مشاهدة النسخة كاملة : •·.·°¯`·.·• طلب العلم •·.·°¯`·.·•
سنا البرق
03 Jul 2004, 05:53 AM
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/811.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<div align="center">
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين...أما بعد :
أخواني الفضلاء أخواتي الفاضلات إني أتقدم بالشكر لمن رشحني لتقديم هذه الدورة
البسيطة في كيفية طلب العلم ومنهجيته , أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقني في تقديمهاعلى
خير وجه, وأحيطكم علماً بأنها مجرد جمع وترتيب من مواد معروضة في الأنترنت سواءً
كانت كتابية أوصوتية وسأحاول في نهاية الدورة أن أزودكم بالمراجع بارك الله في أعماركم
ونفع بكم جميعاً .
<span style='color:red'>•·.·°¯`·.·• الحلقة الأولى •·.·°¯`·.·•
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' />
(( أهميـــــــــــة العـــــــــــلم ))
العلماء هم ورثة الأنبياء , فمن أخذالعلم وورثه فقد ورث و أخذ حظ وافر ونحن أحوج إلى
العلم من أي شيء آخرفلايمكن أن تستقر حياة الناس وتهنأ بلا علم , والله ينزع العلم بموت
العلمــــاء في آخر الزمان , ولاتقوم الساعة إلا على شرار الخلق.
إن ا لله يرفع بهذا العلم أقواماً ويضع به آخرين، قال تعالى : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِيــــنَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة:11).
وقال الشاعر :
العلم يرفع بيتا لا عماد له ****** والجهل يهدم بيت العز والشرف
وجعل الله العلماء معه على أعظم قضية في هذا الوجود وهي قضية التوحيد شهداء
قال تعالى : (شَهِدَاللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُـــوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .(آل عمران:18) .
وهناك فرق بين من يعبد الله على علم وبين من يعبده على جهل ..!
فالعلم أساس العمل وهو أساس الفقه والبصيرة في الدين لأن العبادة بلا علم توقع في
البدع، وما وقع المبتدعة فيما وقعوا فيه إلا عن جهل غالبًا، ولأن العلم مادة الدعوة إلى الله
ودعوة إلى الله بلا علم قد تضر ولا تنفع، وقد يصاحبها الانحراف والضلال.
وما الداعية بلا علم إلا كواقف على شاطئ البحر ينتظر وينظر؛ فإذا الأمواج تتقاذف
سمكة من الأسماك يَمْنَة ويَسْرَة، تطفو بها تارة، وتغوص بها أخرى، فيشفق عليها مما
هي فيه، فيأخذها، ثم يرميها على الشاطئ ظنًا منه أنه أنقذها، وما علم أنه أهلكها، وإن
للخير سبلاً، وكم من مريد للخير يجهل العلم لا يدركه..!
والعلماء هم أخوف الناس وأخشاهم لله , يراقبونه في حركاتهم وسكناتهم , لأنهم يعلمون
قدره وعظمته, فكلما أزداد العبد علماً أزداد خشية لله تعالى , قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28)
وقد ورد في كتاب الله خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه الله تعالى
(فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي
عِلْماً) (طـه:114)
ولم يرد في كتاب الله طلب الإستزادة بشيء غير العلم ..!
فلم يقل ربي زدني مالاً أو جاهاً وهذه لوحدها تكفي لدلالة على أهميته , ولذلك بدأ
القرآن بأعظم أدوات العلم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1)
ولايمكن أن يتعلم الفرد بدون قراءة وكتابة ..!
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة
جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به) رواه مسلم.
وطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة , ونفى الله عزوجل المساواة بين الذين يعلمون
والذين لا يعلمون فقال ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ) (الزمر:9)
فمن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة" فأنت بطلبك
العلم تسلك طريق الجنة ..!
فالجنة هي أعلى مقاصد الإنسان في الآخرة، من دخل الجنة فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها
أبدا، وكيف يحصل عليها؟ هذا إذا سلك طريقا يتعلم فيه علما شرعيا، وليس المراد بالطريق
أن يسافرسفراً بعيداً يقطعه في أيام أو في أشهر ، بل يعم ذلك كل من توجه إلى مكان يتعلم
فيه ولو بضع دقائق بينه وبين مسكنه ، فإنه والحال هذه يعتبر قد حصل على علم وسلك
طريقًا .. إذا توجهتَ من بيتك إلى حلقات علمية أو ندوات أو محاضرات أو حلقات تحفيظ
قرآن وقصدك أن تتزود من هذاالعلم، من القرآن أو من السنة أو من المسائل والأحكام
الدينية فأنت قد سلكت طريقا تلتمس فيه علما.
و الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع..!
و أهل السماوات والأرض - حتى الحيتان في جوف البحر- يصلون على معلم الناس
الخير, ففي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال : " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك
الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإن العالم
ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم
على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن
الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر"
و الخيرية لطالب العلم أيضاً "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"..!
و النضارة والوضاءة في الدنيا والآخرة تزينك، فوجوه طلبة العلم المخلصين، عليها
النور وعليها الوضاءة في الدنيا وتبيض (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) يقول النبي صلى
الله عليه وسلم: " نضر الله امرئ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها؛ فربَّ مبلغ
أوعى من سامع".
والتعديل والتزكية لا من البشر القاصرين المخطئين، ولكن من رسول الله صلى الله
عليه وسلم حيث قال : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف
الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".
العلم أشرف مطلوب وطالبه *** لله أكرم من يمشي على قدم
فقدِّس العلم وأعرف قدر حرمته *** في القول والفعل والآدابَ فالتزم
يا طالب العلم لا تبغِ به بدلاً *** فقد ظفرت ورب اللَّوح والقلم
وأجهد بعزم قوي لا انثناء له *** لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم
ِ
والنية تجعل لوجه الله خالصة *** إن البناء بدون الأصل لم يقمِ</span></div>
<div align="center"><img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<div align="center">
•·.·°¯`·.·• نهايةالحلقة الأولى •·.·°¯`·.·•</div>
سنا البرق
04 Jul 2004, 06:17 AM
<span style='color:red'><div align="center">•·.·°¯`·.·• الحلقة الثانية •·.·°¯`·.·•</div></span>
<span style='color:indigo'><div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' />
(( ماهو العلم الذي ينبغى أن يبدأ به ))
يقول ابن القيم في نونيته:
العلم قال الله قال رسولـــــــــــه**** قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة **** بين النصوص وبين رأي فلان
<img src='http://www.ala7ebah.com/upload/uploads/av-418.gif' border='0' alt='user posted image' />
وذلك لأن القرآن الذي نحن نهتم به ونقرأه ونتلوه ونتعلمه هو منبع العلوم وأصلها، ولأجل
ذلك يؤمر الذين يتعلمونه ويحفظونه أن يتعلموا معانيه كما يتعلمون ألفاظه، وقد ثبت أن
الصحابة – رضي ا لله عنهم – كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر
آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل ، قالوا فعلمنا
العلم والعمل.
لا شك أن القرآن فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، فهو الفصل ليس بالهزل ..
من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله .
ذكر الله تعالى أن الجن لما استمعوه { فقالوا إنا سمعنا قرانا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا
به ولن نشرك بربنا أحدا } [الجن : 1-2].
فما فيه كله رشد وكله هدى، وقد تكفل الله تعالى بحفظه، قال الله تعالى { إنا نحن نزلنا
الذكر وإنا له لحافظون } [الحجر : 9] .
وقد تولى الصحابة رضي الله عنهم بيان معانيه، ثم يسر الله من العلماء من فسروا ألفاظه،
وفسروا معانيه، وبينوا ما يستنبط منه من الأحكام، فما بقي لأحد عذر في أن يجهل معاني
القرآن .
لا شك أن القرآن قد تناوله بعض المحرفين من المعتزلة والمبتدعة، وحرفوا الكلم فيه،
ولكن صانه الله تعالى وحماه عن أن يحرفوا ألفاظه، وإنما فسروا معانيه بتفاسير بعيدة
فيسر الله من الصحابة والتابعين وعلماء الأمة من فسره التفسير الصحيح.
فعلى طالب العلم أن يقتصر على التفاسير التي اعتنت ببيان ألفاظه واقتصرت على القول
الصحيح، مثل تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير البغوي ،
وابن كثير رحمهم الله ,لأنهم من علماء أهل السنة، وكذلك من المتأخرين مثل تفسير ابن
سعدي وتفسير الجزائري، أما أكثر التفاسير فإن فيها ضلالات وتحريفات ، فيقتصر المسلم
على تفسير يكون موثوقا.
<img src='http://www.twbh.com/images/icons/esteraha.gif' border='0' alt='user posted image' />
أما بالنسبة إلى السنة، فإن السنة - التي هي الأحاديث النبوية - تفسر القرآن وتبينه وتدل
عليه وتعبر عنه، وقد أمر ا لله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبين هذا القرآن ، فقال
له : { وأنزل إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم } [النحل : 44] .
