ابو ريتاج
03 Jul 2009, 11:48 AM
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة المعارج: “إن الإنسان خلق هلوعا. إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسه الخير منوعا. إلا المصلين. الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم. والذين يصدقون بيوم الدين. والذين هم من عذاب ربهم مشفقون. إن عذاب ربهم غير مأمون. والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم بشهاداتهم قائمون. والذين هم على صلاتهم يحافظون. أولئك في جنات مكرمون” (الآيات: 19 35).
يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن سجايا النفوس البشرية في حالتي الخير والشر، والغنى والفقر.
والمراد بالإنسان في قوله سبحانه “إن الإنسان خلق هلوعا” جنس الإنسان لا فرداً معينا.
وقوله “هلوعا” صيغة مبالغة من الهلع، وهو إفراط النفس، وخروجها عن التوسط والاعتدال، عندما ينزل بها ما يضرها، أو عندما تنال ما يسرها.
والمراد بالشر: ما يشمل الفقر والمرض وغيرهما.
والمراد بالخير: ما يشمل الغنى والصحة وغير ذلك مما يحبه الإنسان، وتميل إليه نفسه.
والجزوع: هو الكثير الجزع.. أي الخوف.
والمنوع: هو الكثير المنع لنعم الله تعالى، وعدم إعطاء شيء منها للمحتاجين.
والتعبير بقوله: “خلق هلوعا” يشير إلى أن جنس الإنسان إلا من عصم الله مفطور ومطبوع على أنه إذا أصابه الشر جزع، وإذا مسه الخير بخل.
أصحاب النفوس الطيبة
ثم وصف الله عز وجل من استثناهم من الإنسان الهلوع. بجملة من الصفات الكريمة أولها “إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون” أي الذين يواظبون على أدائها مواظبة تامة.
وثانيتها “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم”. الذين جعلوا في أموالهم حقا معينا، يخرجونه عن إخلاص وطيب خاطر، لمن يستحقون من السائلين والمحرومين على سبيل الشكر لخالقهم.
ووصف سبحانه ما يعطونه من أموالهم بأنه “حق” للإشارة إلى انهم لصفاء أنفسهم قد جعلوا السائل والمحروم كأنه شريك لهم في أموالهم.
وثالثة هذه الصفات الكريمة قوله تعالى: “والذين يصدقون بيوم الدين” والتصديق بيوم الدين معناه: الإيمان الجازم باليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وجزاء.
أما الصفة الرابعة الطيبة فقد أشار إليها الحق سبحانه بقوله: “والذين هم من عذاب ربهم مشفقون” أي: أن من صفاتهم انهم مع قوة إيمانهم وكثرة أعمالهم الصالحة لا يجزمون بنجاتهم من عذاب الله تعالى، وإنما دائما أحوالهم مبنية على الخوف والرجاء.
ومعنى قوله “إن عذاب ربهم غير مأمون” انهم مشفقون من عذاب ربهم، لأن العاقل لا يأمن عذابه عز وجل مهما أتى من طاعات.
وخامس هذه الخصائص الكريمة تتجسد في قوله سبحانه “والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون”.
أي أن من صفاتهم أيضا انهم أعفاء ممسكون لشهواتهم، لا يستعملونها إلا مع زوجاتهم اللائي أحلهن سبحانه لهم أو مع ما ملكت أيمانهم من الإماء والسرارى.
وقوله “فمن ابتغى وراء ذلك” أي فمن طلب خلاف ذلك الذي احله الله سبحانه “فأولئك هم العادون” أي فأولئك هم المعتدون المتجاوزون حدود خالقهم.
وسادسة هذه الصفات تبرز من قوله سبحانه “والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” لا يخلون بشيء من الأمانات التي يؤتمنون عليها.
وسابعة هذه الصفات في قوله تعالى: “والذين هم بشهاداتهم قائمون” أي انهم يؤدون الشهادة على وجهها الحق، فلا يشهدون بالزور أو بالباطل، ولا يكتمون الشهادة إذا طلب منهم أن يؤدوها.
وكما افتتح سبحانه هذه الصفات الكريمة بمدح الذين هم على صلاتهم دائمون، فقد ختمها بمدح الذين يحافظون عليها فقال: “والذين هم على صلاتهم يحافظون” أي يؤدونها كاملة غير منقوصة.
