المنذر
18 Nov 2008, 07:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتباع في المناسك
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خذوا عني مناسككم روا أحمد ومسلم والنسائي.
هذه الجملة، هذا الحديث طرف من حديث جابر الطويل المعروف في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر جابر أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان يقول في يعني أكثر من مناسبة خذوا عني مناسككم أو لتأخذوا مناسككم والمناسك جمع منسك وهو العبادة فكل.. العبادة مناسك لكن أكثر ما تطلق المناسك في لغة يعني في النصوص على يعني الذبائح وأفعال الحج والعمرة، وإلا فالمعنى العام يشمل حتى الصلاة، فالصلاة لها مناسك؛ لأن النسك هو العبادة والتنسك هو التعبد وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ يعني أعمال الحج فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا .
فرض الحج على الصحيح في السنة التاسعة من الهجرة، وحج بالناس أبو بكر، أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - على الحج أبا بكر وأردفه بعلي وذلك في السنة التاسعة، وأمر عليا أن يقرأ على الناس أول "براءة" وينذر المشركين ألا يحجوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا ثم حج النبي -عليه الصلاة والسلام- في السنة العاشرة حجة الوداع، وداع ما بعده لقاء، ما بعده حج ولا لقاء بأكثر الناس، لم يعش النبي -عليه الصلاة والسلام- بعدها إلا قرابة ثلاثة أشهر، اللهم صل وسلم عليه "لتأخذوا" حج وبين للناس المناسك ابتداء من الميقات، من ميقات ذي الحليفة هذا ابتداء الله أكبر، علمهم المناسك ابتداء من ذي الحليفة، وبعد وعند دخول مكة، وما فعل، وما أمرهم به، وإلى آخره، وما فعله يوم التروية وما أمر به وبعد ذلك، وفي يوم عرفه، وفي يوم وليلة الجمع، وكل الأيام علمهم المناسك، "خذوا" يعني تعلموا واعملوا بما سمعتم ورأيتم من المناسك القولية والفعلية، وجابر روى لنا أكثر تلك المناسك، جابر رضي الله عنه روى لنا في حديثه الطويل أكثر المناسك، ففي حديثه الطويل بدأ بذكر إحرام النبي وإهلاله، فلما استوت به على البيداء أهل بالتوحيد -صلى الله عليه وسلم- ولما وصل إلى مكة أمر كل من لم يسق الهدي أن يحل ويجعلها عمرة، ولما أنه شق عليهم ذلك فقال لهم: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة وأحداث مثله وأمر كل من ساق الهدي أن يبقى على إحرامه.
وقال هو - عليه الصلاة والسلام -: إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر ومضى، وصفة الحج، والشيخ السعدي عندكم نقل ما قال، ما ذكره شيخ الإسلام في القواعد الفقهية أو النورانية من تلخيص هذه المناسك، لخص فيها يعني شبه ما جاء في حديث جابر، ويقول الشيخ عبد الرحمن عكرمة عندكم: إن هذا الحديث نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: صلوا كما رأيتموني أصلي فالرسول علم الناس الصلاة بفعله وقوله وقال هذا لوفد وفد إليه وصلوا معه أياما وسمعوا منه، فلما أرادوا السفر قال لهم صلوا كما رأيتموني أصلي وقال: إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم .
إذن مناسك الحج إنما تتلقى من بيانه -عليه الصلاة والسلام- القولي والفعلي، وهذه المناسك منها أهل العلم أخذوا من الأدلة تفصيل مناسك هي أركان، ومناسك هي واجبات، ومناسك هي سنن، يعني المناسك ليست على مرتبة واحدة، لكن على العموم يجب تلقيها كلها، فما لم يكن من هديه فهو بدعة، ما لم يكن من هديه من المناسك فهو بدعة، فمن أحدث نسكا أو عبادة في الحج لم تكن مما أرشد إليه -صلى الله عليه وسلم- بقوله أو فعله فهي بدعة، من زعم أن الصعود لجبل الرحمة أنه فضيلة فهو مبتدع فهذا بدعة لا يشرع الصعود على جبل الرحمة هذا بدعة، لو قال قائل: إن المحرم لا يستظل ما يصير ما يجلس تحت خيمة ولا شيء لازم يطلع بره يعني هذا بدعة، الرسول ضربت له القبة بنمرة يقول جابر: فوجد القبة قد ضربت له بنمرة وأهل العلم أخذوا من حديث جابر ومن غيره من مجموع الأدلة، يعني دونوا صفة الحج وكتبوا صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم- وصنفوا في أحكام الحج مصنفات مستقلة، ومؤلفات ضمن كتب الفقه وضمن كتب الحديث.
