المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أقوال الحسن البصري رحمه الله



همي الدعوه
05 Nov 2008, 01:49 PM
من أقوال الحسن البصري رحمه الله


كان يقول : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا. فقال: لا أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدرياً، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.

قال حمزة الأعمى: وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك. ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار.

وعن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي.
روى الطبراني عنه أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك.

وجاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)، فقال: قيدتك خطاياك. وجاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: لا، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته.

طريق الإيمان

العزة للاسلام
06 Nov 2008, 04:32 AM
جزاك الله خيراً ابو محمد

ابو ريتاج
06 Nov 2008, 08:55 AM
جزاك الله خير
نفع الله بك

فاعل خير.
06 Nov 2008, 03:02 PM
من أقوال الحسن البصري رحمه الله

عن أبي عبيدة سعيد بن رزين قال :
سمعت الحسن يعظ أصحابه يقول : إن الدنيا دار عمل ,
من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها , سعد بها و نفعته صحبتها ,
و من صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها , شقي بها و أجحف بحظه من الله عز و جل , ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه ,
و لا طاقة له به من عذاب الله , فأمرها صغير ,
و متاعها قليل , و الفناء عليها مكتوب , و الله تعالى ولي ميراثها
, و أهلها محولون , فاحذروا ــ و لا قوة إلا بالله ــ ذلك الموطن
, و أكثروا ذكر ذلك المنقلب , و اقطع يا ابن آدم من الدنيا أكثر همك , أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خلقت له من نفسك , و يزيغ عن الحق قلبك , و تميل إلى الدنيا فترديك , و تلك منازل سوء بيٍّنٌ ضرها , منقطع نفعها , مفضية و الله بأهلها إلى ندامة طويلة و عذاب شديد , فلا تكونن يا ابن آدم مغترا , و لا تأمن ما لم يأتك الأمان منه , فإن الهول الأعظم و مفضعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتى الآن , و لا بدّ من ذلك المسلك و حضور تلك الأمور , إما يعافيك من شرها و ينجيك من أهوالها , و إما الهلكة , و هي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب , فلذلك فأعدد , و من شرها فاهرب , و لا يلهينك المتاع القليل الفاني , و لا تربص بنفسك فهي سريعة الإنتقاص من عمرك فبادر أجلك , و لا تقل غذا , فإنك لا تدري متى إلى الله تصير

فاعل خير.
06 Nov 2008, 03:07 PM
ســــــــــــــــيرته:

الإمام الحسن البصري

إنه الحسن بن أبي الحسن يسار، الإمام شيخ الإسلام أبو سعيد البصري المشهور
بالحسن البصري، يقال: مولى زيد بن ثابت، ويقال: مولى جميل بن قطبة.
كانت أمه خيرة مولاة أم سلمة ..

ولد بالمدينة وشب في كنف علي بن طالب, وحفظ القرآن في خلافة عثمان.
سكن البصرة ، استكتبه الربيع بن زياد الحارثي والي خراسان في عهد معاوية .

كان إمام أهل البصرة وحبر الأمة في زمنه, وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء النساك
وهو من كبار التابعين .

لم يدرك النبي وإنما كان على درجة من الفطنة والزكاة، والخشية والإنابة والعقل والورع ،
والزهد والتقوى ما جعله يشبه الصحابة الكرام بل قال عنه علي بن زيد لو أدرك أصحاب
رسول الله وله مثل أسنانهم ما تقدّموه .

وهو علم من أعلام الصالحين وإماماً من أئمتهم ورجلاً من رجالتهم، ما إن يذكر اسمه
إلا ويذكر الزهد – وما إن يذكر الزهد إلا ويذكر اسمه ، رجل هو الزهد، والزهد هو.

قال عنه أحد العلماء: كان جائعاً عالماً عالياً رفيعاً فقيها ثقة مأموناً عابداً ناسكاً
كبير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً.

قال عنه أحد الصحابة: لو أنه أدرك أصحاب رسول الله لاحتاجوا إلى رأيه.

كانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة زوج النبي وكان مولده قبل نهاية خلافة أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب بسنتين.