وقد بينه صلى الله عليه وسلم بأقواله وبأفعاله، وكذلك بين الشريعة التي أرسل بها، وقد
وفق الله تعالى صدر هذه الأمة للعناية بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فنقلوه نقلا ثابتا، ثم
كتبوه في مؤلفات، وبينوه ، وتكلموا على صحيحه وما ليس بصحيح، وما هو حسن، وما
يعمل به وما لا يعمل به، وشرحوه أيضا، وشرحوا غريبه، وتكلموا على أسانيده
فأصبحت السنة محفوظة، لأن حفظها من تمام حفظ الشريعة التي شرعها ا لله تعالى .
فعلى طالب العلم أن يهتم بحفظ السنة، أو بقراءة ما تيسر منها، فإن فيها علماً جماً، علماً
نافعاً، وحيث أن الكتب كثيرة قد لا يسمح الوقت لكي يقرأها طالب العلم كلها، فإن عليه أن
يهتم بمبادئها، فإن أصح الكتب صحيح البخاري ثم مسلم، ولطول الكتابين يشق قراءتهما
في وقت قصير، فلذلك يسر الله تعالى من العلماء من اختصر الصحيحين، فهناك كتاب
" اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان "
وفي الإمكان أن يستفيد منه ويعرف الأحاديث الصحيحة التي اتفق عليها البخاري ومسلم
وإذا أراد مختصر واحد منهما وجده فيستفيد منه، وإذا أراد نبذاً من هذين الصحيحين وجد
أيضا مختصرات، وكذلك أيضا إذا أراد شروحا وجد شروحا توضح المعاني والألفاظ .
والأخذ بأقوال الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - ، لأنهم تعلموا من نبيهم صلى الله
عليه وسلم ، والتابعون تعلموا من الصحابة ؛ فلذلك تعتبر أقوالهم، وتعتبر أحكامهم
وتفاسيرهم من السنة، من تعلمها فإنه على هدى، وقد يسر الله تعالى من حفظ أقوالهم
ورواها بالأسانيد، واعتبروها من السنة، واعتبروها من الشريعة، فمن طلبها وجدها.
فهذه هي المراجع الأساسية للعلم، كتاب الله أولا، ثم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم
أقوال الصحابة وأفعالهم، وتلامذتهم، هذا هو العلم الذي ينبغي أن يبدأ به العلم الشرعي.
مقتبس بتصرف من كلام الشيخ : عبدالله الجبرين , والشيخ: محمد بن صالح العثيمين .
</div></span>
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<span style='color:red'><div align="center">•·.·°¯`·.·• نهايةالحلقة الثانية •·.·°¯`·.·•</div></span>
سنا البرق
05 Jul 2004, 05:46 AM
<div align="center">•·.·°¯`·.·• الحلقة الثالثة •·.·°¯`·.·•</div>
<div align="center"><img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' />
( وقت العلم )
طلب العلم أعظم وأرقى أنواع العبادات ، والله لم يجعل لعبادة المؤمن حدًا في الدنيا إلا
الموت: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99], مع المحبرة إلى المقبرة , ومع
الدواة إلى الممات .
فليس محصوراً بحال معينة يتوقف الطالب عندها ، وليس محصوراً في حالة كون الإنسان
طالبا، فإذاتخرج وصار معلماً أو أستاذاً، أو جلس في المسجد للطلاب انتهى..!
بل هو لا يزال طالبـــــــــــــــــــــــــاً للعلم مادام حياً.
وليس طلب العلم محصوراً بوقت من الأوقات، وينتهي ويتوقف بزوال هذا الوقت، أو بظرف
من الظروف , السلف لا يعرفون وقتًا محددًا للطلب، ولا عمرًا معينًا للتعلم، فهم مع المحبرة
إلىالمقبرة, ومع الدواة إلى الممات, وأذكر مثالاً على ذلك :
أنه لما قيل لابن المبارك: إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله. وقيل له مرة
أخرى فقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد .. بهذا المنطق وبهذا الفهم صارت لهم
الريادة وحازوا السيادة.
أما نحن فلا نفهم إلا أن فترة التعلم محدودة، ولا نفهم أولادنا إلا ذلك, فهي [شدة وتزول] ثم
يعلو الكتاب التراب..!
لقد نشأ ناشئ الفتيان فينا يعد الأيام عدًا، وينتظر ساعة الفراق السعيدة! على خلاف ما
تكون عليه ساعات الفراق، حتى إذا تمت الأيام وانتهت الدراسة ودّع كتابه ومزق
أوراقه، ولربما لفرط الفرحة ألقاها إمام المدرسة أو بين عجلات السيارات، دون أن
يراعي لها حرمة أو يقدر لها قدرًا..!
إن علينا أن نصحح مفاهيم نبت عليها اللحم في نفوس أبنائنا, علينا ونحن نعلن فرحة
النجاح أن لا نعلنهاعلى أنها فرحة الانتهاء من الدراسة, بل نعلنها فرحة النجاح والتقدم في
الدراسة.
على البيت والمدرسة أن يوجه الطالب إلى أن هذه الإجازة إنما هي فترة توقف للدراسة
النظامية فحسب..!
وعلينا أن نوجه طاقاتهم في الصيف إلى زيادة المعارف والعلوم وتنمية المواهب , فعلينا
توجيههم إلى حلق القرآن ودروس العلم والمراكز الصيفية التي ينمون فيها مهاراتهم
ودورات الحاسب الآلي واللغات وإعدادالبحوث وزيارة المكتبات وغير ذلك ..
جميل أن توضع بعض الشعارات في المدارس وعلى الشوارع مثل: [مع المحبرة إلى
المقبرة, مع الدواة إلىالممات, الصيف امتداد لا انقطاع] من أجل أن نساعد في تصحيح
النظرة تجاه الصيف وتعديل القناعات.
فعلى الطالب أن يثابر ويلح ويصّر على طلب العلم وتحصيله بكل وسيلة , فإذا توجهت أخي
الطالب فدوام السير وإياك والانقطاع، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وإياك والكسل
فالجبال لا يصعد إليها مقعد، والقمم لا يعتليها ضعيف..!
اطلب العلم ولا تكسل, فما أبعد الخير على أهل الكسل, فطلق الكسل, وزاول العمل, واحمل
المحبرة إلىالمقبرة, ومع الدواة إلى الممات .
<span style='color:red'>مقتبس بتصرف من كلام الشيخ : سلمان العودة , والأخ الفاضل : إبراهيم بن صالح
الدحيم .
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></span></div>
<div align="center">•·.·°¯`·.·• نهاية الحلقة الثالثة •·.·°¯`·.·•</div>
أبو إبراهيم
05 Jul 2004, 11:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بارك الله فيك (( ســـــــــــــنا البـــــــــــــــرق )) على الطرح الجميل والمفيد
أسأل الله أن لا تحرم الأجر ..
سنا البرق
06 Jul 2004, 08:31 PM
<div align="center">•·.·°¯`·.·• الحلقة الرابعة •·.·°¯`·.·•</div>
<span style='color:green'><div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' />
(الإخلاص في طلب العلم )
لابد من تحديد الهدف من العلم قبل الخوض فيه, فعلى طالب العلم أن يقصد في طلبه للعلم
وجه الله تعالى؛ لكي لا يتراجع عن هذا العلم.
فالدارس الذي يستهدف إرضاء النّاس أوالمفاخرة بما تعلّمه أو الاستعلاء على الغير,
ليس على هدف سويّ ويجب عليها من البداية تصحيح هدفه .
وهناك من ينوي بتعلمه شغل الوقت، يقول عندي وقت فراغ أشغله بهذا التعلم، وليس له
قصد في المنفعة، ولا شك أن هذا قصد قاصر، قصد ناقص إذا كان لمجرد شغل الوقت ، لأن
هؤلاء إذا وجد أحدهم ما يشغل به وقته غير العلم انشغل به، فكأنه وجد فراغا فأخذ
المصحف أو أخذ الكتاب حتى يشغل هذا الفراغ، ولو وجد كتابا ليس علميا لشغل به وقته،
ولو وجد من يحدثه لشغل وقته بهذا الكلام الدنيوي أو اللهو.
ومن الناس من يكون قصده بتعلمه أمرا دنيويا ، فيقول أتعلم حيث أنه يبذل في هذا التعلم
مكافأة، أو أجرة، أو مال أو نحو ذلك، فيكون من الذين تعلموا العلم لأجل الدنيا، ولا شك أن
هذا يفسد النية، ولا يحصل له الفضل الذي ورد في فضل تعلم العلم.
ومن الناس من يكون قصده بالتعلم مجرد شهادة أو مؤهل يحصل به على ترقية أو وظيفة
أو نحو ذلك، وهذا أيضا مقصد دنيء لا يليق بالمؤمن أن يقصد هذا المقصد ؛ وذلك لأنه لا
يبارك له في علمه إذا كان يدرس لمجرد أن يحصل على كفاءة أو توجيه، أو ما أشبه ذلك،
فيكون قصده قصدا دنيئا، وغير ذلك من المقاصد الدنيوية.
قال تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )(البينة 5)
وقال عز وجل ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ
مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ )(الشورى20)
وقال سبحانه وتعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ
جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا )(الإسراء18)
وروى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى فمن كانت
هجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر
إليه ).
