المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب النبي صلى الله عليه وسلم لأبنائه



انا بنت الاسلام
13 Apr 2009, 01:23 AM
حب النبي صلى الله عليه وسلم لأبنائه



إعداد وتقديم: فضيلة الشيخ الدكتور عبد الوهاب الطريري


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... حياكم الله تحية من عنده مباركة طيبة وتجدد اللقاء مع ذاك البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيراً, مع ذاك البيت الذي كانت تتنزل فيه آيات الله والحكمة, مع بيت النبوة نعيش مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خاصة أمره. رأينا في مشاهد متتابعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوجاً ونحن في هذه الحلقات سنعيش عذوبة, رأيت عاطفة النبوة في الأبوة فمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أباً إذا كنا قلنا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوجاً كانت علاقته بزوجاته حب فكذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أباً كانت علاقته ببنيه حبا, وكان حب مستعلنا وحبا ظاهرا, حب يعلنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويتحدث به وينشره ويظهره ولا يداريه ولا يخفيه, وإنما يضج به إعلاناً, ومشاهد حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأبوية تبين لنا أن هذا النبي الكريم كان أباً محبا مستعلنا بحبه ويمكن بعضكم يقول: هو في (أبو ما يحب) أولاده ؟ الأصل أن كل الآباء يحبون أولادهم, نقول: صحيح كل أب فهو محب, لكن يقع الخلل في التعبير عن الحب في إظهار الحب في إشهاره, فدعوني وإياكم نرى بعض المشاهد النبوية التي تبين كيف كان الحب علني كانت عواطف النبي وحبه تنطلق وتتنفس في الهواء الطلق, وما كانت مشاعر مكبوتة. خذوا هذا المشهد يقول أبو هريرة: خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوماً من أيام الصيف الحارة في رابعة النهار أيام الصيف في بيئة المدينة النبوية إذا اشتدت حرارة النهار يعني في الساعة الحادية عشرة أو الساعة العاشرة, كل الناس تدخل إلى بيوتها من شدة الحر تصبح وقت القائلة مثل آخر الليل ما يخرج أحد إلا لحاجة شديدة, ففوجئ أبو هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخرج في ذلك الوقت فقال: لأتبعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأكون معه لو احتاج شيئا أكون قريب منه. قال: فسار نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى مر بسوق بني قينقاع طبعاً كان فيه سوق؟؟؟ و(لا) ما فيه سوق؟؟؟ ما فيه سوق وقت القائلة, ما في أحد جالس في الشمس وفي الصهد والحرارة يبيع ويشتري, لكن مر بمكان السوق مر بسوق بني قينقاع, ثم مشى إلى أن وصل إلى بيت ابنته فاطمة إذا كان ذاهب إلى بيت بنته فاطمة لما وصل إلى باب بنته فاطمة وقف بفناء البيت (فناء البيت هي البرحة التي أمام البيت) يعني ما دخل, وقف بالباب ثم جعل ينادي يقول أثماً لكع.. أثما لكع.. يعني الصغير موجود، أنا أتيت أريد الصغير (يعني الحسن هو ابنه الحسن ابن بنته فاطمة ابن علي رضي الله عنه) فهو جاء خرج في شدة الحرارة ما له حاجة إلا أنه يريد الحسن, وما دخل المنزل جلس بالخارج جعل ينادي الحسن، فيبدو أن الحسن لتعوده على اللطف من أبيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يريد أن يخرج لكن أمه حبسته لماذا حبسته؟.. حبسته حتى تهيئه ؛ لأنه واضح أن الرسول جاء في وقت لم يتوقع أن الرسول يأتي فيه, فربما كان الصبي إما يلعب بتراب أو وصفه غير مهيأ, وحبسته حتى تغسله وتهيئه وتلبسه ثم تطلقه إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهيأت من شأنه ثم ألبسته سخاباً (يعني قلادة كانوا يلبسونها للأطفال) فلما أصبح هيئته مناسبة ليخرج لأبيه أطلقته فقط.. ما خرجت به فذهب الطفل إلى الملاذ الرحيم أبوه صدر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول أبو هريرة فأتى الصبي يشتد (يعني أتى الحسن يعدو بسرعة) وقد جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ظهره وصدره ملعبا لابنه. أتى الصبي يشتد, فلما أتى برك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأرض ومد يديه يستقبل الصبي فجعل الصبي يتوثب ثم ألقى بنفسه على صدر رسول لله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالتقى صدر الحسن بصدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضمه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه ثم جعل يشمه ويقبله ويدعو ما شاء الله أن يدعو ويقول ما شاء الله أن يقول في نشوة أبوية وحب غامر مع أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعبر عن الحب بضم وشم وتقبيل.

