الدكتور
01 Nov 2009, 02:10 PM
حقيقة مما أعجبني في بريدي الإلكتروني وأحببت أن أضعه بين يدي قراء منتادانا الحبيب
يومنا الوطني وغزة والفئة الفالَّة!!
مقال في الصميم للدكتور عادل باناعمة حول أحداث الشغب في اليوم الوطني
مفارقة عجيبة تُشعرك بالأسى والحزن !
في شهر محرم من عام 1430هـ ضربتْ إسرائيلُ غزّةَ ..
ثار المسلمون في شرق العالم وغربِهِ ..
وكانت الوسيلة الأبسطُ والأكثر فاعليةً في التعبير عن التضامنِ هي الخروج للشارع ..
لا للتكسير .. ولا للتخريب .. ولا للعبث .. ولا لإعلان العصيان على ولاةِ الأمر .. ولا حتى لإظهار الاستياءِ من مواقف الحكوماتِ ..
كان الخروج فقط لإظهار التعاطفِ والتضامن مع شعب محاصر مسكين تنهالُ عليه أطنانُ القذائفِ .
كان الخروج لتصل رسالةٌ للفلسطينيين مفادُها : أن الأمة معكم بقلبها وروحها أحاسيسها ومشاعرها وإن قصرتْ يدُها عن الدعمِ المباشر .
ولتصل رسالة لليهود مفادُها : أنّ هذه الأمة جسدٌ واحدٌ ، يتألم أدناها لأقصاها ، ويشعرُ شرقها بما يعانيه غربُها .
خرج الملايينُ من أبناء الأمة المسلمةِ – وحتى من غير المسلمين – يملؤون الشوارعِ هتافاً ضدّ إسرائيل ودعاءً للفلسطينيين بالنصر والثبات .
وبقينا نحنُ في بلادِنا لا نقدر على الخروج !!
لأن السلطة الدينية تقول لنا : إن المظاهرات لا تجوزُ ، ومفاسدها أكثر من منافعها !
ولأن السلطة السياسية تقول لنا : إن المظاهرات ممنوعةٌ نظاماً ، وتؤدي إلى اختلال الأمن، وعلى فاعلها أن يتحمّل عقوبة جريمته!
وهكذا كنا – تقريباً – الشعب الوحيدَ الذي لم يجرؤ على التعبير عن غضبه علناً ، ولم يملأ الشوارعَ احتجاجاً وإنكاراً .
ومن تجرأ منا وفعل كانت عينُ الأمن له بالمرصادِ ، وأظنّ أن البعض مازال معتقلاً حتى اليوم على خلفيةِ محاولة التظاهرِ نصرةً لغزةَ !
سمعنا وأطعنا ..
وقلنا : ولاةُ أمرِنا وعلماؤنا أعلمُ .
ولكن ما بال الأمور تغيرت فجأة ؟! وأصبحَ التظاهر لأجل اليوم الوطنيِّ مباحاً شرعاً _ لم نسمعْ استنكاراً من أيّ مرجعيةٍ دينية رسميةٍ لا للاحتفالِ وإنّما لفكرة التظاهر في الشوارع والخروجِ إليها بالمئات - ، وأصبح كذلك مباحاً قانوناً – لم نشهد أيّ اعتراضٍ أمنيٍّ على فكرةِ التظاهر والنزول للشارع تعبيراً عن الفرح باليوم الوطنيّ - !!!
الأشدُّ مفارقةًَ ..
أن ( مظاهرات اليوم الوطني ) لم تكن خروجاً سلمياً إلى الشوارع ، وتعبيراً عن ولاء للوطن ومحبةٍ له بأسلوبٍ حضاريّ راقٍ !
بل إنها لم تقتصر على الرقص في قارعة الطريق ، وسدّ الشوارع والممرات، وإزعاج الغادين والرائحين بأصوات المسجلات والمنبهات – وكلها جرائم تستحق العقوبة - .
تجاوزتْ ( مظاهرات اليوم الوطني ) ذلك إلى تحطيم زجاج المطاعم والمحلات والأسواق ، والاعتداء على ممتلكات الآخرين بالسرقةِ والنهب .
وتحوّلت إلى تجمعاتٍ غوغائية همجيةٍ لا يكفّها شيءٌ ، ولا يقف أمامها شيءٌ .