وروى الإمام مسلم بن الحجاج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ( إن أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة , فذكرهم وذكر منهم
رجلاً تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن , فأُتي به فعرَّفه نعمه فعَرَفها , قال فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلمَ وعلمته وقرأت فيك القرآن , قال : كذبت , ولكنك تعلمت العلم ليقال :
عالم , وقرأت القرآن ليقال : هو قارئ . فقد قيل . ثم أُمر به فيسحب على وجهه حتى أُلقي
في النار …).
وروى الحافظ أبوعبدالله بن ماجه في مقدمة سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من تعلم العلم مما يُبتغى به وجه الله لا
يتعلمه إلا ليصيب عـُرُضاً من الدنيا , لم يجد عُرف الجـنة يوم القـيامة ) .
أي أنه لايجد ريحها ..!
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء , ولا
لتماروا به السفهاء , ولا تخيروا به المجالس , فمن فعل ذلك فالنار النار ).
وقال الحافظ أبوبكر أحمد بن علي البغدادي : ( يجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في
طلبه , ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه وتعالى ).
وقال أيضاً: ( وليحذر أن يجعله سبيلاً إلى نيل الأعراض وطريقاً إلى أخذ الأعواض , فقد
جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه .. ).
ثم قال ( وليتق المفاخرة والمباهاة به , وأن يكون قصده نيل الرئاسة واتخاذ الأتباع وعقد
المجالس , فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه ) .
قال بدر الدين : ( يجب أن يقصد المعلم بتعليم طلبته وتهذيبهم وجه الله تعالى , نشر العلم
وإحياء الشرع ودوام ظهور الحـق وخـمول الباطل , واغتنام ثوابهم وثواب من ينتهي إليه
علمه , وبركة دعائهم له وترحمهم عليه , ودخوله في سلسلة العلم بين رسول الله صلى
الله عليه وسلم وبينهم , وعداده في جملة مبلغي وحي الله وأحكامه , قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " إن الله تعالى وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحرها
يصلون على معلم الناس الخير ).
وقال الشيخ عبدالحميد بن باديس : ( غاية العالم المسلم أن يهتدي في نفسه وأن يهدي
غيره , أما كثر الطلاب فمنهم من تكون غايته الوظيفة , فهم غفلة من أنفسهم وعن
غيرهم , ومنهم من تكون غايته أن ينال الشهادة بالعلم , فهو مثل الأول , فأنا الغاية
الحقيقة التي ذكرنا فما أقل أهلها لأنها لا ذكر لها في برامج التعليم , ولا اهتمام بها من
المعلمين .
وحق على كل طالب أن تكون هي غايته , وهو مع ذلك نائل العلم , ونائل ما يؤهله
للوظيفة إن أبى إلا أن تكون من قصده , ولكنه بالقصد إلى تلك الغاية يكون عاملاً في أثناء
تعلمه على تهذيب نفسه , ويكون مصدر هداية الناس في المستقبل , كن هذا إنما يتم
للطالب إذا كان شيوخه يهتمون بهذه الغاية و ويعملون لها , ويوجهون تلامذتهم لها .
وما أعز هذا الصنف من الشيوخ ).
فقصد وجه الله تعالى من هذا العلم والرغبة في الارتقاء بالنفس , يدفع إلى الاستمرارية
والثبات والحرص على العطاء بعد العلم , والعمل بمقتضى ما تعلّمه.
وعلى طالب العلم تجديد النيّة الصادقة بأنّ القصد هو وجه الله تعالى, والارتقاء بالذات
والأمّة الإسلامية, وعدم فقدان الحماس الذي يعين على الاستزادة من العلم والصعود على
سلالمه حتى الوصول إلى طريق المجد؛ وهذا يتطلّب الصبر الكثير والمثابرة, وكما قال
الشاعر:
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فالصحيح بناءً على ماسبق على طالب العلم التالي :
أولاً : أن ينوى إزالة النقص، وذلك لأن الجهل نقص، فالله تعالى أخبر بأنه أخرجنا إلى
الدنيا من بطون أمهاتنا جهلاء، قال تعالى : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم
لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة } [النحل : 78] ، فإذا عرفت أن
الإنسان ناقص في حالة جهله، ونويت أن تزيل هذا النقص لتحصل لك صفة كمال فإن هذا
مقصد حسن.
ثانيا: أن ينوى شرف العلم وشرف العلماء، إذا عرفت أن للعلم فضلا، وأن العلماء لهم
شرف، ولهم ميزة، يرفعهم الله تعالى بهذا العلم، إن ا لله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به
آخرين.
ثالثا: أن ينوى العمل على بصيرة، لأنه مكلف، فإن الإنسان منا عليه أعمال وعليه واجبات
وطاعات مأمور أن يتعبد بها، ومحرمات منهي عن فعلها .. وكيف يؤديها وتكون مجزئة ؟
لا بد من أن يتعلم، حتى يعمل على بصيرة .. فمن توضأ وهو جاهل لم يعمل بالوضوء
الصحيح، ومن لم يتعلم نواقض الوضوء انتقض وضوءه وهو لا يشعر، ومن لم يتعلم كيفية
الصلاة وما يجب فيها ما قبلت منه صلاته، ومن لم يتعلم كيفية الحج وقع في أخطاء تفسده
أو تبطله .
فإذا نويت أن تتعلم حتى تعمل على بصيرة ويجزئك العمل ويصير مقبولا فهذه نية صالحة
يثيبك الله تعالى على ذلك ويوفقك.
رابعا: أن ينوى حمل هذا العلم الذي هو علم الكتاب والسنة، ليبلغ من يجهل من أهله
وأقاربه وغيرهم .
مقتبس بتصرف من كلام الشيخ : عبدالله الجبرين , وكلام الأخ الفاضل أبو خطاب
العوضي في موقع صيد الفوائد , وكلام الأخت الفاضلة : إيمان درويش في موقع
لها أون لاين .
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div></span><div align="center">•·.·°¯`·.·• نهايةالحلقة الرابعة •·.·°¯`·.·•</div>
المراقب العام
06 Jul 2004, 11:25 PM
شكر الله لك هذا الجهد الرائع سنا البرق ،،
نسأل الله أن يتم عليك نعمته ، ويبارك في وقتك وجهدك
سنا البرق
08 Jul 2004, 12:04 AM
<div align="center">•·.·°¯`·.·• الحلقة الخامسة •·.·°¯`·.·•</div>
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<span style='color:purple'><div align="center">
( أدب الطالب وكيفية التلقي )
* على طالب العلم في طريق الطلب ، أن يستحضر إخلاص الوجه لله تعالى ، وعليه أن
يستصحب نية الثواب والزلفى إلى الله تعالى ، وابتغاء ما عنده في الآخرة ، وضد ذلك
الإخلاص الرياء ، وحب الظهور ، والتطلع إلى التفوق على الأقران ، أو طلب الدنيا من
مال أو جاه أو منصب أو شهادة يتوصل بها إلى متاع الحياة الدنيا ، فإن ذلك كله يذهب
بركة العلم .
* وعليه أن يتخلق بأدب التواضع وخفض الجناح ، وضده الخيلاء، والإعجاب بالنفس ، و
التطاول على المعلّم ، والتفاخر على النّاس ، والاستكبار عن الإقرار بالخطأ 0
* وعليه أن يكون ذا سمت حسن ، فلا يلعب ويعبث ويرفع صوته بالسخف وكثرة الضحك ،
ولا يتبجح بالطعن في مخالفيه وأقرانه ليظهر تميّزه عليهم 0
* وعليه أن يتخلق بالرفق ، وضده الكلام الجافي والتعنت والتعسف في معاملة الناس
والحكم عليهم 0
* وعليه أن يعتني بالقرآن عناية تامّة ، ويكثر من تلاوته وحفظه ، ويتخذ له الأوراد من
ذكر وصلاة وصيام ونوافل ، فإنّها من أعظم ما يعين الطالب على مقصده من طلب العلم
بتوفيق الله تعالى 0
*وعليه أن يتدرج في منهج الطلب ، فيحفظ مختصر من كل فن إن أمكن ، ويضبطه على
معلّم حاذق ، ثم ينتقل إلى ما فوقه وهكذا ، وليتجنّب الإشتغال بالمطولات ، والمصنفات
المتفرقة قبل أن يضبط أصول العلوم ، ولا يصح في الطلب أن يستعجل طالب العلم الوصول
إلى الخلاف العالي قبل المبادئ والأصول التي تحتويها المختصرات ، فإن ذلك يشتته
ويذهب كثير من فائدة الطلب .
* وعليه أن يختار الشيخ المربيّ ذي اللسان الورع، والخلق الحسن ، المترفع عن
إتيان الشبهات ، وعن سفساف الأخلاق ، وعليه أن يحسن معاملته بالسؤال في الوقت
المناسب ، والإنصات والحرص على الحضور والمذاكرة0
*وعليه أن يختار القرين الصالح الحريص على العلم بآدابه ، وضده اللعّاب البحّاثة عن
الخلاف ، والقيل والقال ، المنشغل بما لا يعنيه المتطاول على المسائل الكبار قبل إتقان
العلم ، فلا تصاحب من هذا شأنه فإنّه يضيّع عمرك بلا فائدة.
