المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر (1-4)



انا بنت الاسلام
26 Jul 2009, 06:29 PM
اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر (1-4)
د. نايف بن أحمد الحمد 20/7/1430


http://www.almoslim.net/files/images/thumb/alkawthar-thumb2.jpg
الكوثر وأصله في القرآن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد فقد منَّ الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعل ذمَّ المشركين له رفعةً وعلواً فكلما ذمه ذام منهم وانتقصه أكرمه الله ببشارة هي خير من الدنيا وما فيها(1) ومن ذلك أن العاص بن وائل السهمي كان إذا ذُكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه، فأنزل الله تعالى في ذلك (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) إلى آخر السورة(2).

ومما قيل في سبب نزولها ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم كعب بن الأشرف(3) مكة فقالت له قريش: أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا المُصَنْبر المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة وأهل السقاية؟ فقال: أنتم خير منه. قال: فنزلت: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ) (4).وهذا هو ديدن اليهود والمنافقين في كل زمان ومكان يزينون للمشركين ما هم عليه من كفر وضلال تصريحا تارة وتلميحا أخرى بل تعدى الأمر هذا عند كثير من أبناء المسلمين فقد قاموا بتعداد محاسن المشركين –زعموا- وتزيينها في نفوس الشباب والفتيات عبر وسائل الإعلام المتنوعة المقروء منها والمرئي والمسموع وانتقاص المسلمين والتقليل من شأن العلماء الربانيين في التحذير من ذلك بل ووصموهم بما هم منه براء ناسين أو متناسين قول الله تعالى (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10) اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) (الروم).

وعَودا إلى سورة الكوثر فهي ثلاث آيات قصار وهي أقصر سورة في القرآن(5).
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى: "سميت هذه السورة في جميع المصاحف التي رأيناها وفي جميع التفاسير أيضاً سورة الكوثر وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه(6)، وعنونها البخاري في (صحيحه)(7) سورة: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) ولم يعدَّها في (الإِتقان(8)) مع السور التي لها أكثر من اسم، ونقل سعد الله الشهير بسعْدِي في (حاشيته على تفسير البيضاوي) عن البِقاعي(9) أنها تسمى (سورة النحر)(10).

وهل هي مكية أو مدنية؟ تعارضت الأقوال والآثار في أنها مكية أو مدنية تعارضاً شديداً، فهي مكية عند الجمهور(11) واقتصر عليه أكثر المفسرين "ا.هـ(12) وسورة الكوثر مدنية في قول الحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد وصوَّبه السيوطي في الاتقان(13) ورجحه النووي(14) رحمهم الله تعالى جميعا.
قال تعالى (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) هذه الآية تدل على عطية كثيرة صادرة من معط كبير غني واسع، وصدَّر الآية (بإنَّ) الدالة على التأكيد وتحقيق الخبر وجاء الفعل بلفظ الماضي الدال على التحقيق وأنه أمر ثابت واقع ولا يدفعه ما فيه من الإيذان بأن إعطاء الكوثر سابق في القدر الأول حين قدرت مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة(15) وحذف موصوف الكوثر ليكون أبلغ في العموم؛ لما فيه من عدم التعيين(16).

ما هو الكوثر؟
والكوثر فسره النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أنس رضي الله عنه قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال (أُنزلت على آنفاً سورة). فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ). ثم قال: (أتدرون ما الكوثر)؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنه نهر وعدنيه ربى عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتى يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيُختلج(17) العبد منهم فأقول: رب إنه من أمتى. فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك)(18) وهذا الحديث استدل به مَن يرى السورة مدنية لرواية أنس له ولم يُسلم رضي الله عنه إلا في المدينة (19).

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد إن أناسا يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه (20). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقا على قول سعيد: وحاصل ما قاله سعيد بن جبير أن قول ابن عباس إنه الخير الكثير لا يخالف قول غيره إن المراد به نهر في الجنة لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير ولعل سعيدا أومأ إلى أن تأويل ابن عباس أولى لعمومه لكن ثبت تخصيصه بالنهر مِن لفظ النبي صلى الله عليه وسلم فلا معدل عنه. ا.هـ(21)

وقد نقل المفسرون في الكوثر أقوالا أخرى غير هذين تزيد على العشرة منها: قول عكرمة الكوثر النبوة، وقول الحسن الكوثر القرآن، وقيل تفسيره، وقيل الإسلام, وقيل إنه التوحيد، وقيل كثرة الأتباع، وقيل الإيثار، وقيل رفعة الذكر، وقيل نور القلب، وقيل الشفاعة، وقيل المعجزات، وقيل إجابة الدعاء، وقيل الفقه في الدين، وقيل الصلوات الخمس(22). والصحيح هو ما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
...........

