bright977
17 Mar 2009, 07:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنها آيات عظيمة تشهد على عظمة كلام الله سبحانه وتعالى، فهو القائل عننفسه: ] (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) ] [النساء: 122].وفي كل يوم تكشف الأبحاث العلمية لنا حقائق جديدة لم يكن لأحد علم بهاوبعد أن نتأمل هذه الحقائق جيداً نرى في كتاب الله تعالى إشاراتواضحة لها، وهذا يدل على أن القرآن كتاب الله عز وجل. ]ومن الآيات التي تستحق الوقوف أمامها طويلاً وتدبرها جيداً ذلك المشهدالذي صوره لنا القرآن من مشاهد يوم القيامة، عندما يُعرض أولئكالمشككون بكلام الله على النار لتشهد عليهم جلودهم بما كانوا يفترون علىالله كذباً في الدنيا، يقول تعالى: ] (وَيَوْمَ يُحْشَرُأَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَامَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْوَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْلِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِيأَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ) ] [فصلت: 19-21]. ]وهنا لابد من طرح عدة أسئلة حول هذا النص العظيم: كيف يمكن للسمع والبصروالجلد أن ينطق ويتكلم؟ وكيف يمكن أن ينطق كل شيء؟ ولماذا ذكر اللهتعالى هذا النص في كتابه؟ هذا ما سنبحثه بشيء من التدبر والتفكر لنزدادإيماناً عسى أن نكون من الذين قال الله فيهم: ] (إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْوَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىرَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ] [الأنفال: 2]. ]معجزة الجلد! ]الجلد هو أكبر عضو من أعضاء الجسم، إنه يعمل كغلاف وقائي يقيك شرالمؤثرات المحيطية الضارة مثل الحرارة والبرودة والأوساخ والبكترياوالتلوث... وهو يعزل الجسد عن مختلف أنواع الصدمات والتآكل ويبقي الماءوالجراثيم خارج الجسد ويمنعها من الدخول. ]الجلد يفرز الدهون والزيوت ليبقى في حالة مرنة وناعمة ويقاوم الجفاف،ويحوي الغدد الخاصة بإفراز العرق فتكون هذه الغدد بمثابة أداة لتصريفالسموم والمواد الكيميائية غير الضرورية إلى خارج الجسم. ]الجلد يتألف من طبقات رقيقة تحوي الأنسجة والأوعية الدموية والخلاياالعصبية والشعر والمستقبلات الحسيَّة... ]والجلد في حالة حركة دائمة، فالخلايا تنمو وتتحرك من الطبقات الداخليةإلى السطح الخارجي ثم تموت وتتبدل، ويبدل الجلد كل دقيقة بحدود 40 ألفخلية جلدية! وخلال شهر تتبدل كل خلايا الجلد، أي أن كل واحد منا يغيرجلده كل شهر تقريباً دون أن يشعر! ]إن 95 بالمئة من خلايا الجلد لها مهمة واحدة هي العمل على تجديد الخلايا،و 5 بالمئة تعمل على تلوين الجلد باللون المناسب، أي تعمل على صنعمادة ] melanin ] التي تعطي البشرة لونها، وقد وجد الباحثون أن تعريضالجلد للشمس لفترات طويلة يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد، وتكونالنسبة أكبر لدى النساء، ومن هنا ربما ندرك لماذا أمر الله المرأة بالحجاب! ]تبلغ مساحة سطح الجلد الذي يغطي الإنسان بحدود ] 2 متر ] مربع، أي بحجمبطانية أو شرشف، ويبلغ وزن الجلد على الإنسان المتوسط بحدود 2.7كيلو غرام. والجلد الذي تراه نظيفاً وناعماً وأملساً، يحوي على سطحهملايين البكتريا والجراثيم. وهو يساعد على بقاء الجسم عند درجة الحرارةالصحيحة، ]صورة لسطح الجلد بالمجهر الإلكتروني ونرى عليها عدداً ضخماً من البكترياوالأوساخ والغبار، ومن هنا ندرك لماذا حرص الإسلام على طهارة البدنوعلى الوضوء باستمرار والاغتسال أيضاً! ]ذاكرة الجلد ]لسنوات عديدة حاول العلماء كشف أسرار الذاكرة وتوجهوا إلى أعماق الخليةبهدف الكشف عن أماكن تخزين الذكريات والمعلومات لدى الإنسان. إنهميعلمون أن هنالك ذاكرة وراثية يتم تخزينها في شريط المعلومات الوراثيالمسمى ] DNA ] فماذا كانت نتائج آخر الأبحاث العلمية حول الذاكرة؟]