* وعليه أن يكون له عناية خاصّة باقتناء الكتب ، لاسيما كتب السنة والآثار ، وكتب ابن
القيم وابن تيميّة ، ومصنفات علماء دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ،
وغيرها من الكتب السلفيّة التي تقوم على تقديم الكتاب والسنة وآثار السلف واقتفاء نهجهم
والتمسك بالأصول التي أجمعوا عليها ، ففد جعل الله فيها الخير والبركة 0
* وعلى طالب العلم أن يجعل من نفسه هاديا مرشدا للناس ، بالرفق واللين ، وأن يكف
لسانه عن عيب المشتغلين بالدعوة ووعظ الناس ، أو بالجهاد، أو المتفرغين للتعبد، أو
بغير الفن الذي حُبّبَ إليه من العلم ، فكلّ ميسر لما خُلق له ، وليجعل طالب العلم نفسه
مكمّلا لإخوانه الذين نصبوا أنفسهم على ثغور الإسلام الأخرى 0
هذا وإن جماع الخير كله إنما هو في الدعاء ، فإذا ألحّ طالب العلم في دعاء الله ، سائلا
أن يفتح الله تعالى له برحمته من هذا الباب العظيم ، فتح الله تعالى له من ذلك ما يشاء
، وإنما الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والله الموفق 0
كتبه : حامد عبدالله العلي.
مقتبس من حلية طالب العلم لابو بكر زيد (http://saaid.net/book/open.php?cat=82&book=352)
وتجد الحلية أيضاً على هذا الرابط (http://saaid.net/Warathah/bkar/1.htm)
وهي مشروحة على الرابط التالي :
حلية طالب العلم , شرح الشيخ : محمد بن صالح العثيمين (http://www.islamway.com/?Islamway&iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=74&scholar_id=50)</div></span>
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<div align="center">•·.·°¯`·.·• نهاية الحلقة الخامسة •·.·°¯`·.·•</div>
سنا البرق
09 Jul 2004, 08:50 AM
<span style='color:red'><div align="center">•·.·°¯`·.·• الحلقة السادسة •·.·°¯`·.·•</div></span>
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<div align="center">
ممن نطلب العلم ؟
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إِنَّ
اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ .."
وفي هذا دليل على أنَّ العلماء هم مفاتح العلم بلا ريب .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : " وفي حديث أبي أمامة من الفائدة الزائدة " أن بقاء الكتب
بعد رفع العلم بموت العلماء لا يغني من ليس بعالم شيئا "
قال أعرابي: يا نبي الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف ، وقد تعلمنا ما فيها
وعلمناها أبناءنا ونساءنا وخدمنا ، فرفع إليه رأسه وهو مغضب فقال : وهذه اليهود
والنصارى بين أظهرهم المصاحف ، لم يتعلقوا منها بحرف فيما جاءهم به أنبياؤهم "
قال الإمام الشاطبي : " وإنْ كان النَّاس قد اختلفوا هل يمكن حصول العلم دون معلم أم لا ؟
فالإمكان ُمَسلَّم ، ولكن الواقع في مجارى العادات أن لابد من المعلم ، وهو متفق عليه في
الجملة .."
ثم قال : " وقد قالوا إنَّ العلم كان في صدور الرجال ، ثم انتقل إلى الكتب ، وصارت مفاتحه
بأيدي الرجال ، وهذا الكلام يقضى بأن لا بد في تحصيله من الرجال ".
فالأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين ، والتلقي عن المشايخ ، والأخذ من أفواه
الرجال لا من الصحف وبطون الكتب ، وهذا هوالمنهاج الصحيح الذي سار عليه السابقون
من أهل العلم في تحصيلهم وطلبهم للعلم , لأنه لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك ، يبصِّرك
بمفاتيح العلوم ، ومداخل الكتب ، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف " ، ولابد أنْ
يكون دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء الشاذة المنكرة .
قال الإمام الشافعي – رحمه الله - : ( من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام ) .
وكان بعضهم يقول : ( من أعظم البلية تشيخ الصُحُفية ، أي الذين تعلموا العلم من الكتب ).
وقد قيل : (من دخل في العلم وحده خرج وحده )
أي من دخل في طلب العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم ، إذ العلم صَنعةٌ ، وكل صنعة
تحتاج إلى صانع ، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق .
وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد :
يظن الغمر أن الكتب تهدي*** أخا فهــــــــم لإدراك العلــــوم
وما يدري الجهول بأن فيها *** غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمتَ العـلوم بغير شيخٍ *** ضللت عن الصراط المستقيـم
وتلتبس الأمور عليك حتى*** تصير أضلَّ من تومـا الحكيــم
فعلى الطالب إذا عزم على التفقه، أن يحرص كل الحرص على تلقي العلم من أفواه العلماء
وعليه أن يجتنب الصُّحُفيين ، وهم الذين تلقوا علمهم من الكتب ، ولم يجلسوا بين يدي
الشيخ ، ولم يجثوا على الركب في حلقات العلم .
قال سليمان بن موسى : ( كان يقال : لا تقرؤوا القرآن على المصحفيين ، ولا تحملوا
العلم عن الصحفيين ).
وعلى طالب العلم أن يجتهد في اختيار الشيخ الصالح في عقيدته ومنهجه وسلوكه .
قال الزرنوجي – رحمه الله - : ( فينبغي أن يختار الأعلم والأورع والأسن كما اختار أبو
حنيفة – رحمه الله – حماد بن سليمان – رحمه الله – بعد التأمل والتفكر، وقال : وجدته
شيخاً وقوراً حليماً صبوراً ، وقال : ثبتُّ عند حماد بن سليمان فنبتُّ ) .
وعليك بالأدب معه ، فإن ذلك عنوان الفلاح والنجاح ، والتحصيل والتوفيق .
فليكن شيخك
محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف ، فخذ بمجامع الأدب مع شيخك في جلوسك معه ،
والتحدث إليه ، وحسن السؤال ، والاستماع ، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ،
وترك التطاول والمماراة أمامه ، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده ، أو
مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك ، أو الإلحاح عليه في جواب ، متجنباً الإكثار من
السؤال لا سيما مع شهود الملأ ؛ فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل ، ولا تناديه باسمه
مجردا ، أو مع لقبه بل قل : " يا شيخي ، أو يا شيخنا " .
وإذا بدا لك خطأ من الشيخ ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك ، فإنه سبب لحرمانك من
علمه ، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً " .
فالـعلم عند السـلف : (( عـلمٌ وتربـية )) .
والذي يستطيع أن يجمع لك بينهما هو شيخك
فإذا لم يجد الطالب عالماً يتفقه عنده ، ويتعلم منه ، ولم يستطع الرحلة إلى غير بلده ، فعليه بأمور :
(1) يكون مكتبةً متنوعة الفنون والموضوعات ، من كتب التوحيد ، وكتب التفسير ، وكتب
الأحاديث ، والفقه ، والسيرة ، والتراجم والرجال , وغير ذلك مما له صلة بتحصيل علم
شريعة الإسلام .
قــوام مكـتبة طـالب العـلم:
عليك بالكتب المنسوجة على طريق الإستدلال، والتفقه في علل الأحكام، والغوص على
أسرار المسائل.
وأجلها كتب الشيخين:
شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله – وتلميذه ابن قيم الجوزية- رحمه الله-.
وعلى الجادة من قبلُ ومن بعد، كتب:
1-الحافظ ابن عبد البر المتوفى سنة 463 –رحمه الله- وأجل كتبه ( التمهيد ).
2-الحافظ ابن قدامة المتوفى سنة 620-رخمه الله- وأرأس كتبه( المغني ) .
3-الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 –رحمه الله- .
4-الحافظ ابن كثير المتوفى سنة774 –رحمه الله- .
5-الحافظ ابن رجب المتوفى سنة 795 – رحمه الله- .
6-الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 852-رحمه الله - .
7-العلامة الصنعاني المتوفى سنة 1182-رحمه الله – لا سيما كتابه النافع( سبل السلام).
8-الحافظ الشوكاني المتوفى سنة1250-رحمه الله - .
9-الإمام محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 1206 –رحمه الله - .
10- العلامة صديق حسن القنوجي المتوفى سنة1307 –رحمه الله- .
11-العلامة محمد الأمين الشنقيطي المتوفى سنة 1393- رحمه الله-لا سيما كتابه
( أضواء البيان ).
(2) سماع الأشرطة العلمية لأئمة الدعوة، كأمثال : الإمام الجامع ابن باز-رحمه الله –
والإمام المحدث الألباني – رحمه الله – وإمام الفقه والأصول شيخنا ابن عثيمين-رحمه
الله -، وغيرهم من أئمة الإسلام .
(3) الاستفادة من وسائل الإتصال المعاصرة ، فيسأل الطالبُ العلماءَ في غير بلده عن
الكتب التي يشتريها ، والمسائل العارضة التي أشكل عليه فهمها ومرادها .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والثبات ، وأن يرينا اليوم الذي تكونوا فيه من علماء المسلمين
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين .
