المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ اللحيدان: فتنة التكفير من أخطر الفتن المعاصرة



عبدالله الكعبي
05 Aug 2009, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

في محاضرة: " الوسطية في الإسلام":

الشيخ اللحيدان: فتنة التكفير من أخطر الفتن المعاصرة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أمة الإسلام أمة مستهدفة وبلاد الحرمين الشريفين كونها معقلالإسلام فهي مستهدفة أيضاً من الداخل والخارج ولا أدل على هذا الاستهداف من حوادث التفجير والتدمير التي شهدتها بلادنا العزيزة في الآونة الأخيرة نتيجة الأفكارالمنحرفة والضالة مما يستدعي إجلاء الحقيقة وإيضاحها. وهذا دور العلماء والدعاةوالمصلحين والخطباء وغيرهم. والوسطية الحقة هي المخرج الوحيد من الانحرافات الضالة،فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد اللحيدان مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية تحدث حول موضوع الوسطية الحقة من مفهوم الإسلام لا من حيث الأهواء والتصورات الخاطئة حيث نظمت الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية ممثلة في إدارة الثقافة والمكتبات محاضرة قيمة عن الوسطية في الإسلام ألقاها الشيخ اللحيدان أمام جمهور غفير من رجال التعليم في المنطقة الشرقية حيث أكد نهي الإسلام عن الإفساد في الأرض بأي نوع من الإفساد. في حين أن الفكرالتكفيري الذي عشش في عقول نفر من أبناء الجيل وجعلهم يكفرون المسلمين بغير مقتض ىشرعي وأهدروا الدماء، واستحلوا الأموال دون أن يكون لهم دليل من الشرع أو حجة من الدين أو برهان من أقوال السلف.

مفهوم الوسطية
بعد أن بين اللحيدان مفهوم الوسطية اللغوي، وأشار إلى أنها تدل على السماحة أي سهولة التعامل فيما اعتاد الناسفيه المشادة بين أن الفقه الإسلامي يمثل روح التيسير والسماحة حيث من قواعده ( المشقة تجلب التيسير) و( لا ضرر ولا ضرار) و( الضرورات تبيح المحظورات ).
تفسيرخاطئ
وأبرز الشيخ اللحيدان أن المتطرفين فكرياً يفسرون الوسطية حسب مفهومهم المعوج دون ضوابط أو معايير صحيحة، وإنما محض رأي أو هوى يسيرون وراءه، غير أن التفسير الصحيح للوسطية هو ما يوافقه الدليل الشرعي بفهم معتبر صحيح يتوافر عليه الراسخون في العلم من أهل العقل والعلم الذين لا يجمعون على ضلال.
لا صلة للتشدد بهويتنا
وشدد في محاضرته على أنه ليس هناك للغلو والتنطع والتشدد أي صلةبهوية ديننا وبلادنا، وكذلك ليس للجفاء والتفريط والتضييع أي صلة بديننا أو بلادنا،مؤكداً أن الغلاة لا يمثلون هويتنا أبداً حيث إنهم ركبوا مراكب الهلكة بالاعتداء والظلم والإفساد والبغي بحال، وكذلك لا يمثلنا المفرطون من ذوي الطرح المتميع الذي يقفز على الحقائق.
الوسطية في الدين
وعن مظاهر الوسطية في الإسلام عبرفضيلته بقوله: وإن مظاهر الوسطية في الإسلام كثيرة ومتغلغلة في جميع عقائده وفرائضه وشرائعه. ثم أظهر بعضاً منها من دين الإسلام وسط بين المادية المقيته والروحية الحالمة، وبين الواقعية المرة والمثالية التخيلية، وبين الفردية الطاغية والجماعية الساحقة. وأشار إلى أننا أمة الوسط: " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" أي عدلاً لتشهدو اللأنبياء على أممهم وديننا دين الوسط.. حيث صار مقياساً للاتزان والتوازن.

