المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حملة " الحج و فضل أيام عشر ذي الحجة "



انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:36 PM
http://www.arabsys.net/pic/bsm/57.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)



http://www.upksau.com/uploads/ab97c743c9.gif (http://www.upksau.com]/)

الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات, ليغفر لهم الذنوب, ويجزل لهم الهبات, وفَّق من شاء لاغتنامها فأ طاعه واتّقاه, خذل من شاء فأضاع أمره وعصاه. أحمده وأشكره, أكمل لنا الذين, وأتمَّ علينا النعمة, رضي لنا الإسلام ديناً, وشرع لنا الأعمال الصالحة, ووفق للقيام بها, ورتب عليها الأجر.
وهذه نفحات العشر الأول من ذي الحجة قد أقبلت وموسم طاعات.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ "فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " .
قال تعالى: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"(البقرة: من الآية203) وقال سبحانه: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ "(الحج: من الآية28) قال ابن عباس رضي الله عنها: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
ذكر ابن رجب اللطائف : أنه رأى بعض الصالحين الحاج في وقت خروجهم فوقف يبكي ويقول : واضعفاه وينشد على أثر ذلك :
فقلت دعوني واتباعي ركابكم ... أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال : هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت ، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت !
يا حسرة مَن انقطع عن العمل الصالح في هذه العشر يا حسرة مَن فتحت له الدنيا أسواقها وشهواتها فانغمس وضيع مواسم العبادة فيها.
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة فما منها عوض ولا لها قيمة المبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل ، قبل هجوم الأجل ، قبل أن يندم المفرط على ما فعل ، قبل أن يسأل الرجعة فيعمل صالحا فلا يجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل ليس للميت في قبره ... فطر و لا أضحى و لا عشر ناء عن الأهل على قربه ... كذاك من مسكنه القبر اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

http://www.arabsys.net/pic/wrod/53.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:40 PM
عشر ذي الحجة .... فضلها والعمل فيها



الحمد لله الذي خلق الزمان وفضّل بعضه على بعض فخصّ بعض الشّهور والأيام والليالي بمزايا وفضائل يُعظم فيها الأجر ، ويَكثر الفضل رحمة منه بالعباد ليكون ذلك عْوناً لهم على الزيادة في العمل الصالح والرغبة في الطاعة ، وتجديد النشاط ليحظى المسلم بنصيب وافر من الثواب ، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود ليوم المعاد .
ومن فوائد مواسم الطاعة سدّ الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات ، وما من موسم من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعة يتقرب بها العباد إليه ، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته ، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات ] . ابن رجب في اللطائف ص40 .
فعلى المسلم أن يعرف قدر عمره وقيمة حياته ، فيكثر من عبادة ربه ، ويواظب على فعل الخيرات إلى الممات .
قال الله تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر/99
قال المفسرون اليقين : الموت .
ومن مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/457 .
وعنه أيضاً رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى " قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " رواه الدارمي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/398 .
فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان . ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر ، وبهذا يجتمع شمل الأدلة . أنظر تفسير ابن كثير 5/412
واعلم - يا أخي المسلم - أن فضيلة هذه العشر جاءت من أمور كثيرة منها :
1- أن الله تعالى أقسم بها :
والإقسام بالشيء دليل على أهميته وعظم نفعه ، قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : " وهو الصحيح " تفسير ابن كثير8/413
2-أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد بأنها أفضل أيام الدنيا كما تقدّم في الحديث الصحيح .
3- أنه حث فيها على العمل الصالح :
لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار ، وشرف المكان - أيضاً - وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام .
4- أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير:
كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " . أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر .
5- أن فيها يوم عرفة:
وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين وصيامه يكفّر آثام سنتين ، وفي العشر أيضا يوم النحر الذي هو أعظم أيام السنّة على الإطلاق وهو يوم الحجّ الأكبر الذي يجتمع فيه من الطّاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره .
6- أن فيها الأضحية والحج .
في وظائف عشر ذي الحجة : إن إدراك هذا العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد ، يقدّرها حق قدرها الصالحون المشمّرون . وواجب المسلم استشعار هذه النعمة ، واغتنام هذه الفرصة ، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية ، وأن يجاهد نفسه بالطاعة . وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات ، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم ويبقى ملازماً لعبادة مولاه .
فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة :
1- الصيام
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : " قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري 1805
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة . فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر . أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462 .
2- التكبير :
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى .
ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة
قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) الحج : 28 . والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر ) ، وصفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد ، وهناك صفات أخرى .
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع .
إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ) أخرجه الترمذي 7/443 وهو حديث حسن لشواهده .
3- أداء الحج والعمرة :
إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم ، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ).
4- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما :
لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى . فمن لم يمكنه الحجّ فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة
5- الأضحية :
ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى .
6- التوبة النصوح :
ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب . والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهراً وباطناً ندماً على ما مضى ، وتركا في الحال ، وعزماً على ألا يعود والاستقامة على الحقّ بفعل ما يحبّه الله تعالى .
والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالاً بدون تمهل لأنه :
أولاً : لا يدري في أي لحظة يموت .
ثانياً : لأنّ السيئات تجر أخواتها .
وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله . قال تعالى : ( فأما من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين ) القصص : 67 .
فليحرص المسلم على مواسم الخير فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدم لنفسه عملا صالحاً يجد ثوابه أحوج ما يكون إليه : إن الثواب قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مُخْوِف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) .
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة ، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة ، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل ، والعجل العجل قبل هجوم الأجل ، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل ، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمِّل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء محبوسا في حفرته بما قدَّم من عمل .
يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري ، أما آن لقلبك أن يستنير أو يستلين ، تعرّض لنفحات مولاك في هذا العشر فإن لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء ، فمن أصابته سَعِد بها يوم الدّين .

المصدر الإسلام سؤال والجواب





http://www.arabsys.net/pic/wrod/61.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

التكبير المطلق والمقيد في أيام العشر والتشريق
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

س: ما حكم التكبير في أيام العشر من ذي الحجة وأيام التشريق وأيام عيد الفطر جماعياً؟
الجواب
جـ: التكبير مشروع في ليلتي العيدين، وفي عشر ذي الحجة مطلقاً، وعقب الصلوات من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق؛ لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (البقرة: من الآية185)، وقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (البقرة: من الآية203)، ونقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه سئل: أي حديث تذهب إلى أن التكبير من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق؟ قال: بالإجماع. لكن التكبير الجماعي بصوت واحد ليس بمشروع بل ذلك بدعة؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، ولم يفعله السلف الصالح، لا من الصحابة، ولا من التابعين، ولا تابعيهم، وهم القدوة، والواجب الاتباع وعدم الابتداع في الدين.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/61.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

الاعتكاف في عشر ذي الحجة
أجاب عليه فضيلة الشيخ د. خالد الماجد
السؤال
ماحكم تخصيص عشر ذي الحجة للاعتكاف، مع أنه من جنس العمل الصالح؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن حكم هذه المسألة فرع عن الحكم في مسألة الاعتكاف في غير رمضان، وقد اختلف أهل العلم فيها ما بين مجيز ومانع، والراجح أن الاعتكاف عمل صالح مشروع في كل زمان، سواء أكان في رمضان أم غيره، وسواء أطالت مدته عن عشرة أيام أم قصرت إلى ساعة من اليوم؛ لما يأتي:
1 – أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في شوال ليقضي اعتكافه الذي تركه في رمضان (كما عند البخاري )، فلو لم يكن الاعتكاف جائزاً في غير رمضان لما صح أن يكون زماناً لقضاء الاعتكاف.
2 – أن عمر بن الخطاب نذر أن يعتكف في الجاهلية ليلة أو يوماً في المسجد الحرام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اعتكف" رواه أبو داود والنسائي والبيهقي، وفي رواية أبي عوانة"أوف بنذرك".
3 – دلالة معنى الاعتكاف وهو: لزوم مسجد للتعبد لله، فهذا المعنى يصدق على الوقت القليل والكثير، وعلى رمضان وغيره.
وبناء على هذا الترجيح فإن الاعتكاف في مسجد أيام عشر ذي الحجة أو بعضها أو بعض يوم منها أمر مشروع ؛ لأن الاعتكاف عمل صالح مشروع في كل زمان، وأولى الأزمنة به بعد رمضان عشر ذي الحجة؛ لأنها محل لكل عمل صالح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة". والله أعلم.

http://www.arabsys.net/pic/wrod/61.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:43 PM
أحاديث في فضل الحج والعمرة
سلمان العودة
المشرف العام على موقع الإسلام اليوم

السؤال
أريد بعض الأحاديث في فضل الحج والعمرة.




الجواب عدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، أو الرابع كما في بعض الروايات، ففي حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - المتفق عليه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج" أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16) واللفظ له.
ولما سأل جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام، عدَّ له الأركان الخمسة، ومنها الحج. انظر ما أخرجه أحمد (179)، والنسائي (4991) وأصله في البخاري (50) ومسلم (9). وفي رواية ابن خزيمة والدارقطني من حديث عمر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان"، فذكر العمرة. وبهذا استدل جماعة من أهل العلم على أن العمرة واجبة كالحج.
ولما سألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجهاد، قالت: "نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟" قال: "لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور" البخاري (2784)، وفي رواية عند أحمد بسند صحيح قال - صلى الله عليه وسلم -: "عليهن جهاد لا قتال فيه؛ الحج والعمرة".
وفي خطبته - صلى الله عليه وسلم - التي رواها مسلم قال: "أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا"، فقام رجل -قيل هو الأقرع بن حابس، وقيل غيره- فقال: "أَكُلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لو قلتُ نعم لوجبت ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم.." أخرجه البخاري (6744)، ومسلم (1337).
وفي فضل الحج أيضًا: ما رواه الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" البخاري (1773)، ومسلم (1349). والحج المبرور: المقبول عند الله تعالى، الذي قُصد به وجه الله، واتُّبِعَت فيه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأُنفِق فيه من مال حلال غير حرام.
وفي صحيح مسلم أيضًا أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لعمرو بن العاص: " أما علمتَ أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟" أخرجه مسلم (121).

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:44 PM
إحـرام قـلـب

إن للقلب إحراماً كإحرام الجسد ، وإحرام القلب يشترك فيه الحاج وغيره فيتزيا كل مسلم بالإخلاص لكل عمل..
كذلك إحرام القلب له محظورات منها:
الرياء والسمعة والحسد والضغينة ...الخ.
وهذه نفحات العشر الأول من ذي الحجة قد أهلت وموسم طاعات قد أقبلت عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ "
فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " .
والعمل الصالح يشترك فيه الحاج وغيره وشرطي قبول العمل يشترك فيهما الحاج وغيره "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" (الملك:2) قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "أخلصه وأصوبه" قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه"
؟.فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل ، وإذا كان صوابا ، ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا.
والخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة وينبغي أن يسأل المسلم نفسه سؤالان قبل الفعل : لمَ أفعل ، وكيف أفعل ، فالأول سؤال عن الإخلاص ، والثاني سؤال عن الاتباع ، وقد كثر سؤال الحجيج عن مميزات الحملات من أكل وشرب وراحة وقليل من سأل عن: لمَ أحج ؟ وكيف أحج؟ . ومَن طلب الإخلاص رجا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم الخلاص.
كذلك يشترك الحاج وغيره في معنى التلبية لبيك اللهم لبيك إجابة يارب لك بعد إجابة وطاعة لك بعدها طاعة، ويشتركا أيضاً في التكبير والتحميد والتهليل قال تعالى: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ
مَعْدُودَاتٍ"(البقرة: من الآية203) وقال سبحانه: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ "(الحج: من الآية28) قال ابن عباس رضي الله عنها: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
ذكر ابن رجب اللطائف : أنه رأى بعض الصالحين الحاج في وقت خروجهم فوقف يبكي ويقول : واضعفاه وينشد على أثر ذلك :
فقلت دعوني واتباعي ركابكم ... أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال : هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت ، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت !
يا حسرة مَن انقطع عن العمل الصالح في هذه العشر يا حسرة مَن فتحت له الدنيا أسواقها وشهواتها فانغمس وضيع مواسم العبادة فيها.
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة فما منها عوض ولا لها قيمة المبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل ، قبل هجوم الأجل ، قبل أن يندم المفرط على ما فعل ، قبل أن يسأل الرجعة فيعمل صالحا فلا يجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل ليس للميت في قبره ... فطر و لا أضحى و لا عشر ناء عن الأهل على قربه ... كذاك من مسكنه القبر اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

http://www.arabsyscard.com/pic/wrod/47.gif (http://www.arabsyscard.com/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:47 PM
نصيحة لحجاج بيت الله الحرام

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كل من يطلع عليها من حجاج بيت الله الحرام والمسلمين في كل مكان. إخواني حجاج بيت الله الحرام:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فمرحباً بكم في بلد الله الحرام، وعلى أرض المملكة العربية السعودية التي شرفها الله تعالى بخدمة الحجاج والعمار والزوار الذين يفدون إليها من كل مكان، ومنَّ عليها بخدمة المقدسات وتأمينها للطائفين والعاكفين والركع السجود.
وأسأل الله عز وجل أن يكتب لكم حج بيته وزيارة مسجد رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، في أمن وإيمان، وسكينة واطمئنان، ويسر وقبول، وأن تعودوا إلى دياركم سالمين مأجورين وقد غفر الله لكم وآتاكم من فضله إنه جواد كريم، وبالإجابة جدير.
إخواني حجاج بيت الله الحرام: المسلمون بخير ما تناصحوا، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر، وتعاونوا على البر والتقوى، ولذلك فإني أذكر إخواني حجاج بيت الله الحرام، بأنهم في أيام فاضلة وأماكن مباركة، وأنهم قدموا من ديار بعيدة وتحملوا مشقات كثيرة استجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وقياماً بواجب عظيم، وعمل صالح جليل، أمرهم الله تعالى به حيث قال: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[1] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn1)، وهذا يقتضي منهم أموراً ينبغي المحافظة عليها والعناية بها، حتى يكون حجهم مبروراً، وسعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً بتوفيق من الله وعون، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. ومن هذه الأمور:
أولاً: يجب على الحاج وغيره أن يخلص نيته وقصده لله تعالى فيجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم حتى يقع أجره على الله، وينال ثوابه، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[2] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn2)، وقال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[3] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn3).
ثانياً: يجب على الحاج وغيره أن يكون العمل الذي يتقرب به إلى ربه مما شرعه الله تعالى لعباده، وأن يقتدي في أدائه بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، القائل: ((خذوا عني مناسككم))[4] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn4) رواه مسلم رحمه الله، والقائل: ((صلوا كما رأيتموني أصلي))[5] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn5) رواه البخاري رحمه الله. وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[6] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn6). فالعمل مهما كان صاحبه مخلصاً فيه لله ولم يكن متابعاً فيه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مردود عليه لا يقبله الله، للحديث الصحيح الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[7] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn7) رواه مسلم رحمه الله. والله عز وجل يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[8] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn8).
ثالثاً: يجب على الحاج وغيره أن يكون على علم وبصيرة بأمور دينه حتى يقوم بها قياماً صحيحاً، ويؤديها أداءً سليماً على الوجه المشروع؛ فقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[9] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn9). وقد أمرنا الله تعالى أن نسأل أهل العلم فيما أشكل علينا من أمور ديننا، فقال سبحانه: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[10] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn10). وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[11] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn11). وإنك أخي الحاج ستجد بعون الله في مكة المكرمة، والمدينة النبوية، وفي المشاعر المقدسة، وفي مؤسسات الطوافة بمكة، والأدلاء بالمدينة، علماء عينتهم الدولة - حرسها الله - للإجابة عن أسئلة واستفسارات الحجاج فيما أشكل عليهم من أمور حجهم وعمرتهم خاصة، ومن أمور دينهم عامة وذلك مما يسره الله تعالى للحجاج بفضل منه سبحانه، ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية - وفقه الله - حتى يكون الحجاج على علم ومعرفة بالحق والصواب فيما يفعلون وفيما يتركون. فلا تتردد يا أخي في سؤالهم والاستفادة منهم حتى تكون على بينة من أمرك قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}[12] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn12)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقا إلى الجنة))[13] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn13) رواه مسلم رحمه الله.
رابعاً: يجب على الحاج وغيره أن يعلم أن ما شرعه الله لعباده من طاعات وقربات، وما أحل لهم وحرم عليهم من أقوال وأفعال، إنما هي لتزكية أنفسهم وصلاح مجتمعاتهم، وعلى حسب إخلاصهم له، وصدقهم في العمل معه يكون انتفاعهم بذلك في الدنيا والآخرة، وثواب الله خير وأبقى، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}[14] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn14). وقال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}[15] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn15). وقال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[16] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn16).
والحج - أخي الحاج - من أعظم ما فرض الله على عباده لتزكية أنفسهم وسلامتها من العداوة والبغضاء، والشح والإيذاء، ورغبتها فيما عند الله وتذكيرها بلقائه يوم الدين، لما فيه من بذل الجهد، وإنفاق المال، وتحمل المشاق والصعاب، ومفارقة الأهل والأوطان، وهجر الأعمال الدنيوية، والإقبال على الله بالطاعة والعبادة، والاجتماع بالإخوان في الله الوافدين من سائر أنحاء الأرض: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}[17] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn17). فليحرص الحاج على ما يرضي ربه، ويكثر من تلبيته وذكره ودعائه والتقرب إليه بالمواظبة على فعل الطاعات، والبعد عن السيئات، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه..))[18] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn18) من حديث رواه البخاري رحمه الله. وولي الله هو المؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، المستقيم على دينه، بامتثال أمره واجتناب نهيه، كما قال سبحانه: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}[19] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn19). ومن أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الحاج وغيره المحافظة على أداء الصلوات المفروضة جماعة في أوقاتها وفي المساجد التي أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه، ولاسيما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، فإن لهما ميزة عظيمة على سائر المساجد، والله يضاعف فيهما أجر الصلاة، فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه))[20] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn20) أخرجه أحمد، وابن ماجة رحمهما الله بإسناد صحيح. وأخرج الإمام أحمد مثله عن ابن الزبير وصححه ابن حبان وإسناده صحيح. وهذا خير جزيل وفضل من الله عظيم ينبغي العناية به والحرص عليه، يقول الله تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[21] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn21).
خامساً: يجب على الحاج وغيره أن يحفظ لهذه الأماكن المقدسة حرمتها، فلا يهم فيها بعمل سوء، فقد توعد الله من فعل ذلك بعذاب أليم، قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[22] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn22). قال عطية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في بيان معنى الظلم في هذه الآية: (هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك، من إساءة أو قتل؛ فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقاتلك، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم) ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية. فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة أن لا يؤذي بعضهم بعضاً، لا في نفس ولا في مال ولا في عرض، بل يجب أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتناصحوا، وأن يتواصوا بالحق والصبر عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))[23] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn23) رواه مسلم رحمه الله في صحيحه. وقد حرم الله إيذاء المؤمنين والمؤمنات بأي نوع من الإيذاء، في كل مكان وفي كل زمان، فكيف بإيذائهم في البلد الأمين، وفي الأشهر الحرم، وفي وقت أداء المناسك، وفي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! لاشك أن هذا يكون أشد إثماً وأعظم جرماً، قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[24] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn24)، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}[25] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn25). فالمطلوب من الحاج أن يكون سلماً على نفسه، سلماً على غيره، من إنسان وحيوان، وطير، ونبات، ولا ينالهم منه أذى، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وحرمة المسلم عند الله عظيمة، وظلمه معصية كبيرة، والظلم عاقبته وخيمة قال الله تعالى: {وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا}[26] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn26).
سادساً: يجب على الحاج وغيره أن يعلم أن الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لكل مسلم بالحكمة والموعظة الحسنة، من أعظم واجبات الدين، وبها قوامه وحفظه بين المسلمين، قال الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[27] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn27)، وقال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[28] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn28)، وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[29] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn29). وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)[30] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn30) متفق عليه. فعلى كل مسلم أن يعنى بهذا الأمر تمام العناية، ولا يقصر فيه، كل بحسب استطاعته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))[31] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn31) رواه مسلم رحمه الله.
سابعاً: ينبغي على كل مسلم من الحجاج وغيرهم أن يهتم بأمور المسلمين في كل مكان، وإيصال الخير إليهم، والدفاع عنهم، وتعليم جاهلهم حسب طاقته وعلمه، وأن يعاون المجاهدين منهم الذين يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ورد الكافرين والملحدين من اليهود وغيرهم من أصناف الكفرة عن ديار المسلمين والمقدسات الإسلامية، نصرة للحق، ودفاعاً عن أهله، وذوداً عن بلاد المسلمين، وحماية لها من الأعداء. ويكون ذلك باللسان والمال والنفس وسائر أنواع المساعدات، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[32] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn32)، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))[33] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn33)، متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: ((من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا))[34] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn34) متفق عليه. فلا يجوز للمسلمين أن يسلموا إخوانهم لعدوهم أو يسلموهم للجوع والعري والمرض وفتنة المنصرين والملحدين، يستغلون حاجتهم، وينفثون بينهم سمومهم وأباطيلهم وهذا ما يجب أن يهتم به كل مسلم ويحرص عليه أشد الحرص كلما رأى ضعفاً من المسلمين، لأنهم كما قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}[35] (http://binbaz.org.sa/mat/8442#_ftn35).
وأسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يوفقنا والحجاج وجميع المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، ولكل ما فيه نصر ديننا، وصلاح أمرنا، وسلامة بلادنا من مكائد أعدائنا، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين وحكامهم، للحكم بشريعة الله سبحانه، وإلزام الشعوب بها؛ لأنها سبيل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، وأن يوفق حكام هذه البلاد بصفة خاصة لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين، وأن يزيدهم من كل خير، وأن يجزيهم بما قدموا للمسلمين عموماً ولحجاج بيت الله الحرام خصوصاً من مساعدات وتسهيلات أعظم الجزاء وأفضله، وأن يوفق حجاج بيته لأداء مناسكهم على الوجه الذي يرضيه، حتى يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفوراً، وأن يردهم إلى بلادهم سالمين غانمين. اللهم آمين. وصلى الله ولم على نبينا محمد وآله وصحبه.

http://www.arabsyscard.com/pic/wrod/52.gif (http://www.arabsyscard.com/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:50 PM
سلسلة محاضرات عن الحج
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3182&scholar_i d=82 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3182&scholar_id=82)
http://www.arabsys.net/pic/wrod/52.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

ملفات الحج وعيد الاضحى
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=82 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=82)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=25 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=25)
http://www.arabsys.net/pic/wrod/52.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

فتاوى عن الحج والعمرة
http://www.islam-qa.com/ar/cat/299 (http://www.islam-qa.com/ar/cat/299)
http://www.almoslim.net/elmy/elmy_tree (http://www.almoslim.net/elmy/elmy_tree)

http://www.arabsys.net/pic/wrod/52.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=224 (http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=224)
http://www.arabsys.net/pic/wrod/52.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php]http://www.arabsys.net/pic/wrod/52.gif)[/URL]

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:51 PM
التشويق إلى حج البيت العتيق
http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?p=185854#post185854

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 06:59 PM
صفة الحج والعمرة


الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

يامن عزمت على حج بيت الله الحرام، وأنفقت في سبيل ذلك المال والجهد والأوقات والأيام، وتركت وراءك الأهل والأولاد والأحباب والأرحام، ونزعت عنك لباس الترف والزينة ولبست لباس الاحرام، الذي هو أشبه ما يكون بالأكفان، كل ذلك سعياً لأداء هذه الفريضة العظيمة، وطلبا لرضى الخالق سبحانه وتعالى، لأنك تعلم أن { الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } كما قال النبي في الحديث المتفق عليه، وقال النبي { من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه } [متفق عليه] وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد، قال: { لكن أفضل الجهاد حج مبرور }. والحج المبرور هو ما وافق هدي النبي في حجته، لأنه قال: { لتأخذوا عني مناسككم } [مسلم] لذا فقد أحببنا أن نذكر لك صفة الحج وفق سنة النبي وقد اخترنا ذلك من كلام فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله نسأل الله تعالى أن يكون حجك مبروراً، وذنبك مغفوراً، وسعيك مشكوراً.

صفة الحج والعمرة
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:
نذكر هنا صفة الحج على سبيل الإجمال والاختصار، وعلى صفة التمتع فنقول: إذا إراد الإنسان الحج والعمرة، فتوجه إلى مكة في أشهر الحج، فإن الأفضل أن يحرم بالعمرة، أولاً ليصير متمتعاً، فيحرم من الميقات بالعمرة، وعند الإحرام يغتسل كما يغتسل من الجنابه، والإغتسال سنه في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء، فيغتسل ويتطيب في رأسه ولحيته، ويلبس ثياب الإحرام، ويحرم عقب صلاة فريضه، إن كان وقتها حاضرا، أو نافله ينوي بها سنة الوضوء، لأنه ليس للاحرام نافله معينه، إذ لم يرد ذلك عن النبي . والحائض والنفساء لا تصلي، ثم يلبي الحاج، قيقول: لبيك اللهم عمره، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ولا يزال يلبي حتى يصل إلى مكه.
وينبغي إذا قرب من مكة أن يغتسل لدخولها كما فعل النبي ويدخل المسجد الحرام مقدماً رجله اليمنى قائلاً: ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ).
فإذا شرع في الطواف، قطع التلبيه، فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه ويقبله إن تيسر، وإلا أشار إليه، ويقول: ( بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد )، ثم يجعل البيت عن يساره ويطوف سبعة أشواط، يبتدئ بالحجر ويختتم به، ولا يستلم من البيت سوى الحجر الأسود والركن اليماني، لأن النبي لم يستلم سواهما، وفي هذا الطواف يسن للرجل أن يرمل في الثلاثة أشواط الأولى؛ بأن يسرع المشي ويقارب الخطى، وأن يضطبع في جميع الطواف، بأن يخرج كتفه الأيمن، ويجعل طرفي الرداء على الكتف الأيسر، وكلما حاذى الحجر الأسود كبّر، ويقول بينه وبين الركن اليماني: ( ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار ) ويقول في بقية طوافه ما شاء من ذكر ودعاء.
وليس للطواف دعاء مخصوص لكل شوط، وعلى هذا فينبغي أن يحذر الإنسان من هذه الكتيبات التي بأيدي كثير من الحجّاج، والتي فيها لكل شوط دعاء مخصوص، فإن هذه بدعة لم ترد عن رسول الله وقد قال النبي : { كل بدعة ضلالة } [مسلم].
ويجب أن ينتبه الطائف إلى أمر يخل به بعض الناس في وقت الزحام، فتجده يدخل من باب الحجر، ويخرج من الباب الثاني، فلا يطوف بالحجر مع الكعبة، وهذا خطأ، لأن الحجر أكثره من الكعبة، فمن دخل من باب الحجر وخرج من الباب الثاني، لم يكن قد طاف بالبيت، فلا يصح طوافه.
وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر له، وإلا ففي أي مكان من المسجد، ثم يخرج إلى الصفا، فإذا دنا منه قرأ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158]، ولا يعيد هذه الآيه بعد ذلك، ثم يصعد على الصفا، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه، ويكبر الله ويحمده، ويقول: ( لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ). ثم يدعو بعد ذلك، ثم يعيد الذكر مرة ثانية، ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة.
ثم ينزل متجهاً إلى المروة، فيمشي إلى العلم الأخضر إلى العمود الثاني سعياً شديداً، أي يركض ركضاً شديداً، إن تيسر له ولم يتأذّ أو يؤذ أحداً، ثم يمشي بعد العلم الثاني إلى المروة مشياً عادياً، فإذا وصل المروة، صعد عليها، واستقبل القبلة، ورفع يديه، وقال مثل ما قال على الصفا، فهذا شوط.
ثم يرجع إلى الصفا من المروة، وهذا هو الشوط الثاني، ويقول فيه ويفعل كما قال في الشوط الأول وفعل، فإذا أتم سبعة أشواط، من الصفا للمروة شوط، ومن المروة للصفا شوط آخر، فإنه يقصّر شعر رأسه، ويكون التقصير شاملاً لجميع الرأس، بحيث يبدو واضحاً في الرأس، والمرأة تقصر من كل أطراف شعرها بقدر أنملة، ثم يحل من من إحرامه حلاً كاملاً، يتمتع بما أحل الله له من النساء والطيب واللباس وغير ذلك.
فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج، فاغتسل، وتطيّب، ولبس ثياب الإحرام، وخرج إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، خمس صلوات، يصلي الرباعية ركعتين، وكل صلاة في وقتها، فلا جمع في منى، وإنما هو القصر فقط.
فإذا طلعت الشمس يوم عرفه، سار إلى عرفه، فنزل بنمرة إن تيسّر له، وإلا استمر إلى عرفه فينزل بها، فإذا زالت الشمس، صلّى الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، ثم يشتغل بعد ذكر الله، ودعائه، وقراءة القرآن، وغير ذلك مما يقرب إلى الله تعالى. وليحرص على أن يكون آخر ذلك اليوم ملحاً في دعاء الله عز وجل، فإنه حري بالإجابة.
ويسن أن يكون مستقبل القبلة، رافعاً يديه عند الدعاء، وكان أكثر دعاء النبي في ذلك الموقف العظيم: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ). وليحرص كذلك على الأذكار والأدعيه النبوية فإنها من أجمع الأدعية وانفعها فيقول: ( اللهم لك الحمد كالذي نقول، وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك ربي مآبي، ولك ربي تراثي. اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر. اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح ).
( اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً، اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق المقر، المعترف بذنوبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذلّ لك جسده، ورغم لك أنفه. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم ).
فإذا غربت الشمس من يوم عرفه، انصرف إلى مزدلفة، فصلّى بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ثم يبقى هناك حتى يصلي الفجر، ثم يدعو الله عز وجل إلى أن يسفر جداً، ثم يدفع بعد ذلك إلى منى، ويجوز للإنسان الذي يشق عليه مزاحمة الناس أن ينصرف من مزدلفة قبل الفجر، لأن النبي رخّص لمثله.
فإذا وصل إلى منى، بادر فرمى جمرة العقبة أولاً قبل كل شيء بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم ينحر هديه، ثم يحلق رأسه، وهو أفضل من التقصير، وإن قصّره فلا حرج، والمرأة تقصّر من أطرافه بقدر أنملة، وحينئذ يحلّ التحلل الأول، فيباح له جميع محظورات الإحرام ما عدا النساء.
فينزل بعد أن يتطيب ويلبس ثيابه المعتادة إلى مكة، فيطوف طواف الإفاضة سبعة أشواط. وهذا الطواف والسعي للحج، كما أن الطواف والسعي الذي حصل منه أول ما قدم للعمرة، وبهذا يحل من كل شيء حتى النساء.
ولنقف هنا لننظر ماذا فعل الحاج يوم العيد؟ فالحاج يوم العيد: رمى جمرة العقية، ثم نحر هديه، ثم حلق أو قصر، ثم طاف، ثم سعى، فهذه خكسة أنساك يفعلها على هذا الترتيب، فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج، إن النبي كان يُسأل يوم العيد عن التقديم والتأخير، فما سئل عن شيء قُدّم ولا أُخر يومئذ إلا قال: { افعل ولا حرج } [متفق عليه]. فإذا نزل من مزدلفه إلى مكة، وطاف وسعى، ثم رجع إلى منى ورمى فلا حرج، ولو رمى ثم حلق قبل أن ينحر، فلا حرج، ولو رمى، ثم نزل إلى مكة وطاف وسعى فلا حرج، ولو رمى ونحر وحلق، ثم نزل إلى مكة وسعى قبل أن يطوف فلا حرج. المهم أن تقديم هذه الأنساك الخمسة بعضها على بعض لا بأس به، لأن رسول الله ما سئل عن شيء قدم و لا أخر يومئذ إلا قال: { افعل ولا حرج } وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده.
ويبقى من أفعال الحج بعد ذلك: المبيت في منى ليلة الحادي عشر، وليلة الثاني عشر، وليلة الثالث عشر لمن تأخر، لقول الله تعالى: وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة:203] فيبيت الحاج بمنى ليلة الحادي عشر، وليلة الثاني عشر، ويجزيء أن يبيت في هاتين الليلتين معظم الليل.
فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر، رمى الجمرات اللاث، يبدأ بالصغرى التي تعتبر شرقية بالنسبة للجمرات الثلاث، فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ثم يتقدم عن الزحام قليلا، فيقف مستقبل القبلة، رافعاً يديه، يدعو الله تعالى دعاءً طويلاً، ثم يتجهإلى الوسطى فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ثم يتقدم قليلاً عن الزحام، ويقف مستقبل القبلة، رافعاً يديه، يدعو الله تعالى دعاءً طويلاً، ثم يتقدم إلى جمرة العقبة، فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ولا يقف عندها، إقتداءً برسول الله .
وفي ليلة الثاني عشر، يرمي الجمرات الثلاث كذلك، فإذا أتم الحاج رمي الجمار في اليوم الثاني عشر، فإن شاء تعجّل ونزل من منى، وإن شاء تإخّر، فبات بها ليلة الثالث عشر، ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق، والتأخر أفضل، ولا يجب إلا بعد أن تغرب الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى، فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال. لكن لو غربت عليه الشمس بمنى في اليوم الثاني عشر بغير إختياره، فإنه لا يلزمه التأخر، لأن تأخره إلى الغروب كان بغير اختياره.
ولا يجوز للإنسان أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر قبل الزوال،لأن النبي لم يرم إلا بعد الزوال، وقال: { خذوا عني مناسككم } [مسلم]، وكان الصحابه يتحينون الزوال، فإذا زالت الشمس رموا، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزاً، لبينه النبي لأمته، إما بفعله، أو قوله، أو إقراره..
ولكن يمكنه إذا كان يشق عليه الزحام، أو المضي إلى الجمرات في وسط النهار، أن يؤخر الرمي إلى الليل، فإن الليل وقت للرمي، إذ لا دليل على أن الرمي لا يصح ليلاً، فالنبي وقّت أول الرمي ولم يوقّت آخره، والأصل فيما جاء مطلقاً، أن يبقى على إطلاقه، حتى يقوم دليل على تقييده بسبب أو وقت.
وليحذر الحاج من التهاون في رمي الجمرات، فإن من الناس من يتهاون فيها، فيوكّل من يرمي عنه، وهو قادر على الرمي بنفسه، وهذا لا يجوز ولا يجزيء، لأن الله تعالى يقول في كتابه: وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ [البقرة:196] والرمي من أفعال الحج، فلا يجوز الإخلال به، ولأن النبي لم يأذن لضعفة أهله أن يوكلوا من يرمي عنهم، بل أذن لهم بالذهاب من مزدلفة في آخر الليل، ليرموا بأنفسهم قبل زحمة الناس، ولكن عند الضرورة لا بأس بالتوكيل، كما لو كان الحاج مريضاً أو كبيراً لا يمكنه الوصول إلى الجمرات، أو كانت امرأة حاملاً تخشى على نفسها أو ولدها، ففي هذه الحال يجوز التوكيل.
فيجب علينا أن نععظم شعائر الله، وألا نتهاون بها، وأن نفعل ما يمكننا فعلهبأنفسنا لأنه عبادة، كما قال النبي : { إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة، ورمي الجمرات لإقامة ذكر الله } [أبو داود والترمذي].
وإذا أتم الحج رمي الجمرات، فإنه لا يخرج من مكة إلى بلده، حتى يطوف للوداع، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الناس ينفرون من كل وجه فقال النبي : { لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت } [مسلم]، إلا إذا كانت المرأة حائضاً أو نفساء، وقد طافت طواف الإفاضة، فإن طواف الوداع يسقط عنها، لحديث ابن عباس: { أمر الناس أن يكونآخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن الحائض } [متفق عليه]، ولأن النبي لما قيل له: إن صفية قد طافت طواف الإفاضة قال: { فلتنفر إذن } [متفق عليه] وكانت حائضاً.
ويجب أن يكون هذا الطواف آخر شيء، وبه نعرف أن مايفعله بعض الناس، حين ينزلون إلى مكة، فيطوفون طواف الوداع، ثم يرجعون إلى منى، فيرمون الجمرات، ويسافرون من هناك، فهذا خطأ، ولا يجزئهم طواف الوداع، لأن هؤلاء لم يجعلوا آخر عهدهم بالبيت، وإنما جعلوا آخر عهدهم بالجمرات.

