أنس المحبة
16 Jun 2009, 11:10 AM
فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولادتها رضي الله عنها:
ذكر أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من المولد. ومعلوم أن أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ولدوا قبل النبوة إلا إبراهيم. وقيل ولدت وقريش تبني الكعبة، أي قبل المبعث لسبع سنين ونصف. وقيل: ولدت تمام المبعث. وقيل غير ذلك.
تسميتها:
وسماها النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بإلهام من الله تعالى، لأن الله فطمها عن النار! فقد روى الديلمي عن أبي هريرة والحاكم عن علي أنه عليه السلام قال:" إنما سميت فاطمة، لأن الله فطمها وحجبها عن النار".
واشتقاقها من الفطام وهو القطع. ومنه فطام الصبي: إذا قطع عنه اللبن. ويقال: لأفطمنك عن كذا: أي لأمنعنك عنه.
وسميت بالزهراء لأنها زهرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولقبت بالبتول، لأنه لا شهوة لها للرجال، أو لأنه تعالى قطعها عن النساء حسنا وفضلا وشرفا، أو لانقطاعها إلى الله.
وكنيت بأم أبيها كما أخرجه الطبراني.
منزلتها ومحبته صلى الله عليه وسلم لها:
وكانت فاطمة أحب أولاده وأحظاهن عنده، بل أحب الناس إليه مطلقا.
روى الترمذي عن عائشة قالت:" ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة في قيامها وقعودها، وكان إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه".
روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة أن عليا قال:" يا رسول الله، أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإني وأنت والحسن والحسين وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم [إِخواناً عَلى سُرَرٍ مُتَقارِبين] لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه".
سيدة نساء الأمة:
عن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال:" إن ملكان من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي، فبشرني، أو قال: أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي" رواه الطبراني.
أحب الأهل:
عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أحب أهلي إلى فاطمة". رواه أبو داود والطبراني في الكبير والحاكم والترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:" ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها!".
فطنتها:
عن علي أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي شيء خير للمرأة؟ فسكتوا، فلما رجع، قال لفاطمة: أي شيء خير للنساء؟ قالت: لا يراهن الرجال!! فذكر ذلك للمصطفى فقال:" إنما فاطمة بضعة مني".
وفيه دليل على فرط ذكائها، وكمال فطنتها، وقوة فمهما، وعجيب إدراكها.
تزويجها بعلي:
لما شبت فاطمة وترعرعت، وبلغت من العمر خمس عشرة سنة، وقيل ست عشرة سنة، وقيل ثماني عشرة سنة، وقيل أحدى وعشرين، تزوجها علي وعمره نحو إحدى وعشرين سنة، في رمضان من السنة الثانية من الهجرة بعد وقعة بدر، وقيل: في رجب منها، وقيل: في صفر، وقيل بعد وقعة أحد. وبني بها بعد العقد بنحو أربعة أشهر، وقيل ستة أشهر، ولم يتزوج قبلها ولا عليها.
فولدت له حسنا وحسينا ومحسنا مات صغيرا، وأم كلثوم الكبرى التي تزوجها عمر، فولدت له زيدا ورقية، ولم يعقبا، وتزوجت بعد عمر عوف بن جعفر ثم بأخيه محمد، ثم بأخيهما عبد الله، ولم تلد إلا للثاني فولدت له ابنة صغيرة.
وولدت فاطمة الزهراء أيضا زينب الكبرى، تزودها عبد الله ابن جعفر فولدت له عدة أولاد، ولها العقب.
تزوجيها بأمر الله تعالى:
كان تزويج المصطفى فاطمة لعلي بأمر الله تعالى، فعن ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي".
