البيان
20 Jul 2004, 07:55 PM
لماذا نتزوج
قد يبدو غريبآ أن نسأل أنفسنا ، أو يسألنا غيرنا : لماذا نتزوج ؟
لأن الزواج نداء الفطرة فينا قبل أن نبدأ مرحلة البلوغ ، ونداء الغيريزة بعد هذه المرحلة....
ولهذا ظلت شجرة البشرية نامية مزدهرة0 تتكاثر فروعها وثمارها0 ولولا الزواج لجفت هذه الشجرة ، وأقفرت الدنيا من الحياة والأحياء0
ولأن الزواج له هذه الأهمية البالغة ، ولأنه المادة التي تتغذى بها شجرة الإنسانية فقد بمكانة خاصة بين رسالات السماء0
النبيون تزوجوا0 لأنهم المثل والقدوة0 ودعوا الى الزواج ، لأنهم يريدون أن ينشئوا مجتمعات قائمة على الطهارة والعفة 0 (ولقد أرسلنا رسلآ من قبلك ، وجعلنا لهم أزواجآ وذرية )0
وحتى في الأزمنة التي حاد الناس فيها عن منهج السماء ، ظل الزواج ساريآ في أعماق الناس ، يؤلف بين قافلة البشرية ، ويربطها بوشائج من الحب والتعاون0
فلو سأل سائل : لماذا نتزوج ؟ أجابته فطرته ، وردت عليه كلمات السماء0
لأن كلآ منا همزة وصل بين الماضي والحاضر0 جاء امتدادآ لآبائه وأجداده 0 وسيكون امتدادآ لأبنائه وأحفاده0
ومن هنا كان للزواج جلاله وقدسيته0 لأن بقاء النوع الإنساني مرتبط به وقائم عليه 0 ولأن نهر الحب تمده روافد الزواج0
فكل متزوج له مكانه في شجرة الانسانية0 والإسلام حريص على أن تظل هذه الشجرة نامية مورقة مثمرة0 ولهذا أوصى بالزواج ليس ارتباط رجل بأمرآة مجرد ارتباط ، وإنما هو في حقيقة امتزاج روحي ، أول خطوة فيه هي الحب0
ولكن الحب يختلف حسب طبائع وأمزجة المتزوجين0 فهناك من يحب الجمال الظاهري فحسب، تبهره ملامح المرأة ، وتأخذه مفاتنها ، وهذا أقل أنواع الحب شأنآ ، بل إن معظم الزواج الفاشل يكون سببها حب الجمال وحده0
لماذا ؟
لأن المرأة بعد الزواج تطرأ عليها تغيرات كثيرة من الحمل والولادة والرضاعه0 تذهب ببعض جمالها ، أو تطمس الكثير من معالمه، وهنا تنطفئ جذوة الحب في قلب الرجل 0 لأن المرأة التي استولت على مشاعره بحسنها وفتنتها فقط ، تجردت من هذه الميزة0 وأصبحت تتساوى مع الأخريات في المظهر والشكل 0
ولم تعد تلك الأنثى الساحرة الباهرة التي تلهب العواطف ، وتثير الغرائز ، وتحرك المشاعر والوجدان0
وهناك من يحب امرأة لثرائها العريض أو دخلها الوافر، فإذا تخلى عنها الحظ ، أو عاندها القدر ، وفقدت ما تملك من مال وثروة0 تفقد في الوقت نفسه حب الرجل 0 لأنها كانت تجتذبه ببريق المال والثروة ، ولم يعد ثمة ما يجذبه إليها ، ويربطه بها 0 ويغريه بالاستمرار معها0
وهناك من يحب امرأة ، لأن أهلها من ذوي النفوذ والسطان0 والنفوذ والسلطان عرض وائل0 يذهب الحب بذهابهما ، وتنحسر عن المرأة أضواء العزة التي كانت تحيط بها ، ويتلاشى حبها من قلب الرجل ، لأنه كان يحب فيها النفوذ والسلطان 0 والجاه والسؤدد0 والعظمة والجلال ولعواد بالله!