نكتفي بذلك ولكن أعلن هذا الحب, فجعل يرفع بصره إلى السماء والحسن على صدره ويقول: اللهم إني أحبه فأحب من يحبه, حتى إذا قضى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حاجته النفيسة من التقبيل وشمه وضمه عاد أدراجه ودخل الصبي البيت ماحال سيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنها وابنها يدخل عليها بعد أن خرج إلى أبيها فشمه وضمه وقبله وعاش معه مشهدا من أجمل مشاهد الحب, إلى أي سماء عرج بها؟! ما حال هذه الأم التي ترى ابنها بهذه المكانة من أبيها؟! وكأني بفاطمة - رضي الله عنها - أم الحسن وقد أتى إليها زوجها علي, كأني بها تعيش نشوة الحديث معه تدري اليوم (ويش صار) جاء أبي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طيب دخل؟ لا ما دخل، جلس بالباب ينادي الحسن وهيأت الحسن وألبسته وخرج إليه وألقى بنفسه عليه فشمه أبي وضمه وقبله ودعا له دعاء الجلوس قال اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

ما حال هذين الأبوين وهما يعيشان نشوة حب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لابنهما ؟ إذاً النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستعلن بالحب ويعبر بلمسات جميلة بالقبلة بضم بشم بدعاء, ثم يصرح: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه ؛ ولذلك كان أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول: اللهم إني أحب نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحب ابنيه الحسن والحسين, ويترجى بذلك دعوة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم دعا لمن يحبه, فكل من أحب الحسن والحسين يترجى دعوة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يحب الله من يحبهما, وكان الصحابة أحفياء بالحسن والحسين فكانوا يحتفون بهما أشد الاحتفاء، ولذلك الصديق ـ رضي الله عنه ـ لما تولى الخلافة خرج يوما من الصلاة معه علي ـ رضي الله عنه ـ فمر بصبيان يلعبون, وإذا الحسن يلعب مع هؤلاء الصبية, فترك الصديق المسار الذي كان يمشي فيه وذهب إلى هؤلاء الصبيان وألقى ـ رضي الله عنه ـ القبض على الحسن ـ رضي الله عنه ـ هو صغير ! فتحمله ووضعه على عاتقه, وجعل يمشي والحسن على عاتقه تتدلا قدمه على صدر أبي بكر وظهره, وأبو بكر يحمل الحسن ويقول شبيه النبي وليس بشبيه علي ـ رضي الله عنه ـ وعلي يسمع هذا الكلام من أبي بكر ويضحك نشوة وسروراً فهو, يريد أن يكون ابنه شبيها بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكل ذلك حب أبي بكر للحسن الذي كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحبه ويستعلن بحبه ويدعو لمن يحبه بل إن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستعلن بحبه لبنيه في بيوتاته ؛ ليبين أن بنيه لهم مكانة في بيوتاته, عند زوجات.