<span style='color:red'>مقتبس بتصرف من حلية طالب العلم للعلامة : أبو بكر زيد , ومن كلام الشيخ : محمد بن
حسين يعقوب, والأخ الفاضل : أبوعبدالرحمن, حسن بن محمد بن يوسف .</span></div>
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<span style='color:red'><div align="center">•·.·°¯`·.·• نهايةالحلقة السادسة •·.·°¯`·.·•</div></span>
سنا البرق
10 Jul 2004, 07:55 AM
<div align="center">•·.·°¯`·.·• الحلقة السابعة •·.·°¯`·.·•</div>
<div align="center"><img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<span style='color:blue'><div align="center">
( المنهجية في طلب العلوم الشرعية)
كثير من طلبة العلم يخبط خبط عشواء بسبب افتقاده للمنهجية في التعلم ، فهو لا يعرف ماذا
يدرس ؟ بماذا يبدأ ؟ ما هي الكتب التي عليه أن يقتنيها ؟
والأمر سهل ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ فإنَّ سلفنا الصالح قد قيدوا في ترتيب العلوم مصنفات
لبيان هذه المسألة .
(( ولابد أن تعرف قواعد السير حتى لا يتعثر جوادك ))
أولا : العلم كثير ، والعمر قصير ، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل ، ولا تتعدَّ .
ثانيًا : خذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات .
ثالثًا : علومنا كلٌ واحد فلا تركن لجانب دون الآخر .
رابعًا : علومنا منها علوم وسائل ، ومنها علوم ثمرات ، فابدأ بالبذر ، واصبر في زمان
السقي ، وأرتقب حصول الثمرة لتحصدها .
خامسًا : لابد من المنهجية والمرحلية ، فلكل علم ثلاث مراتب : اقتصار ، واقتصــــــاد
واستقصاء , فهن ثلاث : للمبتدئ ، والمتوسط ، والمنتهي .
ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة ، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة
، وتلك آفة التَّسرع والعجلة ، فلا تعجلْ .
سادسًا : قدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات على المندوبات ، وإياك ومكروه ناهيك
عن حرام .
سابعًا : لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك ، يبصِّرك بمفاتيح العلوم .
ثامنًا : لكل علم وفن مصطلحاته ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، فاحرص على اقتناء معاجم
المصطلحات ، واجعل لكل علم دفترًا عندك ، ودوِّن فيه كل مصطلح جديد .
تاسعًا : لا يمر بك يوم دون تحصيل ، فوقتك رأس مالك ، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه**** وأراه أسهل ما عليك يضيع
عاشرًا : الكتاب خير جليس ، وأفضل أنيس ، فلا تقرأ قراءة الغافل ، بل حادثه وحاوره ، لا
تكن كالإسفنجة تتشرب كل شيء ، بل كن كالقارورة المصمتة ، تبصر من وراء حجاب .
مقتبس من منطلقات طالب العلم , جمع وترتيب فضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب.</div></span>
<div align="center"><img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<div align="center">•·.·°¯`·.·• نهاية الحلقة السابعة •·.·°¯`·.·•</div>
سنا البرق
11 Jul 2004, 07:38 AM
<div align="center">•·.·°¯`·.·• الحلقة الثامنة •·.·°¯`·.·•</div>
<div align="center"><img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<span style='color:darkblue'><div align="center">
( الجدول العلمي في كل فن )
تبيهات :
1) ما يذكر من الكتب ليس ملزمًا فقد يكون هناك كتابًا آخر على نفس المستوى والشاكلة ،
فاستنصح من خبير بالفن ليدلك .
2) عليك باقتناء الطبعات المحققة لاسيما لأئمة المحققين كالشيخ / أحمد شاكر
والشيخ / الألباني ، والشيخ/ محمود شاكر ـ رحمهما الله ـ والأستاذ / عبد السلام هارون ،
ومحمد أبو الفضل إبراهيم وغيرهم فاستبصر .
( حفظ القرآن الكريم )
قال أهل العلم : أول العلم حفظ القرآن .
فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً ، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على
الجملة ، لكنَّا نقول بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا ، فإذا تقاعس هؤلاء فمن
يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة ؟
1) ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة ، واستغلال الأوقات المباركة كالسحر والبكور ،
والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك صورة تتابع الآيات في الصفحة ،
ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة والقيام والسير في الطرقات ، وغض البصر فإنَّه من
أكثر المعينات لحفظ العلوم كافة .
2) تأدب بآداب حفظ القرآن ، واقتنِ في ذلك ، " التبيان في آداب حملة القرآن " للإمام
النووي ـ رحمه الله ـ
3) استثمر سني الحفظ الذهبية ( حتى الثالثة والعشرين من عمرك ) ، ومن فاتته فلا ييأس
، فالموفق من وفقه الله تعالى ، واستعن بالله ولا تعجز, ومن الكتب النافعة في مسألة حفظ
القرآن .
القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم , للشيخ /عبد الرحمن عبد الخالق .
عون الرحمن في حفظ القرآن, للشيخ / أبو ذر القلموني .
*******
( أحكام التلاوة والتجويد )
* لابد من المشافهة في تعلم هذا العلم .
* اتقن قراءة من القراءات كحفص عن عاصم .
ابدأ : بمتن تحفة الأطفال فاحفظها
ومن شروحه :
فتح الأقفال شرح متن تحفة الأطفال , للناظم سليمان الجمزوري .
بغية الكمال شرح تحفة الأطفال, للشيخ / أسامة عبد الوهاب .
( حفظ متن الجزرية)
ومن شروحه
" فتح المريد في علم التجويد " لعبد الحميد يوسف منصور .
وانتهِ : بهداية القاري إلى تجويد كلام الباري, للشيخ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي.
(علوم القرآن )
ابدأ بـ : لمحات في علوم القرآن , لمحمد الصباغ .
مباحث في علوم القرآن , لصبحي الصالح أو لمناع القطان .
ثنَّ بـ : التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن , لطاهر الجزائري .
ثمَّ : الإتقان في علوم القرآن , للسيوطي .
وانته بـ : البرهان في علو القرآن ,الزركشي .
( أصول التفسير )
ابدأ بـ : رسالة في أصول التفسير, للشيخ ابن تيمية .
ثنِ بـ : بحوث في أصول التفسير, لمحمد الصباغ .
وأخيرًا : قواعد التفسير جمعًا ودراسة , لخالد بن عثمان السبت فإنَّه جيد في هذا الباب .
( كتب التفسير )
من الكتب التي أرخت تأريخًا طيبًا لحركة التفسير " كتاب التفسير والمفسرون "
للشيخ / محمد حسين الذهبي ، وهو كتاب جيد على الحقيقة .
أما كتب التفسير ذاتها
فابدأ بـ : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان , لعبد الرحمن السعدي .
ثمَّ تيسير العلي القدير مختصر تفسير ابن كثير , لنسيب الرفاعي .
ثنِ بـ : محاسن التأويل , للقاسمي .
انتهِ بـ : جامع البيان , لابن جرير الطبري .
( علوم السنة )
1) لا تشتغل بالحديث قبل حفظ القرآن وأخذ نصيبك منه .
2) لا تعمد إلى الاشتغال بفروع تخصصية قد سدَّها غيرك ، فتشتغل بمفضول عن فاضل .
3) الحديث بحر لا ساحل له فالنَّهل من السنة تفنى الأعمار دون الإتيان على آخره .
4) لابد أن تكون لك حصيلة ضخمة من الأحاديث النبوية تتكاثر مع الوقت ، فالسنة لواؤك ،
وبها يقوم منهجك .
دواوين السنة
ابدأ بـ : الأربعين النووية فاحفظها
واستأنس بشرحها المبارك " جامع العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي .
ثمَّ : عليك بـ " رياض الصالحين " فإنَّه كتاب مبارك ، كتاب منهج ، سلفي محض .
واستأنس بشرحه " نزهة المتقين شرح رياض الصالحين " في مجلدين لمجموعة من
العلماء ، ولشيخنا ابن عثيمين شرح حديث عليه فاقتنه .
ثمَّ : " الترغيب والترهيب " للمنذري ، وقد خرج تحقيق الشيخ الألباني لجزء منه .
ثمَّ : عليك بالكتب الستة :
قال بعض شيوخنا : لا يجاوز طالب العلم الخامسة والعشرين إلا وقد أتى على الكتب الستة
قراءة وفهمًا ، فعليك بـ :
صحيح البخاري مع شرحه الماتع " فتح الباري " .
صحيح مسلم مع شرح الإمام النووي له .
جامع الترمذي وشرحه " تحفة الأحوذي " للمباركفوري .
سنن أبي داود وشرحه " عون المعبود " لشمس الدين آبادي .
سنن النسائي وشرح السيوطي عليه .
وسنن ابن ماجه وشرح السيوطي عليه أيضًا .
واستأنس في السنن الأربعة بجهود العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في تصحيحها وتضعيفها .
ثمَّ تنتهي بمرحلة " المعاجم والمسانيد والمصنفات " كمعاجم الطبراني الثلاثة ، ومسند
الإمام أحمد ، ومسند البزار ، ومسند أبي يعلى ، ومصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي
شيبة .
