المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع أغلى كتاب



أبو يوسف
02 Aug 2004, 11:33 AM
4-قصة يوسف في فهرسة نوعية :
" إن ليوسف عليه السلام قصة في سورة وسورة في قصة فماذا في قصة يوسف عليه السلام ؟!! .
فيها أربع رؤى منامية وتأويلها ، وغيابتان ، وثلاث مراودات ، وثلاثة أقمصة ، وشهادات واعترافات وبراءات في حكاية امرأة العزيز ، ورحلات متنوعة لأولاد يعقوب عليه السلام بين أرض مدين بالشام وبين مصر " ( )
أما الرؤى المنامية فهي :
1- رؤيا يوسف علية السلام التي بشرت بنبوته والتي كانت عبارة عن المؤشر لبداية سلسلة من الابتلاءات والتي كانت جسرا بين الرؤيا وتعبيرها والتي سجلها الله في السورة بقوله تعالى {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ(4) قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ(5)وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(6)}
وقدسجلت الآيات التالية لها بداية الابتلاءات بتآمر أخوته عليه والذين ذكروا في تعبير الرؤيا نصا قال تعالى { لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ(7)إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ(9)قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ(10)قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ(11)أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(12)قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ(13) ...}( )
وقد عبرت في نهاية القصةإذسجدله ابواه وإ خوته بعدرحلةطويلة
اكتنفهاأنواع من الإ بتلا ءات طيلةمايقرب أربعين سنةأوثمانين سنة ، وقدعبرها له أبوه عليه السلا م وبشره وتخوف عليه في نفس الوقت وحذره من حسد إخوته .
وأماالرؤياالثانيه والثالثة فإنها رؤيا السجينين وقدعبرهالهما يوسف عليه السلام ــ بعد أن دعاهما إلى الله بأن يعبدوه وحده لاشريك له، وأن أي عبادةتصرف لغيره فإنما هوتعدي وظلم يوضع الشيء في غير موضعه ، ولقدلفت انتباهم إلى الدليل الواهي الذي يعتمد عليه من عبدغيرالله فإنهم يتكئون على العادة السائدةالتي كان أسلافهم يمارسونها دون نظر إلى كونها حقاأم با طلا . وهي مقدمه لطيفه ؛وتشيرإلى أبعادنفسيه مهمة؛فقدكان يوسف عليه السلام حريصا علىأن يتخلص الرجلان من النار و بخا صة الذ ي تدل الر وؤيا على أنه أضحى وشيك الموت فإن حب يوسف له يدل على أنه كمن يحب لنفسه ، وهذا ظابط قي غايةمن الأهميةمن ظوبط القائم با لإتصال أوالمرسل .
إن هذه المقدمة توطئ لا ستقبال الرسالةالإعلاميةالموجهه فإن المفاجأةالتي سيفاجأ بهاالسجين غيرعاديةوعندمايؤمن بالله وحده فإنه يخفف عنه الصدمة لأن الإيمان يتضمن الإيمان بالبعث والجزاء وذلك يخفف عليه فإن بعد الموت جنةً و نارا ولعله أن يظفر بسبب إيمانه بالجنة ، وهذا يهون عليه الصدمة إلى درجة كبيرة .
أما الرؤيا الرابعةفرؤياالملك رؤياالبقرالعجاف والسمان وقصها علىالملأفلم يعبروها،ليصل هذاالحبل إلى يوسف في غياهب السجن ويكون سبباً في الإفراج عنه، ليس فقط بل ليصبح عزيز مصرويخرج ــ بعدأن ضمن براءته في ذ هن الرأي العام مماكان قد علق فيه بعد أن قضى في السجن سبع سنين أو قريباً منها .
