المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لطائف من بيت النبوة



شـــذى
02 Aug 2009, 10:18 PM
لطائف من بيت النبوة (1)






مما اشتهرت به أمنا السيدة عائشة غيرتها الشديدة على الحبيب المصطفى ، فكيف كان حلم الحبيب معها ؟؟


خرج الحبيب المصطفى من عند السيدة عائشة رضي الله عنها ليلة ، قالت : " فغرت عليه ، فلما جاء ، رأى ما أصنع " ، فابتسم الحبيب و قال : أغرت يا عائشة ؟؟ فقالت : " و مالي لا يغار مثلي على مثلك ؟! " .



و روي أنه لما أرسلت السيدة صفية إلى الحبيب – وهو في بيت السيدة عائشة – طعاما ، تقول السيدة عائشة : و كانت تجيد صنع الطعام . فأخذت الغيرة السيدة عائشة فكسرت لها القصعة !!! فلما لم ينهرها الحبيب شعرت بالندم فقالت : يا رسول الله ما كفارة ما صنعت ؟؟ فابتسم الحبيب الغالي أكرم الخلق عليه الصلاة و السلام و قال : إناء بإناء و طعام بطعام .


و في مرة أخرى أرسلت إحدى زوجات النبي الحبيب – اختلف من هي – إليه طعاما في إناء في يوم السيدة عائشة ، فغارت السيدة عائشة فضربت يد الخادم فانكفأ الإناء و انفلقت الصحيفة نصفين ، و كان أصحاب الحبيب جلوسا ، فما زراد أكرم الخلق على أن جعل يجمع الطعام في الجزئين المكسورين و هو يقول : كلوا ! قد غارت أمكم !!! ثم دفع إلى الخادم قصعة سليمة و احتفظ هو بالمكسورة !!!

ولعلم الناس بمكانة عائشة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كانوا يتحرّون اليوم الذي يكون فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – عندها دون سائر الأيّام ليقدّموا هداياهم وعطاياهم ، كما جاء في الصحيحين.

وعندما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – في إحدى الليالي إلى البقيع ، ظنّت أنّه سيذهب إلى بعض نسائه ، فأصابتها الغيرة ، فانطلقت خلفه تريد أن تعرف وجهته ، فعاتبها النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال لها : ( أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ ) رواه مسلم .

و ما كانت رضي الله عنها تسرف في غيرتها إلا و هي تعلم ما لها من الدالة عنده عليه الصلاة و السلام ، فهي من شهد لها النبي – صلى الله عليه وسلم – بالفضل ، فقال : ( فضلُ عائشة على النساء ، كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه .



ومن فضائلها كذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - لها : ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، فقالت : وعليه السلام ورحمة الله ) متفق عليه .



و من عظيم حلم الحبيب و صبره و حبه و كرم خلقه ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها مما يدلّ على ملاطفة النبي – صلى الله عليه وسلم – لها فقالت: ( والله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه أحمد

و في رواية أنها ظلت تسند رأسها على ساعده ، و الحبيب يسألها : أفرغت ؟ أشبعت ؟ و هي تقول : لا . فتقول : و لقد مللت و إنما أردت أن أنظر مكانتي عنده !!!

فما بال الزوج يتكثر على زوجته أن تختبر حبه لها ؟؟ أهو أحسن من خير البرية و صفي الله تعالى و نبيه ؟؟

و إذ وصلنا هذه النقطة ، يحضرني ما قرأته للدكتور أكرم رضا في كتابه " أوراق الورد و أشواكه في بيتنا " ، يعقب على ضيق الأزواج بكثرة إلحاح أزواجهن : أتحبني ؟؟ فيقول : إن الرجل يهمه المنظر و يقدره ، أما المرأة فوقع الكلام عندها أهم ، أي أن تصرح لها بكلمة : أحبك ، أثمن عندها من باقة ورد تضعها على الطاولة !
و لئن كان من الرجال من يراه نقصا في رجولته المزعومة ، أو يستخذي أن يمسك يد زوجته مثلا خشية ضياع هيبته – المزعومة كذلك – أمام الناس ، فأمامكم أعظم البراهين من أعظم الرجال و أكملهم ، بل أعظم الخلق .

