المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة



ابومصعبSS
20 Apr 2009, 07:29 PM
إحدى العجائب


محمد جلال القصاص
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه وأتبع هديه؛ وبعد :
في واحدة من غرائب الدهر كله، وقف النصارى جميعهم على صعيدٍ واحدٍ يتكلمون بلسان واحد عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، يكذِبون ويبترون وينقلون الضعيف والشاذ وما لا يصح من الأقوال ، حتى جمَّعوا في كلِّ الكمال وجملة الجمال سيد ولد آدم وخير خلق الله كلهم ما لا يجتمع في أفسق النّاس.!!
قالوا ـ وقبحهم الله بما قالوا ـ : كان شهوانيا سفاكا للدماء.. ملكا يريد رقاب النّاس وأموالهم ونسائهم.. جبارا لم يترك قريبا ولا بعيدا..، سيئ الخلق ليس فيه ما يحمد.
وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم قرود تتقافز على جبالٍ شم ..أقزامٌ سود الوجوه يطاولون الجبال الراسيات الشامخات، وهيهات هيهات.
ودارت بحديثهم آلة إعلامية ضخمة ، راحت تبث بذاءتهم هنا وهناك ، في شكل حوارٍ تليفزيوني ، ومقالٍ صحفي ، ودرسٍ يومي، وعرضٍ سينمائي.. الخ .
صوتُهم عالٍ وفي كل مكان ، وصفُّهم ذو عدد وعتاد، وقد راج كذبهم على نفرٍ ممن قل علمهم فخرجوا في صفهم، ورفعوا صليبهم، ووقف نفرٌ آخ متهوكون لا يدرون أين يسيرون، وعامة قومنا لا يلتفون، وعما يحدث منشغلون، أو ربّما يستخفون ولا يصدقون !!
والواقع الذي يراه كل ذي عينين ويسمع به ذو أذنين أن الشبهات شاعت وذاعت ودخلت كل البيوت وفُتن بها نفر من المسلمين فارتدوا، وتثبت بها على الكفر الكافرون، وكثيرون جاءوا يهرعون وعن إجابة لهذه الشبهات يسألون.
فحرام على كل ذي علم أن يستكين حتى يرد المعتدين على حرمات الرسول صلى الله عليه وسلم والدين.
وقد قمنا بحول الله وقوته ندفع عن عرض الحبيب صلى الله عليه وسلم نطلب الأجر من ربّ العالمين، ويقيننا بأنّنا ستار لقدر الله، فالله غالب على أمره، والله ناصر عبده، ونافذ وعده، وهازم الأحزاب وحده ، وما نحن إلّا ستار لقدر، حظنا العمل والأجر على العمل، والدين منصور بنا أو بغيرنا. فاللّهم لا حول ولا قوة لنا إلّا بك .
وعند التدبر في هذه الجعجعة الحادثة وُجد أن قليبها الآسن الذي تغرف منه هو شخصٌ واحد يدعى (زكريا بطرس) ـ قبَّحه الله ـ ، هو الذي جمّع المتناثر في بطون كتبهم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن الإسلام والمسلمين، هو الذي يكذب لهم وينقلون عنه، هو مقدمتهم وحامل لوائهم، يرتدي ثوب الناسكين، ويقسم على أنّه من الهداة المهتدين، يريد الخير للنّاس أجمعين، وهو آفاك أثيم، كذاب لئيم، وليس بجديد أن يكون دعاة البغي متنسكين، فهذا حالهم منذ نبتوا في أرض الزمان، وشهوة السلطان والتمكين عند كثيرين فوق شهوة النساء والمال والبنين.
وهذه الزاوية تُعنى بهذا الكذاب اللئيم (زكريا بطرس) تبين حاله وأكاذيبه، وترد على افتراءاته ، ونسأل الله العظيم أن يتقبل هذا العمل وأن يغفر به الذلة ويقيل العثرة، ويسدد الرمية وأن يبارك في هذه الكلمات. إنّه ولي ذلك والقادر عليه .