أنس المحبة
04 Jun 2009, 02:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الملحمة الكبرى
الملحمة في اللغة هي الحرب وموضع القتال، والجمع ملاحم، مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها، وفي الحديث اليوم يوم الملحمة. وفي الاصطلاح، الملحمة هي تلك الوقعة العظيمة والمنازلة الضخمة والمواجهة الدينية السياسية التي ستجري بين الحق والباطل، حيث ينتصر الحق بقيادة الإمام المهدي، ويندحر الباطل المتمثل في أعداء الإسلام، إنها أشرس حروب التاريخ التي ينتظرها جميع أهل الأرض، إنها نهاية الباطل...
روى أبو داود في سننه عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ].
هذه المعركة التي ستنشب في آخر الزمان بين "المؤمنين" و"الكافرين" وتفصل نهائياً بين الحق والباطل لا ينتظرها المسلمون فقط، فالعجيب أن الدياناتالسماوية الثلاث تتفق على حتمية وقوع هذه المعركة. فهي معروفة جيدا لدى المسيحيينواليهود وجاء ذكرها في التوراة والإنجيل باسم هرمجدون. غير أن اعتقاد غير المسلمين بالطبع يشوبه الغلط والتحريف.فيعتقد المسيحيون أنها ستقع تحت قيادة عيسى المسيح الذي سينزل لثاني مرة فيقتلالكافرين (المسلمين) ويعود بالأخوة الضالين (اليهود) إلى المسيحية.. أما اليهود فيعتقدون أنهاستقع بقيادة المسيح المنتظر(المسيح الدجال) الذي ينزل لأول مرة ويخلصهم من الكافرين ويبنى دولةتسود العالم انطلاقاً من فلسطين. وتخبرنا الأحاديث النبوية بوقوعها بقيادة المهدي،وقد وصف الرسول المعركة بـ "الملحمة" لكثرة القتل فيها وتحالف أمم الغرب ضدالمسلمين (حيث قوله: فيأتونكم تحت ثمانين راية) وتستمر لعدة أيام يعاني فيهاالمسلمون كثيرا حتى ينتصرون في النهاية.
وهرمجدون: كلمة عبرية مكونة من مقطعين، هر أو هار: بمعنى جبل، مجدون: اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب و20 ميلاً جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميلاً من شاطئ البحر المتوسط، وتعرف مجدون الآن باسم (تل المتسلم) وكلمة هرمجدون: بمعنى جبل مجدون.
في عام 1984م أقيم استفتاء قام بها أحد المراكز المتخصصة ( مؤسسة يانكلوفيتش ) ظهر أن 85 مليون أمريكي يؤمنون بعقيدة معركة هرمجدون ! ويؤمنون أن المسيح المخلص لن ينزل إلا بعد هذه المعركة الفاصلة وأن وقوع الحرب أمر لا مفر منه هذا قبل 25 عاما فما بالك الآن !!!!! وهذه المعركة ورجوع المسيح كما في عقائدهم لن تكون إلا بثلاثة شروط : رجوع اليهود الى ارض فلسطين؛ وإقامة دولة إسرائيل وعاصمتها القدس؛ وإقامة الهيكل. تقول جريس هالسيل في كتاب النبوءة والسياسة :<< التفسير البروتستانتي في الولايات المتحدة تحول إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس هناك نسق معتقداتهم من أولئك المبشرين الذي لهم الآن في الولايات المتحدة محطات تلفزيونية وإذاعات وبعضهم في المراكز الحكومية وفي الكونجرس الأمريكي ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية , والإنجيليون يعتقدون بقرب نهاية العالم كأمر لا مفر منه.. والعالم في نظرهم يقترب من نهايته والمعركة الفاصلة النهائية قادمة>>. وقد تحدث الرئيس الأمريكي ريكن عام 1980 فقال: (إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون). وفي تصريح آخر له: (إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون). أما الرئيس بوش الابن فقد أصبح واحداً من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح وهذا ما دعاه إلى القول: بأن المسيح هو أهم الفلاسفة السياسيين في جميع الأزمنة لأنه ساعدني على التوقف عن شرب الخمر.