و لما روي أن زوجة عمر بن الخطاب راجعته يوما – أي جادلته في أمر – غضب و نهض إليها فقالت : ما تنكر ان أراجعك و ابنتك تراجع النبي !! فقام عمر من فوره إلى ابنته حفصة و قال : يا عدوة نفسها أتراجعين رسول الله ؟ فقالت : و مالي لا أراجعه و أزواجه كلهن يراجعنه ؟؟!!! فقال : و تهجره – أي تخاصمه – إحداكن إلى الليل ؟؟ قالت : نعم !!! قال : قد خاب من فعل ذلك منكن و خسر .
صحيح أن الأحاديث كثيرة في طاعة الزوج و استرضائه و عدم البيات ليلة و هو غاضب على زوجته ، و لكننا نرى من الحبيب المصطفى التفهم و التقدير ، فالمسألة ليست حسبة بالورقة و القلم – أو القلم و المسطرة ! – و إنما استرضاء و محبة و تواد و رحمة من الطرفين .

إنها شركة و رحمة و ليست معركة قصاص !!!


يتبع بإذن الله

الدكتور
04 Aug 2009, 04:43 PM
شذى الإسلام بارك الله فيم فكأنما وقعتم على الجرح

فنجد اليوم الكثير من المسلمين يجهل أو يبخل على نفسه أن يتعلم أو حتى يقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاصة سيرته بعلاقته بأزواجه أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين.

سيرةٌ تدل على سمو خلقه صلوات ربي وسلامه عليه في تعامله مع أزواجه نساءٌ يختلج بين ضلوعهن ما يختلج بين ضلوع بنات حواء من الغيرة النسائية ومحاولة الاستئثار بالزوج ومعرفة مدى مكانتها عنده

نعم هي شراكة ورحمة وليست ميدان اثبات رجولة


لا تكلوا ولا تملوا أيها المسلمون في قراءة سيرة خير البرية وسيد البشرية صلى الله عليه وسلم.

بارك الله فيكم شذى الإسلام ونفع بكم وسددكم على طريق الحق والرشاد

شـــذى
05 Aug 2009, 07:54 PM
عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال :

http://www.pv.gov.sa/App_Themes/Brown/images/MEDIA-H1.GIF جاء أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له ، فدخل فقال : يا ابنة أم رومان!! وتناولها ، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! قال : فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها ، قال : فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها - يترضاها - : ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك ، قال : ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها ، قال : فأذن له ، فدخل فقال له أبو بكر : يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما http://www.pv.gov.sa/App_Themes/Brown/images/MEDIA-H2.GIF ( رواه الإمام أحمد في المسند (4\2 71 - 272) ، وأبو داود (4999) ، وصححه الألباني ) .


من فوائد الحديث::

1_في الحديث بيان ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الحلم والتواضع ،فلم تدفعه
مكانته او قوامته للتكبر او المكابره عن معاشرة اهله بالحسنى،وإن وقع منهم خطأ أو نحوه وأن يكون هو البادىء بالاصلاح

2_الخلافات الزوجيه وجودها امر غير مستغرب ولكن ينبغي المسارعة في حلها وان يتنازل احد الزوجين للاخر بقدر استطاعته ،ليبحر مركب الزوجية سليما من الغرق ولذا
وجدت الخلافات الزوجيه في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منشؤها
نساؤه رضي الله عنهن ،ولكن خلق رسول الله وحلمه كان كفيلا بحلها وهكذا فاليكن الازواج


3_فيه مشروعية تأديب الولي لموليته إذا تجاوزت على زوجها وذلك بما يكفل لها الا ستقامة
والاستقرار في حياتها الزوجية

4_ ينبغي للزوج ان يتحلى بالحلم والعقل إذا وقع خطأ من زوجته ساعيا إلى تقويم الخطا
بالحكمة ولا يتعجل الى الاضرار بها او فك عقدة النكاح وان يتسامح عن ذلك الخطأ
متذكرا ما لزوجته من محاسن اخرى يرضاها

5_ عند وقوع الخلافات الزوجيه ينبغي المسارعة بحلها قبل ان تستقر في القلوب فتعطبها
ثم يجد كل من الزوجين على الاخر في نفسه مما يسبب تعقد حل ذلك الخلاف وتعسره والمشروع للزوجين ان يتسامح كل منهما عن حقه من اجل تجاوز ذلك الخلاف

