أم حذيفة
14 Oct 2008, 08:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبر رسول الله ليس في المسجد
كنا في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذهبنا للصلاة في المسجد النبوي الشريف، ومعنا أخٌ لنا عنده نوع من التشدد والحرص، فقال:
إنه لا تجوز الصلاة في مسجد فيه قبر، فامتنع أن يصلي معنا، فأشكل ذلك علينا، فنطلب الإيضاح؟
مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس فيه قبر، الرسول قبر في بيته -عليه الصلاة والسلام-، ولم يقبر في المسجد،
وإنما قبر في بيته -عليه الصلاة والسلام- في بيت عائشة، ولكن لما وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في ذلك الوقت في آخر المائة الأولى أدخل الحجرة في المسجد من أجل التوسعة،
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحباه لم يزالوا في بيت عائشة وليسوا بالمسجد، وبينهم وبين المسجد الجدر القائمة والشبك القائم،
فهو في بيته -صلى الله عليه وسلم- وليس في المسجد،
وهذا الذي قال هذا الكلام جاهل لم يعرف الحقيقة ولم يعلم الحقيقة،
فالواجب على المؤمن أن يفرق بين ما أباح الله،
وبين ما حرم الله،
فالمساجد لا يدفن فيها الموتى، ولا تقام على الموتى،
ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس من هذا القبيل، بل هو -صلى الله عليه وسلم-
دفن في بيته في بيت عائشة خارج المسجد، شرقي المسجد،
ثم لما جاءت التوسعة أدخله الوليد في المسجد، أدخل الحجرة،
وقد أخطأ في ذلك، يعفو الله عنا وعنه، لكن المقصود أن هذا ليس فيه حجة من البناء على القبور،
أو قبر في المساجد كل هذا خطأ.
الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
قالت: عائشة يحذر ما صنعوا.
يعني يحذر من عملهم،
وهكذا روى أبو هريرة بإسناد صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)،
وهكذا روى مسلم في الصحيح عن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
أنه قال: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)،
فكرر النهي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الباب من اتخاذ المساجد على القبور،
فوجب على أهل الإسلام أن يتجنبوا هذا،
وليس في عمل الناس الذين فعلوا ما فعلوا من البناء على القبور ليس في عملهم حجة،
بل هم قد أخطأوا وغلطوا في هذا، فكل من بنى على القبور واتخذ عليها المساجد فقد غلط وخالف السنة،
والواجب على ولاة الإسلام وعلى أمراء المسلمين وحكامهم أن يمنعوا الناس في جميع الدول الإسلامية، يمنعوهم من البناء على القبور، وأن يهدموا ما كان عليها من البنايات،
وأن تبقى قبورهم ضاحية، كما كانت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وعهد أصحابه، مثل البقيع وغيره،
فلا يبنى على القبور، ولا يتخذ عليها قباب ولا مساجد،
وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال:
(نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها)
فالمصطفى -عليه الصلاة والسلام- نهى عن تجصيص القبر، وعن القعود عليه، وعن البناء عليه،
لا قبة ولا غيرها، فالواجب على أهل الإسلام إينما كانوا أن يتجنبوا هذا الأمر، وأن ينفذوا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يبنوا على القبور لا قبة ولا مسجداً ولا غير ذلك،
بل تبقى ضاحية، ترفع عن الأرض قد شبر، وعليها النصائب عند الرأس وعند الرجل، حتى يعرف أنها قبور، كما فعل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه دفن في حجرته -صلى الله عليه وسلم-
ورفع عن الأرض قدر شبر،
وحصب بالطحاء، ولم يبن عليه، بل دفن في بيته هناك لئلا يتخذ قبره مسجداً، لئلا يغلى فيه -عليه الصلاة والسلام-،
فالصحابة دفنوه هناك حماية له وصيانة له عن أن يتخذ قبره مسجداً -عليه الصلاة والسلام-.
