همي الدعوه
01 Dec 2008, 02:46 AM
إظلام غزة وظلام الوطن العربي
غزة... تلك المدينة الأبية، منذ ما يقرب من عام ونصف العام محاصرة لأنها رفضت أن تركع للمحتل وللخونة، محاصرة لأنها صمدت على اختيارها الحر في اختيار (حركة حماس) لقيادتها، وفي المقابل الوطن العربي أيضاً محاصر، ولكنه حصار من نوع آخر، إنه محاصر بإرادته، محاصر بالتغريب والتبعية، محاصر بالضعف والوهن وفقدان الهوية، محاصر بالتخبط والفرقة والخلاف.
وعلى الطرف الآخر، العدو الصهيوني يتقوى بضعف العرب والمسلمين، ومحاصرتهم لأنفسهم بتركهم لهويتهم وتبعيتهم للغرب. وهو يستقوى على الشعب الفلسطيني، ويطغى ويمارس عادته العتيقة في الغدر عبر القرون، فرغم اتفاق التهدئة المتفق عليه مع فصائل المقاومة في غزة، إلا أنه قام عبر إعداد مسبق خبيث بتوغل عسكري في الأسبوع الأول من نوفمبر متعمداً خرق التهدئة، ومستهدفاً قتل المقاومين، فاستشهد ستة مجاهدين من كتائب القسام بعد أن دافعوا عن كرامتهم وأرضهم ببسالة.
وكما كان متوقعاً قامت المقاومة بالرد بالصواريخ على العدوان وخرق التهدئة وقتل شبابها المجاهد، فكانت الفرصة المتوقعة من العدو الصهيوني فقام بإغلاق المعابر، ومنع الوقود اللازم لمحطات الكهرباء من دخول غزة، فانقطعت الكهرباء في غزة، وغرقت في ظلام دامس.
وتوالى عدوان وخروقات العدو الغاصب الغادر تنفيذاً لمخططه، فقام بعدها بأيام باستهداف أربعة من المقاومين فاستشهدوا أيضا رحمهم الله. وبينما تقاوم غزة بما تملك طغيان الصهاينة، رغم الحصار والاحتلال، ورغم الإظلام إلا أن الوطن العربي كان غارقاً في إظلام آخر ليس بفعل احتلال عسكري، ولكن بفعل احتلال فكري وسياسي واقتصادي، وذلك منذ أن تم تنحية شرع الله من الحكم فى البلاد العربية واستبدالها بالحكم بالقوانين الوضعية فخيم الظلام بعد النور و سيطر الضعف والتبعية والانهزامية على الوطن العربي. فلم ترتفع حتى الأصوات تندد وتشجب كما كانت تفعل من قبل، بل صمت مريب كأنه ظلام وصمت القبور التي لا حياة فيها.
بينما غزة مع ظلامها منيرة متوهجة بكرامتها وعزتها، وتستمد قوتها من إيمانها بالله وعدالة قضيتها، لا تخضع ولا تذل لعدوها مهما كانت الضغوط.
وكان لافتاً ومحرجاً للعرب المسلمين ارتفاع صوت بعض المنظمات في المجتمع الدولي (من غير المسلمين) بالتنديد من منع الوقود اللازم لمحطات الكهرباء. بينما الوطن العربي المسلم، دولاً، وحكومات، ومنظمات، وفضائيات ووسائل إعلام، غارق في ظلمات الوهن.
والعدو أعلن كذباً أنه سيفتح المعابر، ولكنه كعادته لم يف بما أعلن، وظلت المعابر مغلقة ليس أمام الوقود فقط إنما أمام دخول جميع السلع الغذائية ومستلزمات الحياة، ليتضح للجميع أن إظلام غزة وحصارها الآن هو ثمن الحرية، ثمن العزة. فالعدو أعلن أن ذلك الحصار والإغلاق بسبب الصواريخ التي نالت من المغتصبات الصهيونية، ولم تقتل صهيونيا واحداً. وكأن العدو يقول للفلسطينيين لا تردوا على قتلكم، ولا تغضبوا من سفكنا لدمائكم، فإن فعلتم وأعلنتم عزتكم فهذا الجزاء.
