المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبابنا إلى أين ؟



أبوعبدالله
12 Aug 2004, 04:24 AM
شبابنا إلى أين !!
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على اشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ..
أخي الشاب .. لا أدري من أين أبداء معك حديثي .. ولا أعرف كيف أوصل مشاعري إليك .. إنها مشاعر متشابكة وأحاسيس مختلفة .. تارة بالحب لك .. وتارةً بالحرص عليك .. وتارةً بالنصيحة والإرشاد لك .. قد تقول : من أنت حتى تقوم مقام الناصح المرشد ؟ وأقول: ألا يكفي أنني محب ؟ أليس المحب هو من يخشى على محبه وينشد له السعادة والهناء ؟ أليس المحب هو من يبذل نفسه في خدمة محبه ويقدم له ما يساعده على اجتياز العقبات ومواجهة المحن ؟ أليس المحب هو من يتمنى لمحبه التقدم الدائم والارتقاء المستمر ؟ فلماذا تستغرب مني ـ وأنا شاب مثلك ـ أن أهديك كلماتي وهذه مشاعري نحوك ؟! .. لماذا ترفض نصائحي وما قمت هذا المقام إلا لأجلك ؟ .. لقد أدمت النظر ـ أخي الشاب في واقع كثير من الشباب فرأيت عجباً .. رأيت إقداماً على المعاصي والمنكرات ، وانهماكاً في تحصيل الشهوات ، وجرياً وراء اللذات الفانيات ، وغفلة عن الله ونعيم الجنات .. والمعاصي أخي قبيحة العواقب سيئة المنتهى .. إنها تفسد القلب وتصيبه بالآفات والأمراض ، وقد تصيب القلب في مقتل فتكون النهاية المؤلمة : إن المعاصي تزرع الوحشة بين العبد وربّه ، فلا يكون العبد قريباً من ربّه ، بل يكون طريداً بعيداً بقدر معصية .. إن المعاصي تجلب الهم والغم ، وتضيق الصدر ، وتكسف البال ، وتسقط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله .. إن المعاصي تفسد الرأي ، وتحرم التوفيق ، وتخفي الحق ، وتجلب عداوة الخلق وبغضهم ، وتمنع إجابة الدعاء ، وتمحق البركة من الرزق والعمر .. إن المعاصي تسلط الأعداء على العاصي ، وتضعف البدن بحيث لا يستطيع مقاومتهم ، وتفسد العقل ، وتعمي البصيرة ، وتذهب الحياء والغيرة ، وتجلب المذمة ، وضنك العيش ، وتحرم العلم النافع الذي هو سبيل النجاة ، ومفتاح الفلاح .. قد تقول أخي الشاب : ولماذا تخصنا نحن بهذا الحديث ، وما نحن إلا فئة من فئات المجتمع وشريحة من شرائحه ؟ وأقول : ولكننا نحن الشباب هي أكثر فئات المجتمع عدداً ، إذ نمثل أكثر من 60% من المجتمع .. كذلك لأن فئة الشباب هي أخطر فئات المجتمع وأشدها تأثراً عليه ، فبصلاح الشباب تصلح المجتمع ، وبفساد الشباب تفسد المجتمعات .. أخي المعاصي تكثر جداً بين الشباب ، وقد يجد بعض الشباب لأنفسهم العذر في الإقبال على المعاصي ، ويتناسون أن الموت يأتي بغتة ، وأنهم قد يوفقون للتوبة وإن طال بهم العمر ..
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من مريض عاش حينًا من الدهر
قد تقول أخي الشاب وما تلك المعاصي التي تكثر من الشبــــاب ؟
وأقول: حسناً يمكنك أن تسأل هذا السؤال ، فقد كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عن الشر مخافة أن يدركه ، وسوف أذكر لك بعض تلك المخلفات التي تكثر من الشباب ، حتى يحذرها الشباب ويتــوبـــوا إلى الله تعالى منها .. فمن المخالفات التي يقع فيها كثير من الشباب :
1ـ إهمال الواجبات الدينية:
لقد أهمل كثير من الشباب الواجبات الدينية واستهانوا بها ، فمنهم من تركها بالكلية ، ومنهم من أخلوا بواجباتها وأركانها وحدودها فكانت ناقصة غير تامة .. ومن أهم الواجبات الدينية التي أهملها بعض الشباب فريضة الصلاة ، التي هي أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، والتي لاحظ في الإسلام لمن تركها ، ومع أهمية الصلاة في الإسلام نجد أن كثيراً من الشباب قد تهاون بها ، فمنهم من تركها بالكلية ، ومنهم من أخرها عن وقتها ، وإذا كان كثير من الشباب قد أهملوا الصلاة وضيعوها ـ على أهميتها ـ فهم لما سواها أضيع ، كما قال الحسن البصري : إذا هانت عليك صلاتك فأي شيء يعز عليك ..
2ـ التعلق بالشهوات :
إن الشاب إذا تعلق قلبه بالشهوات فسد وأصبح عبداً لهذه الشهوات .. ومن أعظم الشهوات تأثيراً على الشباب شهوة الفرج ، ومع تعدد وسائل الاتصال وما فيها من إغراء وإباحية أصبح بعض الشباب لا همّ لهم إلا إشباع غرائزهم ونيل مطلبهم من اللذات المحرمة ..
ومن الأمور التي يرتكبها الشاب في هذا المجال:
أ ـ إطلاق البصر: قال تعالى (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم )) ..
ب ـ العادة السرية: قال تعالى (( والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ))
جـ ـ الخلوة والاختلاط ..
د ـ المعاكسات ..
هـ ـ المراسلة بين الجنسين ..
و ـ الزنى واللواط : وعن الزنى فقال تعالى (( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً )) .. وأما اللواط فقال عنه ابن القيم رحمه الله: (( قال جمهور الأئمة ، وحكاه غير واحد إجماعاً للصحابة .. ليس في المعاصي أعظم مفسدة من هذه المفسدة ـ أي اللواط ـ وهي تلي مفسدة الكفر ـ وربما كانت أعظم من مفسدة القتل))
3ـ عقوق الوالدين :
وهذه طامة كبرى وقع فيها كثير من الشباب ، وقد جعل النبي صلى الله علية وسلم مرتبة الوالدين بعد مرتبة الإشراك بالله فقال تعالى ، فقال علية الصلاة والسلام: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ )) قالوا بلى يا رسول الله قال (( الإشراك بالله، وعقوق الوالدين 00الحديث ))
4 ـ قطيعة الرحم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة قاطع )) متفق علية .. فتقطيع الأرحام إفساد في الأرض ، وهو يستوجب اللعنة والطرد من رحمة الله عز وجل ..
5 ـ تعاطي المسكرات والمخدرات:
إن تعاطي المسكرات والمخدرات ينتج عنه جيل مدّمر لا يرجى من ورائه أي نفع ، ولا ينتظر منه أي نصر ، لأنه جيل سوف يكون عالة على غيره ، وإذا كان هذا الجيل من الشباب كانت البلية أعظم ، لأن الشباب إذا سقط ، فمن الذي سيقوم بالبناء ومن الذي سيعيد الأمجاد والانتصارات قال تعالى (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)) ..
6 ـ التدخين:
والتدخين عادة خبيثة انتشرت كثيراً في أوسط الشباب وغيرهم ، وقد نص العلماء على تحريم التدخين لخبثه وضرره ، قال تعالى: (( يحل لهم الطيبات ويحم عليهم الخبائث )) ..
7 ـ آفات اللسان:
آفات اللسان كثيرة ، منها الغيبة والنميمة ، ومنها اللعن والسب ، ومنها التفكه بالأغراض والتفوه بفاحش القول ومرذول الكلام ، وقد كثرت هذه الآفات جداً بين أوساط الشباب ، فلا تكاد تمر على تجمع شبابي إلا وتسمع السب واللعن والسخرية والاستهزاء ، والتفوه بالكلمات الساقطة والنكات الفاحشة ، والله تعالى يقول (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عيد )) ..
8 ـ الإسبال:
إسبال الثياب هو تطويلها أسفل الكعبين ، وهو محرم على الرجال ، لقول النبي ((ما أسفل من الكعبين ففي النار )) ..
9 ـ تغيير خلق الله :
لقد انتقل هذا الأمر من النساء إلى الرجال ، فوجدنا من الشباب من يقوم بالنماص ، وهو نتف الشعر من الحواجب ، وهذا وإن كان على النساء مع احتياج المرأة إلى الجمال والزينة ، فإنه أشد تحريماً على الشباب والرجال ، لأن فيه تغييراً لخلق الله تعالى ، وتسبهاً بالنساء ، وجرياً وراء الموضوعات الخبيثة التي تأتينا من بلاد الكفر ..