ولما أدخله الوليد أدخل الحجرة في المسجد ظن بعض الناس أن هذا يدل على جواز البناء على القبور واتخاذها مساجد،
وهذا غلط، هذا ليس من عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنه من عمل الوليد في إدخاله الحجرة،
فالنبي دفن في بيته ليس في المسجد -عليه الصلاة والسلام- ولم يقبر في المسجد،
وإنما قبر في بيته -صلى الله عليه وسلم-،
وهكذا صاحباه أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- دفنا معه في بيت عائشة -رضي الله عنها-،
ينبغي أن يعلم هذا، وينبغي أن لا يغتر أحد بهذا الأمر، بل يجب أن يكون المؤمنون والعلماء على بصيرة بهذا الشيء،
وأن يوضحوا للناس هذا الأمر، يجب على العلماء والدعاة إلى الله في كل مكان يوضحوا للناس هذا الأمر، وأن يعلموهم أن البناء على القبور أمر لا يجوز،
وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يدفن في المسجد، وإنما دفن في بيته في بيت عائشة، فعله الصحابة -رضي الله عنهم- حماية له، ولئلا يتخذ قبره مسجداً،
كما قالت عائشة -رضي الله عنها-.
وأما الحكم فهو تحريم البناء على القبور، وتحريم اتخاذ المساجد عليها،
وتحريم الدفن في المساجد، كل هذا ممنوع، لأنه وسيلة إلى الغلو في الأموال واتخاذهم آلهة من دون الله وعبادتهم،
ولهذا نهى الرسول عن هذا -عليه الصلاة والسلام-،
وأبدأ وأعاد لأن اليهود والنصارى غلوا في أنبيائهم وبنو عليهم مساجد واتخذوا قبورهم آلة تعبد،
ولهذا في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن أم سلمة وأم حبيبة -رضي الله عنهما-
ذكرتا للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنهما رأيا كنيسة في أرض الحبشة، يقال لها مارية ورأتا ما فيها من القبور والتصاوير فقال -عليه الصلاة والسلام-:
(أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور)،
قال -عليه الصلاة والسلام-: (أولئك شرار الخلق عند الله)
أخبر أن هؤلاء الذين يبنون على القبور هم شرار الخلق،
وهكذا في حديث ابن مسعود يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إن من شرار الناس من يتخذون المساجد على القبور)،
فينبغي للأمة أن تعلم هذا،
وأن تنفذ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن لا يتخذوا على القبور مساجد ولا قباباً ولا أبنية ولا غير ذلك،
والواجب على أهل العلم وعلى الدعاة إلى الله -عز وجل-
أن يوضحوا هذا الأمر للناس، وأن ينشروه بين الناس، حتى تزول هذه البدعة، وحتى يقضى عليها، لأنها بدعة منكرة،
ولأنها من وسائل الشرك،
فإن العامة إذا رأت القبر قد بني عليه مسجد أو قبة ورأت أنه يعظم ويفرش من حوله ويطيب قالت:
هذا ينفع ويضر، هذا يدعى من دون الله، هذا يستغاث به، هذا يتبرك به، فوقعت في الشرك بسبب هذه الفتنة وهذه البدعة، وقد قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-:
(إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)
فالغلو هو الزيادة فيما شرع الله، فالبناء على القبور زيادة على ما شرع الله، واتخاذ القباب عليها زيادة على ما شرع الله،
واتخاذ المساجد عليها زيادة على ما شرع الله، والغلو فيها وهذا من وسائل الشرك بها ودعائها من دون الله،
والاستغاثة بأهلها، ولهذا حرم الله ذلك ورسوله.
فالواجب على ولاة الأمر في البلاد الإسلامية أن ينتبهوا لهذا الأمر،
وأن يمنعوا الناس من البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها،
وأن يزيلوا ما لديهم من ذلك، حتى يعلم المسلمون ذلك،
وحتى يسيروا على المنهج الشرعي الذي سار عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وسار علينا أصحابه -رضي الله عنهم- وأتباعهم بإحسان، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
أثابكم الله وبارك الله فيكم
المصدر :
موقع
العلامة الشيخ
عبد العزيزابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/10220 (http://www.binbaz.org.sa/mat/10220)
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا لا يعالج ذلكم الخطأ الذي وقع فيه الوليد بن عبد الملك؟
بينا أن أسباب ذلك والله أعلم أن كل دولة تخشى أنها إذا قامت بهذا الأمر أن تتهم, وأن يقال فيها أنها قصرت في حق النبي
-صلى الله عليه وسلم-,
وأنها تبغض النبي- صلى الله عليه وسلم-, أو أنها جاهلة بالإسلام, أو أنها وأنها قد يتحاشون الدخول في هذا الأمر
يقولون: ما دام سكت من قبلنا وتركه من قبلنا نتركه؛ ولأن الحكمة في ذلك والعلة في ذلك واضحة
فإنه لم يدفن في المسجد- عليه الصلاة والسلام-, وإنه دفن في الحجرة فقط برمتها فليست هذه المسألة مثل المسائل التي وقع فيها الناس في بلدان كثيرة، حيث دفنوا في المساجد وأوجدوا القبور في المساجد،
أو بنوا مساجد على القبور هذا هو الواقع, وهذا غير ما فعله الوليد هذا فرق عظيم. إذن الابتعاد عن الفتنة وإبقاء الأمور على ما هي عليه هو الأولى، هذا هو السبب الذي جعل الناس يتركون الأمور على حالها خشية من فتنة تقوم بين الناس بسبب ظنهم بمن أخرجه السوء، وأنه أراد بهذا تنقصاً للنبي-صلى الله عليه وسلم-, وصاحبيه, أو أنه أراد بذلك أمراً آخر قد لا يحمل على المعنى الشرعي، وقد يظن به خلاف ذلك، فلعل هذا هو السبب الذي من أجله تركته الدول السابقة.
