أختكــ نادية ـــم
17 Dec 2008, 03:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواني واخواتي الكرام لقد أصبحنا في زمن تداعت علينا فيه الأمم
وكثرت فيه الفتن والمحن وضعف المُعين وقل الناصر حتى أصبح
الاسلام غريبا والمتمسك بدينه كالقابض على الجمر وليس لنا نجاة
من ذلك إلا سؤال الله سبحانه أن يثبت قلوبنا على دينه ولقد كان
من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك “
و الفتن كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” عرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا ، فأيما قلب
أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة
يضاء حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا فلا تضره
الفتنة مادامت السماوات والأرض والآخر مربادا كالكوز مجخيا
لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه .
وسائل الثبات على دين الله
الإقبال على القرآن العظيم
وهو وسيلة الثبات الأولى ، وهو حبل الله المتين ، والنور المبين
من تمسك به عصمه الله ، ومن اتبعه أنجاه الله ، ومن دعا إليه
هُدي إلى صراط مستقيم .
التزام شرع الله والعمل الصالح
قال تعالى :
(( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ))
. قال قتادة : أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح
وفي الآخرة يثبتهم في القبر .
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يثابر على الأعمال الصالحة ، وكان
أحب العمل إليه أدومه وإن قل .
تدبر قصص الأنبياء
والدليل على ذلك قوله تعالى :
(( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك
في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ))
فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
للتلهي والتفكه وإنما لغرض عظيم هو :
تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفئدة المؤمنين
معه .
فلو تدبرنا قول الله عز وجل في قصة موسى عليه السلام :
(( فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا
إن معي ربي سيهدين ))
ألا تحس بمعنى آخر من معاني الثبات عند ملاحقة الطالبين ،
والثبات في لحظات الشدة وسط صرخات اليائسين وأنت تتدبر
هذه القصة ؟
الدعاء
وهو من أعظم أسباب التثبيت ومن صفات عباد الله المؤمنين أنهم
توجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم :
(( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ))
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله :
” يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ” ذكر الله وهو من أعظم أسباب التثبيت ولقد قرن الله بين التثبيت والذكر
في قوله :
(( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا
لعلكم تفلحون ))
فجعل الثبات من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد .
وكذا تكون فاعلية الأذكار في تثبيت المؤمنين .
التزام الطريق المستقيم
والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه
هو طريق أهل السنة والجماعة ، الطائفة المنصورة ، والفرقة الناجية
أهل العقيدة الصافية والمنهج السليم واتباع السنة والدليل .
الدعوة إلى الله
فهي وظيفة الرسل ، التي ترتقي بالإيمان ، وتقوي أركانه
وتكون بالإضافة لما فيها من الأجر العظيم وسيلة من وسائل الثبات
فالله سبحانه مع الدعاة يثبتهم ويسدد خطاهم .
الالتفاف حول العناصر المثبتة
تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام :
“ إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر “
فالبحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين ، والالتفاف حولهم
معين كبير على الثبات . قال ابن القيم رحمه الله عن دور شيخه شيخ الإسلام في التثبيت :
( وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت بنا الظنون ، وضاقت بنا الأرض
أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله عنا
وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة )
الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام
نحتاج إلى الثبات كثيرا عند تأخر النصر ، فرسول الله صلى الله
عليه وسلم لما أراد أن يثبت أصحابه المعذبين أخبرهم بأن المستقبل
للإسلام في أوقات التعذيب والمحن .
فقال :
” والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت
لا يخاف الا الله أوالذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ”
معرفة حقيقة الباطل وعدم الاغترار به
قال تعالى :
(( لايغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد ))
تسرية عن المؤمنين وتثبيت لهم وعبرة لأولي الألباب في عدم
الخوف من الباطل والاستسلام له.
استجماع الأخلاق المعينة على الثبات
وعلى رأسها الصبر ، ففي حديث الصحيحين :
” ما أعطى أحد عطاء خيرا أوسع من الصبر”
وأشد الصبر عند الصدمة الأولى ، وإذا أصيب المرء بما لم يتوقع تحصل
النكسة ويزول الثبات إذا عدم الصبر .
وصية الرجل الصالح
من عوامل الثبات أن يقيض الله للمسلم رجلا صالحا يعظه ويثبته
فتكون كلمات ينفع الله بها ، ويسدد الخطى ، وتكون هذه الكلمات
مشحونة بالتذكير بالله ، ولقائه ، وجنته ، وناره .
فاحرص على طلب الوصية من الصالحين، واعقلها إذا تليت عليك .
التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار
فالنفس تحتاج إلى ما يرفعها من الطين الأرضي ويجذبها إلى العالم
العلوي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم ذكر الجنة في
تثبيت أصحابه فقد مر بياسر وعمار وأم عمار رضي الله عنهم وهم
يؤذن في الله فقال لهم :
” صبرا آل ياسر صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة “
عذرا على الإطالة ولكن الموضوع يستحق أكثر من ذلك
نسأل الله الثبــــــــــــــــــــــات والاستقامة حتى الممات
أختكـــــــــــ نادية ــــــــــــــم
————–
اخواني واخواتي الكرام لقد أصبحنا في زمن تداعت علينا فيه الأمم
وكثرت فيه الفتن والمحن وضعف المُعين وقل الناصر حتى أصبح
الاسلام غريبا والمتمسك بدينه كالقابض على الجمر وليس لنا نجاة
من ذلك إلا سؤال الله سبحانه أن يثبت قلوبنا على دينه ولقد كان
من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك “
و الفتن كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” عرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا ، فأيما قلب
أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة
يضاء حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا فلا تضره
الفتنة مادامت السماوات والأرض والآخر مربادا كالكوز مجخيا
لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه .
وسائل الثبات على دين الله
الإقبال على القرآن العظيم
وهو وسيلة الثبات الأولى ، وهو حبل الله المتين ، والنور المبين
من تمسك به عصمه الله ، ومن اتبعه أنجاه الله ، ومن دعا إليه
هُدي إلى صراط مستقيم .
التزام شرع الله والعمل الصالح
قال تعالى :
(( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ))
. قال قتادة : أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح
وفي الآخرة يثبتهم في القبر .
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يثابر على الأعمال الصالحة ، وكان
أحب العمل إليه أدومه وإن قل .
تدبر قصص الأنبياء
والدليل على ذلك قوله تعالى :
(( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك
في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ))
فما نزلت تلك الآيات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
للتلهي والتفكه وإنما لغرض عظيم هو :
تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفئدة المؤمنين
معه .
فلو تدبرنا قول الله عز وجل في قصة موسى عليه السلام :
(( فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا
إن معي ربي سيهدين ))
ألا تحس بمعنى آخر من معاني الثبات عند ملاحقة الطالبين ،
والثبات في لحظات الشدة وسط صرخات اليائسين وأنت تتدبر
هذه القصة ؟
الدعاء
وهو من أعظم أسباب التثبيت ومن صفات عباد الله المؤمنين أنهم
توجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم :
(( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ))
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله :
” يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ” ذكر الله وهو من أعظم أسباب التثبيت ولقد قرن الله بين التثبيت والذكر
في قوله :
(( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا
لعلكم تفلحون ))
فجعل الثبات من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد .
وكذا تكون فاعلية الأذكار في تثبيت المؤمنين .
التزام الطريق المستقيم
والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه
هو طريق أهل السنة والجماعة ، الطائفة المنصورة ، والفرقة الناجية
أهل العقيدة الصافية والمنهج السليم واتباع السنة والدليل .
الدعوة إلى الله
فهي وظيفة الرسل ، التي ترتقي بالإيمان ، وتقوي أركانه
وتكون بالإضافة لما فيها من الأجر العظيم وسيلة من وسائل الثبات
فالله سبحانه مع الدعاة يثبتهم ويسدد خطاهم .
الالتفاف حول العناصر المثبتة
تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبرنا به عليه الصلاة والسلام :
“ إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر “
فالبحث عن العلماء والصالحين والدعاة المؤمنين ، والالتفاف حولهم
معين كبير على الثبات . قال ابن القيم رحمه الله عن دور شيخه شيخ الإسلام في التثبيت :
( وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت بنا الظنون ، وضاقت بنا الأرض
أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله عنا
وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة )
الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام
نحتاج إلى الثبات كثيرا عند تأخر النصر ، فرسول الله صلى الله
عليه وسلم لما أراد أن يثبت أصحابه المعذبين أخبرهم بأن المستقبل
للإسلام في أوقات التعذيب والمحن .
فقال :
” والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت
لا يخاف الا الله أوالذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ”
معرفة حقيقة الباطل وعدم الاغترار به
قال تعالى :
(( لايغرنكم تقلب الذين كفروا في البلاد ))
تسرية عن المؤمنين وتثبيت لهم وعبرة لأولي الألباب في عدم
الخوف من الباطل والاستسلام له.
استجماع الأخلاق المعينة على الثبات
وعلى رأسها الصبر ، ففي حديث الصحيحين :
” ما أعطى أحد عطاء خيرا أوسع من الصبر”
وأشد الصبر عند الصدمة الأولى ، وإذا أصيب المرء بما لم يتوقع تحصل
النكسة ويزول الثبات إذا عدم الصبر .
وصية الرجل الصالح
من عوامل الثبات أن يقيض الله للمسلم رجلا صالحا يعظه ويثبته
فتكون كلمات ينفع الله بها ، ويسدد الخطى ، وتكون هذه الكلمات
مشحونة بالتذكير بالله ، ولقائه ، وجنته ، وناره .
فاحرص على طلب الوصية من الصالحين، واعقلها إذا تليت عليك .
التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار
فالنفس تحتاج إلى ما يرفعها من الطين الأرضي ويجذبها إلى العالم
العلوي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم ذكر الجنة في
تثبيت أصحابه فقد مر بياسر وعمار وأم عمار رضي الله عنهم وهم
يؤذن في الله فقال لهم :
” صبرا آل ياسر صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة “
عذرا على الإطالة ولكن الموضوع يستحق أكثر من ذلك
نسأل الله الثبــــــــــــــــــــــات والاستقامة حتى الممات
أختكـــــــــــ نادية ــــــــــــــم
————–