حدثتنا الأخبار عن مصرع شابٍّ بسقوطه من فوق سيارته !
وحدثتنا عن مشاجرات نسائية في سوقٍ كبير !
وحدثتنا عن تكسير زجاج سيارة مواطن، ورمى الحجارة على سيارات أمنية، وتهشيم زجاج سيارة (وايت) لمواطن، وسيارة أخرى تابعة للدفاع المدني، والاعتداء على سيارة نقل صغير وضرب قائد السيارة!
وحدثتنا عن أشخاص عمدوا إلى إطلاق النيران من أسلحة كانت بحوزتهم.
وحدثتنا عن حَصْبِ زجاج السيارات التابعة للدوريات الأمنية والدفاع المدني بالحجارة، مما أدى إلى تهشيم بعضها!
كل ذلك تسببت به فئةٌ مشاغبة أسميها ( الفئة الفالّة ) – على وِزان الضالة ! والفلُّ في اللغةِ : الكسرُ والضربُ والثَّلْمُ ، وهؤلاء كسروا، وضربوا، وكذلك ثلّموا قيَم المجتمع، وليس يخفى عليكم مع كل هذا دلالاتُ ( الفلةِ ) في لهجتنا العامية - وبمجموع ذلك تغدو هذه التسميةُ جامعةً مانعةً والله أعلم !
ومع هذا كله ...
فإنّ حَجْمَ استنكار المؤسسات الدينية الرسميّة لهذه التجاوزاتِ لا يبلغ ربع استنكارها لفكرة (مظاهرات سلمية مؤيدة لغزة) .
وحجمَ تفاعل المؤسسات الأمنية مع هذا العبث والخرق الواضح للقوانين لا يبلغ ربع تفاعلها مع (فكرة) التظاهر لغزة التي أطلقها بعض الناشطين.
لماذا لا يجرؤُ أحدٌ على أن يتظاهر لأيّ قضية سياسية حقوقية ، ويجرؤ هؤلاء العابثون على التظاهر عبثاً ومجوناً وإفساداً ؟
هل نجدُ لذلك تفسيراً سوى قانون ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) ؟!
وهل لذلك تحليلٌ سوى أنّ حجم ( العقوبة ) المتوقعة في الحالة الأولى أضخم بكثير من حجم ( العقوبة ) المتوقعة في الحالة الثانية ؟ وأنّ الأمر في الأولى كان أكثر جداً منه في الثانية ؟
وهل يمكن أن نستخلص من هذا أنّ تظاهرات هؤلاء ( معها ) الدولة ، وتظاهرات أولئك ( ضدها ) الدولة ؟
أرجو ألا يفهم أحدٌ أنني أعترضُ على ( الولاء للوطنِ ) ومحبته ، أو أنني أنزعُ يداً من طاعةٍ ، فالاتهامُ بهذا هو حيلةُ العاجزِ إزاءَ كلِّ تعبيرٍ عن الوطنيةِ يخالفُ تعبير الهتافِ والتصفيقِ والتبجيل.
بل أرجو ألا يفهم أحدٌ أنني أعترضُ على ( الاحتفال باليوم الوطنيّ ) فأنا أومن أنّ هذه المسألةَ تشملها سعةُ النظرِ الفقهيّ.
المشكلة في اختلال المعايير ، فالفعل الممنوعُ هناك صار مسموحاً هنا!
والمشكلةُ أيضاً في هذا التساهلِ العجيبِ في ضبطِ فوضى هؤلاء الشذّاذ الذين يعيثون في الأرض فساداً كلما حانتْ مناسبة ( فرح ).
ولا يقولنَّ قائلٌ إن رجال الأمن قد اعتقلوا طائفةً وفرقوا اشتباكات .. نعم فعلوا ولهم الشكر والأجر والتأييد .. ولكن هذه هي المرة الرابعةُ التي يحصل فيها مثلُ هذا في اليوم الوطني، والمرةُ المئة – ربما – التي يحصل فيها مثل هذا أو قريب منه إثر فوزٍ في مباراةٍ ، ولو أنَّ هؤلاء العابثين وجدوا من يضربهم بيدٍ من حديدٍ لما تجرؤوا على تكرار فعلتهم ، ولفكروا ألفَ مرةً قبل أن يقدموا على ما أقدموا عليه . تماما مثلما يُفَكّر المتظاهر لأي قضية حقوقية عشرة آلاف مرة قبل أن يقدم على ما فكّر فيه.
