ا ل م ع ل م
18 Aug 2009, 11:35 AM
السلام عليكم إخواني واخواتي ورحمته وبركاته ،،
سوف أذيع سراً خطيراً عن بعض الملتزمين .. فأعرني سمعك قليلاً ..
بعد أيام ذي الحجة .. أو بعد أيام عاشوراء الثلاثة .. بعضهم تأخذه نوبة بكاء ، والبعض الآخر يسأل الله الإعانة ، ويقومون بالتواصي بينهم ..
والسبب .. رحيل موسم الطاعات والعبادات التي تكون أكثر من غيرها ، أي رمضان ، ثم أيام ذي الحجة ، ثم أيام عاشوراء ..
خصوصاً وأن هذه المواسم تأتي في فصل الشتاء ، الغنيمة الباردة ، حيث يسهل الصيام لقصر النهار مع برودة الجو ، ويسهل القيام بطول الليل ...
معلومٌ أنه يتغير مناخ رمضان بحسب الأشهر العربية القمرية كل عشرين سنة ، ونحن في هذا العام نعيش آخر رمضان شتاءً ولن يعود إلى الشتاء مرة أخرى إلا بعد عشرين سنة أخرى ..
طيب .. الرسول صلى الله عليه وسلم صام ( الرمضانات ) التسع تلك .. شتاءً أم صيفاً ؟!
سؤال سأتعمد تركه معلقاً لطلبة العلم ..
هؤلاء الشباب الملتزمين ... و برحيل هذه الأيام الجميلة يخشون الفتنة والفتور في الستة إلى السبعة أشهر القادمة ، حيث تكثر فيها الفتن ، وتبتعد فيها الأنفس قليلاً وتتلهى ، وتصاب بشيء من الفتور ...ولا ندري إن كان هذا زمن القابض على دينه كالقابض على جمر أم ذاك زمن أصعب من هذا ؟!!!
ثم الآن .. ومع هذه الأيام المباركة ، وقدوم شهر رمضان المبارك ، تستعد هذه الأرواح المتلهفة للتحليق من جديد ، حيث تعود هذه النفوس لغاية بهجتها ، وتستعد لتظفر بسعادتها ..
يقول الحق سبحانه وتعالى : ** مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَ هُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
وهذا وعدٌ لا أصدق منه من لدن حكيمٍ خبير .. على كل شيءٍ قدير ..
قال أحد العارفين المجربين المتقين _ إبراهيم بن أدهم رحمه الله : ( والله إنا لفي لذة ونعيم لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف )
إنهم يدخلون إلى هذا الأنس ، وهذه السعادة التي لا تضاهيها سعادة ، ولا يرجى في الدنيا مثلها سعادة ، من فرّط فيها فماذا كسب ؟ قال أحدهم وأظنه الحسن رحمه الله : ( لو كان أهل الجنة فى مثل ما نحن فيه من طاعة ورضا وحلاوة فى الحياة ولذة فيها فإنهم على خير كبير )
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( إن فى الدنيا جنة من لم يدخلها فلن يدخل جنة الآخرة )
قيل : وما هي يا إمام ؟
قال : جنة الإيمان .
وقال رحمه الله تعالى : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أجمل ما فيها !
قيل : وما أجمل ما فيها ؟
قال : ذكر الله .
قال صلى الله عليه وسلم : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد _ صلى الله عليه وسلم _ نبياً و رسولا )
إن الشيء ... أي شيء .. يبقى في حالة قلق واختلال وعدم استقرار وتوتر ... ويبقى هكذا دائماً إلى أن يجد الشيء الذي صُنع له ـ فإذا وجده يكاد يصيح : والهفاه !! إذ يتوق إليه ، ويشتاق لعناقه ، فإذا عانقه حصل على غاية مقصوده ، ونال أسمى مراده ..وكذلك الإنسان والعبادة لله ، خُلق لها وازدانت له ..
فالربُ رب ..