في بحث علمي جديد نشرته مجلة علم الأعصاب في منتصف العام (2007) [1] وجدالباحثون أن الخلايا تحوي جزيئات تسمى ] CaMKII ] وهذه الجزيئاتمسؤولة عن تخزين الذكريات، وهذه النتيجة اكتشفت لأول مرة، وقد تأكد منهاالباحثون من خلال مهاجمة هذه الجزيئات عند الفأر فكانت النتيجة أنهمحيت الذاكرة تماماً ثم بعد ذلك استعادت قدرتها على التخزين، تماماً مثلالقرص الصلب في الكمبيوتر عندما يخزن المعلومات ويمكن أن نمحوها ثمنخزن معلومات أخرى من جديد. ]ويمكن القول إنه من المحتمل أن تكون هذه الذاكرة موجودة في جميع الخلاياللكائنات الحية. وبخاصة أن العلماء بدأوا بالفعل يتحدثون عن ذاكرةللقلب وذاكرة للخلايا وذاكرة للجلد وغير ذلك من أنواع الذاكرة [2]. ]إن هذه الاكتشافات سوف تفيد الأطباء في معالجة الآلام المزمنة، لأن خلاياالجلد مثلاً تتذكر ما مر بها من آلام سابقة، مثل أولئك الذين تمبتر إحدى أيديهم فهم يتألمون وكأن يدهم لا زالت موجودة! ولذلك فإن خلاياالدماغ لا تزال تخزن ذكريات الألم وتتذكر هذه الآلام وتعمل علىتحريضها باستمرار، ولذلك فإن اكتشاف سر الذاكرة سوف يساعد على محي بعضالمعلومات المؤلمة من الخلايا. ]رسم يمثل مقطعاً في الجلد البشري، حيث نلاحظ أن الجلد يتألف من طبقاتوهذه الطبقات تتألف من خلايا، وهذه الخلايا لديها القدرة على تخزينالمعلومات لفترات طويلة، ولذلك يقول العلماء إن للجلد ذاكرة طويلة الأمد! ]وفي دراسة جديدة [2] تبين أن خلايا الجلد تحمي نفسها بشكل دائم من هجومالبكتريا وأن استعمال الهواتف النقالة بكثرة يؤدي إلى نمو بعض أنواعالبكتريا على الجلد، وتعتمد هذه العملية على مدى مناعة الإنسان. والسببفي ذلك أن للجلد مهام حساسة في تخزين المعلومات والأحداث وإن وجودالهاتف النقال بشكل دائم يؤدي إلى التشويش على عمل الخلايا بسبب التردداتالكهرطيسية التي يبثها ويستقبلها هذا الهاتف النقال. ]العلاج بخلايا الجلد! ]يحاول العلماء اليوم الاستفادة من خلايا الجلد المستخلصة من الأجنة(الخلايا الجذعية) ويقولون إن لها تأثيراً مذهلاً في علاج الحروق، فهذهالخلايا لم تختزن بعد أية معلومات تذكر ولذلك هي خلايا نقية ويمكن وضعهالأي إنسان احترقت أجزاء من جسده [4]. ]وهناك محاولات كثيرة للعلماء اليوم للعمل على الاستفادة من الخلاياالجنينية في مراحل مبكرة لأنهم وجدوا منجماً خصباً فيها للعلاج [5]. كمايحاول الباحثون اليوم تعديل الشريط الوراثي لخلايا الجلد حتى ينزعوا منهاالذاكرة والمعلومات المختزنة لتصبح أكثر قابلية للزرع وتجنباًللسرطان [6]. ]كما نجح العلماء اليوم في استنساخ الفئران من خلايا الجلد، لماذا لأن هذهالخلايا تحمل أكبر قدر ممكن من الذاكرة الطويلة! ووجدوا أن الخلاياالجلدية للأنثى تختزن المعلومات أكثر من خلايا الجلد للذكر (طبعاً هذا فيحالة الفئران وقد يكون صحيحاً بالنسبة للبشر) [7]. ]إن الذي يتابع جديد الطب يلاحظ أن لدى العلماء اهتماماً كبيراً فياستغلال خلايا الجلد، فهم يحاولون علاج بعض أمراض السرطان التي تصيبالأطفال باستخدام خلايا جلد معدلة وراثياً، حيث إن هذه الخلايا سيكون لهاأثر فعال في علاج السرطان وتقوية جهاز المناعة ومساعدته على إيقافالتضخم [8]. ]ولكن ماذا عن النواحي الشرعية لمثل هذه الأبحاث؟ بغض النظر عزيزي القارئعن مشروعية مثل هذه التجارب إلا أننا نقدم في هذا البحث ما وصل إليهالعلماء من حقائق، لتكون هذه الحقائق دليلاً على صدق كتاب الله تعالى.طبعاً نحن نؤمن بكل ما جاء به القرآن، ولكن المشككين دائماً يطلبونالدليل على أي شيء يصادفهم وهانحن نقدم لهم الحقائق وعلى ألسنة علمائهم! ]لغة الجلد! ]إن العلماء يؤكدون وجود صوت لخلايا الجلد تنطق به، ولكننا لا نفقه ماتقوله!! وهذا الاكتشاف حديث لم يكن لأحد علم به زمن نزول القرآن ولكنالقرآن أخبرنا بأن كل شيء ينطق ويسبح الله كما سنرى في فقرة لاحقة. ]ويمكننا أن نستمع إلى صوت الـ ] DNA ] داخل الخلايا كما سجله العلماء [9]للاستماع ]Link اضغط هنا.