المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متابعة الدرر المنثورة والكلمات المأثورة الشيخ للمغامسي



المخيلدي
22 Aug 2008, 08:01 PM
http://www.ojqji.net/upload_center/2008/6/01dfec4de9.gif


متابعة الدرر المنثورة والكلمات المأثورة لفضيلة الشيخ :

صالح بن عواد المغامسي حفظه الله

تدبر القرآن

فهم القرآن العظيم وتدبر آياته و الاستضاءة بنوره مقصد شرعي عظيم تطمع إليه

كل نفس مؤمنة ، وفضل الله واسع لكن لما كان القرآن بهذه العظمة كان لابد

أن يكون هناك مرحلة كبرى جدا في الوصول إلى تدبر القرآن ...

وهذه اربع طرق تعين على تدبر القرآن :

الابتعاد عن حطام الدنيا

قال سفيان الثوري رحمة الله تعالى عليه :

( لا يجتمع فهم القرآن في قلب من اشتغل بحطام الدنيا أبدا )

فلا يمكن أن يجتمع حطام الدنيا مع فهم القرآن محال ، الاشتغال بحطام الدنيا أمر مهما

قال الإنسان فيه إلا أنه ينجم عنه بُعد عن تدبر القرآن ، نحن لا نقول :

أن كل من انشغل بحطام الدنيا يحرم بالكلية في فهم القرآن ، لا .. لأن هذا الكلام كلام عالم

يؤخذ منه ويرد ، لكن من تدبر حال الناس كلما كان الإنسان منشغل بحطام الدنيا أكثر

كان أبعد انصراف عن فهم كلام الله جل وعلا . والله جل وعلا قال لنبيه :

(( و لقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ))

فبين الله جل وعلا أن حظك من القرآن أيها النبي الكريم يغنيك عن النظر إلى متاع الدنيا

وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه فعلى هذا تدبر القرآن يطلب من عبد أو يوفق له عبد

أحجم بنفسه عن جمع حطام الدنيا ، و نحن نرى هذا في أنفسنا كلما شغلنا بشيء من

حطام الدنيا نجمعه قل تدبرنا وفهمنا للآيات .

العلم بلغة العرب

قال مجاهد رحمه الله وهو أحد أئمة التفسير :

( لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في كلام الله حرفا إلا أن يكون عالما بلغة العرب )

وقال مالك رحمه الله .. وإذا ذكر العلماء فمالك النجم قال :

( لا أؤتى بأحد يقول في القرآن وهو غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالا )

فاتفقت أقوال الأئمة وهذا أصلا دل عليه القرآن فإن الله قال :

(( بلسان عربي مبين ))

فمن لم يفقه لغة العرب لا يحل له أن يقدم على أن يقول في القرآن وهو يفقد آلة عظيمة

في فهم القرآن وهي العلم بلغة العرب..

ما هي حدود امتلاك الإنسان لفهم اللغة العربية ؟

يفهم النحو قواعده الإجمالية صحيح أن هناك مسائل اختلف فيها الأئمة الكبار من قبل نحاة

البصرة و نحاة الكوفة و مدرسة البصريين والكوفيين الخوض فيها ليس مطلوبا لكن الإجمال

والإحاطة العامة معرفة مظان الاختلاف أمر مطلوب ، العلم بلغة العرب بأساليب العرب

في كلامها هذا لا يتأتى إلا إذا كان الإنسان قد اطلع على شعر العرب قال عمر رضي الله

عنه :

( الشعر ديوان العرب )

فالاطلاع على المعلقات والشعر في صدر الإسلام والشعر في عصر بني أمية في زمن

الاحتجاج خاصة أمر مطلوب حتى يعرف الإنسان طرائق العرب في كلامها وعلى ذلك

يفسر القرآن ، ولذالك كان ابن عباس رضي الله عنهما إذا قال في المسألة بقوله يسأله

الناس : أو تعرف العرب هذا ؟

فيقول نعم ثم يأتي بشاهد يدل على أن العرب تعرف هذا المقصد في كلامها.

الاهتداء بمنهج السلف الصالح

من هم السلف الصالح ؟

السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين

وأعيان التابعين لهم بإحسان والأئمة العدول مِن مَن ساروا على منهجهم إلى يومنا هذا

وإلى أن تقوم الساعة وبالنسبة لكل أحد من مضى قبلهم من الأئمة العدول سلف لنا

لكن ينطبق على أهل القرون المفضلة في المقام الأول ، فمنهج الصحابة وأعيان التابعين

لهم بإحسان هو الذي ينصرف إليه قولنا وقول الأئمة السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان

من تابع التابعين .