http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

خلاصة أعمال العمرة
(1) الإغتسال كما يغتسل للجنابة والتطيب.
(2) لبس ثياب الإحرام، إزار ورداء للرجل وللمرأة ما شائت من الثياب المباحة.
(3) التلبية والإستمرار فيها إلى الطواف.
(4) الطواف بالبيت سبعة أشواط ابتداءً من الحجر الأسود وانتهاءً به.
(5) صلاة ركعتين خلف المقام.
(6) السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط ابتداءً بالصفا وانتهاءً بالمروة.
(7) الحلق أو التقصير للرجال، والتقصير للنساء.

http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

مجمل أعمال الحج
عمل اليوم الأول وهو يوم الثامن:
1- يحرم بالحج من مكانه فيغتسل ويتطيب ويلبس ثياب الإحرام ويقول: ( لبيك اللهم حجاً لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ).
2- يتوجه إلى منى فيبقى فيها إلى طلوع الشمس في اليوم التاسع،ويصلي فيها الظهر من اليوم الثامن، والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في وقتها، ويقصر الرباعية.
عمل اليوم الثاني وهو اليوم التاسع:
1- يتوجه بعد طلوع الشمس إلى عرفه، ويصلي الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، وينزل قبل الزوال بنمرة إن تيسر له.
2- يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء مستقبل القبلة رافعاً يديه ويبقى بعرفه إلى غروب الشمس.
3- يتوجه بعد غروب الشمس إلى مزدلفة فيصلي فيها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين، ويبيت فيها حتى يطلع الفجر.
4- يصلي الفجر بعد طلوع الفجر، ثم يتفرغ للذكر والدعاء حتى يسفر جداً.
5- يتوجه قبل طلوع الشمس إلى منى.
عمل اليوم الثالث وهو يوم العيد:
1- إذا وصل إلى منى، ذهب إلى جمرة العقبة، فرماها بسبع حصيات متعاقبات، واحدة بعد الأخرى، يكبر مع كل حصاة.
2- يذبح هديه إن كان عليه هدي.
3- يحلق رأسه أو يقصره، ويتحلل بذلك التحلل الأول، فيلبس ثيابه ويتطيب، وتحل له جميع محظورات الإحرام سةى النساء.
4- ينزل إلى مكة فيطوف بالبيت طواف الإفاضة، وهو طواف الحج، ويسعى بين الصفا والمروة للحج، إن كان متمتعاً، وكذلك إن كان غير متمتع ولم يكن سعى مع طواف القدوم. وبهذا يحل التحلل الثاني، ويحل له جميع محظورات الإحرام حتى النساء.
5- يرجع إلى منى فيبيت فيها ليلة الحادي عشر.
عمل اليوم الرابع وهو الحادي عشر:
1- يرمي الجمرات الثلاث، الأولى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة،يرميهن بعد الزوال ولا يجوز قبلهز ويلاحظ الوقوف للدعاء بعد الجمرة الأولى والوسطى.
2- يبيت في منى ليلة الثاني عشر.
عمل اليوم الخامس وهو الثاني عشر:
1- يرمي الجمرات الثلاث كما رماهن في اليوم الرابع.
2- ينفر من منى قبل غروب الشمس إن أراد التعجل، أو يبيت فيها إن أراد التأخر.
عمل اليوم السادس وهو الثالث عشر:
هذا اليوم خاص بمن تأخر ويعمل فيه:
1- يرمي الجمرات الثلاث كما سبق في اليومين قبله.
2- ينفلا من منى بعد ذلك.
وآخر الأعمال طواف الوداع عند سفره، والله أعلم.

أنواع النسك
الأنساك ثلاثة: تمتع، إفراد، قران.
فالتمتع: أن يُحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج، فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر، فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله.
والإفراد: أن يحرم بالحج وحده، فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى للحج ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه،بل يبقى محرماً حتى يحل من بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد، وإن أخر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس.
والقران: أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً،أو يحرم بالعمرةأولاً ثم يدخل الحج عليهما قبل الشروع في طوافها. وعمل القارن كعمل المفرد سواء، إلا أن القارن عليه هدي، والمفرد لاهدي عليه.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
مصادر الرسالة:
1- فقه العبادات. 2- مناسك الحج والعمرة. 3- المنهج لمريد الحج والعمرة. 4- صفة الحج والعمرة. 5- اللقاء الشهري رقم (10)
وكلها من مؤلفات فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/35.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:06 PM
http://www.arabsys.net/pic/wrod/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
فتاوى نسائية لمن أرادت الحج
دار الوطن

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى،،، وبعد:
فهذه مجموعة من فتاوى العلماء تتعلق بالحج نقدمها للأخت المسلمة، لعلها تكون مرشداً لها في أداء فريضة الحج على النحو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم .
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الحج والعمرة وسائر الأعمال.

الإحرام من الميقات

السؤال: أنا ذاهبة للعمرة ومررت بالميقات وأنا حائض فلم أحرم، وبقيت في مكة حتى طهرت فأحرمت من مكة، فهل هذا جائز أم ماذا أفعل؟ وما يجب علي؟
الجواب: هذا العمل ليس بجائز، والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلابإحرام حتى لو كانت حائضاً؛ فإنها تحرم وهي حائض، وينعقد إحرامها ويصح. والدليل لذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر رضي الله عنهما ولدت والنبي صلى الله عليه وسلم نازل في ذي الحليفة يريد حجة الوداع فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم : كيف أصنع؟ قال: { اغتسلى واستثفري بثوب وأحرمي } ودم الحيض كدم النفاس؛ فنقول للمرأة الحائض إذا مرت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي، والاستثفار معناه أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة، ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة لا تأتي إلى البيت ولا تطوف به حتى تطهر، ولهذا قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لعائشة حين حاضت في أثناء العمرة، قال لها: { افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري } هذه رواية البخاري ومسلم، وفي صحيح البخاري أيضاً: ذكرت عائشة أنها لما طهرت طافت بالبيت وبالصفا والمروة، فدل هذا على أن المرأة إذا أحرمت بالحج أو العمرة وهي حائض، أو أتاها الحيض قبل الطواف؛ فإنها لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل، أما لو طافت وهي طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض فإنها تستمر وتسعى ولو كان عليها الحيض، وتقص من رأسها وتنهي عمرتها؛ لأن السعي بين الصفا والمروة لا يشترط له طهارة [الشيخ ابن عثيمين].


الإحرام ومحظوراته

السؤال: هل يجوز للمرأة أن تحرم في أى ثياب شاءت؟
الجواب: نعم، تحرم فيما شاءت، ليس لها ملابس مخصوصة في الإحرام كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل أن يكون إحرامها في ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر؛ لأنها تختلط بالناس، فينبغي أن تكون ملابسها غير لافتة للنظر وغير جميلة بل عادية، ليس فيها فتنة.
أما الرجل فالأفضل أن يحرم في ثوبين أبيضين، إزار ورداء، وإن أحرم في غير أبيضين فلا بأس. وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه طاف ببرد أخضر، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لبس العمامة السوداء، فالحاصل أنه لا بأس أن يحرم في ثوب غير أبيض [الشيخ ابن باز].
السؤال: أحرمت زوجتي للعمرة وقبل أن تخرج من الحمام وتلبس ثيابها قصّت شيئاً من شعرها، ماذا يجب عليها؟
الجواب: لا حرج عليها في ذلك ولا فدية، فإن المنع من أخذ الشعر إنما يكون بعد عقد نية الإحرام، وهذه لم تكن قد عقدته ولا لبست ثيابها؛ فلا بأس عليها مع أنها لو فعلته بعد الدخول في الإحرام عن جهل أو نسيان لم يكن عليها فدية للعذر بالجهل. والله أعلم [الشيخ ابن جبرين].
السؤال: ما حكم إحرام المرأة في الشُراب والقفازين، وهل يجوز لها خلع ما أحرمت فيه؟
الجواب: الأفضل لها إحرامها في الشُراب أو في مداس، هذا أفضل لها وأستر لها، وإن كانت في ملابس ضافية كفى ذلك، وإن أحرمت في شُراب ثم خلعته فلا بأس كالرجل يحرم في نعلين ثم يخلعهما إذا شاء لا يضره ذلك، لكن ليس لها أن تحرم في قفازين ؛ لأن المحرمة منهية أن تلبس القفازين؛ وهكذا النقاب لا تلبسه على وجهها، ومثلة البرقع ونحوه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاها عن ذلك، لكن عليها أن تسدل خمارها أو جلبابها على وجهها عند وجود غير محارمها، وهكذا في الطواف و السعي لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: { كان الركبان يمرون بنا و نحن مع رسول صلى الله عليه وسلم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه } [أخرجه أبو داوود و ابن ماجة] [الشيخ ابن باز].
السؤال: ما حكم الشرع فيمن جامع زوجته وهي محرمة؟
الجواب: إن كان هذا الرجل جامع زوجته في تحلله بين العمرة والحج، أي أنه قد انتهى من أعمال العمرة ولم يحرم بالحج فليس عليه شيء، وأما المرأة فإذا كان جماعه لها قبل سعيها للعمرة فسدت عمرتها، وعليها دم وقضاء العمرة من الميقات الذي أحرمت منه بالأولى، أما إن كان ذلك بعد الطواف والسعي وقبل التقصير فالعمرة صحيحة، وعليها عن ذلك إطعام ستة مسكين، أو ذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام [اللجنة الدائمة].
السؤال: هل يجوز للمرأة أن تلبس البرقع وهي محرمة؟ وهل يصح للمرأة أن تتطيب وهي محرمة؟ وهل يصح للمرأة أن تأكل حبوب منع العادة في الحج؟ وهل يصح لها مثلاً أن تمسك برجل غير محرم لها بسبب الزحام خوفاً من الضياع؟ وهل يصح لها الإحرام بالذهب؟
الجواب: أولاً: لبس البرقع لا يجوز للمرأة في الإحرام؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: {... ولا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين } [رواه البخاري]، ولا شيء على من تبرقعت في الإحرام جاهلة للتحريم، وحجتها صحيحة.
ثانياً: لا يجوز للمحرم التطيب بعد الإحرام، سواء كان رجلاً أو امرأة ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: { ولا تلبسوا شيئاً من الثياب مسه الزعفران أو الورس }، وقول عائشة رضي الله عنها: ( طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت ) [متفق عليه]، ولقوله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي مات وهو محرم: { لا تمسوه طيباً } [متفق على صحته].
ثالثاً: يجوز للمرأة أن تأكل حبوباً لمنع العادة الشهرية عنها أثناء أدائها للمناسك.
رابعاً: يجوز للمرأة إذا اضطرت في زحام الحج أو غيره أن تمسك بثوب رجل غير محرم لها أو بشته أو نحو ذلك؛ للإستعانة به للتخلص من الزحام.
خامساً: يجوز للمرأة أن تحرم وبيدها أسورة ذهب أو خواتم ونحو ذلك، ويشرع لها ستر ذلك عن الرجال غير المحارم؛ خشية الفتنة بها [اللجنة الدائمة].


اشتراط المحرم للمرأة

السؤال: امرأة لا محرم لها، هل يجوز لها أن تحج مع رجل تقي معه نساؤه على أن تبقي مع النساء؟
الجواب: المرأة التي لا محرم لها لا يجب عليها الحج؛ لأن المحرم بالنسبة لها من السبيل، واستطاعة السبيل شرط في وجوب الحج، قال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إليه سبيلاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:97]. ولا يجوز لها أن تسافر للحج أو غيره إلا ومعها زوج أو محرم لها؛ لما رواه البخاري ومسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: { لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم } فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: { انطلق فحج مع امرأتك }، وبهذا القول قال الحسن والنخعي وأحمد وإسحاق وابن المنذر وأصحاب الرأي، وهو الصحيح؛ للآية المذكورة مع عموم أحاديث نهي المرأة عن السفر بلا زوج أو محرم، وخالف في ذلك مالك والشافعي والأوزاعي، واشترط كل منهم شرطاً لا حجة لهم عليه، قال ابن المنذر: ( تركوا القول بظاهر الحديث، واشترط كل منهم شرطاً لا حجة له عليه ) [اللجنة الدائمة].
السؤال: هل يجوز للمرأة الحائض أن تطوف؟
الجواب: الطواف بالبيت العتيق كالصلاة؛ فيشترط له ما يشترط لها، إلا أنه أبيح في الطواف الكلام، فالطهارة شرط لصحة الطواف، فلا يصح من الحائض الطواف حتى تطهر، ثم تتغسل، فقد ثبت في الصحيحين أن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله لا نذكر إلا الحج، حتى جئنا سَرِف فطمثت، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: { مالك؟ لعلك نفست؟ } فقلت: نعم، قال: { هذا شيء كتبه الله عز وجل على بنات آدم، إفعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري } وفي روايه لمسلم: { فاقضي ما يقضي الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي } [اللجنة الدائمة].
السؤال: هل يجوز للمرأة الحاجة أو المعتمرة الطواف حول الكعبة وهي كاشفة عن وجهها بحضرة الرجال الأجانب؟
الجواب: وجه المرأة عورة لا يجوز كشفه لغير محرم، لا في الطواف ولا في غيره، ولا وهي محرمة أو غير محرمة، وإن طافت وهي كاشفة لوجهها أثمت بكشف وجهها، وصح طوافها، ولكن تستره بغير النقاب إن كانت محرمة [اللجنة الدائمة].
السؤال: هل يصح للمرأة حين تقبل الحجر أن تتعرى وبجوارها الرجال؟
الجواب: تقبيل الحجر الأسود في الطواف سنة مؤكدة من سنن الطواف إن تيسر فعلها بدون مزاحمة أو إيذاء لأحد بفعلك ؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وإن لم يتيسر إلا بمزاحمة وايذاء تعين الترك والاكتفاء بالإشارة إليه باليد، ولا سيّما المرأة؛ لأنها عورة؛ ولأن المزاحمة في حق الرجال لا تشرع، ففي حق النساء أولى، كما أنه لا يجوز لها عند تيسر التقبيل بدون مزاحمة أن تكشف وجهها أثناء تقبيل الحجر الأسود؛ لوجود من ليس هو بمحرم لها في ذلك الموقف [اللجنة الدائمة].
السؤال: هل الحائض والنفساء والعاجز والمريض يلزمهم طواف الوداع؟
الجواب: ليس على الحائض ولا على النفساء طواف الوداع، وأما العاجز فيطاف به محمولاً، وهكذا المريض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت } ولما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أُمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن المرأة الحائض، وجاء في حديث آخر ما يدل على أن النفساء مثل الحائض ليس عليها وداع [اللجنة الدائمة].

الحائض والنفساء في الحج

السؤال: ما حكم المرأة المسلمة التي حاضت في أيام حجها أيجزئها ذلك الحج؟
الجواب: إذا حاضت المرأة في أيام حجها فإنها تفعل ما يفعل الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت، ولا تسعى بين الصفا والمروة حتى تطهر، فإذا طهرت واغتسلت طافت وسعت، وإذا كان الحيض حصل لها ولم يبق عليها من أعمال الحج إلا طواف الوداع فإنها تسافر، وليس عليها شيء لسقوطه عنها، وحجها صحيح، والأصل في ذلك ما رواه الترمذي وأبوداود عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { النفساء والحائض إذا أتتا على الميقات تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت } وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أنها حاضت قبل أداء مناسك العمرة فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تحرم بالحج غير ألا تطوف بالبيت حتى تطهر، وأن تفعل ما يفعله الحاج وتدخله على العمرة. وما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت فذكرت ذلك لرسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم: { أحابستنا هي؟ } قالوا: إنها قد أفاضت، قال: { فلا إذاً } وفي رواية: قالت: حاضت صفية بعدما أفاضت، قالت عائشة: ذكرت حيضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إنها كانت أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فلتنفر } [اللجنة الدائمة].
السؤال: كيف تصلي الحائض ركعتي الإحرام؟
الجواب: الحائض لا تصلي ركعتي الإحرام، بل تحرم من غير صلاة، وركعتا الإحرام سنة عند الجمهور، وبعض أهل العلم لا يستحبها؛ لأنه لم يرد فيها شيء مخصوص، والجمهور استحبوها لما ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: { قال الله جل وعلا: صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة } أي في وادي العقيق في حجة الوداع، وجاء عن أحد الصحابة أنه صلى ثم أحرم فاستحب الجمهور أن يكون الإحرام بعد صلاة، إما فريضة وإما نافلة، يتوضأ ويصلي ركعتين، والحائض والنفساء ليستا من أهل الصلاة فتحرمان من دون صلاة، ولا يشرع لهما قضاء هاتين الركعتين [اللجنة الدائمة].
السؤال: المرأة المتمتعة إذا أحرمت ثم قبل وصولها البيت الحرام جاءها الحيض، فماذا تفعل؟ وهل تحج قبل أن تعتمر؟
الجواب: تبقى على إحرامها بالعمرة، فإن طهرت قبل اليوم التاسع وأمكنها إتمام عمرتها أتمتها، ثم أحرمت بالحج وذهبت إلى عرفة لإكمال بقية المناسك، فإن لم تطهر قبل يوم عرفة فإنها تدخل الحج على العمرة بقولها: ( اللهم إني أحرمت بحج مع عمرتي ) فتصير قارنة وتقف مع الناس وتكمل الأعمال، ويكفيها إحرامها وطوافها يوم العيد أو بعده للزيارة وسعيها عن الحج والعمرة، وعليها هدي قِران كما على المتمتع [الشيخ ابن جبرين].
السؤال: هل يجوز للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى؟ الجواب: نعم، يجوز للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى؛ لأن المسعى لا يعتبر من المسجد الحرام، ولذلك لو أن المرأة حاضت بعد الطواف وقبل السعي فإنها تسعى؛ لأن السعي ليس طوافاً، ولا تشترط له الطهارة. وعلى هذا فنقول: إن المرأة الحائض لو جلست في المسعى تنتظر أهلها فلا حرج عليها في ذلك [الشيخ ابن عثيمين].
السؤال: امرأة حاضت ولم تطف طواف الإفاضة وتسكن خارج المملكة، وحان وقت مغادرتها المملكة ولا تستطيع التأخير، ويستحيل عودتها للمملكة مرة أخرى، فما الحكم؟
الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر: امرأة تطف طواف الإفاضة وحاضت ويتعذر أن تبقى في مكة أو أن ترجع إليها لو سافرت قبل أن تطوف، ففي هذه الحالة يجوز لها أن تستعمل واحداً من أمرين: فإما أن تستعمل إبراً توقف هذا الدم وتطوف، وإما أن تتلجم بلجام يمنع من سيلان الدم إلى المسجد وتطوف للضرورة، وهذا القول الذي ذكرناه هو القول الراجح، وهو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وخلاف ذلك واحد من أمرين: إما أن تبقى على ما بقى من إحرامها بحيث لا تحل لزوجها، ولا أن يعقد عليها إن كانت غير متزوجة، وإما أن تعتبر محصورة تذبح هدياً وتحل من إحرامها، وفي هذه الحال لا تعتبر هذه الحجة لها، وكلا الأمرين أمر صعب؛ فكان القول الراجح هو ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مثل هذه الحال للضرورة، وقد قال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم في الدّينِ مِن حَرَجٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحج:78] وقال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يُريدُ اللّه بِكُم اليُسر ولا يُريدُ بِكم العُسر http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:185]. أما إذا كانت المرأة يمكنها أن تسافر ثم ترجع إذا طهرت فلا حرج عليها أن تسافر، فإذا طهرت رجعت فطافت طواف الحج، وفي هذه المدة لا تحل للأزواج؛ لأنها لم تحل التحلل الثاني [الشيخ ابن عثيمين].
السؤال: هل المسعى من الحرم؟ وهل تقربه الحائض؟ وهل يجب على من دخل الحرم من المسعى أن يصلي تحية المسجد؟
الجواب: الذي يظهر أن المسعى ليس من المسجد، ولذلك جعلوا جداراً فاصلاً بينهما ولكنه جدار قصير، ولا شك أن هذا خير للناس ؛ لأنه لو أُدخل في المسجد وجُعِل منه لكانت المرأة إذا حاضت بين الطواف والسعي امتنع عليها أن تسعى، والذي أفتى به أنها إذا حاضت بعد الطواف وقبل السعي فإنها تسعى، لأن المسعى لا يعتبر من المسجد. وأما تحية المسجد فقد يقال إن الإنسان إذا سعى بعد الطواف ثم عاد إلى المسجد فإنه يصليها، ولو ترك تحية المسجد فلا شيء عليه، والأفضل أن ينتهز الفرصة ويصلي ركعتين لما في الصلاة في هذا المكان من الفضل [الشيخ ابن عثيمين].


التوكيل في الحج

السؤال: مجموعة من النسوة ذهبن ليطفن طواف الوداع ومعهن أزواجهن، وكان الحرم مزدحماً، فوكلن أزواجهن عنهن إلا واحدة نذرت أن تطوف، فما حكم التوكيل في الطواف؟ وما حكم هذا النذر؟
الجواب: لا يجوز التوكيل في الطواف سواء كان طواف الزيارة أو طواف الوداع، فمن تركه لم يتم حجه، لكن طواف الوداع يجبره بدم يذبح بمكة لمساكين الحرم، كما أن طواف الوداع يسقط عن المرأة الحائض أو النفساء إذا كانت قد طافت للزيارة، فأما هذا النذر فلا أهمية له، والطواف الواجب لا يحتاج إلى نذر ؛ لأنه واجب بأصل الشرع؛ فمن نذر طوافاً غير واجب عليه لزمه وصار واجباً بالنذر؛ لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ثُم ليًقضُوا تَفَثَهُم وَليُوفُوا نُذُورَهُم وَليَطَوَفُوا بِالبًيتِ العَتِيقِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحج:29] [الشيخ ابن جبرين].
السؤال: ما حكم التوكيل في الرمي عن المريض والمرأة والصبي؟
الجواب: لا بأس بالتوكيل عن المريض والمرأة العاجزة كالحُبلى والثقيلة والضعيفة التي لا تستطيع رمي الجمار، فلا بأس بالتوكيل عنهم، أما القوية والنشيطة فإنها ترمي بنفسها، ومن عجز عنه نهاراً بعد الزوال رمى في الليل، ومن عجز يوم العيد رمى ليلة إحدى عشرة عن يوم العيد، ومن عجز يوم الحادي عشر، رمى ليلة اثنتي عشرة عن يوم الحادي عشر، ومن عجز في اليوم الثاني عشر أو فاته الرمي بعد الزوال رمى في الليلة الثالثة عشرة عن يوم الثاني عشر، وينتهي الرمي بطلوع الفجر. أما في النهار فلا يرمي إلا بعد الزوال في أيام التشريق [الشيخ ابن باز].
السؤال: هل يجوز أن توكل المرأة في رمي الجمرات خشية الزحام، وحجها فريضة، أو ترمي بنفسها؟
الجواب: يجوز عند الزحام في رمي الجمرات أن توكل المرأة من يرمي عنها، ولو كانت حجتها حجة الفريضة، وذلك من أجل مرضها أو ضعفها، أو المحافظة على حملها إن كانت حاملاً، وعلى عرضها وحرمتها حتى لا تنتهك حرمتها شدة الزحام [اللجنة الدائمة].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:08 PM
روائع شعرية عن الحج



http://www.arabsys.net/pic/wrod/40.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php])
قصيـــدة يا راحلين إلى منى بقيادي


ذكروا في التاريخ العربي أن البرعي في حجه الأخير أخذ محمولا على جمل فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول لكن المرض أعاقه عن المأمول فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير .. يقول فيها:
يا راحلين إلـى منـى بقيـادي *** هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي *** الشوق أقلقني وصوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم يـ *** ا ساكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفـا *** عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يانائما جـد السُـرى *** عرفات تجلو كل قلب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعة *** نال السرور ونال كل مـرادي
تالله ما أحلى المبيت على منـى *** في ليل عيد أبـرك الأعيـادي
ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤها *** وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء *** وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهـم *** فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي
فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا *** مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم *** ومفـارق الأحـبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علـم الهـدى *** ما سار ركب أو ترنـم حـادي




http://www.arabsys.net/pic/wrod/40.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php])
قصيدة أبي نواس في الحج
قصيدة أبي نواس تعبر عن توبة وندم ممزوجة بالتلبية. وممن نقل هذه القصيدة الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " بسنده عن ابن صفوان قال لما حج أبو نواس لبى فقال:


إلهنـا مـا أعدلـك ***** مليك كـل من ملـك
لبيك قـد لبيت لـك ***** لبيك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك ***** ما خاب عبد سـألك
لبيك إن الحمـد لـك ***** أنت لـه حيث سلـك
لولاك يا رب هلـك ***** لبيك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك ***** والليل لما إن حلـك
والسابحات في الفلـك ***** على مجاري المُنسلك
كـل نبـي وملـك ***** وكـل مـن أهلّ لـك
سبح أو صلى فلـك ***** لبيـك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك ***** يا مخطئا ما أغفلـك
عجل وبـادر أملـك ***** واختم بخيـر عملـك
لبيك إن الحمد لـك ***** والملك لا شريـك لـك



http://www.arabsys.net/pic/wrod/40.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php]http://www.arabsys.net/pic/wrod/40.gif)[/URL]
<A href="http://www.arabsys.net/pic/index.php]http://www.arabsys.net/pic/wrod/40.gif[/url]" target=_blank>






ميمية ابن القيم رحمه الله
http://www.arabsys.net/pic/wrod/21.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php])
أمَـا وَالـذِي حَـجَّ الْمُحِبُّـونَ بَيْـتَه *** وَلبُّـوا لـهُ عنـدَ المَهَـلِّ وَأحْـرَمُـوا
وقدْ كَشفُـوا تِلـكَ الـرُّؤوسَ توَاضُعًـا*** لِعِـزَّةِ مَـن تعْنـو الوُجـوهُ وتُسـلِـمُ
يُهـلُّـونَ بالبـيـداءِ لبـيـك ربَّـنا ***لكَ المُلكُ والحَمْـدُ الـذي أنـتَ تَعْلـمُ
دعاهُـمْ فلـبَّـوْهُ رِضًــا ومَحَـبَّ *** فلمَّـا دَعَـوهُ كـان أقــربَ منـهـمُ
وَقدْ فارَقوا الأوطـانَ والأهـلَ رغبـة *** ولــم يُثنِـهِـمْ لذَّاتُـهُـمْ والتَّـنَـعُّـمُ
يَسِيـرونَ مِـن أقطارِهـا وفِجاجِـهـا***رِجــالا ورُكْبـانـا ولله أسْـلـمُـوا
ولمَّـا رأتْ أبصارُهُـم بيتَـهُ الــذي ***قلـوبُ الـوَرَى شوقًـا إليـهِ تَضَـرَّمُ
كأنهـمُ لـمْ يَنْصَـبُـوا قــطُّ قبْـلـهُ*** لأنَّ شَقاهُـمْ قـد تـرحَّـلَ عنْهُـمُـو
فلِلَّـهِ كـمْ مِــن عَـبْـرةٍ مُهْـرَاقـةٍ*** وأخـرى علـى آثـارِهـا لا تَـقَـدَّمُ
وَقـدْ شَرِقـتْ عيـنُ المُحِـبِّ بدَمْعِهـا*** فينظـرُ مِـن بيـنِ الدُّمـوعِ ويُسْجِـمُ
إذا عَايَنَـتْـهُ العَـيْـنُ زالَ ظلامُـهـا*** وزالَ عـن القلـبِ الكئيـبِ التـألُّـمُ
ولا عجـبٌ مِـن ذا فحِيـنَ أضـافـهُ***إلى نفسِـهِ الرحمـنُ ؛ فهـو المعظَّـمُ
كسَـاهُ مـنَ الإجْـلالِ أعظـمَ حُـلـه*** عليهـا طِــرازٌ بالمَـلاحَـةِ مُعْـلَـمُ
فمِـنْ أجـلِ ذا كـلُّ القلـوبِ تُحِـبُّـهُ*** وتَخْضَـعُ إجْــلالا لــهُ وتُعَـظِّـمُ
ورَاحُوا إلى التَّعْريفِ يَرْجُـونَ رحمـةً*** ومغفـرة مِـمَّـن يـجـودُ ويُـكـرِمُ
فلِلـهِ ذاكَ الموقـفُ الأعظـمُ الــذي*** كموقفِ يومِ العَـرْضِ بـلْ ذاكَ أعظـمُ
ويدْنُـو بـهِ الجبّـارُ جَــلَّ جـلالُـهُ*** يُباهِـي بهـمْ أمْلاكَـه فهـو أكــرَمُ
يقـولُ عِبـادِي قـدْ أتونِـي مَحَـبَّـةً*** وَإنِّـي بهـمْ بَـرٌّ أجُــودُ وأرْحَــمُ
فأشْهِدُكُـمْ أنِّـي غَـفَـرْتُ ذنُوبَـهُـمْ***وأعْطيْتُـهُـمْ مــا أمَّـلـوهُ وأنْـعِـمُ
فبُشراكُمُ يـا أهـلَ ذا المَوقـفِ الـذِي*** بـه يَغـفـرُ اللهُ الـذنـوبَ ويَـرحـمُ
فكـمْ مِـن عتيـقٍ فيـه كَمَّـلَ عِتقـهُ***وآخـرَ يَسْتسعَـى وربُّــكَ أرْحَــمُ
ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ فـي الـوَرَى*** وأحْقـرَ منـهُ عنـدهـا وهــو ألأَمُ
وَذاكَ لأمْــرٍ قـــد رَآه فـغـاظـهُ*** فأقبـلَ يَحْثُـو التُّـرْبَ غَيْظـا وَيَلطِـمُ
وما عاينتْ عينـاه مِـن رحمـةٍ أتـتْ***ومغفرةٍ مِن عنـدِ ذي العـرْشِ تُقْسَـمُ
بَنَـى مـا بَنـى حتـى إذا ظـنَّ أنـه***تمَكَّـنَ مِـن بُنيانِـهِ فـهـو مُحْـكَـمُ
أتَـى اللهُ بُنيَانًـا لـه مِـن أسـاسِـهِ***فـخـرَّ علـيـه ساقـطـا يـتـهـدَّمُ
وَكمْ قـدْرُ مـا يعلـو البنـاءُ ويَنْتهـي*** إذا كـان يَبْنِيـهِ وذو العـرش يـهـدِمُ
وراحُوا إلى جَمْعٍ فباتُـوا بمَشعَـرِ ***الْـحَرَامِ وصَلَّـوْا الفجْـرَ ثـمَّ تقدَّمـوا
إلى الجَمْرةِ الكُبـرَى يُريـدون رَمْيَهـا*** لوقـتِ صـلاةِ العيـدِ ثـمَّ تيَمَّـمُـوا
منازلَهـمْ للنحْـرِ يَبـغـونَ فضـلَـهُ*** وإحيـاءَ نُسْـكٍ مِـن أبيهـمْ يُعَـظَّـمُ
فلوْ كـان يُرضِـي اللهَ نَحْـرُ نفوسِهـمْ***لدانُـوا بـهِ طوْعًـا وللأمـرِ سلَّمُـوا
كمـا بَذلُـوا عنـدَ الجِهـادِ نُحورَهُـم *** لأعدائِـهِ حتَّـى جـرَى منهـمُ الــدَّمُ
ولكنَّهـمْ دانُـوا بـوضْـعِ رؤوسِـهـمْ*** وذلِـــكَ ذلٌّ للعـبـيـدِ ومَـيْـسَـمُ
ولمَّـا تقضَّـوْا ذلـكَ التَّفَـثَ الــذِي***عليهـمْ وأوْفَـوا نذرَهُـمْ ثـمَّ تَمَّـمُـوا
دعاهُـم إلـى البيـتِ العتيـقِ زيـارةً*** فيَـا مرحَبًـا بالزائِـريـن وأكــرمُ
فلِلـهِ مـا أبْـهَـى زيارتَـهُـمْ لــهُ*** وقـدْ حُصِّلـتْ تلـكَ الجَوائـزِ تُقْسَـمُ
وَللهِ أفـضـالٌ هـنــاكَ ونِـعْـمَـةٌ*** وبِـرٌّ وإحْسَـانٌ وجُــودٌ ومَـرْحَـمُ
وعادُوا إلى تلـكَ المنـازلِ مِـن مِنَـى*** ونالُـوا مناهُـمْ عنـدَهـا وتَنَعَّـمُـوا
أقامُـوا بهـا يومًـا ويومًـا وثالـثًـا*** وأذِّنَ فِيـهـمْ بالرحـيـلِ وأعْلِـمُـوا
وراحُوا إلـى رمْـيِ الجمـارِ عَشِيَّـة***شعـارُهُـمُ التكْبـيـرُ واللهُ معْهُـمُـو
فلـو أبْصـرَتْ عينـاكَ موقفَهـمْ بهـا*** وَقدْ بسَطـوا تلـكَ الأكـفَّ لِيُرْحَمُـوا
ينادونَـهُ يــا ربِّ يــا ربِّ إنـنـا*** عبيـدُكَ لا ندْعـو ســواكَ وتَعْـلـمُ
وها نحنُ نرجو منكَ مـا أنـتَ أهلُـهُ*** فأنتَ الـذي تُعْطِـي الجزيـلَ وتُنْعِـمُ
ولمَّا تقضَّـوْا مِـن مِنًـى كـلَّ حاجـةٍ*** وسالـتْ بهـمْ تلـكَ البِطـاحُ تقدَّمـوا
إلـى الكعبـةِ البيـتِ الحَـرامِ عشيـةً*** وطافُوا بهـا سبْعًـا وصَلـوْا وسَلَّمُـوا
ولمَّـا دَنـا التوْدِيـعُ منهـمْ وأيْقـنُـوا***بــأنَّ التـدَانِـي حبْـلُـهُ مُتَـصَـرِّمُ
ولــمْ يـبـقَ إلا وقـفـةٌ لِـمُـوَدِّعٍ*** فلِـلـهِ أجـفـانٌ هـنـاكَ تُـسَـجَّـمُ
وللهِ أكـبــادٌ هـنـالِــكَ أُودِعَ *** الْــغـرامُ بهـا فالنـارُ فيهـا تَـضـرَّمُ
وللهِ أنـفــاسٌ يـكــادُ بِـحَـرِّهـا*** يـذوبُ المُحِـبُّ المُسْتـهَـامُ المُتـيَّـمُ
فـلـمْ تــرَ إلا باهِـتًـا مُتَحَـيِّـرًا*** وآخــرَ يُـبْـدِي شـجـوَهُ يَتـرَنَّـمُ
رَحَلـتُ وأشْواقِـي إليـكـمْ مُقِيـمَـةٌ*** ونـارُ الأسَـى مِنِّـي تَشُـبُّ وتَضْـرمُ
أوَدِّعُكُـمْ والشـوقُ يُثـنِـي أعِنَّـتِـي*** وقلبـيَ أمْسَـى فِـي حِماكُـمْ مُخَـيِّـمُ
هنالِكَ لا تَثْريـبَ يومًـا عَلـىَ امـرئٍ***إذا مـا بَـدا منـهُ الـذي كـانَ يَكْتُـمُ
فيَـا سائِقيـنَ العِـيـسَ باللهِ ربِّـكـمْ*** قِفوا لِي علـى تلـكَ الرُّبـوعِ وسَلِّمُـوا
وقولوا مُحِـبٌّ قـادهُ الشـوقُ نحوكُـم*** قضَى نحبَـهُ فيكُـمْ تَعِيشُـوا وَتسْلمُـوا
قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَـى بـهِ***بـأنَّ الهـوَى يُعمِـي القلـوبَ ويُبْكِـمُ
وحُبُّكُـمُ أصْــلُ الـهَـوَى ومَــدَارُهُ*** علـيـهِ وفــوزٌ للمُـحِـبِّ ومَغْـنَـمُ




http://www.arabsys.net/pic/wrod/21.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php])


