ابو ريتاج
10 Jun 2009, 12:14 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قبل البدء أشير إلى نقطتين هامتين:
أولهما هي أن غلاة التكفير قد شوهوا الإسلام في نظر الغرب و السلفية في نظر المسلمين وفتحوا الباب لأهل الأهواء للطعن في السلفية وعلمائها و الاصطياد في الماء العكر
و ثانيها أن الغلو في التكفير خاصة عند الشباب المتحمس ظهر كنتيجة لكثرة الفساد كمظاهر الشرك و الكفر في مجتمعنا بسبب الجهل ودعاة السوء
وعليه اكتب هذا المقال سائلا الله تعالى أن ينفع به
فأقول إن المسلم الواقع في الكفر أقوال الناس فيه طرفان ووسط أما الطرفان فاحدهما تكفيره وإخراجه من الإسلام
وثانيهما نفي التكفير عنه مطلقا وأما واسطة الطرفين وهو الذي عليه المنهج السلفي فهو التفصيل التالي
أولا دلالة الشرع على أن تلك المخالفة هي كفر ردة مخرج من الملة
ثانيا انطباق الحكم بالكفر على الشخص المعين بحيث تقوم الحجة عليه بتحقق شروط التكفير وانتفاء موانعه
ومن أهم الشروط
بلوغ الحجة لقوله تعالى{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.
ومن الشروط أيضا فهم الحجة لقوله تعالى {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} .فعدم الفهم ليس من وسع الإنسان
ومن موانع التكفير
الإكراه على الكفر لقوله تعالى {إلا من اكره وقلبه مطمئن
بالإيمان }.
ومن الموانع أيضا الإغلاق من شدة الفرح أو الغضب وغيره والدليل قصة الرجل الذي ضاعت راحلته في الصحراء فأيس من وجودها فنام ثم نهض فوجدها و من شدة الفرح قال شاكر الله تعالى اللهم أنت عبدي وأنا ربك . فعذر بالإغلاق من شدة الفرح والقصة في صحيح مسلم
ومن الموانع أيضا شبهة تأويل والدليل سجود معاذ لرسول الله عليه الصلاة و السلام عند قدومه من الشام فعذره النبي صلى الله عليه وسلم لتأويل واكتفى بنهيه فقط .وهذه الحادثة رواها الإمام احمد في مسنده
وهناك شروط أخرى بسطها يطول . فبهذا المنهج عصم الله تعالى أهل السنة- قديما و حديثا- من الغلو في التكفير
وما قلناه في التكفير يقال أيضا في التفسيق و التبديع
وهنا مسألة هامة بسبب جهلها زلت الأقدام وهلك من هلك . وهي عدم التفريق بين التكفير المطلق الوارد في النصوص وأقوال الأئمة وبين تكفير المعين مثلا إذا قال علماؤنا من قال كذا كفر... ومن فعل كذا فهو كافر... ومن اعتقد كذا فهو خارج
من الإسلام... . فهذا هو التكفير المطلق ولا يستلزم منه تكفير المعين إلا بتحقق الشروط وانتفاء الموانع السابقة
فإذا وقع المسلم في الكفر فلا تتسرع وتصفه بالكفر حتى تعلم يقينا جازما انه قد قامت عليه الحجة على يد من هو أهل لإقامتها وتحققت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع .
ولتعلم أن علمائنا أحيانا يطلقون التكفير لمصلحة راجحة زجرا و
تخويفا وبيانا لخطورة الكفر والشرك . ولا يفصلون لأن التفصيل هنا ليس مناسبا إنما التفصيل يكون لمن وقع في بدعة الغلو في التكفير . فيقال له لا الأمر فيه تفصيل ولا بد من تحقق شروط وانتقاء موانع وهذا حتى لا يقع في وعيد قول نبينا صلى الله عليه وسلم {من قال لأخيه يا كافر باء بها احدهما }.
