المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً !! العلامة عبد المحسن العباد/الجزء الأول



أبوأنفال
10 Mar 2009, 01:12 PM
بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً !! ويحكم ... أفيقوا يا شباب !!

للشيخ العلامة عبد المحسن بن حمد العباد - حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأَشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، اللهمَّ صلّ ِوسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن سلك سبيلَه واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد، فإنَّ للشيطان مدخلَين على المسلمين يَنْفذُ مِنهما إلى إغوائهم وإضلالهم.
أحدهما: أنَّه إذا كان المسلمُ من أهل التفريط والمعاصي،زيَّن له المعاصي والشهوات ليبقى بعيداً عن طاعة الله ورسوله ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( حُفَّت الجنَّة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات ) رواه البخاري6487ومسلم (2822.
والثاني: أنَّه إذا كان المسلم من أهل الطاعةوالعبادة زيَّن له الإفراط والغلوَّ في الدِّين ليفسد عليه دينه، وقد قال الله عزَّوجلَّ: ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْعَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ) ، وقال: ( قُلْْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَتَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ،وقال صلى الله عليه وسلم : ( إيَّاكم والغلوَّ في الدِّين؛ فإنَّما هلك مَن كان قبلكم بالغلوِّ في الدِّين )، وهو حديث صحيح، أخرجه النسائي وغيرُه، وهو من أحاديث حَجة الوداع، انظر تخريجه في السلسلة الصحيحة للألباني (1283.
ومِن مكائدالشيطان لهؤلاء المُفْرطين الغالين أنَّه يُزيِّن لهم اتِّباعَ الهوى وركوبَ رؤوسهم وسوءَ الفهم في الدِّين، ويُزهِّدهم في الرجوع إلى أهل العلم؛ لئلاَّيُبصِّروهم ويُرشدوهم إلى الصواب، وليبقوا في غيِّهم وضلالهم، قال الله عزَّ وجلَّ: وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )، وقال تعالى وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ )، وقال: ( أَفَمَنزُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُوقال: ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُعَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ )، وقال تعالى هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُمُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ.
وفي صحيح البخاري (4547)، ومسلم (2665) عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية، فقال: ( إذا رأيتُم الذين يتَّبعون ما تَشَابَه مِنهُ فأولئك الذين سَمَّى الله فاحذروهم )، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من يُرِدالله به خيراً يفقِّهه في الدِّين ) رواه البخاري (71) ومسلم (1037)، وهو يدلُّ بِمَنْطُوقِهِ على أنَّ مِن علامة إرادة الله الخير بالعبد أن يفقهه في الدِّين،ويدلُّ بمفهومه على أنَّ مَن لَم يُرد الله به خيراً لم يحصل له الفقه في الدِّين،بل يُبتلى بسوء الفهم في الدِّين.
يـُــــتبع..........
[نلتقى في الجزء الثاني إن شاء الله ]

الدنيا فناء
10 Mar 2009, 04:00 PM
اذا كان الجهاد هذا في افغنستان فهو جهاد لان هناك كفار اما اذا في بلاد عربيه فلا والله اعلم ويجب ان نساعد هؤلاء في حل مشكلتهم لانهم فيهم خير لكن طرا عليهم شي بارك الله فيك

أبوأنفال
10 Mar 2009, 08:46 PM
اذا كان الجهاد هذا في افغنستان فهو جهاد لان هناك كفار اما اذا في بلاد عربيه فلا والله اعلم ويجب ان نساعد هؤلاء في حل مشكلتهم لانهم فيهم خير لكن طرا عليهم شي بارك الله فيك
المكتوب بيـّـن من عنوانه
هل سمعت أختاه بحادثة ((إقليم كونر ))من قــُتل فيه ؟؟
قــتل فيه جميل الرحمان ؟
وهل تعرفين من هو جميل الرحمان؟
و هل تعرفين من قتله ؟
أنا في انتظار الإجابة أختاه

العزة للاسلام
11 Mar 2009, 01:01 PM
بارك الله فيك ابو انفال

أبوأنفال
12 Mar 2009, 09:47 AM
بارك الله فيك ابو انفال
و فيك بارك الله أخي -العزة للإسلام-

البركات
16 Mar 2009, 12:48 PM
بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً !! ويحكم ... أفيقوا يا شباب !!




