المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب اليهود دينية فما هي حربنا؟



همي الدعوه
23 Mar 2009, 04:05 PM
حرب اليهود دينية فما هي حربنا؟
| 26/3/1430

سنفترض-جدلاً ولبيان حجم الكارثة-أن العلمانية ليست نبتاُ خبيثاً مستورداً.
وسنتجاهل-لضرورة المناقشة فحسب- أن الاستعمار الغربي الصليبي هو أول من سعى إلى فرضها على الأمة الإسلامية عنوة، ولما خابت مساعيه أوكل المهمة إلى أشياعه وأدواته المحلية التي صنعها على عينه، فكانت شرَّ خَلَفٍ لشرِّ سلفٍ. وسنتناسى –موقتاً-تناقضها المطلق مع قطعيات ديننا.
فما هو الحصاد الذي جَنَتْه أمتنا على مدى قرن من السيطرة العلمانية على معظم بلاد الإسلام بالحديد والنار، وبالتحديد في مواجهة مشاريع الهيمنة الغربية على أراضي المسلمين ونهب ثرواتهم وإهلاك حرثهم ونسلهم؟ أليست هزائم متلاحقة، وكلٌّ منها شرٌّ من سابقتها وأعمق ضرراً؟
هذه التساؤلات ليست محاولة لتأريخ الكوارث التي جلبها بنو علمان على أوطان المسلمين، بما تبع ذلك من بطش وتنكيل وإذلال وإفقار. فالواقع يكفي شاهداً عياناً ينطق بأفصح لسان.
وهي ليست محاججة فكرية نظرية مجردة، بل هي مفتاح لاستيعاب الهبوط المستمر في الهوة العميقة، المترافق مع العض الشديد على السلطة. فها هم اليهود الغاصبون وقد غزوا أرض الإسراء والمعراج من مجتمعات هي أم العلمانية، يفاخرون بهويتهم الدينية العنصرية بدءاً من تسمية كيانهم العدواني باسم نبي الله يعقوب"إسرائيل"وهو منهم براء، وصولاً إلى إقرار جنودهم قبل أيام بأن عدوانهم الوحشي الأخير على غزة إنما كان حرباً دينية، استناداً إلى تعليمات الحاخامات، التي يطيعها أكثر عساكر الغزو طاعة عمياء. بل إن الاستهداف الصهيوني المتعمد للمدنيين في غزة الباسلة، يندرج في الإطار ذاته!! وذلك بحسب اعترافات عدد من الجنود الذين شاركوا في تلك المجزرة الهمجية، وقد أوردتها وسائل إعلام غربية ويهودية وليست إسلامية أو عربية.
وربما تتضح المفارقة عند التأمل في إصرار العدو على نسبة مشروعه العدواني إلى جذوره الدينية المحرفة، في حين يتناسب المسلك العلماني العربي مع ذلك الإصرار تناسباً عكسياً، فهو يهبط يوماً بعد يوم، ابتداء من رفضه تسمية "النصر "الوحيد والجزئي باسم حرب رمضان، بينما يتمسك اليهود بتسمية حرب يوم الغفران(كيبور بالعبرية)!! وكذلك إقصاء مليار ونصف مليار مسلم عن المواجهة بالزعم أن الحرب عربية فقط. وكانت المرحلة التالية أن المشكلة "إسرائيلية/فلسطينية"!! وأخيراً فليست هنالك قضية عند هؤلاء بل مفاوضات فمفاوضات فمفاوضات. . . . . . . إلى أن يفرغ الصهاينة من تهويد بقية أرض فلسطين!!
أفليس من المذهل أن يتزامن التخاذل العلماني ويتوازى مع تصاعد يهودية العدو وتشبثه بتلموده الذي يحض على الكراهية وسفك الدماء؟
من هنا، يدرك المرء سر الحقد الشديد من بني علمان على المقاومة الفلسطينية، حقداً ثبت بالبراهين الحسية الصريحة أنه يربو على الحقد اليهودي والصليبي.
ف"جريمة"هذه المقاومة مزدوجة في نظر الانهزاميين العرب-وهم علمانيون حصراً!!-.
فالشق الأول يتمثل في العودة إلى فكرة المقاومة بعد أن توهم أرباب المشروع الاستسلامي بأنهم دفنوا المبدأ إلى الأبد باعتبار الرضوخ للعدو"خياراً استراتيجياً"وحيداً. وأما الشطر الثاني-وهو أشد عليهم من سابقه-فيتلخص في أن هوية هذه المقاومة إسلامية أكيدة في الأهداف والممارسة، في الغايات والوسائل، في الشعارات والوقائع. .
إن هؤلاء يسخطهم اليوم أن تكون هناك مقاومة تحت راية وطنية أو قومية، فكيف والمقاومة الفعلية باتت إسلامية 100%، تختلف أسماء فصائلها وأشخاص قياداتها السياسية والعسكرية، لكنها تلتزم ثوابت الإسلام وتقاتل تحت لوائه الأبيض الناصع بلا غمغمة ولا تلعثم ولا مواربة.
وإذا كان اليهود قد تمكنوا من ضرب العمل الفدائي من قبل عندما كان بعيداً عن نبض شارعه المسلم، ولكن بعد سنوات طويلة وحرب استخبارية مديدة، فإنهم مقتنعون الآن بأن المواجهة مع المقاومة الإسلامية سوف تكون أقسى وأشد إيلاماً لهم وأطول نَفَساً وأشد بأساً.
وإذا كانت أمنيتهم الكبرى أن يحققوا نصراً حاسماً على المقاومة، فإنهم بعقولهم يدركون ما يعجز العلمانيون العرب المستَلَبون عن إدراكه، وهو درس التاريخ الذي ينطق بحتمية تحرير فلسطين على يد راية الإسلام الصافية النقية، مثلما جرى أول مرة في عهد الفاروق رضي الله عنه ثم على يد القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي.

موقع المسلم