والمتأمل في الرؤى يتبين له ارتباطها في حياة يوسف عليه السلام؛ ارتباطاً عجيباً ، فإن ابتداء المحن كانت بسبب الرؤيا وانتهاءها كانت بسببها ؛ هذا أمر والأمر الثاني أن الرؤيا الأولى كانت بدايةًلفتنةالضراء والرابعة كانت بداية لفتنة السراء ، وكانت الرؤيا الثانية والثالثة خيطـاً موصلاً إلى الرؤيا الرابعةفكأن الرؤيا تعاونت فيما بينهاعلى الوصول بيوسف عليه السلام إلى التمكين بعد أن مر بمحن شداد كانت بمثابة صياغة شخصيتة صياغة متينة بقدر الله اللطيف الخبير العالم بحقائق الأمور المتصرف فيها تصرفات لاتخطر على قلوب البشر ، ولاتصل إليها عقولهم إلا إن اتصلت بالوحي اتصال المؤمن المسلم لربه الذي يجعل عقله يتواءم مع الوحي . والإيمان بالقدر يعتبر من مقومات الرؤية الصحيحة إلى الأمور ، وهو بالتالي يؤثرتأثيراًبالغاً في الرأي العام والذي يراداف العقيدةعندالبعض ( )وهذه القيمةالإعلامية لاينكرها إلامكابرأوجاهل في عالم الإعلام والرأي العام .
وأماالغيابتان فغيابة الجب وغيابةالسجن وكلاهماقدابتلي به يوسف عليه السلام وكانامن أدوات الإبتلاء التي لفحت يوسف عليه السلام . ومن الأساليب التي قدرالله أن يمربهافي محنته ليخرج منهاثابت الجنان ، صلب العودمتمرساعلى مواجهةالأخطاروالخروج منهاسليماً معافى في دينه ، وهذه متطلبات الإعلام في مرسله ومستقبله ,, بالكسر ،، والإعلام المضاديسعى إلى كسرمثل هذاالبنيان في نفوس الجماهير حتى يهجم عليه ليبني على أثره بنياناً يرضاه بأساليب شتى ، وحين أذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالبعثة هداه إلى التعبد الليالي ذوات العددفي مكان موحش بأعلى مكة، وعاش من قبل بينما كان فقيراً عليه الصلاةوالسلام بعيد اً عن اللهو والشرب و...و...، لأن الله تعالى يعلم أن ثمة إعلام مضاد لايقف في وجهه إلا أولو العزم الذين تربوا على عين الله سبحانه وتعالى .
أماالمراودات الثلاث ( ) فاثنتان منهن تخصان يعقوب عليه السلام وواحدةتخص يوسف عليه السلام، أماالمراودتان التان تخصان يعقوب فاحداهما مراودةأولاده له في أن يأذن لهم بأخذيوسف وأماالثانيةفمن أجل أخذأخيه بنيامين عندمااشترط عليهم بأنه لايكيل لهم إلاأن يأتوابه ، وأما مايخص يو سف فمراودة امرأة العزيز .
" وأما القمصان الثلاثةفأولًا ا لقميص الذي سوده الحقد ، وصبغه الكيد بدم كذب { وجاء وا على قمصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبرجميل والله ‎المستعان على ماتصفون } القميص الذي نطق بتكذيب أخوة يوسف فقدجاءوابه سليما معافى من أي تمزيق فجاءشاهداعلى كذب الدعوى المزعومة، لقدكانت رسالتهم تحمل كذبهافي صفحةوجهها، وتبرئ الذئب ، والقميص الثاني قميص الباب الذي قدته الفتنةومزقته الشهوة ، وطهرته العفة وبرأته الشهادة، قال تعالى{واستبقاالباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها( )لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أوعذاب أليم..إلى قوله تعالى إن كيدكن عظيم}( )وهذا القميص شهد ببراءة يوسف عليه السلام والقميص الثالث قميص البرءوالعافية والبشرى وجمع الشمل( ) قميص يوسف الذي أرسله يوسف إلى أبيه يعقوب عليهما السلام يبرئ العمى الذي غشى عينيه من شدةالحزن{وابيضت عيناه من الحز ن} {قال اذ هبوابقميصي هذافألقوه على وجه أبي يرتدبصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين}( ).