وإذا كان العقلاء في قضايا الإرهاب – وهي أخطر وأفظعُ بما لايقاس - قد نبهوا على ضرورة العلاج الفكريّ والتربويّ فإنه من باب أولى أن يتم التنبيه إلى ذلك هنا ، وإلى ضرورة خلق ( ثقافة الفرح ) الصحيحة عبر الإعلام والتعليم والخطاب الدينيّ
إن المضحك المبكي .. أن اليوم الوطني الذي أريد له أن يكون سبباً لتوطيد محبة الوطنِ في نفوسنا قد أصبح لدى كثيرٍ منا ( كابوساً ) مفزعاً .. وعنواناً على الانفلات والفوضى والشغب .. وبات أفضلُ شيءٍ يمكنُ أن يعمله إنسانٌ في ( يوم الوطن ) أن ينحبس في داره ويترك ( الوطن ) وشأنه !!
أعلمُ مسبقاً أنّ هناك من سيحمّل هذا المقال مالايحتمل .. ويتخذه تكأة للطعن في (وطنيّة) صاحبِهِ وحبّه لبلادِهِ وقادتِهِ ..
وأحبُّ أن أقرر هنا بوضوح : أنّه لولا حبّي لوطني .. لهذه البلاد المباركة .. لما تجشّمتُ عناء الكتابة .
بل أعتقدُ أن مقالي الجارح هذا هو أكثرُ وطنيةً من ألفِ مقالٍ ليس فيه سوى التطبيل والنفخ في الأبواقِ وإلزاقِ ( ورق الحائط ) لتجميل الجدران المشوّهة.
ولولا ثقتي في قادةِ بلادي .. ويقيني بأنّهم يميزون بين الناصح والقادح .. لما رفعتُ صوتي عالياً أناشدُهم أن يتدخّلوا .. وألا يجعلوا هذه الحوادث تمرّ مرّ الكرام .
فيا أيها المنقِّرونَ أربعوا على أنفسكم ! فنبضُ هذا القلم حبٌّ ووفاءٌ للوطن .. وبناةِ الوطن .
عادل بن أحمد باناعمة
1430/10/5هـ
يومنا الوطني وغزة والفئة الفالَّة!!
مقال في الصميم للدكتور عادل باناعمة حول أحداث الشغب في اليوم الوطني
مفارقة عجيبة تُشعرك بالأسى والحزن !
في شهر محرم من عام 1430هـ ضربتْ إسرائيلُ غزّةَ ..
ثار المسلمون في شرق العالم وغربِهِ ..
وكانت الوسيلة الأبسطُ والأكثر فاعليةً في التعبير عن التضامنِ هي الخروج للشارع ..
لا للتكسير .. ولا للتخريب .. ولا للعبث .. ولا لإعلان العصيان على ولاةِ الأمر .. ولا حتى لإظهار الاستياءِ من مواقف الحكوماتِ ..
كان الخروج فقط لإظهار التعاطفِ والتضامن مع شعب محاصر مسكين تنهالُ عليه أطنانُ القذائفِ .
كان الخروج لتصل رسالةٌ للفلسطينيين مفادُها : أن الأمة معكم بقلبها وروحها أحاسيسها ومشاعرها وإن قصرتْ يدُها عن الدعمِ المباشر .
ولتصل رسالة لليهود مفادُها : أنّ هذه الأمة جسدٌ واحدٌ ، يتألم أدناها لأقصاها ، ويشعرُ شرقها بما يعانيه غربُها .
خرج الملايينُ من أبناء الأمة المسلمةِ – وحتى من غير المسلمين – يملؤون الشوارعِ هتافاً ضدّ إسرائيل ودعاءً للفلسطينيين بالنصر والثبات .
وبقينا نحنُ في بلادِنا لا نقدر على الخروج !!
لأن السلطة الدينية تقول لنا : إن المظاهرات لا تجوزُ ، ومفاسدها أكثر من منافعها !
ولأن السلطة السياسية تقول لنا : إن المظاهرات ممنوعةٌ نظاماً ، وتؤدي إلى اختلال الأمن، وعلى فاعلها أن يتحمّل عقوبة جريمته!