أتيـت مُلَبـيـا
إليـك إلهـي قـد أتيـت مُلَبـيـا *** فبـارك إلهـي حجتـي ودعائـيـا
قصدتك مضطـراً وجئتـك باكيـا *** وحاشـاك ربـي أن تـرد بكائيـا
كفانـي فخـراً أننـي لـك عابـد *** فيا فرحتي إن صرت عبـداً مواليـا
إلهـي فأنـت الله لا شـيء مثلـه *** فأفعـم فـؤادي حكمـة ومعانـيـا
أتيت بلا زاد ، وجـودك مطعمـي *** وما خاب من يهفو لجودك ساعيـا
إليك إلهي قـد حضـرت مؤمـلا *** خلاص فؤادي مـن ذنوبـي ملبيـا
وكيف يرى الإنسان في الأرض متعة *** وقد أصبح القدس الشريف ملاهيـا
يجوس به الأنذال من كـل جانـب *** وقد كان للأطهـار قدسـاً وناديـا
معالـم إسـراء ، ومهبـط حكمـة *** وروضـة قـرآن تعطـر واديــا


http://www.arabsys.net/pic/wrod/21.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php]http://www.arabsys.net/pic/wrod/21.gif)[/URL]

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:08 PM
مجموعة الإسلام حـــجــاً مبروراً

http://islam.ws/hajj/ (http://islam.ws/hajj/)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:12 PM
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/27.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

صفة حجة النبي- صلى الله عليه وسلم- كأنك معه
الدكتور: عبد الوهاب بن ناصر الطريري







جاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسربت قبائل العرب من أنحاء الجزيرة تؤم طيبة الطيبة، فإذا هم من كل حدب ينسلون، يفدون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فيسعهم خلقه وبره، ويغشاهم نوره وهداه، فانشغل النبي – صلى الله عليه وسلم- بهم، وحبس نفسه لهم، وتقصفت سنة تسع ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- يتلقى هذه الوفود تباعاً حتى سميت سنة تسع عام الوفود.
فلما دخلت سنة عشر آذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الناس بالحج، وأعلمهم أنه حاج سنته هذه، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يريد أن يأتم برسول الله – صلى الله عليه وسلم- ويصحبه في حجته تلك.
فياكل مؤمن برسالة رسول الله، وياكل محب لمحمد بن عبد الله، أحضر قلبك وشعورك ومشاعرك لتصحب بوجدانك ركبه – صلى الله عليه وسلم- دعونا نمد أبصار بصائرنا إلى هذا الموكب العظيم، يقوده إمام البشرية وسيد الخلق وخيرة الله من خلقه، لنرى مشاهد تأخذ بمجامع القلوب، وسيرة عطرة تستجيش المشاعر والشعور، إنه الحديث الحبيب عن الحبيب، وهو يقود المسلمين ليريهم مناسكهم ويعلمهم كيف يحجون بيت ربهم.
خرج النبي – صلى الله عليه وسلم- من المدينة يوم السبت بعد صلاة الظهر، ثم نزل بذي الحليفة فأقام بها يومه ذلك وبات ليلته تلك؛ حتى يتتابع إليه الناس ويدركه من بعد عنه.
سار – صلى الله عليه وسلم- تكلؤه رعاية الله، وتتنزل عليه ملائكته، ويتتابع عليه الوحي من ربه، فلما أصبح قال: (أتاني الليلة آت من ربي فقال: "صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة). تهيأ - صلى الله عليه وسلم- لإحرامه غاية التهيؤ، حتى لتستشعر من تهيوئه عظيم العبادة التي سيدخلها، فيحتفل لها هذا الاحتفال ويستقبلها هذا الاستقبال، أشعر هديه وقلده، واغتسل صلى الله عليه وسلم لإحرامه، ثم لبد رأسه وتطيب من كفي عائشة – رضي الله عنها- بأطيب الطيب عندها، وتضمخ بالطيب فكان- صلى الله عليه وسلم- وهو الطيب المطيب ينفح طيباً، ويرى وبيص الطيب في مفارقة بعد ذلك.
لبس – صلى الله عليه وسلم- إحرامه وصلى الظهر ثم استقل راحلته على غاية من الخشوع والخضوع والتعظيم لرب العالمين، متواضعاً لله معظماً لشعائره.
انظر إلى راحلته ورحله، وإلى وطائه ومتاعه، لقد ركب راحلته وعليها رحل رث وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم، فلما انبعثت به راحلته استقبل القبلة، وحمد الله وسبح وكبر وقال: لبيك حجة لا رياء فيها ولا سمعة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك إله الحق.
أما متاعه وزاده فكان ما تحمله زاملة أبي بكر- رضي الله عنه- فكانت زاملته- وزاملة أبي بكر واحدة، ولك أن تتفكر ما الذي صحبه – صلى الله عليه وسلم- من بهجة الدنيا وزينتها، إذا كان كل ما حمله هو ما قاسمه ظهر زاملة أبي بكر رضي الله عنه سار -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه في مسيره من المدينة إلى مكة هو صاحبه من مكة إلى المدينة يوم أن هاجر إليها قبل عشر سنين، حينما خرج – صلى الله عليه وسلم- وقد نذرت به القبائل وتطلبته وهو "يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"، وهاهو اليوم يسير مسيراً آخر هو وصاحبه من المدينة إلى مكة والأرض قد وطئت له، والقبائل التي كانت تطلبه قد آمنت كلها به، وهذه جموعها تزحف معه في هذا المسير.
سار – صلى الله عليه وسلم- تحيط به القلوب وترمقه المقل، وتفديه المهج،فهو معهم كواحد منهم، لم توطأ له المراكب، ولم تتقدمه المواكب ولم تشق له الطرقات، ولم تنصب له السرادقات، وإنما سار بين الناس، ليس له شارة تميزه عنهم إلا بهاء النبوة وجلال الرسالة، يسير معهم وفي غمارهم، يقول أنس كنت ردف أبي طلحة على راحلته وإن ركبته لتكاد تمس ركبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: لبيك حجة وعمرة، لقد كان الناس حوله كما قال جابر رضي الله عنه: نظرت مد بصري بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما بين راكب وماشٍ، ومن خلفه مثل ذلك، وعن يمينه مثل ذلك، وعن شماله مثل ذلك ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- بين أظهرنا عليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله فما عمل من شيء عملناه.
سار – صلى الله عليه وسلم- بهذه الجموع الزاحفة حوله ما بين راكب وماشٍ تحيط به كما تحيط الهالة بالقمر،فتنزل عليه جبريل فقال: "يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها شعار الحج، فاهتزت الصحراء وتجاوبت الجبال بضجيج الملبين، وهتافهم بتوحيد رب العالمين. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، لبيك إله الحق، لبيك ذا المعارج، لبيك وسعديك، والخير في يديك والرغباء والعمل، زحفت تلك الجموع على هذه الحال هتاف بالتلبية، وعجيج بالذكر، وإعلان بشعار الحج.
أما رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فهو يقطع هذه الفيافي الفساح، وكأنما جبالها ووهادها وآكامها وأوديتها تروي له خبرها، وتحدثه بمن مر بها، فتراءت للرسول – صلى الله عليه وسلم- أطياف الأنبياء الذين ساروا يؤمون هذا البيت قبله، كأنما يراهم أمامه ويرافقهم في مسيره.
فلما مر بوادي عسفان قال: (يا أبا بكر أي واد هذا؟) قال: (وادي عسفان) قال لقد مر به هود وصالح على بكرات خطمها الليف، أُزُرُهُم العباء، وأرديتهم النمار، يحجون البيت العتيق).
ولما مر بوادي الأزرق قال: (أي وادٍ هذا؟) قالوا: وادي الأزرق، قال: (كأني أنظر إلى موسى بن عمران منصباً من هذا الوادي واضعاً أصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية ماراً بهذا الوادي).
ولما مر بثنية قال: (أي ثنية هذه؟) قالوا: هرشى قال: (كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعدة، خطامها ليف، وهو يلبي وعليه جبة صوف).
ويقول عن فج الروحاء: (لقد مر بالروحاء سبعون نبياً، فيهم نبي الله موسى حفاة عليهم العباء، يؤمون بيت الله العتيق).
إنها شعيرة ضاربة في عمق الزمن، تتابع فيها أنبياء الله ورسله، فهل تتذكر أيها المؤمن وأنت تحج بيت الله أنك تسير في إثر هذه القافلة العظيمة من أنبياء الله ورسله، في طريق سار فيه إبراهيم وهود وصالح وموسى ويونس ومحمد – صلى الله عليهم وسلم-، وسيتبعك ويتبعهم فيه عيسى بن مريم كما قال – صلى الله عليه وسلم- "ليهلن ابن مريم بالروحاء حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما"، إنك وأنت تسير هذا المسير تستشعر أنك ذو نسب في الهداية عريق.
إنه مسير سار فيه أنبياء الله ورسله، فادع ربك الذي سيرك في طريقهم الذي سلكوه أن يجمعك بهم في نزلهم غداً في الآخرة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
سار- صلى الله عليه وسلم- في الطريق بين المدينة ومكة، مسافراً يتلقى ما يتلقاه المسافر من وعثاء السفر ونصب الطريق، فقد مرض -صلى الله عليه وسلم- في مسيره هذا واشتد به صداع الشقيقة فاحتجم في وسط رأسه.
وانقطع أثناء المسير بعير صفية بنت حُيي أم المؤمنين فتجاوزها الركب فرجع إليها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فإذا هي تبكي فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو يسكنها وينهاها، فلما أكثرت انتهرها وأمر الناس بالنزول ولم يكن يريد أن ينزل حتى أصلح شأن صفية.
وفي أحد منازله -صلى الله عليه وسلم- في الطريق في مكان يسمى العرج جلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم –وبجانبه زوجه عائشة، وجلس صاحبه أبو بكر وبجانبه ابنته أسماء ، وكان أبو بكر ينتظر أن يطلع عليه غلامه بزاملته التي كانت تحمل متاعه ومتاع النبي – صلى الله عليه وسلم- فطلع الغلام وليس معه بعيره فقال أبو بكر: أين بعيرك؟ قال: أضللته البارحة، فطفق أبو بكر يضربه ويقول: بعير واحد وتضله، وجعل النبي – صلى الله عليه وسلم- ينظر إليه ويبتسم ويقول: انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع! وجعل أبو بكر يتغيظ على غلامه، والنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: "هون عليك يا أبا بكر فإن الأمر ليس إليك ولا إلينا معك" ولم يلبثوا طويلاً حتى وجدت الزاملة وجاء الله بها.
ولما قرب النبي – صلى الله عليه وسلم- من مكة نزل مكاناً يقال له "سرف" وعرض على أصحابه من لم يكن ساق الهدي أن يجعلها عمرة، ولم يعزم عليهم، ثم دخل على عائشة – رضي الله عنها فإذا هي تبكي ، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: والله لوددت أن لم أكن خرجت العام، قال: فمالك؟ قالت: سمعت قولك لأصحابك ومنعت العمرة، فقال: (لعلك نفست)؟- أي حضت – قالت: نعم. فجعل -صلى الله عليه وسلم- يسري عنها ويواسيها ويتلطف بمشاعرها ويقول: (إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، وإنما أنت امرأة من بنات آدم كتب عليك ما كتب عليهن فلا يضرك، افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري، وكوني في حجك فعسى الله أن يرزقكيها)، أي: العمرة.
وهكذا كان – صلى الله عليه وسلم – خير الناس لأهله براً بهم ورعاية لمشاعرهم، واحتفالا واهتماماً بما يهمهم، وهكذا كانت أمنا عائشة – رضي الله عنها- مباركة في شأنها كله، فكان ما أصابها في هذا المكان تشريعاً ظاهراً لنساء المسلمات إذا أصابهن ما أصابها.فصلوات الله وبركاته عليهم أهل البيت.
لقد سار – صلى الله عليه وسلم – فكان مسيره هداية وتشريعا،ً وتعلماً للمناسك، ودلالة على الخير.


الرسول في مكة
قطع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الطريق بين مكة والمدينة في ثمانية أيام تعرض فيها لنصب الطريق ووعثاء السفر، ولذلك لما قرب من مكة بات قريباً منها يستريح هناك، ويتهيأ لدخولها نهاراً، فبات عندبئر "ذي طوى" في المكان المعروف اليوم بجرول أو آبار الزاهر، فلما أصبح – صلى الله عليه وسلم- اغتسل ثم دخل مكة من ثنية كداء، وهي التي تنزل اليوم على جسر الحجون، وذلك ضحوة يوم الأحد جهاراً نهارا؛ً ليراه الناس فيقتدوا به، فأناخ راحلته – صلى الله عليه وسلم- عند المسجد، ثم دخل من الباب الذي كان يدخل منه يوم كان بمكة، باب بني شيبة، دخل -صلى الله عليه وسلم- الحرم فإذا هو على ملة أبيه إبراهيم ليس حول الكعبة صنم ولا يطوف بها عريان ولم يحج إليها مشرك، دخل النبي الحرم فيا لله ما الذي كان يتداعى في خاطره تلك الساعة، وساحة الحرم تتفسح أمام عينيه.
هذه الساحة التي شهدت دعوته وبلاغه وبلاءه، وصبره على أذى قومه وجراءتهم عليه.. أما دخل الحرم ليصلي فيه قبل نحو عشر سنين فألقوا سلا الجزور على ظهره وهو ساجد، أما دخل الحرم فقام إليه ملأ من قريش فأخذوا مجامع ردائه فخنقوه به حتى جاء أبو بكر فخلصه منهم وهو يقول: "أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله"..؟!
هل تذّكّر – صلى الله عليه وسلم- في تلك الساعة أحواله تلك في مكة، وهو يدخل الحرم وليس فيه ولا معه إلا مؤمن به متبع لدينه، وقد صدقه ربه وعده، وأظهره على الدين كله.
إننا لا نستطع الجزم بالذي كان يتداعى في خاطره ويجول في خلده، ولكننا نستشعر من حاله أن تلك الذكريات كانت تتراءى له، وأنه كان على حال من التأثر وهو يَدِفُّ إلى الكعبة المشرفة، فإنه لما وصل الحجر استلمه وكبر ثم فاضت عيناه بالبكاء، ثم وضع شفتيه عليه فقبله وسجد عليه، وكان به حفيا، وكان موقفاً تسكب فيه العبرات.
طاف -صلى الله عليه وسلم- بالبيت سبعة أشواط، مضطبعاً بردائه، رمل في الأشواط الثلاثة الأولى، وحُفظ من دعائه بين الركنين" ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار".
فلما فرغ من طوافه مشى إلى مقام أبيه إبراهيم وهو يقرأ "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" ثم صلى ركعتين قرأ في الأولى: "قل يا أيها الكافرون" وفي الثانية: "قل هو الله أحد".ثم عاد – صلى الله عليه وسلم- إلى الحجر فقبله، ومسحه بيديه ثم مسح بهما وجهه، ثم توجه إلى الصفا فصعده وهو يقرأ "إن الصفا والمروة من شعائر الله"، أبدأ بما بدأ الله به، حتى نظر إلى البيت فاستقبله ورفع يديه الشريفتين وهو يهتف: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، وصدق عبده،وهزم الأحزاب وحده، ودعا في مقامه ذلك ما شاء الله أن يدعو، ثم نزل فلما انصبت قدماه في بطن الوادي أسرع – صلى الله عليه وسلم- واشتد في السعي وهو يقول:لا يقطع الأبطح إلا شداً، اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي،واشتد – صلى الله عليه وسلم – في السعي وهو الأيد القوي، حتى إن إزاره ليدور على ركبتيه من شدة السعي، وكان في الثالثة والستين من عمره المبارك.
فلما وصل إلى المروة رقيها واستقبل البيت وكبر وهلل ورفع يديه ودعا وصنع كما صنع على الصفا.
وفي هذه الأثناء فشا الخبر في مكة وتنادى الناس: رسول الله في المسجد...، رسول الله على الصفا.. رسول الله على المروة... ولفظت البيوت من فيها، جاءت القلوب المشوقة، والعيون الظامئة، تريد أن ترى محيا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حتى خرج العواتق والإماء يقلن: هذا رسول الله، هذا رسول الله! وازدحم الناس عليه ينظرون إلى وجهه المنور، فلما كثروا حوله وكان – صلى الله عليه وسلم- كريماً سهلاً لا يضرب الناس بين يديه، ولا يقال: إليك إليك، ولا عنك عنك، أمر براحلته فركبها ليشرف للناس، ويروه كلهم شفقة عليهم ورأفة ورحمة بهم،، فأتم سعيه راكباً ، فلما قضى سعيه أمر من لم يسق الهدي من أصحابه أن يحلوا من إحرامهم ويجعلوها عمرة، فتعاظم الصحابة - رضي الله عنهم- ذلك، وشق عليهم، حتى قال جابر: كبر ذلك علينا وضاقت به صدورنا، تعاظموه لأنهم خرجوا من المدينة لا يذكرون إلا الحج وقد لبوا به فكيف يفسخونه إلى عمرة؟ ثم كيف يؤدون العمرة في أشهر الحج وأيامه، وكانوا يرون في الجاهلية العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور؟ ثم كيف يحلون ويتمتعون بما يتمتع به المحل وليس بينهم وبين يوم عرفة إلا أربعة أيام؟ حتى قالوا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- أيُّ الحل؟ قال: الحل كله، قالوا: أيذهب أحدنا إلى منى وذكره يقطر منياً؟!.
وأما أنه شق عليهم؛ فإنهم يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامهم لم يحل وإنما لزم إحرامه، وهم الذين أشربت قلوبهم حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحب متابعته فيما يأتي ويذر، ولذا تباطؤوا في إجابته طمعاً أن يشركوه في حاله التي هو عليها من عدم الحل، ورأى النبي – صلى الله عليه وسلم- تباطؤهم وترددهم، فغضب من ذلك ودخل على عائشة تعرف من حاله الغضب حتى ظنت أن أحداً آذاه وأغضبه فقالت: من أغضبك أدخله الله النار؟!. قال: (أو ما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذ هم يترددون)، ثم قام -صلى الله عليه وسلم- فيهم فقال: (قد علمتم أني أتقاكم لله عز وجل، وأصدقكم وأبركم ، ولولا هدي لحللت كما تحلون، ولو استقبلت من أمري ما استبدرت لم أسق الهدى فحُلّوا).
فطابت قلوبهم وقرت أعينهم بمقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك وحَلّوا وسمعوا وأطاعوا كما هو شأنهم أبداً مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرضي الله عنهم وأرضاهم.
ثم سار – صلى الله عليه وسلم – بمن معه حتى نزل بالأبطح شرق مكة وهو مكان فسيح واسع يشمل اليوم ما يسمى العدل والمعابده إلى الحجون، فنزل بالناس وأقام بهم أربعة أيام، يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء، وكان رفيقاً بالناس، ومن رفقه بهم أنه لم يذهب إلى المسجد الحرام والكعبة المشرفة خلال تلك المدة؛ لأنه لو ذهب لسارت معه هذه الجموع العظيمة، ولشق ذلك عليهم ولكن صلى بهم هناك في الأبطح، ، وكان – صلى الله عليه وسلم- قريباً من الناس والناس قريبون منه، يهابه كل أحد ويدنو منه كل أحد؛ يسعهم بالخلق العظيم الذي جبله عليه ربه، فكان - صلى الله عليه وسلم- في قبة حمراء في الأبطح، فإذا توضأ لصلاته خرج بلال ببقية وضوئه فيفيضها على الناس، فمن أصاب منها شيئاً تمسح به، ومن لم يصب منها أصاب من بلل صاحبه، يبغون بركة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ثم يخرج فيصلي بهم فحدث أبو جحيفة – رضي الله عنه- عن مشهد من مشاهده مع النبي – صلى الله عليه وسلم- أيامه تلك فقال: خرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالهاجرة وعليه حلة حمراء مشمراً كأني أنظر إلى بريق ساقيه، فصلى بالناس ركعتين، فلما قضى صلاته قام الناس إليه فجعلوا يأخذون بيديه فيمسحون بها وجوههم، فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحةً من المسك.
وتتابع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في الأبطح من لم يدركه في الطريق ، وكان ممن أتاه هناك عليّ بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري – رضي الله عنهما- قادمين من اليمن، محرمين بإحرامٍ كإحرام رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فلما دخل علي – رضي الله عنه- على زوجه فاطمة بنت رسول الله وكانت قد حلت من عمرتها، وجدها قد لبست ثياباً مصبوغة، واكتحلت، وطيبت بيتها، فعجب من حالها، وحلِّها من إحرامها، وسألها عن ذلك، فقالت: أبي أمرني بذلك، فذهب عليّ محرشاً أباها عليها كما يصنع الشببة من الأزواج، فأخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم- أن فاطمة قد حلت واكتحلت ولبست ثياباً صبيغاً وزعمت أنك أمرتها بذلك يا رسول الله، فقال – صلى الله عليه وسلم-: "صدقت، صدقت، صدقت، أنا أمرتها به" ثم قال لعلي - رضي الله عنه-: "بما أهللت؟" قال قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك، وكان معه الهدي فقال له: "فلا تحل".
وجاء أبو موسى الأشعري – رضي الله عنه- إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقال له: "بما أهللت؟" قال: بإهلالٍ كإهلال النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "هل سقت الهدي؟" قال: لا، قال: "فطف بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حل".
وهكذا بقي -صلى الله عليه وسلم- في الأبطح قريباً من الناس، دانياً إليهم، معلماً ومبيناً ما يعرض لهم، فروي عنه أنه خطب الناس في اليوم السابع فأخبرهم بمناسكهم، وعلمهم أحكام حجهم، حتى إذا كان يوم التروية ركب – صلى الله عليه وسلم- إلى منى ضحى وأحرم الذين كانوا قد حلوا معه من الأبطح مهلين بالحج حين توجهوا إلى منى وانبعثت رواحلهم نحوها، فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر يقصر الرباعية ركعتين، ويصلي كل صلاة في وقتها، وكأنما كان هذا النفير إلى منى يوم التروية تهيئة وإعداداً للنفير إلى عرفات.



