البيان
14 Aug 2004, 01:00 PM
<div align="center">خروج يأجوج ومأجوج</div>
يأجوج ومأجوج أمتان من الناس يعيشان الآن وراء السد الذي بناه ذو القرنين . منذ زمان بعيد.
فإذا ما اقتربت الساعة خرجا على الناس. وكان خروجهما من علامات الساعة القريبة منها.
فدورهما يأتي بعد خروج الدجال.ألذي يتم قتله على يد عيسى ابن مريم عليه السلام .
وهما أصحاب قوة لا تقاوم. أعداداً لا تحصر. وأذاهم شديد . وضررهم بالغ. ولا يقدر لأحد من الناس على مقاومتهم .فيفر الناس منهم إلى الجبال أو يتحصنون بالبيوت. ويلوذون بالدعاء عليهم .
ويصيب عيس عليه السلام منهم ما يصيب الناس من الهول والعنت. فيؤمر بأن يحرز عباد الله إلى الطور. وهناك يرغب إلى الله تعالى بالدعاء عليهم فيستجيب الله لهُ.
فيرسل عليهم من السماء عذاباً وداء يفشو في أعناقهم فيموتون موته رجل واحد. ثم يطر الأرض من نتنهم.
ذكرهم في القرآن الكريم
في سورة الكهف من الآية92-99
وفي سورة الأنبياء من الآية96- 97
ذكرهم في الأحاديث
عن زينب بنت حجش رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوماً فزعا. يقول : لا إله إلا الله. ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وحلق بإصبعيه. الإبهام والتي تليها . قالت . زينب : فقلت يا رسول الله : أفنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثرالخبث
رواه البخاري 0
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال- وساق الحديث. وفيه- ثم يأتي عيس بن مريم قوم عصمهم الله فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة.
أصلهم وانتسابهم
ينتسبون إلى يافت بن نوح
وعن كعب : هم ولد آدم من غير حواء . وذلك أن آدم عليه السلام نام فاحتلم فامتزجت نطفته بالتراب . فخلق الله منها يأجوج ومأجوج. وهذا القول مردود
بأن النبي لا يحتلم. وأجيب على الرد : بأن المنفي أن يرى المنام أنه يجامع غير زوجته .ومع هذا . فالأول هو المعتمد .( يراجع فتح الباري ج13 ص94
وإلا : فأين كانوا حين الطوفان؟
عددهم ووصفهم
رُوي في عددهم : أن يأجوج أمة ومأجوج أمة أخرى وكل أمة أربعمائة ألف.
لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح ( رواه الطبراني وابن مردويه وقال لبن عدي : في موضوع كذا في فتح الباري ج13 ص94 .
وعن كعب : هم ثلاثة أصناف :
صنف أجسادهم كالأرز .
وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع.
وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى
( يراجع فيه وفي الاثنين. فتح الباري جزء 13 ص94 )0
ومن حديث حذيفة مرفوعاً : لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه. ويأكلون من مات منهم0 ( رواه ابن مردوية والحاكم . ذكره فتح الباري ج6 صفحة 386
موطنهم . ومكان السد . وهل رآهم أحد ؟
ذكر الألوسي أن ذا القرنين في رحلته الثالثة : اتبع طريقاً معترضاً بين المشرق والمغرب آخذا من مطلع الشمس إلى الشمال. حتى إذا بلغ بين السدين أي الجبلين الواقعين على عرض تسعين من جهة الشمال. وهو المراد بآخر الجربياء في كتاب حزقيال عليه السلام.
وقد ذكر بعض أحبار اليهود : أن يأجوج ومأجوج في منتهى الشمال حيث لا يستطيع أحد غيرهم السكنى فيه.
وهذه الأقوال متقاربة.
لكن : نسب إلى ابن عباس : وهي نسبة غير مسلمة . أن السدين هما جبلا أرمينية وأذربيجان 0
فمن زعم ذلك : توهم أن السد القائم هناك الذي بناه كسرى أنوشروان هو سد ذي القرنين.
