المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سِـرٌّ: تفشين سرك، ينهار بيتك !



تاج الوقار
29 Sep 2008, 02:14 PM
سِـرٌّ: تفشين سرك، ينهار بيتك !

أحلام علي – المدينة النبوية 15/6/1423


- لو واجهت الزوجة مشكلة من مشاكل الحياة الزوجية فلمن تحكي أسرارها؟
وهل الزوجة هي التي تثرثر بأسرارها أم الزوج أيضًا؟
وهل هناك حالات يصبح فيها إفشاء الأسرار الزوجية ضرورة؟
وهل يقتدي الأبناء بالآباء في إفشاء الأسرار؟
وما الرؤية الإسلامية لهذه القضية؟

أسئلة محيرة ومتعددة ، نحاول أن نسلط الضوء عليها من خلال التحقيق التالي:
- تقول إيمان الكردي (شاعرة إسلامية):
إن إفشاء الأسرار الزوجية في جلسات النساء انتهاك لكثير من الأعراض وتجاوز للحدود في غيبة وبهتان وغيبة تتفكه بها كثير من النساء (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم).. فيجب أن تربأ المرأة بنفسها وتترفع عن مثل هذه المجالس التي لا تجد فيها النساء الجاهلات ما يتفكهن به سوى النيل من أعراض أزواجهن وهتك أسرارهم فإنها لابد وأن تتعرض لذلك إما بمدح وإما بذم فإن كان ذماً فقد نالت من عرضه بالسوء وإن كان مدحاً فإنها تعرض نفسها وزوجها للحسد والكيد فهذه الأمور يجب سترها وإبقاء الخصوصية لها حتى لأقرب قريب.
وهناك مشاكل كثيرة قد تحدث من جراء إفشاء الأسرار الزوجية:
01 هتك خصوصية البيوت، وفيه تعريض الأسرة أو أحد أفرادها للحسد والكيد من قبل ضعيفات النفوس، وربما الإصابة بالعين والسحر.
02 انهيار بيت الزوجية بكامله وما يصاحبه من تفكك الأسرة وتشريد الأبناء، فكثيراً ما نسمع عن نساء سمعن أسرار صديقاتهم فأصبتهن الحسرة على واقعهن فتهاتف زوج تلك الصديقة وتقترب منه ثم لا تدعه حتى يترك امرأته ويطلقها، نستعيذ بالله من هذا.
لِمَن تحكي الزوجة أسرارها

تنصح (أ. إيمان الكردي) بأن لا داعي لأن تفشي الزوجة أسرار بيتها إلا إذا كانت هناك مشكلة مهددة لكيان الأسرة فعندها لابد من استشارة من تثق في دينه وخلقه ولو كان بعيداً.
وتقول إيمان الحربي (باحثة تربوية):
- إن أصلح من تحكي له الزوجة أسرارها وأولهم هو زوجها وشريك حياتها لأنها غالباً ما تستأنس بذلك وتستريح إلى أن تحكي له همومها وتفرغها لديه لأنه سيكون أحرص الناس على مصلحتها وأكتم الناس لأسرارها وأقربهم إلى أن ينصح لها ويطمئنها.
لكن في بعض الأحيان يكون الزوج ليس أهلاً لأن يودع الأسرار.. وينتج عن ذلك أن يكون إفشاء الزوجة لأسرارها وَبَالاً عليها وسبباً في العديد من المشاكل الأسرية، فقد تحكي الزوجة بعض أسرار أسرتها لزوجها فيستغل ذلك الزوج معرفته بتلك الأسرار في معايرة الزوجة أو تذكيرها بما لا تحب أن تسمعه، فذلك الزوج لا ينبغي أن تحكي له الزوجة أخبارها ولا أسرارها.
كذلك قد تحكي الزوجة أسرارها لأمها؛ لأنها أقرب الناس إليها بعد زوجها، وقد يكون أيضاً المرتبة الثالثة للأب أو الأخ إذا كان هناك تقارباً فكرياً بينه وبين أخته.

وآخر وأخطر المراتب هو أن تحكي المرأة أسرارها لصديقتها أو جارتها لما يترتب على ذلك من المفاسد والمشاكل.
* وتتفق مع هذا الرأي (آمال ياسين الخياري)(معلمة) تقول:
ذلك يعتمد بالطبع على مقدار الثقة الموضوعة في ذلك الشخص الذي ستودعه أسرارها، وربما يكون الزوج هو ذلك الشخص وفي الغالب تكون الأم أو يكون الأب وقد يكون الزوج مصدر ثقة تامة للزوجة وعندها تستطيع المرأة أن تفشي له أسرارها وقد يكون غير ذلك كأن لا يكون أهلاً لتحمل كتمان السر وهكذا..
هل المرأة فقط هي التي تثرثر بأسرارها أم الرجل أيضاً؟!