الحب صورة كثيرة ومتعددة ومتنوعة 0 ولكن الحب النابع من التدين هو الذي لا يزول ولا يحول 0 لأنه مرتبط بتعاليم السماء 0 وهي التعاليم التي جعلها الله قناديل على طريق الحياة0
ومن هنا نفهم الحكمة من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج من ذات الدين000
وإذا كان الزواج شركة موثقة ، فان الحب هو جوهر الوثيقة ولبلبها0
فنحن نتزوج لأن الزواج فطرة نحن مفطورون عليها ، ومن لم يتزوج فقد خالف الفطرة الإنسانية 0
ونحن نتزوج ، لأن الحب يدفعنا إلى الزواج0 سواء كان حب الجمال ، أو حب المال ، أو حب النفوذ والسلطان ، أو حب التدين0
المهم أن الفطرة والحب عنصران متلازمان في الزواج ، والزواج رباط أبدي لا ينقصم إلا حين يفقد عنصر الحب وفقدان هذا العنصر أبغض الحلال عند الله 0
ولذلك حرم الإسلام زواج المتعة ، أو الزواج المؤقت ، لانعدام الهدف الحقيقي من الزواج ، وهو الحياة الآمنة المستقرة 0 فالرجل ملاذ المرأة والمرأة سكن الرجل0
كل منهما له دور يتعادل مع دور الآخر ، وان كانت أفضلية الرجل نابعة من قيادة البيت بحكم فطرته وتكوينه ، لا بحكم أنه المنفق على البيت 0
فالمرأة قد ذات دخل مساو لدخل الرجل ، وقد تكون ذات ثروة لا يملك مثلها الرجل ، ولكنها تقف في المرتبة الثانية بعد الرجل ، لأن تكوينها لا يؤهلها الكثير من أعمال الرجال0
فإذا طلبت امرأة مساواتها بزوجها ، لأنها تنفق مثله ، أو تعلمت مثله ، فإنها لا تدري أن طلبها هذا حكم على أنوثتها بالزوال 0
وإذا زالت أنوثتها0 فماذا بقي لها بعد ذلك ؟
لا شيء !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
قد يبدو غريبآ أن نسأل أنفسنا ، أو يسألنا غيرنا : لماذا نتزوج ؟
لأن الزواج نداء الفطرة فينا قبل أن نبدأ مرحلة البلوغ ، ونداء الغيريزة بعد هذه المرحلة....
ولهذا ظلت شجرة البشرية نامية مزدهرة0 تتكاثر فروعها وثمارها0 ولولا الزواج لجفت هذه الشجرة ، وأقفرت الدنيا من الحياة والأحياء0
ولأن الزواج له هذه الأهمية البالغة ، ولأنه المادة التي تتغذى بها شجرة الإنسانية فقد بمكانة خاصة بين رسالات السماء0
النبيون تزوجوا0 لأنهم المثل والقدوة0 ودعوا الى الزواج ، لأنهم يريدون أن ينشئوا مجتمعات قائمة على الطهارة والعفة 0 (ولقد أرسلنا رسلآ من قبلك ، وجعلنا لهم أزواجآ وذرية )0
وحتى في الأزمنة التي حاد الناس فيها عن منهج السماء ، ظل الزواج ساريآ في أعماق الناس ، يؤلف بين قافلة البشرية ، ويربطها بوشائج من الحب والتعاون0
فلو سأل سائل : لماذا نتزوج ؟ أجابته فطرته ، وردت عليه كلمات السماء0
لأن كلآ منا همزة وصل بين الماضي والحاضر0 جاء امتدادآ لآبائه وأجداده 0 وسيكون امتدادآ لأبنائه وأحفاده0
ومن هنا كان للزواج جلاله وقدسيته0 لأن بقاء النوع الإنساني مرتبط به وقائم عليه 0 ولأن نهر الحب تمده روافد الزواج0
فكل متزوج له مكانه في شجرة الانسانية0 والإسلام حريص على أن تظل هذه الشجرة نامية مورقة مثمرة0 ولهذا أوصى بالزواج ليس ارتباط رجل بأمرآة مجرد ارتباط ، وإنما هو في حقيقة امتزاج روحي ، أول خطوة فيه هي الحب0
