم يأمن خنت ربك وخنت ولي أمرك وخنت أمتك وخنت نفسك التي بين جنبيك لقد سمى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم الوظائف أمانات وطلب من ذوي القوة الإحسان فيها والتيقظ لها ونصح الضعفاء عن طلبها والتعرض لها فقد سأله أبو ذر رضي الله عنه أن يستعمله فضرب بيده على منكبه وقال: "يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها".
وتابع فضيلته: "ومن هذا الحديث نستطيع أن نبعث رسالة إلى كل من تطوعت نفسه واشرأبت إلى أن تتولى مصلحة من مصالح المسلمين دون استحضار القدرة عليها والشعور بقيمتها وعظم المسؤولية والتبعة فيها والقوة في هذا الحديث هي التي تعني حسن الإدارة الموصوفة بالإجادة إذ لا احد يشك في أيمان أبي ذر رضي الله عنه وتقواه ومع ذلك وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ضعيف والضعف عيب في تحمل المسؤولية ولذا فإننا نشاهد في كل عصر ومصر من توكل إليه المسؤولية وهو طيب في نفسه ومؤمن بربه وحسن في عبادته".
وأردف يقول: "ولكنه لا يفعل خيراً في مسؤوليته ولا يحز شرا وترى من تحت مسؤوليته فوضى فمثل هذا لم يدرك أن وظيفته عهد بينه وبين ولي الأمر أو أي مؤسسة للقيام بعمل محدود مقابل عوض مخصوص ومن فرط في أداء مثل هذا الواجب فهو ممن لم ينفعه إيمانه في أداء واجبه إذ كيف يرضى المؤمن بالغش أو الخيانة أو التقصير في ما استأمنه عليه ولي الأمر من مصالح العباد وحاجاتهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا إيمان لمن لا عهد له لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له"، ولذا فإن الوظائف كبيرها وصغيرها ليست وسيلة للترفع أو الترفه إنما هي كيان دولة وضمان مجتمع وحاضر أمة ومستقبلها فمن ولاه ولي أمر المسلمين عملا فضيع فيه فهو خائن فهو خائن للأمانة ولولي الأمر وللمجتمع بأسره.
وذكر الشيخ الشريم أنه ما اتصف أحد بصفة الأمانة إلا كان الفلاح حاديه والسكينة والطمأنينة مطيته ولم يتفق العقلاء قديما وحديثا رجالا ونساء كبارا وصغارا على استحسان خلة كخلة الأمانة يتحلى بها المرء المسلم ألا ترون إلى ابنة شعيب عليه السلام حينما خاطبت أبيها عن موسى عليه السلام قائلة: "يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين"، ومن هذا المنطلق فإن صفة الأمانة صفة مطلقة لا تخضع للنسبية والتعددية للفرد الواحد فلا يمكن أن يكون المرء خائنا أمينا في الوقت ذاته ولا يمكن أن تتطرق الخيانة إليه بوجه من الوجوه حتى في مقام تحصيل حقه ومبادلة المثل بالمثل لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك"، ذلك إن الخيانة لا تحتمل المحمدة البتة نعم قد يكون المكر في مقابل المكر والكيد في مقابل الكيد والخديعة في مقابل الخديعة فقال الله جل وعلا: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم).
وافد فضيلته أن للأمانة من الدقة والأهمية مايوضحها قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة"، ومما يؤكد دقتها وخطورتها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ربه مستعيذا به من ضدها حيث قال: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع فأنه بئس الضجيع وأعوذ ذبك من الخيانة فإنها بئست البطانة"، فإننا نعيش في أعقاب الزمن الذي تبدلت فيه أخلاق الفطرة وآداب الشريعة وتخلف الكثيرون عن اللحاق بركبهما والسير على منهاجهما فانطمست بعض العالم حتى لم يدر البعض ما الأمانة وما الخيانة ولقد صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة"، وفي الصحيحين من حديث حذيفة رضي الله عنه عما يكون من الفتن في الناس فكان مما قال: "ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال إن في بني فلان رجلا أمينا".
وفي المدينة المنورة، أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ خطبة الجمعة أوضح فيها أن الحياة المثلى لا تتحقق إلا بالإحسان والحضارات لاتُبنى إلا بالإتقان حيث قال صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب الإحسان على كل شيء ).
وقال فضيلته: "إخوة الإسلام مع أحوجنا حينما تمر بنا البأساء والضراء وتحل بنا الكوارث والمصائب إلى وقفات للمحاسبة ولحظات للمراجعة فمقياس حضارة الأمم ومعيار تقدمها ورقيها أن تكون صادقة مع ذاتها تعرف مواضع الخلل لتُصلحها وتلحظ آماكن الزلل لتتلافاها".
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: "إن كل مصيبة تقع على المسلمين وكل كارثة تحصل بالمؤمنين يجب أن تقودهم إلى التوبة إلى الله جل وعلا والرجوع والإنابة إليه قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى? أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ . فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَ?كِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }".