(1) ومن ذلك ما رواه جندب رضي الله عنه قال: أبطأ جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله عز وجل (وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) رواه مسلم (4757) ورواه البخاري (4698) بلفظ: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقل ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله عز وجل (وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).
(2) رواه الواحدي في أسباب النزول /307 والبيهقي في البعث والنشور (117) وانظر: تفسير البغوي 8/560 تفسير الخازن 7/305 البداية والنهاية 5/328.
(3) كان كعب بن الأشرف موادعا للنبي صلى الله عليه وسلم في جملة مَن وادعه من يهود المدينة وكان عربيا من بني طيء وكانت أمه من بني النضير فلما قُتل أهل بدر شق ذلك عليه وذهب إلى مكة ورثاهم لقريش وفضل دين الجاهلية على دين الإسلام حتى أنزل الله فيه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)) ثم لما رجع إلى المدينة أخذ ينشد الأشعار يهجو بها النبي صلى الله عليه وسلم ويشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله).أحكام أهل الذمة 3/1419 زاد المعاد 3/191 وقد قتله محمد بن مسلمة وآخرون رضي الله عنهم في قصة رواها البخاري (3811) ومسلم (4765).
(4) رواه النسائي في الكبرى (11707) وابن جرير (9786) وابن المنذر (1882) وصححه ابن حبان (6572) والبزار في مسنده (2293) واللفظ له قال ابن كثير عن إسناد البزار: صحيح. التفسير 8/504.
(5) تفسير القرطبي 1/74.
(6) باب رقم (89).
(7) باب رقم (462).
(8) الإتقان في علوم القرآن 1/148.
(9) في تفسيره نظم الدرر في تناسب الآيات والسور 8/547.
(10) انظر تفسير روح المعاني 30/244.
(11) وقال أبو حيان: هذه السورة مكية في المشهور، وقول الجمهور. البحر المحيط 8/520.
(12) التحرير والتنوير 30/517.
(13) الاتقان في علوم القرآن 1/46.
(14) روح المعاني 30/244.
(15) كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة - قال - وعرشه على الماء) رواه مسلم (6919).
(16) مجموع الفتاوى 16/529.
(17) أي يقتطع وينتزع. الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج 2/132.
(18) رواه مسلم (607).
(19) انظر: تفسير ابن كثير 8/498.
(20) رواه البخاري (6207).
(21) فتح الباري 8/732 تحفة الأحوذي 9/205.
(22) فتح الباري 8/732 الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 20/217 الدر المنثور 8/650المحرر الوجيز 5/497.

انا بنت الاسلام
26 Jul 2009, 06:30 PM
اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر (2-4)
د. نايف بن أحمد الحمد 27/7/1430



http://www.almoslim.net/files/images/thumb/alkawthar_0-thumb2.jpg
أوصاف الكوثر
وهذا النهر العظيم جاءت له صفات كثيرة منها:
ما جاء في حافتيه وطينته: روى أنس بن مالك رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر)(1)
وفي رواية للبخاري عن أنس رضي الله عنه قال: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: (أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)(2).


وكذا حافتاه من ذهب كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج)(3).


أما آنيته: فقد قال أنس رضي الله عنه قال نبى الله -صلى الله عليه وسلم- (تُرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء)(4).


أما مجراه وتربته وماؤه: فكما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج)(5).


وقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن طيوره في حديث أنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْكَوْثَرُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ) فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (آكِلُوهَا أَنْعَمُ مِنْهَا)(6).


ورواه أنس بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ طَيْرَ الْجَنَّةِ كَأَمْثَالِ الْبُخْتِ تَرْعَى فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ. فَقَالَ (أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا) قَالَهَا ثَلَاثًا (وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ)(7).


قال ملا علي القاري رحمه الله تعالى: "في ذلك النهر أو في أطرافه طير أي جنس من الطيور طويل العنق وكبيره أعناقها كأعناق الجزر بضم الجيم والزاي جمع جزور والمعنى أنه أعد للنحر ليأكل منه أصحاب شرب ذلك النهر فإنه بها يتم عيش الدهر" ا.هـ(8) وقوله (لناعمة) أي سمان مترفة (9).