ذو القرنين السد
اختلف في ذي القرنين. فأما اسمه ونسبته فلا تهمنا بشيء وأما صفته.
فقيل :
ملك أهبطه الله تعالى إلى الأرض . ولذلك شاهد غريب عن عمر رضي الله عنه: أنه نهي عن التسمية بذلك لأنها من أسماء الملائكة
وقيل : نبي0 ويشهد لذلك ظاهر القرآن
وقيل : عبد صالح ملكه الله على الأرض وأعطاه العلم والحكمة ومكنه من كل شي.
كان ذو القرنين ( باني السد ) محباً للعدل ونصرة الضعفاء . شديد الوطأة على الظالمين. فتح المغرب إلى أقصاه. ثم المشرق إلى منتهاه . وملأهما إيمانا وعدلا.
ومن المشرق اتجه شمالاً بغرب إلى أقصاه حيث يأجوج ومأجوج وعدوانها المتكرر على المجاورين لهما. وشكا إليه المظلومون وذلك لما وجدوا فيه من الشهامة والنجدة وحب المعروف. وعرضوا عليه مالاً ليبني لهم سداً يحميهم من شر هؤلاء المفسدين فرد عليهم المال الذي عرضوه. مكتفياً بنعم الله عليه. وأقام لهم سداً منيعا يصارع الزمان.
بلغ ارتفاع هذا السد- على ما قيل- مائتي ذراع وقيل- ألفا وثمانمائة ذراع . وعرضه وخمسون ذراعاً.
وأساسه بلغ الماء. وجعل فيه الصخر والنحاس المذاب. وقطع الحديد للبناء فوق الأرض. وقد تجلى في هذا العمل الضخم علُم ذي القرنين . فإفراغ القطر على الحديد المحمى. ليعطي الصلابة الفائقة. نتيجة لم يصل إليها العلم إلا حديثاً.
كيفية خروجهم
ذكرُ خروجهم جاء في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تقدمت. والذي نريده الآن ونحاول معرفته: كيف يخرجون ؟
هل ينهار هذا السد . ويتفتت . ويُسوى بالأرض ؟ كما هو ظاهر قول الله تعالى ( فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء ) سورة الكهف 98
أو تقوم يأجوج ومأجوج بمحاولات لفتحه. فلا ينجحون. ويظل مستعصياً عليهم . إلى أن يأتي وعد الله فيفتحونه ؟ وذلك كقوله تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج ) سورة الأنبياء96
وكقوله صلى الله عليه وسلم ( فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج. وقوله : يفتح الرد ردم يأجوج ومأجوج. وغير ذلك مما ورد بلفظ فتح ؟
من رواية أبي هريرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً فيعودون إليه كأشد ما كان. . حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحضرونه غداً . إن شاء الله ) رواه أحمد.
وبعد خروجهم منه
ينطلقون انطلاق السهم من القوس ويتساقطون من شعاب الجبال وقممها مسرعين منفضين على فرائسيهم وغنائهم من الإنسان والحيوان والنبات والماء.
ثم يتوجه يأجوج ومأجوج غرباً نحو بيت المقدس. وهناك نبي الله عيس عليه السلام وأصحابه. فيتحصنون منهم بالطور ولا يجرؤ أحد على مقاومتهم أو التصدي لهم . أو الوقوف في سبيلهم.
ويلجأ نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى مناجاة الله تعالى . ودعائه عليهم . فيهلكهم الله تعالى بالنغف .
وبعد أن تتطهر الأرض منهم . يغمرها الله تعالى بالخير والبركة والأمان ومن الآثار التي تصور أحوالهم بعد فتح السد : هذه الحديث :
قال ابن جرير : رأى ابن عباس صبياناً ينزو بعضهم على بعض يلعبون .
فقال ابن عباس ، هكذا يخرج يأجوج ومأجوج ( يراجع ابن كثير الجزء 3 صفحة 195).