و قد ورد ذكر لهذه المعركة في الأحاديث المروية عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والتي تذكر المراحل النهائية لحركة الإمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان.روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ:[قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ].وقد أوردت مصادر الشيعة والسنة أحاديث معركة الإمام المهدي الكبرى، وأن طرف العدو يتمثل في السفياني وخلفه اليهود ودول أوروبا.عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ). وروى مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تقوم الساعة حتّى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتّى يختبأ اليهود من وراء الحجر والشجر). وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:( يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة فيغدرون بكم في حمل امرأة يأتون في ثمانين غاية (راية) في البحر والبر وكل غاية اثنا عشر ألفا فينزلون بين يافا وعكا فيحرق صاحب مملكتهم سفنهم ويقول لأصحابه قاتلوا عن بلادكم، فيومئذ يطعن فيهم الرحمن برمحه ويضرب فيهم بسيفه ويرمي بهم بنبله ويكون فيهم الذبح العظيم). وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في قصة المهدي عليه السلام : (ويتوجه إلى الأفاق... ويحمل حلي بيت المقدس في مئة مركب تحط على غزة وعكا وتحمل إلى بيت المقدس وفي هذا دلالة أكيدة على إكماله فتح بيت المقدس وأخذ الغنائم منه بعد هزيمة الروم...).
وإليكم بعض النصوص لأهل الكتاب الواضحة الدلالة على هزيمة اليهود. ورد في سفر أشعيا 9/ 14: يقطع الرب من إسرائيل الرأس والذنب والنخل والأسد في يوم واحد. وفي سفر التثنية (الإصحاح الثاني19ـ 20): إن نسيتم الرب إلهكم وذهبتم وراء آلهة أخرى وعبدتموها وسجدتم لها أشهد عليكم إنكم سوف تبادون وتهلكون لا محالة كالشعوب التي يبيدها الرب من أمامكم.. يغضب الرب على أورشليم القدس، فثلث يموت بالوباء والجوع ويهلكون وسط المدينة، وثلث يسقط بالسيف من حول القدس، وثلث يذريه الرب في كل ريح ويرفع من ورائهم سيفاً مسلول.
إن معركة الفصل بين أنصار الحق ودعاة الباطل قائمة بكل تأكيد، والنصر فيها إن شاء الله لأتباع الإمام المهدي عليه السلام، فهو الفتح المبين والسراج المنير، ملجأ المستضعفين وقاهر الجبارين. ذكر القرطبي عن أبي سعيد الخدري قال: [ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلايا تصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلاً من عترتي أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، لا تدع السماء شيئاً من قطرها إلا صبته مدراراً و لا تدع الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته حتى تتمنى الأحياء أن لا موات. يعيش في ذلك سبع سنين أو ثماني سنين أو تسع سنين].وقد سبق لنا أن وضحنا في بيان سابق (تنبيه النيام إلى وشك ظهور الإمام المهدي عليه السلام) أن الإمام المهدي سوف يخرج أول الأمر بالمغرب الأقصى، قال الإمام القرطبي في كتابه التذكرة: (فإنه روي من حديث ابن مسعود و غيره من الصحابة أنه، أي المهدي، يخرج في آخر الزمان من المغرب الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلاً راياته بيض و صفر فيها رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب : فلا تهزم له راية...). فيبايع له البيعة الأولى، غير تلك المبايعة الثانية بمكة، إذ البيعة الأولى تكون على الجهاد لتحقيق الخلافة النبوية الموعودة، والثانية تكون لتثبيت الخلافة ودحر أعداء الدين في الملاحم الكبيرة التي تحدثنا عنها... وذكر القرطبي أيضا أن القسطنطينية ستفتح مرة أخرى كما في الأحاديث
على يد الإمام المهدي، كما أنه يفتح كنيسة الذهب.. فيجدون فيها أموالاً ، فيأخذها المهدي فيقسمها بين الناس بالسوية ، ثم يجد فيها تابوت السكينة وفيها غفارة عيسى وعصا موسى عليهما السلام وهيالعصا التي هبط بها آدم من الجنة حين أخرج منها، و كان قيصر ملك الروم قد أخذها من بيت المقدس في حملة السبي حين سبي بيت المقدس، و احتمل جميع ذلك إلى كنيسة الذهب فهو فيها إلى الآن حتى يأخذها المهدي... والله تعالى أعلم .