مرة كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالسا وقد أهديت له قلادة وحوله كل أمهات المؤمنين عائشة وزينب وأم سلمة وصفية وجويرية كلهم حوله, وفي يد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم أعطى الرسول القلادة لزوجاته كل واحدة تنظر إليها ثم تعطيها (للي جنبها) حتى دارت القلادة عليهم جميعاً ورجعت لمن!!! لنبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت بنت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمامة بنت زينب تلعب بتراب في ناحية البيت, مشغولة بنفسها وبلعبها بالتراب ومنشغلة عن القلادة, وإذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمسك بالقلادة ويقول لألبسن هذه القلادة لأحب أهل بيتي إلي.. والقلادة في يده فكل واحدة من زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجد قلبها تخاف أن يعطيها غيرها حتى قالت عائشة: شعرت أن بيني وبين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل الظلمة خوفاً أن يعطي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه القلادة لغيري فيا ترى من أعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القلادة؟؟ لألبسن هذه القلادة لأحب أهل بيتي إلي.. هذه العبارة ترن في آذان أمهات المؤمنين, وكل واحدة أخذها القلق بأن يلبسها لغيرها حتى قالت عائشة شعرت أن هناك مثل الظلمة بيني وبين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخافة أن يعطيها غيري, وإذا بنبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم بأبي هو وأمي إلى الصبية الصغيرة أمامة فيتولى هو صلوات الله وسلامه عليه, ألبسها إياها فلما ألبسها إياها سري عن كل أمهات المؤمنين ما دام صارت الصبية الصغيرة أمامة هان ذلك على كل واحدة منهن. لكن الشاهد من القصة يا أحبابي هو قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لألبسنها أحب أهلي بيتي لي, فكان الحب النبوي معلنا مشهرا ظاهرا, هذا الشيء الذي نقع أحياناً في التقصير في التعبير عن الحب بل ربما بعضنا يقول: طيب هو فيه أب ما يحب أولاده, (طيب هو أنا ليش أسرح من الصباح إلى الليل أشتغل وأكدح إلا على شأنهم) أقول: طيب مثل ما أنت تؤدي هذه الواجبات عبر عن الحب، الحب الذي حركك تشتغل وتكدح عبر عنه, أعلمه, اجعل الابن يسمع أكثر من مرة في اليوم يا حبيبي, والله إني أحبك.. (ويش) أكثر من أن الرسول يقول: اللهم إني أحبه هو ضامه إلى صدره وهذا يحقق رواءً عاطفيا للأبناء فينشأ الأبناء وهم قد تراووا عاطفياً وأخذوا حاجتهم من الحنان والعطف والحب, فينشؤون أسوياء لكن نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان يقف بالحب عند حاجة الطفولة بل كان صلوات الله وسلامه عليه يكبر حبه لأبنائه وهم يكبرون وحبه يكبر معهم فهم وهم كبار يتعاهدهم بحبه ويعلن لهم حبه ولذلك تخبرنا أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن حال فاطمة مع أبيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعدما تزوجت وكبرت وأصبحت أم ولها أولاد وبعدما كبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصبح في سن الشيخوخة سن الوقار سن المهابة وسن الاحترام أن يتلقاها, كانت فاطمة أشبه الناس برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكانت إذا زارت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقوم لها ويتلقاها ويرحب بها ويقبلها ويأخذ بيدها ويجلسها مكانه وهو يقول مرحباً بابنتي ثم يجلس بجانبها, وإذا ذهب إليها يزورها بادلته حباً بحب واستقبالاً بالاستقبال وترحيباً بترحيب فتصنع به كما يصنع بها إذا جاءت إليه تقوم إليه وتتلقاه وترحب به وتقبله وتأخذ بيده وتجلسه مكانها فلما مرض نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرض الموت وانهزمت العافية في بدنه وما صار يستطيع الذهاب إليها يزورها استزادها (أي استدعاها) لتحضر إليه في بيته, تقول عائشة: فدخلت فاطمة لا تخطئ مشيتها مشية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالس وحوله زوجاته أمهات المؤمنين، وإذا الأب الذي كان يقوم لا يقوم والذي يتلقاها لا يتلقاها لأن العافية قد انهزمت في بدنه صلوات الله وسلامه عليه, وإذا بفاطمة ـ رضي الله عنها ـ تقبل هي إليه فتنكب عليه تقبله وتجلس إلى جنبه ليدور بينهما حوار ونجوى ما يسمعها أحد أي أمهات المؤمنين كلهم موجودات وإذا النبي يقبل على فاطمة فيسرها يتكلم هو وإياها كلاما خافتا لا يسمعه أحد إلا هي, فكانوا يلتقطون فحوى الكلام من تعبيرات وجه فاطمة, وإذا بهم يرون فاطمة يتقلص وجهها ويخشاه الخزن, ثم إذا بها تجهش بالبكاء, فتقول عائشة ما لها يختصها نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بيننا بالنجوى ويختصها من بيننا بالحديث ويهامشها ومع ذلك تبكي, لا. لا. لا ولو علمت عائشة ماذا أسر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى فاطمة لأجهشت بالبكاء معها وينظر النبي إلى وجه ابنته وهي تبكي فلا يدعها تستمر في بكائها وأحزانها فيقبل عليها مرة أخرى ويظل يهامشها ويحادثها بالنجوى ما أحد يسمعها, لكن يرون صفحة وجه فاطمة ينطلق, وإذا بأساريرها تنطلق, ثم إذا بها تبتسم, ثم إذا بها تضحك. فقالت عائشة: ما رأيت أعجب من هذا اليوم ! ما أسرع هذا الضحك ! فوالله أنا كنت أظن أن فاطمة من أعقل النساء لكن اتضح أنها امرأة من النساء, قبل قليل تبكي والآن تضحك ولو علمت عائشة ما الذي يضحك فاطمة وأبكاها لعلمت أنها من أعقل النساء فلما قام رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وثبت أمنا عائشة ماذا قال لك ؟ أخبرينا ما الذي أضحكك وما الذي أبكاك ؟ وإذا بأعقل النساء تقول: أنا حمقاء ! الرسول يكلمني في أذني ليقول لي سراً وأنا أطلع أتكلم فيه الآن إني إذا (لبذوه) يعني إن هذا لحمق أن أفشي سر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لو كان يريد أن يسمعكم كلكم فكيف يسر في أذني وأنا أخبركم بالخبر؟ ويلحق رسول الله بالرفيق الأعلى ويموت بأبي هو وأمي في وجعه ذاك, فتأتي عائشة إلى فاطمة وتقول: أسألك بما لي عليك من الحق أخبريني ما سر الذي أسر لك به ؟!.