الوسطية في المعتقد
وأبان المحاضر الوسطية في المعتقد، وأشار إلى وسطيةأهل السنة والجماعة بين الفرق الأخرى من وسطيتهم في أسماء الله وصفاته، وفي الأنبياء، وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسل قال: إن الوسطية تنافي الغلو في الحكم على أصحاب الذنوب والكبائر التي هي دون الشرك فيحكم على أصحابها بالكفر والخروج من الملة كما فعلت الخوارج من هذه الأمة فكفروا أصحاب الكبائر التي هي دون الكفروالشرك.
فتنة التكفير
وأنكر فضيلته على أصحاب الفكر التكفيري المنحرف والذيلا يمت إلى ديننا بحال، واستند المحاضر في بيان قضية التكفير إلى ما يقوله الشيخ الفوزان: من أن التكفير معناه الحكم على مسلم بالكفر لسبب من الأسباب المقتضية لذلك. والناس في هذا الباب طرفان ووسط. وملخص ما ذكره الشيخ الفوزان هو أن الطرف الأول: الخوارج قديماً وحديثاً وهم الذين يغلون في التكفير فيكفرون المسلم بكبائرالذنوب التي هي دون الشرك والكفر. وهذا مذهب باطل .
والطرف الثاني: من يرى أن المسلم لا يكفر ولو عمل من المحرمات وترك من الواجبات وهو مذهب المرجئة قديما ًوحديثاً ويتبناه من لم يدرسوا عقيدة السلف فهم يرون أنه لا يجوز التكفير أبداً،وهذا باطل يتيح لكل مفسد وضال ومنحرف أن يفعل ما يشاء من أنواع الردة والإفساد ..
وفند بطلان المذهب الأول لأنه يحكم على كثير من المسلمين بالكفر لمجرد ارتكاب الذنوب وهو يسبب سفك الدماء المعصومة وإزهاق الأنفس البريئة وتفريق كلمة المسلمين بالخروج على أئمتهم، وحل دولتهم، ويسبب القيام بالتفجيرات والترويع ويخل بالأمن مماهو واقع اليوم ممن تبنوا هذا الرأي الفاسد. ويحقق رغبة الكفار ويتيح لهم التدخل في شؤون المسلمين.
الشيخ اللحيدان: أكد على المذهب الوسط في حياتنا العملية وهو ماعليه أهل السنة والجماعة في الجمع بين النصوص، والحفاظ على الدماء المستأمنة للمعاهدين من أهل الكتاب حيث هناك نصوص صحيحة وأدلة قاطعة، تدل على حمايتهم وعدم الاعتداء على حقوقهم.
الوسطية في العبادة
ودعم الشيخ اللحيدان قوله عن وسطية الأمور التعبدية التي فرضها الله عز وجل على عباده، مبيناً غلو أهل الكتاب والنهي عنه بقول الله تعالى: ( يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق..(
وعرج على الوسطية في التكاليف بحيث لا يكون فيها غلو ولا تفريط واستدل بحديث النفر الثلاثة الذين جاءوا بيوت النبي يسألون عن عبادته. " القصة" المعروفة وقال: هؤلاء النفر غلو في الدين وتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته.
الحماس المرفوض
ثم بين المحاضر وسطية الإسلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحذر من الحماس الذي يرتكبه بعض الشباب لكنهم يسيئوون بدل الإصلاح، ونبه عن الغلو في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الانسياق وراء الأهواء والأباطيل كما حصل من الخوارج والمعتزلة حين غالوا في الإنكار على ولاة المسلمين فخرجوا عن طاعتهم وحملوا السلاح لقتالهم وشقوا عصا الطاعة وفرقوا الجماعة مما ترك آثاراً سيئة على الأمة.
عدم الاتزان
وبين اللحيدان أن أضرار الحماس غير المتزن وأثره السلبي على الناشئة شارحاً أهمية الوسطية في التعامل. وأن المسيء يدفع ثمن إساءته وأن لصاحب الحق أن يعفو عنه مختاراً وألا يتجاوز في العقوبة والبغض. فالوسطية بين إلزام العقوبة والزام العفو بالتخيير في أيهما دون جور.
حاجة المعلمين للوسطية
وشدد على التعامل بالوسطية في التعاملات العامة وبين حاجة المعلمين بالذات إليها. وأكد على الوسطية في الأخلاق والوسطية العقلية والوسطية بين التجهم و الانغلاق والوسط في نظرة الإسلام إلى الحياة الدنيا..