ومن العجب أن القمصان الثلاثةليوسف ، وأنهاحزنت لحزنه وبكت لبكائه وأدت الذي عليهانحوه شهدت بالحق الذي كان بدون زيادةولانقصان ، وكانت رسول شفاء وعافيةإلى الأب الرحيم الذي عانى زمناً طويلا من البعدوالفراق ، وجاءت اللحظةالحاسمة التي تحمل البشرى وتحمل حل العقدةالتي استعصت على الحل زمنا ييأس من أجل طوله أصحاب القلوب الفارغة من الإيمان العميق ، لكن يعقوب عليه السلام لم ييأس ، ولم يستسلم لليأس ، وظل واثقا طيلة تلك السنين الطويلة ؛ الثقة بالرسالة والقناعة لايحدها حدود ، بأن ذلك حق لامرية فيه ، فالله سبحانه وتعالى لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ؛ ولا يقف أمام قدرته سبب .
إن الثقة والقناعة ضابط مهم من الضوابط التي لابد منها للمرسل وللمستقبل على حد سواء هذه هي قصة القمصان الثلاثة ومدلولها الإعلامي " ثلاثة قمصان : قميص كُذب عليه فصدَق يعقوب ، وبرأالذئب وكذب الكاذبين ، وقميص شهد واستشهدوحكم ، وقميص حملت الرياح ريحه الطيبة من مسافةثمانين فرسخـاً( ) ومسيرةثمانيةأيام من مصرإلى الشام ( ) ( )
وأماالبراءات فبراءةالذئب من دم يوسف عليه السلام ، وبراءةيوسف ممارمته به امرأة العزيز، ولقدشهدالثوب بقدرةالقادرسبحانه على البراءة في الحالتين، وفيه دلالات منها : الدلالة الأولى التواؤم بين الإنسان وماحوله من حيوانات وجمادات وفي ذالك إنس للمؤمن الدلالة الثانيةأن الأسباب قدتتخلف عنهانتائجهاإذاأرادالله تعالى ذلك ، فما أراده وعمل له أخوة يوسف لضياعه لم تؤد نتائجها بل أدت إلى عكس المراد، وهذ اله مردود لدى المؤمن إذا أحدق عليه كيد الأعداءوملكوا من الأسباب مالا يقدرعلى دفعه كماحصل ــ لموسى عندماتبعه فرعون وجنوده واستقبلهم البحر بأمواجه فضعف أصحاب موسى ودب الخوف إلى أنفسهم وأيقنوابالهلاك المحقق لأن الأسباب تنطق بذالك ، فالعدويتبعهم والبحرأمامهم ولامهرب ثمة فقالوا كما حكى الله عنهم {إنالمدركون} وجاءدور الثقةالتي كانت تغمر نفس موسى عليه السلام فهو واثق أن الأسباب خلقها الله وإذا أمرهاأن تتخلف عن الأداء سمعت وأطاعت فقال لهم بنفس وطمأنينةوجنان ثابت ــ كماحكى الله عنه {كلاإن معي ربي سيهدين}( ) فا نفلق له البحرفنجا ونجا قومه معه وهلك فرعون وجنو ده،وتكسر ت القوه ألتي كانت ضاربةتفعل بمن خالفها ماتريد، وفي لحظات، ويأبى الله إلاأن يرتدفعل السبب إلى نحرمدبره وفاعله ، وهلك من خلال الفعل الذي اتخذه ليزداد قوةوسيادة ومنعةوملكا، وهذه الصورتتكر في التاريخ فلقدتجرع الكثير ماتجرعه فرعون وجنوده فلله كم في التاريخ من عظات وعبريتعظ بها أولي البصيرةوالنظر، ويغفل عنهااولوا الغفلةوالبطر، والمعاصي والأشر{وما يتذكرإلا من ينيب}( ) {ومايعقلهاإلاالعالمون}( ) {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى}( ) اتخذت الاشتركيةالأسباب لتضيف إلى ماتحت يدها أفغانستان ؛فساقتهاتلك الأسباب إلى الضياع والذل والهزيمةالنكراءفلم تقم لها قائمة.
أماالرحلات فقد استحوذت على جزء كبيرمن السورةالكريمة ابتداءًمن الآيةالثامنةوالخمسين إلى الآيةالمائةالتي في السورةمائةوأحد عشرآية شغلت الرحلات منهاأربعين آيةأوتزيدفيمايتعلق بأخوةيوسف بخلاف رحلةيوسف التي أجبرعليهابدون مشورةمنه،أوأخذإذنه وللرحلات بصماتهاوتأثيرهاعلى النفوس لتصبح قادرةعلى الإفادةمن كل رسالةتتوجه إليهاــ سلباًأوإيجاباًــ في تلك النفوس وكم تسعى وسائل الإعلام لايجاد الأرضيةوالمناخ لقبول الرسالة الإعلامية، وتبذل
من أجل ذلك الغالي والرخيص . لقد هيئت الرأي العام في الشعوب الإسلامية وروضته على قبول رسالتهامهماكانت مخالفةلماتعتقده تلك الشعوب في غياب الإعلام الإ سلامي من الساحة.
وأماالشهادات فشهادة أحدأقرباءالعزيزفي قرينةالثوب وشهادة إخوة يوسف عندماأخبرواأباهم عن أخيهم بنيامين ، وشهادةالقميصين يكذب شهادةأخوةيوسف على الذئب وكذب شهادةامرأةالعزيزعلى يوسف .

ll Yaa ZaMaNy ll
05 Aug 2004, 11:05 AM
<div align="center">جزاك الله خير يا ابو يوسف.... ولا اجمل من كتاب رب العالمين..:)

بوركت يا قلبي :rolleyes: </div>

أبو عبدالرحمن
05 Aug 2004, 03:32 PM
<div align="center">أخي الحبيب أبو يوسف

جزاك الله خير الجزاء

مشاركة طيبة لا حرمت أجرها ..

بارك الله فيك وأحسن إليك ونفع بك

وجعل ما تقدم في ميزان حسناتك

و

أسأل الله أن يحفظ ابنك يوسف ;)

أخوك المحب لك ..

سردوبي </div>

المزاح
07 Aug 2004, 05:46 PM
أحسنت يا أبو يوسف أحسن الله إليك