المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين الأمراء من هذا الأمير !!



جبل أحد
26 Nov 2008, 06:47 PM
أين الأمراء من هذا الأمير !!




أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ما هذا

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟

‏قال الرجل: نعم قتلته

‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال الرجل: دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً، وقع على رأسه فمات...

‏قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لايحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..

‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا.

قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر‏رأسه ، والتفت إلى الشابين

وقال: أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه

وقال: ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله

‏قال عمر : هو قَتْل

قال : ولو كان قاتلا!

‏قال: أتعرفه ؟

‏قال: ما أعرفه

قال : كيف تكفله؟

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!

‏قال: الله المستعان يا أميرالمؤمنين ...

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ...
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ،

قال عمر: أين الرجل ؟

قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون ‏معه

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!

‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس




فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟


فقال أبو ذر :

خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟

‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !




‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... ‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل‏لصدقك ووفائك ... ‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....


‏قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.

أبوحمزة الفلسطيني
27 Nov 2008, 03:10 AM
سعدت كثيراً بقراءتي للقصة وكأني أسمعها من الشيخ عائض القرني
جزاك الله خيراً يا جبل أتحفتنا بها ...

تاج الوقار
27 Nov 2008, 12:39 PM
أين الأمراء من هذا الأمير !!


اعانهم الله على انفسهم والمشكلة انها تُناسوا الامانة التي على عاتقهم وهي تلبية مطالب شعبهم وحفظ حقوقهم
جزاكم الله خيراً اخينا جبل انا آلان اتذكر اغلاق مخيمات جدة .. انا وعائلتي استفدنا كثير من هذه المخميات والتي تهتم بكافة الاعمار وهذا الشئ الرائع جدا .. حسبي الله ونعم الوكيل وماتحرك احد ...... الله المستعان

وبالجانب الاخر تم افتتاح مسارح غنائية في مهرجان ابها !!!


حسبي الله ونعم الوكيل



صبراً جميلا والله المستعان

مسك الختام
27 Nov 2008, 02:00 PM
جزاكم الله خيرا http://www.ala7ebah.com/upload/brown1/misc/quotes/quot-bot-left.gif

تاج الوقار
27 Nov 2008, 04:51 PM
اعانهم الله على انفسهم والمشكلة انها تُناسوا الامانة التي على عاتقهم وهي تلبية مطالب شعبهم وحفظ حقوقهم
جزاكم الله خيراً اخينا جبل انا آلان اتذكر اغلاق مخيمات جدة .. انا وعائلتي استفدنا كثير من هذه المخميات والتي تهتم بكافة الاعمار وهذا الشئ الرائع جدا .. حسبي الله ونعم الوكيل وماتحرك احد ...... الله المستعان

وبالجانب الاخر تم افتتاح مسارح غنائية في مهرجان ابها !!!


حسبي الله ونعم الوكيل



صبراً جميلا والله المستعان

وتتوالى الافتتاح لمهرجانات الغناء والمعصية وايضا فيه جدة الكثير الكثير من هذه المهرجانات الغنائية ( نسأل الله العافية وان يصلح الحال )

أملي أن يرضى الله عني
27 Nov 2008, 07:49 PM
مؤثرة جدا
بارك الله فيك

Med2008
27 Nov 2008, 08:20 PM
الوفاء بالعهد
الخير
العفو عند المقدرة

أين نحن من هذه الخصال الطيبة ،، نسأل الله العفو والعافية

جزاك الله خيرا جبل على النقل

شبل العقيدة
27 Nov 2008, 11:48 PM
السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
كتبَ الله أجركَ أخي جبل أُحد
قصَّةٌ عظيمة وموقفٌ كبير
وإذا كانت النفوسُ كباراً . . . تعبت في مرادها الأجسادُ
وعند قراءة قَصَصِ هؤلاء الرِّجال تدمع المُقل
لا تعرضنَّ بذكرنا في ذكرهم . . . ليس الصحيحُ إذا مشى كالمُقعدِ
وهكذا يفعلُ الإيمان في قلوبِ الرجال
جعلنا الله منهم ..
وقد يكون بعض هذه القصة ضعيفاً وقد يكون بعضها الآخر صحيحاً
ولا شكَّ أن فيها عظة وعبرة .. والله أعلم
ماصحة هذه القصة التي يقال انها حدثت في عهد عمر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150563