أخرج الحاكم في المستدرك عن أبي قبيل أنه حدثه، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يقول : تذاكرنا فتح القسطنطينية والرومية، فدعا عبد الله بن عمرو بصندوق ففتحه، فقال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، فقال رجل: أي المدينتين تفتح قبل يا رسول الله؟ قال: «مدينة هرقل» يريد مدينة القسطنطينية، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلِكُ جَبَلَ الدَّيْلَمِ وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةَ"[رواه ابن ماجه]. وعن طاووس، قال: وددت لو أني لا أموت حتى أدرك زمان المهدي، يزاد المحسن في إحسانه، ويتاب على المسيء من إساءته، وهو يبذل المال، ويشتد على العمال، ويرحم المساكين، أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وأخرج أيضا عن كعب الأحبار، قال: قال قتادة: "المهدي خير الناس(...)مقدمته جبريل، وساقته ميكائيل، محبوب في الخلائق يطفئ اله تعالى به الفتنة العمياء، وتأمن الأرض حتى إن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل، لا يتقي شيئاً إلا الله عز وجل، تعطي الأرض بركاتها والسماء بركاتها."
فانظروا أحبابي إلى خيرية هذا الإمام وفتوحاته وتمكين الله له، وتأييده له... فافرحوا بوعد الله وبشارة رسول الله، وارتقبوا النصر القريب... ابتهجوا..
المراجع: -موسوعة ويكيبيديا.
-عمر أمة الإسلام وقرب ظهور المهدي عليه السلام, لأمين محمد جمال الدين.
-التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، للإمام شمس الدين القرطبي.
-عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر، لبدر الدين بن يحيى المقدسي الشافعي.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الملحمة الكبرى
الملحمة في اللغة هي الحرب وموضع القتال، والجمع ملاحم، مأْخوذ من اشتباك الناس واختلاطِهم فيها، وفي الحديث اليوم يوم الملحمة. وفي الاصطلاح، الملحمة هي تلك الوقعة العظيمة والمنازلة الضخمة والمواجهة الدينية السياسية التي ستجري بين الحق والباطل، حيث ينتصر الحق بقيادة الإمام المهدي، ويندحر الباطل المتمثل في أعداء الإسلام، إنها أشرس حروب التاريخ التي ينتظرها جميع أهل الأرض، إنها نهاية الباطل...
روى أبو داود في سننه عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ].
هذه المعركة التي ستنشب في آخر الزمان بين "المؤمنين" و"الكافرين" وتفصل نهائياً بين الحق والباطل لا ينتظرها المسلمون فقط، فالعجيب أن الدياناتالسماوية الثلاث تتفق على حتمية وقوع هذه المعركة. فهي معروفة جيدا لدى المسيحيينواليهود وجاء ذكرها في التوراة والإنجيل باسم هرمجدون. غير أن اعتقاد غير المسلمين بالطبع يشوبه الغلط والتحريف.فيعتقد المسيحيون أنها ستقع تحت قيادة عيسى المسيح الذي سينزل لثاني مرة فيقتلالكافرين (المسلمين) ويعود بالأخوة الضالين (اليهود) إلى المسيحية.. أما اليهود فيعتقدون أنهاستقع بقيادة المسيح المنتظر(المسيح الدجال) الذي ينزل لأول مرة ويخلصهم من الكافرين ويبنى دولةتسود العالم انطلاقاً من فلسطين. وتخبرنا الأحاديث النبوية بوقوعها بقيادة المهدي،وقد وصف الرسول المعركة بـ "الملحمة" لكثرة القتل فيها وتحالف أمم الغرب ضدالمسلمين (حيث قوله: فيأتونكم تحت ثمانين راية) وتستمر لعدة أيام يعاني فيهاالمسلمون كثيرا حتى ينتصرون في النهاية.