على صعيد عرفات

أشرقت الشمس على خير يوم طلعت فيه الشمس، يوم الجمعة يوم عرفة، وسار الركاب الشريف من منى إلى عرفات، وجموع الحجيج تسير معه، سار – صلى الله عليه وسلم- ولا يظن قومه إلا أنه سيقف معهم في مزدلفة كما كان شأنهم في الجاهلية، حيث جعلوا لأنفسهم موقفاً خاصاً يقفون فيه، ولا يقفون مع الناس في عرفة؛ إذ يرون لأنفسهم مكانة وتميزاً لجوارهم بيت الله، وأنهم بذلك لا يشاركون الناس في الوقوف في عرفات، ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بدينه للعالمين، لم يجئ به لفئة من الناس يميزهم، ولو كانوا قومه وعشيرته، تجاوزهم وسار ليقف مع الناس عملاً بقول ربه: "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس".
سار – صلى الله عليه وسلم- بالناس ومع الناس قريباً منهم، يدنو منه من شاء، ويكلمه من شاء، فهذا أعرابي يعرض له بين عرفات ومزدلفة يمسك بخطام ناقته وهي سائرة، ويوقفه والناس حوله يتساءلون: ماله؟ ماله؟ ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم- يقطع عليهم تساؤلهم قائلاً: أرب ماله، -أي له شأن وله حاجة- وسأل الأعرابي: (يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال –صلى الله عليه وسلم-: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، دع الناقة). ويسير – صلى الله عليه وسلم- على حاله هذه "رخاء حيث أصاب" حتى وصل إلى نمرة فإذا قبة قد ضربت له هناك، فجلس فيها حتى زالت الشمس فركب راحلته القصواء، ثم نزل بها إلى بطن وادي عُرَنَة -وهو أرض دمثة فسيحة يسهل اجتماع الناس عليها وجلوسهم فيها- فاجتمع الناس حوله في بطن الوادي، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- على راحلته مشرف عليهم، أطاف به الناس فعرفته العيون، وأصاخت له المسامع، واشْرَأبَّت له الأعناق، وخفقت بحبه القلوب، تتعلق بمحياه، وتتلقف قوله، فتطاول – صلى الله عليه وسلم- للناس قد أمكن قدميه في الغرز، واعتمد على مقدم الرحل، وأشرف للناس ليخطبهم خطبة عظيمة، جمع فيها معاقد الدين، وعصم الملة، وتعظيم الحرمات، فدوى صوته بين أهل الموقف، حامداً الله مثنياً عليه، ثم قال: أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة ابن الحارث ابن عبد المطلب، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه ربانا ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، واتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يواطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله".
ثم أقبل -صلى الله عليه وسلم- على هذه الجموع يستشهدهم شهادة عظيمة، شهادة البلاغ والأداء ويقررهم بجواب السؤال إذا سئلوا يوم القيامة "فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين": أيها الناس، إنكم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟
ألا ما أعظم السؤال! وما أعظم المقام! ثلاث وعشرون سنة قضاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بلاغ ودعوة، وصبر ومصابرة، وجهد وجهاد، أُخْرِجَ -في سبيل بلاغ رسالات الله- من بلده وهي أحب البلاد إليه، وقوتل في بدر، وأصيب في أحد، وحوصر في الخندق، وشد على بطنه حجرين من الجوع وصُدَّ عن البيت، وقُتِل أقاربه وأقرب الناس إليه بين يديه، كل ذلك بلاغاً للدين وأداءً للرسالة، ومع ذلك يسأل ويستشهد على بلاغه أمته، فأجابته هذه الجموع كلها بالجواب الذي لا يمكن أن تجيب بغيره، وشهدت بالشهادة التي لا يحق لها أن تشهد بسواها، نطقت هذه الجموع بفم واحد: نشهد أنك قد بلَّغت ونصحت وأديت الذي عليك، ورفع – صلى الله عليه وسلم- إصبعه الشريفة إلى السماء، وجعل ينكتها إلى الناس وهو يقول:"اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد".
ونحن اليوم بعد ألف وأربع مئة سنة نشهد للرسول – صلى الله عليه وسلم- بما شهد له به أصحابه، أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله وسلم وبارك عليه..
وكان من عجاب هذا الموقف أن الذي كان يبلغ عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- للناس، ويصرخ فيهم بمقاله هو (ربيعة بن أمية بن خلف)! هذا الذي قتل أبوه في بدر هبرا بالسيوف، وهو يقاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا ابنه يبلغ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويصرخ في الناس بكلماته ألا إنها أنوار النبوة وهدي الرسالة أطفأت ترات الجاهلية في القلوب التي كانت تتوارث الحقد، وتستعر فيها حرارة الثأر، فتبدلت وعادت خلقاً آخر لما هطلت عليها فيوض النبوة" فاهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج"، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحب إليهم من آبائهم وأمهاتهم وقلوبهم التي بين جوانحهم" ذلك هدى الله يهدي به من يشاء".
فرغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من خطبته، فأذن بلال وأقيمت الصلاة، فصلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الظهر والعصر قصراً وجمعاً، ثم ركب راحلته ودفع إلى عمق عرفة ليقف عند ذيل الجبل عند الصخرات مستقبلاً القبلة رافعاً يديه داعياً وملبياً، وكان -صلى الله عليه وسلم- مع وقوفه في مقامه ذلك قائماً بأمر الناس تعليماً ورعاية وتوجيهاً ودلالة، يأتيه ناس من أهل نجد يسألونه عن الحج، فيقول لهم: الحج عرفة، ويخاطب الناس قائلاً وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف)، وأرسل للناس وهم في فجاج عرفة صارخاً يصرخ بهم: أن كونوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم، ويسقط رجل من أهل الموقف عن راحلته فتنفصم عنقه ويموت؛ رجلٌ من غمار الناس، لا نعرف اسمه ولا قبيلته ولا بلده، ولكن ربه الذي خلقه يعلم حاله وإليه مآله، فيقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه، ولا تمسوه طيباً ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً".
وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في موقفه ذلك بارزاً للناس، مشرفاً عليهم، يجيئه أعرابي من قيس يقال له: ابن المنتفق وصِف له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-فتطلبه حتى لقيه بعرفات قال: فزاحمت عليه، فقيل لي: إليك عنه، فقال: دعوا الرجل، أرب ماله، قال: فزاحمت حتى خلصت إليه فأخذت بخطام راحلته فما غير علي، قال: شيئين أسألك عنهما: ما ينجيني من النار، وما يدخلني الجنة؟ قال: فنظر إلى السماء ثم أقبل إلي بوجهه الكريم فقال: لأن كنت أوجزت المسألة لقد أعظمت وطولت فاعقل علي: اعبد الله لا تشرك به شيئاً، وأقم الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة، وصم رمضان" وجاء الأعراب الذين وافوا الموقف يطيفون برسول الله – صلى الله عليه وسلم- ويدنون إليه ليروا محياه، فإذا استنار لهم وجهه قالوا: هذا الوجه المبارك، وينزل الروح الأمين على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم- بالوحي من ربه في هذا الموقف العظيم بهذه الآية العظيمة الشاذة الفاذة "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"، فسري عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقرأها على الناس معلناً كمال الدين وتمام النعمة، وعبودية البشر بالإسلام الذي رضيه لهم ربهم ولم يرض لهم سواه، فلما سمعها عمر –رضي الله عنه- فقهها واستشعر من معناها أن مهمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قد انتهت بكمال الدين، وأنه يوشك أن يلحق بربه الذي أرسله، فاستعبر باكياً وهو يقول: ليس بعد الكمال إلا النقصان.
أما رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقد قضى عشية يومه تلك في حال من التضرع واللهج بالدعاء حتى ظن أصحابه أنه قد صام يومه ذلك لما رأوا من انقطاعه للعبادة والدعاء فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشرب منه والناس ينظرون إليه، وكان في دعائه رافعاً يديه إلى صدره، كاستطعام المسكين منكسراً لربه- عز وجل- حتى إنه عندما اضطربت به راحلته فسقط خطامها تناوله بيد، وأبقى يده الأخرى مبسوطة يدعو بها.
وكان -صلى الله عليه وسلم- لهجاً بالثناء على الله تهليلاً وتحميداً وتلبية (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد لك والنعمة، لك والملك لا شريك لك لبيك إله الحق) وكأنما جاشت أشواق الرسول – صلى الله عليه وسلم- واستشرف قرب الأجل فسمع عشية ذلك اليوم وهو يزيد في تلبيته (لبيك إن العيش عيش الآخرة)، وتقضَّت ساعات النهار ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- علىحاله تلك، خشوع وخضوع ولهج بالدعاء والذكر، حتى إذا تناهىالنهار دعا بأسامة بن زيد، ليكون ردفه، فتنادى الناس يدعون أسامة واشرَأبَّت أعناق الأعراب ينتظرون هذا الذي حظي بشرف ردف النبي – صلى الله عليه وسلم-، وظنوه رجلاً من كبار أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-، فما فجئهم إلا وشاب أسود أفطس أجعد يتوثب ناقة النبي – صلى الله عليه وسلم-، ثم يلتزمه من خلفه ليكون له -من بين أهل الموقف كلهم- شرف الارتداف مع النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال حدثاء العهد بالإسلام متعجبين: أهذا الذي حبسنا ابتغاؤه! وكأنما كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بهذا الانتخاب والاختيار يعلن تحطيم الفوارق بين البشر، ويدفن تحت مواطئ راحلته النعرات الجاهلية، والفوارق الطبقية، والنزعات العنصرية، ليعلن بطريقة عملية أنه لا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى.
فلما آذنت الشمس بالغروب أقبل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على بلال فقال: يا بلال استنصِت الناس، فأنصت الناس لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليفيض على قلوبهم البشرى بالفيض الغامر من رحمة الله وعفوه، قائلاً: أيها الناس أتاني جبريل آنفاً فأقرأني السلام من ربي، وقال: بشِّر أهل الموقف والمشعر أن الله قد غفر لهم وتحمل عنهم التبعات" فقال عمر: يا رسول الله، هذه لنا خاصة؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: بل لكم ولمن بعدكم إلى يوم القيامة، فقال عمر: كثر خير الله وطاب.
فلما وجبت الشمس وغاب قرصها، أشار -صلى الله عليه وسلم- للناس قائلاً:" ادفعوا على اسم الله".
فدفع الناس معه، وهو -صلى الله عليه وسلم- في حطمة الناس وغمارهم، ليس له طريق خاص، وإنما هو -صلى الله عليه وسلم- مع الناس وهو إمام الناس، لا يدفع أحد أمامه، ولا يصد أحد من ورائه، وقد رفع يمينه المباركة يشير إليهم بسوطه قائلاً: (رويداً أيها الناس، السكينة السكينة، إن البر ليس بإيجاف الركاب)، وإذا سمع حطمة الناس خلفه وتدافعهم تطاول وأشار إليهم:"السكينة السكينة"، يقول ذلك وهو أول من فعله، فقد شنق راحلته وكبح زمامها، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله من شدة كبحه لزمامها، وظل -صلى الله عليه وسلم- في مسيره ذلك عليه السكينة والجلال والوقار حتى وافى مزدلفة فصلى المغرب والعشاء جمع تأخير ثم هجع –صلى الله عليه وسلم- ليلته تلك إلى السحر، بعد يوم طويل حفيل بحلائل الأعمال، ونهار عامر بالعبادة والدعاء والذكر والتعليم والإرشاد والدلالة على الخير.
تنفس الصبح وأضاءت خيوط الفجر الأولى، وقام – صلى الله عليه وسلم- مسارعاً إلى صلاة الفجر، فصلاها في غاية البكور في أول الوقت، ثم ركب راحلته وتوجه إلى (المشعر الحرام) فاستقبل القبلة ورفع يديه، يدعو ويلبي، ويكبر ويهلل على حال من الضراعة والخضوع، وهو -مع ذلك- يعلم الناس ويبين لهم، فقد جاءه عروة بن مضرس، فقال:يا رسول الله، جئتك من حبلي طي، أتعبت نفسي وأنصبت راحلتي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ قال – صلى الله عليه وسلم-من شهد معنا هذه الصلاة - يعني صلاة الفجر بجمعٍ- ووقف معنا حتى نفيض منه، وقد أفاض قبل ذلك من عرفات ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه).
وبقي – صلى الله عليه وسلم- في المشعر الحرام حتى أسفر جداً، وقاربت الشمس أن تطلع، فدفع ركابه الميمون من مزدلفة قبل طلوع الشمس مخالفاً هدي المشركين، فإنهم كانوا لا يدفعون من مزدلفة إلا عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال، دفع – صلى الله عليه وسلم- وهو على حال من السكينة، ونداؤه للناس حين دفعوا معه (عليكم السكينة) وهو كاف ناقته، كحاله في شأنه كله – صلى الله عليه وسلم- رفيق يحب الرفق، حتى إذا وصل وادي محسر – بين مزدلفة ومنى – أسرع قدر رمية بحجر، وأردف ابن عمه الفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأمره أن يلقط له حصى الجمار، فالتقط له سبع حصيات صغار بحجم حبة الحمص أو أكبر قليلاً، فوضعهن في يده، ثم قال للناس: (بأمثال هؤلاء بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو).
حتى إذا وصل النبي – صلى الله عليه ومسلم – إلى جمرة العقبة استقبلها جاعلاً منى عن يمينه، ومكة عن يساره، ومعه بلال وأسامة، أحدهما ممسك بخطام ناقته، والآخر رافع ثوباً يظلله به، وهو يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، يكبِّر مع كل حصاة، وقطع التلبية التي كان قد لهج بها مع رميه وتكبيره عند جمرة العقبة، وكان في شأنه كله متواضعاً لله معظماً لشعائره، قال قدامه بن عبد الله – رضي الله عنه-:" رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر على ناقةٍ صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك.
وازدحم الناس حوله فقال يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف، ولتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه)، وكان الناس حولـه يصله من شاء منهم، الرجل والمرأة، والكبير والصغير، لا يُدفع عنه أحد ولا يُبعد، فجاءت امرأة حسناء شابة تسأله والفضل ردفه، -وكان شاباً وسيماً وضيئاً حسن الشعر- فجعلت تنظر إليه وطفق ينظر إليها وأعجبه حسنها، فالتفت النبي – صلى الله عليه وسلم- فإذا الفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل، فدفع وجهه عن النظر إليها، فنظر من الشق الآخر فصرف وجهه مرةً أخرى، حتى قال أبوه العباس: يا رسول الله لويت عنق ابن عمك، فقال – صلى الله عليه وسلم- رأيت غلاماً حدثاً وجارية حدثةً فخشيت أن يدخل بينهما الشيطان)، فقالت المرأة: يا رسول الله، إن فريضة الله أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال نعم حجي عنه).
ولا تدري ممَّ تعْجَب في هذا المشهد، هل من تواضع النبي – صلى الله عليه وسلم- وقربه من الناس ودنوه منهم، حتى تجترئ عليه فتاة في هذا المشهد الحافل بهذا السؤال وهذه الحال، أم من تفهّم النبي – صلى الله عليه وسلم- لنوازع الشباب، وما جبلت عليه النفوس الفتية؟! فيسارع بالتأديب اللطيف الذي يجمع الرفق والمودة، ولا يستثيره تكرر المشهد إلى العنف أو الغلظة، أم من جرأة النبي – صلى الله عليه وسلم- على ابن عمه وقريبه دون المرأة؛ لأن الفضل يحتمل من رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما لا تحتمله فتاة غريبة.
ثم وقف رسول الله – صلى الله عليه وسلم- للناس على ناقته العضباء بين الجمرات، وأطاف به أصحابه كأن على رؤوسهم الطير، فخطبهم خطبة عظيمة فتح الله لها أسماعهم حتى سمعوه في منازلهم، فقال:"ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم؛ ثلاثة متواليات؛ ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان". ثم قال:"ألا أي يوم هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال:"أليس يوم النحر؟" قلنا: بلى. ثم قال:"أي شهر هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال:"أليس ذا الحجة؟" قلنا: بلى. ثم قال:"أي بلد هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال:"أليست البلدة؟" قلنا: بلى. قال:"فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ظلال يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه".
وجعل يتطاول للناس ويقول:"ألا تسمعون"، واستشعر الناس أنها موعظة مودع، فقام رجل من طائفة الناس فقال: يا رسول الله اعهد إلينا قال: صلُّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم، وثار الناس إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يسألونه وجاءت الأعراب من هاهنا وهاهنا فسألوه فقالوا: يا رسول الله نتداوى؟ قال:"نعم، تداووا فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم". فسألوه عن أشياء هل علينا حرج في كذا وكذا؟ فقال:"عباد الله وضع الله الحرج إلا امرأً اقترض مسلماً ظلماً فذلك حرج وهلك" قالوا: ما خير ما أعطي الناس يا رسول الله؟ قال:"خلق حسن".
ومنهم من قدم من أقاصي الجزيرة، يسألونه عن أحكام المناسك، فمن قائل: نسيت أن أرمي الجمار فقال: (ارم ولا حرج) ومن قائل: حلقت قبل أن أذبح فقال: (اذبح ولا حرج)، وجاءه رجل فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال: (ارم ولا حرج) فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: (افعل ولا حرج) وما سألوه عن شيء إلا قال لا حرج، لا حرج)، ثم قال قد أذهب الله الحرج، إلا رجلا اقترض امرأً مسلماً، فذلك الذي حرج وهلك).
ثم نزل النبي – صلى الله عليه وسلم- منـزله بمنى -وهو مكان مسجد الخيف الآن- وأنزل المهاجرين بميمنه والأنصار يسرته، والناس حولهم من بعدهم.
وسأله أصحابه أن يبنوا له بمنى بناءً يظله، فأبى عليهم أن يكون له بناء يميزه في هذا المشعر عن سائر الناس، وقال لا، منى مناخ من سبق).
ثم انصرف إلى المنحر- وهو ما بين المسجد والجمرة الصغرى- لينحر هديه، وقال ادعوا لي أبا حسن)، فدعي له علي، فقال: (خذ بأسفل الحربة)، وأخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بأعلاها، ثم قربت إليه البدن أرسالاً، فإذا العجب كل العجب يقع من هذه الإبل العجماوات وهي تقرب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لينحرها قرباناً لربه -عز وجل-. لقد جعلت الإبل يزدلفن لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- أيها يبدأ به أولاً! إنها الحيوانات التي يقال لها يوم القيامة: كوني ترابا،ً ومع هذا تزدلف إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أيها يبدأ به أولاً لينحرها، فماذا يقول المؤمن برسول الله المتبع لدينه، أما كانت أعيننا عمياً وآذاننا صماً وقلوبنا غلقاً، حتى فتحها الله وأحياها بمحمد – صلى الله عليه وسلم- فكيف ينبغي لحبها له أن يكون؟.
أما والله لو ذابت القلوب في أحنائها، وتفتت الكبود في أجوافها؛ حباً له وشوقاً إليه لما كانت –وربي- ملومة، فصلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
نحر – صلى الله عليه وسلم- هديه فنحر -بيده الشريفة- ثلاثاً وستين بدنة، بعدد سني عمره المبارك، ثم أمر علياً بنحر ما بقي منها، وقال للناس: (من شاء اقتطع)، وأمر علياً أن يقوم عليها، وقال له: (اقسم لحومها وجلودها وجلالها بين الناس، ولا تعطين الجزار منها شيئاً، نحن نعطيه من عندنا، وخذ من كل بعير حذية من لحم، واجعلها في قدر واحد؛ حتى نأكل من لحمها ونحسوا من مرقها) وقال نحرت ها هنا ومنى كلها منحر).
ثم دعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بالحلاق ليحلق رأسه المقدس، فجاء معمر بن عبد الله ومعه الموسى، فنظر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في وجهه، ثم قال له ملاطفاً: (يا معمر، قد أمكنك رسول الله من شحمة أذنه وفي يدك الموسى) فقال معمر: والله يا رسول الله إن ذلك لمن نعم الله علي ومنه، فقال – صلى الله عليه وسلم- أجل) ثم قال له: خذ، -وأشار إلى جانبه الأيمن- فأطاف به أصحابه، ما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل، فجعل يقسم بين من يليه الشعرة والشعرتين، ثم قال للحلاق: خذ -وأشار إلى جانبه الأيسر- ثم قال: أين أبو طلحة؟ فجاء أبو طلحة، فدفع إليه شعر رأسه الأيسر كله، وكأنما استعاد – صلى الله عليه وسلم- عشر سنين قضاها في المدينة، وبيت أبي طلحة وزوجه أم سليم وربيبه أنس بن مالك، كأنما هو من بيوت النبي – صلى الله عليه وسلم-، خدمةً لرسول الله، وعناية بشأنه وقرباً وحفاوة، فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يختاره هذا اليوم على أهل هذا الموقف كلهم، فيعطيه شعر شق رأسه كله، ويناوله ما لم يناول أحداً مثله، وينطلق أبو طلحة يحوز الشعر المقدس، وكأنما طلاع الأرض ذهباً وفضة بين يديه – رضي الله عنه-.
ودعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- للمحلقين فقال: (اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: (اللهم ارحم المحلقين)، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: (اللهم ارحم المحلقين) قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: والمقصرين. قال مالك بن ربيعة – رضي الله عنه-: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك وأنا –يومئذ- محلوق الرأس فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم.
وبعد أن رمى –صلى الله عليه وسلم- يوم العيد ونحر وحلق نزع إحرامه ولبس ثيابه، وطيبته عائشة – رضي الله عنها- بأطيب ما تجد من الطيب، وضمخت بيديها رأسه الكريم مسكاً، ثم ركب- صلى الله عليه وسلم- إلى البيت مردفاً أسامة بن زيد، فلما وصل الكعبة طاف راكباً يستلم الحجر بمحجن كان معه، فلما فرغ من طوافه ذهب إلى سقاية عمه العباس، حيث كان يسقي الناس النبذ فاستسقى من أوعيتهم التي يجعلون فيها سقاية الناس، فقال عمه العباس: (يا فضل اذهب إلى أمك) فأت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بشراب من عندها فأبى – صلى الله عليه وسلم- ذلك، وقال: (لا حاجة لي فيه، اسقوني مما يشرب منه الناس) قال يا رسول الله: إنهم يضعون أيديهم فيه، يشير إلى أن أيدي الناس تقع في هذه الأوعية الكبيرة، وأراد أن يسقي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بشراب يخصه به، ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم- أبى أن يكون له تميز في أمر السقاية، وأن يختص نفسه بما لا يشركه فيه غيره، حتى وإن كان شراباً يؤثره به عمه، لذا أعاد عليه أخرى (اسقني) فسقاه عمه العباس مما يشرب منه الناس، فقال – صلى الله عليه وسلم- (أحسنتم وأجملتم، هكذا فاصنعوا)، ثم أتى زمزم - وبنو عبد المطلب يسقون ويعملون فيها- فقال اعملوا فإنكم على عمل صالح)، فنزعوا له دلواً فشرب منها، ثم مجَّ فيها من فمه الطيب مجة، فأخذوها وأفرغوها في زمزم؛ حتى تعم بركة بقية شرابه ومجته من بعده، ثم قال لهم لولا أن تغلبوا عليها لنزعت بيدي، حتى أضع الحبل على هذه) وأشار إلى عاتقه، وذلك أنه لو نزع لصارت سنة يتبعه فيها الناس، ولغُلِبَ بنو العباس على سقايتهم التي كانت من مآثرهم قبل الإسلام، ولذا شرب من الدلو مع الناس، ولم ينزع مع بني عمه حتى لا يغلبوا عليها.
ثم عاد – صلى الله عليه وسلم- إلى منى، فصلى بالناس صلاة الظهر، ولك أن تتساءل: كيف اتسع وقته لكل هذه الأعمال من الرمي، والخطبة، وإفتاء الناس، وانزالهم منازلهم، ثم النحر لثلاث وستين بدنة، ثم الحلق، والتهيؤ للطواف باللباس والطيب، ثم القدوم للبيت والطواف، ثم الرجوع بعد ذلك؟!.
فكيف اتسع لذلك كله صخوة من نهار، إنها البركة التي جعلها الله في وقته وعمله، ولذا أنجز في هذا الوقت كل هذه الأعمال الكثيرة، فإن أبيت التساؤل فانظر كيف اتسعت ثلاث وعشرون سنة من عمره لأعظم إنجاز في تاريخ البشرية، وهو بلاغ رسالات الله إلى الخلق، واستنقاذهم من النار، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
عاد –صلى الله عليه وسلم- إلى منى، فمكث بها يومه يصلي الصلوات في أوقاتها ويقصر الرباعية منها، ووقته معمور بالذكر؛ عملاً بقول الله –عز وجل-:"واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى".
والمستشرف لأخبار النبي وحاله يُرى أنه –صلى الله عليه وسلم-كان يكبر في قبته ويكبر أهل منى بتكبيره حتى ترتج فجاج منى بالتكبير.
حتى إذا كان اليوم الحادي عشر –ويسمى يوم الرؤوس- خطب الناس على بغلة شهباء وعليه برد أحمر، وعلي –رضي الله عنه- يبلغ عنه الناس، قال رافع بن عمرو المازني –رضي الله عنه-: أقبلت مع أبي وأنا غلام وصيف أو فوق ذلك في حجة الوداع فإذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس على بغلة شهباء وعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه- يعبر عنه والناس من بين جالس وقائم فجلس أبي وتخللت الركاب حتى أتيت البغلة فأخذت بركابه ووضعت يدي على ركبته فمسحت حتى الساق حتى بلغت بها القدم ثم أدخلت كفي بين النعل والقدم فيخيل إلي الساعة أني أجد برد قدمه على كفي.
ولأن عجب رافع بن عمرو من برد قدم النبي –صلى الله عليه وسلم- فإننا نعجب من برد خلقه، وطيبه نفسه، إنها النفس الرضية والخلق العظيم أن يمضي –صلى الله عليه وسلم- في خطبته ويدع الغلام يمسح قدمه، ويدخل يده تحت شراك نعله وهو ماضٍ في شأنه معلماً بحاله ومقاله.
فلما زالت الشمس توجه إلى الجمرات ماشياً فبدأ بالصغرى فرماها بسبع حصيات يكبر الله مع كل حصاة ثم تقدم حتى أسهل ليبعد عن زحام الناس، فرفع يديه واستقبل القبلة ودعا وتضرع طويلاً، ثم قصد الجمرة الوسطى فرماها كما رمى الصغرى، ثم أخذ ذات الشمال واستقبل القبلة ورفع يديه داعياً متضرعاً وأطال الوقوف، ثم رمى جمرة العقبة ولم يقف عندها.
وهكذا صنع في اليوم الثاني عشر والثالث عشر، وكان –صلى الله عليه وسلم- سمحاً في إقامة المناسك –وهو المبعوث بالحنفية السمحة-، ميسراً للناس رفيقاًَ بهم، فمن ذلك أنه رخص للرعاة أن يرموا يوم النحر ثم يدعوا يوماً ثم يرموا من الغد، ورخص للعباس أن يبيت بمكة لأجل سقايته، ولم يحفظ عنه في حجته أنه أوجب دماً على أحد برغم كثرة الجموع معه، وكونهم حدثاء عهد بالإسلام، يؤدون حجهم أول مرة، وإنما كان هجيراه للناس افعل ولا حرج، لا حرج لا حرج، قد أذهب الله عنكم الحرج، مصدقاً قول ربه:"وما جعل عليكم في الدين من حرج".
وهكذا انقضت ثلاثة أيام ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- في منى التي شهدت فجاجها وشعابها دعوته الأولى قبل بضع عشرة سنة، يوم كان يغشى قبائل العرب في مواسمها، ويدخل عليها فجاج منى يدعوهم إلى الله، وقومه جُرءَاءُ عليه، يجاهرونه بالكفر، ويبادرونه بالعدوان، ويتعاقدون على القطيعة، يذكر هذا كله وفجاج منى تذكره بماضيها معه، وماضيه معها، يوم سرى في ظلمة الليل مواعداً عصبة الأنصار، يتسللون إليه تسلل القَطا ليبايعهم على الهجرة، مستخفياً من قومه أن ينذروا به، هل ذكَّرت منى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هذا وغيره ليقول لما سئل: أين تنزل غداً يا رسول الله؟ قال في خيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر).
لقد اختار رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خيف بني كنانة مكاناً لنزوله إذا خرج من منى؛ ليظهر جميل صنع الله وصدق موعوده، فهذا المكان هو الذي تعاقدت فيه قريش وحلفاؤها بنو كنانة على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب فلا يبايعوهم ولا يناكحوهم حتى يسلموا إليهم محمداً، جهداً منهم أن يطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ثم ها هو محمد –صلى الله عليه وسلم- ينزل في ذات المكان وقد أظهره الله على الدين كله، ونصره وأعزه، وفتح له فتحاً مبيناً، وأكمل له الدين، وأتم عليه النعمة، ودخل الناس في دينه أفواجاً، وحج بالناس وبين لهم شرائع الدين، وأقام لهم مناسكهم، وقد نفر بعد إكمال المناسك فنزل في الموضع الذي تقاسمت فيه قريش على الظلم والعدوان والقطيعة مراغمة للشرك، وإعلاناً بالشكر لله على جميل صنعه ولطيف تدبيره.
فلما رمى في اليوم الثالث عشر نفر إلى المحصب -خيف بني كنانة- فصلى هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم هجع هجعة حتى ذهب هوي من الليل فاستيقظ –صلى الله عليه وسلم- ليسير بمن معه إلى الكعبة، فيطوف طواف الوداع، وكانت عائشة –رضي الله عنها- قالت لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة: يا رسول الله، يرجع الناس بعمرة وحجة وأرجع أنا بحجة –تشير إلى أنها لم تأتِ بعمرة مستقلة قبل حجها كما صنع بقية أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم-، وإنما كانت قارنة بسبب حيضتها- فقال لها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"يسعك طوافك بالبيت لحجك وعمرتك، فأبتْ، وقالت: يا رسول الله يرجع الناس بأجرين وأرجع بأجر واحد، إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت، وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- رجلاً سهلاً إذا هويت شيئاً تابعها عليه فأمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها فيعمرها من التنعيم فذهبت فطافت وسعت ثم وافت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهو في طريقه في المحصب إلى مكة.
سار –صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الحرام فطاف بالكعبة وصلى بالناس صلاة الصبح يترسل في قراءته بسورة الطور، وكانت هذه آخر صلاة صلاها والكعبة وجاهه، وآخر نظرات تملتها عيناه من بيت الله المعظم الذي طالما تملته ونظرت إليه.
ثم سرب –صلى الله عليه وسلم- من مكة من أسفلها من المكان المعروف بالشبيكة، وسربت معه القبائل إلى بلادها، وتفرقت جموعها في فجاج الأرض بعد أيام عظيمة مشهودة كانوا فيها مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وما كانت هذه الجموع تدري أنه -وهو يودعها- كان يودع الدنيا، وأن أيامهم معه هي أيامه الأخيرة مع الحياة، وأنه قد أنهى مهمته على الأرض وقضى ما عليه، وإنما هي شهران وأيام ثم يلحق بالرفيق الأعلى والمحل الأسنى، فصلوات الله وسلامه وبركاته على نبيه محمد النبي الصادق الأمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وخلفائه الراشدين، وسائر الصحابة أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

http://www.arabsys.net/pic/zkarf/27.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:18 PM
مقاصد الحج
د. سلمان بن فهد العودة



يا راحلين إلى منى بقيادي *** هيجتم يوم الرحيل فؤادي
سرتم مسار دليلكم يا وحشتي *** والعيس أطربني وصوت الحادي
ويلوح لي ما بين زمزم و الصفا *** عند المقام سمعت صوت منادي
من نال من عرفات نظرة ساعة *** نال السرور و نال كل مراد
إن الناس منذ خلقهم الله وهم يضعون لأنفسهم تجمعات تلمّ شتاتهم في أسواق تجارية ومجامع أدبية ومعارض سياحية ولقاءات كبيرة، قد يجتمع لها الملايين، ولكن هذا كله شيء وذلكم اللقاء الرباني ( الحج ) شيء آخر!
إن الفرق عظيم فالحج موسم رباني جاء بنداء جليل من أبي الأنبياء: إبراهيم الخليل عليه السلام، حين أمره الله أن يؤذن في الناس " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"[الحـج:27].
فالمنادي هو الله عز وجل، والاستجابة كانت في القلوب، واللقاء الروحي هناك مهيب عظيم، والداعي والحادي هو إبراهيم الخليل، والاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأي اجتماع أكبر وأكثر هولاً؟
وحين فرض الله الحج جعل الناس يفدون إليه من كل فج عميق؛ لتوحيد الإنسانية كلها على معنى التوحيد، ودعوتها كلها إلى مبدأ العبودية والطاعة والانقياد "..وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً"[آل عمران:97]، وفي البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ).
فالحج دورة إيمانية وعلمية وروحية وأخلاقية ودنيوية مكثفة؛ لتنقية الروح، وتطهير الضمير، وتزكية النفس بربطها بالله سبحانه وتعالى، وإشعارها بمعنى العبودية، وتعويدها على رقي التعامل مع إخواننا المسلمين بالإيثار والمودة والمحبة والتواضع والصبر وإحسان الظن، وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعلمنا الصبر والرحمة والهدوء، فيقول: (أيها الناس: السكينة السكينة، فإن البر ليس بالإيضاع)، أي ليس بالقوة والصياح والصراخ، بل بالسكينة والرحمة والهدوء، ويا لبلاء المسلمين حين يزهدون باللبس والرفاهية والسعة ثم يضيقون بإخوانهم المسلمين ويهجمون عليهم بالأيدي والأجسام، وأي معنى لمسلم يقف ليرمي الجمرة وهو يستشعر أن الله تعبده بذلك، ثم يطأ إخوانه المسلمين بقدميه، أو يدوسهم ويدوس معهم كرائم الأخلاق ومبادئ التعامل ومقاصد الحج التي شرع من أجلها في تحقيق الاجتماع على العبودية، والاجتماع على الحب والرضا والإيمان والتوحيد، وأي مسلم يقدم على نشر الفوضى وخرق النظام والترتيب ويتقحم كل ما يرى من بشر أو حجر أو شجر ليصل إلى محله أو مكان إقامته، وهو يدري أن الله عز وجل مطلع عليه وشاهد، وأن الحج يصور عبر القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية فتشاهده مليارات الناس من أوروبا وأمريكا واليابان والشرق والغرب ليحفظوا هذا الموقف على أنه تجسيد لمعنى الإسلام الذي يعرفونه أو لمعنى الحج.
وهل نستطيع أن نقدم لهم صورة جميلة أو جذابة أو مغرية من خلال القذارة والقمامات المبعثرة والأيدي المتقاتلة، والشوارع المفترشة، والأنانية وإهمال حقوق الآخرين وقلة الانضباط، فأصبحنا باستمرار نقدم صوراً ومشاهد تصرف الناسَ عن دين الله وتصدهم عن سبيله!
إن البر ليس بهذا ولا بالإيضاع ولا بإتيان البيوت من ظهورها "لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"[البقرة:177] .
أيها المؤمنون: إن الحج للإيمان بالله وذكر اسمه في أيام معلومات، ولتعظيم حرمات الله، ومن أعظم حرماته حرمة الدم والمال والضمير والخلق، ولاجتناب قول الزور.
إن الحج ليس لمجرد الحركة، بل لتعظيم شعائر الله، إن المقصود من كل ذلك استحضار معنى العبادة والنسك وإرادة وجه الله تعالى، ومحبة عباده المؤمنين والرحمة بهم، وتعظيم الله بأداء النسك؛ فإن الله لن يصله هذا الصخب والضجيج، بل تصله التقوى والعمل الصالح والنسك: "لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ"[الحج:37] .
ومن مقاصد الشريعة حفظ حقوق الناس وأعراضهم، فما بال كثير من الناس ينتهكون هذه الحقوق، وهم متلبسون بأداء النسك، وربما وهم يلبسون الإحرام!
حينما حج رسول الله صلى الله وعليم حجة الوداع خرج إلى عرفة وكانت قريش في الجاهلية لا تخرج إلى عرفة؛ لأنها من الحل، أما النبي صلى الله عليه وسلم فألغى هذا؛ لأنه نوع من الطبقية والتمييز، وهذا الدين ينفي كل اعتبار يقتسم فيه الناس إلى طبقات، وقال: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"[الحجرات:13]، فكان لباس الناس (الإحرام) أبيض كالثلج لباساً واحداً، وخطب خطبة عظيمة أرسى فيها القواعد الأصلية - في هذا المشهد الكبير المشهود - وقدّم فيه البيان المكتمل وعرض أوضح شرح للعناية بالحقوق وتعظيمها فقال: (أيها الناس: أي يوم هذا؟) قالوا: يوم حرام، قال: (فأي بلدٍ هذا؟) قالوا: بلد حرام، قال: (فأي شهر هذا؟) قالوا: شهر حرام، فقال: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)، ثم قال: (اللهم هل بلغت؟) قالوا: نعم، قال: (اللهم فاشهد).
وبالله عليكم: ماذا يفعل بعض المسلمين الذين يقتل بعضهم بعضاً في مثل هذا البيان العظيم؟
وأي تأويل أو تسويع أو تفسير يقدمه المبطلون لتبرير قتال داخلي يذهب ضحيته المسلمون، ولا يكسب منه إلا الأعداء المتربصون، فهذه الجرأة اليوم على الدماء تصديقاً لما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، ومن مقاصد الحج حفظ الأعراض من السب والشتم والتنقص والازدراء وقالة السوء، وإشاعته أحياناً بروح دينية وبحماس شديد، ولقد أحسن العربي المسلم القديم الذي رأى بوادر حرب أهلية إسلامية فقام بكل وضوح وقال:
ولست مقاتلاً رجلاً يصلي *** على سلطان آخر من قريشِ
له سلطانه وعليّ إثمي *** معاذ الله من سفهٍ وطيشِِ
أأقتل مسلماً في غير جرمٍ *** فليس بنافعي ما عشت عيشي


http://www.arabsys.net/pic/zkarf/94.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:20 PM
على خُطا أعرابي زمزم؟

د. مسفر بن علي القحطاني


روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!

ومع شناعة هذا الفعل وغرابته في آن واحد إلا أن هذا الأعرابي قد سطر اسمه في التأريخ رمزاً للسخافة والخَرَق, وإلا فما الداعي لهذه الفعلة الشنيعة إلا الحرص الشديد على بلوغ المجد والشهرة، ولو كان بالدخول من أحط الأبواب وأنتنها، خصوصاً أن الأمر لا يحتاج إلى مال يُنفق أو جهد يُبذل، ولكنه البحث عما يثير اهتمام الناس بالغريب المحدث من الأقوال أو الأفعال.

والناظر في حال الكثير من هواة الصعود الصاروخي إلى قمم الشهرة والإثارة والمتابعة الإعلامية يعمدون إلى الاستفادة من مدرسة ذاك الأعرابي، والاعتبار بمنهجه البراغماتي في الدوس على القيم المحترمة، والمبادئ المعتبرة، والفطر السليمة بغية أن يقول الناس: هذه فعلة فلان المعروف، أو من هنا مرّ فلان المشهور، ولا يبالي بعدها بالدعاء أو الشتم أو التأسف أو الحوقلة أو غيرها من أساليب العجب والاستغراب. فالاستهانة والذم قد تهون أمام الذكر والمغالبة على حديث الناس.

وفي عصرنا الراهن أصبح فعل الأعرابي في زمزم سُنّة يحتذي بها بعض من استحسن فكرته، بل ربما ظاهرة لدى جمهور من الصحفيين و الكتاّب والروائيين فمع كثرة وسائل النشر التقليدية أو الإلكترونية أصبح لفت الانتباه وإثارة الغبار على المعتاد فرصة أولئك الصاعدين لبلوغ الشهرة والوصول إلى رغبات القراء الجامحة نحو المغيّب من الأمور والخارق للعادة والمخفي من أحوال الناس.

وهذا ما لاحظته في رواية لإحدى الكاتبات المغمورات التي أتقنت درس الأعرابي، وكتبت روايتها المستوحاة من عمق المستور داخل مجتمعها إلى عمق المفضوح في أحداثها، مما جعلها الرواية الأولى في المبيعات في عدد من معارض الكتب، وهاهي توقّع الطبعة الثالثة من روايتها في أقل من أربعة أشهر والتي يفوق عدد نسخها القادمة على عشرة آلاف نسخة، ولا أستبعد أن تُرشّح في المستقبل القريب إلى عدد من الجوائز العالمية والأدبية تليق بحجم العمل الظاهرة!!