والعبدُ عبد ..
الرب عزيزٌ غني ..
والعبد ضعيفٌ فقير ..
ولا صلة بين هذا العبد وربه إلا بالعبودية ..
فاقطع تـُقطع ، وصِل توصل ....!!
ويتواصون ..
همسة : التواصي عملاً بما جاء في سورة " العصر " .
بوح : إن استطعت أن لا يسبقك أحدٌ إلى الله فافعل ..
همسة : ذلك أن أهل التوحيد في هذه العبودية على ثلاثة مراتب ، إما ظالم لنفسه ، أو مقتصد ، أو سابق بالخيرات ..
** .. فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السابقين بالخيرات .. آمين .
ويبدأ السباق في هذا المضمار الشريف ، نعم شريف ، كيف لا وهو تسابق إلى الله ، وبالله ؟!
والمضمار يتسع للجميع ، والشياطين _شياطين الإنس والجن _ تأز أتباعها أهل الضلال ..
والمؤمنون من إنسٍ وملائكة تحث أتباعها أهل الحق ، والفوز جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. والخسران نار والعياذ بالله ..
فماذا أنت فاعل ؟
هل أنت من أولئك الذين شمّروا السواعد ، وشحذوا الهمم ، واستبشروا فرحاً بقدوم شهر الرحمة والغفران ..
أم أنك من أولئك الذين يتأففون ويتضايقون من قرب قدوم شهر رمضان والعياذ بالله ؟!
فإن كنت ستضيّع هذا الشهر فأنت في غيره أضيع .. نسأل الله العافية والسلامة
لقد صاحبتُ أناساً لم أر في حياتي مثلهم ، أعرف أحدهم كان يقف كل مغرب يُفطِّر الصائمين عند إشارات المرور..
وأعرف آخرين كان كل همهم الإنكار في الليل على الأسواق و مقاهي الشيش .. وكم صبروا واحتسبوا على ما ينالهم من أذى في الله ..
أعرف أناساً لا يعرفون هذا التلفاز ولا الإنترنت حياتهم كلها بين طلب علم وحفظ قرآن وعبادةٍ وذكر..
و أعرف أناساً إذا دخلت العشر الأواخر لا تسمع له همسة إلا إذا أرد أن يعطي أو يأخذ شيئاً عند الإفطار أو السحور ، يومه وليله كله عبادة ، تسع أو عشر أيام بلياليها موجود معك في المسجد بجسده فقط ، بل تتعجب كيف هذا لا يتعب خصوصاَ وهو يقف عند السواري معه مصحف جيب صغير يقرأ به بين التراويح والتهجد .. ثم في صلاة التهجد تجد من أتى من بيته يهمس لك بعد الصلاة : ما كأن الإمام أطال هذه الليلة ؟!
عجباً ..! ذاك ماذا كان يفعل قبل ساعتين .. وهذا ماذا يسأل ؟!
لقد تذكرت الشيخ ابن باز رحمه الله عندما قيل له : انت ما تتعب ياشيخ ؟!
فقال قولته المشهورة التي ستحفر في الكتب : الروح إذا تعلقت بالله فالجسد لا يتعب أبدا ..!
ثم تشاهد أغلى دموع عندما يُعلن في آخر ليلة عن هلال العيد لسان حالهم يقول : لا نريد الخروج من هنا ..!!
ثم تقول لذلك الذي تعجبت من عبادته : ما شاء الله عليك إني أرجو أن تكون قد ظفرت بالسباق !
فيقول لك : الله المستعان ... الذين ظفروا به .. هناك في الثغور ..!
ثم تبدأ رحلة التصبر من جديد وإنّ أفضل ما يُعين في ذلك تذكر هذه الآية الكريمة : ** إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } قالها الله على لسان سحرة فرعون بعد أن آمنوا لما هددهم الخبيث بصلبهم في جذوع النخل ، قالوا هذه الكلمة التي نتمثلها في الصبر والمصابرة .. ( إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ ) .