ولنا مع مغزي الحصار وإظلام غزة الآن وقتل أبنائها وقفات عدة:
أولا: تيقن العدو الصهيوني من حالة الموت السريري التي يعيش فيها الوطن العربي، وبالتالي يعلم يقيناً أنه لا معقب على طغيانه من العرب مطلقاً.
ثانيا: خيبة وفشل العدو الصهيوني في الوصول إلى أي اتفاق حول مبادلة الجندي الصهيوني شاليط.
ثالثا: توقيت التغيير الحكومي والانتخابات الصهيونية وتشكيل حكومة جديدة، فكأن اليهود الصهاينة يتسابقون للفوز انتخابياً على دماء الفلسطينيين.
رابعاً: محاولة إجبار حكومة (حماس) في غزة على التراجع عن مواقفها الثابتة، والضغط عليها بواسطة الحصار والتجويع والإظلام ومنع الدواء ومقومات الحياة من دخول غزة، ثم سياسة القتل. كل ذلك لإظهار ضعف (حماس)، وفشلها أمام الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك كي يندفع أهل غزة تحت ضغط الجوع والظلام إلى التمرد على (حركة حماس)، ولكن الشعب الفلسطيني في غزة خيب ظنهم، وظل ثابتاً صامداً.
خامساً: من المحزن أن الدول العربية حاصرت غزة مع العدو الصهيونى وذلك لخوفها من الأمريكان ولخوفها من إنتشار المشروع الإسلامى على غرار حماس ولذلك نجد تلك الصورة المخزية والموقف المهين الذى يسطّره التاريخ للعرب والمسلمين حيث يصرخ أطفال غزة من الجوع وكروش العرب المسلمين حولهم تتدلى من التخمة وتمنع مسيرات التأييد والمناصرة لأهلنا فى غزة حتى وصل الأمر بأن يعلن عن إحباط الأجهزة الأمنية فى مصر لمحاولة تهريب عشرين بقرة إلى غزة!
والله إنها أيام خزى يعيشها العرب ففى نفس التوقيت وغزة محاصرة والجوع والظلام يخيم على أهل غزة يعلن عن افتتاح مجمع سياحى (اتلاتنس) في دبي تكلف مايزيد عن مليار دولار ويقام حفل افتتاح له تكلف ملايين الدولارت ويسهر المدعوون في غناء وترف حتى الصباح وأهلنا في غزة لا يجدون إلا العلف الحيواني يصنعونه خبزاً... اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء مّنا.
ويبقى أن غزة رغم ما تعانيه من ظلم الاحتلال الصهيوني والحصار، والمؤامرات الداخلية والخارجية، إلا أنها تقدم مثالاً حياً نادراً على قوة الصمود والمقاومة، رغم عدم التكافؤ مطلقاً في موازين القوى مع كل الأعداء، وخاصة العدو الصهيوني الذي لا يعرف إلا لغة الدم والغدر وسفك الدماء، لأن غزة يحكمها قيادة مؤمنة بالله وأهلها يتوسلون ويستغيثون بالله وحده ولا يسألون غيره فلهم العزّة رغم كل الظروف المحيطة بهم.
وأخيراً... متى تظهر بارقة نور شرع الله في ظلام الوطن العربي، تبدد ظلمته، وتعطي الأمل بإشراقة نور وغد مشرق يعيش فيه العرب المسلمين فى قوة وكرامة، ومتى تسري دماء العزة والحياة في عروق الكثير من حكومات الوطن العربي، فتنتفض من موتها السريري، وتخرج من ظلمة قبور التبعية للغرب إلى نور وحياة التبعية لله الواحد الأحد متى نقف وتساند إخواننا المحاصرين في غزة بكل ما نملك؟ لكم الله يا أهلنا في غزة، لن يضيعكم الله أبداً.