وهكذا كنا – تقريباً – الشعب الوحيدَ الذي لم يجرؤ على التعبير عن غضبه علناً ، ولم يملأ الشوارعَ احتجاجاً وإنكاراً .
ومن تجرأ منا وفعل كانت عينُ الأمن له بالمرصادِ ، وأظنّ أن البعض مازال معتقلاً حتى اليوم على خلفيةِ محاولة التظاهرِ نصرةً لغزةَ !
سمعنا وأطعنا ..
وقلنا : ولاةُ أمرِنا وعلماؤنا أعلمُ .
ولكن ما بال الأمور تغيرت فجأة ؟! وأصبحَ التظاهر لأجل اليوم الوطنيِّ مباحاً شرعاً _ لم نسمعْ استنكاراً من أيّ مرجعيةٍ دينية رسميةٍ لا للاحتفالِ وإنّما لفكرة التظاهر في الشوارع والخروجِ إليها بالمئات - ، وأصبح كذلك مباحاً قانوناً – لم نشهد أيّ اعتراضٍ أمنيٍّ على فكرةِ التظاهر والنزول للشارع تعبيراً عن الفرح باليوم الوطنيّ - !!!
الأشدُّ مفارقةًَ ..
أن ( مظاهرات اليوم الوطني ) لم تكن خروجاً سلمياً إلى الشوارع ، وتعبيراً عن ولاء للوطن ومحبةٍ له بأسلوبٍ حضاريّ راقٍ !
بل إنها لم تقتصر على الرقص في قارعة الطريق ، وسدّ الشوارع والممرات، وإزعاج الغادين والرائحين بأصوات المسجلات والمنبهات – وكلها جرائم تستحق العقوبة - .
تجاوزتْ ( مظاهرات اليوم الوطني ) ذلك إلى تحطيم زجاج المطاعم والمحلات والأسواق ، والاعتداء على ممتلكات الآخرين بالسرقةِ والنهب .
وتحوّلت إلى تجمعاتٍ غوغائية همجيةٍ لا يكفّها شيءٌ ، ولا يقف أمامها شيءٌ .
حدثتنا الأخبار عن مصرع شابٍّ بسقوطه من فوق سيارته !
وحدثتنا عن مشاجرات نسائية في سوقٍ كبير !
وحدثتنا عن تكسير زجاج سيارة مواطن، ورمى الحجارة على سيارات أمنية، وتهشيم زجاج سيارة (وايت) لمواطن، وسيارة أخرى تابعة للدفاع المدني، والاعتداء على سيارة نقل صغير وضرب قائد السيارة!
وحدثتنا عن أشخاص عمدوا إلى إطلاق النيران من أسلحة كانت بحوزتهم.
وحدثتنا عن حَصْبِ زجاج السيارات التابعة للدوريات الأمنية والدفاع المدني بالحجارة، مما أدى إلى تهشيم بعضها!
كل ذلك تسببت به فئةٌ مشاغبة أسميها ( الفئة الفالّة ) – على وِزان الضالة ! والفلُّ في اللغةِ : الكسرُ والضربُ والثَّلْمُ ، وهؤلاء كسروا، وضربوا، وكذلك ثلّموا قيَم المجتمع، وليس يخفى عليكم مع كل هذا دلالاتُ ( الفلةِ ) في لهجتنا العامية - وبمجموع ذلك تغدو هذه التسميةُ جامعةً مانعةً والله أعلم !
ومع هذا كله ...
فإنّ حَجْمَ استنكار المؤسسات الدينية الرسميّة لهذه التجاوزاتِ لا يبلغ ربع استنكارها لفكرة (مظاهرات سلمية مؤيدة لغزة) .
وحجمَ تفاعل المؤسسات الأمنية مع هذا العبث والخرق الواضح للقوانين لا يبلغ ربع تفاعلها مع (فكرة) التظاهر لغزة التي أطلقها بعض الناشطين.
لماذا لا يجرؤُ أحدٌ على أن يتظاهر لأيّ قضية سياسية حقوقية ، ويجرؤ هؤلاء العابثون على التظاهر عبثاً ومجوناً وإفساداً ؟
هل نجدُ لذلك تفسيراً سوى قانون ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) ؟!