وهرمجدون: كلمة عبرية مكونة من مقطعين، هر أو هار: بمعنى جبل، مجدون: اسم وادٍ في فلسطين يقع في مرج ابن عامر على بعد 55 ميلاً شمال تل أبيب و20 ميلاً جنوب شرق حيفا وعلى بعد 15 ميلاً من شاطئ البحر المتوسط، وتعرف مجدون الآن باسم (تل المتسلم) وكلمة هرمجدون: بمعنى جبل مجدون.
في عام 1984م أقيم استفتاء قام بها أحد المراكز المتخصصة ( مؤسسة يانكلوفيتش ) ظهر أن 85 مليون أمريكي يؤمنون بعقيدة معركة هرمجدون ! ويؤمنون أن المسيح المخلص لن ينزل إلا بعد هذه المعركة الفاصلة وأن وقوع الحرب أمر لا مفر منه هذا قبل 25 عاما فما بالك الآن !!!!! وهذه المعركة ورجوع المسيح كما في عقائدهم لن تكون إلا بثلاثة شروط : رجوع اليهود الى ارض فلسطين؛ وإقامة دولة إسرائيل وعاصمتها القدس؛ وإقامة الهيكل. تقول جريس هالسيل في كتاب النبوءة والسياسة :<< التفسير البروتستانتي في الولايات المتحدة تحول إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس هناك نسق معتقداتهم من أولئك المبشرين الذي لهم الآن في الولايات المتحدة محطات تلفزيونية وإذاعات وبعضهم في المراكز الحكومية وفي الكونجرس الأمريكي ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية , والإنجيليون يعتقدون بقرب نهاية العالم كأمر لا مفر منه.. والعالم في نظرهم يقترب من نهايته والمعركة الفاصلة النهائية قادمة>>. وقد تحدث الرئيس الأمريكي ريكن عام 1980 فقال: (إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون). وفي تصريح آخر له: (إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون). أما الرئيس بوش الابن فقد أصبح واحداً من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح وهذا ما دعاه إلى القول: بأن المسيح هو أهم الفلاسفة السياسيين في جميع الأزمنة لأنه ساعدني على التوقف عن شرب الخمر.
و قد ورد ذكر لهذه المعركة في الأحاديث المروية عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والتي تذكر المراحل النهائية لحركة الإمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان.روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ:[قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَلْحَمَةُ الْعُظْمَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ].وقد أوردت مصادر الشيعة والسنة أحاديث معركة الإمام المهدي الكبرى، وأن طرف العدو يتمثل في السفياني وخلفه اليهود ودول أوروبا.عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ). وروى مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تقوم الساعة حتّى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتّى يختبأ اليهود من وراء الحجر والشجر). وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:( يكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة فيغدرون بكم في حمل امرأة يأتون في ثمانين غاية (راية) في البحر والبر وكل غاية اثنا عشر ألفا فينزلون بين يافا وعكا فيحرق صاحب مملكتهم سفنهم ويقول لأصحابه قاتلوا عن بلادكم، فيومئذ يطعن فيهم الرحمن برمحه ويضرب فيهم بسيفه ويرمي بهم بنبله ويكون فيهم الذبح العظيم). وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في قصة المهدي عليه السلام : (ويتوجه إلى الأفاق... ويحمل حلي بيت المقدس في مئة مركب تحط على غزة وعكا وتحمل إلى بيت المقدس وفي هذا دلالة أكيدة على إكماله فتح بيت المقدس وأخذ الغنائم منه بعد هزيمة الروم...).
وإليكم بعض النصوص لأهل الكتاب الواضحة الدلالة على هزيمة اليهود. ورد في سفر أشعيا 9/ 14: يقطع الرب من إسرائيل الرأس والذنب والنخل والأسد في يوم واحد. وفي سفر التثنية (الإصحاح الثاني19ـ 20): إن نسيتم الرب إلهكم وذهبتم وراء آلهة أخرى وعبدتموها وسجدتم لها أشهد عليكم إنكم سوف تبادون وتهلكون لا محالة كالشعوب التي يبيدها الرب من أمامكم.. يغضب الرب على أورشليم القدس، فثلث يموت بالوباء والجوع ويهلكون وسط المدينة، وثلث يسقط بالسيف من حول القدس، وثلث يذريه الرب في كل ريح ويرفع من ورائهم سيفاً مسلول.