النبي مات فهل يمكن أن تخبريني ؟ قالت: أما الآن فنعم. لأن السر قد أصبح علانية قالت إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن أبي قد همس في أذني أنه سوف يموت بوجعه فبكيت لذلك.. حق لها أن تبكي.. طيب وما الذي أضحكك قالت إنه قال لي بعد ذلك يا فاطمة أيسرك أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة ؟ يا فاطمة أنت أول أهلي لحوقاً بي. قالت: فذاك الذي أضحكني فضحكت أما بشرني إني سيدة أهل الجنة.

بقي أحبابي أن نقف مع هذا المشهد لنعجب من مشاهد الحب التي كان النبي يتبادلها مع فاطمة إن أبناء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكبرون وتكبر العواطف معهم ويكبر الحب بينهم, نجد بعضنا يظهر محبته لأبنائه وهم أطفال ويعطيهم, فإذا كبروا توقف بث الحبو وعاملوهم بالاحترام, أما النبي فقد استمر الحب حتى بعدما كبرت فاطمة وأصبح عمرها خمسة وعشرون عاماً وأصبح عندها خمسة أبناء إلا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ظل يعاملها بنية تحتاج إلى حبه.. الشيء العجيب يا أحبائي أن مع الحب كان في مظاهر احترام كان النبي يتعامل مع ابتنه بالاحترام, يقوم إليها يتلقاها يأخذ بيدها يجلسها مكانه هذا ليس فقط حباً, بل أيضاً احتراما فشعرت ابنته بمكانتها عنده ولذلك كانت فاطمة أيضاً تبادل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حباً بحب واحتراماً باحترام, إن أولى الناس أن يشعر باحترام الأبناء من آبائهم, وإذا شعر الابن أن أباه يحبه ويحترمه كان هذا أعظم شيء له على بر أبيه, أيضاً نجد في هذا الحديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسر إلى فاطمة بسر لم يسره إلى زوجاته ولا إلى صاحبه أبي بكر ولا إلى صهره علي من بين كل الناس أسر إليها بهذا السر ألا وهو قرب لحوقه بالرفيق الأعلى ؛ لأنها أحوج الناس إلى هذه المعونة فكانت هذه التهيئة لفاطمة.

فكانت تقول واكرب أبتاه فيقول لها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ليس على أبيك كرب بعد هذا اليوم, فلما توفي رسول الله تجملت بالصبر الجلي وجعلت تقول ياأبتاه إلى جبريل ننعاه ياأبتاه جنة الفردوس مأواه ياأبتاه أجاب ربًّا دعاه.

فلما دفن ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت لأنس: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله: فقال لها لا والله ما طابت ولكنها سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي أمرنا بها وباتباعها. إنها مشاهد الحب مستعلنه ومشاهد الرحمة ظاهرة ومشاهد الاحترام كأجلى..

فصلوات الله وسلامه وبركاته على رسوله أباً وصلوات الله وسلامه وبركاته على ابنته فاطمة بنت محمد وعلى آله الطيبين والحمد لله رب العالمين..

دمـ تبتسم ـوع
15 Apr 2009, 12:43 AM
صلوات ربي وسلامه على نبينا محمد وآله
جزاكم الله خيـر

محب الطلاب
17 Apr 2009, 12:07 AM
صلى الله عليه و سلم
بارك الله فيكم