منقوووووووووووووول
سوف أذيع سراً خطيراً عن بعض الملتزمين .. فأعرني سمعك قليلاً ..
بعد أيام ذي الحجة .. أو بعد أيام عاشوراء الثلاثة .. بعضهم تأخذه نوبة بكاء ، والبعض الآخر يسأل الله الإعانة ، ويقومون بالتواصي بينهم ..
والسبب .. رحيل موسم الطاعات والعبادات التي تكون أكثر من غيرها ، أي رمضان ، ثم أيام ذي الحجة ، ثم أيام عاشوراء ..
خصوصاً وأن هذه المواسم تأتي في فصل الشتاء ، الغنيمة الباردة ، حيث يسهل الصيام لقصر النهار مع برودة الجو ، ويسهل القيام بطول الليل ...
معلومٌ أنه يتغير مناخ رمضان بحسب الأشهر العربية القمرية كل عشرين سنة ، ونحن في هذا العام نعيش آخر رمضان شتاءً ولن يعود إلى الشتاء مرة أخرى إلا بعد عشرين سنة أخرى ..
طيب .. الرسول صلى الله عليه وسلم صام ( الرمضانات ) التسع تلك .. شتاءً أم صيفاً ؟!
سؤال سأتعمد تركه معلقاً لطلبة العلم ..
هؤلاء الشباب الملتزمين ... و برحيل هذه الأيام الجميلة يخشون الفتنة والفتور في الستة إلى السبعة أشهر القادمة ، حيث تكثر فيها الفتن ، وتبتعد فيها الأنفس قليلاً وتتلهى ، وتصاب بشيء من الفتور ...ولا ندري إن كان هذا زمن القابض على دينه كالقابض على جمر أم ذاك زمن أصعب من هذا ؟!!!
ثم الآن .. ومع هذه الأيام المباركة ، وقدوم شهر رمضان المبارك ، تستعد هذه الأرواح المتلهفة للتحليق من جديد ، حيث تعود هذه النفوس لغاية بهجتها ، وتستعد لتظفر بسعادتها ..
يقول الحق سبحانه وتعالى : ** مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَ هُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
وهذا وعدٌ لا أصدق منه من لدن حكيمٍ خبير .. على كل شيءٍ قدير ..
قال أحد العارفين المجربين المتقين _ إبراهيم بن أدهم رحمه الله : ( والله إنا لفي لذة ونعيم لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف )
إنهم يدخلون إلى هذا الأنس ، وهذه السعادة التي لا تضاهيها سعادة ، ولا يرجى في الدنيا مثلها سعادة ، من فرّط فيها فماذا كسب ؟ قال أحدهم وأظنه الحسن رحمه الله : ( لو كان أهل الجنة فى مثل ما نحن فيه من طاعة ورضا وحلاوة فى الحياة ولذة فيها فإنهم على خير كبير )
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( إن فى الدنيا جنة من لم يدخلها فلن يدخل جنة الآخرة )
قيل : وما هي يا إمام ؟
قال : جنة الإيمان .
وقال رحمه الله تعالى : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أجمل ما فيها !
قيل : وما أجمل ما فيها ؟
قال : ذكر الله .
قال صلى الله عليه وسلم : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد _ صلى الله عليه وسلم _ نبياً و رسولا )
إن الشيء ... أي شيء .. يبقى في حالة قلق واختلال وعدم استقرار وتوتر ... ويبقى هكذا دائماً إلى أن يجد الشيء الذي صُنع له ـ فإذا وجده يكاد يصيح : والهفاه !! إذ يتوق إليه ، ويشتاق لعناقه ، فإذا عانقه حصل على غاية مقصوده ، ونال أسمى مراده ..وكذلك الإنسان والعبادة لله ، خُلق لها وازدانت له ..
فالربُ رب ..
والعبدُ عبد ..
الرب عزيزٌ غني ..
