المخيلدي
13 Nov 2008, 07:10 PM
كيفية جمع الله جل وعلا للمؤمنين بين الخوف والطمأنينة قال :
يقول ربنا : (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) يوجد خوف ويوجد طمأنينة ، والعجب أن الله في القرآن أثبتهما وهما متعارضان في أولياءه ، قال جل وعلا : (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) والوجل هو الخوف ، وقال في آية أخرى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فأثبت لهم الطمأنينة ، وفي آية أخرى كما بينا سابقا أثبت لهم الخوف ، ومعلوم أن الطمأنينة والخوف لا يجتمعان فكيف يقال هنا ؟ الجواب عن هذا أن قلوبهم تطمئن لما في ذكر الله من التوحيد وإشاعة المعرفة به جل وعلا ، والإنسان كلما كان عليما حقا بأسماء ربه وصفاته رُزق الطمأنينة ، فمن أين يأتي الخوف ؟ يأتي الخوف من أنه يخافون من أمرين :
1.يخافون من أن لا يثبتوا على الدين .
2.يخافون أن لا يتقبل منهم الأعمال الصالحة .
فأما الدليل عن خوفهم أن لا يثبتوا دل عليه قول الله : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ * رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) فقوله تبارك اسمه وجل ثناؤه : (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) دليل على أنهم يخافون من الزيغ بعد الرشاد ومن الضلالة بعد الهدى ، مع أن الله سماهم في الأول قال : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) هذا الأولى .
وأما الثانية فدليلها قول الله – عدم القبول - : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) جاءت مفسرة في الحديث الرجل يصلي ويصوم ويخاف أن لا يتقبل منه ، لكن الإنسان إذا دنى ساعة الاحتضار ينبغي أن يكون على يقين من صدق وعد الله ، قال ربنا : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ) المطمئنة هي المصدقة بوعد الله ، وإذا دنى الأجل يغلب الرجاء ، ويكون على يقين بصدق وعد رب العالمين جل جلاله ، فالمقصود من هذا أن الإنسان يكون مطمئنا إذا كان مصدقا بوعده ربه تبارك وتعالى .
هنا يقول الله للقرشيين (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) كان شيخنا العثيمين يقول : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) فيقف أكمل حتى إذا وصلنا لا يفهم أن " الذي " الموصول عائدة على "البيت " وإنما فصلها يشعر بالاستقلال ، يعني الله الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، هذا الخوف الذي آمن الله جل وعلا قريش منه هو أمن دنيوي مجمله أن لا يتسلط عليهم غيرهم (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) لكن لأن الذي يرقبه المؤمن وإن كان هذا الأمر في الدنيا مطلوب لكن الأمن الذي يرقبه المؤمن الأمن يوم الوعيد، وإن الناس على أرض المحشر لا بد أن يغشاهم الخوف والأمن وإنما يأمن في الآخرة من كان على خوف من الله في الدنيا ويخاف في الآخرة من كان على آمن من الله ، لم يبالي بآياته ولم يتعظ بآياته ولم يرقب ما يرى من الكون مما يدل على عظمة ربه تبارك وتعالى ، فقول ربنا : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) هو نداء جاء متلبس بذكر النعمة جليلة شاهدة بينة لمجتمع القرشي وهي أنه لا مناص لهم من أن يعبدوا ربهم تبارك وتعالى الذي أحلهم هذا المقام وأنزلهم في الناس تلك المنزلة وجعل لهم حرم آمن ، مع أن ديارهم ديار فقر مع ذلك أطعمهم وديارهم ديار خوف مع ذلك آمنهم ، ولا يقدر على هذا إلا الله والله يقول : (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) .
يقول ربنا : (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) يوجد خوف ويوجد طمأنينة ، والعجب أن الله في القرآن أثبتهما وهما متعارضان في أولياءه ، قال جل وعلا : (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) والوجل هو الخوف ، وقال في آية أخرى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فأثبت لهم الطمأنينة ، وفي آية أخرى كما بينا سابقا أثبت لهم الخوف ، ومعلوم أن الطمأنينة والخوف لا يجتمعان فكيف يقال هنا ؟ الجواب عن هذا أن قلوبهم تطمئن لما في ذكر الله من التوحيد وإشاعة المعرفة به جل وعلا ، والإنسان كلما كان عليما حقا بأسماء ربه وصفاته رُزق الطمأنينة ، فمن أين يأتي الخوف ؟ يأتي الخوف من أنه يخافون من أمرين :
1.يخافون من أن لا يثبتوا على الدين .
2.يخافون أن لا يتقبل منهم الأعمال الصالحة .
فأما الدليل عن خوفهم أن لا يثبتوا دل عليه قول الله : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ * رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) فقوله تبارك اسمه وجل ثناؤه : (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) دليل على أنهم يخافون من الزيغ بعد الرشاد ومن الضلالة بعد الهدى ، مع أن الله سماهم في الأول قال : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) هذا الأولى .
وأما الثانية فدليلها قول الله – عدم القبول - : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) جاءت مفسرة في الحديث الرجل يصلي ويصوم ويخاف أن لا يتقبل منه ، لكن الإنسان إذا دنى ساعة الاحتضار ينبغي أن يكون على يقين من صدق وعد الله ، قال ربنا : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ) المطمئنة هي المصدقة بوعد الله ، وإذا دنى الأجل يغلب الرجاء ، ويكون على يقين بصدق وعد رب العالمين جل جلاله ، فالمقصود من هذا أن الإنسان يكون مطمئنا إذا كان مصدقا بوعده ربه تبارك وتعالى .
هنا يقول الله للقرشيين (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) كان شيخنا العثيمين يقول : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) فيقف أكمل حتى إذا وصلنا لا يفهم أن " الذي " الموصول عائدة على "البيت " وإنما فصلها يشعر بالاستقلال ، يعني الله الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، هذا الخوف الذي آمن الله جل وعلا قريش منه هو أمن دنيوي مجمله أن لا يتسلط عليهم غيرهم (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) لكن لأن الذي يرقبه المؤمن وإن كان هذا الأمر في الدنيا مطلوب لكن الأمن الذي يرقبه المؤمن الأمن يوم الوعيد، وإن الناس على أرض المحشر لا بد أن يغشاهم الخوف والأمن وإنما يأمن في الآخرة من كان على خوف من الله في الدنيا ويخاف في الآخرة من كان على آمن من الله ، لم يبالي بآياته ولم يتعظ بآياته ولم يرقب ما يرى من الكون مما يدل على عظمة ربه تبارك وتعالى ، فقول ربنا : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) هو نداء جاء متلبس بذكر النعمة جليلة شاهدة بينة لمجتمع القرشي وهي أنه لا مناص لهم من أن يعبدوا ربهم تبارك وتعالى الذي أحلهم هذا المقام وأنزلهم في الناس تلك المنزلة وجعل لهم حرم آمن ، مع أن ديارهم ديار فقر مع ذلك أطعمهم وديارهم ديار خوف مع ذلك آمنهم ، ولا يقدر على هذا إلا الله والله يقول : (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) .