إذن يرى سماحة الشيخ أنه قد يقوم حرب فكرية من أعداء الإسلام ضد المسلمين.
حرب فكرية وغير فكرية أيضاً، قد يكون هذا من أسباب بعض الفتن التي يوجدها بعض الناس لأتفه الأسباب, فكيف وهذه تتعلق بقبر النبي-صلى الله عليه وسلم-وصاحبيه, وأكثر الخلق ليس عنده العلم الكافي, والبصيرة الكافية في هذه الأمور، بل يعتقدون أن البناء على القبور, واتخاذ المساجد عليها أنه دين وقربة، بل بعضهم وكثير منهم يرى أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم دين وقربة، نسأل الله العافية.
لعل سماحة الشيخ يذكر السادة المستمعين بما قاله رسولنا- صلى الله عليه وسلم لعائشة في شأن الكعبة. نعم حديث صحيح، لما قيل له-صلى الله عليه وسلم-في حجر إسماعيل قال: (لولا أن قومك حديث عهد بكفر لنقضت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم) فترك نقض الكعبة وإدخال الحجر فيها خوفاً من الفتنة-عليه الصلاة والسلام-وأبقاها على حالها- عليه الصلاة والسلام-، إذن هذا قريب من هذا، هذا من هذا، من جنس هذا. http://www.binbaz.org.sa/mat/20724
قبر رسول الله ليس في المسجد
كنا في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذهبنا للصلاة في المسجد النبوي الشريف، ومعنا أخٌ لنا عنده نوع من التشدد والحرص، فقال:
إنه لا تجوز الصلاة في مسجد فيه قبر، فامتنع أن يصلي معنا، فأشكل ذلك علينا، فنطلب الإيضاح؟
مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس فيه قبر، الرسول قبر في بيته -عليه الصلاة والسلام-، ولم يقبر في المسجد،
وإنما قبر في بيته -عليه الصلاة والسلام- في بيت عائشة، ولكن لما وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين في ذلك الوقت في آخر المائة الأولى أدخل الحجرة في المسجد من أجل التوسعة،
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحباه لم يزالوا في بيت عائشة وليسوا بالمسجد، وبينهم وبين المسجد الجدر القائمة والشبك القائم،
فهو في بيته -صلى الله عليه وسلم- وليس في المسجد،
وهذا الذي قال هذا الكلام جاهل لم يعرف الحقيقة ولم يعلم الحقيقة،
فالواجب على المؤمن أن يفرق بين ما أباح الله،
وبين ما حرم الله،
فالمساجد لا يدفن فيها الموتى، ولا تقام على الموتى،
ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس من هذا القبيل، بل هو -صلى الله عليه وسلم-
دفن في بيته في بيت عائشة خارج المسجد، شرقي المسجد،
ثم لما جاءت التوسعة أدخله الوليد في المسجد، أدخل الحجرة،
وقد أخطأ في ذلك، يعفو الله عنا وعنه، لكن المقصود أن هذا ليس فيه حجة من البناء على القبور،
أو قبر في المساجد كل هذا خطأ.
الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
قالت: عائشة يحذر ما صنعوا.