ينزو : يقفز
بين يدي الساعة
الدكتور / عبد الباقي احمد محمد سلامة
1401هجري-1981 ميلادي 0
يأجوج ومأجوج أمتان من الناس يعيشان الآن وراء السد الذي بناه ذو القرنين . منذ زمان بعيد.
فإذا ما اقتربت الساعة خرجا على الناس. وكان خروجهما من علامات الساعة القريبة منها.
فدورهما يأتي بعد خروج الدجال.ألذي يتم قتله على يد عيسى ابن مريم عليه السلام .
وهما أصحاب قوة لا تقاوم. أعداداً لا تحصر. وأذاهم شديد . وضررهم بالغ. ولا يقدر لأحد من الناس على مقاومتهم .فيفر الناس منهم إلى الجبال أو يتحصنون بالبيوت. ويلوذون بالدعاء عليهم .
ويصيب عيس عليه السلام منهم ما يصيب الناس من الهول والعنت. فيؤمر بأن يحرز عباد الله إلى الطور. وهناك يرغب إلى الله تعالى بالدعاء عليهم فيستجيب الله لهُ.
فيرسل عليهم من السماء عذاباً وداء يفشو في أعناقهم فيموتون موته رجل واحد. ثم يطر الأرض من نتنهم.
ذكرهم في القرآن الكريم
في سورة الكهف من الآية92-99
وفي سورة الأنبياء من الآية96- 97
ذكرهم في الأحاديث
عن زينب بنت حجش رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوماً فزعا. يقول : لا إله إلا الله. ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وحلق بإصبعيه. الإبهام والتي تليها . قالت . زينب : فقلت يا رسول الله : أفنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثرالخبث
رواه البخاري 0
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال- وساق الحديث. وفيه- ثم يأتي عيس بن مريم قوم عصمهم الله فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة.
أصلهم وانتسابهم
ينتسبون إلى يافت بن نوح
وعن كعب : هم ولد آدم من غير حواء . وذلك أن آدم عليه السلام نام فاحتلم فامتزجت نطفته بالتراب . فخلق الله منها يأجوج ومأجوج. وهذا القول مردود
بأن النبي لا يحتلم. وأجيب على الرد : بأن المنفي أن يرى المنام أنه يجامع غير زوجته .ومع هذا . فالأول هو المعتمد .( يراجع فتح الباري ج13 ص94
وإلا : فأين كانوا حين الطوفان؟
عددهم ووصفهم
رُوي في عددهم : أن يأجوج أمة ومأجوج أمة أخرى وكل أمة أربعمائة ألف.
لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح ( رواه الطبراني وابن مردويه وقال لبن عدي : في موضوع كذا في فتح الباري ج13 ص94 .
وعن كعب : هم ثلاثة أصناف :
صنف أجسادهم كالأرز .
وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع.
وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى
( يراجع فيه وفي الاثنين. فتح الباري جزء 13 ص94 )0
ومن حديث حذيفة مرفوعاً : لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه. ويأكلون من مات منهم0 ( رواه ابن مردوية والحاكم . ذكره فتح الباري ج6 صفحة 386
موطنهم . ومكان السد . وهل رآهم أحد ؟
ذكر الألوسي أن ذا القرنين في رحلته الثالثة : اتبع طريقاً معترضاً بين المشرق والمغرب آخذا من مطلع الشمس إلى الشمال. حتى إذا بلغ بين السدين أي الجبلين الواقعين على عرض تسعين من جهة الشمال. وهو المراد بآخر الجربياء في كتاب حزقيال عليه السلام.
وقد ذكر بعض أحبار اليهود : أن يأجوج ومأجوج في منتهى الشمال حيث لا يستطيع أحد غيرهم السكنى فيه.
وهذه الأقوال متقاربة.
لكن : نسب إلى ابن عباس : وهي نسبة غير مسلمة . أن السدين هما جبلا أرمينية وأذربيجان 0
فمن زعم ذلك : توهم أن السد القائم هناك الذي بناه كسرى أنوشروان هو سد ذي القرنين.