ثم بين سبحانه ما أعده لهم من عطاء جزيل فقال: “أولئك في جنات مكرمون” أي: أولئك المتصفون بذلك في جنات عظيمة، يستقبلون فيها بالتعظيم والحفاوة.
يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن سجايا النفوس البشرية في حالتي الخير والشر، والغنى والفقر.
والمراد بالإنسان في قوله سبحانه “إن الإنسان خلق هلوعا” جنس الإنسان لا فرداً معينا.
وقوله “هلوعا” صيغة مبالغة من الهلع، وهو إفراط النفس، وخروجها عن التوسط والاعتدال، عندما ينزل بها ما يضرها، أو عندما تنال ما يسرها.
والمراد بالشر: ما يشمل الفقر والمرض وغيرهما.
والمراد بالخير: ما يشمل الغنى والصحة وغير ذلك مما يحبه الإنسان، وتميل إليه نفسه.
والجزوع: هو الكثير الجزع.. أي الخوف.
والمنوع: هو الكثير المنع لنعم الله تعالى، وعدم إعطاء شيء منها للمحتاجين.
والتعبير بقوله: “خلق هلوعا” يشير إلى أن جنس الإنسان إلا من عصم الله مفطور ومطبوع على أنه إذا أصابه الشر جزع، وإذا مسه الخير بخل.
أصحاب النفوس الطيبة
ثم وصف الله عز وجل من استثناهم من الإنسان الهلوع. بجملة من الصفات الكريمة أولها “إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون” أي الذين يواظبون على أدائها مواظبة تامة.
وثانيتها “والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم”. الذين جعلوا في أموالهم حقا معينا، يخرجونه عن إخلاص وطيب خاطر، لمن يستحقون من السائلين والمحرومين على سبيل الشكر لخالقهم.
ووصف سبحانه ما يعطونه من أموالهم بأنه “حق” للإشارة إلى انهم لصفاء أنفسهم قد جعلوا السائل والمحروم كأنه شريك لهم في أموالهم.
وثالثة هذه الصفات الكريمة قوله تعالى: “والذين يصدقون بيوم الدين” والتصديق بيوم الدين معناه: الإيمان الجازم باليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وجزاء.
أما الصفة الرابعة الطيبة فقد أشار إليها الحق سبحانه بقوله: “والذين هم من عذاب ربهم مشفقون” أي: أن من صفاتهم انهم مع قوة إيمانهم وكثرة أعمالهم الصالحة لا يجزمون بنجاتهم من عذاب الله تعالى، وإنما دائما أحوالهم مبنية على الخوف والرجاء.
ومعنى قوله “إن عذاب ربهم غير مأمون” انهم مشفقون من عذاب ربهم، لأن العاقل لا يأمن عذابه عز وجل مهما أتى من طاعات.
وخامس هذه الخصائص الكريمة تتجسد في قوله سبحانه “والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون”.
أي أن من صفاتهم أيضا انهم أعفاء ممسكون لشهواتهم، لا يستعملونها إلا مع زوجاتهم اللائي أحلهن سبحانه لهم أو مع ما ملكت أيمانهم من الإماء والسرارى.
وقوله “فمن ابتغى وراء ذلك” أي فمن طلب خلاف ذلك الذي احله الله سبحانه “فأولئك هم العادون” أي فأولئك هم المعتدون المتجاوزون حدود خالقهم.
وسادسة هذه الصفات تبرز من قوله سبحانه “والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” لا يخلون بشيء من الأمانات التي يؤتمنون عليها.
وسابعة هذه الصفات في قوله تعالى: “والذين هم بشهاداتهم قائمون” أي انهم يؤدون الشهادة على وجهها الحق، فلا يشهدون بالزور أو بالباطل، ولا يكتمون الشهادة إذا طلب منهم أن يؤدوها.
وكما افتتح سبحانه هذه الصفات الكريمة بمدح الذين هم على صلاتهم دائمون، فقد ختمها بمدح الذين يحافظون عليها فقال: “والذين هم على صلاتهم يحافظون” أي يؤدونها كاملة غير منقوصة.
ثم بين سبحانه ما أعده لهم من عطاء جزيل فقال: “أولئك في جنات مكرمون” أي: أولئك المتصفون بذلك في جنات عظيمة، يستقبلون فيها بالتعظيم والحفاوة.