ولا يفوتك " الجامع الصغير وزياداته " للسيوطي ، مع تحقيق الشيخ الألباني في " صحيح
الجامع الصغير " و " ضعيف الجامع " فإنَّه كتاب لا يخلو منه بيت داعية ولا طالب علم
فضلاً عن عالم ، ويمتاز بسهولة وقصر أحاديثه فيمكنك حفظ طائفة هائلة من " صحيح
الجامع " تكوِّن حصيلة جيدة لك .
والكتاب مرتب على حروف الهجاء ، وقد رتبه الأخ / عوني نعيم الشريف على الموضوعات
، وخرج في أربعة مجلدات باسم " ترتيب احاديث الجامع الصغير وزياداته " .
( مصطلح الحديث)
ابدأ بـ : تيسير مصطلح الحديث , لمحمود الطحان .
واحفظ : البيقونية ، واقننِ شرح الشيخ ابن عثيمين عليها .
ثمَّ : نخبة الفكر وشرحها نزهة النظر لابن حجر العسقلاني .
ثمَّ : الباعث الحثيث لابن كثير ، أو قواعد التحديث للقاسمي .
ثمَّ : متن التقريب للإمام النووي ، وشرحه الجامع " تدريب الراوي " للسيوطي .
وأخيرًا : ألفية العراقي . وشرحه " فتح المغيث " للسخاوي .
وفي علوم الحديث بشكل عام اقتنِ " مباحث في علوم الحديث " للشيخ/ مناع القطان .
واقتنِ :
أصول التخريج , لمحمود الطحان .
التأصيل , لبكر أبو زيد ( خرج منه مجلد واحد فقط ) .
( علم التوحيد أو العقيدة )
ابدأ بـ : 200 سؤال وجواب في العقيدة .
ثمَّ : رسالة " العقيدة الصحيحة " للشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ
ثم َّ : شرح العقيدة الواسطية لخليل هراس .
وللشيخ ابن عثيمين مجموعة في (33 شريطًا ) في شرح الوسطية فاقتنه مع الكتاب .
ثمَّ : احفظ " كتاب التوحيد " لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وشروحه كـ " فتح
المجيد " ، " وتيسير العزيز الحميد "
ثمَّ : معارج القبول للحافظ أحمد حكمي .
ثمَّ : شرح العقيدة الطحاوية. لأبى العز الحنفي.
إلى أن تنتهي بكتب سلفنا الرائعة مثل :
السنة . لابن أبي عاصم .
الإبانة . لابن بطة .
شرح أصول أهل السنة والجماعة للالكائي.
وفي بعض المباحث المهمة :
في الولاء والبراء : اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية .
في الاسماء والصفات القواعد المثلى في الاسماء الحسنى للشيخ ابن عثيمين .
العذر بالجهل للشيخ / أحمد فريد .
القضاء والقدر شفاء العليل لابن قيم الجوزية .
مسألة العلو اجتماع الجيوش الإسلامية لابن قيم الجوزية ، وكتاب " العلو
للعلى الغفار " للحافظ الذهبي ، مع مختصره للشيخ الألباني .
وبالجملة ليكن لك من كتب ورسائل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأئمتنا منهلاً
عذبًا ليصفو اعتقادك وفق عقيدة السلف الصالح .
( الفقه )
في الفقه الحنفي : " مختصر القدوري " المسمى بـ " الكتاب " مع شرحه " اللباب
في شرح الكتاب " للشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني .
ثمَّ " بداية المبتدي " وشرحه " الهداية شرح بداية المبتدي " للمرغيناني ، وشرحها
" العناية " للبابرتي .
ثمَّ " بدائع الصنائع " للكاساني .
وينتهي بموسوعة الفقه الحنفي " المبسوط " للسرخسي ، و" حاشية ابن عابدين "
المسماه بـ " حاشية رد المحتار على الدر المختار "
وفي الفقه الشافعي : " متن أبي شجاع " أو يحفظ " متن المهذب " للشيرازي .
ثم عليه بـ " الروضة " ، و " منهاج الطالبين" للإمام النووى –رحمه الله- .
فأما " الروضة" ، فهو مختصرُ من كتاب " فتح العزيز شرح الوجيز" للرافعىِّ .
وأمَّا " المنهاج " ، فإنه من الكتب المعتمدة عند المتأخرين من فقهاء الشافعية وهو
مختصر لكتاب " المحرر " للرافعى كذلك .
ثم عليه بـ " المجموع شرح المهذب " للإمام النووى أيضاً وهو أصلُ عظيمُ فى المذهب
كله.
وفي الفقه المالكي : " رسالة ابن أبي زيد القيرواني " المسماه بـ ( باكورة السعد ) أو
( مختصر خليل ) .
ثم عليه بـ :" مواهب الجليل شرح مختصر الخليل " للحطَّاب، وهو من
أشهرشروح "مختصر الخليل" .
ثم عليه بـ :" الشرح الكبير على مختصر الخليل " لأحمد بن محمد بن محمد بن احمد
العدوى المالكى الشهير بالدردير ( ت 1201 ه ) ، وهو من الشروح المعتمدة فى المذهب.
ثم " حاشية الدسوقى على الشرح الكبير" لابن عرفة الدسوقى ( ت 1230 ه ) .
ومن الكتب الحديثة :
" مواهب الجليل من أدلة الخليل " للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطى – وهو ابن عام
صاحب " أضواء البيان" ، وطبعته إدارة إحياء التراث الإسلامى بقطر .
وفي الفقه الحنبلي : متن " عمدة الأحكام " لابن قدامة المقدسي ، وشرحه " العدة "
ثمَّ " المقنع " لابن قدامة وشرحه " الروض المربع " .
ثمَّ " الكافي " لابن قدامة أيضًا .
وينتهي بـ " المغني " لابن قدامة ، الذي يعد مرجعًا مهم في الفقه المقارن ، وأنت ترى أنَّه
في آخر الطريق ، وللأسف الشديد يبدأ به الكثيرون .
لا بأس في مرحلة متقدمة من الاستئناس بـ
" فقه السنة " للشيخ / سيد سابق ، مع تعليقات الشيخ / الألباني في " تمام المنة "
" سبل السلام " للصنعاني .
وعلى طالب الفقه المتقدم متابعة المجلات الفقهية المتخصصة ، وإصدارات المجامع
الفقهية العالمية ، كالمجمع الفقهي بمكة ، وفتاوى اللجنة الدائمة بالمملكة العربية
السعودية ، وفتاوى دار الإفتاء المصرية ، والقراءة في الأبحاث العصرية للاطلاع على
رأي فقهاء العصر فيما يجد .
( أصول الفقه)
1) لا يتعلم الأصول إلا بعد الانتهاء من المرحلة الأولى في الفقه ليتصور طالب العلم
الفروع الفقهية في البداية ، ثمَّ يتعلم كيفية تأصيل الأصول ، وتخريج الفروع من الأصول .
2) قد يحتاج طالب العلم إلى دراسة منطقية أو كلامية ليحسن التعامل مع كتب الأصول التي
استقت من المنطق والكلام .
كيف تطلب علم الأصول ؟
ابدأ بـ : " أصول الفقه " لعبد الوهاب خلاف أو لأبي زهرة ، أو لأحمد إبراهيم ، ثمَّ
للخضري .
ثمَّ : " أصول الفقه " لأبي النور زهير .
ثمَّ : " معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة " لمحمد حسين الجيزاني .
والحنفي المذهب :
عليه بحاشية " التلويح على التوضيح " للتفتازاني .
" والتقرير والتحبير " للكمال بن الهمام .
ومن عداه عليه بـ : " نهاية السول " للإسنوي الشافعي ، " وجمع الجوامع " لتاج الدين
السبكي .
وتنتهي عند أفضل ما ألِّف في الأصول ومقاصد الشريعة " كتاب الموافقات " للإمام
الشاطبي .
وفي قضية مقاصد الشريعة لا بأس بكتاب " مقاصد الشريعة " للطاهر بن عاشور أو لعلال
الفاسي.
ومن هذا الباب كتاب " مقاصد المكلفين " للدكتور/ عمر الأشقر .
وهو بحثُ مفيدُ ماتعُ عليك به، ولو أن تسطره بيدك لكان أولى.
(علوم اللغة)
1) علوم اللغة متشعبة ، والمجتهد في اللغة مجتهد في الشرع كما قال الشاطبي .
2)إنَّما سقمت الأفهام يوم صرنا أعاجم فلا تقل : علوم لغة ، وعلوم شرع ، فعلوم اللغة
جزء خطير من علوم الشريعة ، فعليها مدار ضبط الأفهام فتنبه .
( علم النحو )
ابدأ بـ : " الأجرومية " فاحفظها ، واستأنس بشرح " التحفة السنية " عليها للشيخ /
محمد محيي الدين عبد الحميد .
ثمَّ : " قطر الندى " لابن هشام .
ثمَّ : " شذور الذهب " له أيضًا .
وفي المرحلة الثانية
ابدأ بـ : حفظ الألفية وتدرج مع شروحها .