و عالمنا العربي يحوي الكثير من المشاهد المكررة التي تؤكد نظرية التفوق الهامشي للزبد والعلو الوقتي للدخان الأسود.

وكم آسى على حال ذاك الأعرابي الذي ذاق أشد الضربات وأبشع الأوصاف على فعلته في زمزم، بينما أبناء مدرسته ينالون أعلى الأوسمة وأشرف الألقاب أمام مرأى الجميع ومرارات أهل المكابدة في البحث والإبداع في الفن، لذا أتساءل أحياناً وبصمت معتاد: هل مكمن الخلل في أذواقنا أم في قيمنا أم في الأعرابي الذي سجّل التاريخ نكبته وحمّلنا تبعة بولته النكدة في مشارب الناس؟!


http://www.arabsys.net/pic/zkarf/109.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:22 PM
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/5.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

مخالفات المناسك والحجاج
مطوية دار القاسم


الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً... أما بعد:
فإن معرفة الخطأ والشر مقصود منهما محاذرتهما وتجنبهما، وحتى لا يأتي العبد إلاّ بالطاعة على وجهها الشرعي الصحيح، كما ثبت في الصحيح عن حذيفة قال: ( كان الناس يسألون النبي عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ).
وقد قال الأُوَّل:

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقّيه *** ومن لا يدري الخير من الشر يوشك أن يقع فيه
ولذا، أحب التنويه في هذه المقالة إلى أخطاء تقع من بعض قاصدي النسك بالحج والعمرة.
أهم الأخطاء الواقعة من قاصدي الحج أو العمرة، والمسافرين لهما:
1- أن يكون مراده وقصده في أداء عبادة الحج والعمرة، و غيرهما، الذكر والمدح من الناس أو الرياء والسمعة، ويتطلع لذلك وأن يمدح به، وهذا خطر عظيم يقدح في التوحيد وأصل الإيمان بالله، مع الهم العظيم بمراقبة الناس: { ومن رآى رآى الله به، ومن سمَّع سمَّع الله به }.
2- اختيار رفقة أو صحبة غير صالحة، ولا تتناسب وهذه العبادة الجليلة، من أهل الفسق والفجور، والتخلُّف عن الصلوات، أو أصحاب اللهو واللعب وكثرة المزاح وقسوة القلوب، فإن هؤلاء وأمثالهم ممن يصرفون عن العبادة، ويشغلون الأوقات الفاضلة في الزمن الحرام، والمكان الحرام، بما يضر أو بما لا ينفع.
3- بذل المال الحرام من الكسب الخبيث شرعاً لأداء المناسك، والله عز وجل طيّب لا يقبل إلاّ طيّباً، فيجب انتقاء أطيب مكاسب العبد لهذه العبادة، بل ولجميع شأنه الدنيوي والتعبّدي.
4- تأخير الحج والعمرة حتى يهرم الإنسان أو تدركه الشيخوخة وسن العجز، كما نلحظ من طوائف من الحجيج. والواجب المبادرة لقضاء فرصة الحج والعمرة بمجرد الاستطاعة المالية والبدنية.
5- سفر المرأة وحدها أو مع نساء مثلها، بلا محرم شرعي، وهو من يحرم عليها النكاح منه على التأبيد؛ فقد صحّ عن النبي قوله: { لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلاّ مع ذي محرم }؛ وجود المحرم للمرأة شرط في الحج من جهة استطاعتها عليه، وكذا في العمرة.
أهم الأخطاء الواقعة في ركن الإحرام بالنسك:
1- تأخير الإحرام عن ميقاته الزماني والمكاني، فكما لا يصح الحج في غير زمانه المحدد له شرعاً، فلا يصح الحج في محرم أو رجب أو رمضان، كذلك لا يصح الإحرام بالحج والعمرة من غير المواقيت المكانية التي وقّتها النبي ، وهي خمسة: ذو الحليفة، والجحفة، ويلملم، وذات عرق، ووادي محرم، لمن أتى عليهم أو حاذاهم بطائرة أو سفينة أو سيارة.
2- تطييب ملابس الإحرام بالعطر والطيب، ومسُّ الطيب من محظورات الإحرام، والواجب غسلها منه.
3- تحديد بعض الناس لباساً محدداً للنساء تحرم به ذا لون محدد، كالأبيض أو الأخضر أو الأسود، أو ذا هيئة محددة. وليس للباس المرأة في إحرامها لون أو هيئة محددة، سوى البعد التام عن مظهر الزينة والسفور.
4- الاشتغال أثناء الإحرام بالفحش والزور من القول والفعل، وترك التلبية والذكر والدعاء والتهليل والتحميد والتسبيح وقراءة القرآن.
أهم الأغلاط في شعيرة الطواف بالبيت الحرام:
1- رفع بعض الحجاج يديه تحية للكعبة عند رؤيتها، مع أن المشروع الدعاء بالدعاء الوارد عن النبي عند دخول الحرم بتقديم الرجل اليمنى، وقول: ( بسم الله، اللهم صلِّ على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وأدخلني أبواب رحمتك ).
2- مزاحمة الحجيج ومدافعتهم وأذيتهم أثناء الطواف، ولا سيما عند استلام الحجر الأسود أو الركن اليماني، وكذا رفع الصوت بالدعاء والذكر من الرجال والنساء.
3- تضييق بعض الحجاج على نفسه وعدم مراعاته إخوانه بالصلاة أمامهم، مما يزحم المطاف ولاسيما خلف المقام مع عدم المبالاة بالزحام وكبار السن... إلخ.
4- تمسُّح وتبرُّك بعض الحجاج بجدار الكعبة أو لباسها أو المقام أو أبواب الحرم وجدرانه، وهذا ربما قدح في توحيد الحاج وإيمانه بالله، وأخرجه عن مقصود حجه!.
5- دخول بعض الطائفين داخل حجر إسماعيل "الحطيم" مما يفسد ذلك الشوط المترتب عليه فساد الطواف.
6- صلاة الطائف للركعتين في مواطن الزحام الشديدة، أو وهو عاري المنكبين من إحرامه، وربما صلاهما وليس عليه سوى الإزار؟!
7- وبعضهم ربما طاف بالبيت وعليه جنابة أو حيض ونفاس، وطواف هؤلاء غير صحيح!
أهم الأخطاء التي يقع فيها بعض المحرمين في السعي:
1- اعتقاد أن لكل شوط سواء الطواف بالبيت أو السعي بين الصفا والمروة دعاءً مستقلاً، كما يظهر في كتب الأدعية، والمشروع أن يدعو كل بما يحتاجه ويناسبه، ويتأسى بالنبي عليه السلام بجوامع الدعاء.
2- وكذا من الأخطاء في الطواف والسعي، الذكر والدعاء جماعياً وبصوت مرتفع، ربما أزعج الحجيج والمعتمرين.
3- وبعض الحجاج لجهلهم يبدأون بالمروة قبل الصفا، وهذا مخالفة صريحة لعبادة السعي، وإبطال له.
4- وبعضهم ربما لم يتم السعي بين الصفا والمروة فيرجع في أثناء الشوط ولا يتم الشوط إلا باستيعاب ما بين الصفا والمروة.
5- اعتقاد بعض الناس عدم قطع الطواف أو السعي عند إقامة الصلاة، إذ الواجب أداء الصلاة مع الجماعة، ثم إكمال الطواف والسعي بعدها.
6- تمسُّح بعض الحجيج بجدران المسعى وأبواب الحرم أو تقبيل الأعمدة، أو جبل الصفا والمروة. وهذه خرافات وضلالات ما أنزل الله بها من سلطان.
7- دوران من يسعى في الأدوار العليا حول القبب عند الصفا أو المروة مع اعتقاد عدم صحة السعي بلا هذا الطواف، وهذا خطأ شنيع بدأ يفشو بين الحجاج.
8- اشتغال الحاج بالكلام مع الرفقة أو بالنظر والمشاهدة خلال أشواط السعي بدل الذكر والدعاء وقراءة القرآن.
والنبي يقول فيما صحّ عنه: { إنما جُعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار، لإقامة ذكر الله عز وجل }.
أهم الأغلاط الواقعة في الوقوف بعرفة، { والحج عرفة } كما قال النبي :
1- إتعاب الحاج نفسه ومن معه بالذهاب إلى الجبل للوقوف عنده، والنبي يقول: { وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف }، مع ما يحصل هناك من المزاحمة والمدافعة والتسبب بالهلكة وسوء الخلق والفحش في القول والفعل. ومن الأخطاء أيضاً تسمية الجبل بجبل الرحمة، وهذا ليس عليه دليل؟
2- الوقوف خارج عرفة، إما في الوادي وادي عرنة أو جنوب عرفة، والنبي يقول: { عرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عرفة }، علماً بأن مسجد نمرة جزء كبير من مقدمه وقبلته في عرفة، خارج عن عرفة.
3- الاشتغال في يوم عرفة بالأكل والشرب والتمشي على المخيمات دون الذكر والدعاء والاستغفار، ومن ذلك أيضاً تقطيع ذلك اليوم العظيم بالنوم أو الضحك والمزاح الكثير.
4- الدفع من عرفة قبل غروب الشمس، والعجلة والإسراع ركضاً وبالسيارة واستخدام الأبواق والمسابقة وأذية الحجاج بالقول والفعل.. والنبي لما دفع من عرفة بعد استحكام غروب الشمس أشار للناس بيده وقال: { السكينة السكينة، فليس البر بالايضاع }.
5- ذهاب بعض الحجاج يوم عرفة لمكة اعتقاداً بفضل ذلك، وبعضهم يقف بعرفة في الصباح ثم يغادرها لمزدلفة ثم منى لرمي الجمرة فينتهي من ذلك كله قبل عصر يوم عرفة، وهذا خطأ شنيع يفسد الحج، لأنه لم يقف بعرفة الوقوف الصحيح، والذي يبدأ من زوال اليوم التاسع يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم العيد، كما دلَّ عليه حديث عروة رضي الله عنه.
أهم الأخطاء التي تقع في مشعر الوقوف بمزدلفة:
1- إن بعض الحجاج إذا وصل إلى مزدلفة يبدأ بجمع الحصى، والمشروع الذي عليه هديه البدء بالأذان ثم إقامة صلاة المغرب ثم العشاء حتى قبل الاستعداد للنزول؛ وحصى الجمار لا يشترط جمعها من المزدلفة، وإنما من أي مكان في الطريق، وعليه فإن من الأخطاء تأخير أداء صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة، حتى أن بعضهم ربما لم يصلهما إلاّ بعد مضي أكثر الليل؟!
2- قضاء بعض الحجاج حوائجهم أمام الناس في مزدلفة دون مرعاة لستر العورة والأدب العام.
3- اعتقاد بعضهم أن الوقوف بالمزدلفة وذكر الله لابد أن يكون في مسجد المشعر الحرام فقط، والصحيح أن عرفة ومزدلفة كليهما موقف، كما قال : { وقفت هاهنا وجمع كلها موقف }.
4- وأهم الأخطاء في هذا الموضع عدم وقوف بعضهم البتة بالمزدلفة، وهؤلاء تركوا شعيرة من شعائر الحج. ومنهم من يقف خارج المزدلفة ولا يتحرى حدود المزدلفة وأعلامها؛ والواجب أن يتقي العبد الله ما استطاع.
أهم الأخطاء التي تقع من الحجاج يوم العيد، وهو يوم الحج الأكبر، لاشتماله على أكثر أعمال الحج:
1- اعتقاد بعضهم أنه لابد من ترتيب الأعمال يوم العيد: رمي الجمرة (العقبة)، ثم النحر، ثم الحلق، ثم الطواف، وهذا الترتيب إن تيسّر فهو سنة مستحبة وإلاّ فليس باللازم، لاسيما مع حصول الزحام والضيق فيه، فلو طاف ثم حلق أو حلق ثم رمى فلا بأس، فإن النبي ما سئل يوم العيد عن شيء قُدّم ولا أُخّر إلاّ قال: { افعل ولا حرج }، رفعاً للحرج ودفعاً للمشقة عن أمته، وهذا يتأكد مع وجود أسباب الزحام والتدافع والمشقة.
2- مزاحمة كبار السن والنساء في رمي جمار العقبة في أول النهار يوم العيد، ولو تقدم هؤلاء بالرمي بعد مضي نصف الليل في المزدلفة، أو بعد زوال الشمس يوم العيد، لحصل انفراج كبير على الحجاج، وأداء للنسك بسهولة ويسر.
3- ذبح هدي الحج تمتعاً أو قراناً خارج حدود حرم مكة، وكذا ذبح بعضهم فدية الجبران لتركهم واجباً أو فعلهم محظوراً من محظورات الإحرام خارج حدود مكة، والذبح أو النحر لابد أن يكون داخل حدود الحرم لقوله تعالى: هَدْياً بَالِغَ الكعبة وفي الحديث: { فجاج مكة كلها طريق ومنحر }.
4- كذلك من الأخطاء في هذا تقديم الذبح قبل طلوع الشمس يوم العيد أو تأخيره على غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة، فهذان حدَّا وقت الذبح الزماني، وما سبق حدُّه المكاني.
5- ذبح الإبل أو البقر أو الغنم وهذه هي بهيمة الأنعام فقط وهي لم تستوفِ السن المحدد شرعاً، أو بوجود العيوب غير المجزئة لها بأداء النسك.
6- وأهم الأغلاط في يوم العيد شدة التزاحم على الرمي، وطواف الإفاضة، والحل هو في تحري أوقات قلة الزحام على هذين المشعرين ليلاً للرمي ونهاراً للطواف.
الأخطاء التي يقع فيها الحجاج عند رمي الجمار:
1- تكسير الحصى من الجبال، أو غسلها، أو اختيار الحصى الكبيرة التي تؤذي بحملها أو بالرمي بها، والمشروع في حجم الحصاة أن تكون بقدر حبة الحمص أو البندق.
2- اعتقاد أن المرميَّ في الجمار الثلاث: الصغرى والوسطى والكبرى العقبة هو الشيطان، ولذا نرى ونسمع من حماقات الرماة الشيء المزري والمضحك، والمقصود بالرمي هو طاعة الله واتباع رسله، وإقامة ذكره بالتسمية والتكبير والدعاء في هذه المواقف والمشاعر.
3- ومن الأخطاء الشائعة، إخلال ترتيب الجمار، فيرمي الكبرى ثم الوسطى ثم الصغرى، وهذا لا يصح، بل لا بد من البدء بالصغرى ثم التثنية بالوسطى ثم الختم بالكبرى، مع مراعاة وقت بدء الرمي للجمار الثلاث بعد زوال أيام التشريق، وامتداد الرمي إلى طلوع فجر اليوم الثاني. وملاحظة جواز جمع رمي يومين في يوم لأهل الأعذار ممن يقومون على خدمة الحجيج وشؤونهم.
4- ومن الأخطاء الشائعة ولاسيما عند المترفين التوكيل في رمي الجمار من غير حاجة متحققة، وخفي على هؤلاء أن أداء عبادة الرمي من شعائر الله، والله سبحانه يقول في آية سورة الحج: ذَلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإنَّها مِنْ تَقْوى القُلُوبِ .
5- ومن الملاحظ المهمة في هذا المقام، ضعف استشعار القربة والعبادة لله عند رمي الجمار، مما يحصل معه التدافع والتزاحم وعدم رحمة الكبير والصغير والضعفة من النساء والرجال؛ ولو تحسس الحاج القربة والعبادة ورحمة إخوانه لزال كثير من الشر والضرر عن الناس في هذه المواقف الشريفة، وفي المكان الحرام، والزمان الحرام.
6- ومن الأخطاء هاهنا رمي الشاخص، والمقصود وقوع الحصاة في المرمى، كذلك زيادة بعضهم على السبع حصيات من باب قصد الزيادة، وهي من البدع، أو تحريم الرمي من فوق.
أهم الأخطاء الواقعة من الحجاج في مشعر المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، وهو واجب من واجبات الحج:
1- تهاون بعض الحجاج بواجب المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، فإن مجرد المبيت عبادة وشعيرة. بل ومنهم من يسافر يوم العيد ولا يبيت بقية الليالي ويوكل في الرمي، وترك المبيت مع القدرة عليه إثم ويوجب الكفارة بالدم، كبقية ترك الواجبات.
2- اشتغال بعض الحجاج في أيام وليالي التشريق بمنى بالحرام قولاً وفعلاً وحالاً، من كذب وسخرية واستهزاء وافتراء ولعب بالورق ونظر إلى حرام وأذية عباد الله، مع أن الواجب في شعيرة منى ذكر الله وتوحيده ودعاؤه وتعظيمه والانطراح بين يديه سبحانه بالتوبة، لعله أن يرجع من حجه مغفوراً له كيوم ولدته أمه، كما ثبت عن النبي .
3- من الحجاج من يذهب للطواف نافلة في ليالي أيام التشريق أو للتسوُّق أو للنزهة والتمشي خارج منى، فيفوته المبيت مع قدرته عليه، وهذا يوجب ترك الواجب من غير مبرر شرعي معتبر؛ ومنهم من يمضي الليل باللهو وتعبير الأحلام واللعب بالحرام وتقطيع الأوقات.
4- ومن الأخطاء عند البعض اعتقاد بقائهم على لباس الإحرام حتى بعد فعل اثنين من ثلاثة: الرمي لجمرة العقبة، أو الحلق، أو الطواف، ومن ظن ذلك وقع في البدعة بالزيادة على الشريعة والاستدراك على النبي .
5- ومن ذلك أيضاً، تحريم بعضهم الرمي للجمار الثلاث أيام التشريق بالليل والتشديد في ذلك على المسلمين، من غير دليل صحيح صريح، ودلالة النصوص تقتضي الجواز.
6- ومن الأخطاء الشهيرة لطول هذه الشعيرة، وجود الخلافات والمشاحنات، والقيل والقال، والفرقة، وسوء الخلق مع الحجيج، مما يسبب الفسوق أو الرفث، وفي الآية الكريمة فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ ولا جِدَالَ فِي الحَجِّ ، وصح عن النبي قوله: { من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه }.
أهم الأخطاء التي تقع عند الطواف، سواء كان طواف الإفاضة، وهو ركن الحج، أو طواف الوداع، وهو واجب من واجبات الحج:
1- الطواف على حدث أكبر من جنابة أو حيض أو نفاس، ولا يصح الطواف في هذه الحال، إلاّ في حالة وحيدة معتبرة عند أهل العلم في الضرورة.
2- تعمُّد المزاحمة وأذية الطائفين بدفعهم أو الصلاة في طريقهم، والواجب رحمة الصغير والكبير والضعيف، والبعد عن كل ما يسبب إزعاجهم من قول أو فعل.
3- اعتقاد البعض حرمة الطواف للإفاضة ليلاً، و هذا قول باطل واعتقاد فاسد، فالطواف مشروع ليلاً ونهاراً، والنبي يقول: { لا تمنعوا أحداً طاف بالبيت من ليل أو نهار أن يصلي }.
4- تهاون بعض الحجاج بالوقوع على أهله (زوجته) قبل الفراغ من طواف الحج، وهو طواف الإفاضة، فإن فعل وكان قد تحلل التحلل الأول بالرمي والحلق فعليه دم، فإن لم يكن قد تحلل فعليه سؤال العلماء ليقفوا على عذره وحاله ثم الحكم له بمقتضى ذلك.
5- سفر بعض الحجاج بلا وداع للبيت، و الوداع آخر أعمال الحج، فلا يصح وداع بعده رمي جمار أو مبيت بمنى، أو لبث بمكة وسكن بها مدة خارجة عن المعتاد، وإلاّ فعليه إعادة الطواف، وهذا الطواف للوداع مخفَّف عن الحائض والنفساء.
6- تعمُّد ترك الطواف للوداع والفدي عنه بدم، لا يُخرج عن طائلة الإثم فتلزم التوبة.
7- الاستهانة بتعظيم شعائر الله، وحرم الله، بالإفتاء بغير علم، ومن غير أهل العلم الموثوقين والمعتبرين بدعوى التيسير أو التشديد، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه.
8- التهاون بفرائض الله، كترك الصلوات أو النوم عنها، أو التخلّف عن الجماعات، والتعرُّض لسخط الله بالوقوع فيما حرَّمه، دون مراعاة لحرمة الزمان والمكان.
أهم الأخطاء التي يقع فيها زائرو مسجد النبي بالمدينة المنورة:
1- يعتقد كثير من الحجاج وجوب زيارة المدينة بعد الحج أو قبله، وهذا الاعتقاد باطل،لأنه زيارة المدينة والصلاة بمسجد النبي ومسجد قباء من السنن، أي المستحبات، وليس واجباً، ولا علاقة له بالحج.
2- عقد البعض نياتهم على زيارة قبر النبي من سفرهم من بلادهم، وهذا مخالف لقول النبي : { لا تُشدُّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى }. وبعضهم يورد حديثاً: { من حج فلم يزرني فقد جفاني }، وهو حديث موضوع مكذوب على النبي ، ولا أصل له.
3- التمسّح بالقبر النبوي وبأبواب المسجد وجدرانه، أو الطواف بالقبر أو استقباله من نواحي المسجد عند السلام أو الدعاء، وهذه كلها من البدع والخرافات التي تقدح في أصل التوحيد أو كماله الواجب. وكذا ما يحصل مثله في مقبرتي البقيع وشهداء أحد.
4- اعتقاد زيارة الأماكن التاريخية في المدينة، كجبل أحد ومسجد القبلتين والمساجد السبعة... إلخ، والذي تستحب زيارته لمن كان في المدينة هو ما يلي:
(1) مسجد النبي . (2) ومسجد قباء. (3) ومقبرة البقيع. (4) وشهداء أحد، للدعاء لهم والسلام عليهم والاعتبار بهم فقط. دون قراءة الفاتحة عليهم أو سؤالهم وطلب الحوائج والمدد والغوث منهم، فذلك من الشرك بهم مع الله في العبادة.
5- رفع الصوت واللغط والمزاحمة والمدافعة عند زيارة قبر النبي وصاحبيه لمن كان في المدينة، والواجب الأدب التام والإحترام للمسلمين، والوقار في مسجد النبي ، تعظيماً لله، وتوقيراً لرسول الله.
6- استقبال الزائر للمسجد النبوي لقبره ووضع يده اليمنى على اليسرى كحاله في الصلاة حال السلام أو الدعاء، ولاسيما عقب الصلوات الخمس؛ وهذا من البدع النكراء المفضية للغلو بالنبي ، ورفعه عن منزلته اللائقة.
وفّق الله الجميع لاجتناب هذه الأغلاط، والحذر من الوقوع فيها وعبادة الله على بصيرة، والله أعلم.
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/5.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:48 PM
حال السلف في الحج
مطوية دار الوطن
http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد:
فإن الحديث عن أحوال السلف في الحج حديث عن علم قد درس مناره، ومُحِيت آثاره، فلم يبق منه إلا بقايا من الرسوم والألفاظ، وأطلال من الجمل والعبارات، والتي ما فتئ الناصحون يرددونها حثاً للناس على التمسك بما كان عليه السلف، وترغيباً لهم في سلوك سبيلهم واقتفاء آثارهم. وإلا فأين نحن من القوم؟ كم بين اليقظة والنوم؟!
لقد كان للحج تأثير عظيم في تزكية النفوس وإصلاح القلوب، لما فيه من معاني العبودية، ومظاهر الربانية التي تجلت في كل أعماله ومناسكه، فأثمرت في واقع السلف قلوباً تقية، وأفئدةً زكية، وأبداناً طاهرةً نقية. فكانوا مع إحسانهم العمل يخشون الردّ وعدم القبول، أما نحن - إلا من رحم الله - فلا إحسان ولا خشية، ومع ذلك ينام أحدنا ملء جفونه، وكأنه حاز النعيم، وضمن من الجنة فردوسها الأعلى!!
ولئن ورد عن بعض السلف أنه قال: ( الركب كثير والحاجّ قليل، فما عسانا أن نقول؟! نسأل الله ألا يمقتنا ).
فما أحرانا - نحن المسلمين - أن نعود إلى ما كان عليه السلف الصالح؛ عقيدةً ومنهاجاً، عبادة وسلوكاً، حتى نفوز بما فازوا به من سعادة الدارين؛ العز في الدنيا والنعيم في الآخرة.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

من أخلاق السلف في السفر والحج
كان السلف - رحمهم الله - يعلمون حق رفيق السفر، فيحسنون صحبته، ويواسونه بما تيسّر لديهم من طعام وشراب، وكان كل واحد منهم يريد أن يخدم أخاه ويقوم بأعماله، لا يمنعه من ذلك نسبٌ ولا شرفٌ ولا مكانة عالية.
قال مجاهد رحمه الله: ( صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمُني!! ).
وكانوا رحمهم الله يبذلون أموالهم للرفقة، ويصبرون على الأذى، ويطيعون الله تعالى فيمن يعصيه فيهم.
يروى أن يُهَيْماً العجلي ترافق مع رجل تاجر موسر في الحج، فلما كان يوم خروجهم للسفر، بكى بُهَيْم حتى قطرت دموعه على صدره، وقال: ذكرت بهذه الرحلةِ الرحلةَ إلى الله، ثم علا صوته بالنحيب.
فكره رفيقه التاجر منه ذلك، وخشي أن يتنغّص عليه سفره معه بكثرة بكائه، فلما قدما من الحج، جاء الرجل الذي رافق بينهما إليهما ليسلِّم عليهما، فبدأ بالتاجر فسلّم عليه، وسأله عن حاله مع بُهَيْم.
فقال له: والله ما ظننت أن في هذا الخق مثله؛ كان والله يتفضّل عليّ في النفقة، وهو معسّر وأنا موسر!! ويتفضل عليّ في الخدمة، وهو شيخ ضعيف وأنا شاب!! ويطبخ لي وهو صائم وأنا مفطر!!
ثم خرج من عنده فدخل على بُهَيم، فسلّم عليه، وقال له: كيف رأيت صاحبك؟ قال: خير صاحب، كثير الذكر لله، طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة، متحمّل لهفوات الرفيق، فجزاك الله عني خيراً.
وكان كثير من السلف يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم اغتناماً لأجر ذلك، منهم عامر بن عبد قيس، وعمر بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة.
وكان ابن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم، وكان إذا أراد الحج من بلده ( مرو ) جمع أصحابه وقال: من يريد منكم الحج؟ فيأخذ منهم نفقاتهم، فيضعها في صندوق ويغلقه، ثم يحملهم، وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايا، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاماً، ثم جمعهم عليه، ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فردّ إلى كل واحد نفقته!!

إلهي !!

إليك قصدي ربّ البيت والأثر *** وفيك تطوافي بأركان كذا حجر

صفا دمعي إلى حين أعبره *** وزمزمي دمعة تجري من البصر

وفيك سَعْيي وتعميري ومزدلفي*** والهدي جسمي الذي يغني عن الجُزر

عرفانه عرفاتي إذ منى منتي *** وموقفي وقفة في الخوف والحذر

وجَمْرُ قلبي جمار نبذة شرر *** والحرم تحريمي الدنيا عن الفكر

ومسجد الخيف خوفي من تباعدكم *** ومشعري ومقامي دونكم خطري

زادي رجائي له والشوق راحلتي *** والماء من عبراتي والهوى سفري

http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

حال السلف عند الاحرام والتلبية
أخي الحبيب كان السلف يستشعرون معنى الإحرام، فهو يعني عندهم الإنخلاع من جميع الشهوات الأرضية، والتوجه بالروح والبدن إلى خالق السماوات والأرض. لذلك فقد كانوا يضطربون عند الإحرام، فتتغير ألوانهم، وترتعد فرائصهم خوفاً من عدم القبول.
فكان أنس بن مالك إذا أحرم لم يتكلم في شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه.
وهذا عليُّ بن الحسين لما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: ما لك؟ فقال: أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك!
ولما حجّ جعفر الصادق، فأراد أن يلبي، تغيّر وجهه، فقيل له: ما لك يا ابن رسول الله ؟ فقال: ( أريد أن ألبي وأخاف أن أسمع غير الجواب!! ).
وكان شريح رحمه الله إذا أحرم كأنه حيّة صماء من كثرة الصمت والتأمل والإطراق لله عز وجل.
ولئن كان كثير من حجاج هذا الزمان لا يلبون، وأغلب الذين يلبون لا يجهرون بالتلبية، ولا يرفعون بها أصواتهم، فقد كان السلف على خلاف ذلك.
قال أبو حازم: ( كان أصحاب النبي إذا أحرموا لم يبلغوا الرّوْجاء حتى تُبَحُّ أصواتهم ). لأنهم يعلمون أن ذلك مما يحبه الله عز وجل، لقوله : { أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية } [رواه أصحاب السنن وصححه الألباني]. وقوله : { أفضل الحج والعجّ والثجّ } [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. والعجّ: رفع الصوت بالتلبية. والثجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

عبادة السلف في الحج
ذكر الإمام ابن رجب رحمه الله أن من أعظم خصال البرّ في الحج: إقام الصلاة، فمن حج من غير إقام الصلاة - لا سيما إن كان حجه تطوعاً - كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيّع رأس ماله وهو ألوفٌ كثيرة. وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وكان النبي يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلّها ويوتر عليها.
فعن عامر بن ربيعة أنه رأى رسول الله يُصَلي السُّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت [متفق عليه] والسبحة: النافلة.
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ( كان رسول الله يُسَبّحُ على الراحلة قِبَل أيّ وجه توجّه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة ) [متفق عليه].
وكان محمد بن واسع يصلي في طريق مكة ليله أجمع في محمله، يومئ إيماء، ويأمر حاديه أن يرفع صوته خلفه حتى يُشغل عنه الناس بسماع صوت الحادي، فلا يُتَفَطّن له.
وحجّ مسروق فما نام إلا ساجداً.
وكان المغيرة بن حكيم الصنعاني يحجّ من اليمن ماشياً، وكان له ورد بالليل يقرأ فيه كل ليلةٍ ثلث القرآن، فيقف فيصلي حتى يفرغ من ورده، ثم يلحق بالركب متى لَحِقَ، فربما لم يلحقهم إلا في آخر النهار!!
قال ابن رجب بعد أن ساق هذه الأخبار: ( فنحن ما نأمر إلا بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، ولو بالجمع بين الصلاتين المجموعتين في وقت إحداهما بالأرض، فإنه لا يرخّص لأحد أن يصلي صلاة الليل في النهار، ولا صلاة النهار في الليل، ولا أن يصلي على ظهر راحلته المكتوبة ).
http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

حذر السلف من الرياء والمباهاة
ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتمُّ برُّ حجِّه أن لا يقصد بحجه رياءً ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه.
وقد كان السلف رحمهم الله شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس؛ لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه صواباً على سنة نبيه . كما قال سبحانه في الحديث القدسي: { من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه } [رواه مسلم]، ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ( ما أكثر الحاج! ) قال له ابن عمر: ( ما أقلّهم! ) وقال شريح القاضي: ( الحاجّ قليل، والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقلّ الذين يريدون وجهه ).

خليلي قطاع الفيافي الى الحمى *** كثيرٌ وأما الواصلون قليلُ

وجوه عليها للقبول علامةٌ *** وليس على كل الوجوه قبولُ
قال عمر بن الخطاب يوماً وهو بطريق مكة: ( تشعثون وتغيرون، وتتلون، وتضحون، لا تريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا، ما نعلم سفراً خيراً من هذا )، يعني الحجّ!!
إخواني: سبحان من جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمناً، يترددون إليه ولا يرون أنهم قَضَوْا منه وطراً.
لمّا أضاف الله عز وجل ذلك البيت الى نفسه، ونسبه إليه بقوله عز وجل لخليله وطهّر بيتي للطائفين [الحج:26]، تعلقت قلوب المحبين ببيت محبوبهم، فكلما ذُكر لهم ذلك البيت الحرام حنّوا، وكلما تذكروا بُعدهم عنه أنّوا.
رأى بعض الصالحين الحاجّ في وقت خروجهم، فوقف يبكي ويقول: واضعفاه! ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع من الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟!
يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق، ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن.

ألا قل لزوّار دارِ الحبيب *** هنيئاً لكم في الجنان الخلود

أفيضوا علينا من الماء فيضاً *** فنحن عطاش وأنتم ورودُ
http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

حال السلف في عرفات
أخي الحبيب: كانت أحوال السلف في عرفات تتنوع، فمنهم من كان يغلب عليه الخوف والحياء، ومنهم من كان يتعلق بأذيال الرجاء، ومنهم من كان يغلب عليه الشوق والقلق، ولكنهم كانوا يتساوون جميعاً في الذكر والدعاء والإقبال على الله ومناجاته والانطراح بين يديه.
وقف مطرّف وبكر ابنا عبدالله بن الشخير رضي الله عنهما في الموقف، فقال مطرّف: ( اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي!! ) وقال بكر: ( ما أشرفه من مقام وأرجاه لأهله، لولا أني فيهم!! ).
وقال الفضيل لشعيب بن حرب بالموسم: ( إن كنت تظن أنه شهد الموقف أحد شرّ مني ومنك فبئس ما ظننت! ).
وكان أبو عبيدة الخواص يقول في الموقف: ( واشوقاه إلى من يراني ولا أراه )، وكان بعدما كبر يأخذ بلحيته ويقول: يا رب، قد كَبرتُ فأعتقني، وكان ينشد وهو واقف بعرفة:

سبحان من لو سجدنا بالعيون له *** على شبا الشوك والمحمى من الإبر

لم نبلغ العشر من معشار نعمته *** ولا العشير ولا عشراً من العشر

هو الرفيع فلا الأبصار تدركه *** سبحانه من مليك نافذ القدر
وكان سفيان الثوري ممن يقدم الرجاء في هذا اليوم، فقد قال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه، وعيناه تهملان، فالتفت إليّ فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: ( الذي يظن أن الله لا يفغر لهم! ).
وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة، فقال: ( أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً - يعني سدس درهم - أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: والله للمغفرة عند الله، أهون من إجابة رجل لهم بدانق!! ).

