المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وعبرة من التاريخ لدعاة الفتن و الخروج على الحاكم



أبوأنفال
25 Feb 2009, 01:15 PM
قصة وعبرة من التاريخ لدعاة الفتن و الخروج على الحاكم
أحداث هذه العبرة وقعت في أرض الأندلس، أما تاريخها ففي ولاية ثالث أمراء بني أمية في المغرب
بعد أفول شمسهم في المشرق، في ولاية الحكم بن هشام الربضي وذلك في سنة 202هـ.
أما خبر العبرة، فقد كثر المنتسبون في زمانه إلى العلم حتى كان بقرطبة أربعة آلاف ممن يتزيا بزي العلماء
ثم انحرفت سيرة (الحَكَم) وأظهر الفسوق والفجور.
كان مقتضى الحكم الشرعي الذي هو صريح النصوص الشرعية أن يبذل العلماء جهودهم في نصح الأمير وموعظته سرا مع الاشتغال بتعليم الناس دينهم،وقيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الطاقة،
والسكوت عن ذكر معايب الأميربين العامة والخاصة؛ رعاية لمصلحة اجتماع الكلمة، وبقاء الولاية، وحقن الدماء،
والبعد عن أسباب الفتن، ولكن الذي حصل غير ذلك.
غلبت عليهم العاطفة الدينية،والغضب لحرمات الله ولم يضبطوها بحكم الله العليم الحكيم الذي قضى به على لسان نبيه حين قال ًصلى الله عليه و سلم (ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة) رواه مسلم.
وحين قالصلى الله عليه وسلم( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعةشبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية) متفق عليه.
لكنهم لما رأوا ما يكرهون ماصبروا، بل نزعوا يداً من طاعة، وائتمروا ليخلعوه، ثم جيشوا الجيوش لقتاله،
وقدرالله أن بلغ الأمير خبرهم، فقبض على من قدر منهم، فقتل من العلماء سبعة وسبعين، ضرب أعناقهم، ثم صلبهم.فهاجت العامة وتأهبت للخروج.. ولم يعد ينقصها إلا شرارةلتشتعل نيران الفتنة، واتقدت الشرارة حين اختلف أحد موالي الأمير مع رجل من الرعية فقتل الرجل مولى الأمير وتحزب الناس طائفتين، واقتتلوا.فعلم أميرالأندلس(الحكم) فجمع جنوده، والتقى الصفان فهزمهم فولوا هاربين، والتقاهم جيش الأمير من خلفهم فأثخن فيهم حتى قتل منهم أربعين ألفاً، عندها أعلنوا الطاعة،وأذعنوا، وطلبوا العفو. فعفا عنهم على أن يخرجوا من قرطبة ففعلوا ..ثم هدم ديارهم، ومساجدهم، وآثارهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله ولم تنته المحنة عند هذا الحد بل كان للمأساة فصل آخر في مدينة (طليطلة) حيث نزلها ألوف من أهل الربض بعد تشريدهم منها، وكانوا لا يصبرون على ظلم الأمراء بل كانوا يثبون عليهم ويخرجونهم فولّى عليهم (الحكم) أحد الدهاة الفاتكين يقال له (عمروس) فكاد لهم حتى قتل من أعيانهم خمسة آلاف رجل..
- هذه واقعة واحدة من وقائع الخروج على ولاة الجور، اضطرب فيها الأمن، وسفكت الدماء، واختلفت القلوب،
ودمرت الديار، وتشرد الألوف، وقتل كثير من الأخيار، وبعد ذلك كله بقي الأمير على كرسي الإمارة
حتى جاءه الأجل الموعود، في وقت غير بعيد عن زمن الفتنة بل كان بين موته وبينها أربع سنين فقط ،
كان الأمر قريب، فلو صبر العلماء وأتباعهم حتى يستريح بر أو يستراح من فاجرلكان خيراً لهم و له،