رواه الطبراني، وعن أنس قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مني صحبتي وقدمي في الإسلام وإني...قال: وما ذاك؟ قال تزوجني فاطمة. فأعرض عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها. ثم فعل عمر ذلك، فأعرض عنه، فرجع إلى أبي بكر فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها. انطلق بنا إلى علي نأمره أن يطلب مثل ما طلبنا. قال علي فأتياني له، فقالا: بنت عمك تخطب، فنبهاني لأمر، فقمت أجر ردائي طرفه على عاتقي به، وطرفه الآخر في الأرض، حتى انتهيت إليه، فقعدت بين يديه فقلت: قد علمت قدمي في الإسلام ومُناصَحَتي، وأني...قال: وما ذاك؟ قال تزوجني فاطمة، قال: وما عندك؟ قال: فرسي، وبدني. قال: أما فرسك، فلا بد لك منه. وأما بدنك فبعها، فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما، فأتيته بها، فوضعها في حجره، فقبض منها قبضة، فقال: يا بلال، ابتع طيبا، وأمرهم أن يجهزوها، فعجل لها سريرا مشروطا، ووسادة من أدم حشوها ليف، وقال:" آت أهلك فلا تحدث بها حتى آتيك". فجاءت مع أم أيمن، فقعدت في جانب البيت، وأنا في الجانب الآخر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" ها هنا أخي؟ " قالت أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك؟! فقال لفاطمة: "آتيني بماء، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء، فأتته به، فمج فيه، ثم قال: قومي، فنضح بين يديها، وعلى رأسها، وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال: آتيني بماء، فعلمت الذي يريده، فملأت القعب فأتيته به، فأخذ منه بفيه، ثم مجه فيه، ثم صب على رأس علي وبين قدميه ثم قال:" ادخل على أهلك باسم الله". رواه الطبراني
خصائصها ومزاياها على غيرها:
وهي كثيرة: الأولى أنها أفضل هذه الأمة. الثانية أنه يحرم التزويج عليها والجمع بينها وبين ضرة. الثالثة أنها كانت لا تحيض أبدا، وأنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة، لا تحيض ولا يرى لها دم في طمث، ولا في ولادة.
الرابعة أنها كانت لا تجوع. الخامسة يقال إنها لم تغسل بعد الموت وإنها غسلت نفسها، لما رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن سعد في طبقاته عن سلمى قالت: اشتكت فاطمة شكوها التي قبضت فيه فكنت أمرضها، فأصبحت يوما، وخرج علي لبعض حاجته فقالت: يا أمة، اسكبي لي عسلا، فسكبت لها عسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت: أعطيني ثيابي الجدد، فلبستها، ثم قالت: قربى فراشي وسط البيت، فاضطجعت واستقبلت القبلة، وجعلت يدها تحت خدها وقالت: يا أمة: إني مقبوضة، وقد تطهرت، فلا يكشفني أحد. فقبضت مكانها، فجاء على فأخبرته فقال: لا والله لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك. السادسة هي أول من غطى نعشها في الإسلام. السابعة هي انقراض نسب الرسول إلا من فاطمة رضي الله عنها.
ولادتها رضي الله عنها:
ذكر أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من المولد. ومعلوم أن أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ولدوا قبل النبوة إلا إبراهيم. وقيل ولدت وقريش تبني الكعبة، أي قبل المبعث لسبع سنين ونصف. وقيل: ولدت تمام المبعث. وقيل غير ذلك.
تسميتها:
وسماها النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بإلهام من الله تعالى، لأن الله فطمها عن النار! فقد روى الديلمي عن أبي هريرة والحاكم عن علي أنه عليه السلام قال:" إنما سميت فاطمة، لأن الله فطمها وحجبها عن النار".
واشتقاقها من الفطام وهو القطع. ومنه فطام الصبي: إذا قطع عنه اللبن. ويقال: لأفطمنك عن كذا: أي لأمنعنك عنه.
وسميت بالزهراء لأنها زهرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولقبت بالبتول، لأنه لا شهوة لها للرجال، أو لأنه تعالى قطعها عن النساء حسنا وفضلا وشرفا، أو لانقطاعها إلى الله.
وكنيت بأم أبيها كما أخرجه الطبراني.
منزلتها ومحبته صلى الله عليه وسلم لها:
وكانت فاطمة أحب أولاده وأحظاهن عنده، بل أحب الناس إليه مطلقا.
روى الترمذي عن عائشة قالت:" ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة في قيامها وقعودها، وكان إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه".
روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة أن عليا قال:" يا رسول الله، أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإني وأنت والحسن والحسين وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم [إِخواناً عَلى سُرَرٍ مُتَقارِبين] لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه".
سيدة نساء الأمة:
عن أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال:" إن ملكان من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي، فبشرني، أو قال: أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي" رواه الطبراني.
أحب الأهل:
عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أحب أهلي إلى فاطمة". رواه أبو داود والطبراني في الكبير والحاكم والترمذي.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:" ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها!".
فطنتها:
عن علي أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي شيء خير للمرأة؟ فسكتوا، فلما رجع، قال لفاطمة: أي شيء خير للنساء؟ قالت: لا يراهن الرجال!! فذكر ذلك للمصطفى فقال:" إنما فاطمة بضعة مني".