شرح ابن عقيل ، ثمَ شرح الأشموني ، ثمَّ حاشية الصبان .
وفي المرحلة الثالثة
عليك بـ " مغني اللبيب " لابن هشام ، و " المفصل " لابن يعيش ، وأخيرًا " الكتاب "
لسيبويه .
( علم الصرف)
ابدأ بـ " شذا العرف في علم الصرف "
ثمَّ " لامية الأفعال " ، وكثير ممَّا مرَّ ذكره من الكتب النحوية تحوي مباحث علم الصرف
المختلفة .
( علم البلاغة )
ابدأ بـ " البلاغة الواضحة " لعلي الجارم .
ثمَّ " مقدمة تفسير ابن النقيب " تحقيق د/ زكريا سعيد علي .
ثمَّ " أسرار البلاغة " و " دلائل الإعجاز " كلاهما لعبد القاهر الجرجاني بتحقيق
الشيخ / محمود محمد شاكر .
في غريب الكتاب والسنة .
المفردات في غريب القرآن , الراغب الأصفهاني .
النهاية في غريب الأثر, لابن الأثير .
( المعاجم)
اقتنِ " مختار الصحاح " لا يفارقك جيبك .
ثمَّ ابدأ في التعامل مع المعاجم المختلفة بأنواعها :
كالوسيط والوجيز ، ولسان العرب لابن منظور ، والبحر المحيط للفيروز آبادي .
( الأدب)
ابدأ بـ " حفظ المعلقات السبع " لتكوِّن حصيلة لغوية جيدة .
اقرأ في " خزانة الأدب " للبغدادي ، " صبح الأعشى " للقلقشندي ، ودواوين أبي الطيب
المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي العتاهية وغيرهم من الشعراء ، تجنب الرديء المخالف
، والتمس من أشعار الحكمة ما ينفعك .
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما يعلمنا ، وأن يزيدنا علمًا .
مقتبس بتصرف يسير من منطلقات طالب العلم , جمع وترتيب
فضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب</div></span>
<div align="center"><img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<div align="center">•·.·°¯`·.·• نهايةالحلقة الثامنة •·.·°¯`·.·•</div>
سنا البرق
12 Jul 2004, 08:26 PM
<span style='color:red'><div align="center">
•·.·°¯`·.·• الحلقة الأخيرة •·.·°¯`·.·•</div></span>
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<div align="center">
( ثمـــــــرة العلـــــــــم )
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبُّه بالكرام فلاح
قوموا اقرعوا بالعلم أبواب العلا *** لا تقصروا عن همة القرَّاع
واستعذبوا شوك المنايا في اجتنا *** ورد الأماني رائق الإيناع
وتعلموا فالعلم معراج العلا *** ومفاتح الإخصاب والإمراع
وإذا علمتم فاعملوا فالعلم *** لا يجدي بلا عمل بحسن زمام
إن لكل شيء ثمرة، وثمرة العلم العمل والتبليغ، وعلم بلا عمل كشجر بلا ثمـــــــر
هتف العلم بالعمل *** إن أجابه وإلا ارتحل
* من كتم علمُه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة وما أحوج الأمة في حاضرها إلى
الدعوة إلى الله -جل وعلا-. ما أحوج الأمة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على
بصيرة، على علم مستوعب للشرع والواقع والبيئة وأحوال الناس.
* إن تبليغ هذا الدين، يروض النفوس ويكسبها الصبر، ويكسبها الحلم والطمأنينة
والسكينة؛ إذ إنه ولابد من مخالطة المدعوين، لابد من الصبر على أذاهم، والحنو عليهم
لانتشالهم مماهم فيه، ومن يبني غيره هو أحق بأن يكون ثابت البناء، لا يُزحزَح بسهولة.
* الحكمة مطلوبة، وهي وضع الشيء في موضعه (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ) فالشدة في موضوعها حكمة، والرفق في موضعه حكمة، وما كان في شيء إلا
زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
* رَبِّ نفسك وربِّ الناس، وابنهم على صغار العلم قبل كباره؛ فإن غذاء الكبار –كما يقال-
سم الصغار، فلو قدمت لقمة لحم لرضيع لربما تقتله فلينتبه لذلك.
" لابد التدرج في طلب العلم؛ فالقفزات المحطمة لا خير فيها".
* حدد الهدف مع الدراسة والتخطيط؛ لاتخاذ الوسائل المناسبة الموصلة إلى الهدف، ومثل
الذين يعلمون من غير تحديد لأهدافهم كمثل إنسان يضرب في الصحراء دون أن يكون معه
دليل يرشده أو قائد يهديه، ولا شك أنه سيظل يسير حتى يَمَلَّ السير، ويضرب في الأرض
حتى يضطرب ويختل، وعندئذ يتمنى لو يعود من حيث أتى، وهيهات هيهات، ولاشك أن
الهدف هو نشر دين الله في الأرض كما أمر؛ فلابد من وسائل صحيحة سليمة ومقدمات
معينة توصل للهدف المطلوب، وهي غير خافية على المسلم البصير.
* ليس كل ما يعرف يقال، ولكل مقام مقال، حدثوا الناس بم يعرفون. أتريدون أن يُكذَّب الله
ورسوله؟
* علينا أن نتعرف على طبيعة الأرض قبل أن نحرث فيها الحرث؛ بمعني أن نكون على
معرفة بأحوال المدعوين النفسية، وظروفهم الاجتماعية، ودراسة البيئة التي ندعو فيها،
وخير قدوة لنا في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي كان على علم بالأفراد؛
فتعلمون في صلح الحديبية يوم يأتي أحد المشركين للصلح، فيقول النبي -صلى الله عليه
وسلم-: هذا رجل فاجر، فكان كما قال -صلى الله عليه وسلم- ولم يجعل معه شيء قال:
ويأتي آخر، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "هذا رجل متألِّه ابعثوا الهدي في وجهه"،
فبعثوا الهدي في وجهه، فرجع وهو يقول: ما كان لمثل هؤلاء أن يُصَدُّوا عن البيت، ويأتي
[سهيل]، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سَهُل أمرُكم؛ فكان الصلح."
بل إنه –صلى الله عليه وسلم- هو الأسوة كان يدرس نُظُم الحُكم والبيئات التي هي حواليه،
فيقول لأصحابه: "إن في <الحبشة> ملكًا لا يُظلم عنده أحد" فيأمرهم بالهجرة إليه، ويقول
[لمعاذ]: إنك تأتي قومًا أهل كتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله .
* المنبر من أعظم وسائل الدعوة إلى الله، لكنه ليس الوسيلة الوحيدة؛ فهناك الرسائل،
وهناك الهاتف والملصقات والكتب واللقاءات والأشرطة، وما الأشرطة؟ مالئة الدنيا ونافعة
الناس قال فيها أحد العلماء:
وفي كل زمان مضى آية *** وآية هذا الزمان الشريط
* الترفع عن مجاراة السفهاء؛ إذ كيف يجاري العالم السفيه؟ وكيف يعامل الحليم من فقد
الحلم؟ وكيف يباري الخَلُوقُ سيئ الخلق؟ إنه إقحام للنفس في ميدان لا تقبل فيه السلامة،
ولا تؤمن فيه العاقبة؛ فأمسك -أيها الداعية ويا طالب العلم- عن مخاطبة السفهاء،
ومجاراة السفهاء، والتورُّط معهم، فهم موجودون في كل عصر، وهم موجودون في كل بيئة
يشاغبون مع كل داعية، لا يخلو منهم جيل، ولذا نبه القرآن الكريم على خطرهم، وحذر
عن مجاراتهم ومناقشاتهم فقال: (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
* لا تلتفت إلى الوراء؛ فإن وراء الداعية نعيقًا وعواءً للباطل لو التفت إليه لربما تأثر به،
ولربما ضعف سيره به وانشغل به عمَّا هو أهم منه، ولذا ضرب [ابن القيم] –عليه رحمة
الله- مثلاً للمتلفت لنعيق الباطل بالظبي، ومثل أهل الباطل بالكلب، فيقول: الظبي أشد سعيًا
من الكلب، لكن الظبي إذا أحس بالكلب وراءه التفت إليه، فضعف سعيه، فأدركه الكلب،
وهو أبطأ منه؛ فالسالك لهذا الطريق ليس في وقته متسع لتشتيته هنا وهناك؛ فكيف يتأثر
بأقاويل وادعاءات المبطلين.
* لابد للطلب والدعوة من صبر عظيم كصبر الجماد، وليكن معزيك ما يجده الصابر عند ربه
يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
إن المريض ليتجرع الدواء المرَّ لا يكاد يسيغه؛ أملاً في حلاوة العافية ولو بعد حين .