للشيخ العلامة عبد المحسن بن حمد العباد - حفظه الله -


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأَشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، اللهمَّ صلّ ِوسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومَن سلك سبيلَه واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد، فإنَّ للشيطان مدخلَين على المسلمين يَنْفذُ مِنهما إلى إغوائهم وإضلالهم.
أحدهما: أنَّه إذا كان المسلمُ من أهل التفريط والمعاصي،زيَّن له المعاصي والشهوات ليبقى بعيداً عن طاعة الله ورسوله ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( حُفَّت الجنَّة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات ) رواه البخاري6487ومسلم (2822.
والثاني: أنَّه إذا كان المسلم من أهل الطاعةوالعبادة زيَّن له الإفراط والغلوَّ في الدِّين ليفسد عليه دينه، وقد قال الله عزَّوجلَّ: ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْعَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ) ، وقال: ( قُلْْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَتَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ،وقال صلى الله عليه وسلم : ( إيَّاكم والغلوَّ في الدِّين؛ فإنَّما هلك مَن كان قبلكم بالغلوِّ في الدِّين )، وهو حديث صحيح، أخرجه النسائي وغيرُه، وهو من أحاديث حَجة الوداع، انظر تخريجه في السلسلة الصحيحة للألباني (1283.
ومِن مكائدالشيطان لهؤلاء المُفْرطين الغالين أنَّه يُزيِّن لهم اتِّباعَ الهوى وركوبَ رؤوسهم وسوءَ الفهم في الدِّين، ويُزهِّدهم في الرجوع إلى أهل العلم؛ لئلاَّيُبصِّروهم ويُرشدوهم إلى الصواب، وليبقوا في غيِّهم وضلالهم، قال الله عزَّ وجلَّ: وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )، وقال تعالى وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ )، وقال: ( أَفَمَنزُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُوقال: ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُعَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ )، وقال تعالى هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُمُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَاتَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ.
وفي صحيح البخاري (4547)، ومسلم (2665) عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية، فقال: ( إذا رأيتُم الذين يتَّبعون ما تَشَابَه مِنهُ فأولئك الذين سَمَّى الله فاحذروهم )، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من يُرِدالله به خيراً يفقِّهه في الدِّين ) رواه البخاري (71) ومسلم (1037)، وهو يدلُّ بِمَنْطُوقِهِ على أنَّ مِن علامة إرادة الله الخير بالعبد أن يفقهه في الدِّين،ويدلُّ بمفهومه على أنَّ مَن لَم يُرد الله به خيراً لم يحصل له الفقه في الدِّين،بل يُبتلى بسوء الفهم في الدِّين.
يـُــــتبع..........