وإني لأدعو الله أسأل عفوه *** وأعلم أن الله يعفو ويغفر

http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
حال السلف في الطواف
قال عبدالمجيد بن أبي روّاد: ( كانوا يطوفون بالبيت خاشعين ذاكرين، كأن على رؤوسهم الطير وقع، يستبين لمن رآهم أنهم في نسك وعبادة ).
وكان طاوس رحمه الله ممن يُرى فيه ذلك النعت.
ومن العبادات التي تُطلب في حال الطواف: غضّ البصر لوجود النساء مع الرجال أثناء الطواف. قال ابن الجوزي: ( اعلم أن غضّ البصر عن الحرام واجب، ولكم جلب إطلاقه من آفة، وخصوصاً في زمن الإحرام وكشف النساء وجوههن، فينبغي لمن يتقي الله عز وجل أن يزجر هواه في مثل ذلك المقام، تعظيماً للمقصود، وقد فسد خلق كثير بإطلاق أبصارهم هنالك ).
وينبغي على النساء ألا يكشفن وجوههن أثناء الطواف وإن كنّ محرمات، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه ).
وينبغي على النساء كذلك ترك مزاحمة الرجال في الطواف، واختيار الأوقات التي يخفّ فيها الزحام، كما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تفعل، فقد كانت تطوف في ناحية منفردة من البيت بعيدة عن الرجال، وكانت لا تقبل الحجر الأسود ولا تستلمه ولا تستلم الركن اليماني إن كان ثمة زحام.
ولما قالت لها مولاتها: يا أم المؤمنين! طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً. قالت عائشة: ( لا آجركِ الله.. لا آجرك الله.. تدافعين الرجال؟! ألا كبّرت ومررتِ! ).
قال ابن المحب الطبري: ( ومن المنكر الفاحش ما تفعله الآن نسوان مكة وغيرهن في تلك البقعة ليالي الجُمع وغيرها من الاختلاط بالرجال، ومزاحمتهن لهنّ في تلك الحال، مع تزيّنهن لذلك بأنواع الزينة، واشتغالهن عند إتيانه بما يوجب الروائح العطرة، فيشوّشن بذلك على متورّعي الطائفين، ويجتلبن بسببه استدعاء نظر الناظرين، وربما طافت إحداهن بل أكثرهن بغير جوربين، ويشقّ على الناس الاحتراز من ملامستهنّ في بعض الأحايين، وهذه مفسدة عظيمة عمّت بها البلوى، وتواطأ الناس على عدم إنكارها ).
فينبغي للعبد أن ينزّه طوافه عن كل ما يوجب شيئاً من ذلك، ولا يأمن عقوبة سوء الأدب وفحش المخالفة هنالك.
قيل إن إسافاً ونائلة، الصنمين المعروفين كانا رجلاً وامراة من جُرهم، دخلا الكعبة، فقبّل أحدهما الآخر فمُسخا حجرين مكانهما.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

مشهدُ الحجيج
قال ابن القيم رحمه الله:

أما والذي حج المحبون بيته *** ولبّوا له عند المهل وأحرموا

وقد كشفوا تلك الرؤس تواضعاً *** لعزة من تعنوا الوجوه وتُسلمُ

يُهلّون بالبيداء لبيك ربنا *** لك الملك والحمد الذي أنت تعلمُ

دعاهم فلبوه رضاً ومحبة *** فلما دعوه كان أقرب منهم

تراهم على الأنضاء شُعثاً رءوسهم *** وغُبراً وهم فيها أسر وأنعم

وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة *** ولم تُثْنهم لذاتهم والتنعّم

يسيرون كم أقطارها وفجاجها *** رجالاً وركباناً ولله أسلموا

ولما رأت أبصارهم بيته الذي *** قلوب الورى شوقاً إليه تضرّمُ

كأنهم لم يَنْصبوا قطّ قبله *** لأن شقاهم قد ترحّل عنهمُ

فلله كم من عَبرةٍ مهراقةٍ *** وأخرى على آثارها لا تَقدمُ

وقد شرقت عين المحب بدمعها *** فينظر من بين الدموع ويُسجمُ

وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة *** ومغفعرة ممن يجود ويكرم

فلله ذاك الموقفُ الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ

ويدنو به الجبّار جلّ جلاله *** يُباهي بهم أملاكه فهو أكرم

يقول عبادي قد أتوني محبةً *** وإني بهم برّ أجودُ وأكرم

فأُشهدكم أني غفرت ذنوبهم *** وأعطيتُهم ما أمّلوه وأنعمُ

فبشراكمُ يا أهل ذا الموقف الذي *** به يغفرُ الله الذنوب ويرحم

فكم من عتيقٍ فيه كُمل عتقه *** وآخر يَسْتسعي وربُك أكرمُ

وما رُئي الشيطان أغيظ في الورى *** وأحقر منه عندها وهو ألأمُ

وذاك لأمر قد رآه فغاظة *** فأقبل يحثو التُرب غيظاً ويلطمُ

لما عاينت عيناه من رحمة أتت *** ومغفرة من عند ذي العرش تُقْسَمُ

بنى ما بنى حتى إذا ظن أنه *** تمكن من بنيانه فهو مُحْكمُ

أتى الله بُنياناً له من أساسه *** فخرّ عليه ساقطاً يتهدمُ

وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي *** إذا كان يبنيه وذو العرش يهدمُ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/1.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php])



http://www.horalaen.com/vb/farah-hor/statusicon/user_offline.gif http://www.horalaen.com/vb/farah-hor/buttons/report.gif (http://www.horalaen.com/vb/report.php?p=157018) http://www.horalaen.com/vb/farah-hor/misc/progress.gif

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:53 PM
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/2.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
خصوصيات النساء في الحج
دار الوطن

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،، أما بعد:
أختي المسلمة: هنيئاً لك ماعزمت عليه من الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، تلك الفريضة التي غابت عن كثير من نساء المسلمين، فبعضهن يجهلن أن الحج فريضة عليهن، وبعضهن يعلمن ولكن يركبن مركب التسويف حتى يفجأهن الأجل وهن تاركات للحج، وبعضهن لا يدرين شيئاً عن المناسك، فيقعن في المحظور والمحرم، وربما بطل حجهن دون أن يشعرن، والله المستعان. أما أنت أيتها الأخت الفاضلة: فلا أراك من هؤلاء، لأنك تعلمين أن الحج فريضة الله على عباده، وهو ركن الإسلام الخامس، وهو جهاد المرأة؟ لقول النبي لعائشة رضي الله عنها: { جهادكن الحج } [رواه البخاري].
وهذه أختي المسلمة بعض النصائح والتوجيهات والأحكام التي تختص بها من أرادت الحج، وهي مما يعين على جعل الحج متقبلاً مبروراً، والحج المبرور كما قال النبي : { ليس له ثواب إلا الجنة } [متفق عليه].
1 - الإخلاص لله شرط في صحة وقبول أي عبادة ومنها الحج، فأخلصي لله تعالى في حجك، وإياك والرياء فإنه يحبط العمل ويوجب العقوبة.
2 - متابعة السنة ووقوع العمل وفق هدي النبي شرط ثان في صحة وقبول العمل. لقوله : { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } [رواه مسلم]. وهذا يدعوك إلى تعلم أحكام الحج وفق سنة النبي مستعينة على ذلك بالكتب المفيدة التي تعتمد على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة.
3 - احذري الشرك الأكبر والأصغر والمعاصي بجميع أنواعها، فإن الشرك الأكبر يوجب الكفر وحبوط العمل والعقوبة، والشرك الأصغر يوجب حبوط العمل والعقوبة، والمعاصي توجب العقوبة.
4 - لا يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو لغيره بدون محرم، لقول النبي : { لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم } [متفق عليه]. والمَحْرم هو الزوج وكل من تحرم عليه المرأة تحريماً دائماً بقرابة أو رضاعة أو مصاهرة، وهو شرط في وجوب الحج على المرأة، فإذا توفر للمرأة المحرم مع الزاد والراحلة وأمن الطريق، وجب عليها الحج وإلا لم يجب.
5 - للمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب من أسود وأخضر أو غيرهما، مع الحذر مما فيه تبرج أو شهرة كالثياب الضيقة والشفافة والقصيرة والمشقوقة، وكذلك يجب على المرأة الحذر مما فيه تشبه بالرجال، أو مما هو من ألبسة الكفار. ومن هنا نعلم أن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لوناً معيناً كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل، بل هو من البدع المحدثة.
6 - يحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب، لا في البدن ولا في الثياب، ويحرم عليها قصد شم الطيب واستعمال الأدهان المطيبة أو الصابون المطيب. وكذلك يحرم على المرأة التطيب مطلقاً بما يظهر ريحه إذا مرت على الرجال سواء أكانت محرمة أو غير محرمة.
7 - يَحْرم على المحرمة إزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأي وسيلة وكذلك تقليم الأظافر.
8 - يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب أو ما خيط على قدر الوجه، ولبس القفازين وهما ما خيط على قدر الكفين، لقول النبي : { لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين } [رواه البخاري].
9 - المحرمة لا تكشف وجهها ولا يديها أمام الرجال الأجانب، متعللة بأن النقاب والقفازين من محظورات الإحرام، لأنها يمكن أن تستر وجهها وكفيها بأي شيء كالثوب والخمار ونحوهما، فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: { كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه } [رواه أبو داود].
10 - بعض النساء إذا أحرمن يضعن على رؤسهن ما يشبه العمائم أو الرافعات حتى لا يلامس الوجه شيء من الخمار أو الجلباب، وهذا تكلف لا داعي له لأنه لا حرج في أن يمس الغطاء وجه المحرمة.
11 - يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها، ولكن يتعين عليها ستر زينتها عن الرجال غير المحارم في الحج وفي غير الحج.
12 - بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وأصابها الحيض، قد لا تحرم ظناً منها أن الإحرام تشترط له الطهارة من الحيض، فتتجاوز الميقات بدون إحرام، وهذا خطأ واضح، لأن الحيض لا يمنع الإحرام، فالحائض تحرم وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت، فتؤخره إلى أن تطهر، وإن أخرت الإحرام وجاوزت الميقات بدونه، فإنها إن رجعت إلى الميقات وأحرمت منه فلا شيء عليها، وإن أحرمت من غير الميقات فعليها دم لترك الواجب عليها.
13 - للمرأة أن تشترط عند الإحرام إذا خافت من عدم إكمال نسكها فتقول: ( إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني )، فلو حدث لها ما يمنعها من إتمام الحج أحلّت ولا شيء عليها.
14 - تذكري أعمال الحج:
أولاً: إذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي ولبِّي قائلة: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ).
ثانياً: اخرجي إلى منى، وصلّي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين بدون جمع.
ثالثاً: إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة، وصلّي بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً في وقت الظهر، وامكثي في عرفة داعيةً ذاكرةً مبتهلةً تائبةً إلى غروب الشمس.
رابعاً: إذا غربت شمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة، وصلّي بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، وامكثي بها إلى صلاة الفجر، واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جداً.
خامساً: انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي:
أ ‌- ارمي جمرة العقبة بسبع حصيات.
ب ‌- اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس.
ج ‌- قصِّري من كل أطراف شعرك قدر أنملة.
د ‌- انزلي إلى مكة، وطوفي طواف الإفاضة، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحج إذا كنت متمتعة، أو لم تسعي مع طواف القدوم إذا كنت مفردة أو قارنة.
سادساً: ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوال إذا أردت التأخر، أو الحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل، مع المبيت بمنى ليلتين أو ثلاث.
سابعاًَ: إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع، وبهذا تنتهي أعمال الحج.
15 - المرأة لا تجهر بالتلبية، بل تسر بها فتُسمع نفسها ومن بجوارها من النساء، ولا تُسمع الرجال الأجانب حذراً من الفتنة ولفت الأنظار إليها.
16 - وقت التلبية يبدأ من بعد الإحرام ويستمر إلى رمى جمرة العقبة يوم النحر.
17 - إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.
18 - يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها بشرط عدم حدوث ضرر عليها.
19 - احذري مزاحمة الرجال في جميع مناسك الحج، وبخاصة في الطواف عند الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك في السعي وعند رمي الجمرات، وتخيّري الأوقات التي يخف فيها الزحام، فقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تطوف في ناحية منفردة عن الرجال، وكانت لا تستلم الحجر أو الركن إن كان ثمة زحام.
20 - ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي: والرمل هو إسراع الخطى في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال.
21 - احذري هذا الكتاب، وهو كتاب صغير يحوي بعض الأدعية المبتدعة، وفيه دعاء مخصوص لكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك دليل من كتاب أو سنة، فالدعاء مشروع في حال الطواف والسعي بما شاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وإن كان دعاءً مأثوراً عن النبي صلى الله علي كان أولى.
22 - للمرأة الحائض أن تقرأ كتب الأدعية والأذكار الشرعية، ولو كان بها آيات من القرآن، ويجوز لها أيضاً أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف.
23 - احذري كشف شيء من بدنك وبخاصة في الأماكن التي يمكن أن يراك فيها الرجال، كأماكن الوضوء العامة، فإن بعض النساء لا تبالي بوجود الرجال قريباً من تلك الأماكن، فينكشف منها حال الوضوء ما لا يجوز كشفه من وجه وذراعين وساقين، وربما خلعت ما على رأسها من خمار، فتظهر الرأس والرقبة، وكل ذلك محرم لا يجوز، وفيه فتنة عظيمة لها ولغيرها من الرجال، وهو كذلك من صور التعاون على الإثم والعدوان.
24 - يجوز للنساء الدفع من مزدلفة قبل الفجر، فقد رخص النبي لبعض النساء ولا سيما الضعيفات بالانصراف من مزدلفة بعد مغيب القمر في آخر الليل، وذلك حتى يرمين جمرة العقبة قبل الزحام، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن سودة رضي الله عنها استأذنت النبي ليلة جَمْع - أي مزدلفة - أن تدفع قبل حَطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة - أي ثقيلة - فأذن لها، وأرسل أم سلمة كذلك، فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت وأفاضت [رواه أبو داود].
25 - يجوز تأخير الرمي إذا رأى ولي المرأة أن الزحام قد اشتد حول جمرة العقبة، وأن في ذلك خطراً على من معه من النساء، فيجوز تأخير رميهن الجمرة حتى يخف الزحام أو يزول، ولا شيء عليهن في ذلك. وكذلك الحال عند الرمي في أيام التشريق الثلاثة، يمكن أن يؤخرن رمي الجمرات إلى ما بعد العصر، وهو وقت يخف فيه الزحام جداً كما هو مشاهد ومعلوم.
26 - لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من جماعها أو مباشرتها طالما أنها لم تتحلل التحلل الكامل، ويحصل هذا التحلل بثلاثة أمور:
الأول: رمي جمرة العقبة بسبع حصيات.
الثاني: التقصير من جميع الشعر قدر أنملة، وهي ما يقدر ب (2 سنتيمتر) وليس على النساء حلق.
الثالث: طواف الحج (طواف الإفاضة).
فإذا فعلت المرأة هذه الثلاثة مجتمعة جاز لها كل شيء حُرم عليها بالإحرام حتى الجماع، وإذا فعلت اثنين منها جاز لها كل شيء إلا الجماع.
27 - لا يجوز للمرأة أن تبدي شعرها للرجال الأجانب وهي تقصر من أطرافه، كما تفعل كثير من النساء عند المسعى؛ لأن الشعر عورة لا يجوز كشفه أمام أحد من الأجانب.
28 - احذري النوم أمام الرجال، وهذا ما نشاهده من كثير من النساء اللاتي يَحْجُجن مع أهاليهن دون مخيّم أو أي شيء يسترهن عن أعين الرجال، فينمن في الطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور العلوية وفي مسجد الخيف مختلطين مع الرجال، أو قريباً من الرجال، وهذا من أعظم المنكرات التي يجب منعها والقضاء عليها.
29 - ليس على الحائض والنفساء طواف وداع، وهذا من تخفيف الشرع وتيسيره على النساء، فللمرأة الحائض أن تعود مع أهلها وإن لم تطف طواف الوداع، فاحمدي الله أيتها المرأة المسلمة واشكريه على هذا التيسير وتلك النعمة.

آداب الحج والعمرة
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: ينبغي لمن أراد الحج والعمرة الآتي:
1 - أن ينوي بذلك وجه الله وثوابه.
2 - أن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً.
3 - وأن يتحلل مَنْ له حق عليه أو بينه وبينه معاملة.
4 - و يستعين بالله في أموره كلها، ويسأله الهداية والتسديد والتسهيل.
5 - ويعلم أنه قد قصد سفراً مباركاً، يعد خير الأسفار وأبركها، فيحتسب كل ما أنفقه في هذا السفر على نفسه ورفقته ومن يتصل به، وما ينفقه على فقير أو مسكين، وما يقضي به حاجة مسلم غنياً كان أو فقيراً.
6 - ويحتسب تعبه ونصبه وما يصيبه من المشقات في هذا السبيل.
7 - وليحرص على مرافقة من يعينه في سفره على أمور دينه.
8 - و ليحافظ في سفره على الصلوات الخمس وإقامة شروطها وحدودها.
9 - وليكثر من ذكر الله في جميع سفره، فإن أفضل الحجاج أفضلهم لله ذكراً.

من أخبار زبيدة في الحج
هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسي، امرأة هارون الرشيد، وأم ولده محمد الأمين.
كانت ذات معروف وخير وفضل، ونفقة واسعة على الفقراء وأصحاب الحاجات.
وقصه حجها وما فعلته في طريقها من الإحسان مشهورة، فقد قال بعض المؤرخين: إنها سَقَتْ أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار، وإنها أسالت المياه عشرة أميال، وغرست بعض البساتين.
وأما حجتها المشهورة فقد أنفقت فيها ألف ألف وسبعمائة ألف دينار، ما بين مساجد بنتها، أو آبار حفرتها، أو فقراء مدت لهم يد العون. فرحمها الله رحمة واسعة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/2.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:54 PM
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
كيف تكون داعية إلى الله في موسم الحج؟!



خلال الأيام الروحانية التي يعيشها المسلمون في موسم الحج، وبعيداً عن المصالح الشخصية الصرفة والأطماع المادية، تتوحد أنفاس الملايين من المسلمين في بقعة صغيرة من العالم، اختارها الله -عز وجل- لتكون مكاناً تهوي إليه أفئدة الناس، وتطوف عند بيت الله الحرام.
وفي هذه الأيام التي حددها الله -سبحانه وتعالى- من كل عام هجري، تصطف قلوب العباد للواحد الديان، تطلب منه الغفران والرحمة والرزق والجنة والعتق من النار، وتقبل على الطاعات والعبادات تستزيد منها... فتستأنس القلوب بالسكينة، وتغشاها الطمأنينة, فتكون أقرب ما تكون إلى السمع والطاعة، والانصياع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي هذه الأيام، يأمل الكثير من الناس أن يكونوا دعاة إلى الله، يهدون الضال، ويعلمون الجاهل، ويأخذون بيد المسيء، ويزيدون من علم المؤمن، ويكثرون حسنات العابد، ويلينون قلب القاسية قلوبهم.
وللدعوة إلى الله في هذه الأيام أشكال وأنواع، تختلف حسب الحاجة إليها، وتتميز بخصوصية الموسم الذي تنتشر فيه.
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
خصائص موسم الحج:
لأيام الحج خصائص معينة تتميز فيها عن غيرها من الأيام الأخرى، ومنها ينطلق الداعية إلى الله في عمله، بحيث يغتنم ما توفره هذه الأيام من بركات، ومن هذه الخصائص أنها:
1- أيام يجتمع فيها مئات الآلاف من الناس من مختلف الدول الإسلامية والعالمية، ويكثف وجودهم في رقعة صغيرة في الأرض.
2- أن المسلمين في الحج يأتون طلباً للأجر والمثوبة من الله، وبالتالي فهم مقبلين على الطاعات، ومنفتحين على الدعوة ومتقبلين للنصح الديني.
3- في هذه الأيام تتنوع الأعمال الصالحة من ذكر وتلاوة قرآن وسعي وطواف وهدي ورجم وصلاة، وغيرها. فيكون المسلمون متفرغين للعبادة، ومنقطعين عن مصالح الدنيا.
4- يكثر البذل من قبل أهل الخير والصلاح في تقديم كل ما يحتاجه العمل الدعوي والخدمي والمعرفي للحجاج, ما يكسب العمل الخيري دفعاً ومساندة.
5- تزول في بيت الله العتيق، الفروقات الدنيوية بين الناس، فلا تميّز بين غني وفقير، ولا بين رئيس ومرؤوس. فيتوحدون في العمل والأمل، والملبس والمسكن.
وهذه من الأمور التي يجب أن يضعها الدعاة في حسبانهم خلال عملهم في هذا الموسم المبارك، فيضعون الخطط الدعوية وفقاً لهذه الخصائص، ويبنون عليها مشاريعهم الخاصة والعامة.
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للناس في الحج:
خلال السنوات التي مكثها النبي -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة قبل انتقاله للمدينة المنورة، كان يعكف على دعوة الناس إلى الإسلام، ويحثهم على الدخول تحت ظل الدعوة، والتمسك بحبل الله. وكان لا يفتر ولا يمل من الدعوة، خلال موسم الحج، الذي تتوافد فيه القبائل العربية إلى مكة المكرمة قبل دخولها إلى الإسلام.
ورغم الأذى الذي كان يلحقه -صلى الله عليه وسلم- من بعض كفار مكة خلال موسم الحج، إلا أنه كان يسعى حثيثاً في نشر الدعوة الإسلامية بين الناس، ويتحمل استهزاء البعض، وأذى البعض الآخر، في سبيل توصيل ولو آية من آيات الله -عز وجل-.
وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يصلي أمام الناس في مكة، وهم يستغربون فعله، وكان يذكر الله -تعالى-، ويرفع صوته في تلاوة القرآن الكريم على مسامع الناس، من أجل تبليغ الرسالة. كما في قصة الطفيل بن عمرو الدوسي.
وبعد أن فتح الله له قلوب وبيوت الناس، ودخل الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية، ودانت قبائل العرب بالإسلام، انتهز -عليه الصلاة والسلام-، اجتماع الناس في الحج بمكة المكرمة، في حجة الوداع المشهورة، فأبلغهم وأوصاهم، وأمرهم ونهاهم.
وكانت خطبة الوداع، من أروع ما سطره -صلى الله عليه وسلم-، من العمل بالدعوة في موسم الحج، عندما صعد على مكان مرتفع، وخطب في الناس، وقال فيما قال -صلى الله عليه وسلم-: " أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، أيها الناس، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، كل عمل الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين".
ومن بعده، انتهج الخلفاء الراشدون والسلف الصالح مبدأ الدعوة إلى الله خلال موسم الحج، مغتنمين اجتماع الناس، وتفرغهم للعبادة، وانقطاعهم عن مصالح الدنيا، فكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقضي بالحق بين الناس المتخاصمين في مواسم الحج، ويطلب من أمرائه في الأمصار أن يشاركوه الحج، فيستمع منهم، وينصحهم ويعظهم.
وكان الخليفة هارون الرشيد إذا حج، صحبه الفقهاء والمحدثون، لعقد جلسات للعامة والخاصة، وتفقيه الناس بأمور دينهم، ودعوة الناس إلى المعروف ونهيهم عن المنكر.
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
أنواع الدعوة إلى الله في الحج:
تختلف أنواع الدعوة إلى الله في الحج، باختلاف الأسلوب، وإن توحدت في الهدف والمقصد.
فمن أنواع الدعوة، الدعوة الفردية الشخصية، والدعوة المنظمة التابعة لجهات معينة أهلية، والدعوة العامة التي تنظمها الجهات الحكومية.
ورغم أهمية الدعوات الحكومية والمنظمة، إلا أن الدعوة الفردية يبقى لها أثر كبير وفعال بين الناس لأسباب عديدة، منها:
1- أنها تبتكر أساليب وأنماط متعددة، حسب فكر كل شخص، ولا تتأطر في حدود معينة يمليها التخطيط المسبق للدعوة.
2- أنها تأتي من أناس متفاعلون بشكل مباشر مع الحجاج، ويتعاملون معهم بشكل مباشر، دون أن تكون هناك حواجز يمليها التنظيم للبرامج الدعوية.
3- أنها تنبع من أناس ينتمون للوسط الذين يدعون إلى الله فيه، وبالتالي فهم مشتركون معهم في العمل والعبادة والحركة والمسير والركوب في الباصات، وغيرها.
4- إمكانية الدعوة إلى الله في مختلف الأوجه والأشكال، بسبب وجود الداعية مع الحجاج في أعمالهم كلها، وبالتالي يمكنهم تقديم النصح والإرشاد وتذكيرهم بالله في جميع الشعائر التي ينفذونها في الحج.
5- أن الحجاج قد يتقبلون الدعوة والنصح من أناس معهم أكثر من البرامج الأخرى، بسبب سهولة الاستماع لهم، وعدم الحاجة إلى الذهاب إلى حيث تنظم المحاضرات والندوات وغيرها.
بالإضافة إلى العديد من الأسباب التي تتناسب مع كل حالة من حالات الدعوة إلى الله.
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
كيف أدعو إلى الله في الحج:
يتمنى الكثير من الناس أن يكونوا دعاة إلى الله خلال موسم الحج، من أجل كسب الأجر والمثوبة، وزيادة العمل الصالح لهم، ونفع المسلمين القادمين من مشارق الأرض ومغربها فيما ينفعهم ويصلح أعمالهم، ونشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي، وإبعاد الناس عن كل ما قد يشوب الحج من أعمال بدعية ناجمة عن الجهل أو التعاليم الغير صحيحة.
ولكن قد يحتار البعض في الطريقة التي تمكنه من الدعوة إلى الله في هذا الموسم، وقد تحبطه عن هذا العمل الصالح، الذي يحتاجه المسلمون خلال هذه الأيام المعدودة.
ويمكن الاستفادة من بعض الأفكار في هذا المجال، ومنها:
1- خلال رحلتك إلى الحج، حاول أن تحمل معك عدداً من الكتيبات والمطويات التي تتضمن معلومات مفيدة عن الحج، وبعض الأدعية المأثورة، وعن الفرائض والآداب الإسلامية المتنوعة، وعن التوحيد والعقيدة. وحاول توزيعها على أكبر قدر ممكن من الناس هناك، واعمل على توزيعها في أماكن مختلفة، كي يستفيد أكبر قدر ممكن من الناس من تلك المطويات، وإن تيسّر لك الحصول على مطويات بلغات أخرى غير العربية، فاحملها معك، ووزعها على المسلمين القادمين من الدول الغير عربية، وفي هذا المجال يروي أحد الإخوة الذين سافروا إلى الحج عن قصة حصلت معه، يقول: " ذهبت إلى الحج لأول مرة في حياتي، وحاولت أن أتعلم معظم الأمور الخاصة بالحج، ولكن تفاجأت هناك ببعض الأمور التي لم أعرف التعامل معها، كالتصرف مع الحجر اليماني، هل أقبله أم ألمسه. فسألت عن ذلك، فلم يسعفني إلا شاب من دول عربية أخرى، أعطاني مطوية فيها بعض محذورات الحج، فقرأت فيها أنه يسن لمس الحجر اليماني فقط دون تقبيل، ودون تمسح.
2- يقوم بعض القادمين من عدة دول، بممارسة بعض العادات والتصرفات التي لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية، والتي تعد مخالفة للتعاليم الإسلامية، بسبب الجهل وبعض الاعتقادات الخاطئة، وفي الحج ستكون الفرصة مناسبة جداً لتقديم معلومات للزائرين حول حرمة هذه التصرفات، وشرح التعاليم الإسلامية الحقيقية في ذلك. خاصة وأن معظم المسلمين في دول العالم، يثقون بآراء وبفتاوى العلماء من أهل العلم والصلاح، لذلك سيكون تقبلهم لهذه الأفكار أسهل في مكة لذلك، فإن على المسلمين مسؤولية وواجب هام فيما يتعلق بتبيان رأي الدين الإسلامي حول هذه التصرفات والممارسات الخاطئة. يقول أحد القادمين من مصر للحج: " حج والدي قبل عدة سنوات، وبعد عودته روى لنا حادثة حصلت معه، وقد علقت بذهني وتعلمتها منه، فقد كان يقف بجانب الحرم المكي ويدعو الله -عز وجل-، ويبتهل إليه، ويستعين بـ "السيد البدوي" في دعائه، فوقف بجانبه رجل صالح وسلّم عليه، وأخبره أنه لاحظ ملاحظة ويريد أن يفيد والدي لوجه الله -تعالى-، فتقبل والدي ذلك بصدر رحب، فأخبره الرجل عن البدعة التي يعتقدها والدي في التبرك "بالسيد البدوي" وحرمة ذلك في الإسلام، وأنه من باب الإشراك بالله -عز وجل-، وبيّن له بعض الآثار السابقة، كالرجال الصالحين من قوم نوح وكيف تحول الناس لعبادتهم بعد موتهم. فاتعظ والدي منه، وشكره. فالرجل يستحق الشكر على ما بينه لنا من خطأ كنا نقع به كلنا، كاد أن يهلكنا.
3- تذكير الناس خلال بعض الأوقات، بأهمية الذكر والتكبير وقراءة القرآن، وعدم الانشغال عن عبادة الله -عز وجل- في هذه الأيام الفضيلة والساعات المحددة، التي قد لا تتجاوز الخمسة أيام. حيث يلاحظ انشغال كثير من الناس بالأحاديث المطولة، التي قد تدخل في أعراض الناس وفي النميمة عليهم، وقد ينشغل الآخرون بالشراء والتسوق من المحلات المقامة هنا وهناك، وبالتدخين في الحج، فيأتي هنا دور المسلم الواعي الداعي، بأن ينبه الناس إلى أن هذه الأيام القليلة المباركة ستنقضي بعد وقت قصير، ولن يكون من السهل العودة إلى نفس المكان، والوقوف بنفس الموقف، فيجب الاستفادة من هذه الساعات بأكبر قدر ممكن من العمل الصالح. وهذه الطريقة في الدعوة منتشرة كثيراً -ولله الحمد-، فلطالما شاهد الحجاج أحد الصالحين، يقف ويقرء الحجاج السلام، ويحمد الله -تعالى-، ويصلي على النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وينصحهم بكلام قليل مختصر، فيه فائدة وتذكير. وهي طريقة فيها فائدة عظيمة، فالإنسان مجبول على الخطأ والتقصير والنسيان والانسياق وراء ما يحدث معه، لذلك فإن التذكير والخطبة الصغيرة تعيد للحجاج إحساسهم بالوقت الفضيل الذي يقضونه، فيعودون إلى صالح العمل. فيقع الأجر لهم وللداعية.
4- الكثير من الحجاج قد لا يعلمون تماماً ما هي الأركان الكاملة للحج، وما هي الأمور المستحبة هناك، وما يسن القيام به. ويستعينون بالمطوف الذي قد تفوته هذه الأمور، أو قد لا يكون على دراية كاملة بهذه المسائل. فيأتي هنا دور الداعية لشرح بعض الأركان الخاصة بالحج، وتوضيح بعض السنن المستحبة، وتوجيه الناس إلى أفضل الأعمال وأصلحها. كرفع الصوت في التكبير والتهليل، والاكتفاء بالإشارة إلى الحجر الأسود بحال تعذر الوصول إليه وتقبيله، والدعاء عند الشرب من ماء زمزم، ووجوب رمي الحجرات السبعة في المكان المخصص لها تحديداً بحيث تسقط في الحوض، وغيرها.
5- تقديم بعض الهدايا والأشرطة الصوتية والمطويات للحجاج خلال موسم الحج، من أجل الاستفادة منها بعد الرجوع من الحج إلى بلادهم. وهذه من الأمور الجليلة التي تعطي للداعية بعداً آخر يستفيد منه، بأن لا تنحصر دعوته بالأمور المتعلقة بالحج، وأن تكون شاملة للعديد من أوجه الدعوة الصالحة. كما أن أهل الحاج في معظم الدول العربية والإسلامية يترقبون عودته، ويقبلون على ما لديه من كتيبات وأشرطة ومطويات بجدية وبانشراح صدر، فهي القادمة من مكة المكرمة، فيكون تأثيرها واسع، ويقرأها عدد كبير من أهل الحاج، فيستفيدون منها، وتزرع فيهم الأمور الصالحة.
6- الاشتراك في بعض الحملات بهدف خدمة الحجاج، ونصحهم وإرشادهم، وتوعيتهم في معظم أمور حجهم. خاصة إذا كان الإنسان طالب علم.
7- دعوة الناس إلى أماكن المحاضرات والدروس التي تقام في منى، وتنبيههم إلى أهمية المحاضرات، وإرشادهم إلى أماكنها.
8- قد يصادفك من يسأل في منى عن بعض الأمور الشرعية، وقد تكون لست أهلاً للفتيا، فالواجب هنا عدم تقديم فتوى بدون دليل شرعي، ويفضل إرشاد الناس إلى كبائن الفتاوى، وتزويدهم بأرقام هواتف العلماء من أجل الحصول على إجابة شرعية.
بالإضافة إلى العديد من الأفكار التي قد يجد المسلم أنه قادر على تنفيذها في الحج، وقادر على إيصال رسالة دعوية من خلالها إلى الحجاج هناك، في أي وقت وأي مكان.
على أن الدعوة إلى الله لا تنحصر في موسم الحج فقط، ولا تنحصر في أشخاص معينين، بل هي عمل صالح يناسب الجميع، ويتوجب على كل الناس القيام به، فالدين نصيحة، كما أخبر الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وهي أمر واجب شرّعه الله -عز وجل- في كتابه الكريم بقول: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ"(النحل: من الآية125).


موقع المسلم
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/3.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:56 PM
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/50.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)


الأضحية وأحكامها


الحمدلله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على محمد المبعوث
رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وعمل
بسنته إلى يوم الدين... وبعد:
فإن الله عز وجل شرع الأضحية توسعة على الناس يوم العيد
وقد أمر الله أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يذبح
ابنه إسماعيل فاستجاب لأمر الله ولم يتردد فأنزل الله فداء
له من السماء وفديناه بذبح عظيم [الصافات:107] ومنذ ذلك
الوقت والناس ينحرون بهيمة الأنعام امتثالاً لأمر الله
بإراقة الدماء لأنها من أفضل الطاعات والأضحية سنة مؤكدة،
ويُكره تركها مع القدرة عليها وفضلها عظيم.
تعريفها ومعناها في اللغة والشرع
قال الجوهري: ( قال الأصمعي فيها أربع لغات: أُضحيّة
وإِضحيّة بضم الهمز وكسرها والجمع أضاحي، والثالثة ضحيّة
والجمع ضحايا، والرابعة: أضحاه، والجمع أضحى كأرطأة وأرطى
وبها سمي يوم الضحى ). أهـ.
ذكره النووي في تحرير التنبيه، وقال القاضي، سميت بذلك
لأنها تفعل في الضحى وهو ارتفاع النهار.
والأضحية شرعاً: اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم
النحر وأيام التشريق تقرباً إلى الله تعالى.
الحكمة من تشريعها
1 - التقرب إلى الله تعالى بها، إذ قال سبحانه فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، وقال عز وجل: قل إن
صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين [الأنعام:162]
والنسك هنا هو الذبح تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى.
2 - إحياء سنة إمام الموحدين إبراهيم الخليل عليه السلام
إذ أوحى الله إليه أن يذبح ولده إسماعيل ثم فداه بكبش
فذبحه بدلاً عنه، قال تعالى: وفديناه بذبح عظيم
[الصافات:107].
3 - التوسعة على العيال يوم العيد.
4 - إشاعة الفرحة بين الفقراء والمساكين لما يتصدق عليهم
منهم.
5 - شكر الله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام، قال
تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج:37،36].
حكمها: جمهور أهل العلم على أن الأضحية سنة مؤكدة، ويكره
تركها مع القدرة عليها، والبعض قال: سنة واجبة على أهل كل
بيت مسلم قدر أهله عليها، وذلك لقوله تعالى: فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: {
من كان ذبح قبل الصلاة فليعد } [متفق عليه].
فضلها: لم يرد حديث صحيح في فضل الأضحية سوى حرص النبي
على فعلها وإنما وردت أحاديث لا تخلو من مقال ولكن بعضها
يعضد بعضاً ومنها قول الرسول : { ما عمل ابن آدم يوم النحر
عملاً أحب إلى الله عز وجل من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم
القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها. وإن الدم ليقع من الله
عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفساً }
[رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه].
وقوله وقد قالوا له: ما هذه الأضاحي؟ قال: { سنة أبيكم
إبراهيم }، قالوا: ما لنا منها؟ قال: { بكل شعرة حسنة }،
قالوا: فالصوف؟ قال: { بكل شعرة من الصوف حسنة } [رواه ابن
ماجه والترمذي، وحسنه].
الأحكام التي تتعلق بالأضحية
1 - ما يتجنبه من عزم على الأضحية: من دخلت عليه عشر ذي
الحجة وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره، وأظفاره حتى يضحي
في وقت الأضحية وذلك لما روى عن مسلم في صحيحه عن أم سلمة
أن النبي قال: { إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن
يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره } [رواه مسلم] وفي رواية: { فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً } [مسلم] والحكمة في
النهي: أن يبقي كامل الأجزاء ليعتق من النار، وقيل: التشبه
بالمحرم. ذكره النووي. [مسلم: شرح النووي:13120].
مسألة: ما على من قطع الشعر وقلم الظفر؟
قال ابن قدامة رحمه الله: ( فإنه يترك قطع الشعر وتقليم
الأظافر فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعاً
سواء فعله عمداً أو نسياناً ) [المغني:13363].
2 - سِنُّها: أخرج مسلم في صحيحه: أن النبي قال: { لا
تذبحوا إلا مُسنّة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من
الضأن } [مسلم:1963] والمسنة من الأنعام هي الثنية.
وقال الإمام ابن القيّم في كتابه زاد المعاد 2/317: (
وأمرهم أن يذبحوا الجَذَعَ من الضأن والثني مما سواه وهي
المُسنة ). أخرج البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر قال: قسم
النبي بين أصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة، فقال: ( ضح بها
أنت ) والجذع عند الحنفية والحنابلة: هو ما أتم ستة أشهر
ونقل الترمذي عن وكيع أنه ابن ستة أشهر أو سبعة أشهر، وقال
صاحب الهداية: والثني من الإبل: ما استكمل خمس سنين، ومن
البقر والمعز: ما استكمل سنتين وطعن في الثالثة.
3 - سلامتها: لا يجزئ في الأضحية سوى السليمة من كل نقص في
خلقتها، فلا يجزئ العوراء ولا العرجاء ولا العضباء ( وهي
مكسورة القرن من أصلها، أو مقطوعة الأذن من أصلها ) ولا
المريضة ولا العجفاء ( وهي الهزيلة التي لا مخ فيها ) وذلك
لقوله : { أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها،
والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن عرجها، والكسيرة
التي لا تُنقي ـ يعني لا نَقي فيها ـ أي لا مخ في عظامها
وهي الهزيلة العجفاء } [أحمد:4/284، 281، وأبو داود:2802].
4 - أفضلها: أفضل الأضحية ما كانت كبشاً أملح أقرن، إذ هذا
هو الوصف الذي استحبه الرسول وضحى به كما أخرج البخاري
ومسلم في صحيحهما عن أنس أن النبي : { ضحى بكبشين أملحين
أقرنين.. } الحديث [البخاري:5558 ومسلم:1966] وفُسّر
الأملح بأنه الأبيض الذي يخالطه سواد كما جاء عند مسلم
1967 أن رسول الله { أمر بكبش أقرن يطأ في سواد، ويبرك في
سواد، وينظر في سواد.. } الحديث [مسلم: شرح النووي 13105]
قال النووي: ( معناه أن قوائمه وبطنه وما حول عينيه أسود
والله أعلم ) أهـ.
ويسن استسمان الأضحية واستحسانها لقول الله تعالى: ذلك
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب [الحج:32]. قال
ابن عباس: ( تعظيمها استسمانها واستعظامها واستحسانها )
[الطبري، جامع البيان:17156].
بل إنه كلما زاد الثمن وغلا صار أفضل إذا كان يريد بذلك
قربه سواء من الرقاب أو الأضاحي كما جاء في صحيح البخاري
أن رسول الله سُئل أي الرقاب أفضل؟ فقال: { أغلاها ثمناً
وأنفسها عند أهلها } [البخاري:2518].
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله: ( كل ما عظمت رؤيته عند
المرء كان أعظم لثواب الله إذا أخرجه لله ) [صحيح ابن
خزيمة:14291].
5 - وقت ذبحها: المتفق عليه أنه صباح العيد بعد الصلاة،
فلا تجزئ قبله أبداً، فيذبحها بعد صلاته مع الإمام، وحينئذ
تجزية بالإجماع كما ذكر ذلك الإمام النووي. وأخرج الإمام
مسلم في صحيحه أن النبي قال: { من ضحى قبل الصلاة فإنما
ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة
المسلمين } [مسلم:5/1961] بل جاء التأكيد منه كما في مسلم
من حديث البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله يوم النحر،
فقال: { ولا يذبحن أحد حتى يصلي } [مسلم:5/1961] وقال
الإمام ابن القيم رحمه الله في الزاد: ( فإنه لم يكن يدع
الأضحية وكان يضحي بكبشين وكان ينحرهما بعد صلاة العيد
وأخبر أن من ذبح قبل الصلاة فليس من النسك في شيء، وإنما
هو لحم قدّمه لأهله، هذا هو الذي دلت عليه سنته وهديه )
أهـ. [زاد المعاد:2317].
6 - ما يستحب عند ذبحها: يستحب أن يوجهها إلى القبلة
ويقول: ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما
أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ). ثم
إذا باشر الذبح أن يقول: ( باسم الله والله أكبر، اللهم
هذا منك ولك ). والتسمية واجبة بالكتاب الكريم قال تعالى:
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه [الأنعام:121].
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: ( وكان من هديه أن يضحي
بالمصلى، ذكره أبو داود عن جابر أنه شهد معه الأضحى
بالمصلى فلما قضى خطبته نزل من منبره وأتى بكبش فذبحه بيده
وقال: { بسم الله والله أكبر هذا عني وعمن لم يضح من أمتي
} وفي الصحيحين أن النبي كان يذبح وينحر بالمصلى ) أهـ.
[متفق عليه].
قال ابن بطال: الذبح بالمصلى هو سنة للإمام خاصة عند مالك،
قا لمالك فيما رواه ابن وهب: إنما يفعل ذلك لئلا يذبح أحد
قبله. زاد المهلب: وليذبحوا بعده على يقين، وليتعلموا منه
صفة الذبح. وعند مسلم [1967] من حديث عائشة رضي الله عنها
وفيه: وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: { باسم الله
اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد } ثم ضحى به،
فيه دليل لاستحباب قول المضحي حال الذبح مع التسمية
والتكبير: اللهم تقبل مني واستحب بعضهم أن يقول ذلك بنص
الآية: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
[البقرة:127].
7 - الإحسان حتى في الذبح: قال ابن القيّم: ( وأمر الناس
إذا ذبحوا أن يحسنوا الذبح وإذا قتلوا أن يحسنوا القتلة،
كما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث شداد بن أوس قال: ثنتان
حفظتهما عن رسول الله قال: { إن الله كتب الإحسان على كل
شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا
الذبحة، وليحد أحكم شفرته وليرح ذبيحته } [مسلم].
وكان يضع قدمه على صفاحهما يعني صفحة عنق الذبيحة عند
ذبحها لئلا تضطرب وهذه رحمة منه كما ذكر أنس وهو يشاهد
الرسول وهو يذبح، قال الإمام ابن حجر في الفتح: ( واتفقوا
على أن إضطجاعها يكون على الجانب الأيسر فيضع رجله على
الجانب الأيمن ليكون أسهل على الذابح في أخذ السكين
باليمين وإمساك رأسها باليسار ) أهـ.
8 - صحة الوكالة فيها: يستحب أن يباشر المسلم أضحيته بنفسه
كما فعل ، وإن أناب غيره في ذبحها جاز ذلك بلا حرج ولا
خلاف بين أهل العلم في هذا.
9 - قسمتها المستحبة: يستحب أن تقسم الأضحية ثلاثاً: يأكل
أهل البيت ثلثاً، ويتصدقون بالثلث، ويهدون لأصدقائهم
ثلثاً، لقوله : { كلوا وادخروا وتصدقوا } [مسلم:6/80] وإن
لم يقسمها هذه القسمة جاز كأن يتصدق بها كلها أو يأكلها
كلها أو يهديها كلها.
10 - أجرة جازرها من غيرها: لا يعطى الجازر أجرة عمله من
الأضحية لقول علي رضي الله عنه: أمرني رسول الله أن أقوم
على بدنة وأن أتصدق بلحومها وجلودها وجلالها، وأن لا أعطي
الجازر منها شيئاً، وقال: { نحن نعطيه من عندنا } [متفق
عليه].
مسائل مهمة وفوائد من كلام الأئمة
1 - مشروعية التضحية: وقد أجمع عليها المسلمون، قال شيخ
الإسلام: ( والأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، فإذا كان له
مال يريد التقرب به إلى الله كان له أن يضحي ) أهـ.
وقال الشيخ البسام: ( وقد قرنها الله تعالى مع الصلاة في
آيات القرآن الكريم منها قوله تعالى: قل إن صلاتي ونسكي..
الآية [الأنعام:162] وقوله: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
[الكوثر:2] والأضحية التي تقع في ذلك اليوم العظيم، يوم
النحر الأكبر فيها الصدقة على الفقراء والتوسعة عليهم )
أهـ.
2 - قال الشيخ البسام: ( الأصل في الأضحية أنها للأحياء،
ويجوز أن تجعل صدقة عن الموتى، وفيها ثواب وأجر لهم، لكن
يوجد خطأ في بعض البلاد أنهم لا يكادون يجعلونها إلا
للموتى فقط، فكأنهم يظنون أن الأضحية خاصة للموتى، ولذا
فإن الحي منهم يندر أن يضحي عن نفسه، فإذا كتب وصية أول ما
يجعل فيها أضحية أو ضحايا، على حسب يُسره وعسره، ويندر أن
يوصي الموصي بغير الأضحية وتقسيم الطعام في ليالي رمضان،
وهذا راجع إلى تقصير أهل العلم الذين يكتبون وصاياهم، لا
يذكرونهم ولا يعلمونهم أن الوصية ينبغي أن تكون في الأنفع
من البر والإحسان والأضحية وإن كانت فضيلة وبراً وإحساناً
إلا أنه يوجد بعض جهات من البر ربما تكون أحسن منها ) أهـ.
3 - قال شيخ الإسلام: ( تجوز الأضحية عن الميت كما يجوز
الحج عنه والصدقة عنه، وإن ضحى بشاة واحدة عنه وعن أهل
بيته أجزأه ذلك في أظهر قولي العلماء، وهو مذهب مالك وأحمد
فإن الصحابة كانوا يفعلون ذلك ) أهـ.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم ومن المسلمين
في كل مكان وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم وصلى الله
وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب
العالمين.
راجعها فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - عضو
الإفتاء - وقال: ( قرأت هذه الصفحات المتعلقة بشرعية
الأضحية وأحكامها فوجدتها صالحة موافقة حسب رأيي ونظرتي،
والله الموفق ).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

http://www.arabsys.net/pic/zkarf/50.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:57 PM
صحة الحاج

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده ورسوله . أما بعد
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " (آل عمران:102)
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " (النساء:1) " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً " (الأحزاب:70)
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، و كل بدعة في النار ، ثم أما بعد.....

يطرق أسماعنا بعد أيام قلائل نداء الخليل إبراهيم عليه السلام " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً و على كل ضامر يأتين من كل فج عميق .ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعم فكلوا منها و أطعموا البائس الفقير.ثم ليوفوا نذورهم و ليطوفوا بالبيت العتيق " (سورة الحج آية 26-29 )

يقول ابن القيم رحمه الله: (... ثم تأمل كيف افتتح إيجاب الحج بذكر محاسن البيت، و عظم شأنه بما يدعو النفوس إلي قصده وحجه و إن لم يطلب ذلك منها، فقال: " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ .فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " (آل عمران:97-96)

فوصفه بخمس صفات:
أحدها: أنه أسبق بيوت العالم وضع على الأرض.

الثانية: أنه مبارك، والبركة كثرة الخير و دوامه، وليس في بيوت العالم أبرك منه، و لا أكثر خيراً، ولا أدوم، و لا أنفع للخلائق.

الثالثة: أنه هدى، ووصفه بالمصدر فيه مبالغة حتى كأنه الهدى نفسه.

الرابعة: ما تضمنه من الآيات البينات، التي تزيد على أربعين آية.

الخامسة: الأمن لداخله، و في وصفه بهذه الصفات دون إيجاب قصده ما يبعث النفوس على حجه، و إن شطت بالزائرين و تناءت بهم الأقطار، ثم أتبع ذلك بصريح الوجوب، المؤكد بتلك التأكيدات...)

وحديثنا هنا يختص بصحة الحاج أثناء وبعد أداء هذه الشعيرة المباركة. والحديث عن الصحة في الحج يتناول شقين مهمين:-
1. الصحة الإيجابية: و أقصد هنا الإيجابيات الصحية التي يجنيها الحاج من أدائه هذه الفريضة المباركة.

2. الإرشادات الصحية التي ينبغي أن يتبعها الحاج حتى يستطيع أن يؤدي فريضته بيسر وسهولة. كما تشمل إرشادات لبعض من يعاني من أمراض مزمنة وكيف يتعامل معها في الحج.


نعمة الصحة*
تعريف الصحة:-

الصحة لا تعني كما يظن الكثير خلو البدن من الأسقام و الأمراض، بل إنها أوسع من ذلك وإذا أخذنا تعريف منظمة الصحة العالمية فهو يعرف الصحة على أنها:
(حالة من الانسجام و الاستقرار البدني و النفسي و الاجتماعي والروحي، تمكن الشخص من ممارسة نشاطاته اليومية على الوجه الطبيعي)
والصحة من أعظم النعم التي من الله عز وجل بها على خلقه، فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق عن ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "
و روى أيضا في الأدب المفرد، و أخرجه الترمذي وابن ماجة في الزهد، من حديث عبيد الله بن محصن الأنصاري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها خيراً من الغنى في الحديث الذي خرجه ابن ماجة والحاكم ، وأحمد من حديث معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم. وقال الحاكم: صحيح الإسناد و وافقه الذهبي، وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة1/286، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا بأس بالغنى لمن اتقى، و الصحة لمن اتقى خير من الغنى، وطيب النفس من النعيم ".

كما أن الصحة البدنية والصحة العقلية شرط لكمال أهلية الإنسان و أدائه التكاليف الشرعية، ولذا يعد المرض من عوارض الأهلية التي تُسقط عن المريض بعض التكاليف. وقد أشترط الفقهاء الصحة في عدة أحوال منها: الإمامة الكبرى، والجهاد، والحج، و الحدود، والقصاص، و الرخص.

و الذي يتفحص منهج الإسلام في التعامل مع الإنسان، ويقارنه بغيره من المناهج في الأديان السماوية المحرفة، أو الأديان الوثنية، أو الأنظمة الأرضية الملحدة؛ يجد الفرق كبيراً والبونُ شاسعاً؛ فالإسلام يتعامل مع الإنسان تعاملاً شاملاً، يراعي جميع الحاجات الجسدية والعقلية والروحية، دون أن تطغى أحدها على الأخرى. مما يجعل الإنسان في حالة استقرار دائمة.

بل ويجعل له من المحصنات النفسية الوقائية ما يجعله في حالة الخلل العضوي أو النفسي في رضاء تام وتقبل.
وليس أدل على ذلك من منهج الإسلام في التعامل مع المصائب، أو عقيدة القضاء والقدر. أو الأمر بالدعاء و الأذكار وطلب الصحة والشفاء. وفرض العبادات المتنوعة التي تعالج أوضاعاً مختلفة لدى الإنسان؛ فتزيد من حالة الارتياح والاستقرار،
والتي أصبحت اليوم مطلباً لدى كثير ممن يدينون بالأديان المنحرفة، أو يعيشون زيف الحضارة الغربية الخاوية من إشباع النواحي الروحية للإنسان، و الخالية من المبادئ والقيم.
فمنهج الإسلام يجعل الإنسان يسلك المسلك الصحيح للصحة. كما أن ذكر بعض الأدوية الحسية في القرآن والسنة على سبيل المثال وليس الشمول؛ لتقرير منهج البحث عن الدواء والتطبب به؛ مما يساهم بوجود المؤمن القوي في المجتمع المسلم.

فالوسطية منهج مهم في الدين الإسلامي وصحة الإنسان أحد المطالب المهمة التي يجب الاعتدال في المحافظة عليها يقول تعالى: " و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا " (الأعراف: 31). و انطلاقا من هذا المنهج الإسلامي القويم، فإن الحج أحد الفرائض التي تسهم في بناء الكيان الصحي للإنسان، على أساس سليم.

وذلك لأنه ضمن منظومة من العبادات المتنوعة التي اشتمل عليها الدين الإسلامي والتي تحقق بمجموعها استقراراً نفسياً يعود أثره على الإنسان كاملاً؛ جسدياً، وعقلياً وروحياً. فالحج فضلاً عن كونه يؤكد الإيمان بالله وحده فإنه يؤكد وحدة الأمة والتي تتمثل في مظاهر كثيرة مثل الإحرام، وتوحيد العبادات في المكان والزمان، وتوحيد زمن الحج وغيرها. و هذا يؤدي إلي إشباع دوافع انتماء الفرد للجماعة، و إشباع الإحساس بدافع العمل الجماعي.

ومع إشباع هذه الدوافع، إضافة إلى إشباع العبادات الأخرى للدوافع المتبقية، يزداد الاطمئنان النفسي والثقة بالنفس في المسلم وفي جماعته. كما أن العبادات التفصيلية داخل الحج من طواف بالبيت والسعي، والوقف بعرفات ، ومزدلفة ، و الدعاء ، و الصلاة وغيره من الأعمال التعبدية في الحج ، تزيد من إشباع حاجات الروح، وترفع من الطمأنينة، والتي يفتقدها الكثير ممن لا يدينون بهذا الدين.

بل إنك تجد كثيراً من الأمراض الجسدية تهون وتصبح بسيطة لدى الإنسان المطمئن الروح، ممن تعلق قلبه بالله تعالى. وكم تجد من إنسان صحيح الجسد - ولا أقول معافى - وهو يعاني من هم شديد، و أمراض كثيرة؛ نتيجة عدم الطمأنينة، و عدم إشباع الحاجات الروحية لديه.

ولذلك أصبحنا نرى كثيراً من الغربيين ممن يعانون من هذا الخواء الروحي يتعلقون بكثير من خرافات الشرقيين، من هندوس وبوذيين تحت مسمى "الطب البديل".و الماكروبيوتك و غيرها.
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/118.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

أسباب أمراض الحج

إن كثيراً من الأمراض المنتشرة في فترة الحج هي من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، أو التحكم فيها. و هي تأتي نتيجة للأسباب التالية:-

1. ازدحام الحجاج في المشاعر أو في أماكن أداء العبادة مثل : الطواف والسعي، ورمي الجمرات وغيرها.
2. عدم المحافظة على النظافة الشخصية، أو النظافة العامة، أو نظافة المأكل والمشرب.
3. الإجهاد بسبب المشي الكثير، أو السهر، أو التعرض لضربات الشمس.
4. وجود أمراض مسبقة لدى الحاج، و أدى الحج إلى تفاقمها وزيادة مضاعفاتها.
5. عدم الأخذ بالأسباب الوقائية، من الحصول على التطعيمات الموصى بها، أو الأخذ بالتعليمات الصحية المناسبة لكل حاج.
6. قلة الوعي الصحي لدى كثير من الحجاج القادمين من مناطق مختلفة.
7. التعرض لإصابات بسبب الازدحام، أو الذهاب إلي الأماكن الخطرة في الجبال، و التعرض لحوادث السير.
8. قدوم كثير من كبار السن، و الطاعنين في العمر إلي الحج؛ مما يعرضهم للأمراض، و الإصابات.
9. الأنانية لدى كثير من الحجاج، و عدم احترام حقوق غيرهم؛ مما يجعلهم يتصرفون بتصرفات تعرض غيرهم للخطر، أو الإصابة بالأمراض المختلفة.


ولذلك يفضل أن تكون هناك جهود صحية مشتركة في توعية حجاج بيت الله الحرام، تبدأ بأشهر قبل الحج، من قبل الجهات الصحية في بلادهم، بالتعاون مع السفارة في كل بلد، وتتولى الجهات الصحية في هذه البلاد، نتيجة للخبرة الصحية لديها بأحوال الحج تزويدهم بالمعلومات الصحية الكافية.

وتكون هناك جهود توعوية مكثفة من خلال وسائل الأعلام المختلفة. ولو تقوم الفضائيات العربية بدلاً من بثها برامج الغناء في مثل هذه الأوقات جزءاً من هذه الحملة التوعية بالجوانب الصحية في الحج .


الاستعدادات الصحية قبل الحج
وتشمل مجموعة من النصائح الصحية للحاج أثناء الاستعداد للحج، كما يلي:

أ. نصائح عامة:-

1. مراجعة الطبيب قبل السفر؛ للحصول على المستجدات في الإجراءات الوقائية، و التطعيمات المطلوبة، والتأكد من استقرار الحالة الصحية، والقدرة على الحج لمن لديه مرض مزمن.

2. حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض مصاب بمرض مزمن، لتسهيل عملية إسعافه في حالة إصابته –لا قدر الله– أو وجود مضاعفات للمرض، ويفضل أن تكون سوار حول المعصم.

3. حمل تقرير مفصل، يوضح التشخيص والعلاج والجرعات لكل دواء، لكل حاج لديه مرض يحتاج المتابعة والرعاية.

4. أخذ كمية كافية من الأدوية التي يستخدمها أي مريض؛ لأنها قد لا تكون متوفرة في المشاعر.


ب.التطعيمات الخاصة بالحج:-

أخذ التطعيم بفترة كافية قبل الحج أمر ضروري، لوقاية الحاج والحجاج من الأمراض. وهناك عدد من التطعيمات يوصى بأخذها قبل الحج، منها ما هو إلزامي، ومنها ما هو اختياري نلخصها في خمس نقاط كما يلي:-

أولاً: التطعيم ضد الحمى الشوكية (التهاب السحايا):-
وهو من التطعيمات التي تشترط الحكومة السعودية أخذها قبل السفر للحج. والحمى الشوكية من الأمراض المعدية الخطيرة. وتنتقل بواسطة الرذاذ المتطاير من الفم و الأنف، وتصيب أغشية المخ و النخاع الشوكي، وتؤدي غالباً إلى الوفاة -لا قدر الله- إن لم تعالج ، وقد تؤدي إلى إعاقات عصبية في حالة تأخر العلاج.

واللقاح عبارة عن جرعة واحدة (نصف ملل)، تحقن تحت الجلد. وإليك هذه النقاط المهمة المتعلقة بهذا اللقاح:-
• يستخدم التطعيم ضد جرثومة تسمى (مننجوكوكس)، وهي أشهر أسباب الحمى الشوكية و أخطرها. وهو عبارة عن تطعيم رباعي التكافؤ ACYW135 ويعطى للبالغين و الأطفال من سن سنتين و أكثر. والأطفال ما بين عمر ثلاثة شهور وسنتين يتم إعطاؤهم جرعتين من لقاح (A) بينهما ثلاثة شهور. وفي حالة عدم توفر اللقاح يعطون العلاج الواقي.

• يجب أن يتم اللقاح قبل عشرة أيام من السفر على الأقل. ويستمر مفعوله ثلاث سنوات يتم التطعيم بعدها عند السفر مرة أخرى للحج.

ثانياً: التطعيم ضد الأنفلونزا:-
وهي تصيب نسبة كبيرة من الحجاج، وتؤثر على أدائهم للمناسك، وتصيبهم بالتعب و الإرهاق العام، وقد تستمر معهم حتى بعد إكمالهم الحج. ولذلك هناك تطعيم للأنفلونزا ينصح بأخذه، ولكنه اختياري. و يتأكد أنه مطابق لتوصيات الجهات الصحية في المملكة، والتي تصدر سنوياً بهذا الخصوص.

ثالثاً: التطعيم ضد الالتهابات الرئوية:-
ويسمى لقاح (نيموكوكس)، وهو لقاح خاص لا يعطى لكل الحجاج، ولكنه يعطى للمرضى المصابين بالأنيميا المنجلية، أو الفشل الكلوي، أو نقص المناعة، أو المرضى الذين تم استئصال الطحال لديهم. كما يمكن إعطاؤه للحجاج كبار السن، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة في الكبد، أو القلب، أو الرئة.

رابعاً: التطعيم ضد الحمى الصفراء:-
ويعطى للمرضى القادمين من المناطق المنتشر فيها المرض، كالمناطق شبه الصحراوية الأفريقية، وبعض الدول في أمريكا الجنوبية.

خامساً: تطعيم الأطفال:-
يتأكد من استكمالهم للتطعيمات الأساسية ضد أمراض الطفولة الرئيسة، بالإضافة إلي التطعيمات الخاصة بالحج.
د. شاهر بن ظافر الشهري


http://www.arabsys.net/pic/zkarf/118.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 07:59 PM
http://www.arabsys.net/pic/zkarf/22.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
صحتك والحج.. غذاءك دواؤك
مصدر موقع رسالة الإسلام


في مثل هذه الأيام من كل عام، يفد إلى مكة المكرمة مسلمون من كافة أنحاء العالم لأداء فريضة الحج يربطهم الدين القويم رغم اختلاف اللغة والعادات الغذائية. ولشعائر طابعا مميزا؛ حيث تتطلب نشاطا وجهداً جسمانياً، فضلاً عن وجود بعض التغيرات التي تصاحب هذه الفترة الزمنية مثل: التغير في مواعيد تناول الطعام ونوع وكمية المتناول منه.
حاورنا أ.د. خالد بن علي المدني استشاري التغذية العلاجية بوزارة الصحة السعودية ونائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية ليحدثنا عن قواعد وأسس التغذية السلمية خلال فترة الحج.
فإلى التفاصيل:
رسالة الإسلام: ما هي أهداف التغذية خلال فترة أداء مناسك الحج؟
د. المدني: تهدف التغذية خلال فترة أداء مناسك الحج إلى تحقيق الأهداف التالية:
- توفير العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم والتي تشمل البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء وهذا يتحقق بتنويع مصادر الغذاء مع زيادة استهلاك الخضروات والفاكهة.
- تحسين مستوى التغذية للحجاج بحيث تكون كافية دون إفراط أي أن تكون بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد حسب عمره وجنسه وما يبذله من طاقة.
- تجنب حدوث التسممات الغذائية الناتجة عن تلوث الغذاء بإتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع النظافة، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان المسلم وهي أوجب ما تكون في الغذاء حيث أن كثيراً من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام أو الشرب الملوث.
رسالة الإسلام: هل يختلف غذاء الحاج في فترة الحج عن سواه من أيام العام؟
د. المدني: لفترة الحج طابع مميز حيث يتطلب أداء المناسك، كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة، جهد جسماني كبير من الحاج لذا يلزم الحاج تناول وجبات غذائية تساعده على الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم والاحتفاظ بكمية سوائل تعوض الفاقد من الجسم مع الحرص على عدم إمساك خلال فترة الحج.
رسالة الإسلام: إذن ما هي الإرشادات التي توصى بها الحجيج حتى تمدهم التغذية بما يحتاجونه لأداء المناسك بكل يسر دون تخمة أو مشاكل صحية؟
د. المدني: أوصى الحجيج بما يلي:
- تناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيداً يوفر المصدر الجيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والطاقة والألياف الطبيعية التي تجنب الفرد الإمساك.
- تناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي، أجبان، لبن) يمد الإنسان بوجبة غذائية عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم كما يوفر الوقت وجهد الطهي.
- تناول الخبز الكامل (الكامل) الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة.
- التناول المستمر للمياه والعصائر والمشروبات لتعويض ما يفقده الجسم من السوائل.
رسالة الإسلام: ما هي النصائح والإرشادات الغذائية التي يجب الالتزام بها لتجنب التسممات الغذائية الناتجة عن تلوث الغذاء أو أي مشاكل ناتجة عن التغذية؟
د. المدني: هناك العديد من النصائح والإرشادات الغذائية التي يجب إتباعها أداء مناسك الحج تشمل :
- تناول الطعام في أماكن معروفة وعدم تناوله من الباعة الجائلين في الطرقات وغسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام والتأكد دائماً من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والتربة والتأكد من نظافة المائدة ومفرشها والفوط التي توضع عليها فقد تكون مصدراً لنقل الجراثيم أو العدوى في حال عدم نظافتها وغسل الفاكهة والخضروات جيداً قبل الأكل.
- الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة غير المطهية مثل بعض الأسماك الصدفية والابتعاد عن تناول السلطات المحضرة مسبقاً من المايونيز وسلطات البيض أو الدجاج او التونة حيث تكون أكثر عرضاً للتلوث أو الفساد.
- تجنب الأطعمة التي تكون سريعة الفساد إذا تركت فترة بعد الطهي مثل الأسماك أو الدجاج أو الكبسة وتغطية الأطعمة الطازجة المطهية لحمايتها من الحشرات والأتربة وحفظ ما تبقى من الأطعمة في مكان نظيف مبرد بعيداً عن الأوساخ والحرارة.
- تناول اللبن المبستر أو المعقم المغلي جيداً، ويفضل شراء العبوات الصغيرة وعدم الاحتفاظ بالعبوة بعد فتحها.
- التأكد دائماً من أن مياه الشرب آتية من مصدر صحي وسليم وكذلك تجنب تناول الثلج المصنوع من هذه المياه، ويكون من الأفضل تناول المياه المعبأة والمشروبات التي تبيعها شركات معروفة.
- عدم تناول أي طعام غريب عن الفرد ولم يتناوله من قبل وهذا يشمل جميع الأطعمة حتى الفواكه ويمكن تناول هذا الطعام بعد أداء مناسك الحج ولكن ليس قبله فالأطعمة التي تؤكل لأول مرة قد تسبب بعض الاضطرابات الهضمية أو الحساسية الغذائية.
- التأكد من عدم ظهور آية علامات على فساد الأطعمة سواء المطهية أو الطازجة أو المعلبة.
رسالة الإسلام: هل هناك نصائح خاصة تقدمها لأصحاب الأمراض المزمنة؟
د. المدني: بصفة عامة ينصح المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرضى داء السكري أو القلب وغيرها من الأمراض ذات العلاقة بالتغذية ينصح بزيارة الطبيب المختص لوضع البرنامج الغذائي بما يتلاءم وظروف الحج وقبل التوجه للمشاعر المقدسة. ويجب على هؤلاء المرضى الحفاظ على الحمية الغذائية الموصوفة من قبل أخصائي التغذية مع تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج في مواعيدها.
رسالة الإسلام: هل تعطينا نصائح غذائية لأهم أصحاب الأمراض المزمنة؟
د. المدني: هناك بعض المرضى الذين يلزمهم برنامج غذائي خاص في فترات الحج مثل مرضى القلب فهؤلاء عليهم الالتزام بتعليمات الطبيب مثل: تقليل تناول الصوديوم والدهون والمواد الحريفة والمخللات. كما يفضل أن يتناول مريض القلب أو الضغط كمية محددة من السوائل شرط ألا يفرط في تناولها حتى لا يحدث احتقان في الرئة ما يؤدي إلى ضيق التنفس ومضاعفات صحية أخرى. وبالنسبة لمرضى الكلي، يجب على هؤلاء تناول أطعمة قليلة البروتينات والفسفور والإقلال من الملح والإكثار من شرب الماء والعصائر والخضار والفواكه وعدم الإسراف في تناول الدهون.
رسالة الإسلام: كيف يتصرف مريض السكري حال تعرضه انخفاض نسبة السكر أثناء أداء شعائر الحج؟
د. المدني: على مريض السكري الالتزام بجرعات العلاج المحددة وبتعليمات الطبيب الغذائية، وفي حال تعرض المريض إلى انخفاض نسبة السكر لأسباب عديدة مثل عدم تناول الوجبات الغذائية بانتظام، فيجب عليه تناول محلول سكري أو بعض قطع السكر مع الراحة التامة.
رسالة الإسلام: وما هو الغذاء الذي تنصحون به مرضى الكبد؟
د. المدني: يجب أن يحصل مريض الكبد على احتياجاته من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية بمقادير كافية وبنسب متزنة تفاديا لإصابته بسوء التغذية الشائعة في حالات المرض المزمنة. ويفضل تقسيم النظام الغذائي اليومي على وجبات صغيرة ومتعددة من 6 إلى 8 وجبات يوميا والإكثار من تناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات كالعسل والمربى وعصائر الفواكه والخضروات الطازجة والإقلال من تناول الأغذية الغنية بالدهون والحصول على مستحضرات الفيتامينات والأملاح المعدنية بناءا على تعليمات الطبيب المعالج.