6_ ينبغ للولي ان لا يتدخل في شئون موليته مع زوجها الا بما ينفعها ويفيدها ، وان يبصرها وينصحها بالعمل على اسعاد زوجها وتحقيق مرضاته ومما يدل على ذلك مارواه سهل ابن سعد رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله علي وسلم بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت
فقال :اين ابن عمك ؟قالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي _من القيلوله وهي نوم نصف النهار _فقال رسول الله لرجل انظر اين هو ؟ فجاء فقال ؛يارسول الله هو في المسجد راقد ،فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع ،قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله يمسحه غنه ويقول قم ابا تراب قم اباتراب...........
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا
محمد صلى الله عليه وسلم...

شـــذى
05 Aug 2009, 07:58 PM
رعاية حق الزوجية في الحياة وبعد الممات
عن عائشة رضي الله عنها قالت ماغرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماغرت على خديجة وما رأيتها ,ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها ,وربما ذبح الشاة ثم يقطّعها أعضاء ً ثم يبعثها في صدائق خديجة, فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ؟ فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد )





من فوائد الحديث :



1ـ بيان مكان عليه النبي من كريم الخصال ,وعظيم الصفات ,من حسن العهد ,وحفظ الود,والحلم ,وحسن المعاشرة , ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حياً وميتاً.

2- فضل خديجه وعظيم قدرها عند النبي صلى الله علي هوسلم

3ـ وفيه ينبغي للزوج أن يحفظ لزوجه المودة والتقدير حياً وميتاً اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم(خيركم خيركم لأهله ,وأنا خيركم لأهلي).

4ـ وفيه ثبوت الغيرة وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلاً عمن دونهن , ولكن ينبغي أن لا تتجاوز المرأة بغيرتها تلك إلى ماحرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

5ـ فيه أن من أحب أحداً أحب محبوباته , وما يتعلق به.

6ـ فيه تنبيه على خطأ مايفعله بعض الناس من أن الواحد منهن إذا تزوج ثانية نسي فضائل الأولى وعشرتها له .

7ـ على الزوجة أن تسعى جاهدة لكسب ود زوجها والتحبب إليه بحسن المعاملة وطيب المعاشرة, فالمرأة المحبوبة هي التي تعطي الرجل ما نقص من معاني الحياة, وتلد له المسرات من عواطفها كما تلد من أحشائها

شـــذى
05 Aug 2009, 08:17 PM
الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها


عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : دخل الحبشة المسجد يلعبون , فقال لي ياحميراء , أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت نعم , فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه ,فأسندت وجهي إلى خده ,قالت : ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيِّباً , فقال رسول الله حسبك. فقلت يارسول الله لاتعجل , فقام لي ثم قال حسبك ) فقلت لاتعجل يارسول الله قالت وما لي حبُّ النظر إليهم , ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي , ومكاني منه )



من فوائد الحديث :ـ



1ـ في الحديث أهمية الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها.



2ـ فيه مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم به بسط النفس وترويح البدن , وذلك ضمن ماأحله الله وأباحه .




3ـ أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين .


4ـ فيه بيان ماكان عليه رسول الله من الرأفة والرحمة وحسن الخلق والمعاشرة بالمعروف مع الأهل والأزواج وغيرهم , وينبغي للأزواج أن يتحلوا بهذه الصفات .



5ـ بيان فضل عائشة وعظيم قدرها عند النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته لها.
من دواعي اللطف في المعاملة نداء الشخص باسم يحبه , أو نتوقع أنه يحبه وخصوصاً أسماء التدليل. فذلك من شأنه أن يزيد من مشاعر الود والتقدير.

شـــذى
05 Aug 2009, 08:20 PM
العناية بالمشاعر بين الزوجين

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إني لأعلم إذا كنت عني راضية , وإذا كنت علي غضبى ,قالت: فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد , وإذا كنت غضبى قلت لا ورب ابراهيم .قالت قلت يارسول أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك )).