هذا هو رسم لشريط ال "دي إن إي" ويقول العلماء إن هذا الشريط الوراثيالمعقد يصدر ذبذبات صوتية بشكل مستمر، أي أن له لغة ينطق بها!! وهذاالشريط موجود في جميع خلايا الجسد: خلايا العين وخلايا الأذن وخلاياالجلد. ولذلك فمن المحتمل أنه يقوم بتخزين المعلومات بطريقة ما، ومنالممكن استرجاع هذه المعلومات في وقت آخر. ]يوجد في أعماق خلايا الجلد سجلات خاصة أشبه بسجلات الكمبيوتر تحفظالمعلومات والأحداث التي تدور حول الجلد وتحفظ كذلك الأصوات التي تُحكىوالأفعال التي نقوم بها. ويقول الدكتور "كلارك أوتلي" وهو الذي أشرف علىمئات العمليات الخاصة بزرع الجلد ونقله من أشخاص لآخرين: إن الجلديملك ذاكرة طوية جداً، فهو لا ينسى!! ]وقد وصل هذا العالم إلى هذه النتيجة بعد أن وجد أن 70 بالمئة من الذينأُجريت لهم زراعة الجلد من أشخاص آخرين قد أُصيبوا بسرطان الجلد بعدفترة قصيرة من العملية [10]. وهذه مشكلة كبرى لم يستطع الطب أن يجد لهاعلاجاً، ويقول العلماء إن جلد كل إنسان له خصوصية كبيرة فهو خزانللمعلومات ولذلك عندما يتم نقل جزء من هذا الجلد إلى شخص آخر (احترق جلدهمثلاً) فإن الخلايا تنقل معها كل المشاكل والأحداث والمعلوماتالخاصة بذلك الشخص، وهكذا يرفض جسم المريض أي جلد من شخص آخر! ]ولكن يمكننا كمسلمين أن نقترح علاجاً لهذه الظاهرة وهو أن نقرأ القرآنعلى الجلد قبل زراعته حتى يتم تطهيره وتهيئته ليتقبله المريض، وطبعاًنحن نعلم الأثر الكبير للعلاج بالقرآن وأن لصوت القرآن أثراً كبيراً فيإعادة تنشيط الخلايا وإعادة برمجتها على الفطرة التي فطرها اللهعليها. ]كل شيء يتكلم! ]لقد تبين للعلماء أخيراً أن لكل شيء في الكون تردده الصوتي الخاص بهويسمى الرنين الطبيعي، وأن هذا الجسم عندما نعرضه لذبذبات صوتية بتردديساوي تردده الخاص فإنه سيبدأ بالتجاوب والاهتزاز، ولذلك فإن جميعالأشياء في الطبيعة من إنسان أو جماد أو حيوان تتأثر بالصوت. ]ثم بعدما تطورت أجهزة قياس الترددات الصوتية وجد العلماء أن كل شيء فيالكون تقريباً يصدر ترددات صوتيه، فالخلايا تصدر هذه الترددات سواء فيالإنسان أو النبات أو الحيوان. وكذلك النجوم تصدر أصواتاً، والكون فيبداية خلقه أصدر ترددات صوتية بسبب توسعه المفاجئ، وكذلك اكتشف علماءوكالة ناسا أن الثقوب السوداء تصدر ترددات صوتية، وأن النجوم النيوترونيةتصدر ترددات صوتية تشبه صوت المطرقة، واكتشف علماء النيات أصواتاًخفية تصدرها النباتات وتتأثر بالأصوات أيضاً، الحشرات بجمع أنواعها لهاترددات صوتية خاصة بها، حتى إن خلايا القلب تصدر ترددات صوتية خاصةبها..... وهكذا كل شيء ينطق في هذا الكون! ]وجه الإعجاز ]1- من خلال الحقائق السابقة يمكنني أن أقول لك إن ما تراه على سطح جلدكهو خلايا ميتة على وشك السقوط، ونحن كمؤمنين علمنا القرآن كيف نجعلخلايا جلدنا أكثر نشاطاً وحيوية من خلال تفاعلها وتأثرها بكلام اللهتعالى، يقول تعالى: ( ] اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًامُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَرَبَّهُمْ ] ) [الزمر: 23]. أي أن قراءة القرآن والتأثر بسماعه هوأفضل وسيلة لحماية خلايا الجلد وخلايا الجسد بشكل عام. ]2- رأينا كيف أن خلايا الجلد تتجدد وتتبدل باستمرار، وهذا الموضوع أشارإليه القرآن في عذاب أولئك الذين كفروا بآيات الله حيث تُبدل جلودهمباستمرار ليبقى العذاب مستمراً، يقول تعالى: ] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوابِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْجُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) ] [النساء: 56]. فكلمااحترقت الخلايا العصبية وأوشك الإحساس بالألم على الزوال