وأردف يقول: "إن كل شيء يقع في الدنيا هو بقضاء الله وقدره ومشيئته وحكمته { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَ?لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}. ولكن إذا وقعت مصيبة وحصلت كارثة فلا نقف عند هذا الحد عاجزين عن معرفة الأسباب والعلل للعلاج ودرء الخطر في المستقبل ، فمن المتقرر شرعاً أن القدر يُحتج به في المصائب ولا يُحتج به في المعايب بمعنى إذا وقعت بنا كارثة فلا نقول إن هذا قدر على ألا نغير من واقعنا وفي مستقبلنا شيئاً فالجواب على من تسلم قمم المراتب وتبوأ أعالي المناصب من الوزراء والمدراء والأمناء أن يستشعروا مسؤوليتهم أمام الله جل وعلا وأن يعلموا أنهم قد تحملوا أمانة عظيمة أمام الله سبحانه ثم أمام ولي الأمر ثم أمام المجتمع ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته )".
وأشار إلى أن الأمر جد خطير فيا من ولاه الله جل وعلا منصباً من المناصب تذكر موقفك أمام الله جل وعلا واتق الله في المسلمين واعلم أن حلاوة المناصب متضمنة غرماً عظيماً ، يُذكرنا به النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال أبوذر رضي الله عنه له ألا تستعملني - أي تجعلني - والياً أو أميرا فقال عليه الصلاة والسلام ( يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ).
وقال فضيلته: "فهل استشعرت يا من قلدك الله منصباً من المناصب خطورة هذا الأمر فأوليت الرعاية التامة ما استؤمنت عليه وبذلت الجهد العظيم للعمل بما يخدم المصالح العامة والمنافع الكبرى للمجتمع ، هل صدقت مع الله جل وعلا ثم مع ولي الأمر في تقديم الخدمة التي تتحقق بها المشاريع النافعة على أحسن وجه وأكمل حال ، وإلا فالويل ثم الويل لمن ولاه ولي الأمر القيام على مصالح المسلمين ثم فرط في ذلك أو أهمل الرعاية الواجبة ، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه ) ، بمعنى أن حرص الرجل على المال وعلى المناصب إذا لم يتق الله في ذلك كان مفسداً لدينه".
وزاد فضيلته يقول: "إن القيام على تنفيذ المشاريع والمرافق التي تخدم المصالح العامة في البلاد والعباد هي أمانة كل مسئول من أعلى سلطة إلى أدنى مستوى من المسؤولية فعلى الجميع التزام الأمانة والتحلي بلباسها قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى? أَهْلِهَا }. ويحذرنا من الخيانة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( آية المنافق ثلاث ) وذكر منها إذا أؤتمن خان وفي حديث آخر حديث عظيم يُحذر من تخلق بالأمانة والغدر ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ). كما أنه يجب أن يولى هذه المناصب أهل القوة والأمانة والنزاهة والإخلاص في العمل".
وأفاد فضيلته أن أصحاب الشركات التي تبوأت مقاليد العمل في المشاريع العامة في بلاد المسلمين مسئولون أمام الله جل وعلا عن كل ما يأخذون من المشاريع والأعمال التي يصرف عليها من بيت مال المسلمين فلا يجوز لهم المبالغة في الأسعار ولا الغش في التنفيذ والتأخير في تنفيذ المشاريع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا ) .
وأكد فضيلته أن التفريط في أموال المسلمين ومشاريعهم من أعظم الموبقات عند الله جل وعلا ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن أقواماً يتخوطون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ) .
وبين فضيلته أن من أسباب الخراب العظيم والفساد الوخيم الرشوة والتهاون في التصدي لها تلك الجريمة النكراء التي تجعل من الحق باطلاً ومن الباطل حقاً وتحمل المسؤول على تحقيق ما يُريده الراشي من مقاصد سيئة ومآرب فسادة على حساب المصالح العامة ، إنها السحت الذي ذم الله جل وعلا بني إسرائيل على أخذه والتعاطي فيه وهي سبب لحصول اللعن على العبد ، فعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله الراشي والمرتشي ) .
وأضاف أن من الجرم العظيم والإثم المبين استغلال المناصب للمصالح الشخصية والاختلاس من الأموال العامة قال جل وعلا (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول ( من استعملنا منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة . . . ) الحديث ، فهل ترك محمد صلى الله عليه وسلم من البلاغ والبيان أفصح وأعظم من ذلك . كيف تغدر أيها المسلم بالأمانة التي استرعاك الله عليها وخولك ولي الأمر إياها وقد حذرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ومن ذلك قوله ( إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفع لكل غادر لواء يُعرف به فيقال هذه غدرة فلان ). أفتبغي أيها العبد أن يُقال لك هذا لأمر يوم القيامة تب في هذه الدنيا قبل أن لا يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وشدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي على أن الواجب المتحتم والفرض اللازم على أجهزة الرقابة التي ولاها الله جل وعلا مسؤولية الرقابة والتي أولاها ولي الأمر هذه المسؤولية أن تتقي الله جل وعلا وأن تبذل جهدها في مراقبة كل صغير وكبير وأن تُحاسب كل جهة مسئولة عن كل مشروع محاسبة متناهية الدقة للجليل والحقير باذلة أوجه التنقيب والمساءلة في كشف الحقائق وإظهار مواطن الزلل والخلل والفساد .
وقال فضيلته إن النبي صلى الله عليه وسلم حاسب ابن اللتبية فلما قدم وقال : هذا لكم وهذا لي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله ثم قال ( ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول هذا لكم وهذا لي فهلا جلس في بيت أبية وأمة ينتظر أيهدى إليه أم لا ) وجاء في بعض الروايات بلفظ فحاسبه صلى الله عليه وسلم.

الرحال99
26 Dec 2009, 02:43 AM
http://www.ii1i.com/uploads5/556852b1af.gif