(خذوا عني) تلقوا تعلموا مني، يعني تعلموا مني مناسككم -صلى الله عليه وسلم- هذا فيه الإرشاد إلى توخي وتحري هديه -صلى الله عليه وسلم- في الحج، فهذا الذي ينبغي أن يهتم به المسلم أن يعرف هدي النبي في الحج، وأن يعمل بهديه، هذا الذي ينبغي، وينبغي يعني توجيه الناس لهذا الأمر، أما والله هذا ما هو بصحيح هذا سنة هذا سنة ويسأل هذا واجب ولا سنة؟ لا سنة، خلاص - يعني إذا سنة وتصير ... يا السنن كطلع الشجرة هذه حتيت منها جمالها الورق كل الورق نزلته منها وقلت هذا ما ينبغي الضروري العمود هذا والأعواد والأغصان وهذه الأغصان الدقيقة ما لها يعني كذلك، المهم يعني الأغصان الرئيسة، وأيش تبقى؟ تبقى باهتة ما لها، يعني يمكن تصير يبقى لها اسم شجرة، لا يليق يعني التخفف وتعمد ترك السنن بحجة أنها سنن، السنن ما فيها أجر؟! أنت ما تريد تزيد الأجر؟! ما تريد تكميل العبادة؟! فقوله: (خذوا عني مناسككم) شامل لكل المناسك من واجب سواء كان على مستوى الركن أو ما دونه، وشامل لما يقول أهل العلم إنه سنة
شرح الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك
جامع شيخ الاسلام ابن تيمية
</B>
الاتباع في المناسك
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خذوا عني مناسككم روا أحمد ومسلم والنسائي.
هذه الجملة، هذا الحديث طرف من حديث جابر الطويل المعروف في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر جابر أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان يقول في يعني أكثر من مناسبة خذوا عني مناسككم أو لتأخذوا مناسككم والمناسك جمع منسك وهو العبادة فكل.. العبادة مناسك لكن أكثر ما تطلق المناسك في لغة يعني في النصوص على يعني الذبائح وأفعال الحج والعمرة، وإلا فالمعنى العام يشمل حتى الصلاة، فالصلاة لها مناسك؛ لأن النسك هو العبادة والتنسك هو التعبد وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ يعني أعمال الحج فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا .
فرض الحج على الصحيح في السنة التاسعة من الهجرة، وحج بالناس أبو بكر، أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - على الحج أبا بكر وأردفه بعلي وذلك في السنة التاسعة، وأمر عليا أن يقرأ على الناس أول "براءة" وينذر المشركين ألا يحجوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا ثم حج النبي -عليه الصلاة والسلام- في السنة العاشرة حجة الوداع، وداع ما بعده لقاء، ما بعده حج ولا لقاء بأكثر الناس، لم يعش النبي -عليه الصلاة والسلام- بعدها إلا قرابة ثلاثة أشهر، اللهم صل وسلم عليه "لتأخذوا" حج وبين للناس المناسك ابتداء من الميقات، من ميقات ذي الحليفة هذا ابتداء الله أكبر، علمهم المناسك ابتداء من ذي الحليفة، وبعد وعند دخول مكة، وما فعل، وما أمرهم به، وإلى آخره، وما فعله يوم التروية وما أمر به وبعد ذلك، وفي يوم عرفه، وفي يوم وليلة الجمع، وكل الأيام علمهم المناسك، "خذوا" يعني تعلموا واعملوا بما سمعتم ورأيتم من المناسك القولية والفعلية، وجابر روى لنا أكثر تلك المناسك، جابر رضي الله عنه روى لنا في حديثه الطويل أكثر المناسك، ففي حديثه الطويل بدأ بذكر إحرام النبي وإهلاله، فلما استوت به على البيداء أهل بالتوحيد -صلى الله عليه وسلم- ولما وصل إلى مكة أمر كل من لم يسق الهدي أن يحل ويجعلها عمرة، ولما أنه شق عليهم ذلك فقال لهم: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة وأحداث مثله وأمر كل من ساق الهدي أن يبقى على إحرامه.