إن معركة الفصل بين أنصار الحق ودعاة الباطل قائمة بكل تأكيد، والنصر فيها إن شاء الله لأتباع الإمام المهدي عليه السلام، فهو الفتح المبين والسراج المنير، ملجأ المستضعفين وقاهر الجبارين. ذكر القرطبي عن أبي سعيد الخدري قال: [ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلايا تصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلاً من عترتي أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، لا تدع السماء شيئاً من قطرها إلا صبته مدراراً و لا تدع الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته حتى تتمنى الأحياء أن لا موات. يعيش في ذلك سبع سنين أو ثماني سنين أو تسع سنين].وقد سبق لنا أن وضحنا في بيان سابق (تنبيه النيام إلى وشك ظهور الإمام المهدي عليه السلام) أن الإمام المهدي سوف يخرج أول الأمر بالمغرب الأقصى، قال الإمام القرطبي في كتابه التذكرة: (فإنه روي من حديث ابن مسعود و غيره من الصحابة أنه، أي المهدي، يخرج في آخر الزمان من المغرب الأقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميلاً راياته بيض و صفر فيها رقوم فيها اسم الله الأعظم مكتوب : فلا تهزم له راية...). فيبايع له البيعة الأولى، غير تلك المبايعة الثانية بمكة، إذ البيعة الأولى تكون على الجهاد لتحقيق الخلافة النبوية الموعودة، والثانية تكون لتثبيت الخلافة ودحر أعداء الدين في الملاحم الكبيرة التي تحدثنا عنها... وذكر القرطبي أيضا أن القسطنطينية ستفتح مرة أخرى كما في الأحاديث
على يد الإمام المهدي، كما أنه يفتح كنيسة الذهب.. فيجدون فيها أموالاً ، فيأخذها المهدي فيقسمها بين الناس بالسوية ، ثم يجد فيها تابوت السكينة وفيها غفارة عيسى وعصا موسى عليهما السلام وهيالعصا التي هبط بها آدم من الجنة حين أخرج منها، و كان قيصر ملك الروم قد أخذها من بيت المقدس في حملة السبي حين سبي بيت المقدس، و احتمل جميع ذلك إلى كنيسة الذهب فهو فيها إلى الآن حتى يأخذها المهدي... والله تعالى أعلم .
أخرج الحاكم في المستدرك عن أبي قبيل أنه حدثه، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، يقول : تذاكرنا فتح القسطنطينية والرومية، فدعا عبد الله بن عمرو بصندوق ففتحه، فقال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب، فقال رجل: أي المدينتين تفتح قبل يا رسول الله؟ قال: «مدينة هرقل» يريد مدينة القسطنطينية، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلِكُ جَبَلَ الدَّيْلَمِ وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةَ"[رواه ابن ماجه]. وعن طاووس، قال: وددت لو أني لا أموت حتى أدرك زمان المهدي، يزاد المحسن في إحسانه، ويتاب على المسيء من إساءته، وهو يبذل المال، ويشتد على العمال، ويرحم المساكين، أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن. وأخرج أيضا عن كعب الأحبار، قال: قال قتادة: "المهدي خير الناس(...)مقدمته جبريل، وساقته ميكائيل، محبوب في الخلائق يطفئ اله تعالى به الفتنة العمياء، وتأمن الأرض حتى إن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل، لا يتقي شيئاً إلا الله عز وجل، تعطي الأرض بركاتها والسماء بركاتها."
فانظروا أحبابي إلى خيرية هذا الإمام وفتوحاته وتمكين الله له، وتأييده له... فافرحوا بوعد الله وبشارة رسول الله، وارتقبوا النصر القريب... ابتهجوا..
المراجع: -موسوعة ويكيبيديا.
-عمر أمة الإسلام وقرب ظهور المهدي عليه السلام, لأمين محمد جمال الدين.
-التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، للإمام شمس الدين القرطبي.
-عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر، لبدر الدين بن يحيى المقدسي الشافعي.