وهل لذلك تحليلٌ سوى أنّ حجم ( العقوبة ) المتوقعة في الحالة الأولى أضخم بكثير من حجم ( العقوبة ) المتوقعة في الحالة الثانية ؟ وأنّ الأمر في الأولى كان أكثر جداً منه في الثانية ؟
وهل يمكن أن نستخلص من هذا أنّ تظاهرات هؤلاء ( معها ) الدولة ، وتظاهرات أولئك ( ضدها ) الدولة ؟
أرجو ألا يفهم أحدٌ أنني أعترضُ على ( الولاء للوطنِ ) ومحبته ، أو أنني أنزعُ يداً من طاعةٍ ، فالاتهامُ بهذا هو حيلةُ العاجزِ إزاءَ كلِّ تعبيرٍ عن الوطنيةِ يخالفُ تعبير الهتافِ والتصفيقِ والتبجيل.
بل أرجو ألا يفهم أحدٌ أنني أعترضُ على ( الاحتفال باليوم الوطنيّ ) فأنا أومن أنّ هذه المسألةَ تشملها سعةُ النظرِ الفقهيّ.
المشكلة في اختلال المعايير ، فالفعل الممنوعُ هناك صار مسموحاً هنا!
والمشكلةُ أيضاً في هذا التساهلِ العجيبِ في ضبطِ فوضى هؤلاء الشذّاذ الذين يعيثون في الأرض فساداً كلما حانتْ مناسبة ( فرح ).
ولا يقولنَّ قائلٌ إن رجال الأمن قد اعتقلوا طائفةً وفرقوا اشتباكات .. نعم فعلوا ولهم الشكر والأجر والتأييد .. ولكن هذه هي المرة الرابعةُ التي يحصل فيها مثلُ هذا في اليوم الوطني، والمرةُ المئة – ربما – التي يحصل فيها مثل هذا أو قريب منه إثر فوزٍ في مباراةٍ ، ولو أنَّ هؤلاء العابثين وجدوا من يضربهم بيدٍ من حديدٍ لما تجرؤوا على تكرار فعلتهم ، ولفكروا ألفَ مرةً قبل أن يقدموا على ما أقدموا عليه . تماما مثلما يُفَكّر المتظاهر لأي قضية حقوقية عشرة آلاف مرة قبل أن يقدم على ما فكّر فيه.
وإذا كان العقلاء في قضايا الإرهاب – وهي أخطر وأفظعُ بما لايقاس - قد نبهوا على ضرورة العلاج الفكريّ والتربويّ فإنه من باب أولى أن يتم التنبيه إلى ذلك هنا ، وإلى ضرورة خلق ( ثقافة الفرح ) الصحيحة عبر الإعلام والتعليم والخطاب الدينيّ
إن المضحك المبكي .. أن اليوم الوطني الذي أريد له أن يكون سبباً لتوطيد محبة الوطنِ في نفوسنا قد أصبح لدى كثيرٍ منا ( كابوساً ) مفزعاً .. وعنواناً على الانفلات والفوضى والشغب .. وبات أفضلُ شيءٍ يمكنُ أن يعمله إنسانٌ في ( يوم الوطن ) أن ينحبس في داره ويترك ( الوطن ) وشأنه !!
أعلمُ مسبقاً أنّ هناك من سيحمّل هذا المقال مالايحتمل .. ويتخذه تكأة للطعن في (وطنيّة) صاحبِهِ وحبّه لبلادِهِ وقادتِهِ ..
وأحبُّ أن أقرر هنا بوضوح : أنّه لولا حبّي لوطني .. لهذه البلاد المباركة .. لما تجشّمتُ عناء الكتابة .
بل أعتقدُ أن مقالي الجارح هذا هو أكثرُ وطنيةً من ألفِ مقالٍ ليس فيه سوى التطبيل والنفخ في الأبواقِ وإلزاقِ ( ورق الحائط ) لتجميل الجدران المشوّهة.
ولولا ثقتي في قادةِ بلادي .. ويقيني بأنّهم يميزون بين الناصح والقادح .. لما رفعتُ صوتي عالياً أناشدُهم أن يتدخّلوا .. وألا يجعلوا هذه الحوادث تمرّ مرّ الكرام .
فيا أيها المنقِّرونَ أربعوا على أنفسكم ! فنبضُ هذا القلم حبٌّ ووفاءٌ للوطن .. وبناةِ الوطن .
عادل بن أحمد باناعمة
1430/10/5هـ