يعني يحذر من عملهم،
وهكذا روى أبو هريرة بإسناد صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)،
وهكذا روى مسلم في الصحيح عن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
أنه قال: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)،
فكرر النهي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الباب من اتخاذ المساجد على القبور،
فوجب على أهل الإسلام أن يتجنبوا هذا،
وليس في عمل الناس الذين فعلوا ما فعلوا من البناء على القبور ليس في عملهم حجة،
بل هم قد أخطأوا وغلطوا في هذا، فكل من بنى على القبور واتخذ عليها المساجد فقد غلط وخالف السنة،
والواجب على ولاة الإسلام وعلى أمراء المسلمين وحكامهم أن يمنعوا الناس في جميع الدول الإسلامية، يمنعوهم من البناء على القبور، وأن يهدموا ما كان عليها من البنايات،
وأن تبقى قبورهم ضاحية، كما كانت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وعهد أصحابه، مثل البقيع وغيره،
فلا يبنى على القبور، ولا يتخذ عليها قباب ولا مساجد،
وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال:
(نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها)
فالمصطفى -عليه الصلاة والسلام- نهى عن تجصيص القبر، وعن القعود عليه، وعن البناء عليه،
لا قبة ولا غيرها، فالواجب على أهل الإسلام إينما كانوا أن يتجنبوا هذا الأمر، وأن ينفذوا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يبنوا على القبور لا قبة ولا مسجداً ولا غير ذلك،
بل تبقى ضاحية، ترفع عن الأرض قد شبر، وعليها النصائب عند الرأس وعند الرجل، حتى يعرف أنها قبور، كما فعل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه دفن في حجرته -صلى الله عليه وسلم-
ورفع عن الأرض قدر شبر،
وحصب بالطحاء، ولم يبن عليه، بل دفن في بيته هناك لئلا يتخذ قبره مسجداً، لئلا يغلى فيه -عليه الصلاة والسلام-،
فالصحابة دفنوه هناك حماية له وصيانة له عن أن يتخذ قبره مسجداً -عليه الصلاة والسلام-.
ولما أدخله الوليد أدخل الحجرة في المسجد ظن بعض الناس أن هذا يدل على جواز البناء على القبور واتخاذها مساجد،
وهذا غلط، هذا ليس من عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنه من عمل الوليد في إدخاله الحجرة،
فالنبي دفن في بيته ليس في المسجد -عليه الصلاة والسلام- ولم يقبر في المسجد،
وإنما قبر في بيته -صلى الله عليه وسلم-،
وهكذا صاحباه أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- دفنا معه في بيت عائشة -رضي الله عنها-،
ينبغي أن يعلم هذا، وينبغي أن لا يغتر أحد بهذا الأمر، بل يجب أن يكون المؤمنون والعلماء على بصيرة بهذا الشيء،
وأن يوضحوا للناس هذا الأمر، يجب على العلماء والدعاة إلى الله في كل مكان يوضحوا للناس هذا الأمر، وأن يعلموهم أن البناء على القبور أمر لا يجوز،
وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يدفن في المسجد، وإنما دفن في بيته في بيت عائشة، فعله الصحابة -رضي الله عنهم- حماية له، ولئلا يتخذ قبره مسجداً،
كما قالت عائشة -رضي الله عنها-.
وأما الحكم فهو تحريم البناء على القبور، وتحريم اتخاذ المساجد عليها،
وتحريم الدفن في المساجد، كل هذا ممنوع، لأنه وسيلة إلى الغلو في الأموال واتخاذهم آلهة من دون الله وعبادتهم،
ولهذا نهى الرسول عن هذا -عليه الصلاة والسلام-،
وأبدأ وأعاد لأن اليهود والنصارى غلوا في أنبيائهم وبنو عليهم مساجد واتخذوا قبورهم آلة تعبد،
ولهذا في الحديث الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن أم سلمة وأم حبيبة -رضي الله عنهما-
ذكرتا للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنهما رأيا كنيسة في أرض الحبشة، يقال لها مارية ورأتا ما فيها من القبور والتصاوير فقال -عليه الصلاة والسلام-:
(أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور)،
قال -عليه الصلاة والسلام-: (أولئك شرار الخلق عند الله)
أخبر أن هؤلاء الذين يبنون على القبور هم شرار الخلق،
وهكذا في حديث ابن مسعود يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إن من شرار الناس من يتخذون المساجد على القبور)،
فينبغي للأمة أن تعلم هذا،
وأن تنفذ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن لا يتخذوا على القبور مساجد ولا قباباً ولا أبنية ولا غير ذلك،
والواجب على أهل العلم وعلى الدعاة إلى الله -عز وجل-
أن يوضحوا هذا الأمر للناس، وأن ينشروه بين الناس، حتى تزول هذه البدعة، وحتى يقضى عليها، لأنها بدعة منكرة،
ولأنها من وسائل الشرك،
فإن العامة إذا رأت القبر قد بني عليه مسجد أو قبة ورأت أنه يعظم ويفرش من حوله ويطيب قالت:
هذا ينفع ويضر، هذا يدعى من دون الله، هذا يستغاث به، هذا يتبرك به، فوقعت في الشرك بسبب هذه الفتنة وهذه البدعة، وقد قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-:
(إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)
فالغلو هو الزيادة فيما شرع الله، فالبناء على القبور زيادة على ما شرع الله، واتخاذ القباب عليها زيادة على ما شرع الله،
واتخاذ المساجد عليها زيادة على ما شرع الله، والغلو فيها وهذا من وسائل الشرك بها ودعائها من دون الله،
والاستغاثة بأهلها، ولهذا حرم الله ذلك ورسوله.