صبرت ومن يصبر يجد غبِّ صبره *** ألذ وأحلى من جنى النحل في الفم
* المداومة على العمل وإن قل؛ لأن المداومة على الأعمال الصالحة والاستمرار عليها
تثبيت وترويض للنفس البشرية لمواجهة أعباء الطريق وتكاليفه، وصرفٌ لمكايد الشيطان
ونوازعه، ولذا لمَّا سئل رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: أي الأعمال أحب إلي الله؟
قال: "أدومها وإن قل " كما روي [البخاري]، ويقول صلى الله عليه وسلم " أديموا الحج
والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد " فإذا عود المرء نفسه
على الفضائل انقادت له –ولاشك-، وإذا تهاون فأقدم مرة وأحجم مرة كان إلى النكوص
أقرب، والشيطان إذا رآك مداومًا على طاعة لله –عز وجل- فبغاك وبغاك؛ فإن رآك مداومًا
مَلَّكَ ورفضك، وإن رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك؛ فداوم على الطاعات؛ فإن الله من
فضله وكرمه أنه إذا جاء ما يصرفك عن أداء الطاعات من عجز ومرض وفتنة؛ فإن الأجر
يجزيه الله -تعالى- لك كما كنت صحيحًا كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في
البخاري " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا " .
* مجالسة من رؤيتهم تذكر بالله -عز وجل-؛ فمجالستهم تريك ما في نفسك من قصور
وضعف وعيوب؛ فتصلحها وتهذبها؛ فهم زينة الرخاء وعدة البلاء يذكرونك إن نسيت،
ويرشدونك إن جهلت، يأخذون بيدك إن ضعفت، مرآة لك ولأعمالك، إن افتقرت أغنوك، وإن
دعوا الله لن ينسوك "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" من جالسهم وأحبهم أذاقه الله حلاوة
الإيمان التي فقدها الكثير، وأحلوا بدلاً منها حبَّ المصلحة التي تنتهي بنهاية المصلحة، إذا
رأيت هؤلاء خشع قلبك، واطمأن وسكن ووصل إلى ما يصل إليه سلفنا -أحيانًا- يوم يجد
أحدهم حبيبه في الله؛ فيتهلل وجهه بشرًا وفرحًا، ويفيض دمعه حينما يرى أحد جلاَّسه،
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فإذا ظفرت -أخي- بمجالسة مثل هؤلاء؛ فأحبهم وأخبرهم
أنك تحبهم واطلب الدعاء منهم في حال الفراق في ظهر الغيب، وأطلق وجهك عند لقائهم،
وابدأهم بالسلام، ونادهم بأحب الأسماء والكُنَي لديهم، وأفسح لهم في المجلس، وزرهم
بين آونة وأخري؛ فالثمرة اليانعة لمجالسة من يذكرونك بالله يقصر العبد عن إحصائها،
ويكفي أنها تجعلك تذوق حلاوة الإيمان، وتدخلك في السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا
ظله (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ومنها طلب الوصية من الصالحين يوم يُقيِّض الله للمرء رجلا
صالحًا يعظه، يثبته الله وينفعه بتلك الكلمات، فتنبني نفسه، وتُسدَّد خطاه يوم يتعرض لفتنة
أو بلاء من ربه ليمحصه به.
* التفكر في ملكوت الله والاستئناس بمناجاة الله عن مناجاة الخلق في قيام ليل والناس نيام،
في صلاة في بيتٍ عدا المكتوبة، في ذكر الله، في خلوة، فإن في ذلك صفاء للذهن وسلامة
من آفات الرياء والتصنع للناس والمداهنة وفيه بعد عما يتعرض له الإنسان غالبًا
بالمخالطة من غيبة ونميمة ولهو وضياع وقت ومداهنة، ولعل المرء في خلوة يذكر الله
فتفيض عيناه من خشية الله؛ فيكون من السبعة الذي يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله،
ومع هذا فإن مخالطة الناس والصبر على أذاهم خير -كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم-
ولكن اخلُ وخالط، وكلٌ له وقته.
* الدعاء هو العبادة –كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- ففيه الذل والخشوع والانكسار
بين يديْ رب الأرباب ومسبب الأسباب، هو الذي يجعل من الداعي رجلاً يمشي مرفوع
الهامة والقامة، لا يخضع لأحد دون الله –الذي لا إله إلا هو- وهو من صفات عباد الله
المتقين الذين يعلمون أن القلوب بين إصبعيْن من أصابع الرحمن يقلِّبها كيف يشاء؛ فكان
لسان الحال والمقال: "يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك" هلاَّ تحسسنا وتلمسنا مواطن
وأسباب إجابة الدعاء؛ لعلنا نحظى بنفحة ربانية تكون بها سعادة الدنيا والآخرة، في ثلث ليل
آخر، والناس هاجعون، والناس نائمون.
فقد روى الثقات عن خير الملا *** بأنه عز وجل وعلا
في ثلث الليل الأخير ينزل *** يقول هل من تائب فيُقبِل
هل من مسيء طالب للمغفرة *** يجد كريمًا قابلاً للمعذرة
يَمُنُّ بالخيرات والفضائل *** ويستر العيب ويعطي السائل.
* أسئ الظن بنفسك يا عبد الله؛ لأن حسن الظن بالنفس يمنع عن كمال الإصلاح ويرى
المساوئ محاسن والعيوب كمالاً، ولا يسيء الظن بنفسه إلا من عارضها، ومن أحسن ظنه
بنفسه هو في أجهل الناس بنفسه، وكم من نفس مستدرجة بالنعم، وهي لا تشعر مفتونة
بثناء الجُهَّال عليها، مغرورة بقضاء الله حوائجها وستره عليها.
ألا فابنوا على التقوى قواعدكم *** فما يُبْنَى على غير التقى متداعٍ
اللَّهم أنت خلقت أنفسنا وأنت تتوفاها؛ فزكِّها أنت خير من زكَّاها، فزكِّها أنت خير من زكاها،
فزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها بما
تحفظ به أنفس الصالحين، وإن أمَتَّها فاغفر لها وارحمها وأنت خير الراحمين، اللهم أتمم
لنا العافية في الآخرة والدنيا والدين، اللهم أتمم لنا العافية في الآخرة والدنيا والدين، أنت
ولينا توفَّنا مسلمين وألحقنا بالصالحين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسبحانك
اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
مقتبس من كلام فضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني " بتصرف يسير" .</div>
<div align="center">
<img src='http://www.al-wed.com/pic-vb/116.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<span style='color:red'><div align="center">
•·.·°¯`·.·• نهايةالحلقة الأخيرة •·.·°¯`·.·•</div></span>
سنا البرق
18 Jul 2004, 08:28 AM
<div align="center">
<img src='http://members.lycos.co.uk/alwaeeely/39.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
<span style='color:teal'><div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الله عزوجل وأحمده حمداً كثيراً أن وفقني لإنهاء هذه الدورة في الوقت المطلوب مني
فله الحمد من قبل ومن بعد , ومن ثم إعترافاً لإهل الفضل بفضلهم , سأضع لكم الروابط
التي أستفدت منها , وأعلموا رحمني الله وإياكم أنها مواقع طيبة ومفيدة لكل طالب علم ,
وفقني الله وإياكم لطاعته على الوجه الذي يرضاه عنا وختم لنا في جميع الأمور بخير.
المصادر والمراجع
موقع العـــــــــــــــــلم (http://www.3llm.com/main/index.php)
صيد الفوائـــــــــــــد (http://saaid.net/bahth/index.php?query_string=%D8%E1%C8+%C7%E1%DA%E1%E3+&site=0&path=&result_page=index.php&search.x=-29&search.y=6)
الشبكـــــــــــة الإسلامية , الموضوع للشيخ : سلمان العودة . (http://audio.islamweb.net/islamweb/index.cfm?fuseaction=ReadContent&audioid=14347)
إذاعة طريق الإسلام (http://www.islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%D8%E1%C8+%C7%E1%DA%E1%E3&islamway2_r19_c33.x=32&islamway2_r19_c33.y=14)
موقع نــــــــــــداء الإيمان (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=281&CID=1)
الموسوعة العلمية في منهج الطلب (http://www.saaid.net/mktarat/alalm/)
دروس وخطب مسموعة (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=71)
مقالات من موقع لها أون لاين (http://www.lahaonline.com/Studies/DesertedSu/a1-27-06-2003.doc_cvt.htm)
موقع المختار الإسلامي (http://www.islamselect.com/index.php?pg=cats&CR=114&ln=1)
هذه بعض المصادر والمراجع التي أقتطفت منها وبعضها كانت إستئناساً فقط وأضفتها لتعم
الفائدة , والدورة كانت لإيام معدودة كما تعلمون وبطبيعة الحال يصعب في هذه الأيام
القلائل أن نتدارس كيفية طلب العلم ومنهجيته من كل وجه ولكن لعلنا نسدد ونقارب
وأنصحكم ونفسي بمراجعة الروابط والإستفادة منها وخاصة حلية طالب العلم فإن فيها من
الفوائد مالله بها عليم .
وختاماً : أسأل الله السداد والتوفيق وأن يغفر لنا الزلات وأن يعفو عنا ويدخلنا فسيح جناته
وأن يُجيرنا من عذاب النار , ويرحم تقصيرنا وتفريطنا في أمرنا , ويوفقنا ويهدينا حتى نلقاه
وهو راضٍ عنا , هذا وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد
المرسلين. </div></span>
<div align="center">
<img src='http://members.lycos.co.uk/alwaeeely/39.gif' border='0' alt='user posted image' /></div>
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir