سهام الليل
06 Sep 2004, 01:19 AM
موقف وحكمة :ـ
لبعض الدعاة احب اولا ان اقتبس هذه الفائدة ...... من مشاركة احد الاخوة عن فضل الدعوة للشيخ ابن عيثمين ..
ننظر.. ماذا يقول الله لجميع المؤمنين:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ }
. ومعلوم أنهم إذا سبُّوا الله، فإنهم يسبونه عدوًا بغير علم، بل نعلم أن الله عزَّ وجلَّ منزه عن كل عيب، ونحن إذا سببنا آلهتهم، فقد سببناها بحق، ومع ذلك نهى الله عزَّ وجلَّ عن هذا الحقِّ؛ خوفًا من هذا الباطل العادي؛ لأنه شر. وبناءً على ذلك: فإذا رأى الداعية شخصًا على أمرٍ يرى هذا الداعية أنه باطل، وصاحبه يرى أنه حق، فليس من طريق الدعوة التي أرشد الله إليها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلّم أن يقدح فيما هو عليه، من مذهب أو نحلة؛ لأن ذلك ينفره، وربما يؤدي إلى أن يسب ما أنت عليه من الحق؛ لأنك سببت ما هو عليه من الباطل الذي يعتقده حقًّا، ولكن الطريق: أن أبين له الحق، وأشرحه له؛ ولا شك أن الحق تقبله الفطر السليمة؛ لأنه دين الله وشرعه فلابد أن يؤثر هذا الحق. أن يؤثر في المدعو.. لا أقول: إنه يؤثر في الحال، لكن قد يؤثر ولو بعد حين، قد يفكر هذا المدعو فيما دُعِيَ إليه، مرةً بعد أخرى حتى يتبين له الحق.
واليكم الموقف ....
يحكى ان حسن البنا , رد على مؤلف :كتاب ـ احداث صنعت التاريخ ـ
وقد حمل اليه مقالا كتبه يبطل فيه المقال الذي نشره سيد قطب ـ ايام جاهليته ـ حيث كانت دعوة صريحة الى العري التام ,
التفت البنا الى كاتب مقال الرد , واسمه محمود وقال له :ـ
يامحمود ان المقال متين الاسلوب , قوي الحجة , جدير ان ينشر ,,,,, ولكن مرت بخاطري عدة خواطر , احب ان اعرضها عليك
فقال :
اولا : لاشك ان فكرة المقال مثيرة ’ تجرح قلب المؤمن
2ـ كاتب هذا المقال شاب متاثر بالبيئة التي تعرفها , ونعرفها وهي التي تغذيه بمثل هذه الافكار .
3ـ ان هدف هذا الشاب من كتابة هذا المقال ليس مجرد التعبير عما يؤمن به , وانما هو محاولة جذب الانظار اليه , على اساس عرفهم من ان الغاية تبرر الوسيلة .
4ـ ـ غالبا ان القليل استوعب هذا المقال ... او كانت قراءتهم قراءة عابرة
5ـ سيثير نشر هذا الرد اهتمام الذين لم يقربوا المقال الاصلي الى البحث عنه وقراءته كما سيدفع الذين قرأوه قراءة عابرة ان يقرأوه مرة اخرى قراءة متأنية , وستبرز بذلك فكرة المقال في مختلف المجتمعات , وتكون موضوع مناقشة واهتمام , ونكون بذلك قد عملنا ـ من حيث لانقصد ـ على تحقيق مأرب صاحب المقال . من جذب الانظار اليه وجعل اسمه على الالسنة .
6ـ نكون من غير قصد قد تسببنا في لفت الانظار الى لون من الرذائل ربما علقت به بعض النفوس الضعيفة , ولو لم نرد عليه لمرت الدعوة الى هذه الرذائل في غفلة من الناس ,غير معارة أي اهتمام ولطمرت في طيات النسيان .
7ـ الرد نوع من التحدي يخلف في نفس المرء المردود عليه نوعا من العناد وهذا العناد يجعله يتعصب لرأيه مهما اقتنع بخطاه , ونكون بذلك قد قطعنا عليه خط الرجعة , وفي هذا خسارة نحن في غنى عنها .
وهذا الكاتب شاب , وترك الفرصة امامه للرجوع الى الحق خير من احراجه , وما يدريك لعل هذا الشاب يفيق من غفلته , ويفئ الى الصواب , ويكون ممن ننتفع الدعوة بجهوده في يوم من الايام ثم قال : مارايك في هذه الخواطر ؟
قلت : ـ أي كاتب الرد ـ انها مقنعة تمام الاقناع ..... ومزقت الرد بين يديه .
وتمر الايام , ويصير ـ سيد قطب ـ رحمه الله ـ علما من اعلام الدعوة الاسلامية , بل شهيدا من شهدائها . سبحان الله الذي اعطى الفراسة للمؤمنين .