وللإسلام والمسلمين، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً.
إني أتساءل كيف لم يتعظوا بما حصل قبلهم من المآسي وهم قريبوا عهد بها حين خرج من خرج من الصالحين
على ولاتهم فنتج من الشر والفساد أضعاف أضعاف ماكانوا ينقمون!!؟؟.
كيف لم يتعظوا بما حصل للقرّاء مع الحجاج بن يوسف حين ضجوامن ظلمه، وإسرافه في الدماء؟؟
فما صبروا ولكن خرجوا فكانت العاقبة وخيمة جد وخيمة،سفك بسببها من الدماء ما لا يعلمه إلا الله،
و لو لم تخسر أمة الإسلام في تلك الفتنة إلا سعيد بن جبير لكفى بها خسارة
(فقد مات- كما قال ميمون بن مهران- وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه) والله المستعان.
لقد جرّ تضييع أمرالنبي صلى الله عليه وسلم الرعية بالصبر عند رؤية ما تكره من أمرائها جرّ ويلات عظيمة على المسلمين على مدى تاريخهم الطويل. ومحنة الربض إحدى تلك الويلات والفجائع
ومع ظهور شؤم الخروج على الأئمة إلا أن الشيطان لا يزال يزين لكثيرمن المتحمسين للدين
إثارة الفتن والقلاقل غيرة على محارم الله وشرعه فيما يزعمون.
فأين التسليم والانقياد الذي يقف بصاحبه عند حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
وأين العقول التي تتعظ وتعتبر بما جرى لمن قبلها فلا تسلك طريق الهلكة الذي سلكوا
حتى لا يكونوا عظة وعبرة لمن بعدهم ؟.
من المستفيد إذاقامت سوق الفوضى في بلاد المسلمين،؟ واختلفت كلمتهم، وتنافرت قلوبهم، وسالت دماؤهم بأيديهم؟ ، وانشغلوا بالفتن عن الإصلاح، وعن الدعوة إلى الله ، وعن الجهاد فيسبيله، وعن الأخذ بأسباب العزة والرفعة والرقي ؟.
إن المستفيد هم أعداءالله من الكفار والمشركين كما حصل في الأندلس نفسها التي شهدت فتنة الربض ومحنتها،
وذلك بعد قرون؛ يوم صار بأس المسلمين بينهم شديداً فاهتبل العدو الفرصة فانقض عليهم فقتلهم،
وشردهم، وسلبهم أرضهم (وما ربك بظلام للعبيد.
[و نحن هنا في الجزائر عندنا الخبر اليقين] و ليس الخبر كالمعاينة
فقد عانينا الويلات و الويلات
و الله كان الخوف يعصر بطونناو نحن نرى رؤوس البشر مقطعة عند عتبة بيوتنا
و كنا نـقتل لأجل اللحية التى على و جوهنا أو للقميص الذي نلبسه
ومع كل هذا لم ننزع يدا من طاعة و كنا نسأل أهل العلم حول محنتنا و على رأسهم العلامة العثيمين
رحمه الله و كنت أراسله شخصيا فكان رحمه الله اليد التى توضع على الجرح فَـيَـسْـكُـنْ
و كان دائما يقول :صبرا أبنائي سحابة صيف عما قريب تنقشع [ رحمك الله رحمة واسعة ]

أبوسلمان
25 Feb 2009, 01:20 PM
مشكوور اخينا الغالي ابوانفال وبارك الله فيك ونفع الله بك

ونشرفنا بقرئه موضوعك الطيب يا غالي

يعطيك العافيه

أبوأنفال
25 Feb 2009, 04:02 PM
مشكوور اخينا الغالي ابوانفال وبارك الله فيك ونفع الله بك

ونشرفنا بقرئه موضوعك الطيب يا غالي

يعطيك العافيه
و فيك بارك الله يا غالي يا طيب
شكر الله مرورك الطيب العطر
و الله ســُـعدتُ به كثيرا صار لك مدة أخي- أبوسلمان-ما طلعت بهيتك علينا
أرجو الله أن تكون بخير و على خير في أهلك و مالك