شبل العقيدة
16 Jul 2004, 02:39 PM
أيها الإخوة والأخوات :
حديثنا اليوم عن أحب البقاع إلى الله ، عن المكان الذي ترتاح فيه النفوس ، وتطمئن فيه القلوب ، أنها كالماء للسمكة ، بل هي أعظم في الأهمية من الماء للسمكة ، أنها الأماكن الطاهرة المطهرة ، أنها أول اهتمامات النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة النبوية ، ملتقى الأخيار 000 نهي فيها عن ملابسة أمور الدنيا كالبيع والشراء والبحث عن الضالة 000 نعم أيها الإخوة والأخوات ؛ إنها 00بيوتٌ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه 000أنها بيوت الله 00أنها المساجد 000ليس فيها إلاَّ قال الله قال رسوله .
المساجد أيها الإخوة والأخوات من نعم الله العظيمة علينا نحن المسلمون 000
إذا أصيب الإنسان بهمٍ أو غمٍ ذهب إلى المساجد 000إذا حلَّت بالإنسان مصيبةٌ أو نزلت به ضائقةٌ ذهب إلى المسجد 000نعم إلى المسجد ؛ لأنه المكان الذي تُرمى فيه الدنيا وراء الأظهر ، ومن أجل ذلك كان النهي عن البيع والشراء في المسجد ، وجاء النهي صريحاً عن تزيين المساجد وزخرفتها ، بل إن تزيينها وزخرفتها علامةٌ من علامات لصغرى ليوم القيامة ، روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ) صححه الألباني 0
قال البخاري رحمه الله : قال أنس : يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلاَّ قليلاً 0
وقد نهى عمر رضي الله عنه عن زخرفة المساجد ؛ لأن ذلك يشغل الناس عن صلاتهم ، وقال عندما أمر بتجديد المسجد النبوي : ( أكِنَّ الناس من المطر ، وإياك أن تُحمِّر أو تصفر فتفتن الناس )
ورحم الله عمر ؛ فإن الناس لم يأخذوا بوصيته ، ولم يقتصروا على التحمير والتصفير ، بل تعدوا ذلك إلى نقش المساجد وتزويقها حتى أتوا في ذلك بالعجب 0
وقال ابن عباس رضي الله عنه : لتُزخرِفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى 0
إن العمارة الحقيقية للمساجد إنما تكون بطاعة الله وذكره
مآذنكم علت في كل حـــيٍ............... ومسجدكم من العباد خالي
وجلجلة الأذان بكل صوتٍ...............ولكن أين صوتٌ من بــلالِ
إن جماع الخير في ارتياد المسجد.. وقد وصف الله -تعالى- المسجد في موطن المدح والإطراء، حين أتبع سبحانه نوره بذكر بيوت الله، وكأنه -سبحانه- ينبهنا إلى أن ذلك النور وتلك السكينة هي جزء من نوره -جلّ وعلا-، وأن من أراد نور الله فعليه بالمسجد، قال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)، واعتبر -سبحانه- من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه اعتبره مرتكبًا لأكبر أنواع الظلم، وتوعده بالخوف والخزي والعذاب في الدنيا والأخرى، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وهذا هو سمو المسجد ونوره وطهارته الذي ذكره الرافعي -رحمه الله-: "فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع، هو فكر واحد لكل الرؤوس، ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل، وكما يشق النهر فتقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم،يقام المسجد فتقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله، فليس المسجد بناء ولا مكانًا كغيره من البناء والمكان، بل هو تصحيح للعالم الذي يموج من حوله ويضطرب، فإن في الحياة أسباب الزيغ والباطل والمنافسة والعداوة والكيد ونحوها، وهذه كلها يمحوها المسجد؛ إذ يجمع الناس مرارًا في كل يوم على سلامة الصدر، وبراءة القلب، وروحانية النفس، ولا تدخله إنسانية الإنسان إلا طاهرة منزهة مسبغة على حدود جسمها من أعلاه وأسفله شعار الطهر الذي يسمى الوضوء، كأنما يغسل الإنسان آثار الدنيا عن أعضائه قبل دخول المسجد".