تجددت هذهالخلايا وأصبح العذاب أشد، ولذلك كان أكثر دعاء النبي عليه الصلاةوالسلام: اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك! ]3- يقول العلماء اليوم إن خلايا الجلد تتأثر بالترددات الصوتية بلوتتجاوب معها، وبخاصة بعد أن اكتشف العلماء الذبذبات الصوتية التي يصدرهاالشريط الوراثي المسمى ] DNA ] ، إذن الجلد عندما يقشعر بنتيجة الاستماعإلى خبر ما سار أو مؤلم فإن هذا نوع من التجاوب مع الصوت الذياستمع إليه هذا الإنسان. ]وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: ] (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَالْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُالَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْإِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْيَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ] [الزمر: 23].فهذه الآية تؤكد أن خلايا الجلد عند المؤمن تتأثر بصوت القرآنوتتجاوب وتقشعر، بينما تجد الكافر لا يتأثر، لماذا؟ لأن خلايا جلدهاختزنت النفاق والكفر والفواحش والأفعال السيئة فلم تعد تستجيب لأيترددات صوتية إيمانية! ]4- من خلال الحقائق السابقة يمكن القول إن جميع الخلايا تملك ذاكرة خاصةبها، وبخاصة خلايا السمع والبصر، ولذلك فإن هذا السمع وهذا البصرسيشهدان على صاحبهما يوم القيامة بما فعله من أعمال سيئة في الدنيا. ]ولكن الإنسان في ذلك اليوم لا يستغرب من شهادة السمع لأن الأذن كانت تسمعما يقوله وما يُقال أمامه، وكذلك لا يستغرب شهادة البصر لأن العينكانت ترى ما ينظر إليه وتخزن المشاهد التي فيها معصية لله تعالى. هذاالإنسان يكون على قدر كبير من التعجب من شهادة جلده عليه، إذ أنالإنسان لا يتصور أن الجلد له دور في تخزين المعلومات والأحداث! ]ولذلك فإن هؤلاء الناس يسألون جلودهم يوم القيامة بقولهم ] (لِمَشَهِدْتُمْ عَلَيْنَا) ] فتقول هذه الجلود: ] (أَنْطَقَنَا اللَّهُالَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ] وهنا تتجلى معجزة ثانية أيضاً، فكيفيمكن لكل شيء أن ينطق؟! ]5- بما أن لكل شيء تردده الصوتي الخاص كما رأينا [11]، لذلك فإن اللهتبارك وتعالى قال: ] (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِوَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًاغَفُورًا) ] [الإسراء: 44]. ويوم القيامة سوف يسمع الإنسان أصوات هذهالمخلوقات والتي لم يكن يسمعها في الدنيا، سوف يسمع صوت جلده وهو يشهدعليه ويقول له: أتذكر يوم كذا وكذا عندما كنت تقوم بهذه الفاحشة وتظنأنه لا يراك أحد؟ ويقول له سمعه أتذكر عندما كنتَ تستمع إلى ما حرم اللهمن الأغاني والكلام الفاحش؟ ويقول له بصره أتذكر عندما كنتَ تنظرإلى ما حرَّم الله من النساء والشهوات؟ ]وأخيراً ]أخي المؤمن، أختي المؤمنة! ينبغي علينا في كل لحظة من لحظات حياتنا أننتذكر ذلك المشهد عندما تشهد علينا جلودنا، تذكروا معي أن هذا الجلدالذي سخره الله لك ليكون وقاية وحماية لجسدك وهو يصاحبك منذ أن تكون فيبطن أمك، هذا الجلد سيكون عدواً لك يوم القيامة، إلا إذا أكثرت منالأعمال الصالحة فإن جلدك سيكون شاهداً معك لا عليك. ]نسأل الله تعالى أن يجعل كل لحظة في حياتنا طاعة لله وعملاً صالحاً لانبتغي به إلا وجه الله تعالى. ونتأمل من جديد هذا النص القرآني الذيينبغي على كل منا أن يحفظه في قلبه ويتذكره كلما أمرتنا أنفسنا بالسوء: ](وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْيُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْسَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(20)وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَااللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَمَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ] [فصلت: 19-21]. ]ــــــــــــــــ ]