ممدوح إسماعيل
محامٍ وكاتب
طريق الإسلام
غزة... تلك المدينة الأبية، منذ ما يقرب من عام ونصف العام محاصرة لأنها رفضت أن تركع للمحتل وللخونة، محاصرة لأنها صمدت على اختيارها الحر في اختيار (حركة حماس) لقيادتها، وفي المقابل الوطن العربي أيضاً محاصر، ولكنه حصار من نوع آخر، إنه محاصر بإرادته، محاصر بالتغريب والتبعية، محاصر بالضعف والوهن وفقدان الهوية، محاصر بالتخبط والفرقة والخلاف.
وعلى الطرف الآخر، العدو الصهيوني يتقوى بضعف العرب والمسلمين، ومحاصرتهم لأنفسهم بتركهم لهويتهم وتبعيتهم للغرب. وهو يستقوى على الشعب الفلسطيني، ويطغى ويمارس عادته العتيقة في الغدر عبر القرون، فرغم اتفاق التهدئة المتفق عليه مع فصائل المقاومة في غزة، إلا أنه قام عبر إعداد مسبق خبيث بتوغل عسكري في الأسبوع الأول من نوفمبر متعمداً خرق التهدئة، ومستهدفاً قتل المقاومين، فاستشهد ستة مجاهدين من كتائب القسام بعد أن دافعوا عن كرامتهم وأرضهم ببسالة.
وكما كان متوقعاً قامت المقاومة بالرد بالصواريخ على العدوان وخرق التهدئة وقتل شبابها المجاهد، فكانت الفرصة المتوقعة من العدو الصهيوني فقام بإغلاق المعابر، ومنع الوقود اللازم لمحطات الكهرباء من دخول غزة، فانقطعت الكهرباء في غزة، وغرقت في ظلام دامس.
وتوالى عدوان وخروقات العدو الغاصب الغادر تنفيذاً لمخططه، فقام بعدها بأيام باستهداف أربعة من المقاومين فاستشهدوا أيضا رحمهم الله. وبينما تقاوم غزة بما تملك طغيان الصهاينة، رغم الحصار والاحتلال، ورغم الإظلام إلا أن الوطن العربي كان غارقاً في إظلام آخر ليس بفعل احتلال عسكري، ولكن بفعل احتلال فكري وسياسي واقتصادي، وذلك منذ أن تم تنحية شرع الله من الحكم فى البلاد العربية واستبدالها بالحكم بالقوانين الوضعية فخيم الظلام بعد النور و سيطر الضعف والتبعية والانهزامية على الوطن العربي. فلم ترتفع حتى الأصوات تندد وتشجب كما كانت تفعل من قبل، بل صمت مريب كأنه ظلام وصمت القبور التي لا حياة فيها.
بينما غزة مع ظلامها منيرة متوهجة بكرامتها وعزتها، وتستمد قوتها من إيمانها بالله وعدالة قضيتها، لا تخضع ولا تذل لعدوها مهما كانت الضغوط.
وكان لافتاً ومحرجاً للعرب المسلمين ارتفاع صوت بعض المنظمات في المجتمع الدولي (من غير المسلمين) بالتنديد من منع الوقود اللازم لمحطات الكهرباء. بينما الوطن العربي المسلم، دولاً، وحكومات، ومنظمات، وفضائيات ووسائل إعلام، غارق في ظلمات الوهن.
والعدو أعلن كذباً أنه سيفتح المعابر، ولكنه كعادته لم يف بما أعلن، وظلت المعابر مغلقة ليس أمام الوقود فقط إنما أمام دخول جميع السلع الغذائية ومستلزمات الحياة، ليتضح للجميع أن إظلام غزة وحصارها الآن هو ثمن الحرية، ثمن العزة. فالعدو أعلن أن ذلك الحصار والإغلاق بسبب الصواريخ التي نالت من المغتصبات الصهيونية، ولم تقتل صهيونيا واحداً. وكأن العدو يقول للفلسطينيين لا تردوا على قتلكم، ولا تغضبوا من سفكنا لدمائكم، فإن فعلتم وأعلنتم عزتكم فهذا الجزاء.