من فوائد هذا الحديث :ـ


1ـإذا استقرأ الزوجان حال كل منهما , وعرف كل منهما ما يغضب الآخر وما يرضيه وأسباب كل ذلك فقد تمكنا ـ بإذن الله ـ من توطيد أسس العلاقة الزوجية والسير بها في الدروب الآمنة , والمفروشة بالورود والرياحين , وأمكنهما تجنيب أسرتهما مسالك العسر ومواضع الزلل والنكد , ونلحظ في هذا الحديث دقة عناية الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بمشاعر عائشة وانطباعاتها حتى صار يعلم رضاها وغضبها من مجرد
كلامها وحلفها .




2ـ قد يقع بين الزوجين نوع من الإختلاف ولكن ينبغي إن وجد هجر بينهما أن لا يكون مجحفاً بل بالقدر المشروع .بحيث لا يتجاوز الكلام وبسط الوجه
وقد أحسن الشاعر حين قال
إني لأمنحك الصدود وإنني*** قسماً إليك مع الصدود لأميل

3ـ أغتفر لعائشة غضبها على رسول الله صلى الله عليه وسلم .إذ لايجوز أن يغضب عليه أحد ..لأن ذلك بدافع الغيرة .

4ـ يقع من بعض المسلمين الحلف بغير الله ..وهذا محرم وهومن الشرك الأصغر حتى ولو كان المحلوف به عظيماً كرسول الله أو الكعبة قال رسول صلى الله عليه وسلم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )) وقال صلى الله عليه وسلم( من حلف بغير الله فقد أشرك)

شـــذى
05 Aug 2009, 08:26 PM
يتبع بإذن الله
اللهم آمين أخي الدكتور
بورك فيكم على تعقيبكم

ابو ريتاج
06 Aug 2009, 09:22 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

شـــذى
09 Aug 2009, 02:42 PM
عدله صلى الله عليه وسلم بين أزواجه



1- فقد كان صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة - رضي الله عنها - : "قالت عائشة : يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قالت نقول في ذلك أنزل الله تعالى وفي أشباهها أراه قال ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا )
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2135



2- ولم يكن يتغير حاله صلى الله عليه وسلم في العدل تبعًا لتغير أحواله سفرًا وحضرًا، بل لقد كان يعدل في سفره كما يعدل في حضَره، كما قالت عائشة - رضي الله عنها - : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها ، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2593

تعني بذلك لمَّا كبرت، وأضحت لا إربة لها في الرجال.



3- وكان من عدله صلى الله عليه وسلم بينهن أنه كان إذا تزوج ثيِّبًا أقام عندها ثلاثًا لإيناسها، ثم يقسم لها كسائر نسائه، كما روت أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام عندها ثلاثًا، وقال لها :إن شئت سبعت عندك وسبعت عندهن وإن شئت ثلثت عندك ودرت فقالت ثلث
الراوي: أبو بكر بن عبد الرحمن - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: التاريخ الكبير - الصفحة أو الرقم: 1/47





4- ولقد بلغ به الحال في عدله صلى الله عليه وسلم أنه لم يفرِّط فيه حتى في مرض موته، حيث كان يُطاف به عليهن في بيوتهن كل واحدة في نوبتها، قالت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها-: " لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد وجعه ، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي ، فأذن له ، فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض ، وكان بين العباس وبين رجل آخر ، فقال عبيد الله : فذكرت لابن عباس ما قالت عائشة ، فقال لي : وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟ قلت : لا ، قال : هو علي بن أبي طالب .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2588






5- وفي رواية قالت: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه ، يقول : ( أين أنا غدا ، أين أنا غدا ) . يريد يوم عائشة ، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء ، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها ، قالت عائشة : فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي ، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري ، وخالط ريقه ريقي . ثم قالت : دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ، ومعه سواك يستن به ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن ، فأعطانيه ، فقضمته ، ثم مضغته ، فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به ، وهو مستند إلى صدري .“الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4450 .


6- ومع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من كمال العدل بين نسائه في كل ما يقدر عليه مما هو (فى يده) فإنه مع ذلك كان يعتذر إلى الله تعالى فيما لا يقدر عليه مما هو ) خارج عن نطاق التكليف، كما قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها-: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول: " اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " (الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: رواه حماد بن زيد عن أبي أيوب عن قلابة مرسلا - المحدث: البخاري - المصدر: العلل الكبير - الصفحة أو الرقم: 165
) وهو يعني بذلك القلب كما فسَّره به أبو داود، وقيل: يعني الحب والمودة، كما فسره الترمذي، والمعنى: أن القسمة الحسِّية قد كان صلى الله عليه وسلم يوفِّي بها على الوجه الأكمل لأنها بيده، لكن القلب بيد الله، وقد جعل فيه حب عائشة أكثر من غيرها، وذلك خارج عن قدرته وإرادته.