يقول الأستاذ خالد الشنتوت (كاتب إسلامي):
عموم النساء أكثر ميلاً للثرثرة من عموم الرجال وهذا لا يمنع وجود رجل معين أكثر ثرثرة من زوجته، كما توجد امرأة أكثر صمتاً ومحافظة على الأسرار من زوجها.
وبعض الرجال الجهلاء يتباهى بحاله مع زوجته وبعض الجاهلات المغفلات يتفاخرن بما فعله زوجها في تلك الليلة، وهذا مما نهى عنه الرسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
* وتتفق مع هذا الرأي الباحثة (إيمان الحربي) فتقول:
ليست المرأة فقط هي التي تسارع بإفشاء الأسرار وإن كانت غالباً هي التي تفعل ذلك؛ لأنها بطبعها تميل إلى كثرة الكلام وذلك يحدث إذا لم يكن لديها ما يشغلها ويستولي على تفكيرها وبالتالي فهي لا تجد أمامها ما تتحدث به سوى ما حدث وما جرى وما كان وذلك لا ينفي أن الرجال أيضاً بعضهم تستولي عليه تلك العادة وبالتأكيد أنهم قد اكتسبوها من خلال تربيتهم في بيوت لا تكتم الأسرار وإلا فالرجل بطبعه لا يميل إلى الكلام عما حدث في البيت ولا عن شيء يخص زوجته أو أهله؛ لأن لديه ما يشغله إما عمله أو التخطيط لمستقبل أسرته أو أشياء وأمور تشغل الرجال عادة وتستولي على مجالسهم وأحاديثهم.
وقد يحكي الرجل لزوجته أسرار أصدقائه مثلاً ولكن -كما أسلفت- بالتأكيد قد اعتاد أن يحكي لأمه كل شيء منذ صغره ولم يحدث له أي تقويم على ذلك السلوك.
* وتختلف معها (آمال ياسين الخياري) فتقول:
كلا، ففي بعض الأحيان يكون الرجل هو الذي يفشي الأسرار أكثر من المرأة وذلك لأني أرى -من وجهة نظري- أن المرأة أقدر على كتمان الأسرار وأقوى على تحمل ذلك!
هل يقتدي الأبناء بالآباء في إفشاء الأسرار؟
تقول (آمال ياسين): من البدهي أن يقتدي الولد بأبيه في كل شيء، ومن الطبعي إذا كان الأب هو من يفشي الأسرار فإن الابن بدون شعور وتدريجياً سيعتاد على أن يفشي أسراره وأسرار بيته لأصدقائه وزملائه.
- وتؤكد (إيمان الحربي): على أن الطفل الذي ينشأ وهو يرى أمه تحكي أسرار البيت أو أسرار أبيه أو حتى أسراره هو إلى صديقتها أو جارتها أو أي قريبة أو بعيدة، سيصبح ذلك الأمر عادة عنده لأن كل شيء يتكرر أو يحدث بكثرة أمام الطفل فإنه يدخل في اللاشعور ويصبح طبيعة عنده يألفها، وبالتالي يفعلها ولا يصبح قادراً بعد ذلك على كتمان أسراره؛ لأن الآباء دائماً محل قدوة لدى الأبناء وما دام الولد يرى أباه أو أمه يفعلان ذلك فسيكون ذلك في نظره شيئًا طبعيًا. وبالطبع إن ما تعلمه الطفل من خلال القدوة السيئة استحالة أو من الصعب أن تغيره النصائح والمواعظ من قبل الوالدين مهما حاولا تقويم ذلك السلوك ولا يقومه إلا إقلاع الأب أو الأم عن تلك العادة .

*ويشير (أ. خالد الشنتوت) إلى أن الأبوان قدوة لأولادهم في البيت، هكذا شاءت قدرة الله -عز وجل- وحكمته والطفل قبل مرحلة التميز يعتقد أن والديه أعظم البشر، وما يقولانه أو يفعلانه هو الحقيقة بعينها، ويهيئ الله -عز وجل - الطفل ليقلد والديه، ويتقبل منهما كل ما يفعلانه، وسبب ذلك أن الله -عز وجل- كلّف الوالدين بالمسئولية عن الطفل كما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، والفطرة هي الإسلام، وهذا كله يحتم على الأبوين أن يفطنا إلى ذلك، وأنهما مراقبين من أطفالهم طوال اليوم والليلة وعليه يجب أن يلتزما بالصدق والأمانة والحكمة والعدل في كل حركة وفي سلوكهما داخل البيت
هل هناك مواقف يصبح إفشاء الأسرار الزوجية فيها ضرورة؟!
ترى "إيمان الحربي" أنه في بعض الأحيان يصبح إفشاء الأسرار ضرورة.. فمثلاً حين يحدث خلاف بين الزوجين، ويخفقان –تماماً- في حله بكل الطرق بدليل أن القرآن الكريم يوجهنا فيقول: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها. إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) "النساء، الآية 35". فالمقصود إذ خيف من اتساع الشقاق بين الزوجين؛ يجوز لهما اللجوء إلى أحد الأقارب الذين يتسموا بالحكمة وسداد الرأي ولكن الخطأ كل الخطأ أن تخرج المشكلة من نطاق العائلتين إلى نطاق الأصدقاء أو الجيران، لأن ذلك مخالف للمنهج القرآني في هذه الأمور.. وقد تحكي الزوجة لأمها عن مشكلة طلباً لرأيها في ذلك وطلباً لنصيحتها ولكن الأفضل أن يفعل ذلك إذا كانت الأم من النوع المحايد الذي لا يتجه في نصحه إلى إفساد الزوجة على زوجها أو محاباتها على حسابه والوقوف في صف الابنة، وإن كانت مخطئة.
وتتفق مع الرأي السابق (آمال ياسين) فتقول:
نعم.. فأحياناً تصبح الحياة مستحيلة مما قد يؤدي إلى الطلاق مثلاً، فهنا يمكن التصريح وبيان الأسباب الدافعة للطلاق فقد يتدخل المصلحون في ذلك ولن يتم الإصلاح إلا إذا عرفت أسباب النزاع وجذوره فهنا يتعين إفشاء السر.

الدكتور
29 Sep 2008, 02:58 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

فعلا كلام يحتاج للوقوف معه كثيرا لما يعرض الأسرة من خطر عظيم وشر مستطير