المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلب صائم ..



ســمــا
07 Sep 2008, 12:31 PM
{قلـــب صائــم}

لماذا هذا العنوان؟! لأن صلاح القلوب سبب لصلاح الأعمال فقد جاء في الحديث: ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب، وقال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } وقال صلى الله عليه وسلم: "التقوى هاهنا" إذا مكان أثر الصيـام هو القلب،
قاعدة : قلب الصائم هو سبـب الأجر، صلاح قلوبنا هو الغاية من الصيـام. والقلب حتى يصلح لابد له من أمرين:-
تخليــه ، تحليــه
أي نخلي (نطرد) القلب من أمور وضدها التحليـه (نضيف أمور).
على العبد أن يبدأ أولا بالتخليــه،طيب مما يخلي قلبـه؟!



1- من التعلق بالدنيــا.

من أسباب التعلق بالدنيا عدم الصبر على طاعة الله عزوجل.مثال: وحده تتحدث مع نفسها وتقول أريد أن أقرأ اليوم جزء كامل من القرآن الكريم وهي تجلس الآن في الحرم مثلا، دقائق و إذا بها تتلفت يمنة ويسرة وتعد الصفحات التي بقيت لها وتنتظر انتهاء السورة بفارغ الصبر هل هذا حال عبد قلبه معلق بالآخرة أم بالدنيا؟!!
مشكلتها هي: أنها فاقده للصبر على طاعة الله، الطاعة تحتاج إلى صبر والصبر هو حبــس النفس إلى أن تقوم بالطاعة.... أثناء القيام بالطاعة وهي قراءة القرآن كما في المثال السابق تأتي أفكار وشواغل للعقل تجعل العبد ينقطع عن إكمال العبادة علاج هذه المشكلة: لو صبر العبد عن هذه الشواغل يقويه الله ويقوي قلبه وكلما أدمت النظر للمنكر كلما فسد قلبــك.
* إذا أول أمر ينبغي على العبد أن يخلي قلبه منه هو التعلق بالدنيــا.
قال تعالى:- {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } 131 -طـه.
لأن التعلق بالدنيا من أكبر الأسبــاب التي تمنع وصول أثر العبــادة على القلب، ويلي ذلك:-


2- اعتقـاد العبد أنه مقبول بمجرد قيامه بالعــمل.

يعني شخص يعبد الله مثلا يؤدي صلاة التراويح بعد ما انتهى اعتقد وجزم بأن عمله مقبول، لماذا يعد هذا من الأسباب التي تمنع وصول أثر العبادة على القلب؟! لأنه سيشعر بأنه أدى ما عليه وبالتالي يقل حماسه واجتهاده في أداء الطاعات.
هل يعني هذا أن يجزم العبد بعدم قبول الله لعمله؟!! لا، لأن هذا موصل للقنوط كما أن الأول موصل للعجب.

ما الحــل لهذه المشكلة؟! الحل هو أن لا يعتقد العبد بأنه مقبول فيعجب بعمله، ولا يعتقد أنه غير مقبول فيقنط ، الحل أن أعيش في الدنيا كما ورد في الآية، فكل واحد يريد أن يقول هذا الكلام في الآخرة:-
{ الحمد لله الذي أذهب عنـا الحـــزن إن ربنا لغفــور شكــور } 34- فاطـر.لابد أن يعيشها العبد في الدنيا حتى يقولها في الآخرة (يعني لابد لنا من التعلم عن الله عن أسمائه وصفاته وانه غفور شكور فنعبده بمقتضى هذه الأسماء).طيب ماهو حال الذي يقول الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن في الآخرة ماهي حاله في الدنيا؟ّ!
انظر إلى الآيات السابقة ولاحظ السياق.

الآيات هي:-

{إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكـور} 29-30 فاطـر.
ملاحظه:- التلاوة بمعنى المتابعة فلا تكفي القراءة دون إتباع وتطبيق.
سؤال:ما الذي قام في قلوب هؤلاء؟!
الجواب من الآية: { يرجون تجارة لن تبور}.
كيف يعامل الله من كان هذا حال قلبه؟!
{ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله} ثم أخبر عن نفسه.
** من يعلم في الدنيا أن ربه وخالقه غفــور شكــور سيقول هذا الكلام في الآخرة.
ما الحل إذا؟!!

