المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـقـال / إذا التفَّ الحبل .. فاقطعه !



مسك الختام
01 Dec 2008, 12:10 AM
بقلم الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز بن عبدالله الأحمد (http://www.holol.net/author_main.cfm?id=12)

http://www.holol.net/media/حبل1149ArT.jpg


كثير منا يمر في حياته بتعرجات وعقبات بل وخسارات وليس بالضرورة كلها فشل غير أن معظمها قد يصنف في دائرة عدم الوصول إلى الهدف المنشود.. فما السر في ذلك؟!
وردت هذه الخواطر علي في صدر الطائرة المحلقة في الفضاء والتي تحملني إلى المدينة النبوية، حيث أخذت اتأمل الطائرة التي تعمل وفق ما أعدت له، بتنقلها من مكان إلى مكان في أوقات مرتبة لها، عز مقامها بسبب وضوح مهامها ومهارة امامها الذي عرف الهدف فسار إليه ماضياً لا يحيد عنه!

وأعود فاتساءل ما سر ضبابية الحياة لدى الكثير من الناس؟ ولماذا ذات الفشل يتكرر مرات ومرات فيرجعني بصري إلى مسارب النفس ليجد الجواب ماثلاً في عدة نظم حياتية نشأنا عليها بعضها يقتل الأرواح والأفراح ويسرق بهجة الحياة ولذتها!

http://www.holol.net/images/h1.gif إنها مجموعة من حبال ثقال تتجمع وتغلظ حول حياة المرء كأفعى حول رقبة إنسان ، منها حبل (الفوضى) العارمة في مناحي الحياة: مواعيده، أعماله، علاقاته، مهامه، سفراته.. إلخ، ولا ثمت تقسيم ولا تنظيم؟!

وحبل آخر، يظهر لدى المتوثبين المفكرين، ذوي اللمحات الإبداعية والفتوحات الروائعية، لكن تألقهم يخبو ويضعف أمام حبل (التردد) في اتخاذ القرار، وحسم الأمور مما يولد تراكماً في القضايا وتصارماً.

وحبل ثالث، ما أغلظه وقد خنق المرء وحرمه من استنشاق النقاء الروحي الا وهو حبل (السعار المادي) والتكالب على الحطام فيشتد نهم الإنسان خلفه، ويشد على رقبته وثاقه، فمن أجله يحب ومن أجله يكره، وكم سرق هذا الحبل من روح طليقة رقيقة وقتلها، وكم ترى في الدنيا من الحبالين الذين يلفون على رقاب الناس تلكم الحبال الغليظة من تزيين المادة والجشع، والدنيا بذاتها تلعب بأهلها بحبال كعرائس الدمى وحابلوها هم أول ضحاياها، وما دروا عن ذلك، وما أشوق القلب - والله - لحبالين صادقين يزينون الخير والود والصدق، ويأخذون بأيدينا إلى حبل الله المتين الذي نعتصم به جميعاً ولا نتفرق.



ومن بعد ذلك، يأتي حبل أشد وقعاً وتنكيلاً بسببه النفوس تحولت من القرب إلى البعاد، ومن اللين واللطف إلى القسوة والجفاء، إنه حبل (القطيعة) الغليظ الذي يأخذ برقاب البعض إثر حبال الفوضى والتردد والجشع فتكتمل الصورة في لوحة حياة بائسة، ولعن الزمن وأهله وما علم المسكين ان تيكم الحبال هو من صرمها على نفسه فأهدر من دنياه لحظات ثمينة كان بيده ان يعيش جمالها ونفعها.

إن العاقل الرشيد ليعلم من نفسه ضرورة قطع تلك الحبال، فحبل الفوضى إذا التف اقطعه بالتنظيم والتقسيم المعتدل ورقياً وعقلياً وكذلك حبل التردد اقطعه بالحسم والامضاء وإياك وكن ذا عزيمة ما دمت ذا رأي، وإياك من فساد الرأي بالتردد أمل حبل الجشع القاتم فاصرم حباله بالقناعة والتفكر بآلاء الله المقيمة عليك وبين يديك وإياك من ظن الأبدية الدنيوية فإن التحول قريب!

أما إذا التف حبل القطيعة والهجر والجفاء فما أحرى له علاجاً من الحلم والكرم والاحسان وتقفي أخلاق الكمل من العباد وما أحرى بنا من سلوك هذه الجادة، جادة قطع حبال السوآت، وليكن ذلك منك كتابة على نفسك ولمن حولك، فلقد وجدت أثره في حياتي، واراجع ذلك ما بين آونة وأخرى، وقل كما قال الشاعر:


إذا التف حبل الأمر حولك فلتكن

بصرم حبال الأمر أمضى.. وابتر!



المصدر .. موقع حلول للإستشارات النفسية والسلوكية

همي الدعوه
01 Dec 2008, 01:54 AM
إذا التف حبل الأمر حولك فلتكن

بصرم حبال الأمر أمضى.. وابتر!

جزاكم الله خير على المقالة المفيدة

الدكتور
01 Dec 2008, 02:30 PM
ما شاء الله تبارك الله
كم نحن بحاجة لمثل هذه النقولات التي تنفع في منهج الحياة الدنيوية والأخروية

مسك الختام
30 Apr 2009, 07:09 AM
اللهم امين وإيكم
بارك الله فيكم

سعيدة في زمنها!
30 Apr 2009, 07:21 AM
http://www9.0zz0.com/2009/03/06/23/933528080.gif

ابو عائشة
30 Apr 2009, 07:59 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

مسك الختام
30 Apr 2009, 11:30 PM
اللهم آمين وإياكم .
بارك الله فيكم

dooora
01 May 2009, 12:30 AM
أحسنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
هذه من المواضيع الرائعه والمفيده
بااااااااااارك الله فيك ونفع بك

مسك الختام
02 May 2009, 11:49 PM
اللهم آمين وإياكم .
بارك الله فيكم

راضية بقدر الله
04 May 2009, 10:12 PM
ألا رب مهين لنفسه وهو يزعم انه لها مكرم، ومذل لنفسه وهو يزعم انه لها مصغر، ومصغر لنفسه وهو يزعم انه لها مكبر، ومضيع لنفسـه وهو يزعـم انه مراع لحفظها ؟ وكفى بالمرء جهلا ان يكون مع عدوه على نفسه ، يبلغ منها بغفلته ما لا يبلغه منهـــا عدوه . هذا ما كان يقوله بعض السلف في خطبته.


قال تعالى:" ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون " الآية 19 من سورة الحشر
وإذا تأملت في هذه الدنيا لوجدت اغلب الخلق نسوا أنفسهم وضيعوها وضيعوا حظها من الله وباعوها بابخس الأثمــان لكن لا يبدوا لهم خطر هــذا الآن وإنما يتجلى لما تتجلى الروح إلى خالقها فحينها فقط يدرك من بـــاع آخـــرته بدنيا رخيصة فانية واطمأن لها وسعى إلى تحصيلهـا قال تعالى:" ويوم يعرض الذين كفروا على النار ، أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ، فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون **

مسك الختام
11 Jun 2009, 05:16 AM
بارك الله فيكم