منقول
إنها آيات عظيمة تشهد على عظمة كلام الله سبحانه وتعالى، فهو القائل عننفسه: ] (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) ] [النساء: 122].وفي كل يوم تكشف الأبحاث العلمية لنا حقائق جديدة لم يكن لأحد علم بهاوبعد أن نتأمل هذه الحقائق جيداً نرى في كتاب الله تعالى إشاراتواضحة لها، وهذا يدل على أن القرآن كتاب الله عز وجل. ]ومن الآيات التي تستحق الوقوف أمامها طويلاً وتدبرها جيداً ذلك المشهدالذي صوره لنا القرآن من مشاهد يوم القيامة، عندما يُعرض أولئكالمشككون بكلام الله على النار لتشهد عليهم جلودهم بما كانوا يفترون علىالله كذباً في الدنيا، يقول تعالى: ] (وَيَوْمَ يُحْشَرُأَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَامَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْوَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْلِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِيأَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِتُرْجَعُونَ) ] [فصلت: 19-21]. ]وهنا لابد من طرح عدة أسئلة حول هذا النص العظيم: كيف يمكن للسمع والبصروالجلد أن ينطق ويتكلم؟ وكيف يمكن أن ينطق كل شيء؟ ولماذا ذكر اللهتعالى هذا النص في كتابه؟ هذا ما سنبحثه بشيء من التدبر والتفكر لنزدادإيماناً عسى أن نكون من الذين قال الله فيهم: ] (إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْوَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىرَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ] [الأنفال: 2]. ]معجزة الجلد! ]الجلد هو أكبر عضو من أعضاء الجسم، إنه يعمل كغلاف وقائي يقيك شرالمؤثرات المحيطية الضارة مثل الحرارة والبرودة والأوساخ والبكترياوالتلوث... وهو يعزل الجسد عن مختلف أنواع الصدمات والتآكل ويبقي الماءوالجراثيم خارج الجسد ويمنعها من الدخول. ]الجلد يفرز الدهون والزيوت ليبقى في حالة مرنة وناعمة ويقاوم الجفاف،ويحوي الغدد الخاصة بإفراز العرق فتكون هذه الغدد بمثابة أداة لتصريفالسموم والمواد الكيميائية غير الضرورية إلى خارج الجسم. ]الجلد يتألف من طبقات رقيقة تحوي الأنسجة والأوعية الدموية والخلاياالعصبية والشعر والمستقبلات الحسيَّة... ]والجلد في حالة حركة دائمة، فالخلايا تنمو وتتحرك من الطبقات الداخليةإلى السطح الخارجي ثم تموت وتتبدل، ويبدل الجلد كل دقيقة بحدود 40 ألفخلية جلدية! وخلال شهر تتبدل كل خلايا الجلد، أي أن كل واحد منا يغيرجلده كل شهر تقريباً دون أن يشعر! ]إن 95 بالمئة من خلايا الجلد لها مهمة واحدة هي العمل على تجديد الخلايا،و 5 بالمئة تعمل على تلوين الجلد باللون المناسب، أي تعمل على صنعمادة ] melanin ] التي تعطي البشرة لونها، وقد وجد الباحثون أن تعريضالجلد للشمس لفترات طويلة يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد، وتكونالنسبة أكبر لدى النساء، ومن هنا ربما ندرك لماذا أمر الله المرأة بالحجاب! ]تبلغ مساحة سطح الجلد الذي يغطي الإنسان بحدود ] 2 متر ] مربع، أي بحجمبطانية أو شرشف، ويبلغ وزن الجلد على الإنسان المتوسط بحدود 2.7كيلو غرام. والجلد الذي تراه نظيفاً وناعماً وأملساً، يحوي على سطحهملايين البكتريا والجراثيم. وهو يساعد على بقاء الجسم عند درجة الحرارةالصحيحة، ]صورة لسطح الجلد بالمجهر الإلكتروني ونرى عليها عدداً ضخماً من البكترياوالأوساخ والغبار، ومن هنا ندرك لماذا حرص الإسلام على طهارة البدنوعلى الوضوء باستمرار والاغتسال أيضاً! ]ذاكرة الجلد ]لسنوات عديدة حاول العلماء كشف أسرار الذاكرة وتوجهوا إلى أعماق الخليةبهدف الكشف عن أماكن تخزين الذكريات والمعلومات لدى الإنسان. إنهميعلمون أن هنالك ذاكرة وراثية يتم تخزينها في شريط المعلومات الوراثيالمسمى ] DNA ] فماذا كانت نتائج آخر الأبحاث العلمية حول الذاكرة؟]