المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخوة والصداقة



الرحال99
16 Dec 2009, 01:49 AM
الكلمة الطيبة نظارة الدنيا وزاد الأخرة
سلوتي





عن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلـم :
" أبخلُ النـاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ علَيّ "
اللهم صل على محمد وآل محمـد











الأخوة و الصداقة 1 من 5

، واسافر عبر القرون في فضاء الصداقة الواسع . وعالم الاخوة الرحيب. وهاأنا أمامكم هذا المساء حاملا اليكم هذه الحصيلة التي امل ان اكون بها قد وفقت إلى تقديم ما فنه الفائدة و المتعة..
إن الصداقة الصادقة في هذا الزمان كما في كل الأزمان عزيزة المنال ، وإنها لكما قال المتنبي:
وما الخيل إلا كالصديق قليلة وان كثرت في عين من لا يجرب
وحاصل المعنى كما في شرح ( عبدا لرحمن البرقوقي ) للديوان : إن الجياد من الخيل قليلة كما إن الصديق الذي يستحق الصداقة قليل .
وقد من الله تعالى على قوم و ذكرهم نعمته عليهم ، بان جمع قلوبهم على الصفاء وردها بعد الفرقة إلى الألفة و الإخاء وقال تعالى :
(( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )) . ووصف نعيم الجنة وما اعد فيها لأوليائه من الكرامة ، فقال (( إن المتقين في جنات و عيون ادخلوها بسلام امنين ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين )) .
فما أنزلهم دار الكرامة إلا بعد ما نزع الغل و الحسد من قلوبهم فتهنؤا بالجنة وقابلوا إخوانهم على السرر، وتلذذوا بالنظر في مقابلة الوجوه ، لسلامة صدورهم و نزع الغل من قلوبهم . ولو لم ينزع ذلك من صدورهم و يخرجه من قلوبهم لافتقدوا لذاذة الجنة ، و تدابروا و تقاطعوا وتحاسدوا وواقعوا الخطيئة و لمسهم فيها النصب وأعقبوا منها الخروج . لأنه عز وجل فضل بينهم في المنازل و رفع الدرجات بعضهم فوق بعض في الكرامات وسنى العطيات .
فلما نزع الغل و الحسد من قلوبهم ظن أدناهم منزلة فيها و أقربهم بدخول الجنة عهدا انه أفضلهم منزلة وارفعهم درجة و أوسعهم دارا بسلامة قلبه ونزع الغل من صدره فقرت عينه ، و طاب أكله ، ولو كان غير ذلك لصاروا إلى التنغيص في النظر بالعيون و الاهتمام بالقلب ولحديث العيوب و الذنوب .
وقد سن النبي صلى الله عليه وسلم الإخاء و ندب إليه و آخى بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
و قد ذكر الله أهل جهنم ، و ما يلقونه فيها من الألم اذ يقولون (( فما لتا من شافعين و لا صديق حميم )) .
و قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه : الرجل بلا أخ كشمال بلا يمين .. وانشدوا في ذلك :
وما المرء إلا بإخوانـــــه كما يقبض الكف بالمعصم
ولا خير في الكف مقطـــوعة ولا خير في الساعد الأجذم
وقال الشاعر :
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وقال زياد : خير ما كسب المرء الإخوان فإنهم معونة على حوادث الزمان و نوائب الحدثان ، و عون في السراء و الضراء .
ومن كلام الإمام علي :
عليك بإخوان الصفاء فإنهــم عماد إذا استجدتهم و ظهور
و إن قليلا ألف خل وصاحـب وان عدوا واحدا لكـثــير
وقال الأوزاعي : الصاحب للصاحب كالرقعة في الثوب ، إن لم تكن مثله شانته . وقيل لابن السماك : أي الإخوان أحق ببقاء المودة ؟
قال : الوافر دينه ، الوافي عقله ، الذي لا يملك على القرب ، و لا ينساك على البعد ن إن دنوت منه داناك ، وان بعدت عنه راعاك ، وان استعنت به عضدك ، وان احتجت إليه رفدك ، وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله ، وانشدوا في المعنى :
إن أخاك الصدق من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعـــك شتت فيك شمله ليجمعك
وقال الآخر :
وليس أخي من ودني بلسانـه ولكن أخي من ودني وهو غائـب
ومن ماله مالي إذا كنت معدما ومالي له إن أعوزته النوائــــب
وان حياة وسط قوم يملؤ قلوبهم الحقد والغل والشحناء و البغضاء ، حياة لا تطاق كلها هم وغم ، وكرب والعياذ بالله ..
وفي مثلهم قال أستاذنا الأديب الشاعر الشيخ / عمر بن محمد باكثير رحمه الله في قصيدة بعث بها إلى صديقه أستاذنا الكبير الشاعر الأديب / حسن بن عبدا لرحمن بن عبيدالله السقا ف كما في ديوان (عبر وعبرات )
و لاتحلو الإقامة بين قوم قساة في شمائلهم شـداد
إذا ما شدت صرحهم بود تدهور ذلك الصرح المشاد
وان أخفيت عنهم أي أمر تحدوا في العداوة ما أرادوا
فلا أدب يروق ولا اجتماع يشوق ولا معارف تستفاد
وعادة يكون اصدقاء الصغر اشدهم اخلاصا وابقاهم على الود واحرصهم على الولاء واحفظهم للسر ، ان خير الأصدقاء من توطدت اواصر الصداقة بهم قبيل السن المدرسية وفي المرحلة الابتدائية تليها المرحلة الثانوية فالجامعة .. وقلما توثقت صداقة حقيقية بعد ذلك .
وكثيرا ما يشكو الشيوخ قلة الأصدقاء او انعدامهم كلية ( بسبب الموت غالبا ) ولذا فمن الحكمة ان يحاول الشيوخ البحث عن اصدقاء بين من يصغرونهم سنا ، وان حكمة الشيوخ لا سيما اذا كان لهم نصيب يذكر من الثقافة والصفات الشخصية المستحبة تجذب نحوهم الغير وان كانوا في عنفوان شبابهم
ولا ريب ان اليجاح يتوقف كثيرا على كياسة الشيخ و معاملته هؤلاء على قدم المساواة و النزول معهم إلى مرح الشباب مع الاحتفاظ بوقار الشيخوخة ز
والصداقة اينما وجدت تعمل عادة على اظهار انبل الصفات فينا . واخفى اسوأ الخصال واضعافها .
وكتب ( أبو الحسن علي البصري ) المعروف بالماوردي المتوفى عام 450هـ في كتابه الشهير ( أدب الدنيا والدين ) والماوردي من كبار أدباء العربية وكتابها:
... وروى أبو الزبير عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المرء كثير بأخيه ، ولا خير في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له ) .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
لقاء الإخوان ، جلاء الأحزان ، وقال خالد بن صفوان : اعجز الناس من قصر في طلب الإخوان ، واعجز منه من ضيع من ظفر به منهم . وقال الإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه : لابنه الحسن : يابني ، الغريب من ليس له حبيب .
وقال ابن المعتز : من اتخذ إخوانا كانوا له أعوانا . وقال بعض الأدباء :
أفضل الذخائر أخ وفي .
وقال بعض البلغاء : صديق مساعد عضد وساعد .
وقال الشاعر :
هموم رجال في أمور كــثـيرة وهمي من الدنيا صديق مساعد
نكون كروح بين جسمين قسمت فجسمهما جسمان والروح واحد
وقيل : إنما سمي الصديق صديقا لصدقه . والعدو عدوا لعدوه عليك .
و قال ثعلب : إنما سمي الخليل خليلا لان محبته تتخلل القلب فلا تدع فيه خللا إلا ملأته .