ولنا مع مغزي الحصار وإظلام غزة الآن وقتل أبنائها وقفات عدة:
أولا: تيقن العدو الصهيوني من حالة الموت السريري التي يعيش فيها الوطن العربي، وبالتالي يعلم يقيناً أنه لا معقب على طغيانه من العرب مطلقاً.
ثانيا: خيبة وفشل العدو الصهيوني في الوصول إلى أي اتفاق حول مبادلة الجندي الصهيوني شاليط.
ثالثا: توقيت التغيير الحكومي والانتخابات الصهيونية وتشكيل حكومة جديدة، فكأن اليهود الصهاينة يتسابقون للفوز انتخابياً على دماء الفلسطينيين.
رابعاً: محاولة إجبار حكومة (حماس) في غزة على التراجع عن مواقفها الثابتة، والضغط عليها بواسطة الحصار والتجويع والإظلام ومنع الدواء ومقومات الحياة من دخول غزة، ثم سياسة القتل. كل ذلك لإظهار ضعف (حماس)، وفشلها أمام الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك كي يندفع أهل غزة تحت ضغط الجوع والظلام إلى التمرد على (حركة حماس)، ولكن الشعب الفلسطيني في غزة خيب ظنهم، وظل ثابتاً صامداً.
خامساً: من المحزن أن الدول العربية حاصرت غزة مع العدو الصهيونى وذلك لخوفها من الأمريكان ولخوفها من إنتشار المشروع الإسلامى على غرار حماس ولذلك نجد تلك الصورة المخزية والموقف المهين الذى يسطّره التاريخ للعرب والمسلمين حيث يصرخ أطفال غزة من الجوع وكروش العرب المسلمين حولهم تتدلى من التخمة وتمنع مسيرات التأييد والمناصرة لأهلنا فى غزة حتى وصل الأمر بأن يعلن عن إحباط الأجهزة الأمنية فى مصر لمحاولة تهريب عشرين بقرة إلى غزة!
والله إنها أيام خزى يعيشها العرب ففى نفس التوقيت وغزة محاصرة والجوع والظلام يخيم على أهل غزة يعلن عن افتتاح مجمع سياحى (اتلاتنس) في دبي تكلف مايزيد عن مليار دولار ويقام حفل افتتاح له تكلف ملايين الدولارت ويسهر المدعوون في غناء وترف حتى الصباح وأهلنا في غزة لا يجدون إلا العلف الحيواني يصنعونه خبزاً... اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء مّنا.
ويبقى أن غزة رغم ما تعانيه من ظلم الاحتلال الصهيوني والحصار، والمؤامرات الداخلية والخارجية، إلا أنها تقدم مثالاً حياً نادراً على قوة الصمود والمقاومة، رغم عدم التكافؤ مطلقاً في موازين القوى مع كل الأعداء، وخاصة العدو الصهيوني الذي لا يعرف إلا لغة الدم والغدر وسفك الدماء، لأن غزة يحكمها قيادة مؤمنة بالله وأهلها يتوسلون ويستغيثون بالله وحده ولا يسألون غيره فلهم العزّة رغم كل الظروف المحيطة بهم.
وأخيراً... متى تظهر بارقة نور شرع الله في ظلام الوطن العربي، تبدد ظلمته، وتعطي الأمل بإشراقة نور وغد مشرق يعيش فيه العرب المسلمين فى قوة وكرامة، ومتى تسري دماء العزة والحياة في عروق الكثير من حكومات الوطن العربي، فتنتفض من موتها السريري، وتخرج من ظلمة قبور التبعية للغرب إلى نور وحياة التبعية لله الواحد الأحد متى نقف وتساند إخواننا المحاصرين في غزة بكل ما نملك؟ لكم الله يا أهلنا في غزة، لن يضيعكم الله أبداً.
ممدوح إسماعيل
محامٍ وكاتب
طريق الإسلام