في بحث علمي جديد نشرته مجلة علم الأعصاب في منتصف العام (2007) [1] وجدالباحثون أن الخلايا تحوي جزيئات تسمى ] CaMKII ] وهذه الجزيئاتمسؤولة عن تخزين الذكريات، وهذه النتيجة اكتشفت لأول مرة، وقد تأكد منهاالباحثون من خلال مهاجمة هذه الجزيئات عند الفأر فكانت النتيجة أنهمحيت الذاكرة تماماً ثم بعد ذلك استعادت قدرتها على التخزين، تماماً مثلالقرص الصلب في الكمبيوتر عندما يخزن المعلومات ويمكن أن نمحوها ثمنخزن معلومات أخرى من جديد. ]ويمكن القول إنه من المحتمل أن تكون هذه الذاكرة موجودة في جميع الخلاياللكائنات الحية. وبخاصة أن العلماء بدأوا بالفعل يتحدثون عن ذاكرةللقلب وذاكرة للخلايا وذاكرة للجلد وغير ذلك من أنواع الذاكرة [2]. ]إن هذه الاكتشافات سوف تفيد الأطباء في معالجة الآلام المزمنة، لأن خلاياالجلد مثلاً تتذكر ما مر بها من آلام سابقة، مثل أولئك الذين تمبتر إحدى أيديهم فهم يتألمون وكأن يدهم لا زالت موجودة! ولذلك فإن خلاياالدماغ لا تزال تخزن ذكريات الألم وتتذكر هذه الآلام وتعمل علىتحريضها باستمرار، ولذلك فإن اكتشاف سر الذاكرة سوف يساعد على محي بعضالمعلومات المؤلمة من الخلايا. ]رسم يمثل مقطعاً في الجلد البشري، حيث نلاحظ أن الجلد يتألف من طبقاتوهذه الطبقات تتألف من خلايا، وهذه الخلايا لديها القدرة على تخزينالمعلومات لفترات طويلة، ولذلك يقول العلماء إن للجلد ذاكرة طويلة الأمد! ]وفي دراسة جديدة [2] تبين أن خلايا الجلد تحمي نفسها بشكل دائم من هجومالبكتريا وأن استعمال الهواتف النقالة بكثرة يؤدي إلى نمو بعض أنواعالبكتريا على الجلد، وتعتمد هذه العملية على مدى مناعة الإنسان. والسببفي ذلك أن للجلد مهام حساسة في تخزين المعلومات والأحداث وإن وجودالهاتف النقال بشكل دائم يؤدي إلى التشويش على عمل الخلايا بسبب التردداتالكهرطيسية التي يبثها ويستقبلها هذا الهاتف النقال. ]العلاج بخلايا الجلد! ]يحاول العلماء اليوم الاستفادة من خلايا الجلد المستخلصة من الأجنة(الخلايا الجذعية) ويقولون إن لها تأثيراً مذهلاً في علاج الحروق، فهذهالخلايا لم تختزن بعد أية معلومات تذكر ولذلك هي خلايا نقية ويمكن وضعهالأي إنسان احترقت أجزاء من جسده [4]. ]وهناك محاولات كثيرة للعلماء اليوم للعمل على الاستفادة من الخلاياالجنينية في مراحل مبكرة لأنهم وجدوا منجماً خصباً فيها للعلاج [5]. كمايحاول الباحثون اليوم تعديل الشريط الوراثي لخلايا الجلد حتى ينزعوا منهاالذاكرة والمعلومات المختزنة لتصبح أكثر قابلية للزرع وتجنباًللسرطان [6]. ]كما نجح العلماء اليوم في استنساخ الفئران من خلايا الجلد، لماذا لأن هذهالخلايا تحمل أكبر قدر ممكن من الذاكرة الطويلة! ووجدوا أن الخلاياالجلدية للأنثى تختزن المعلومات أكثر من خلايا الجلد للذكر (طبعاً هذا فيحالة الفئران وقد يكون صحيحاً بالنسبة للبشر) [7]. ]إن الذي يتابع جديد الطب يلاحظ أن لدى العلماء اهتماماً كبيراً فياستغلال خلايا الجلد، فهم يحاولون علاج بعض أمراض السرطان التي تصيبالأطفال باستخدام خلايا جلد معدلة وراثياً، حيث إن هذه الخلايا سيكون لهاأثر فعال في علاج السرطان وتقوية جهاز المناعة ومساعدته على إيقافالتضخم [8]. ]ولكن ماذا عن النواحي الشرعية لمثل هذه الأبحاث؟ بغض النظر عزيزي القارئعن مشروعية مثل هذه التجارب إلا أننا نقدم في هذا البحث ما وصل إليهالعلماء من حقائق، لتكون هذه الحقائق دليلاً على صدق كتاب الله تعالى.طبعاً نحن نؤمن بكل ما جاء به القرآن، ولكن المشككين دائماً يطلبونالدليل على أي شيء يصادفهم وهانحن نقدم لهم الحقائق وعلى ألسنة علمائهم! ]لغة الجلد! ]إن العلماء يؤكدون وجود صوت لخلايا الجلد تنطق به، ولكننا لا نفقه ماتقوله!! وهذا الاكتشاف حديث لم يكن لأحد علم به زمن نزول القرآن ولكنالقرآن أخبرنا بأن كل شيء ينطق ويسبح الله كما سنرى في فقرة لاحقة. ]ويمكننا أن نستمع إلى صوت الـ ] DNA ] داخل الخلايا كما سجله العلماء [9]للاستماع ]Link اضغط هنا.