وانشد الرياشي قول بشار :
قد تخللت مسلك الروح مني وبه سمي الخليل خليلا
ولعمري إن إخوان الصدق من أنفس الذخائر ، و أفضل العدد لأنهم سهماء النفوس وأولياء النوائب . وقد قالت الحكماء : رب صديق أود من شقيق ، وقيل لمعاوية : أيما أحب إليك ؟ قال : صديق يحببني إلى الناس ، وقال ابن المعتز : القريب بعداوته بعيد ، و البعيد بمودته قريب . وقال الشاعر :
لمودة ممن يحبك مخلصا خير من الرحم القريب الكاشح
وقال آخر :
يخونك ذو القربى مرارا وربما وفى لك عند العهد من لا تناسبه
إن الصاحب الصالح ، مجرد رؤيتك له تذكر بالله و بطاعة الله ، أما رفيق السوء فرؤيته تذكر بالمعاصي والآثام وفعل المنكرات ، فشتان بين الفريقين ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شي أصابك من ريحه ، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك شرره أصابك من دخانه ). رواه أبو داود .

همي الدعوه
16 Dec 2009, 03:19 AM
جزاك الله خير نقل موفق

الرحال99
17 Dec 2009, 03:41 PM
اشكرلك مرورك والثاء الحسن

ابو ريتاج
17 Dec 2009, 05:33 PM
جزاك الله خير

الرحال99
17 Dec 2009, 08:25 PM
اشكرلك مرورك