ذو القرنين السد
اختلف في ذي القرنين. فأما اسمه ونسبته فلا تهمنا بشيء وأما صفته.
فقيل :
ملك أهبطه الله تعالى إلى الأرض . ولذلك شاهد غريب عن عمر رضي الله عنه: أنه نهي عن التسمية بذلك لأنها من أسماء الملائكة
وقيل : نبي0 ويشهد لذلك ظاهر القرآن
وقيل : عبد صالح ملكه الله على الأرض وأعطاه العلم والحكمة ومكنه من كل شي.
كان ذو القرنين ( باني السد ) محباً للعدل ونصرة الضعفاء . شديد الوطأة على الظالمين. فتح المغرب إلى أقصاه. ثم المشرق إلى منتهاه . وملأهما إيمانا وعدلا.
ومن المشرق اتجه شمالاً بغرب إلى أقصاه حيث يأجوج ومأجوج وعدوانها المتكرر على المجاورين لهما. وشكا إليه المظلومون وذلك لما وجدوا فيه من الشهامة والنجدة وحب المعروف. وعرضوا عليه مالاً ليبني لهم سداً يحميهم من شر هؤلاء المفسدين فرد عليهم المال الذي عرضوه. مكتفياً بنعم الله عليه. وأقام لهم سداً منيعا يصارع الزمان.
بلغ ارتفاع هذا السد- على ما قيل- مائتي ذراع وقيل- ألفا وثمانمائة ذراع . وعرضه وخمسون ذراعاً.
وأساسه بلغ الماء. وجعل فيه الصخر والنحاس المذاب. وقطع الحديد للبناء فوق الأرض. وقد تجلى في هذا العمل الضخم علُم ذي القرنين . فإفراغ القطر على الحديد المحمى. ليعطي الصلابة الفائقة. نتيجة لم يصل إليها العلم إلا حديثاً.
كيفية خروجهم
ذكرُ خروجهم جاء في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تقدمت. والذي نريده الآن ونحاول معرفته: كيف يخرجون ؟
هل ينهار هذا السد . ويتفتت . ويُسوى بالأرض ؟ كما هو ظاهر قول الله تعالى ( فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء ) سورة الكهف 98
أو تقوم يأجوج ومأجوج بمحاولات لفتحه. فلا ينجحون. ويظل مستعصياً عليهم . إلى أن يأتي وعد الله فيفتحونه ؟ وذلك كقوله تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج ) سورة الأنبياء96
وكقوله صلى الله عليه وسلم ( فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج. وقوله : يفتح الرد ردم يأجوج ومأجوج. وغير ذلك مما ورد بلفظ فتح ؟
من رواية أبي هريرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غداً فيعودون إليه كأشد ما كان. . حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحضرونه غداً . إن شاء الله ) رواه أحمد.
وبعد خروجهم منه
ينطلقون انطلاق السهم من القوس ويتساقطون من شعاب الجبال وقممها مسرعين منفضين على فرائسيهم وغنائهم من الإنسان والحيوان والنبات والماء.
ثم يتوجه يأجوج ومأجوج غرباً نحو بيت المقدس. وهناك نبي الله عيس عليه السلام وأصحابه. فيتحصنون منهم بالطور ولا يجرؤ أحد على مقاومتهم أو التصدي لهم . أو الوقوف في سبيلهم.
ويلجأ نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى مناجاة الله تعالى . ودعائه عليهم . فيهلكهم الله تعالى بالنغف .
وبعد أن تتطهر الأرض منهم . يغمرها الله تعالى بالخير والبركة والأمان ومن الآثار التي تصور أحوالهم بعد فتح السد : هذه الحديث :
قال ابن جرير : رأى ابن عباس صبياناً ينزو بعضهم على بعض يلعبون .
فقال ابن عباس ، هكذا يخرج يأجوج ومأجوج ( يراجع ابن كثير الجزء 3 صفحة 195).
ينزو : يقفز
بين يدي الساعة
الدكتور / عبد الباقي احمد محمد سلامة
1401هجري-1981 ميلادي 0