المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلوبًا كبيرة عنوانها : سلامة الصدر .



شبل العقيدة
23 Nov 2008, 03:56 PM
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسلام على رسول الله .. وبعد
فهذا سيد ولد آدم أجمعين عليه صلوات رب العالمين، يذهب إلى الطائف عارضًا نفسه على وجهائها وأهلها، فلم يجبه منهم أحد، فانطق مهمومًا، وإذا هو بسحابة قد أظلته فيها جبريل، ومعه ملك الجبال فناداه ملك الجبال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين [جبلا مكة] فقال صاحب الصدر السليم صَلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا".
فأي صبر وسلامة صدر هذا !!!.
ثم تأملوا حاله صَلى الله عليه وسلم حين ضربه قومه فأدموه (أسالوا دمه) فمسح الدم وهو يقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
واستحضروا معي حالة المشركين معه صلى الله عليه وسلم في مكة وقد آذوه وسعوا في قتله حتى خرج من بين أظهرهم وكان الأمر كما أخبر الله عز وجل : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30)
فلما مكن الله له ودخل مكة فاتحا ما انتقم ولا آذى بل قال لقومه:
"لا تثريب عليكم اليوم".


ثم تأملوا معي موقف الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - مع مسطح بن أثاثة إذ كان الصديق ينفق على مسطح فلما كانت حادثة الإفك كان مسطح ممن خاضوا فيها فأقسم الصديق ألا ينفق على مسطح فأنزل الله قوله تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22)
فما كان من الصديق إلا أن أعاد النفقة على مسطح.


وهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه في أوج انتصاراته وهو قائد الجيش يأتيه خبر عزل الفاروق له فما تكلَّم بما يدل على سخطه ولاترك ساحات القتال بل ظل مجاهدا كجندي من جند المسلمين بعد أن كان قائدهم.


ومن تلك المواقف ما حفظه التاريخ عن الشعبي رحمه الله قال: رأى علي بن أبي طالب طلحة بن عبيد الله في وادٍ مُلقى بعد وقعة الجمل التي كانت بين علي وبين عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم، فنزل فمسح التراب عن وجه طلحة وقال: ( عزيز علي ـ يا أبا محمد ـ أن أراك مجندلاً في الأودية تحت نجوم السماء، إلى الله أشكو عُجري وبجري ).


أما أبو دجانة رضي الله عنه فقد دُخل عليه وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل فكلموه في ذلك فقال: "ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، والأخرى كان قلبي سليمًا للمسلمين".


وانظروا إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يُضرب ويُعذَّب على يد المعتصم، وحين أخذوه لمعالجته بعد وفاة المعتصم وأحسَّ بألمٍ في جسده قال: "اللهم اغفر للمعتصم".
سبحان الله!! يستغفر لمن كان سببًا في ألمه.
إنه منطق عظيم لا تعرفه إلا الصدور التي حملت قلوبًا كبيرة
عنوانها: سلامة الصدر .


نسأل الله أن يرزقنا سلامة الصدر ..

فاعل خير.
23 Nov 2008, 04:45 PM
﴿وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾
إن سلامة الصدر خصلة من خصال البر عظيمة غابت رسومها واندثرت معالمها وخبت أعلامها حتى غدت عزيزة المنال عسيرة الحصول، مع مافيها من الفضائل والخيرات.

فضائل سلامة الصدر أنها صفة أهل الجنة الذين هم خير أهل ومعشر قال تعالى: ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
ومن فضائل سلامة الصدر أن صاحبها خير الناس وأفضلهم فإن النبي t قد سئل أي الناس أفضل؟ فقال: ((كل مخموم القلب صدوق اللسان)) قالوا: فما مخموم القلب؟ قال r: ((هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد))
رواه ابن ماجه بسند لا بأس به فبدأ r بالتقوى التي تثمر صفاء القلوب وسلامتها من الآفات والرذائل.
ومن فضائل سلامة الصدر أنها من موجبات الجنة فعن أنس بن مالك t قال: كنا جلوساً مع رسول الله r فقال: ((يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان اليوم الثاني قال النبي r مقالته الأولى. فطلع ذلك الرجل، وكذلك في اليوم الثالث. فلما قام النبي r تبع عبد الله بن عمرو بن العاص ذلك الرجل فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً؟ فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي؟ فقال: نعم. قال أنس ( راوي الحديث ): وكان عبدالله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبدالله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: ياعبدالله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت ثلاث مرات. فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به. فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ذلك قال: ما هو إلا مارأيت. قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبدالله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق))
رواه أحمد وغيره بسند صحيح.
وقال إياس بن معاوية بن قرة عن أصحاب النبي r: ((كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدراً وأقلهم غيبة)) وقد قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً. قال سفيان: ولم ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم.

اللهم إنا نسألك صدوراً سليمة وقلوباً طاهرة نقية اللهم طهر قلوبنا من الشرك والشك والنفاق وسائر الآفات.

محدثة الحرم
24 Nov 2008, 04:31 PM
جزاك الله خيرا شبل العقيدة



ومن تلك المواقف ما حفظه التاريخ عن الشعبي رحمه الله قال: رأى علي بن أبي طالب طلحة بن عبيد الله في وادٍ مُلقى بعد وقعة الجمل التي كانت بين علي وبين عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم، فنزل فمسح التراب عن وجه طلحة وقال: ( عزيز علي ـ يا أبا محمد ـ أن أراك مجندلاً في الأودية تحت نجوم السماء، إلى الله أشكو عُجري وبجري ).
أين نحن من مثل هذه القلوب التي لاتحمل غلا..
وأين أولئك الذين كذبوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم!؟ أين هم من هذه المواقف !؟؟؟؟ (حسبنا الله)
اللهم إنا نسألك سلامة الصدر لجميع المسلمين

ابو ريتاج
26 Nov 2008, 10:10 AM
جزاك الله خير
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

محبكم
ابو ريتاج