ومن سوء الفهم في الدِّين ما حصل للخوارج الذين خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه وقاتلوه، فإنَّهم فهموا النصوصَ الشرعية فهماًخاطئاً مخالفاً لفهم الصحابة رضي الله عنهم، ولهذا لَمَّا ناظرهم ابن عباس رضي الله عنهما بيَّن لهم الفهمَ الصحيح للنصوص، فرجع مَن رجع منهم، وبقي من لم يرجع على ضلاله، وقصَّة مناظرته لهم في مستدرك الحاكم (2/150 ـ 152)، وهي بإسناد صحيح على شرط مسلم، وفيها قول ابن عباس: ( أتيتُكم من عند صحابة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، لأبلِّغكم ما يقولون، المخبرون بما يقولون، فعليهم نزل القرآن، وهم أعلمُ بالوحي منكم، وفيهم أُنزِل، وليس فيكم منهم أحد، فقال بعضُهم: لاتخاصموا قريشاً، فإنَّ الله يقول:( بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ )، قال ابن عباس: وأَتيتُ قوماً لَم أرَ قوماً قَطُّ أشدَّ اجتهاداً منهم، مسهمة وُجوههم من السَّهر،كأنَّ أيديهم وركبهم تثنى عليهم، فمضى مَن حضر، فقال بعضُهم: لَنَكلِّمنَّه ولننظرنَّ ما يقول، قلت: أخبروني ماذا نقمتم على ابن عمِّ رسول الله صلى الله عليهوسلم وصهره والمهاجرين والأنصار؟ قالوا: ثلاثاً، قلت: ما هنَّ؟ قالوا: أمَّاإحداهنَّ فإنَّه حكم الرِّجالَ في أمر الله، وقال الله تعالى( إِنِ الْحُكْمُإِلاَّ لِلّهِ ) ، وما للرِّجال وما للحكم، فقُلتُ: هذه واحدة، قالوا: وأمَّاالأُخرى فإنَّه قاتَلَ ولَم يَسْب ولَم يَغنَم، فَلَئِنْ كان الذي قاتل كُفَّاراً لقد حَلَّ سَبيُهم وغنيمتهم، ولئن كانوا مُؤمنين ما حَلَّ قتالُهم، قُلتُ: هذه ثنتان، فما الثالثة؟ قال: إنَّه مَحَا نفسَه من أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين،قلت: أَعندكم سوى هذا؟ قالوا: حسبنا هذا، فقلتُ لهم: أرأيتم إن قرأتُ عليكم مِن كتاب الله ومن سنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ما يُردُّ به قولُكم أتَرضَون؟قالوا: نعم! فقلتُ: أمَّا قولكم: حَكَّمَ الرِّجال في أمر الله، فأنا أقرأ عليكم ماقد رُدَّ حُكمُه إلى الرِّجال في ثمن ربع درهم، في أرنب ونحوها من الصيد، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ) إلى قوله: ( يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ )، فَنَاشدتكم الله: أحُكم الرِّجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أَمْ حُكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم؟! وأن تعلموا أنَّ الله لو شاء لَحَكم ولَم يُصيِّر ذلك إلى الرِّجال، وفي المرأة وزوجها قال الله عزَّ وجلَّ (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا )، فجعل الله حكم الرِّجال سُنة مأمونة، أخَرَجتُ مِن هذه؟ قالوا: نعم! قال: وأمَّا قولكم: قاتَل ولم يَسْب ولم يَغنم، أَتَسبُون أُمَّكم عائشة، ثمَّ تَستحلُّون منها ما يُستَحلُّ من غيرها؟! فلئن فعلتُم لقد كَفَرتُم، وهي أُمُّكم،ولئن قلتُم: ليست أمَّنا لقد كفرتُم؛ فإنَّ الله يقول: ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )، فأنتم تَدُورُونَ بين ضلالَتين، أيّهما صِرتُم إليها صِرتُم إلى ضلالة، فنظر بعضُهم إلى بعض، قلت: أخرجتُ من هذه؟ قالوا: نعم! وأمَّا قولكم: مَحا اسمَه من أمير المؤمنين،فأنا آتيكم بمَن ترضَون وأريكم، قد سمعتُم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يوم الحُديبية كاتَبَ سُهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين: اكتب يا علي: هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله، فقال المشركون: لا والله! لو نعلم أنَّك رسول الله ما قاتلناك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللَّهم إنَّك تعلمُ أنِّي رسول الله، اكتب يا علي: هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله، فوالله لرسول الله خيرٌ من علي، وما أخرجه من النبوة حين محانفسَه، قال عبد الله بن عباس: فرجع من القوم ألفان وقُتل سائرُهم على ضلالة.



ففي هذه القصة أنَّ ألفين من الخوارج رجعوا عن باطلهم؛ للإيضاح والبيان الذي حصل من ابن عباس رضي الله عنهما، وفي ذلك دليلٌ على أنَّ الرجوعَ إلى أهلالعلم فيه السلامة من الشرور والفتن، وقد قال الله عزَّ وجلَّ( فَاسْأَلُواْأَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ


ومِمَّا يدلُّ على أنَّ الرجوع إلى أهل العلم خيرٌ للمسلمين في أمور دينهم ودنياهم ما رواه مسلم في صحيحه191عن يزيد الفقير قال: ( كنتُ قد شَغَفَنِي رأيٌ من رأي الخوارج، فخرجنا في عِصابةٍ ذوي عدد نريد أن نحجَّ، ثمَّ نخرجَ على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يُحدِّث القومَ ـ جالسٌ إلى ساريةٍ ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنَّميِّين، قال: فقلتُ له: يا صاحبَ رسو ل الله! ما هذا الذي تُحدِّثون؟ والله يقول(( إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْأَخْزَيْتَهُ )، و( كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا،) فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأُ القرآنَ؟ قلتُ: نعم! قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام، يعني الذي يبعثه فيه؟ قلتُ: نعم! قال: فإنَّه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج اللهُ به مَن يُخرج. قال: ثمَّ نعتَ وضعَ الصِّراط ومرَّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنَّه قد زعم أنَّ قوماً يَخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيخرجون كأنَّهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنَّة فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنَّهم القراطيس. فرجعنا، قلنا: وَيْحَكم! أَتَروْنَ الشيخَ يَكذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فرجعنا، فلا - والله! - ما خرج منَّا غيرُ رَجل واحد، أو كما قال أبو نعيم). وأبو نعيم هو الفضل بن دكين هو أحد رجال الإسناد، وقد أورد ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى من سورة المائدة: ( يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ) حديث جابر هذا عند ابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهما، وهو يدلُّ على أنَّ هذه العصابةَ ابتُليت بالإعجاب برأي الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة وتخليده في النار، وأنَّهم بلقائهم جابراً رضي الله عنه وبيانه لهم صاروا إلى ما أرشدهم إليه، وتركوا الباطلَ الذي فهموه، وأنَّهم عدلوا عن الخروج الذي همُّوا به بعد الحجِّ، وهذه من أعظم الفوائد التي يستفيدها المسلم برجوعه إلى أهل العلم.