فمن لم يفرق بين التكفير المطلق و تكفير المعين إما يتهم العلماء بالتناقض و تكفير المسلمين وقد اغتنم بعض أهل الأهواء هذه القضية التي يجهلها العوام للطعن في علماء الدعوة السلفية
وإما البعض الآخر يأخذ كلام العلماء المطلق وينزله على مسلم -حاكما أو محكوما-وقع في الكفر فيخرجه من الملة كما يفعل غلاة التكفير فتنبه لهذا أخي المسلم تسلم ويرفع عنك الأشكال إن شاء الله
أما قاعدة ** من لم يكفر الكافر فهو كافر ** فالمراد منها من لم يكفر من كفره الله ورسوله سواء بالوصف الأعم كالكفار والمشركين أو بالوصف الأخص كاليهود والنصارى أو لأشخاص معينين كإبليس وفرعون وأبي جهل وغيرهم فمن لم يكفرهم فهو كافر تنبيه هذا تكفير مطلق فقط . وكذا يقع وعيد القاعدة على من لم يكفر من أجمع العلماء على تكفيره من الأشخاص.
وختاما نذكر أن التكفير مسألة خطيرة لا يستطيعها إلا العلماء الكبار وليست هي لمن هب دب فكونك تخطأ في عدم التكفير خير لك من أن تخطأ في التكفير فالرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من التكفير ولم يحذرنا عدم التكفير .
واعلم أن منهجنا منهج وسط نحذر من الكفر والوقوع فيه وفي نفس الوقت نحذر من وصف المسلم بكفر واقع فيه ونحاول التماس عذر له لا لنقره على الكفر وإنما لننقذ أنفسنا من تكفيره ورجاء هديته وإحسان الظن به لأنه من ثبت إسلامه بيقين لا يزال عنه بالشك.
وأخيرا كل ما ذكرته سابقا هو من كلام أهل العلم واعتذر لعدم ذكر أسمائهم ومراجعهم خشية الإطالة . فرحم الله أمواتهم وحفظ
بارك الله فيكم
قبل البدء أشير إلى نقطتين هامتين:
أولهما هي أن غلاة التكفير قد شوهوا الإسلام في نظر الغرب و السلفية في نظر المسلمين وفتحوا الباب لأهل الأهواء للطعن في السلفية وعلمائها و الاصطياد في الماء العكر
و ثانيها أن الغلو في التكفير خاصة عند الشباب المتحمس ظهر كنتيجة لكثرة الفساد كمظاهر الشرك و الكفر في مجتمعنا بسبب الجهل ودعاة السوء
وعليه اكتب هذا المقال سائلا الله تعالى أن ينفع به
فأقول إن المسلم الواقع في الكفر أقوال الناس فيه طرفان ووسط أما الطرفان فاحدهما تكفيره وإخراجه من الإسلام
وثانيهما نفي التكفير عنه مطلقا وأما واسطة الطرفين وهو الذي عليه المنهج السلفي فهو التفصيل التالي
أولا دلالة الشرع على أن تلك المخالفة هي كفر ردة مخرج من الملة
ثانيا انطباق الحكم بالكفر على الشخص المعين بحيث تقوم الحجة عليه بتحقق شروط التكفير وانتفاء موانعه
ومن أهم الشروط
بلوغ الحجة لقوله تعالى{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.
ومن الشروط أيضا فهم الحجة لقوله تعالى {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} .فعدم الفهم ليس من وسع الإنسان
ومن موانع التكفير
الإكراه على الكفر لقوله تعالى {إلا من اكره وقلبه مطمئن
بالإيمان }.