10ـ التشبة بالنساء :
وهذا الأمر قد وقع فيه بعض الشباب ، فتراهم يتشبهون بالنساء في مشيهن وكلامهن وحركاتهن ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء )) ..
11 ـ التشبه بالكفار :
وهو كذلك محرم ، لقولة صلى الله عليه وسلم (( من تشبه بقوم فهو منهم )) والتشبه بالكفار يدل على تعظيمهم وإكبارهم ، وهو سبيل لمحبهم ، وكل ذلك أشد تحريماً من التشبه بهم ..
12 ـ سماع الغناء :
وهذه آفة الآفات ، التي دخلت كل بيت إلا من رحم الله ، وسماع الغناء يلهي عن ذكر الله ، ويصرف العبد عن طريق الاستقامة ، ويؤدي إلى الغفلة واستثقال الطاعات قال تعالى )): ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) .. وقال ابن مسعود: لهو الحديث هو الغناء ..
13 ـ الفضائيات :
اسمها الحقيقي إباحيات .. لقد أصبحت الفضائيات العربية وغير العربية معول هدم لما تبقى من أخلاق وعادات طيبة ، فالقبلات الحارة ، والصور العارية ، والمشاهد الفاضحة التي تعمل على أفساد الشباب وإخراجهم من عالم الطهر والعفاف إلى عالم العهر والرذيلة ، والواجب على الشباب أن يبتعدوا عن كل ما يثيرهم ويحرك غرائزهم ، وأقول لك أخي الشاب.. فر من الفضائيات فرارك من الأسد .. والحمدلله قد وجد البديل ..
14 ـ الإنترنت :
وهذه فتنة جديدة دخلت بيوتنا بلا قريب ولا حسيب ، ومع أن الإنترنت يمكن أن تستخدم في الخير والإصلاح إلا أن معظم استخدام الشباب لها هو بقصد التسلية والمتعة ، وقد تكون المتعة محرمة ، وهذا ما حصل فعلاً حيث إن كثيراً من الشباب الآن يتبادلون أسماء المواقع الإباحية ، فيشاهدون فيها ما عجزوا عن مشاهدته في القنوات الفضائية .. وأنا أمامك أعلم بما يحدث في الانترنت ..
ولكن ماذا بعد ذلك ـ أخي الشاب ؟
ماذا بعد كل هذه المعاصي والموبقات ؟
ماذا بعد كل هذه المخالفات والمنكرات ؟
ذهبت اللـــذات .. أعقبة الحســرات .. وانقضت الشهوات .. وأورثت الشقوات .. تمتعوا قليلاً .. وعذبوا طويلاً .. رتعوا مرتعاً وخيماً فأعقبهم عذاباً أليماً ..
فيا أخي الشاب !
ها هو الطريق أمامك قد لاح .. وها هي الأجور تنتظرك والأرباح ؟ إن باب التوبة مفتوح فلا تتردد .. وإن ديار المحبين تنتظرك فلا تتقاعس قال تعالى (( وتوبوا إلى الله جميعاً أيّه المؤمنون لعلكم تفلحون )) .. وأحذر أخي الشاب من التسويف بالتوبة ، فإنك لا تدري متى يحين أجلك ، قال الحسن: يا معشر الشباب ! إياكم والتسويف ، سوف أفعل سوف أفعل .. نسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى الخيرات واجتناب المحرمات ، والحمد لله رب العـــــالميـــــن ..

سنا البرق
12 Aug 2004, 02:08 PM
<span style='color:indigo'><div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو عبدالله

جزاك الله خير الجزاء على التذكير والنصح, وننتظر جديدك .</div></span>

أبو عبدالرحمن
12 Aug 2004, 03:04 PM
<div align="center">أخي الحبيب أبو عبدالله

جزاك الله خير الجزاء

مشاركة طيبة لا حرمت أجرها ..

بارك الله فيك وأحسن إليك ونفع بك

وجعل ما تقدم في ميزان حسناتك

أخوك المحب لك في الله..

سردوبي </div>

أبو إبراهيم
13 Aug 2004, 06:29 AM
شكراً لك .. أبو عبد الله

على هذا الموضوع القيم

والجديد.. الجديد

off said
13 Aug 2004, 05:48 PM
شكر الله لك اخي في الله

؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ابو عبدالله ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛

لاحرمت الاجر في الداريين’’’