كانت أمه وهو صغير تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، وكان في جملة من دعا له
عمر بن الخطاب ، قال: اللهم فقهه في الدين، وحببه إلى الناس.
فكان الحسن بعدها فقيهاً وأعطاه الله فهماً ثابتاً لكتابه وجعله محبوباً إلى الناس.

لازم أبا هريرة وأنس بن مالك وحفظ عنهم أحاديث النبي،
فكان كلما سمع حديثاً عن المصطفى ازداد إيماناً وخوفاً من الله.

إلى أن أصبح من نساك التابعين ومن أئمتهم ومن وعاظهم ودعاتهم، وصار يرجع إليه في
مشكلات المسائل وفيما اختلف فيه العلماء، فهذا أنس بن مالك ، سُئل عن مسألة فقال:
سلوا مولانا الحسن، قالوا: يا أبا حمزة نسألك، تقول: سلوا الحسن؟ قال: سلوا مولانا الحسن.
فإنه سمع وسمعنا فحفظ ونسينا.

قال أنس بن مالك أيضاً: إني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين:
الحسن البصري ومحمد بن سيرين.

وقال قتادة: وما جالست رجلاً فقيهاً إلا رأيت فضل الحسن عليه، وكان الحسن مهيباً يهابه
العلماء قبل العامة، قال أيوب السختياني: كان الرجل يجالس الحسن ثلاث حجج (سنين)
ما يسأله عن مسألة هيبة.

وكان الحسن البصري إلى الطول أقرب، قوي الجسم، حسن المنظر، جميل الطلعة مهايباً.

قال عاصم الأحول: قلت للشعبي: لك حاجة؟ قال: نعم، إذا أتيت البصرة فأقرئ الحسن مني
السلام، قلت: ما أعرفه، قال: إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك وأهيبه
في صدرك فأقرئه مني السلام، قال فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن والناس حوله
جلوس فأتاه وسلّم عليه.

وكان الحسن صاحب خشوع وإخبات ووجل من الله، قال إبراهيم اليشكري:
ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة.

وقال علقمة بن مرثد: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، فأما الحسن بن أبي الحسن البصري.
فما رأينا أحداً من الناس كان أطول حزناً منه.

وكان يقول أي الحسن: نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا،
فقال: لا أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله
فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدرياً، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا
ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.

قال مطر الوراق: الحسن كأنه رجل كان في الآخرة ثم جاء يتكلم عنها، وعن أهوالها.
فهو بخبر عما رأي وعاين.

وقال حمزة الأعمى: وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي
فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟
يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك.

ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار.

وقال حكيم بن جعفر قال لي من رأى الحسن: لو رأيت الحسن لقلت:
قد بث عليه حزن الخلائق، من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج.

قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز،
كأن النار لم تخلق إلا لهماً.

وعن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي.

وكان الحسن البصري صاحب مواعظ وتذكير، ولكلامه أثر في النفوس وتحريك للقلوب.

قال الأعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها.

وكان أبو جعفر الباقي إذا ذكره يقول: ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء.

- ومن كلامه رحمه الله :
روى الطبراني عنه أنه قال: إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة حتى خرجوا
من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة. يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله،
وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة،
يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك.

عن حميد قال: بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى أرعدت منكباً ثم قال:
لو أن بالقلوب حياةً، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكتكم من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة
تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية ولا عين باكية
من يوم القيامة.

وجاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)،
فقال: قيدتك خطاياك.

وجاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا،
ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: لا، فقال:
كفاك أن حرمك الله مناجاته.

وكان يقول: من علامات المسلم قوة دين، وجزم في العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم،
وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة (جوع) وإحسان في قدرة،
وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة.
لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه،
ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نغيته.

وقال له رجل: إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً(أي يتصيدون الأخطاء).
فقال: هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطعمتها في النجاة من النار،
فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس لم يرضوا
عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم ؟

وسُئل الحسن عن النفاق فقال: هو اختلاف السر والعلانية، والمدخل والمخرج،
ما خافه إلا مؤمن (أي النفاق) ولا أمنة إلا منافق، صدق من قال: إن كلامه يشبه كلام الأنبياء.

رحم الله الإمام الحسن البصري فلقد توفي وعمره 88 سنة عام عشر ومائة في شهر رجب.

نفع الله بك أخي على الموضوع المميز