ومن الموانع أيضا الإغلاق من شدة الفرح أو الغضب وغيره والدليل قصة الرجل الذي ضاعت راحلته في الصحراء فأيس من وجودها فنام ثم نهض فوجدها و من شدة الفرح قال شاكر الله تعالى اللهم أنت عبدي وأنا ربك . فعذر بالإغلاق من شدة الفرح والقصة في صحيح مسلم
ومن الموانع أيضا شبهة تأويل والدليل سجود معاذ لرسول الله عليه الصلاة و السلام عند قدومه من الشام فعذره النبي صلى الله عليه وسلم لتأويل واكتفى بنهيه فقط .وهذه الحادثة رواها الإمام احمد في مسنده
وهناك شروط أخرى بسطها يطول . فبهذا المنهج عصم الله تعالى أهل السنة- قديما و حديثا- من الغلو في التكفير
وما قلناه في التكفير يقال أيضا في التفسيق و التبديع
وهنا مسألة هامة بسبب جهلها زلت الأقدام وهلك من هلك . وهي عدم التفريق بين التكفير المطلق الوارد في النصوص وأقوال الأئمة وبين تكفير المعين مثلا إذا قال علماؤنا من قال كذا كفر... ومن فعل كذا فهو كافر... ومن اعتقد كذا فهو خارج
من الإسلام... . فهذا هو التكفير المطلق ولا يستلزم منه تكفير المعين إلا بتحقق الشروط وانتفاء الموانع السابقة
فإذا وقع المسلم في الكفر فلا تتسرع وتصفه بالكفر حتى تعلم يقينا جازما انه قد قامت عليه الحجة على يد من هو أهل لإقامتها وتحققت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع .
ولتعلم أن علمائنا أحيانا يطلقون التكفير لمصلحة راجحة زجرا و
تخويفا وبيانا لخطورة الكفر والشرك . ولا يفصلون لأن التفصيل هنا ليس مناسبا إنما التفصيل يكون لمن وقع في بدعة الغلو في التكفير . فيقال له لا الأمر فيه تفصيل ولا بد من تحقق شروط وانتقاء موانع وهذا حتى لا يقع في وعيد قول نبينا صلى الله عليه وسلم {من قال لأخيه يا كافر باء بها احدهما }.
فمن لم يفرق بين التكفير المطلق و تكفير المعين إما يتهم العلماء بالتناقض و تكفير المسلمين وقد اغتنم بعض أهل الأهواء هذه القضية التي يجهلها العوام للطعن في علماء الدعوة السلفية
وإما البعض الآخر يأخذ كلام العلماء المطلق وينزله على مسلم -حاكما أو محكوما-وقع في الكفر فيخرجه من الملة كما يفعل غلاة التكفير فتنبه لهذا أخي المسلم تسلم ويرفع عنك الأشكال إن شاء الله
أما قاعدة ** من لم يكفر الكافر فهو كافر ** فالمراد منها من لم يكفر من كفره الله ورسوله سواء بالوصف الأعم كالكفار والمشركين أو بالوصف الأخص كاليهود والنصارى أو لأشخاص معينين كإبليس وفرعون وأبي جهل وغيرهم فمن لم يكفرهم فهو كافر تنبيه هذا تكفير مطلق فقط . وكذا يقع وعيد القاعدة على من لم يكفر من أجمع العلماء على تكفيره من الأشخاص.
وختاما نذكر أن التكفير مسألة خطيرة لا يستطيعها إلا العلماء الكبار وليست هي لمن هب دب فكونك تخطأ في عدم التكفير خير لك من أن تخطأ في التكفير فالرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من التكفير ولم يحذرنا عدم التكفير .
واعلم أن منهجنا منهج وسط نحذر من الكفر والوقوع فيه وفي نفس الوقت نحذر من وصف المسلم بكفر واقع فيه ونحاول التماس عذر له لا لنقره على الكفر وإنما لننقذ أنفسنا من تكفيره ورجاء هديته وإحسان الظن به لأنه من ثبت إسلامه بيقين لا يزال عنه بالشك.
وأخيرا كل ما ذكرته سابقا هو من كلام أهل العلم واعتذر لعدم ذكر أسمائهم ومراجعهم خشية الإطالة . فرحم الله أمواتهم وحفظ
بارك الله فيكم