ولذلك وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بارتياد المساجد، وحث على ذلك، قال: "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداها تخط خطيئة، والأخرى ترفع درجة" وقال: "من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح"، وقال: "أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام".
وقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يأت كبيرة، وكذلك الدهر كله".
وهذا كان سمت الصالحين، الحرص على الصلاة في المسجد، فالمحدث الثقة بشر بن الحسن، كان يقال له "الصفي"، لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة.
وقال قاضي قضاة الشام سليمان بن حمزة المقدسي: (لم أصل الفريضة قط منفردًا إلا مرتين، وكأني لم أصلهما) مع أنه قارب التسعين.
ومثلهما إبراهيم بن ميمون المروزي المحدث الثقة، والذي مهنته الصياغة وطرق الذهب الفضة، قال عنه ابن معين:(كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها).
ولقد أحصى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - خصال المسجد، فقال:(من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثماني خصال: آية محكمة، وأخًا مستفادًا، وعلمًا مستطرفًا، ورحمة منتظرة، وكلمة تدله على هدى، أو تردعه عن ردى، وترك الذنوب حياء أو خشية".
ولعل ما يؤكد المعنى الإيماني للمسجد تلك الابتسامة الأخيرة التي ابتسمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته، لما كشف ستر الحجرة يوم وفاته، فرأى أبا بكر يؤم الصفوف، وما هذه الابتسامة إلا رضاء منه -صلى الله عليه وسلم- على أمته، واطمئنان على أنها على الطريق الصحيح الموصل لمرضاة الله وجنته، وكأنه يطّلع علينا كل يوم خمس مرات، ويبتسم تلك الابتسامة الجميلة.. ابتسامة الصلاة في المسجد0
هل مساجدنا في هذه الزمان له الدور الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
هل القلوب تحنُّ للعودة إلى المسجد كل ما خرجت منه 000
هل نحنُ خاشعين في مساجدنا الخشوع الحقيقي ، أعني خشوع القلوب لا خشوع الأبدان 000
إننا أيها الإخوة والأخوات – وللأسف الشديد – نجد خصومتنا ومشاحناتنا وعداوتنا كلها أصبحت في المسجد000
حديثنا اليوم عن أحب البقاع إلى الله ، عن المكان الذي ترتاح فيه النفوس ، وتطمئن فيه القلوب ، أنها كالماء للسمكة ، بل هي أعظم في الأهمية من الماء للسمكة ، أنها الأماكن الطاهرة المطهرة ، أنها أول اهتمامات النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة النبوية ، ملتقى الأخيار 000 نهي فيها عن ملابسة أمور الدنيا كالبيع والشراء والبحث عن الضالة 000 نعم أيها الإخوة والأخوات ؛ إنها 00بيوتٌ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه 000أنها بيوت الله 00أنها المساجد 000ليس فيها إلاَّ قال الله قال رسوله .
المساجد أيها الإخوة والأخوات من نعم الله العظيمة علينا نحن المسلمون 000
إذا أصيب الإنسان بهمٍ أو غمٍ ذهب إلى المساجد 000إذا حلَّت بالإنسان مصيبةٌ أو نزلت به ضائقةٌ ذهب إلى المسجد 000نعم إلى المسجد ؛ لأنه المكان الذي تُرمى فيه الدنيا وراء الأظهر ، ومن أجل ذلك كان النهي عن البيع والشراء في المسجد ، وجاء النهي صريحاً عن تزيين المساجد وزخرفتها ، بل إن تزيينها وزخرفتها علامةٌ من علامات لصغرى ليوم القيامة ، روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ) صححه الألباني 0
قال البخاري رحمه الله : قال أنس : يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلاَّ قليلاً 0
وقد نهى عمر رضي الله عنه عن زخرفة المساجد ؛ لأن ذلك يشغل الناس عن صلاتهم ، وقال عندما أمر بتجديد المسجد النبوي : ( أكِنَّ الناس من المطر ، وإياك أن تُحمِّر أو تصفر فتفتن الناس )
ورحم الله عمر ؛ فإن الناس لم يأخذوا بوصيته ، ولم يقتصروا على التحمير والتصفير ، بل تعدوا ذلك إلى نقش المساجد وتزويقها حتى أتوا في ذلك بالعجب 0
وقال ابن عباس رضي الله عنه : لتُزخرِفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى 0