وليد إبراهيم
28 Nov 2008, 12:49 AM
إن غداً لناظره قريب

قائلها قراد بن أجدع ، وأصلها أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم ، فأجراه على أثر عير ، فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه ، وانفرد عن أصحابه ، وأخذته السماء ، فطلب ملجأ يلجأ إليه ، فدفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له ، فقال النعمان : هل من مأوى ؟ فقال حنظلة : نعم ، فخرج إليه فأنزله ، وقام إلى شاة ليس عنده غيرها فأحتلبها ثم ذبحها وأطعمه وأكرمه وهو لا يعرف انه النعمان بن المنذر ، وفي الصباح لبس النعمان ثيابه وركب فرسه ثم قال مخاطبا : يا أخا طيء أطلب ثوابك ، أنا النعمان بن المنذر ، قال : افعل أن شاء الله ، فمضى النعمان نحو الحيرة . ومكث الطائى بعد ذلك زمناً حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله ، فدفع إلى الحيرة قاصدا النعمان ، وكان للنعمان يومان يوم سعد ويوم شؤم ، وكان لا يأتيه أحد في يوم شؤمه إلا قتله ، فوافق مقدم الطائي يوم بؤس النعمان ، فلما رأه النعمان عرفه ، وساءه مكانه وقال : أنت الطائي المنزول به ، قال : نعم ، قال : أفلا جئت في غير هذا اليوم ؟ قال : أبيت اللعن ، وما علمي بهذا اليوم ؟ قال : والله لو سنح لي ابني قابوس في هذا اليوم لم أجد بداً من قتله ، فأطلب حاجتك من الدنيا فأنك مقتول ؟ قال : أبيت اللعن وما اصنع بالدنيا بعد موتي ؟ قال النعمان : إنه لا سبيل إليها ، قال : فإن كان لا بد فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيء حالهم ثم أنصرف إليك ، قال النعمان : فأقم كفيلاً بموافاتك ، فالتفت الطائى إلى شريك بن عمرو فأشار به ، فأمتنع شريك عن كفالته ، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد بن أجدع فقال للنعمان : هو علىّ ، فضمّنه ، وأعطى النعمان للطائي خمسمائة ناقة ، فمضى الطائي إلى أهله ، وجعل الأجل إلى مثل ذلك اليوم من قابل ، فلما حال عليه الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد : ما أراك إلا هالكا غداً ، فقال قراد :

فإن يك صدر هذا اليوم ولىّ ...... فإن غداً لناظره قريب

فلما أصبح النعمان ركب خيله وأخرج قراداً ، وأمر بقتله ، فقال له وزرائه : ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه ، فتركه ، وكان يشتهي قتله ليفلت الطائي ، فلما كادت الشمس تَجِبُ وقراد على النطع مجرداً من إزاره ، أتت امرأته وهي تقول :

أيا عين بكى لي قراد بن أجدعا ...... رهيناً لقتل لا رهينا مودّعا
أتته المنايا بغتة دون قوم ...... ه فأمسى أسيراً حاضر البيت أضرعا

فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد فإذا هو الطائي ، فقال النعمان : ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل ؟ قال : الوفاء . فقال : والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم ، أهذا الذي نجا من القتل فعاد ، أم هذا الذي ضمنه ؟ والله لا أكون ألأم الثلاثة ، فعفا عنهم جميعاً ، وترك سنته في يوم شؤمه ، فأنشد الطائي :

ما كنت أخلف ظنه بعد الذي ...... أسدى إلىّ من الفعال الخالي
ولقد دعتني للخلاف ضلالتي ...... فأبيت غير تمجدي وفعالي
أني أمرؤ مني الوفاء سجية ...... وجزاء كل مكارم بذال

وقال يمدح قرادا :

ألا إنما يسموا إلى المجد والعلا ...... مخاريق أمثال القراد بن أجدعا
مخاريق أمثال القراد واهلـ ...... ـه فأنهم الأخيار من رهط تبعا

قائد_الكتائب
28 Nov 2008, 01:15 AM
بارك الله فيك اخي جبل احد على هذا النقل الطيب ونسأل الله تعالى ان يمكن اهل التوحيد من اقامة شرع الله في الارض ..

رحمه
28 Nov 2008, 09:42 AM
قصة مؤثرة ،،
.. بارك الله فيكم