همي الدعوه
16 May 2009, 02:42 AM
ترك ابنه ينزف حتى الموت!!!!!!
من الذكريات المؤلمة المؤسفة المحزنة التي لازالت عالقة في ذهني وفكري وعقلي ولازلت متذكراً تفاصيلها وكأنها أمامي اليوم لا تغيب عني رغم السنون الخوالي التي مرة عليها … أذكر العام تحديداً ولكن قبل عدة سنوات وفي الطريق الدولي بين محافظة طريف ومدينة عرعر وتحديداً قبل عرعر بـ 20 كلم شاهدنا حادث تصادم لسيارة في الجهة اليمنى من الطريق توقفنا عندها للاطمئنان عليهم فوجدنا الابن مصاب وينزف دماً والأب معافى ويدور حول السيارة ويقلب نظراته بكل الاتجاهات ولكنه كان مركز النظر لراعي الإبل وكأنه في حيرة من أمره حاولنا تقديم المساعدة لهم ونقله للمستشفى ونقل ابنه المصاب والذي ينزف دماً بالمقعد الخلفي وكان واضحاً للعيان بأنه متأثر بالحادث حاولنا نقل ابنه ولكن الأب رفض دون أن يذكر لنا سبباً في ذلك ؛ أعدنا المحاولة أكثر من مرة وأخيراً قررنا أنا وقريبي أخذ الطفل المصاب دون الرجوع لوالده حملت الطفل وبعد ركوبنا للسيارة لحق بنا والده وهو ينظر إلى سيارته وكان مركز النظر حتى توارينا عنها وصلنا الطفل ووالده لمستشفى عرعر المركزي..فكرت ملياً وزادني الاستغراب والتعجب لموقف الأب السلبي المخزي الذي لم أجد له إجابة شافية لتصرفه الغريب الشاذ المخالف للفطرة البشرية الذي افقده حنان الأبوة والإنسانية ولم يفكر في إنقاذ ابنه المريض ومحاولة اسعافة رغم أن محبة الأبناء والتعلق بهم فطرة جبلية جبلها الله وشعور غرسه الله سبحانه وتعالى في نفوس الوالدين يقول المولى عز وجل ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الكهف ( 46(بل إن المولى عز وجل مدح أولياءه في كتابه العزيز بأنهم يدعون الله ويتضرعون إليه أن يقر أعينهم بالولد الصالح {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
وقال احد الشعراء في أبنائه عندما سافروا يصف مشاعره وتعلقه بهم وحنينه إليهم حيث يقول:
بالأمس كانوا ملء منزلنا*** واليوم ويح اليــــــوم قد ذهبوا
وقال احد الشعراء وهو يرث أبنه الأوسط حيث قال :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ....فجودا فقد أودى نظيركما عندي
إلى أن قال:
وأولادنا مثل الجوارح أيها......فقدناه كان الفاجع البين الفقد
أمر محير جدا في تصرف هذا الأب ولكن وجدت إجابة لتساؤلاتي في اليوم التالي عندما اتصلت بمستشفى عرعر المركزي للاطمئنان على الطفل وأخبروني بأن الطفل انتقل إلى رحمة الله أما والده فقد ذهبوا به إلى السجن وعندما سألت عن سبب سجنه ذكروا لي أنهم وجدوا معه بالسيارة أتدرون ماذا وجدوا انهم وجدوا قارورة خمر بعدها عرفت لماذا أصر البقاء عند السيارة ونسى إسعاف ابنه لأنه كان منشغلاً بقارورة الخمر التي كانت معه يحاول أن يخفيها علماً بأن ابنه كان مريضاً وذهب به إلى عمان لعلاجه ولكن تعلقه بالخمر أنساه كل شي حتى فلذات كبده والقصص في ذلك كثيرة رحمهم الله جميعاً..توفى الطفل وبعد فترة انتقل إلى رحمة الله الأب وقريبي الذي أسعف معي الطفل رحمهم الله جميعاً وغفر لهم ولم يبقى لهم الا عملهم يقول الله تعالي { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون , إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } .
ناجي بن خليف
عودة ودعوة
من الذكريات المؤلمة المؤسفة المحزنة التي لازالت عالقة في ذهني وفكري وعقلي ولازلت متذكراً تفاصيلها وكأنها أمامي اليوم لا تغيب عني رغم السنون الخوالي التي مرة عليها … أذكر العام تحديداً ولكن قبل عدة سنوات وفي الطريق الدولي بين محافظة طريف ومدينة عرعر وتحديداً قبل عرعر بـ 20 كلم شاهدنا حادث تصادم لسيارة في الجهة اليمنى من الطريق توقفنا عندها للاطمئنان عليهم فوجدنا الابن مصاب وينزف دماً والأب معافى ويدور حول السيارة ويقلب نظراته بكل الاتجاهات ولكنه كان مركز النظر لراعي الإبل وكأنه في حيرة من أمره حاولنا تقديم المساعدة لهم ونقله للمستشفى ونقل ابنه المصاب والذي ينزف دماً بالمقعد الخلفي وكان واضحاً للعيان بأنه متأثر بالحادث حاولنا نقل ابنه ولكن الأب رفض دون أن يذكر لنا سبباً في ذلك ؛ أعدنا المحاولة أكثر من مرة وأخيراً قررنا أنا وقريبي أخذ الطفل المصاب دون الرجوع لوالده حملت الطفل وبعد ركوبنا للسيارة لحق بنا والده وهو ينظر إلى سيارته وكان مركز النظر حتى توارينا عنها وصلنا الطفل ووالده لمستشفى عرعر المركزي..فكرت ملياً وزادني الاستغراب والتعجب لموقف الأب السلبي المخزي الذي لم أجد له إجابة شافية لتصرفه الغريب الشاذ المخالف للفطرة البشرية الذي افقده حنان الأبوة والإنسانية ولم يفكر في إنقاذ ابنه المريض ومحاولة اسعافة رغم أن محبة الأبناء والتعلق بهم فطرة جبلية جبلها الله وشعور غرسه الله سبحانه وتعالى في نفوس الوالدين يقول المولى عز وجل ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) الكهف ( 46(بل إن المولى عز وجل مدح أولياءه في كتابه العزيز بأنهم يدعون الله ويتضرعون إليه أن يقر أعينهم بالولد الصالح {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
وقال احد الشعراء في أبنائه عندما سافروا يصف مشاعره وتعلقه بهم وحنينه إليهم حيث يقول:
بالأمس كانوا ملء منزلنا*** واليوم ويح اليــــــوم قد ذهبوا
وقال احد الشعراء وهو يرث أبنه الأوسط حيث قال :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ....فجودا فقد أودى نظيركما عندي
إلى أن قال:
وأولادنا مثل الجوارح أيها......فقدناه كان الفاجع البين الفقد
أمر محير جدا في تصرف هذا الأب ولكن وجدت إجابة لتساؤلاتي في اليوم التالي عندما اتصلت بمستشفى عرعر المركزي للاطمئنان على الطفل وأخبروني بأن الطفل انتقل إلى رحمة الله أما والده فقد ذهبوا به إلى السجن وعندما سألت عن سبب سجنه ذكروا لي أنهم وجدوا معه بالسيارة أتدرون ماذا وجدوا انهم وجدوا قارورة خمر بعدها عرفت لماذا أصر البقاء عند السيارة ونسى إسعاف ابنه لأنه كان منشغلاً بقارورة الخمر التي كانت معه يحاول أن يخفيها علماً بأن ابنه كان مريضاً وذهب به إلى عمان لعلاجه ولكن تعلقه بالخمر أنساه كل شي حتى فلذات كبده والقصص في ذلك كثيرة رحمهم الله جميعاً..توفى الطفل وبعد فترة انتقل إلى رحمة الله الأب وقريبي الذي أسعف معي الطفل رحمهم الله جميعاً وغفر لهم ولم يبقى لهم الا عملهم يقول الله تعالي { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون , إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } .
ناجي بن خليف
عودة ودعوة