http://www.arabsys.net/pic/zkarf/22.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 08:01 PM
http://home.no.net/anyas/anyaflower150.gif

فلاشات عن الحج
http://home.no.net/anyas/anyaflower163.gif




إليك إلهي أتيت ملبيا
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/12.swf


http://home.no.net/anyas/anyaflower164.gif

لبيك اللهم لبيك

http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/11.swf


http://home.no.net/anyas/anyaflower164.gif

لبيك يارحمن
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/10.swf


http://home.no.net/anyas/anyaflower164.gif
نسائم الحج
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/9.swf


http://home.no.net/anyas/anyaflower164.gif

خير ايام الدنيا
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/8.swf


http://home.no.net/anyas/anyaflower164.gif

الحج اشهر معلومات
http://saaid.net/flash/al7aj.swf


http://home.no.net/anyas/anyaflower164.gif


هنا تسكب العبرات
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/7.swf


http://home.no.net/anyas/anyaflower164.gif



في اطهر ارض قلبي
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/6.swf



http://home.no.net/anyas/anyaflower150.gif

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 08:01 PM
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com33.gif




http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gifصفة الحج 1 (http://saaid.net/rasael/alhaj/haj.pps)http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gif

http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gifصفة الحج2 (http://saaid.net/mktarat/hajj/hajj.pps)http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gif

http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gifصفة الحج (http://saaid.net/mktarat/hajj/heejj.pps)3http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gif

http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gifصفة الحج 4 (http://saaid.net/PowerPoint/87.pps)http://www.horalaen.com/vb/images/icons/heart1.gif


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com33.gif

انا بنت الاسلام
18 Nov 2008, 08:02 PM
رسالة إلى أهل عرفة ومزدلفة ومنى
عبدالملك القاسم

الحمد لله الذي أعان على العبادة ويسّر، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن نعم الله عز وجل كثيرة لا تعد ولا تحصى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا وأعظم النعم وأجلها نعمة الإسلام التي أكرمنا الله بها فله الحمد والشكر على منّه وفضله يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فكم على وجه الأرض من كافر حرم نعمة الإسلام؟ وكم من حسيب ووجيه؟ وكم من تاجر ورئيس أغلق دونه الباب؟ فلك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
ثم من نعمة الله عليك أيها الحاج أن أظلك برحمته ويسّر لك سبل الحج، فلم يمنعك مرض، أو قلة مال، أو خوف طريق أو غيرها من التأخير عن أداء الركن الخامس من أركان الإسلام الذي بشر النبي من أداه بقوله: { من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه } [متفق عليه].
وقال : { والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } [رواه مسلم]. فالحج ركن من أركان الإسلام، والحج أعظم الأعمال بعد الإيمان والجهاد، وهو من أفضل القربات ويهدم ما قبله.
وأبشر بيوم تقال فيه العثرة، وتغفر فيه الزلة، فقد قال : { ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة } [رواه مسلم].
فهنيئاً لك هذا الخير العظيم، وهذه النفحات الإيمانية التي تغسل أدران المعاصي والذنوب. وأوصيك بتقوى الله والإخلاص في العمل، والبعد عن الرياء والعجب، وعليك بالإنابة والإخبات والذل لربك عز وجل، واحمده على نعمة أداء هذا الركن العظيم.

وإليك وقفات يسيرة لا تغيب عن بالك:
أولأ: تذكر أنك في أيام عظيمة وهي أيام عشرة ذي الحجة، قال : { ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر } قالوا: ولا الجهاد؟ قال: { ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء } [رواه البخاري].
وسئل ابن تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟
فأجاب: ( أيام عشر ي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ).
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: ( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره ).
ثانياً: أنت في بلد الله الحرام مكة. وهو بلد تضاعف فيه الحسنات وكذلك السيئات يعظم إثمها، وقد توعّد الله عز وجل من يرد فيه الفساد بعذاب أليم، وقال تعالى: وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ قال ابن كثير رحمه الله: ( أي يهم بأمر فظيع من المعاصي الكبار ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال: { أبغض الناس إلى الله ثلاثة } وذكر منهم: { ملحد في الحرم } [رواه البخاري]. قال في فتح الباري: ( وظاهر سياق الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشد من فعل الكبيرة في غيره ).
وعن ابن مسعود مرفوعاً: ( لو أن رجلاً همّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين، لأذاقه الله عذاباً أليماً )، هذا فيمن همّ فكيف بمن عمل!
واحرص أيها المسلم على تعظيم شعائر الله فإنه جل وعلا يقول: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ .
ثالثاً: في هذا الموسم والمكان فرصة للتوبة إلى الله عز وجل، ومحاسبة النفس على تقصيرها، وخطمها بخطام العودة والإكثار من دموع الندم والتوبة، ويكفي ما امتلأت به الصحائف من الذنوب والآثام، ويكفي ما مضى من العمر، وفيه ما فيه من تفريط وغفلة.. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ).
قال مالك بن دينار رحمه الله: ( رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله، تعالى فكان لها قائداً ).
رابعاً: لقد تركت أهلك وديارك وأموالك وأولادك راغباً فيما عند الله عز وجل، فلا تضيع هذه الأوقات الثمينة، وفرّغ نفسك من لقاء الناس وكثرة الحديث، وتفرغ لأمر آخرتك، واستشعر هول المطلع وعظمة الجبار.
خامساً: لا بد أن يكون الصبر لك شعاراً ودثاراً فتجمّل به واحرص عليه، فأنت في عبادة عظيمة تصاحبها مشقة السفر ووعثائه، وقلة الزاد وضيق المركب، وكثرة الزحام وطول الطريق، فلا تتأفف ولا تتذمر، ولا تدافع من حولك، وعليك بالرفق والسكينة.
عن جابر بن عبدالله أن النبي سمع زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإبل فقال: { أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع - يعني الإسراع } [متفق عليه]. وكان يقول: { أيها الناس السكينة السكينة } [رواه مسلم]. ومن خطبة لعمر بن عبدالعزيز رحمه الله بعرفات أنه قال: { ليس السابق من سبق بعيره وفرسه، ولكن السابق من غفر له }.
سادساً: تذكر أيها الأخ المسلم أن الله عز وجل حرّم الظلم على نفسه وجعله محرماً، وحرّم إيذاء المؤمنين والمؤمنات فاحذر أن يزل لسانك بكلمة جارحه أو يدك بدفع أحدة الحجاج، أو بالاستعلاء والتكبر عليهم وإدرائهم، وابتعد عن الرفث والفسوق في الحج. قال تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ قال ابن سعدي رحمه الله:
( الرفث: هو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، خصوصاً عند النساء بحضرتهن. والفسوق: وهو جميع المعاصي ومنها محظورات الإحرام. والجدال: وهو المماراة والمنازعة والمخاصمة، لكونها تثير الشر، وتوقع العداوة، والمقصود من الحج: الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكن من القربات، والتنزه عن مفارقة السيئات، فإنه بذلك يكون مبروراً، والمبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء، وإن كانت ممنوعة في كل زمان ومكان، فإنه يغلظ المنع عنها في الحج ).
سابعاً: وأنت في هذه الأيام المباركة.. استشعر أن الوقت محدود سريع الانقضاء، فانزع إلى خير الصحب وأفضل المرافقين، وابحث عن أحرصهم على تكبيرة الإحرام وأداء النوافل وقراءة القرآن، واجعله لك معيناً ومساعداً، وليكن هو رفيق الرحلة الذي يعينك ويشد من إزرك على الطاعة والعبادة.
ثامناً: الدعاء.. الدعاء، قال : { الدعاء هو العبادة } [رواه أبو داود]. فاحرص أخي الكريم على الدعاء وأكثر منه بقلب حاضر ورجاء في الإجابة، فإن الله جواد كريم، وقد اجتمع لك المكان الطاهر والزمان الفاضل وأنت حاج مسافر.. فتحرّ فتح الأبواب وأكثر من الدعاء لخاصة نفسك ولوالديك وذريتك وادع الله عز وجل أن يجعلك من المقبولين، واجعل لأمة محمد نصيباً من الدعاء.. بأن يصلح أحوالهم، وأن يهديهم سواء السبيل.
تاسعاً: في هذا التجمع يكثر اختلاط الرجال بالنساء وعلى كل مسلم ومسلمة أن يحرص على البعد عن المزاحمة مع غضّ البصر. قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ وقال تعالى: وقل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .
قال ابن كثير رحمه الله: ( وهذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم لما حُرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرّم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعاً ).
والنبي يُذكّر علي ابن أبي طالب وهو من هو في الورع والتقى، فيقول : { يا علي، إن لك كنزاً في الجنة فلا تُتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة } [رواه أحمد]، وهذا ابن سيرين رحمه الله يقول: ( إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها.. ) فاستحضر يا من أنت في بلد الله الحرام.. عظم الذنب وقرب الرحيل، وتذكر يوماً تتطاير فيه الصحف، وتشيب فيه الولدان.
هذا وقد فتح الله لك أبواباً كثيرة للخير ومنها:
1 - الحرص على أداء الصلاة في وقتها، وعوّد نفسك أن تأتي مع الآذان فأنت في إجازة تامة من أعمال الدنيا، ومتفرّغ للطاعة والعبادة، وأعظمها بعد الشهادتين أداء الصلاة. قال : { لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لا يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه } [متفق عليه].
2 - للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلة عظيمة في الإسلام، وعدّه بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدّمه الله عز وجل على الإيمان في قوله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [آل عمران:110] وقدّمه الله عز وجل في سورة التوبة على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71] وفي هذا التقديم بيان لشان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعظم منزلته وخطر تركه. ودرجات تغيير المنكر ذكرها النبي بقوله: { من رأى منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان } [رواه مسلم].
ومجالات الأمر بالمعروف كثيرة في موسم الحج منها: إقامة الصفوف حال الصلاة، وتنبيه الغافل، وتعليم الجاهل، وإبعاد النساء عن الرجال، والأمر بالحجاب والتحذير من السفور. والمسلمة تعلّم النساء كيفية الصلاة الصححية وأحكام الطهارة، وتحذّرهنّ من البدع والشرك، وتأمرهنّ بالحجاب، وغير ذلك.
3 - الدعوة إلى الله عز وجل باب عظيم من أبواب الخير قال : { من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً } [رواه مسلم]. ويتم ذلك بتعليم الجاهل، والغافل، وتوزيع الكتب الشرعية والأشرطة الإسلامية، والدلالة على مكان الدروس والمحاضرات وغيرها كثير.
وأهيب بالإخوة الذين لديهم علم شرعي، أو ملكات أدبية المشاركة في أنشطة المخيمات، فكم اهتدى في هذه الرحلة من شخص، كما أن المشاركة تجعل الحجاج أكثر قرباً وترابطاً، وإبعاداً لهم عن القيل والقال.
4 - من أعمال الحج التي كانت معروفة قديماً إطعام الطعام خاصة في أوقات الزحام، وفي الإطعام أجر عظيم. قال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان:8] وكان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح قال : { أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة.. } [رواه الترمذي].
5 - استثمر الوقت في أنواع العبادة والطاعة، وأيام الحج قلائل فلا تضيّعها في القيل والقال والغمز واللمز ومراقبة الناس، وانتقاد الأكل والشرب والمخيم والمكيفات، بل اسمو بنفسك عن أمور الدنيا.
6 - بادر بإعانة المسنين ومساعدتهم: فإن في ذلك إحترام وتوقير لذي الشيبة ومن الرحمة بهم.
7 - توزيع الماء البارد: ( السقيا ) حيث كثرة الزحام والعطش قال : {.. ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم } [رواه الترمذي بسند جيد].
8 - الصدقة بالمال: فإن الإنفاق من أعظم القربات وأجلّ الطاعات، والآيات والأحاديث في فضل الصدقة كثيرة جداً، ومن بين هذا الجمع المبارك الفقير وأصحاب الحاجات، ففي إعطائهم سدّ لجوعتهم وتفريج لكربتهم وإغنائهم عن السؤال، حتى وإن كانت بالقليل من المال، قال : { اتقوا النار ولو بشق تمرة }، فأقرض الله عز وجل وهو غني عنك ليضاعف لك الأجر والمثوبة مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً [البقرة:245].
قال ابن القيّم رحمه الله: ( فإن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ولو كانت من فاجر، أو ظالم، بل من كافر، فإن الله يدفع بها أنواعاً من البلاء ).
9 - إشاعة السلام: في هذا التجمع الكبير وفي وسط الزحام المتتابع والحر الشديد، تكون الابتسامة طريق مودة ورحمة، ورفع للمعاناة وإظهار للترابط والتواد قال : { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم } [رواه مسلم].
10 - البشاشة والتبسم: قال : { لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق } [رواه مسلم]. وقال عبدالله بن الحارث: ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله ) [رواه أحمد]. ولا تكثر الضحك والمزاح فإنها أيام عبادة وجد لا هزل وضحك.
11 - تفريج الكرب: في السفر يحصل بعض المتاعب والمصاعب وفي إعانة المسلمين وتفريج كربهم خير عظيم قال : { ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها كربة من كرب يوم القيامة } [متفق عليه]. ومن صور تفريج الكرب إرشاد التائهين، وإيصال المنقطعين، وإعانة المحتاجين.
13 - التضحية والإيثار: لقد كان من سمات صحابة رسول الله التضحية والإيثار وتقديم إخوانهم المسلمين على أنفسهم في المأكل والمشرب، وتحمل الجهد والعناء عنهم.
13 - حسن الصحبة: للصحبة آداب يحسن بك معرفتها، فأنت في سفر، والسفر يسفر عن أخلاق الرجال. واحذر كثرة السؤال والتدقيق والتحدث في كل شيء، قال : { من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه } [رواه الترمذي].
14 - الإستئذان عند الدخول والخروج: عند الرغبة في الذهاب للحرم، أو رمي الجمرات أوغيرها، لا بد من إعلام المسؤول ليعرف وجهة كل فرد حتى يسهل ترتيب العمل، كما وأن ذلك أدعى لعدم التفرق والضياع.
15 - اجعل لك في هذه الأيام المباركة جدولاً لحفظ سور من كتاب الله عز وجل ولتكن: سورة البقرة، أو سورة الكهف، أو سورة النور مثلاً، واستعن بالله.. وسوف يفتح الله على قلبك.
16 - حافظ قدر المستطاع على نظافة المكان الذي تنزل فيه، والطريق الذي تسير فيه، ومن أوجه الصدقة إزالة الأذى عن الطريق.
17 - من آداب السفر الشرعية اتخاذ أمير في السفر قال : { إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم } [رواه أبو داود]. وهذا أدعى للاتفاق والبعد عن كثرة الآراء وتعددها.

أخي الكريم:
احذر العُجب والمباهاة بعملك، فإن الله عز وجل هو الذي وفقك وأعانك، وهو الذي هداك، فلا تعجب بعملك فإنه قليل في جنب الله عز وجل، بل استشعر عظمة خالقك وسعة مغفرته، وادعه عز وجل أن لا يكلك إلى عملك، ولا إلى نفسك طرفة عين.
احذر الرياء والسمعة عند العودة والتفاخر وإعلام الناس ليعظموك.
تجنّب أن تسوّد عملك الصالح بالمنّ والأذى، ولا تردد أقوال بعض الجهلة ( تعبنا )، ( الزحام كثير )، ( والحر شديد ) ( خسرت كذا ).. واصبر واحتسب، فالعبادة فيها مشقة وطول طريق واجتماع كبير، تحدث خلاله أمور على غير ما اعتدت عليه في بلدك.
تأمّل غربتك في مكة وهنّ أيام قلائل، ووسائل الاتصال متاحة! فكيف هي حالك في غربة القبر ووحشته؟! واعلم.. أنك تموت وحدك وتحاسب وحدك وتبعث وحدك، فاستعد لهذا اليوم وما بعده.
أكثر من الدعاء أن يتقبل الله حجك وأن يكتب أجرك وأن يثبتك على دينه حتى تلقاه.

الحال بعد العودة:
ها أنت قد حججت إلى بيت الله الحرام، وأكرمك الله عز وجل بأداء هذه الشعيرة العظيمة، وادعو الله عز وجل أن تكون قد خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، وابشّرك بحديث الصادق الذي لا ينطق عن الهوى: { ما أهلّ ـ يعني لبّى ـ مهلّ ولا كبّر مكبّر قط إلا بشّر بالجنة } [صحيح الجامع الصغير:5445].
وقال : { ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يداً إلا كتب الله بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع له درجة } [صحيح الجامع الصغير:5472].
ها قد عادت صحائفك بيضاً، فماذا الحال بعد هذا العفو والعتق؟! وهل تعيد السيرة الأولى من كثرة الذنوب والآثام؟ أم تسارع إلى ملئ الصحف بالطاعات وكثرة العبادة؟!
تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلها صواباً خالصةً لوجهه الكريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

http://www.arabsys.net/pic/wrod/9.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
19 Nov 2008, 01:01 AM
http://www.horalaen.com/vb/images/icons/icon19.gifفلاشات الحجhttp://www.horalaen.com/vb/images/icons/icon19.gif
http://www.horalaen.com/vb/images/icons/icon19.gifايام عرفه http://www.horalaen.com/vb/images/icons/icon19.gif

1http://www.horalaen.com/vb/images/icons/icon19.gif
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/15.swf
2http://www.horalaen.com/vb/images/icons/icon19.gif
http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/13.swf
3http://www.horalaen.com/vb/images/icons/icon19.gif

http://saaid.net/mktarat/hajj/flash/14.swf

انا بنت الاسلام
19 Nov 2008, 01:50 AM
رسالة إلى العاملين في خدمة الحجاج
عبدالملك القاسم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وسلم أجمعين أما بعد.
فهذه وريقات قليلة كتبها أخ محب لك.. يرى في وجهك نور الإسلام ويلمح بين جنبيك محبة هذا الدين.. وقد جعلها لك في عدة وقفات آملاً أن تكون لك في كل وقفة قراءة وتأمل لتنهل من نهر عذب رقراق من كلام الله عز وجل وكلام رسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:

الوقفة الأولى:

احمد الله عز وجل أن جعلك مسلماً وهداك لهذا الدين، فكم من كافر في هذه الدنيا مصيره العذاب والخزي في الدنيا والآخرة. ونعمة الإسلام نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده، 0( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ) [الحجرات:17]. فاللهم لك الحمد على نعمك وآلائك التي لا تحصى ولا تعد.

الوقفة الثانية:

أنت في بلد تهوي إليه قلوب المسلمين وتتطلع إلى زيارته بشوق ولهفة.. بعض المسلمين يحرم نفسه لذة الأكل ويقتطع من قيمة وجبته اليومية لمدة سنوات حتى يجمع مبلغاً يسيراً يعينه على السفر إلى الحج حتى تطأ قدمه أرض هذه البلاد المباركة.. فإذا وطئت أرض هذه البلاد بعد سنوات من الترقب كنت أنت أول من يراه.. فكيف أنت في عينيه من قبل؟!
أنت في عينيه حفيد الصحابة والتابعين من نشأ بهذه البلاد بجوار الكعبة والمشاعر المقدسة ولو أمهلته لقبّل رأسك محبةً لأولئك وأحفادهم. أرأيت أين أنت في عيون الآخرين؟! أنت في مكان عليّ أنزلك الله إياه لينظر كيف تصنع، وماذا أنت فاعل؟

الوقفة الثالثة:

بذلت هذه الدولة ـ وفقها الله ـ وأنفقت بسخاء لتوفير الأمن والطمأنينة، وسهلت الطريق، وأقامت الأنفاق، وأنشأت مشاريع المياه، وغير ذلك مما تعلمه أنت قبلي ويعلمه القاصي والداني.. كل ذلك خدمة لمن قدم لهذه الديار.. فأكرمتهم قدر ما تستطيع وأزالت عن كاهلهم العناء والمشقة.. وبقيت أنت إشراقة متلألأة في وجه هذه الإنجازات.. وعلماً فوق تلك الطموحات.. فأنت محط الآمال وأنت نظر العين.. فماذا سوف تقدم لأولئك القادمين إلى رحاب الله ملبين النداء طائعين متذللين قطعوا الفيافي والقفار والسهول والبحار وعانوا من المشقة والأسفار.. ها هم أمامك صبي صغير، وشاب فرح، وعجوز هرم أنهكته السنون فاحدودب ظهره وارتعشت أطرافه وثقل كاهله، فأرهم من نفسك خيراً.
كان كفار قريش يكرمون وفادة الحجيج ويحسنون ضيافتهم وهم كفار، والآن ترحب جميع الدول بزائريها طمعاً في الربح المادي والسمعة الحسنة.. هذا وهم بلاد فساد وبؤرة استغلال.. فهذا مرشد يدل على الآثار وآخر قائد طريق.. فلا يكن ـ أيها الحبيب ـ غير المسلم خيراً منك وأحسن خلقاً وأوسع صدراً ولا يكن من همّه المادة أحسن تعاملاً.. فأنت تبحث عن الاخرة أما الدنيا فقد أتت إليك بحذافيرها وقد جمع الله لك من أطرافها ونالك منها الشيء الكثير.
وستسألني كيف يكون التعامل في أبهى حلله وأنصع صوره، وماذا تريد منا شباب الحرمين؟! وسوف أجيبك في وجازة وعلى عجالة:
أولاً: عليك بتجريد الإخلاص لله عز وجل فيي كل أعمالك صغيرها وكبيرها وسرها وعلانتيها، قال الله جل وعلا: ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [البينة:5] وغيرها من الآيات التي مرت عليك في مراحل دارستك المبكرة فالإخلاص نبراس العمل ومادته ومحركه.
ثانياً: ليهنك الفرح والدوام على استمرار خدمة الحجاج بدون فتور ولا كسل، فأنت تخدم من أتى الله طائعاً عابداً ملبياً.. فأنت تخدم أهل العبادة.. ولا عجب في ذلك فأنت بالأمس كنت تخدم الصوام في رمضان طائعاً مختاراً.. فلا تتأخر عن خدمة الحجاج وتيسير أمورهم فربما تنالك دعوة من أحدهم لا تشقى بعدها أبداً واجعل لك نصيباً من حديث الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله } [رواه الترمذي].
ثالثاً: أنت في مكان فاضل وأشهر فاضلة، فقد جمع الله لك فضل الزمان وفضل المكان وفضل المخدوم.. إنها فرصة لتضاعف حسناتك وترفع درجاتك.. ألست ترجو بالصلاة والزكاة ذلك؟! ها أنت في ميدان من ميادين العبادة إذا أخلصت ذلك لله عز وجل.. والأدلة الشرعية تدل على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل.. وكذلك يَعظُم إثمها فالله الله في تلك الأماكن والأيام، وابتعد عما يغضب الله عز وجل، فأنت في مكان يعظم فيه الإثم، وقد توعّد الله عز وجل من يرد فيه الفساد بعذاب أليم فقال تعالى: (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) [الحج:25]. قال ابن كثير رحمه الله: ( أي يهم بأمر فظيع من المعاصي الكبار )، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { أبغض الناس إلى الله ثلاثة } وذكر منهم { مُلحد في أرض الحرم } [رواه البخاري]، قال ابن حجر في الفتح: ( وظاهر الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشد من فعل الكبيرة في غيره ) وعن ابن مسعود http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif مرفوعاً: { لو أن رجلاً همّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين، لأذاقه الله عذاباً أليماً } هذا فيمن همّ، فكيف بمن عمل!
رابعاً: كثير من العاملين إذا علم أن هناك كاميرات مراقبة في المكان الذي يعمل به جد واجتهد وثابر وصبر خوفاً من عقاب المسؤلين أو مساءلتهم، ونسى الأخ الحبيب أن الله عز وجل مطلع على الكبير والصغير في الخلوة والجلوة ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) [غافر: 19] فعليك استشعار عظم الأمانة والمسؤلية وتقوم بأدائها بما يرضي الله عز وجل أولاً ثم المسؤلين.
خامساً: سنوات وهؤلاء الحجاج يتلهفون لزيارة هذا البلد وأداء مناسك الحج ورؤية أبناء هذه البلاد.. فهل أنت من الأحفاد الصالحين الذين يسر العين رؤيتهم، أم أنت ممن ضيّع حدود الله وفرّط فيها.. ولا أخالك أيها الحبيب وقد علمت مكانتك عند القادمين إلا ذلك الحفيد الذي يرفع الرأس مظهراً وسلوكاً وحسن تعامل.
سادساً: في زحمة العمل وكثرة القادمين يغيب عن الكثير التجمل بالابتسامة التي هي مدخل للقلوب ومفتاح للنفوس وهي فوق ذلك عمل يؤجر عليه المسلم { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } فمن أولى من هؤلاء بوجه طليق يزيل عنهم مشقة الطريق وعناء السفر.. فلا تبخل بتلك الابتسامة التي لن تخسر في جعلها علامة على شباب هذه البلاد.. بل احرص عليها واتبعها الخدمة والتودد لكبار السن وإعانتهم وتسهيل أمورهم.. واعطف عليهم وارحم صغيرهم وأعن شيخهم وكبيرهم وليكن لك نصيب من حديث الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { اللهم من ولي أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به } [رواه مسلم].. فاللهم ارفق بنا وتجاوز عن سيئاتنا.
سابعاً: تذكر أيها الحبيب المبارك أن الله حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً.. وحرم إيذاء المؤمنين والمؤمنات.. فاحذر أن يزل لسانك بكلمة جارحة، أو يدك بدفع أحد الحجاج، أو بأي نوع من أنواع الإيذاء، وأنت تعلم أن الله حرم إيذاء الحيوان، فكيف بإنسان مسلم أو شيخ كبير طاعن في السن.. وتخيل أن أباك أو أمك يعاملون في دولة أخرى معاملة قاسية وسيئة!!
ثامناً: لا بد أن يكون الصبر لك رداء وكساء ودثاراً فتجمل به واحرص عليه.. فأنت في مكان سوف ترى من القادمين جهلاً وعدم معرفة وتساؤلاً طويلاً.. فاحلم واصبر ولا تغضب ولا تقابل الجهل بالجهل والإساءة بالإساءة.. ولكن عليك بقول الله عز وجل واجعله شعارك في ذلك: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [الأعراف:199].
تاسعاً: عوّد لسانك الكلمة الطيبة والدعوة الصادقة.. فالناس تسمع منك الكلمة وتطير بها الركبان.. فهذا دعا لنا وهذا قال كلمة طيبة.. فماذا يضيرك إذا رددت الأدعية التي تفرح النفس.. جزاك الله خيراً.. رفع الله درجتك.. أدخلك الله الجنة.. تقبل الله حجك وغيرها مما تردده على لسانك وتعوده نفسك.. فجزاك الله خيراً أيها الحبيب على هذه الرحمة والرأفة بأمة قدمت قاصدة أداء شعيرة الحج.. ولا تنس أن تبدأهم بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عاشراً: سأغبطك على كثرة تنوع أنواع العبادات في يومك.. فهذا تهديه كلمة طيبة، وآخر تدعو له، وثالث ترشده إلى أين يذهب، ورابع تدله على مكان الفتوى وخامس تحمل له حقيبته، وهكذا تتقلب في أنواع العبادة طوال يومك.. تقبل الله منا ومنك.
الحادي عشر: أنت في هذا المكان تمثل الشاب المسلم حفيد الصحابة والتابعين، وتمثل مجتمع هذه البلاد وتمثل دولة مسلمة طالما تلهف الجميع إلى رؤية شبابها ورجالها.. فعليك بالحرص على المظهر الإسلامي في زيك وملبسك وحديثك وتعاملك.. واجعل الفرح موصولاً لهؤلاء الذين قدموا ليروا شباب هذه البلاد.. ونعم هم خير شباب، وخير خلف لخير سلف.. ولا تكن ذلك الآخر الذي لم يرفع لأمته رأساً.. همه السباب والشتام وتضييع العمل.. فأثر المعاصي على وجهه، وشؤم المعصية يحيط به.. فأنت تمثل ديناً ودولة وشباباً.. أرأيت عظم المسؤلية.
أربأ بك أيها الحبيب أن يكون المرشد السياحي أو موظف الجوازات في دولة أخرى خيراً منك تعاملاً وأحسن خلقاً وأكثر بشاشة.
أخي الحبيب.. لتهنك أمة الإسلام فهي قادمة إليك لأداء شعيرة عظيمة في أشهر عظيمة ومكان عظيم.. جعل الله لك من الخير أتمه وأكمله وبوأك ظلال الجنة.
http://www.arabsys.net/pic/wrod/18.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

يا ابن الإسلام:

قبل أن تنتهي من رسالتي هذه انظر حولك.. ها هم وفود الرحمن قد أقبلوا من كل حدب وصوب.. ما نؤمله منك أكثر مما كتب، وما نرجوه أكبر.. فعليك بهذه الفرصة التي بين يديك، فجدد الإخلاص والنية لله عز وجل.. واسع إلى عملك، وكن ذلك الحفيد الذي تقر به الأعين وتهنأ به النفوس.. ولا تدع هذه المانسبة العظيمة تفوت عليك فربما في العام القادم لن ترى وجهاً لحاج.. فكم من زملائك في العام الماضي لم نرهم هذا العام قد غيبهم الموت أو أبعدهم المرض أو أخذتهم الدنيا في دروب أخرى.
فشمّر عن ساعد العمل واتكل على الله وابدأ باسم الله.
أصلح الله نيتك وأقرّ بك أعين المسلمين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

http://www.arabsys.net/pic/wrod/18.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

انا بنت الاسلام
19 Nov 2008, 01:52 AM
أقدم لكم مجموعة من الأناشيد

بسم الله نبدأ



(أناشيد عن الحج )






(1)

يا حجاج بيت الله

للمنشد / سمير البشيري

(2)
لبيك
للمنشد / عمر الضحيان







(3)

يارب تقبل حجة اللي يحجون

للمنشد / سمير البشيري

(4)
موسم الحج
للمنشد / أبو عابد

(5)
يا راحلين إلى منى
للمنشد / صلاح الهاشم







(6)

لبيك

للمنشد / محمد العزاوي

(7)
مالك الملك أتيت
للمنشد / محمد العزاوي

(8)
ركب الهدى سارا
للمنشد / محمد العزاوي

(9)
الحجة الكبرى
للمنشد / محمد المرشود

(10)
أهلا بمن زار الحرم
للمنشد / حسن علوان
هـنا

http://www.islamway.com/?iw_s=Nashee...ngstape_id=209 (http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view&songstape_id=209)

انا بنت الاسلام
19 Nov 2008, 02:30 AM
تواقيع الحج والعمرة (http://www.arabsys.net/islamsignature/index.php?signature=haj)





http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/1.gif




http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/2.gif




http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/3.gif




http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/4.gif
http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/5.gif



http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/6.gif
http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/7.gif



http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/8.jpg




http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/9.jpg


http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/10.jpg

http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/11.jpg



http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/12.jpg



http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/13.gif


http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/14.gif


http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/15.gif


http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/16.gif



http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/17.gif


http://www.arabsys.net/islamsignature/haj/18.gif
من تجوالي

انا بنت الاسلام
19 Nov 2008, 02:55 AM
من تصميمي عن الحج ...
http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?p=185977#post185977 (http://www.ala7ebah.com/upload/showthread.php?p=185977#post185977)

تاج الوقار
24 Nov 2008, 08:11 AM
رائعة اخيه

بارك الله فيكِ

جميلة التصاميم ورائع ان نخدم الدعوة بهذه الطريقة

انا بنت الاسلام
25 Nov 2008, 11:16 PM
أسعدني تواجدك أخيتي ..

أميرة الملتقى
25 Nov 2008, 11:51 PM
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
جهد رائع ..

انا بنت الاسلام
26 Nov 2008, 06:59 AM
أسعدني تواجدك أخيتي ..
..اتمنى ينقل في منتدى الحج ..