ولكن الحب يختلف حسب طبائع وأمزجة المتزوجين0 فهناك من يحب الجمال الظاهري فحسب، تبهره ملامح المرأة ، وتأخذه مفاتنها ، وهذا أقل أنواع الحب شأنآ ، بل إن معظم الزواج الفاشل يكون سببها حب الجمال وحده0
لماذا ؟
لأن المرأة بعد الزواج تطرأ عليها تغيرات كثيرة من الحمل والولادة والرضاعه0 تذهب ببعض جمالها ، أو تطمس الكثير من معالمه، وهنا تنطفئ جذوة الحب في قلب الرجل 0 لأن المرأة التي استولت على مشاعره بحسنها وفتنتها فقط ، تجردت من هذه الميزة0 وأصبحت تتساوى مع الأخريات في المظهر والشكل 0
ولم تعد تلك الأنثى الساحرة الباهرة التي تلهب العواطف ، وتثير الغرائز ، وتحرك المشاعر والوجدان0
وهناك من يحب امرأة لثرائها العريض أو دخلها الوافر، فإذا تخلى عنها الحظ ، أو عاندها القدر ، وفقدت ما تملك من مال وثروة0 تفقد في الوقت نفسه حب الرجل 0 لأنها كانت تجتذبه ببريق المال والثروة ، ولم يعد ثمة ما يجذبه إليها ، ويربطه بها 0 ويغريه بالاستمرار معها0
وهناك من يحب امرأة ، لأن أهلها من ذوي النفوذ والسطان0 والنفوذ والسلطان عرض وائل0 يذهب الحب بذهابهما ، وتنحسر عن المرأة أضواء العزة التي كانت تحيط بها ، ويتلاشى حبها من قلب الرجل ، لأنه كان يحب فيها النفوذ والسلطان 0 والجاه والسؤدد0 والعظمة والجلال ولعواد بالله!
الحب صورة كثيرة ومتعددة ومتنوعة 0 ولكن الحب النابع من التدين هو الذي لا يزول ولا يحول 0 لأنه مرتبط بتعاليم السماء 0 وهي التعاليم التي جعلها الله قناديل على طريق الحياة0
ومن هنا نفهم الحكمة من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج من ذات الدين000
وإذا كان الزواج شركة موثقة ، فان الحب هو جوهر الوثيقة ولبلبها0
فنحن نتزوج لأن الزواج فطرة نحن مفطورون عليها ، ومن لم يتزوج فقد خالف الفطرة الإنسانية 0
ونحن نتزوج ، لأن الحب يدفعنا إلى الزواج0 سواء كان حب الجمال ، أو حب المال ، أو حب النفوذ والسلطان ، أو حب التدين0
المهم أن الفطرة والحب عنصران متلازمان في الزواج ، والزواج رباط أبدي لا ينقصم إلا حين يفقد عنصر الحب وفقدان هذا العنصر أبغض الحلال عند الله 0
ولذلك حرم الإسلام زواج المتعة ، أو الزواج المؤقت ، لانعدام الهدف الحقيقي من الزواج ، وهو الحياة الآمنة المستقرة 0 فالرجل ملاذ المرأة والمرأة سكن الرجل0
كل منهما له دور يتعادل مع دور الآخر ، وان كانت أفضلية الرجل نابعة من قيادة البيت بحكم فطرته وتكوينه ، لا بحكم أنه المنفق على البيت 0
فالمرأة قد ذات دخل مساو لدخل الرجل ، وقد تكون ذات ثروة لا يملك مثلها الرجل ، ولكنها تقف في المرتبة الثانية بعد الرجل ، لأن تكوينها لا يؤهلها الكثير من أعمال الرجال0
فإذا طلبت امرأة مساواتها بزوجها ، لأنها تنفق مثله ، أو تعلمت مثله ، فإنها لا تدري أن طلبها هذا حكم على أنوثتها بالزوال 0
وإذا زالت أنوثتها0 فماذا بقي لها بعد ذلك ؟
لا شيء !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0