- ويدلُّ لخطورة الغلو في الدِّين والانحراف عن الحقِّ ومجانبة ماكان عليه أهل السنَّة والجماعة قوله صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه : إنَّ أخوفَ ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رُئيت بهجته عليه وكان ردءاًللإسلام، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قلت: يانبيَّ الله! أيُّهما أولى بالشرك: الرامي أو المرمي؟ قال: بل الرامي ) رواه البخاري في التاريخ وأبو يعلى وابن حبان والبزار، انظر الصحيحة للألباني3201
وحَدَاثةُ السِّن مَظنَّة سُوء الفهم، يدلُّ لذلك ما رواه البخاري في صحيحه (4495) بإسناده إلى هشام بن عروة، عن أبيه أنَّه قال: (قلت لعائشة زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ حديث السنِّ: أرأيتِ قول الله تبارك وتعالى( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا )، فماأرى على أحد شيئاً أن لا يطوَّف بهما، فقالت عائشة: كلاَّ! لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوَّف بهما، إنَّما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوايُهلُّون لِمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرَّجون أن يطوَّفوا بين الصفاوالمروة، فلمَّا جاء الإسلام سألوا رسول الله عن ذلك، فأنزل الله ( إِنَّ الصَّفَاوَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَجُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا))
وعروة بن الزبير من خيار التابعين،وهو أحدُ الفقهاء السبعة بالمدينة في عصر التابعين، قد مهَّد لعُذره في خطئه في الفهم بكونه في ذلك الوقت الذي سأل فيه حديثَ السنِّ، وهو واضحٌ في أنَّ حداثةَالسنِّ مظنَّةُ سوء الفهم، وأنَّ الرجوع إلى أهل العلم فيه الخيروالسلامة.
بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! ::
بعد هذا التمهيد بذكر أنَّ الشيطانَ يدخل إلى أهل العبادة لإفساد دينهممن باب الإفراط والغلوِّ في الدِّين، كما حصل من الخوارج والعصابة التي شغفتبرأيهم، وأنَّ طريق السلامة من الفتن الرجوع إلى أهل العلم، كما حصل رجوع ألفين منالخوارج بعد مناظرة ابن عباس رضي الله عنهما، وعدول العصابة عمَّا همَّت به منالباطل برجوعها إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
بعد هذا التمهيد أقول: ما أشبه الليلة بالبارحة! فإنَّ ما حصل من التفجير والتدمير في مدينة الرياض، وماعُثر عليه من أسلحة ومتفجِّرات في مكة والمدينة في أوائل هذا العام (1424هـ) هونتيجة لإغواء الشيطان وتزيينه الإفراط والغلو لِمَن حصل منهم ذلك، وهذا الذي حصل من أقبح ما يكون في الإجرام والإفساد في الأرض، وأقبح منه أن يزيِّن الشيطان لِمَن قام به أنَّه من الجهاد، وبأيِّ عقل ودين يكون جهاداً قتل النفس وتقتيل المسلمين والمعاهدين وترويع الآمنين وترميل النساء وتيتيم الأطفال وتدمير المباني على من فيها؟!
وقد رأيت إيراد ما أمكن من نصوص الكتاب والسنة في مجيء الشرائع السابقة بتعظيم أمر القتل وخطره، وإيراد نصوص الكتاب والسنة في قتل المسلم نفسه وقتل غيره من المسلمين والمعاهدين عمداً وخطأ، وذلك لإقامة الحجة وبيان المحجَّة،وليهلك مَن هلك عن بيِّنة ويحيى من حيَّ عن بيِّنة.
وأسأل الله عزَّ وجل َّأن يهدي من ضلَّ إلى الصواب ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن يقي المسلمين شرَّالأشرار، إنَّه سميع مجيب.

يُـــتبع إن شاء الله.......




الاخ ابوانفال

بارك الله فيك

ولكن كون المشاركتين
تصب في موضوع واحد
ونفس الاسم
فلماذا لا تضعها كلها
في صفحة واحدة
بدل تشتيت
الذهن والقاريء
وتشتيت الصفحات

بوركت