وفيه دليل على فرط ذكائها، وكمال فطنتها، وقوة فمهما، وعجيب إدراكها.
تزويجها بعلي:
لما شبت فاطمة وترعرعت، وبلغت من العمر خمس عشرة سنة، وقيل ست عشرة سنة، وقيل ثماني عشرة سنة، وقيل أحدى وعشرين، تزوجها علي وعمره نحو إحدى وعشرين سنة، في رمضان من السنة الثانية من الهجرة بعد وقعة بدر، وقيل: في رجب منها، وقيل: في صفر، وقيل بعد وقعة أحد. وبني بها بعد العقد بنحو أربعة أشهر، وقيل ستة أشهر، ولم يتزوج قبلها ولا عليها.
فولدت له حسنا وحسينا ومحسنا مات صغيرا، وأم كلثوم الكبرى التي تزوجها عمر، فولدت له زيدا ورقية، ولم يعقبا، وتزوجت بعد عمر عوف بن جعفر ثم بأخيه محمد، ثم بأخيهما عبد الله، ولم تلد إلا للثاني فولدت له ابنة صغيرة.
وولدت فاطمة الزهراء أيضا زينب الكبرى، تزودها عبد الله ابن جعفر فولدت له عدة أولاد، ولها العقب.
تزوجيها بأمر الله تعالى:
كان تزويج المصطفى فاطمة لعلي بأمر الله تعالى، فعن ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي".
رواه الطبراني، وعن أنس قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مني صحبتي وقدمي في الإسلام وإني...قال: وما ذاك؟ قال تزوجني فاطمة. فأعرض عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها. ثم فعل عمر ذلك، فأعرض عنه، فرجع إلى أبي بكر فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها. انطلق بنا إلى علي نأمره أن يطلب مثل ما طلبنا. قال علي فأتياني له، فقالا: بنت عمك تخطب، فنبهاني لأمر، فقمت أجر ردائي طرفه على عاتقي به، وطرفه الآخر في الأرض، حتى انتهيت إليه، فقعدت بين يديه فقلت: قد علمت قدمي في الإسلام ومُناصَحَتي، وأني...قال: وما ذاك؟ قال تزوجني فاطمة، قال: وما عندك؟ قال: فرسي، وبدني. قال: أما فرسك، فلا بد لك منه. وأما بدنك فبعها، فبعتها بأربعمائة وثمانين درهما، فأتيته بها، فوضعها في حجره، فقبض منها قبضة، فقال: يا بلال، ابتع طيبا، وأمرهم أن يجهزوها، فعجل لها سريرا مشروطا، ووسادة من أدم حشوها ليف، وقال:" آت أهلك فلا تحدث بها حتى آتيك". فجاءت مع أم أيمن، فقعدت في جانب البيت، وأنا في الجانب الآخر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" ها هنا أخي؟ " قالت أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك؟! فقال لفاطمة: "آتيني بماء، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء، فأتته به، فمج فيه، ثم قال: قومي، فنضح بين يديها، وعلى رأسها، وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال: آتيني بماء، فعلمت الذي يريده، فملأت القعب فأتيته به، فأخذ منه بفيه، ثم مجه فيه، ثم صب على رأس علي وبين قدميه ثم قال:" ادخل على أهلك باسم الله". رواه الطبراني
خصائصها ومزاياها على غيرها:
وهي كثيرة: الأولى أنها أفضل هذه الأمة. الثانية أنه يحرم التزويج عليها والجمع بينها وبين ضرة. الثالثة أنها كانت لا تحيض أبدا، وأنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة، لا تحيض ولا يرى لها دم في طمث، ولا في ولادة.
الرابعة أنها كانت لا تجوع. الخامسة يقال إنها لم تغسل بعد الموت وإنها غسلت نفسها، لما رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن سعد في طبقاته عن سلمى قالت: اشتكت فاطمة شكوها التي قبضت فيه فكنت أمرضها، فأصبحت يوما، وخرج علي لبعض حاجته فقالت: يا أمة، اسكبي لي عسلا، فسكبت لها عسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت: أعطيني ثيابي الجدد، فلبستها، ثم قالت: قربى فراشي وسط البيت، فاضطجعت واستقبلت القبلة، وجعلت يدها تحت خدها وقالت: يا أمة: إني مقبوضة، وقد تطهرت، فلا يكشفني أحد. فقبضت مكانها، فجاء على فأخبرته فقال: لا والله لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك. السادسة هي أول من غطى نعشها في الإسلام. السابعة هي انقراض نسب الرسول إلا من فاطمة رضي الله عنها.