فالواجب على ولاة الأمر في البلاد الإسلامية أن ينتبهوا لهذا الأمر،
وأن يمنعوا الناس من البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها،
وأن يزيلوا ما لديهم من ذلك، حتى يعلم المسلمون ذلك،
وحتى يسيروا على المنهج الشرعي الذي سار عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وسار علينا أصحابه -رضي الله عنهم- وأتباعهم بإحسان، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
أثابكم الله وبارك الله فيكم
المصدر :
موقع
العلامة الشيخ
عبد العزيزابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/10220 (http://www.binbaz.org.sa/mat/10220)
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا لا يعالج ذلكم الخطأ الذي وقع فيه الوليد بن عبد الملك؟
بينا أن أسباب ذلك والله أعلم أن كل دولة تخشى أنها إذا قامت بهذا الأمر أن تتهم, وأن يقال فيها أنها قصرت في حق النبي
-صلى الله عليه وسلم-,
وأنها تبغض النبي- صلى الله عليه وسلم-, أو أنها جاهلة بالإسلام, أو أنها وأنها قد يتحاشون الدخول في هذا الأمر
يقولون: ما دام سكت من قبلنا وتركه من قبلنا نتركه؛ ولأن الحكمة في ذلك والعلة في ذلك واضحة
فإنه لم يدفن في المسجد- عليه الصلاة والسلام-, وإنه دفن في الحجرة فقط برمتها فليست هذه المسألة مثل المسائل التي وقع فيها الناس في بلدان كثيرة، حيث دفنوا في المساجد وأوجدوا القبور في المساجد،
أو بنوا مساجد على القبور هذا هو الواقع, وهذا غير ما فعله الوليد هذا فرق عظيم. إذن الابتعاد عن الفتنة وإبقاء الأمور على ما هي عليه هو الأولى، هذا هو السبب الذي جعل الناس يتركون الأمور على حالها خشية من فتنة تقوم بين الناس بسبب ظنهم بمن أخرجه السوء، وأنه أراد بهذا تنقصاً للنبي-صلى الله عليه وسلم-, وصاحبيه, أو أنه أراد بذلك أمراً آخر قد لا يحمل على المعنى الشرعي، وقد يظن به خلاف ذلك، فلعل هذا هو السبب الذي من أجله تركته الدول السابقة.
إذن يرى سماحة الشيخ أنه قد يقوم حرب فكرية من أعداء الإسلام ضد المسلمين.
حرب فكرية وغير فكرية أيضاً، قد يكون هذا من أسباب بعض الفتن التي يوجدها بعض الناس لأتفه الأسباب, فكيف وهذه تتعلق بقبر النبي-صلى الله عليه وسلم-وصاحبيه, وأكثر الخلق ليس عنده العلم الكافي, والبصيرة الكافية في هذه الأمور، بل يعتقدون أن البناء على القبور, واتخاذ المساجد عليها أنه دين وقربة، بل بعضهم وكثير منهم يرى أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم دين وقربة، نسأل الله العافية.
لعل سماحة الشيخ يذكر السادة المستمعين بما قاله رسولنا- صلى الله عليه وسلم لعائشة في شأن الكعبة. نعم حديث صحيح، لما قيل له-صلى الله عليه وسلم-في حجر إسماعيل قال: (لولا أن قومك حديث عهد بكفر لنقضت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم) فترك نقض الكعبة وإدخال الحجر فيها خوفاً من الفتنة-عليه الصلاة والسلام-وأبقاها على حالها- عليه الصلاة والسلام-، إذن هذا قريب من هذا، هذا من هذا، من جنس هذا. http://www.binbaz.org.sa/mat/20724