المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيروس التبعية وإنفلونزا اللادينية



همي الدعوه
07 Oct 2009, 03:10 PM
فيروس التبعية وإنفلونزا اللادينية
| 18/10/1430



http://www.almoslim.net/files/images/thumb/05_09_2009050852PM_2146142271-thumb2.jpg


العلمانية شر كلها فكرة وممارسةً، لأنها دين من وضع البشر الذين يريدون استعباد البشر بحسب منافعهم هم وأهوائهم!! وهي تتناقض مع الإسلام جذرياً جملة وتفصيلاً.


لكن نسختها المستوردة في ديارنا شر منها!! فالعلمانية في منشئها الغربي اقترنت بسيطرتهم على أمم الأرض إلا من رحم الله –وقليل ما هم-، أما العلمنة في بلاد الإسلام، فهي نبت شيطاني غرسه الاحتلال الصليبي بقوة سلاحه، فهي في الواقع مرادف عملي للتبعية الذليلة، تروم ترسيخ قواعدها بعد أن فشل الغرب الغازي نفسه، ثم عجزت أدواته التابعة عن ذلك بالرغم من القمع والبطش على مدى ما يقرب من قرن كامل!!
كما أن نسختها الببغاوية هذه شر من الأصل في واقعها كذلك ففي الغرب لا يفرض العلمانيون على النصارى واليهود شيئاً يتعارض مع موروثهم بالرغم من قيام الدليل العلمي والتاريخي على أنه موروث بشري في معظمه والبرهنة على أن ما بقي في ذلك الموروث من أصل سماوي فهو ضائع في خضم تحريفات الأحبار والرهبان. . . .
أما الأتباع عندنا فهم يسعون إلى إلزام الأمة كلها بما تراه أهواؤهم في المأكل والمشرب والملبس.... واللغة (وأتاتورك كبيرهم الذي علّمهم السحر مجردمثال صارخ). ومن شاء التثبت فليتأمل حجم ومدى وعمق واستمرار الحرب الشرسة التي تشنها النظم التغريبية على الحجاب، حتى تجاوزوا حقد الغرب عليه، بل أصبحت ضلالتهم ذريعة للغرب الصليبي في حملاته الجديدة على لباس المرأة المسلمة، في حين كانوا يغضون النظر عنه من قبل!!
والعلمانية الغربية لم تضيّق على النصارى واليهود في أداء عباداتهم، بينما تعمد حكومات التغريب التابعة بمطاردة المواظبين على الصلاة، وهنالك ملفات مخزية لهم لدى منظمات حقوق الإنسان الغربية نفسها!!
وها نحن اليوم نعايش أحدث شاهد على تردي العلمانية التغريبية عن سيدتها الغربية، وهو يأتينا من النظام التونسي العريق في تبعيته، وغلوه فيها إلى حد أصبح يستفز السادة في الغرب لأنه يحرج دعاواهم الزائفة عن حقوق الإنسان والحريات الشخصية والعامة . . . . . ولذلك يصنفون نظامها في أسوأ النظم القمعية.
فقد طلع نظام ابن علي على شعبه بمنعه من أداء فريضة الحج لهذا العام، والحجة المزعومة هي انتشار إنفلونزا الخنازير!! وقد اضطروا إلى المنع الصريح، بعد أن استشعروا خذلان مواطنيهم لدعوتهم السابقة للامتناع عن الذهاب إلى الحج، بالرغم من حملة التخويف التي أثاروها حتى يتوهم من يصدّقهم بأن هذا المرض يقتصر على المملكة العربية السعودية!!
ومن أعاجيب هذا النظام، أن قراره التعسفي الجائر، تزامن مع مواقف نقيضة اتخذتها منظمة الصحة العالمية، التي أعلنت قبل ايام فقط أن الداء المذكور آخذٌ في التراجع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية!!
في حين يعمد نظام تونس إلى منع التونسيين من أداء مناسك الحج، بذريعة الخوف على صحتهم، لم يؤجلوا الدراسة مثلاً على غرار بلدان عربية عديدة اتخذت قرار التأجيل لهذا السبب!! أفليس من واجبهم الخوف على صحة الطلاب وهم أكثر عدداً وأقل مناعة من بضعة ألوف من الشباب والشابات الذين يؤدون فريضة الحج إلى بيت الله الحرام!!
بل إن الحكومة المتسترة وراء الهاجس الصحي، لم تمنع التونسيين من السفر إلى الغرب، الذي ظهرت إنفلونزا الخنازير به أصلاً، وما زال حجم تفشيه مرتفعاً بحسب بيانات الصحة العالمية ذاتها!!فهل اتضحت الصورة الحقيقة والهدف الفعلي من وراء حصر المنع في نطاق الحج وحده دون سواه؟
لكن المتابع الجيد لا تدهشه قرارات كهذه، من نظام يعد استمراراً لمؤسسه الهالك الحبيب بو رقيبة، الذي كان يسمي نفسه المجاهد الأكبر-والتسمية من باب المفارقة جرياً على مألوف العرب في تسمية الشيء بنقيضه كقولهم للملدوغ :السليم والمهلكة في الصحراء مفازة. . . - لكن بو رقيبة وأبواقه صدقوا فعلاً أنه مجاهد بل هو المجاهد الأكبر، مع أنه خرج على الناس في نهار رمضان يشرب على شاشة التلفزة مفترياً على الله الكذب وزاعماً أن الصيام يخفض الإنتاج!!!!


بقلم : الشيخ ناصر العمر