هذا هو رسم لشريط ال "دي إن إي" ويقول العلماء إن هذا الشريط الوراثيالمعقد يصدر ذبذبات صوتية بشكل مستمر، أي أن له لغة ينطق بها!! وهذاالشريط موجود في جميع خلايا الجسد: خلايا العين وخلايا الأذن وخلاياالجلد. ولذلك فمن المحتمل أنه يقوم بتخزين المعلومات بطريقة ما، ومنالممكن استرجاع هذه المعلومات في وقت آخر. ]يوجد في أعماق خلايا الجلد سجلات خاصة أشبه بسجلات الكمبيوتر تحفظالمعلومات والأحداث التي تدور حول الجلد وتحفظ كذلك الأصوات التي تُحكىوالأفعال التي نقوم بها. ويقول الدكتور "كلارك أوتلي" وهو الذي أشرف علىمئات العمليات الخاصة بزرع الجلد ونقله من أشخاص لآخرين: إن الجلديملك ذاكرة طوية جداً، فهو لا ينسى!! ]وقد وصل هذا العالم إلى هذه النتيجة بعد أن وجد أن 70 بالمئة من الذينأُجريت لهم زراعة الجلد من أشخاص آخرين قد أُصيبوا بسرطان الجلد بعدفترة قصيرة من العملية [10]. وهذه مشكلة كبرى لم يستطع الطب أن يجد لهاعلاجاً، ويقول العلماء إن جلد كل إنسان له خصوصية كبيرة فهو خزانللمعلومات ولذلك عندما يتم نقل جزء من هذا الجلد إلى شخص آخر (احترق جلدهمثلاً) فإن الخلايا تنقل معها كل المشاكل والأحداث والمعلوماتالخاصة بذلك الشخص، وهكذا يرفض جسم المريض أي جلد من شخص آخر! ]ولكن يمكننا كمسلمين أن نقترح علاجاً لهذه الظاهرة وهو أن نقرأ القرآنعلى الجلد قبل زراعته حتى يتم تطهيره وتهيئته ليتقبله المريض، وطبعاًنحن نعلم الأثر الكبير للعلاج بالقرآن وأن لصوت القرآن أثراً كبيراً فيإعادة تنشيط الخلايا وإعادة برمجتها على الفطرة التي فطرها اللهعليها. ]كل شيء يتكلم! ]لقد تبين للعلماء أخيراً أن لكل شيء في الكون تردده الصوتي الخاص بهويسمى الرنين الطبيعي، وأن هذا الجسم عندما نعرضه لذبذبات صوتية بتردديساوي تردده الخاص فإنه سيبدأ بالتجاوب والاهتزاز، ولذلك فإن جميعالأشياء في الطبيعة من إنسان أو جماد أو حيوان تتأثر بالصوت. ]ثم بعدما تطورت أجهزة قياس الترددات الصوتية وجد العلماء أن كل شيء فيالكون تقريباً يصدر ترددات صوتيه، فالخلايا تصدر هذه الترددات سواء فيالإنسان أو النبات أو الحيوان. وكذلك النجوم تصدر أصواتاً، والكون فيبداية خلقه أصدر ترددات صوتية بسبب توسعه المفاجئ، وكذلك اكتشف علماءوكالة ناسا أن الثقوب السوداء تصدر ترددات صوتية، وأن النجوم النيوترونيةتصدر ترددات صوتية تشبه صوت المطرقة، واكتشف علماء النيات أصواتاًخفية تصدرها النباتات وتتأثر بالأصوات أيضاً، الحشرات بجمع أنواعها لهاترددات صوتية خاصة بها، حتى إن خلايا القلب تصدر ترددات صوتية خاصةبها..... وهكذا كل شيء ينطق في هذا الكون! ]وجه الإعجاز ]1- من خلال الحقائق السابقة يمكنني أن أقول لك إن ما تراه على سطح جلدكهو خلايا ميتة على وشك السقوط، ونحن كمؤمنين علمنا القرآن كيف نجعلخلايا جلدنا أكثر نشاطاً وحيوية من خلال تفاعلها وتأثرها بكلام اللهتعالى، يقول تعالى: ( ] اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًامُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَرَبَّهُمْ ] ) [الزمر: 23]. أي أن قراءة القرآن والتأثر بسماعه هوأفضل وسيلة لحماية خلايا الجلد وخلايا الجسد بشكل عام. ]2- رأينا كيف أن خلايا الجلد تتجدد وتتبدل باستمرار، وهذا الموضوع أشارإليه القرآن في عذاب أولئك الذين كفروا بآيات الله حيث تُبدل جلودهمباستمرار ليبقى العذاب مستمراً، يقول تعالى: ] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوابِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْجُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) ] [النساء: 56]. فكلمااحترقت الخلايا العصبية وأوشك الإحساس بالألم على الزوال تجددت هذهالخلايا وأصبح العذاب أشد، ولذلك