إن العمارة الحقيقية للمساجد إنما تكون بطاعة الله وذكره
مآذنكم علت في كل حـــيٍ............... ومسجدكم من العباد خالي
وجلجلة الأذان بكل صوتٍ...............ولكن أين صوتٌ من بــلالِ
إن جماع الخير في ارتياد المسجد.. وقد وصف الله -تعالى- المسجد في موطن المدح والإطراء، حين أتبع سبحانه نوره بذكر بيوت الله، وكأنه -سبحانه- ينبهنا إلى أن ذلك النور وتلك السكينة هي جزء من نوره -جلّ وعلا-، وأن من أراد نور الله فعليه بالمسجد، قال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)، واعتبر -سبحانه- من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه اعتبره مرتكبًا لأكبر أنواع الظلم، وتوعده بالخوف والخزي والعذاب في الدنيا والأخرى، قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وهذا هو سمو المسجد ونوره وطهارته الذي ذكره الرافعي -رحمه الله-: "فالمسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع، هو فكر واحد لكل الرؤوس، ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل، وكما يشق النهر فتقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم،يقام المسجد فتقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله، فليس المسجد بناء ولا مكانًا كغيره من البناء والمكان، بل هو تصحيح للعالم الذي يموج من حوله ويضطرب، فإن في الحياة أسباب الزيغ والباطل والمنافسة والعداوة والكيد ونحوها، وهذه كلها يمحوها المسجد؛ إذ يجمع الناس مرارًا في كل يوم على سلامة الصدر، وبراءة القلب، وروحانية النفس، ولا تدخله إنسانية الإنسان إلا طاهرة منزهة مسبغة على حدود جسمها من أعلاه وأسفله شعار الطهر الذي يسمى الوضوء، كأنما يغسل الإنسان آثار الدنيا عن أعضائه قبل دخول المسجد".
ولذلك وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بارتياد المساجد، وحث على ذلك، قال: "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداها تخط خطيئة، والأخرى ترفع درجة" وقال: "من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح"، وقال: "أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام".
وقال -عليه الصلاة والسلام-: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يأت كبيرة، وكذلك الدهر كله".
وهذا كان سمت الصالحين، الحرص على الصلاة في المسجد، فالمحدث الثقة بشر بن الحسن، كان يقال له "الصفي"، لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة.
وقال قاضي قضاة الشام سليمان بن حمزة المقدسي: (لم أصل الفريضة قط منفردًا إلا مرتين، وكأني لم أصلهما) مع أنه قارب التسعين.
ومثلهما إبراهيم بن ميمون المروزي المحدث الثقة، والذي مهنته الصياغة وطرق الذهب الفضة، قال عنه ابن معين:(كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها).
ولقد أحصى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - خصال المسجد، فقال:(من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثماني خصال: آية محكمة، وأخًا مستفادًا، وعلمًا مستطرفًا، ورحمة منتظرة، وكلمة تدله على هدى، أو تردعه عن ردى، وترك الذنوب حياء أو خشية".
ولعل ما يؤكد المعنى الإيماني للمسجد تلك الابتسامة الأخيرة التي ابتسمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته، لما كشف ستر الحجرة يوم وفاته، فرأى أبا بكر يؤم الصفوف، وما هذه الابتسامة إلا رضاء منه -صلى الله عليه وسلم- على أمته، واطمئنان على أنها على الطريق الصحيح الموصل لمرضاة الله وجنته، وكأنه يطّلع علينا كل يوم خمس مرات، ويبتسم تلك الابتسامة الجميلة.. ابتسامة الصلاة في المسجد0
هل مساجدنا في هذه الزمان له الدور الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
هل القلوب تحنُّ للعودة إلى المسجد كل ما خرجت منه 000
هل نحنُ خاشعين في مساجدنا الخشوع الحقيقي ، أعني خشوع القلوب لا خشوع الأبدان 000
إننا أيها الإخوة والأخوات – وللأسف الشديد – نجد خصومتنا ومشاحناتنا وعداوتنا كلها أصبحت في المسجد000