ومع ذلك فهو يضرع إلى الله أن لا يلومه على ما ليس بيده، مع أن الأمر القلبي لا يجب العدل فيه، وإنما العدل في المبيت والنفقة، ولكن هذا من باب قول الله تعالــــــــــى: ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) المؤمنون : 60 . ومما يدل على أن أمر العدل بين الزوجات خطير كما بينه صلى الله عليه وسلم في حديث آخر حيث قال: "من كانت له امرأتان مال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل

الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: مستقيم - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 8/446
وفي عشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه أسوة للمؤمنين، وعليهم معرفتها والتأسي بها لقول الله تعالى: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) ( الأحزاب: 21 ) لأن فعله صلى الله عليه وسلم كقوله وتقريره، تشريع لأمته، وهدى لهم ، يجب عليهم الاقتداء به ما لم يكن الفعل خاصاً به .

شـــذى
09 Aug 2009, 02:45 PM
فنون صناعة الحب عند رسول الله
- التزين والتجمل والتطيب للزوجة

سُئِلَتْ عائشة: "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك"
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 253

والحديث أخرجه مسلم،
ذكر بعض أهل العلم فائدة ونكتة علمية دقيقة قالوا: فَلَعَلَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ليستقبل زوجاته بالتقبيل
وعند البخاري أن عائشة قالت: "كنت أُطَيِّبُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5918

وفي البخاري أيضا أن عائشة قالت: "كنت أُرَجِّلُ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض"
وكنت أُرَجِّلُ يعني أسرح شعره

كذا عند جميع الرواة عن مالك، ورواه أبو حذافة عنه عن هشام بلفظ ‏"‏ أنها كانت تغسل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مجاور في المسجد وهي حائض يخرجه إليها ‏"‏ أخرجه الدار قطني أيضا‏.‏
في هذه الأحاديث كلها وغيرها بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التجمل والتزين الشرعي الذي يحبه الله بخلاف ما عليه بعض الرجال اليوم من إفراط في قضية الزينة أو حتى من تفريط في قضية الزينة والتجمل للمرأة ومن مبالغة في التجمل وعجيب للمتناقضات التي يعيشها بعض الرجال، ثم تشم منه رائحة كريهة عفنة وهي رائحة التدخين فأين أنت والتجمل أيها الأخ الحبيب؟ وآخر وقع في تفريط عظيم وتقصير عجيب في قضية التجمل والزينة تبذل في اللباس وإهمال للشعر وترك للأظافر والشوارب والآباط وروائح كريهة والخير كل الخير في امتثال المنهج النبوي في التجمل والتزين والاهتمام بالمظهر وهو حق شرعي للمرأة وسبب أكيد في كسب قلبها وحبها, فالنفس جُبِلَتْ على حب الأفضل والأنظف والأجمل. وتعال واسمع لحال السلف رضوان الله تعالى عليهم جميعا وكيف كانوا في هذا الباب.

قال [ابن عباس]: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لى وما أحب أن أستطف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليَّ لأن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقد دخل على الخليفة عمر زوج أشعت أغبر ومعه امرأته وهي تقول: لا أنا ولا هذا لا تريده ، لا أنا ولا هذا، ما هو السبب ؟ اسمع فعرف كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها. تراجعت إذن عن طلب الطلاق فقال عمر: وهكذا فاصنعوا لهن فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم، وقال [يحيى بن عبد الرحمن الحنظلي]: أتيت [محمد بن الحنفية] فخرج إلى في ملحفة حمراء ولحيته تقطر من الغالية ، والغالية هي خليط الأطياب بل خليط أفضل الأطياب، ولحيته تقطر من الغالية، يقول يحيى فقلت له: ما هذا ؟ قال محمد : إن هذه الملحفة ألقتها على امرأتى ودهنتنى بالطيب وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهن، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
إذن فالمرأة تريد منك كما تريد أنت منها في التجمل والتزين.. فلنتعلم فنون صناعة الحب من رسولنا الحبيب و من زوجاته و صحابته و التابعين.