والعبد ضعيفٌ فقير ..
ولا صلة بين هذا العبد وربه إلا بالعبودية ..
فاقطع تـُقطع ، وصِل توصل ....!!
ويتواصون ..
همسة : التواصي عملاً بما جاء في سورة " العصر " .
بوح : إن استطعت أن لا يسبقك أحدٌ إلى الله فافعل ..
همسة : ذلك أن أهل التوحيد في هذه العبودية على ثلاثة مراتب ، إما ظالم لنفسه ، أو مقتصد ، أو سابق بالخيرات ..
** .. فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من السابقين بالخيرات .. آمين .
ويبدأ السباق في هذا المضمار الشريف ، نعم شريف ، كيف لا وهو تسابق إلى الله ، وبالله ؟!
والمضمار يتسع للجميع ، والشياطين _شياطين الإنس والجن _ تأز أتباعها أهل الضلال ..
والمؤمنون من إنسٍ وملائكة تحث أتباعها أهل الحق ، والفوز جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. والخسران نار والعياذ بالله ..
فماذا أنت فاعل ؟
هل أنت من أولئك الذين شمّروا السواعد ، وشحذوا الهمم ، واستبشروا فرحاً بقدوم شهر الرحمة والغفران ..
أم أنك من أولئك الذين يتأففون ويتضايقون من قرب قدوم شهر رمضان والعياذ بالله ؟!
فإن كنت ستضيّع هذا الشهر فأنت في غيره أضيع .. نسأل الله العافية والسلامة
لقد صاحبتُ أناساً لم أر في حياتي مثلهم ، أعرف أحدهم كان يقف كل مغرب يُفطِّر الصائمين عند إشارات المرور..
وأعرف آخرين كان كل همهم الإنكار في الليل على الأسواق و مقاهي الشيش .. وكم صبروا واحتسبوا على ما ينالهم من أذى في الله ..
أعرف أناساً لا يعرفون هذا التلفاز ولا الإنترنت حياتهم كلها بين طلب علم وحفظ قرآن وعبادةٍ وذكر..
و أعرف أناساً إذا دخلت العشر الأواخر لا تسمع له همسة إلا إذا أرد أن يعطي أو يأخذ شيئاً عند الإفطار أو السحور ، يومه وليله كله عبادة ، تسع أو عشر أيام بلياليها موجود معك في المسجد بجسده فقط ، بل تتعجب كيف هذا لا يتعب خصوصاَ وهو يقف عند السواري معه مصحف جيب صغير يقرأ به بين التراويح والتهجد .. ثم في صلاة التهجد تجد من أتى من بيته يهمس لك بعد الصلاة : ما كأن الإمام أطال هذه الليلة ؟!
عجباً ..! ذاك ماذا كان يفعل قبل ساعتين .. وهذا ماذا يسأل ؟!
لقد تذكرت الشيخ ابن باز رحمه الله عندما قيل له : انت ما تتعب ياشيخ ؟!
فقال قولته المشهورة التي ستحفر في الكتب : الروح إذا تعلقت بالله فالجسد لا يتعب أبدا ..!
ثم تشاهد أغلى دموع عندما يُعلن في آخر ليلة عن هلال العيد لسان حالهم يقول : لا نريد الخروج من هنا ..!!
ثم تقول لذلك الذي تعجبت من عبادته : ما شاء الله عليك إني أرجو أن تكون قد ظفرت بالسباق !
فيقول لك : الله المستعان ... الذين ظفروا به .. هناك في الثغور ..!
ثم تبدأ رحلة التصبر من جديد وإنّ أفضل ما يُعين في ذلك تذكر هذه الآية الكريمة : ** إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ } قالها الله على لسان سحرة فرعون بعد أن آمنوا لما هددهم الخبيث بصلبهم في جذوع النخل ، قالوا هذه الكلمة التي نتمثلها في الصبر والمصابرة .. ( إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ ) .
منقوووووووووووووول