وقال هو - عليه الصلاة والسلام -: إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر ومضى، وصفة الحج، والشيخ السعدي عندكم نقل ما قال، ما ذكره شيخ الإسلام في القواعد الفقهية أو النورانية من تلخيص هذه المناسك، لخص فيها يعني شبه ما جاء في حديث جابر، ويقول الشيخ عبد الرحمن عكرمة عندكم: إن هذا الحديث نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: صلوا كما رأيتموني أصلي فالرسول علم الناس الصلاة بفعله وقوله وقال هذا لوفد وفد إليه وصلوا معه أياما وسمعوا منه، فلما أرادوا السفر قال لهم صلوا كما رأيتموني أصلي وقال: إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم .
إذن مناسك الحج إنما تتلقى من بيانه -عليه الصلاة والسلام- القولي والفعلي، وهذه المناسك منها أهل العلم أخذوا من الأدلة تفصيل مناسك هي أركان، ومناسك هي واجبات، ومناسك هي سنن، يعني المناسك ليست على مرتبة واحدة، لكن على العموم يجب تلقيها كلها، فما لم يكن من هديه فهو بدعة، ما لم يكن من هديه من المناسك فهو بدعة، فمن أحدث نسكا أو عبادة في الحج لم تكن مما أرشد إليه -صلى الله عليه وسلم- بقوله أو فعله فهي بدعة، من زعم أن الصعود لجبل الرحمة أنه فضيلة فهو مبتدع فهذا بدعة لا يشرع الصعود على جبل الرحمة هذا بدعة، لو قال قائل: إن المحرم لا يستظل ما يصير ما يجلس تحت خيمة ولا شيء لازم يطلع بره يعني هذا بدعة، الرسول ضربت له القبة بنمرة يقول جابر: فوجد القبة قد ضربت له بنمرة وأهل العلم أخذوا من حديث جابر ومن غيره من مجموع الأدلة، يعني دونوا صفة الحج وكتبوا صفة حج النبي -صلى الله عليه وسلم- وصنفوا في أحكام الحج مصنفات مستقلة، ومؤلفات ضمن كتب الفقه وضمن كتب الحديث.
(خذوا عني) تلقوا تعلموا مني، يعني تعلموا مني مناسككم -صلى الله عليه وسلم- هذا فيه الإرشاد إلى توخي وتحري هديه -صلى الله عليه وسلم- في الحج، فهذا الذي ينبغي أن يهتم به المسلم أن يعرف هدي النبي في الحج، وأن يعمل بهديه، هذا الذي ينبغي، وينبغي يعني توجيه الناس لهذا الأمر، أما والله هذا ما هو بصحيح هذا سنة هذا سنة ويسأل هذا واجب ولا سنة؟ لا سنة، خلاص - يعني إذا سنة وتصير ... يا السنن كطلع الشجرة هذه حتيت منها جمالها الورق كل الورق نزلته منها وقلت هذا ما ينبغي الضروري العمود هذا والأعواد والأغصان وهذه الأغصان الدقيقة ما لها يعني كذلك، المهم يعني الأغصان الرئيسة، وأيش تبقى؟ تبقى باهتة ما لها، يعني يمكن تصير يبقى لها اسم شجرة، لا يليق يعني التخفف وتعمد ترك السنن بحجة أنها سنن، السنن ما فيها أجر؟! أنت ما تريد تزيد الأجر؟! ما تريد تكميل العبادة؟! فقوله: (خذوا عني مناسككم) شامل لكل المناسك من واجب سواء كان على مستوى الركن أو ما دونه، وشامل لما يقول أهل العلم إنه سنة
شرح الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك
جامع شيخ الاسلام ابن تيمية
</B>