ومن صفاته أنه يجري على وجه الأرض من غير شق فيها لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا فَإِذَا حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا هُوَ مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ)(10).


وعن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض! لا والله، إنها لسائحة على وجه الأرض، إحدى حافتيها اللؤلؤ، والأخرى الياقوت، وطينها المسك الأذفر. قال: قلت: ما الأذفر؟ قال: الذي لا خلط له(11).


وسأل سماكٌ ابنَ عباس رضي الله عنهما عن أنهار الجنة أفي أخدود؟ قال: لا ولكنها تجري على أرض الجنة مستكفة لا تفيض ها هنا ولا ها هنا قال الله لها كوني فكانت(12).(13)


قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
أنهارها في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاؤوا *** مفجرة وما للنهر من نقصان(14)


أما موقعه:
فعن أبى عبيدة بن عبد الله قال: قلت لعائشة رضي الله عنها ما الكوثر؟ قالت: نهر أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في بُطنان الجنة. قال: قلت وما بطنان(15) الجنة؟ قالت: وسطها حافتاه درة مجوف (16). وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه مفسرا قوله تعالى (جَنَّاتُ عَدْنٍ) بُطنان الجنة (17).
.......



(1) رواه البخاري (6210)
(2) صيحيح البخاري (4680)
(3) رواه أحمد (6476) وابن أبي شيبة (323119) والترمذي (3361) وابن ماجه (4334) والدارمي (2837) والبغوي في شرح السنة 7/488 وهناد في الزهد (132) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(4) رواه مسلم (6140) وأحمد (13521) وزاد (أو أكثر من عدد نجوم السماء).
(5) تقدم تخريجه قريبا.
(6) أحمد (13505) والنسائي في الكبرى (11703) والترمذي (2542) والبيهقي في البعث والنشور (254) وتمام في الفوائد (1128)وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (76) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(7) رواه أحمد (13335) قال المنذري والمباركفوري: أحمد بإسناد جيد. الترغيب والترهيب (5690) تحفة الأحوذي 7/212 وصحح إسناده العراقي في المغني عن حمل الأسفار (4546
(8) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 16/254
(9) النهاية في غريب الحديث 5/186 تحفة الأحوذي 7/212
(10) رواه أحمد (13603) وأبو يعلى (2529) والبزار(6471) وصححه ابن حبان (6471)
(11) رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (66) وأبو نعيم في الحلية 6/205 وفي صفة الجنة أيضا (337) قال المنذري: رواه ابن أبي الدنيا موقوفا ورواه غيره مرفوعا والموقوف أشبه بالصواب. الترغيب والترهيب (5666) قال الألباني: إسناد ابن أبي الدنيا صحيح. السلسلة الصحيحة (2513)
(12) رواه أبو الشيخ في العظمة (599) وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (140) وحسن إسناد ابن أبي الدنيا المناويُّ في فيض القدير 5/85 وصح ذلك عن مسروق. رواه ابن أبي شيبة (35091) وابن أبي حاتم في التفسير (4678) (5504) وابن المبارك في الزهد (1490) وابن جرير (509) وأبو نعيم في صفة الجنة (336) والبيهقي في البعث والنشور (279)
(13) أما ما يُروى عن ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: أنه نهر في الجنة عمقه سبعون ألف فرسخ. فقد رواه الآجري في الشريعة (1077) وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (141) قال الألباني: منكر جدا موقوف.ا.هـ ضعيف الترغيب والترهيب (2199).
(14) النونية 1/326
(15) قال الحافظ ابن حجر: بُطنان بضم الموحدة وسكون المهملة بعدها نون ووسط بفتح المهملة والمراد به أعلاها أي أرفعها قدرا أو المراد أعدلها ا.هـ الفتح 8/732
(16) رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (26446) والنسائي في السنن الكبرى (11705)والبيهقي في البعث والنشور (116) وهناد في الزهد (139)
(17) رواه عبد الرزاق في التفسير (1330) وابن أبي شيبة (35167) وابن أبي حاتم في التفسير (10304) وابن جرير في تفسيره (16947) وابن المبارك في الزهد (1455)

حملة غير حياتكـ
28 Jul 2009, 01:56 AM
يعطيك العافيه ...

ان شاء الله بميزانك