الحل بعد الانتهاء من العمل مباشـرة نستغفر لاعتقادنا بأن أعمالنا ناقصه، فمما يفسد القلب اعتقاد العبد انه قام بما عليه من حقوق وواجبات إنما نطلب المغفرة، واطلب المعاملة باسم الشكـور ، فالشكور يعطي الأجر الكثير على العمل القليل، فلا نستهين بعمل أي معروف...

* اذا بعد كل عمل نطلب المغفرة على النقص والشكر حتى يضاعف لنا الأجر، هذا ما يجب أن يستقر في قلوبنا.

(مراجعه) لما سبق:-

بالنسبة للمانع الثاني من موانع إيصال أثر العبادة إلى القلب، والذي هو عدم اعتقاد قبول العمل حتى لا يقع في العجب، هل يعني هذا أن أسيء الظن بربي وأيأس من رحمة الله وأعتقد ان عملي غير مقبول ؟!
لا . نعتقد تماما أن كل من يتلو أي يتابع كتاب الله فيأتمر بأمره وينتهي عند نهيه، و أقام الصلاة... وقلبه يرجوا تجارة لن تبور وهذا هو المهم فإن الله سيعامله بغفرانه وشكره.

نكمل الموانع التي تمنع القلب من الاستفاده بأثر العبــادة.

3- تــــــرك التوبة عن المعاصي.

ماهي أنواع المعاصي ؟
* صغيرة و كبيرة
* ظاهرة وباطنة
* نشعر بها أو لا نشعر بها



والنوع الثالث غالبا يكون في المعاصي القلبية (الكبائر القلبية)مثل: الحسد- الكبر...الخ
تصور ذرة من كبر كفيلة بأن تحرم صاحبها من الجنة (جاء في الحديث لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر). تخيل لم ينطق بكلمه ولكنه في قلبه يرى ان الذي بجانبه أقل منه هذا كبر.
الحل: تكرار التـوبة، لذلك يقول أهل العلم أن التوبة هي وظيفة العمر، وأن السعيـد من وافقت منيته لحظة توبته، يعني وفق للتوبة ثم قبض.


إشكالنا أننا نحدد ذنوب معينه هي التي نتوب منها، والحقيقة ان علينا أن نتوب من كل الذنوب يعني مثلا المن القلبي (دون نطق ولكني أرى في قلبي ان لي فضل على سين من الناس واني فعلت وفعلت..) ، من الذنوب التي لا نشعر بها، وأكثر ضحايـا المن القلبي و القولي هم الأزواج ، مع أنها من واجبات الزوجة على زوجها، لكن نحن وللأسف نمن حتى في الواجبات، كذلك مثلا من الأم على أبنائها لعنايتها بهم...


احـذر!!
المن يحصد الأعمال الصالحة مثل الحسد، وعملية الحسد والمن عمليه تأخذ مقدار ثواني ولكن هذه الثواني كفيله بأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب!
من الأخطاء أن نعتقد أن المعصية التي تحتاج إلى تخطيط كالسرقة مثلا هي التي يجب أن نتوب منها فقط، هذا خطأ فكما أسلفنا هناك معاصي تحصل في طرفة عين ولا نشعر بها.
الحل:- تكــرار التوبــة، علينا أن ندخل شهر رمضان ونحن نبذل كل جهودنا في التوبـة.
سؤال:- ماهي التوبة؟ وما الفرق بينها وبين الاستغفار؟!
لو اجتمعت التوبة مع الاستغفار صار المقصود من التوبة عدم الوقوع في الذنب مستقبلا (يعاهد العبد ربه على أن لا يقع في الذنب علمه أو لم يعلمه)، والاستغفار هو طلب المغفرة عن ذنب قد مضى علمه العبد أو لم يعلمه.
* وكلما زاد إيمان العبد كلما شــعر بذنوبه *





-----------------------------------------------
* نُقل بتصرف ، إلقاء : أ . أناهيد السميري - حفظها الله

لمتابعة بقية اللقاء ، الملف في المرفقات

مسك الختام
07 Sep 2008, 12:55 PM
بارك الله فيكم اختنا/ سما وفقكم الله

RawanD
07 Sep 2008, 02:01 PM
ما شاء الله .. موضوع جدا رائع ويستحق التقييم .
كتب الله أجرك مشرفتنا الغالية سما ..
لا عدمنا جديدك المميز ..
أختك .

فاعل خير.
07 Sep 2008, 03:33 PM
بارك الله فيك موضوع رائع

(( إن صلاح القلب هو الغـــاية من الصيــام ))

ريحانة
09 Sep 2008, 03:22 AM
بارك الله فيكم.