المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة السحر والشعوذة علي الأمة



عبدالله الكعبي
02 Jul 2009, 06:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

خطورة السحر والشعوذة علي الأمة
في هذا العصر، عصر الحضارة الإسلامية، والحقائق العلمية، عصر النور والاكتشافات، يلجأ كثير من الناس إلى العرافين والكهان، لمعرفة ما خفي علمه عليهم، من الأمور الماضية والمستقبلة، ومعرفة الأسرار التي لا يعلم سرها إلا الله عز وجل.
ولو كان الأمر مقصوراً على الأميين والجهال لهان الخطب، ولكن بكل أسف سقط في هذه الهاوية كثير من المتعلمين والمثقفين.. بل أكثر من ذلك يلجأ الكثير من الناس إلى هؤلاء العرافين لعلاج الأمراض المستعصية التي أفنى العلماء والأطباء أعمارهم في البحث عنها وطرق علاجها.
وأصبح الحديث عن السحر والسحرة حديث الناس في الصحف والمجلات والمنتديات، ويعلن عنها بكل الوسائل، وتوضع لها مساحات واسعة في جميع الأجهزة حتى الجوالات و التلفاز .

انظر المصيده الحقيقيه في الكاميرا الخفيه مع احد المشعوذين واحكم انت بنفسك ؟؟!!

http://www.youtube.com/watch?v=IkKHYbkpUdI

لقد حذرنا الإسلام كل التحذير من الوقوع في أحابيل السحرة والمشعوذين، وجعل السحر من أكبر الكبائر، ومن أشد الجرائم التي تعود على صاحبها بالوبال والهلاك وتلي الشرك بالله مباشرة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: "اجتنبوا السبع الموبيقات، قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" رواه البخاري ومسلم "
بل اعتبر التصديق به والاعتقاد بتأثيره بذاته كفراً صريحاً. روت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “من أتى عرافاً فسأله عن شئ - وفي لفظ أحمد - فصدقه بما يقول، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" رواه مسلم وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والبيهقي والحاكم وصححه العلامة الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: "من أتى عرافاً أو كاهناً، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"
قال البغوي: العراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن العراف اسم للكاهن والمنجم ونحوهما ممن يتكلم بمعرفة الأمور بهذه الطرق.
وكان اليهود يعتقدون أن سلطان سليمان عليه السلام على الجن وتسخيره لهم ولغيرهم إنما بسبب عمله بالسحر، لا بسبب المعجزة الخارقة التي أيده الله بها، فبرأه الله من السحر فقال: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْر)البقرة: 102
وقد دلت هذه الآية على أن السحر كفر، والاعتقاد به كفر، لأن السحر اتفاق بين الساحر والشيطان، على أن يقوم الساحر بفعل الكفر والشرك وكل ما هو محرم، في مقابل أن يساعده الشيطان، وكلما ازداد الساحر كفراً وعبادة كلما ازداد له الشيطان وقد اختلف الفقهاء: هل للسحر حقيقة. قال الإمام القرطبي: ومذهب أهل السنة والجماعة أن السحر ثابت وله حقيقة، مستدلين بقول الله تعالى (يعلمون الناس السحر)، وبقوله ( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) وبقوله في سورة الفلق ( ومن شر النفاثات في العقد) أما سحرة فرعون فقد كان سحرهم قائماً على التمويه والخداع، لقول الله
تعالى ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) طه 66 ولقوله (سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ ) الاعراف: 116
ومع أن السحر حقيقة في مذهب الجمهور فإنه لا يؤثر بذاته، وإنما بإرادة الله وقضائه، لا بأمره لأن الله لا يأمر بالفحشاء، ويرى الإمام مالك رحمه الله أن الساحر إذا سحر بقول الكفر يقتل ولا يستتاب ولا تقبل له توبة.
تتجلى الوقاية من السحر ومن الجن في إخلاص العبودية لله، والتوكل عليه وحده فهذا عمر رضي الله عنه لقوة إيمانه كان الشيطان يهابه، قال (صلي الله عليه وسلم) "أيه ياابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك" رواه البخاري ومسلم
كما يتجلي في ذكر الله عز وجل فهو الحصن الحصين الذي يتحصن به المسلم. قال رسول (صلي الله عليه وسلم) في حديث الحارث الأشعري: "وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً، حتى أتي على حصن حصين أحرز نفسه منه، وكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله" رواه الترمذي وصححه الألباني وكذلك بقراءة سورة البقرة لقول رسول الله (صلس الله عليه وسلم): "لا تجعلو بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم
كل يوم نسمع عن أناس من الدجالين والمشعوذين، احترفوا علم الغيب واكتشاف المجهول، ولهم بطانات يعملون لحسابهم، ويؤكدون للناس أنهم رأوا بأعينهم مرضى بأشد أنواع المرض شفوا على أيديهم، والله يشهد أنهم لكاذبون.
لا ندري إلى متى سنظل أمة من البسطاء والسذج ينطلي علينا الكذب والدجل مع اعتقادنا بأنه لا يعلم الغيب إلا الله.
لقد التبس الحق بالباطل، ولم يعد يعلم كثير من عامة الناس الصادق من الكاذب، ومن يتقي الله ومن يبيع الوهم للناس، ومن يتظاهر بالورع، ومن يأكل أموال الناس بالباطل، ويضع في حسابه الملايين من أموال السحت. وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به.