كان أكثر دعاء النبي عليه الصلاةوالسلام: اللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك! ]3- يقول العلماء اليوم إن خلايا الجلد تتأثر بالترددات الصوتية بلوتتجاوب معها، وبخاصة بعد أن اكتشف العلماء الذبذبات الصوتية التي يصدرهاالشريط الوراثي المسمى ] DNA ] ، إذن الجلد عندما يقشعر بنتيجة الاستماعإلى خبر ما سار أو مؤلم فإن هذا نوع من التجاوب مع الصوت الذياستمع إليه هذا الإنسان. ]وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى: ] (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَالْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُالَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْإِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْيَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ] [الزمر: 23].فهذه الآية تؤكد أن خلايا الجلد عند المؤمن تتأثر بصوت القرآنوتتجاوب وتقشعر، بينما تجد الكافر لا يتأثر، لماذا؟ لأن خلايا جلدهاختزنت النفاق والكفر والفواحش والأفعال السيئة فلم تعد تستجيب لأيترددات صوتية إيمانية! ]4- من خلال الحقائق السابقة يمكن القول إن جميع الخلايا تملك ذاكرة خاصةبها، وبخاصة خلايا السمع والبصر، ولذلك فإن هذا السمع وهذا البصرسيشهدان على صاحبهما يوم القيامة بما فعله من أعمال سيئة في الدنيا. ]ولكن الإنسان في ذلك اليوم لا يستغرب من شهادة السمع لأن الأذن كانت تسمعما يقوله وما يُقال أمامه، وكذلك لا يستغرب شهادة البصر لأن العينكانت ترى ما ينظر إليه وتخزن المشاهد التي فيها معصية لله تعالى. هذاالإنسان يكون على قدر كبير من التعجب من شهادة جلده عليه، إذ أنالإنسان لا يتصور أن الجلد له دور في تخزين المعلومات والأحداث! ]ولذلك فإن هؤلاء الناس يسألون جلودهم يوم القيامة بقولهم ] (لِمَشَهِدْتُمْ عَلَيْنَا) ] فتقول هذه الجلود: ] (أَنْطَقَنَا اللَّهُالَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ] وهنا تتجلى معجزة ثانية أيضاً، فكيفيمكن لكل شيء أن ينطق؟! ]5- بما أن لكل شيء تردده الصوتي الخاص كما رأينا [11]، لذلك فإن اللهتبارك وتعالى قال: ] (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِوَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًاغَفُورًا) ] [الإسراء: 44]. ويوم القيامة سوف يسمع الإنسان أصوات هذهالمخلوقات والتي لم يكن يسمعها في الدنيا، سوف يسمع صوت جلده وهو يشهدعليه ويقول له: أتذكر يوم كذا وكذا عندما كنت تقوم بهذه الفاحشة وتظنأنه لا يراك أحد؟ ويقول له سمعه أتذكر عندما كنتَ تستمع إلى ما حرم اللهمن الأغاني والكلام الفاحش؟ ويقول له بصره أتذكر عندما كنتَ تنظرإلى ما حرَّم الله من النساء والشهوات؟ ]وأخيراً ]أخي المؤمن، أختي المؤمنة! ينبغي علينا في كل لحظة من لحظات حياتنا أننتذكر ذلك المشهد عندما تشهد علينا جلودنا، تذكروا معي أن هذا الجلدالذي سخره الله لك ليكون وقاية وحماية لجسدك وهو يصاحبك منذ أن تكون فيبطن أمك، هذا الجلد سيكون عدواً لك يوم القيامة، إلا إذا أكثرت منالأعمال الصالحة فإن جلدك سيكون شاهداً معك لا عليك. ]نسأل الله تعالى أن يجعل كل لحظة في حياتنا طاعة لله وعملاً صالحاً لانبتغي به إلا وجه الله تعالى. ونتأمل من جديد هذا النص القرآني الذيينبغي على كل منا أن يحفظه في قلبه ويتذكره كلما أمرتنا أنفسنا بالسوء: ](وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْيُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْسَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(20)وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَااللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَمَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ] [فصلت: 19-21]. ]ــــــــــــــــ ]
منقول