رحم الله سيد قطب فقد وقف وقفة الصادقين ـ
( ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكل قلب اذا مااحب اسرار ** وكل حب امام حب الله ينهار
لبعض الدعاة احب اولا ان اقتبس هذه الفائدة ...... من مشاركة احد الاخوة عن فضل الدعوة للشيخ ابن عيثمين ..
ننظر.. ماذا يقول الله لجميع المؤمنين:{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ }
. ومعلوم أنهم إذا سبُّوا الله، فإنهم يسبونه عدوًا بغير علم، بل نعلم أن الله عزَّ وجلَّ منزه عن كل عيب، ونحن إذا سببنا آلهتهم، فقد سببناها بحق، ومع ذلك نهى الله عزَّ وجلَّ عن هذا الحقِّ؛ خوفًا من هذا الباطل العادي؛ لأنه شر. وبناءً على ذلك: فإذا رأى الداعية شخصًا على أمرٍ يرى هذا الداعية أنه باطل، وصاحبه يرى أنه حق، فليس من طريق الدعوة التي أرشد الله إليها نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلّم أن يقدح فيما هو عليه، من مذهب أو نحلة؛ لأن ذلك ينفره، وربما يؤدي إلى أن يسب ما أنت عليه من الحق؛ لأنك سببت ما هو عليه من الباطل الذي يعتقده حقًّا، ولكن الطريق: أن أبين له الحق، وأشرحه له؛ ولا شك أن الحق تقبله الفطر السليمة؛ لأنه دين الله وشرعه فلابد أن يؤثر هذا الحق. أن يؤثر في المدعو.. لا أقول: إنه يؤثر في الحال، لكن قد يؤثر ولو بعد حين، قد يفكر هذا المدعو فيما دُعِيَ إليه، مرةً بعد أخرى حتى يتبين له الحق.
واليكم الموقف ....
يحكى ان حسن البنا , رد على مؤلف :كتاب ـ احداث صنعت التاريخ ـ
وقد حمل اليه مقالا كتبه يبطل فيه المقال الذي نشره سيد قطب ـ ايام جاهليته ـ حيث كانت دعوة صريحة الى العري التام ,
التفت البنا الى كاتب مقال الرد , واسمه محمود وقال له :ـ
يامحمود ان المقال متين الاسلوب , قوي الحجة , جدير ان ينشر ,,,,, ولكن مرت بخاطري عدة خواطر , احب ان اعرضها عليك
فقال :
اولا : لاشك ان فكرة المقال مثيرة ’ تجرح قلب المؤمن
2ـ كاتب هذا المقال شاب متاثر بالبيئة التي تعرفها , ونعرفها وهي التي تغذيه بمثل هذه الافكار .
3ـ ان هدف هذا الشاب من كتابة هذا المقال ليس مجرد التعبير عما يؤمن به , وانما هو محاولة جذب الانظار اليه , على اساس عرفهم من ان الغاية تبرر الوسيلة .
4ـ ـ غالبا ان القليل استوعب هذا المقال ... او كانت قراءتهم قراءة عابرة
5ـ سيثير نشر هذا الرد اهتمام الذين لم يقربوا المقال الاصلي الى البحث عنه وقراءته كما سيدفع الذين قرأوه قراءة عابرة ان يقرأوه مرة اخرى قراءة متأنية , وستبرز بذلك فكرة المقال في مختلف المجتمعات , وتكون موضوع مناقشة واهتمام , ونكون بذلك قد عملنا ـ من حيث لانقصد ـ على تحقيق مأرب صاحب المقال . من جذب الانظار اليه وجعل اسمه على الالسنة .
6ـ نكون من غير قصد قد تسببنا في لفت الانظار الى لون من الرذائل ربما علقت به بعض النفوس الضعيفة , ولو لم نرد عليه لمرت الدعوة الى هذه الرذائل في غفلة من الناس ,غير معارة أي اهتمام ولطمرت في طيات النسيان .
7ـ الرد نوع من التحدي يخلف في نفس المرء المردود عليه نوعا من العناد وهذا العناد يجعله يتعصب لرأيه مهما اقتنع بخطاه , ونكون بذلك قد قطعنا عليه خط الرجعة , وفي هذا خسارة نحن في غنى عنها .
وهذا الكاتب شاب , وترك الفرصة امامه للرجوع الى الحق خير من احراجه , وما يدريك لعل هذا الشاب يفيق من غفلته , ويفئ الى الصواب , ويكون ممن ننتفع الدعوة بجهوده في يوم من الايام ثم قال : مارايك في هذه الخواطر ؟
قلت : ـ أي كاتب الرد ـ انها مقنعة تمام الاقناع ..... ومزقت الرد بين يديه .
وتمر الايام , ويصير ـ سيد قطب ـ رحمه الله ـ علما من اعلام الدعوة الاسلامية , بل شهيدا من شهدائها . سبحان الله الذي اعطى الفراسة للمؤمنين .
رحم الله سيد قطب فقد وقف وقفة الصادقين ـ
( ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكل قلب اذا مااحب اسرار ** وكل حب امام حب الله ينهار