المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( بين الجُبِّ ........ و ما يخفى )))



الزهراء
26 Feb 2009, 04:38 PM
((( بين الجُبِّ ........ و ما يخفى )))






إلى الأخ القائد : إسماعيل هنيّة ( أبو العبد ) حفظهُ الله





أنس إبراهيم الدّغيم





لقد مرّوا و طيفُكَ لا يمرُّ





و هم مكروا و عند اللهِ مكرُ





و عادوا بالقليلِ فلستَ فيهم





بغيركَ كلُّهم يا أنتَ صفرُ





و مازلتَ انتباهاً من ضياءٍ





فكيف يضمُّ هذا النّورَ بئرُ ؟





وأشهدُ أنّ غيبتَكَ احتضارٌ





لنا و حضورَهم ما فيهِ خيرُ





و لم يظلمكَ هذا الظّلمَ جُبٌّ





و لكن سوّلتْ نفسٌ فصبرُ





****





أمرُّ إليك منّي كي أراني





فأنت أنا و دونَ أناكَ كُثرُ





وأنت أبي أقاتلُ عنهُ حتّى





يُضرّجَ بالنّدى سيفٌ و شِعرُ





وأنت الصّبحُ يعلنُ ما لديهِ





فيورقُ في سِلالِ الضّوءِ عُمرُ





وأعلمُ أنّ سنبلةً ستبكي





طويلاً حينما يُغتالُ فِكرُ





وأنّ يمامةً ستموتُ حزناً





إذا الفسطاطُ هُدَّ و قيلَ ( عمرو)





******





لقد حبسوا مداكَ فكنتَ بُعداً





و بينك و المدى نسبٌ و صِهرُ





وهم طرحوكَ أرضاً كي يظلّوا





و يخلوَ وجهُ سيّدهم و صدرُ





فغِمتَ فصرتَ سقفاً من غمامٍ





و أبرقكَ الحصارُ فكانَ قطرُ





ليذهبَ ألفُ كرسيٍّ جُفاءً





و يمكثُ في قرارِ الجوِّ نسرُ





فإنّكَ فوق ما شاؤوا خضمٌّ





و هم في موجةِ الطّوفانِ نَزْرُ





و إنك كلّما قالوا قديمٌ





تحدّاهم هواكَ و قال : بِكرُ





فكم صُنعتْ وجوهٌ من ضبابٍ؟!





و وجهكَ أبيضُ القسماتِ بدرُ





و كم نامتْ عيونٌ كان أحرى





بها أن لا تنامَ و قامَ غِرُّ ؟!





ليصنعَ مجدَهُ من غيرِ مجدٍ





و يُبنى من عظامِ الشّعبِ قصرُ





و باسمِ الشّعبِ كم مُدَّتْ إلينا





أكفٌّ من دماء الشّعبِ حُمرُ ؟!ُ





و أقسمُ أنّه ما كان ذئبٌ





و لكنْ كان قبلَ الذّئبِ أمرُ





و إنّ دماً أرادوا منه شيئاً





دمٌ كَذِبٌ و ظلمٌ مستمرُّ





و هم جرحوا قميصَكَ ألفَ جرح





بمُديتهم و لكنْ سال عِطرُ





ليعلنَ دولةً من ياسمينٍ





لها في معجمِ التاريخِ نهرُ





*****





فياوطناً نحاصرُه و يبقى





و تضطربُ الحدودُ و يستقرُّ





و يا مطراً من الشّعرِ المقفّى





عليهِ توحّدا شعرٌ و نثرُ





و أنت أردتَ عِليّينَ بيتاً





و من طلبَ العلا لم يُغلِ مَهرُ





لقد حوصِرتَ من شرقٍ و غربٍ





فأشرقَ في جهاتِ النّفسِ فجرُ





لأنّكَ أمّةٌ دينٌ و دنيا





سقاها من سبيلِ الغيبِ ذِكرُ





و أنت اخترتَ أن تحيا كريماً





و تعرفُ أنّ دربَ المجدِ وَعْرُ





هي الأمجادُ يكتبُها رجالٌ





و إنّك في كتابِ المجدِ سِفرُ





******





نعيشُ و في ضمائرنا سجونٌ





و وحدَك في ضميرِ الجُبِّ حرُّ





و ليس الحرُّ من يمشي طليقاً





و قُضبانٌ بداخلِهِ و قبرُ





فيا عرباً سقاهم ماءُ بدرٍ





و يا عرباً بهم تُغتالُ بدرُ





و نسقط من حساب الضّوءِ عمداً





و أوّلُ أمرنا فتحٌ و نصرُ





و كم من أجلِ أن نحيا بذلنا





و خُضِّبَ في سبيل اللهِ نحرُ؟!





و ليس العيبُ في مهرٍ أصيلٍ





و لكن ربُّ هذا المهرِ غَمرُ





لماذا واحدٌ يعطي ألوفاً





من اللّاشيء و العشرونَ صِفرُ ؟!!!





و يجتمعون كي نبقى بلاداً





و تُعقدُ قمّةٌ ليضيعَ قُطرُ





و مُزجاةٌ بضاعتُهم و رُدّتْ





بأيديهم و مسَّ الأهلَ ضُرُّ





و إنّ لهم أباً عِِلْجاً كبيراً





لهُ في بيتِ أبيضهم مقرُّ





******





ألا يا أيّها الصّدّيقُ إنّا





مُنعنا كيلَنا و النّفطُ بحرُ





و نقتسمُ المذابحَ كلَّ عامٍ





تُراقُ مدينةٌ و يُهدُّ ثَغرُ





و هم حصدوا سنابلَنا فعُدنا





بلا حَبٍّ فلا غَوثٌ و عَصرُ





وكم مرّتْ بنا سبعٌ عِجافٌ ؟





أتتْ من بعدها سبعٌ أمرُّ





و نأكلُ خبزَنا لنُباعَ نفطاً





و تأكلُ من رؤوسِ القومِ طيرُ





فياشيخي عرفتَ الدّربَ فالزمْ





فأنتَ لها يدٌ طولى و أزْرُ





******





لقد أخفيتُ حبّي عن كثيرٍ





و لن يخفى عليكَ اليومَ سِرُّ





سأعلنُ في ضميرِ الكون حُبّي





لقد أحببتُ ( غزّةَ ) .... لا مفرُّ





وياشيخي سنأتي ذاتَ صُبحٍ





فقُلْ لي سوفَ إنّ البعدَ مُرُّ





و بعد بياضها ستعودُ عينٌ





إذا فصلَ النّدى أو جاءَ نَشرُ





و نختصرُ الطّريقَ كلمحِ جرحٍ





و يُصنعُ من دم الشّهداءِ جسرُ





و إنْ هم أغلقوا ( رفحاً ) علينا





فنحو اللهِ للآتي ممرُّ





سيُفتحُ معبرٌ في كلِّ أرضٍ





و سوفَ يُقالُ : كلُّ الأرضِ ( مِصرُ )






كتبها الغنيُّ بمولاه





الشاعر : أنس إبراهيم الدّغيم





سوريا

شـــذى
26 Feb 2009, 08:04 PM
حماه الرحمن وثبت أقدامه وأقدامنا جميعا على طريق الهدى
دمت بخير

الزهراء
01 Mar 2009, 01:43 PM
آمين بارك الله فيك أخيتي

دمت بخير